الخميس، 30 مارس 2023

من أدلة جواز إخراج القيمة من نقود وغيرها في صدقة الفطر للحنفية وعامة العلماء المعاصرين من المذاهب الفقهية الأخرى المعتبرة:

 من أدلة جواز إخراج القيمة من نقود وغيرها في صدقة الفطر للحنفية وعامة العلماء المعاصرين من المذاهب الفقهية الأخرى المعتبرة:


1.إن عمل الصحابة على جواز إخراج القيمة في صدقة الفطر: روى ابن أبي شيبة في ((مصنفه))2: 398 عن أبي إسحاق السبيعي ـ وهو من مشاهير التابعين، وقد أدرك علياً وجماعة من الصحابة ـ يقول: ((أدركتهم ـ أي الصحابة ـ وهم يعطون في صدقة الفطر الدراهم بقيمة الطعام))، وكان عمل الخلفاء الراشدين كعمر وعلي وغيرهما من كبار الصحابة على ذلك، ومشى العمل على ذلك في زمن الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز .
2.إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ القيمة في صدقة الزكاة، من ذلك أنه قال لمعاذ عند بعثه إلى اليمن: (خذ الحب من الحب والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر)[ المستدرك 1: 546، وصححه، وسنن أبي داود 2: 109، وسنن ابن ماجة 1: 508]، ومع هذا التعيين الصريح منه صلى الله عليه وسلم، إلا أن معاذاً قال لأهل اليمن: ((ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير)) [صحيح البخاري 2: 525]، لعلمه أن المرادَ سد حاجة الفقراء لا خصوص هذه الأعيان، ولذلك قال: ((فإنّه أهون عليكم وخير للمهاجرين بالمدينة))[سنن الدارقطني 2: 100]، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولو كان خلاف الشرع المفترض لما أقرّه، ولأمره برد ذلك إلى أهله ونهاه عنه.
3.إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أغنوهم عن الطواف هذا اليوم)[طبقات ابن سعد 1: 248، ومعرفة علوم الحديث ص131، وسنن الدارقطني 2: 152]. فصرح النبي صلى الله عليه وسلم بعلة وجوب الصدقة وهي إغناء الفقراء يوم العيد، وأفضل شيء في إغناء الفقراء هو توفير النقد لهم في زماننا؛ لأنه الأصل الذي يتوصّل به إلى كلّ شيء من ضروريات الحياة، بخلاف عصر النبي صلى الله عليه وسلم فكان الطعام أفضل في إغناء الفقراء عن الطواف ، وكانوا يتبادلون السلع بعضها ببعض، أضف إلى ذلك الإغناء بيوم العيد؛ ليعم السرور جميع المسلمين، وهذا المعنى لا يحصل اليوم بإخراج الحب الذي ليس هو طعام الفقراء والناس كافة، ولا في إمكانهم الانتفاع به ذلك اليوم، وإنما يحصل المقصود بإخراج المال الذي ينتفع به الفقير في الحال، فكان إخراجه هو الأولى والأفضل. وأيضاً: إن الفقراء يحتاجون إلى الملابس، فلا يحصل لهم الإغناء بإخراج الطعام؛ لانعدام المبادلة في زماننا، وإنما يحصل الإغناء بالنقود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق