السؤال : ما حكم سب الرموز الإسلامية من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين والانتقاص منهم ؟ جزاكم الله خيرا
الجواب: الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛أما بعد:
وأجمع من يعتد بإجماعه من هذه الأمة على حبهم وتوقيرهم والترضي عنهم وحرمة سبهم والانتقاص منهم، قال الله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. [ التوبة: 100].
وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. [الفتح: 29]. وتأمل قوله :{ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}، والى غيرها من الآيات الدالة على فضلهم وعلو مكانتهم .
ومن السّنة قول النبيّ صلى الله عليه وسلم في الصحيحين : ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ)) . متفق عليه
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)) متفق عليه ، وقوله عليه الصلاة والسلام ((أَكْرِمُوا أَصْحَابِي؛ فَإِنَّهُمْ خِيَارُكُمْ)) رواه احمد في المسند والصنعاني في مصنفه وعبد بن حميد في مسنده ،وفي رواية ((احْفَظُونِي فِي أَصْحَابِي)) سنن ابن ماجه ومسند أحمد والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي، وإلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الصريحة بمدحهم والثناء عليهم ، وتعداد فضائلهم جملة وتفصيلاً وهذا غيضٌ من فيض.
فالواجب على المسلم الحق أن يُحبَّ رموز الأمة من صحابة رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- الاخيار الابرار وأهل بيته الأطهار ، وأن يُجلّهم ويترضى عنهم، ويُنزلهم المنزلة اللائقة بهم، ويتجاوز عن ما وقع بينهم ولا يخوض فيه لقوله تعالى: { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }، ولقوله عليه الصلاة والسلام في معجم الطبراني وصححه الالباني : ((إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا...))، ولانّ سبَّهم والانتقاصَ منهم حرامٌ بالإجماع ، وهو إثمٌ عظيمٌ وخطرٌ كبيرٌ قد يُخرج الساب والشاتم لهم من ملّة الإسلام والعياذ بالله تعالى. والله تعالى أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق