• مشروعية استعمال السبحة ( المسبحة )
- سؤال : ما حكم حمل واستعمال السبحة اثناء الذكر والاستغفار والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وءاله وسلم ؟
- الجواب :
#أولا،السُبْحة بضم السين واسكان الباء، خرز منظومة يسبح بها، معروف يعتادها اهل الخير، مأخوذة من التسبيح ،كما قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات.
والذكر بها عمل به جملة من الصحابة، كسعد بن أبي وقاص، وأبي الدرداء،وأبي صفية،والصحابية الجليلة بسرة من المهاجرات، وأم المومنين صفية، وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين، وكل ما ورد في هذه المسألة عن هؤلاء جميعا مقرر في الزهد للامام أحمد، وسنن الترمذي وأبي داود والحاكم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وما صححه السيوطي وطبقات ابن سعد رحمة الله على الجميع .
#ولابأس ان نذكُر في هذه العجالة ماورد في الحلية من أنه كان لابي هريرة خيط فيه ألف عقدة فلا ينام حتى يسبح به........ألخ.
فهؤلاء جملة من الصحابة كانوا يستعملون السُبحة في العد إما بخيط معقود وهو عين السُبحة أو بالحصى أو بالنوى ، وهو أصل في اتخاذ السُبحة للعد.
#واذا كان العد بالسُبحة للذكر عمل هؤلاء السلف، فلا يجوز تسمية اتخاذها بدعة ضلالة، لما يلزم عليه من تضليل هؤلاء الصحابة وهم أعرف الناس بدين الله ممن جاء بعدهم.
ولا فرق في هذا بين السبحة المنظومة والمنشورة ، يقول العلامة علي القاري في "المرقاة" في شرح حديث سعد بن أبي وقاص في هذا الباب، هذا أصل صحيح لتجويز السبحة ،لتقريره صلى الله عليه وسلم تلك المرأة ،اذ لافرق بين المنظومة والمنشورة ......
#وممن نص على جوازها لهذا من العلماء :علي القاري، والسيوطي، وأميرحاج الحلبي، والفاضل زين العابدين بن ابراهيم بن نجيم الحنفي وغيرهم كثير. وقال بعض المشايخ انها سوط الشيطان.
وقال ابن تيمية فمن الناس من كرهه اي التسبيح بها ومنهم من لم يكرهه ،واذا حسُنت فيه النية واحتيج اليه فهو حسن غير مكروه .
#هذا وما قد يهوّل به بعض المنكرين للجواز من الشبه فقد ردها،صاحب "هدية الابرار في سبحة الاذكار" الامام ابو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي رحمه الله بما لايبقي لها ساقا تقوم عليه فلا نطيل بذكرها والرد عليها،لاسيّما وفي ما تقدم من تقرير النبي صلى الله عليه وسلم لاحدى الصحابيات عليها، وعمل الصحابة لايحتاج معه الى شئ من هذا.
فالعجب من الذين ينكرون السُبحة ويبدعون أصحابها مع ما ذكر عن هؤلاء الصحابة والعلماء،هداهم الله.
نعم الذي ينبعي أن يتنبه له ونكون على بال منه ان حمل السُبحة للتظاهر او التلهي او التسلي بها مما ينبغي أن يُنكر ونؤكد على أنها لاحصاء الاذكار والأوراد لا غير.
#وبناء على ماتقدم فان استخدام السُبحة لاحصاء الاذكار والأوراد جائز لاحرج فيه.والله أعلم.