الخميس، 30 مارس 2023

ظ! المذهبية واللامذهبية والفقه المقارن

موقف المسلمين اليوم من المذهبية الفقهية ينقسم إلى ثلاثة مواقف:

الموقف الأول: اللامذهبية بمعنى عدم دراسة الفقه لا أصوله ولا فروعه وإنما الاكتفاء بالانقضاض المباشر على نصوص الكتاب والسنة مع الافتقار إلى علوم الآلة المطلوبة.
الموقف الثاني: المذهبية، وهي اختيار مذهب معين من المذاهب الأربعة ثم التركيز على دراسة أصول فقهه وفروعه إضافة إلى تفسيرات أعلامه للقرآن وشروحاتهم للسنة "هذا فيما يخص مجال الفقه"، ويعتقد كثير من هذه الفئة أن باب الاجتهاد المطلق قد أغلق ولم يعد ممكنا إلا الاجتهاد في المذهب.
الموقف الثالث: موقف أصحاب الفقه المقارن، وهم الذين درسوا أصول الفقه وفروعها للمذاهب الأربعة ثم استطاعوا الوصول إلى الترجيح في القواعد الأصولية وتنزيلاتها إضافة إلى دراسة تفاسير أعلام المذاهب الأربعة للقرآن وشروحهم للسنة ثم بعد ذلك يصلون إلى القدرة على الاجتهاد والترجيح مع عدم الافتقار لعلوم الآلة الفقهية، ويرون أن الاجتهاد المطلق ممكن في كل العصور إنما ينبغي لمن يريد بلوغ مرتبته أن يجمع بين كثرة الدراسة الممنهجة وقوة العقل والتفكير، ويرون أن المسلم كما يقدر على الاجتهاد المطلق في اختيار دينه وإثباته لغير المسلمين فيقدر على إثبات المعرفة الإسلامية ابستمولوجيا وإثبات وجود الله آنطولوجيا ويقدر على الخوض في مختلف العلوم الصعبة كالكسمولوجيا والاسترونومي والثارموديناميك وعلم الموجات والبيولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس والمنطق والفلسفة القديمة والحديثة دون تقليد لأحد فهو من باب أولى قادر على الاجتهاد في معرفة أحكامه الفقهية والاجتهاد في هذا أسهل بكثير من الاجتهاد فيما سبقه، وأنا -صهيب- شخصيا أقول بهذا الرأي الأخير وأحترم من قال بأي رأي من الآراء السابقة إلا أني لا أعتقد العلم بالفقه فيمن قال بالرأي الأول إلا إن عوض ما ضيع دراسته بما ينوب عنه من قوة ذكاء كبيرة وفهم وإتقان للغة والمنطق لدرجة تمكنه من صناعة أصول فقهية جديرة بالاحترام وهذا وإن كان في الذهن ممكنا فإنه يصعب جدا تحققه في الواقع، ومن كان بمثل هذه القوة العقلية لن يعجزه أن يدرس الفقه الموجود وإن لم يرد العمل به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق