الجمعة، 19 ديسمبر 2025

ما حكم التوسل عند السادة الحنابله ؟

 ما حكم التوسل عند السادة الحنابله ؟


1. الإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ)
"يتوسل بالنبي ﷺ، وسل الله تعالى حاجتك متوسلاً إليه بنبيه، لا بأس بذلك."
رواه: أبو بكر المروذي
المصدر: ابن مفلح، الآداب الشرعية (2/285)
2. القاضي أبو يعلى (ت 458هـ)
"يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب، وقيل: يُستحب، وجزم به في الرعاية الكبرى."
لم تُحفظ كتبه بهذا النص لكن نقل عنه المرداوي
المصدر: الإنصاف (2/456)
3. ابن عقيل الحنبلي (ت 513هـ)
"فإنه يتوسل إلى الله تعالى في حاجاته بالنبي ﷺ، وأهل بيته، وأصحابه."
كتاب: الفنون (مخطوط)
نقله: ابن مفلح، الآداب الشرعية (2/285)
4. موفق الدين ابن قدامة (ت 620هـ)
"ويُستحب زيارة قبر النبي ﷺ... ويسأل الله تعالى بحقه."
وفي بعض النسخ: "ويتوسل به إلى الله تعالى."
المغني، ج3، باب زيارة القبور
5. شمس الدين ابن مفلح (ت 763هـ)
"يجوز التوسل بصالح، وقيل: يستحب."
ونقل رواية المروذي عن أحمد: "يتوسل بالنبي ﷺ."
الآداب الشرعية، (285، 2)
6. شمس الدين البعلي (ت 709هـ)
وافق على القول بجواز التوسل وميّز بينه وبين الدعاء المبتدع.
شرح المختصر (مخطوط)
نقله المرداوي في الإنصاف
7. ابن تيمية (ت 728هـ)
نقل عن الإمام أحمد: "يتوسل بالنبي ﷺ، لا بأس بذلك."
ومع أنه مال إلى المنع، فلم يُنكر صحة الرواية.
الرد على الأخنائي، مجموع الفتاوى (1/264)
8. علاء الدين المرداوي (ت 885هـ)
"يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب، وقيل: يستحب ."
الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (2/456)
9. منصور البهوتي (ت 1051هـ)
"ويُسن زيارة قبره ﷺ ... ويسأل الله تعالى به، فيجوز التوسل به، كما نص عليه الإمام أحمد."
كشاف القناع (159، 2)

أرشيف فديوهات بصائر ورسائل فقهية .

















 













































































































































































فتوى للشيخ الالباني يجيز فيها الغناء للنساء بصوت عالي والزغاريد والرقص المحتشم في الاعراس!



























 

الشيخ مصطفى الماتريدي التركي عند قبر سيدنا الحمزة








هل فهم السلف مصدر من مصادر



علماء السلاطين وبعض الدعاة هم صنيعة الاستخبارات؟؟ الشيخ محمد العوضي







































مكانة صحابة رسول الله ﷺ في فكرنا وقلوبنا ؟!

 في صحابة رسول الله، رسالة لكل عاقل منصف يخاف الله


.أكتب هذه الكلمات لطالبي الحق، وكل من يهمه أن يبرئ ذمته قبل موته
:
1-إن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام من العهد المكي، ثم الهجرة المباركة، ثم معارك الإسلام: بدر وأحد والأحزاب، ومعاركه مع اليهود، ثم الحديبية وفتح مكة، كل هذا كان بمشاركة الصحابة وتضحياتهم، فقد ترك المهاجرون ديارهم في مكة، وحاربوا أقرب الناس إليهم، وقد قام الأنصار بما يعجز عنه الوصف من النصرة والإيثار. وقد نص القرآن على ذلك (المهاجرين والأنصار).
.
2-كان دور المنافقين معلوما في المدينة، وكانوا حلفاء لليهود، وقد خذلوا المسلمين في أحد، وفي الأحزاب، وأثاروا الفتن، ولم يكن النبيّ صلى الله عليه وسلم يثق بهم، ولم يولّهم على أعماله ولا قيادة سراياه وغزواته، ولم يزوجهم ولم يتزوج منهم، وكان مع هذا يرد على من يطالب بقتلهم: (كيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه)، لكن هؤلاء لم يكن ليلتبس أمرهم مع الصحابة الحقيقيين، الذين شهدوا المشاهد مع رسول الله وكانوا معه في السراء والضراء.
.
3-بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، حدثت ردّة بعض القبائل بقيادات معروفة (مسيلمة الكذاب) و (سجاح) و (الأسود العنسي) وغيرهم، وقد وقف الصحابة جميعا بوجههم حتى تم القضاء على هذا التمرد، ثم انطلق المسلمون جميعا المهاجرين والأنصار ومن تبعهم ففتح الله عليهم العراق والشام ومصر، وكان ذلك في عهد أبي بكر ثم عمر وبقيادات ميدانية كبيرة مثل (خالد وسعد وأبي عبيدة وعمرو بن العاص) وغيرهم.
.
4-كان من المتوقع أن تظهر ردة فعل من (فارس) و (الروم) بعد أن اجتاحهما الإسلام، فكانت جريمة اغتيال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب على يد فارسي مجوسي، ثم توالت المؤامرات وحياكة الفتن، حيث قتل الخليفة عثمان، لتنشب فتنة أكبر، وأثناء هذه الفتنة قتل الخليفة علي على يد واحد كان من جيشه، فتولى الأمر الحسن بن علي فقرر أن يخمد الفتنة، فتنازل بالخلافة لمعاوية، ففرح المسلمون وسموه (عام الجماعة) وقد حقق الحسن بشارة جده عليه الصلاة والسلام: (ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)
.
5-وهذا يعني أن الصحابة هم بالنهاية بشر قد يختلفون، وقد تقع بينهم الخصومة، وحتى القتال، وقد نص القرآن على ذلك : (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) وهذا هو الذي فعله الحسن، وقد ذكر القرآن قصة سيدنا يوسف مع إخوته، حيث هموا بقتله وألقوه في الجب، ولم يكونوا (منافقين) ولا (مرتدين) بل هذه هي طباع النفس البشرية في الغيرة والمنافسة، مع الفارق؛ أن قصة يوسف نص عليها القرآن، بينما ما حصل بين الصحابة جاء بروايات تاريخية آحادية لا يمكن الاطمئنان إليها.
.
6-وغني عن التأكيد أن الصحابة هم من جمع القرآن، وهم من روى السنّة، وهم من نشر الإسلام في هذه الأرض، ولذلك اتجهت سهام الأعداء للنيل من الصحابة، لأن النيل منهم يعني النيل من القرآن الذي جمعوه، ومن الإسلام الذي نشروه، وقد تحالف على هذا الصليبيون والمستشرقون من ناحية، والباطنيون والزنادقة من ناحية أخرى، وأولئك هم ورثة الإمبراطورية الرومانية، وهؤلاء هم ورثة الإمبراطورية الفارسية، وقد سجل جانبا من هذا التحالف الفيلسوف الإيراني الشهير علي شريعتي في كتابه (التشيع العلوي والتشيع الصفوي) مع أن كثيرا من مؤلفاته لا تخلو من الطعن والدس.
.
7-إنه من السفه والعيب أن تعمى الأبصار عن إنجاز بحجم ضم الحضارات الكبرى (العراق والشام ومصر) إلى أمة الإسلام، ليتم التركيز على (كسر ضلع الزهراء) مثلا وهي رواية تافهة لا يقبلها عقل ولا منطق، وهذا المنهج صار متبعا، فكلما ذكرنا موقفا عظيما بحجم كسر كسرى وقهر قيصر يثير هؤلاء نقاطا ترجعنا لمجادلات صغيرة لا ينبني عليها غير الجدل والفتنة والتفرّق.
.
ومن السفه والعيب كذلك أن يتم طمس موقف الحسن بن علي في جمع كلمة المسلمين وصفات الحلم والإيثار وترجيح مصلحة الأمة التي ميزت تلك الشخصية العظيمة، ليتم التركيز بدل ذلك على كل ما يثير الفتنة بين المسلمين.
.
ومن السفه والعيب كذلك أن تلتقط كلمة من هنا ورواية من هناك لخلط الأوراق بين هؤلاء الصحب الكرام وبين فئات (المنافقين) ثم (المرتدين)! حتى زعم السماوي التيجاني بأن حركة (الردة) كانت للمطالبة بحق علي بالخلافة! ولم يسأل نفسه هذا الدعي؛ أين كان موقف علي من أنصاره المزعومين هؤلاء؟ ولماذا خذلهم؟
.
إن القراءة التي تقرن عليا بمسيلمة الكذاب، هي ذات القراءة التي تزعم أن عليا سكت عن كسر ضلع زوجته، وهي ذات القراءة التي تتهم الحسن بأنه خذل المؤمنين يوم بايع معاوية، بل هي ذات القراءة التي تتهم عليا بأنه بايع أبا بكر وعمر وعثمان مكرها.
.
إنها القراءة التي تحاول تفتيت الإمة، وتشكيكها بتاريخها، بل تشكيكها بدينها وعقيدتها.
.
وإذا كنا نعزو تأثر بعض الناس وخاصة من أبناء القبائل العربية الأصيلة بهذا التضليل نتيجة لجهلهم وبيئتهم التي نشؤوا فيها، فصاروا يطعنون بتاريخ أجدادهم، ومفاخر أمتهم فإنه لا يمكن أن نبرئ (شياطين الإستشراق والباطنيّة) وورثة الأحقاد (الكسروية والقيصرية) من القصد الخبيث والتآمر على الإسلام وأهله.
.
إن حدثا عالميا غير مجرى التاريخ البشري حيث أصبح العراق والشام ومصر مع الجزيرة العربية كلها دولة واحدة وحضارة واحدة، إضافة إلى ما تم فتحه بعد ذلك، وصولا إلى خوارزم شرقا والأندلس غربا، كل هذا ينسب إلى مجموعة من (المنافقين) والضعفاء والجبناء كما يحلو للبعض أن يسميهم، لهو أمر لا ينطلي إلا على عدو حاقد حسود، أو غبي أبله لا يعي ما يقال له ولا يبصر موطئ قدمه.
.
إنك أيها المنصف العاقل لك أن تستشكل بعض الخلافات وبعض الثغرات التي حصلت في ذلك التاريخ العظيم، ولكن هل هناك أمة في الكون مهما علا شأنها تنزهت عن مثل هذه الثغرات والخلافات؟ وبالنسبة لنا نحن أهل السنّة لا نمنح العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تتعب نفسك بالتقاط الأخطاء، لكن في المحصلة النهائية ينبغي أن لا تنكر أن ما حققه الصحابة على أرض الواقع هو أشبه بالمعجزات، وأن لأحفادهم أن يفخروا ويرفعوا رؤوسهم، لا أن يستسلموا لحملات التشكيك والانتقاص.
كما أن الوثوق بكل رواية سواء في كتبنا أو كتبهم وجعلها كأنها وحي منزّل حتى لو خالفت صريح القرآن، أو خالفت المنطق والتحليل العلمي المحايد لهو من علامات سوء النيّة والقصد، أو بلادة العقل وضحالة التفكير.
.
د . محمد عياش الكبيسي

حكم قول بحق النبي ﷺ عند الدعاء

 حكم قول بحق النبي ﷺ عند الدعاء


ـــــــــــــــــــــ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
1/أولا :التوسل بذات النبي ﷺمعناه : أن يدعو الداعي ربه سبحانه وتعالى ، لكنه في أثناء دعائه يذكر ذات النبي ﷺوسيلة لإجابة دعائه ، أو تعجيل حاجته ، فيقول : أسألك بحق النبي ﷺ، أو : بجاه النبي ﷺ، أو نحو ذلك
2/ ثانيا :اختلف العلماء في حكم التوسل برسول الله ﷺبعد وفاته على قولين
القول الأول :يجوز التوسل برسول الله ﷺإلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى وأنه المعطي المانع، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن عندالحنفية و المالكية والشافعية والحنابلة.
ملحوظة :نقل العلامة السبكي الشافعي أن التوسل بالنبي ﷺجائز إجماعا، وأنه لم ينكره أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكره
القول الثاني :لايجوز التوسل برسول الله ﷺإلى الله عز وجل وهو قول ابن تيمية رحمه الله ومن ذهب مذهبه من الوهابية، وهو قول مرجوح ضعيف ودليلهم سد ذرائع فقط ولم تتحقق فيه شرطين من شروط سد الذريعة .
الشرط الأول :ألا تثبت إباحة الأصل بنص شرعي :من الكتاب أو سنة فإذا ثبت ذلك سقط الاستدلال بسد الذرائع؛ ولذلك قال علماء المالكية والحنابلة بفتح كثير من الذرائع, رغم وجود مظنة الفساد في المآل لثبوت هذا الفتح بالنص
الشرط الثاني :أن يكون إفضاء الذريعة إلي المفسدة يقينا ، أو بالظن الغالب، فلاعابرة بالشكوك، ولا بالندرة، بل يجب للقول بالحرمة أن تكون مفسدتها راجحة وكثيرة، لأن الأصل في الأشياء الإباحة.
ملحوظة :قالت اللجنة الدائمة :من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي ﷺأو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو بركته ، فقال: ( اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا ، فليس بمشرك شركا يخرج عن الإسلام ، لكنه ممنوع سدا لذريعة الشرك ، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك .
ملحوظة:إذا كان دليل اللجن الدائمة ٍسد الذريعة فهو دليل مرجوح في مقابلةالنص
من القرآن والسنة.
ملحوظة: إبراهيم اللقاني المالكي(صاحب جوهرة التوحيد)(ت:1041 هـ) قال: ليس للشدائد مثل التوسل به ﷺخلاصة الأثير للمحبي (1/8).
ـــــــــــــــــــــــــ
أدلة المجيزين للتوسل بالنبي ﷺمطلقا :
1/[دليل من الأثر على التوسل برسول اله صلى الله عليه وسلم بعد موته ]
الدر الثمين (ص: 10)
مصنف ابن أبي شيبة (6/ 356)
32002 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ، قَالَ: وَكَانَ خَازِنَ عُمَرَ عَلَى الطَّعَامِ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ: " ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّكُمْ مُسْتَقِيمُونَ وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسُ، عَلَيْكَ الْكَيْسُ "، فَأَتَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَبَكَى عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ لَا آلُو إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ
فتح الباري لابن حجر (2/ 495)
وروى بن أَبِي شَيْبَةَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ مَالِكٍ الدَّارِيِّ وَكَانَ خَازِنُ عُمَرَ قَالَ أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ لِأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا فَأَتَى الرَّجُلَ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لَهُ ائْتِ عُمَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ رَوَى سَيْفٌ فِي الْفُتُوحِ أَنَّ الَّذِي رَأَى الْمَنَامَ الْمَذْكُورَ هُوَ بِلَالُ بْنُ الْحَارِثِ الْمُزَنِيُّ أَحَدُ الصَّحَابَةِ وَظَهَرَ بِهَذَا كُلِّهِ مُنَاسَبَةُ التَّرْجَمَةِ لِأَصْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَيْضًا وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ
البداية والنهاية (7/ 105) دلائل النبوة ـ للبيهقى موافقا للمطبوع (7/ 47)
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا: حدثنا أبو عمر بن مطر، حدثنا إبراهيم (1) بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا أبو معاوية، عن الاعمش، عن أبي صالح عن مالك قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق الله لامتك فإنهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: إيت عمر فأقره مني السلام واخبرهم أنهم مسقون، وقل له عليك بالكيس الكيس.
فأتى الرجل فأخبر عمر فقال: يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه
وهذا إسناد صحيح.
قال الحافظ الخليلي في كتاب الإرشاد عن مالك الدار:" تابعي قديم متفق عليه أثنى عليه التابعون". انتهى
فهذا مالك الدار ثقة معروف روى عنه أربعة رجال وهم أبو صالح السمان وابناه عون وعبد الله ابنا مالك وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع المخزومي . ويكفي في توثيقه تولية عمر وعثمان له بأمر المال، ومعنى قول الحافظ في الإصابة : " له إدراك". أي أنه مخضرم وقد اختلف في هذه الطبقة هل هم من الصحابة أم التابعين؟ والصحيح أنهم من كبار التابعين كما قال الحافظ ابن حجر في شرح النخبة.
الدر الثمين (ص: 10)
إسناد هذا الأثر صحيح، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح وعزاه إلى ابن أبي شيبة من طريق أبي صالح عن مالك الدار باللفظ المذكور، وقال: سنده صحيح.
والرجل هو بلال بن الحرث المزني أحد الصحابة كما رواه سيف في الفتوح، فهذا صحابي فعل ذلك كما تراه، وإن لم تصح رواية سيف فالرجل تابعي جزماً، ثم إن الحجة في إقرار عمر له حيث لم ينهه عما فعل.
2/التوسل والاستسقاء والتبرك بقبر النبي ﷺ وتبرك الصحابة بقبر النبي ﷺ
والسيدة عائشة وسر الكوة في القبة الخضراء
- قُحِطَ أَهلُ المدينةِ قَحطًا شديدًا فشَكَوا إلى عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها فقالت انظُروا قبر النَّبي ﷺ فاجعلوا منهُ كُوًى إلى السَّماءِ حتَّى لا يَكونَ بينَه وبينَ السَّماءِ سقفٌ ففعلوا فمُطِروا مَطرًا حتَّى نبتَ العشبُ وسمِنتِ الإبلُ حتَّى تفتَّقتْ منَ الشَّحمِ فسمِّيَ عامَ الفتقِ
الراوي : أبو الجوزاء أوس بن عبدالله الأزدي | المحدث : ابن حجر العسقلاني |المصدر : تخريج مشكاة المصابيح
الصفحة أو الرقم: 5/362 | خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]
الكتاب: مسند الدارمي المعروف بـ (سنن الدارمي)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبد الصمد الدارمي، التميمي السمرقندي (المتوفى: 255هـ)
تحقيق: حسين سليم أسد الداراني
سنن الدارمي (1/ 227)
[تعليق المحقق] رجاله ثقات وهو موقوف على عائشة
3/مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. محقق (9/ 209ــ 210)
15399- وعن أنس بن مالك قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما
دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيباً وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة". ثم أمر أن تغسل ثلاثاً فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه، وكفنها ببرد فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود يحفرون، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه فقال: "الله الذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسِّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين". وكبر عليها أربعاً، وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم.
رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح.
الكتاب: الدر الثمين، مختصر الرد المحكم المتين
المؤلف: المحدث العلامة السيد عبد الله الغُماريّ
اختصار وتقريب: الأستاذ العلامة سعيد فودة
الدر الثمين (ص: 46)
أن الحديث على القول بضعفه أحسن من كثير من الأحاديث التي يحتج بها الأئمة في الأحكام.
4/[دليل من الأثر على التوسل]
الكتاب : الأدب المفرد
المؤلف : محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبد الله (المتوفى : 256هـ)
المحقق : محمد فؤاد عبدالباقي
الناشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت
الطبعة : الثالثة ، 1409 - 1989
الأدب المفرد (ص: 335)
بَابُ مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا خَدِرَتْ رِجْلُهُ
964- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : خَدِرَتْ رِجْلُ ابْنِ عُمَرَ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : اذْكُرْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْكَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ.
إسناد البخاري هذا صحيح لا علة فيه فأبو نعيم هو الفضل بن دكين، ثقة إمام ثبت
في الحديث ، وأما سفيان فهو سفيان الثوري شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه، الإمام المجتهد، وأما أبو إسحاق فهو السبيعي ثقة من العلماء العاملين، ومن جلة التابعين. ولما كبر تغير حفظه تغير السن، ولكن رواية الثوري عنه كانت قبل ذلك. وأما عبد الرحمن بن سعد فقد وثقه النسائي وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.
وأما قول الألباني :" الرواية ليست صحيحة فهي معلولة بتدليس واختلاط السبيعي” فلا ينطبق هذا على رواية البخاري له في الأدب المفرد بدليل أن الإمام المجتهد سفيان الثوري روى عنه ذلك لأن سفيان هو من أوائل من سمع من أبي إسحاق السبيعي أي قبل أن يتغير حفظه، وقد ذكر الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب: أن الثوري أثبت الناس في السبيعي. ومثل هذا في تهذيب الكمال للحافظ المزي .
الفتاوى الحديثية للحويني (1/ 126)
أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) (964) ، قال : حدثنا أبو نعيم : ثنا سفيان به ، والثوري أثبت في أبي إسحاق من إسرائيل ، وعبد الرحمن بن سعد ثقة ، فهذا الوجه قوي
5/ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) ج 2 ص 814 815
سبب توسل الصحابة بالعباس وهـو لا يتنافى مع التوسل بالنبي صلى الله عليه و آله وسلم في قبره ، بل هو هو .
وهذا لأن علة توسلهم به هي قرابته من الرسول صلى الله عليه و آله وسلم فكأنهم توسلوا بالرسول وبعمه في وقت واحد .
يزيد في هذا وضوحاً ما ذكره ابن الأثير في هذه الحادثة في كتابه أسد الغابة (2/ 77،)
واستسقى عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه. وقال حسان بن ثابت: " الكامل "
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا ... فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سقي الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئاً لك ساقي الحرمين.
) وقصر الدعاء والاستسقاء بالنبي فقط حال حياته هو قول مغلوط إذ قصره علي ما كان قبل وفاته تحكُّم بلا دليل ، بل الأدلة علي خلافه.
6/الدر الثمين (ص: ـ40ـ39)
[السؤال بحق السائلين، دليل على التوسل]
سنن ابن ماجه (1/ 256)
778 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا، وَلَا بَطَرًا، وَلَا رِيَاءً، وَلَا سُمْعَةً، وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ، سُخْطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ ”
________
[تعليق محمد فؤاد عبد الباقي]
في الزوائد هذا إسناده مسلسل بالضعفاء. عطية وهو العوفي وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء. لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش (أشرا) أي افتخار. (بطرا) إعجابا] .
[حكم الألباني] ضعيف
الدر الثمين (ص: 40)
حسنه ثلاثة من كبار الحفاظ أولهم الحافظ أبو الحسن المقدسي نقله تلميذه المنذري في كتابه، وثانيهم الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الأحياء، وثالثهم شيخ الإسلام ابن حجر في أمالي الأذكار، نقله ابن علان في شرح الأذكار.
فائدة في غاية الأهمية، وفيه كلام للعلامة الكوثري
هذا الحديث يدل على التوسل، فمعنى التوسل بالأولياء الذي نقول به هو سؤال الله بحقهم عليه وجاههم عنده وكرامتهم لديه، وذلك في التحقيق يرجع إلى التوسل بحب الله وإكرامه لهم، وهذا يستوي فيه الولي الحي والميت، لأن الله يحب أولياءه ويكرمهم جميعاً بل الولي الميت أولى لأنه في دار الكرامة والجزاء.
قال العلامة محمد زاهد الكوثري:
والله سبحانه وتعالى أعلم
ـــــــــــــــــــــ
المراجع/1/القاضي عياض في الشفا 2 : 41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه
وذكرها القسطلاني في المواهب 4 : 580
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه ( 8 : 304 ) المدخل 1 / 248 ، 252/والفواكه الدواني 2 / 466
وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2 / 478،
والقوانين الفقهية 148./عبد الحق الإشبيلي في كتاب العاقبة في ذكر الموت ص219/الذخيرة ( 3 / 375 – 376 )./نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ( 1 / 32 )./ كتاب الدر الثمين والمورد المعين ( 2 / 302 )./الخرشي في شرح مختصر خليل ص 243
2/أنظر :التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ص 9./عجائب الآثار ( 1 / 344 ) ./الفتاوى الهندية ( ج 1 / 266 )
/أنظر : طاش كبرى زادة في مفتاح السعادة 2 ص 82/المجموع شرح المهذب ( 8 / 256 )/الإمام النووي في المجموع ( ج 8 / 274 )/دفع شبه من شبه وتمرد ص 89 . )
4/أنظر :المبدع (2 / 204) وقريب منه ما في الإقناع للعلامة الحجاوي ( 1 / 208 ) والفروع لشمس الدين ابن مفلح ( ت : 763 هـ ) ( 2 / 159 )/العلل لأحمد بن حنبل (2 / 492 ) ./ البهوتى الحنبلي ت (1051 هـ )/كشف القناع ( 2 / 516 )/كتاب مناقب الإمام أحمد ابن الجوزي ص 297)/” الإنْصاف ” ( 2 / 456 )/

هل يجوز لها للمرأة أن تحج في رفقة بعض المسلمين أو المسلمات؟

 



السؤال: امرأة وجب عليها الحج، وهي صحيحة الجسم، ولديها المال الكافي لنفقات حجها، ولكن لم يتيسر لها زوج أو محرم تحج معه. فهل يجوز لها أن تحج في رفقة بعض المسلمين أو المسلمات، مع ملاحظة أن الطرق الآن أصبحت آمنة، ولم يعد في السفر مخاطرة كما كان من قبل؟ أم يجب عليها تأخير الحج إلى أن يتهيأ لها المحرم؟

جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أو ذى محرم لها.
ومستند هذا الحكم ما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم".
وعن أبي هريرة مرفوعًا: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها محرم". وعن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر امرأة مسيرة يومين ليس معها زوجها أو ذى محرم". وعن ابن عمر: "لا تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم".
والظاهر أن اختلاف الروايات لاختلاف السائلين وسؤالهم، فخرجت جوابًا لهم، غير أن أبا حنيفة رجَّح ابن عمر الأخير، ورأى أن لا يعتبر المحرم إلا في مسافة القصر. وهو رواية عن أحمد. وهذه الأحاديث تشمل كل سفر، سواء كان واجًبا كالسفر لزيارة أو تجارة أو طلب علم أو نحو ذلك.
وليس أساس هذا الحكم سوء الظن بالمرأة وأخلاقها، كما يتوهم بعض الناس؛ ولكنه احتياط لسمعتها وكرامتها، وحماية لها من طمع الذين في قلوبهم مرض، ومن عدوان المعتدين من ذئاب الأعراض، وقطّاع الطرقات، وخاصة في بيئة لا يخلو المسافر فيها من اجتياز صحار مهلكة، في زمن لم يسد فيه الأمان، ولم ينتشر العمران.
ولكن ما الحكم إذا لم تجد المرأة محرمًا يصحبها في سفر مشروع: واجب أو مستحب أو مباح؟ وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنًا.
لقد بحث الفقهاء هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء. مع نهي الرسول صلى الله عليه وسلم أن تسافر المرأة بغير محرم..
(أ) فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج، ولم يستثن من هذا الحكم صورة من الصور.
(ب) ومنهم من استثنى المرأة العجوز التي لا تُشتهى، كما نقل عن القاضي أبي الوليد الباجي، من المالكية، وهو تخصيص للعموم بالنظر إلى المعنى، كما قال ابن دقيق العيد، يعني مع مراعاة الأمر الأغلب.
(ج) ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات. بل اكتفى بعضهم بحرة مسلمة ثقة.
(د) ومنهم من اكتفى بأمن الطريق. وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية. ذكر ابن مفلح في "الفروع" عنه قال: تحج كل امرأة آمنة مع عدم المحرم، وقال: إن هذا متوجه في كل سفر طاعة.. ونقله الكرابيسي عن الشافعي في حجة التطوع. وقال بعض أصحابه فيه وفي كل سفر غير واجب كزيارة وتجارة.
ونقل الأثرم عن الإمام أحمد: لا يُشترط المحرم في الحج الواجب. وعلّل ذلك بقوله: لأنها تخرج مع النساء، ومع كل من أمنته.
بل قال ابن سيرين: مع مسلم لا بأس به.
وقال الأوزاعي: مع قوم عدول.
وقال مالك: مع جماعة من النساء.
وقال الشافعي: مع حرة مسلمة ثقة. وقال بعض أصحابه: وحدها مع الأمن.
قال الحافظ ابن حجر: والمشهور عند الشافعية اشتراط الزوج أو المحرم أو النسوة الثقات. وفي قول: تكفي امرأة واحدة ثقة. وفي قول نقله الكرابيسي وصححه في المهذب تسافر وحدها إذا كان الطريق آمنا.
وإذا كان قد قيل في السفر للحج والعمرة، فينبغي أن يطرد الحكم في الأسفار كلها، كما صرح بذلك بعض العلماء؛ لأن المقصود هو صيانة المرأة وحفظها وذلك متحقق بأمن الطريق، ووجود الثقات من النساء أو الرجال.
والدليل على جواز سفر المرأة من غير محرم عند الأمن ووجود الثقات:
أولًا: ما رواه البخاري في صحيحه أن عمر رضي الله عنه أذن لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجة حجها، فبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن، فقد اتفق عمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ونساء النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولم ينكر غيرهم من الصحابة عليهن في ذلك. وهذا يعتبر إجماعًا.
ثانيًا: ما رواه الشيخان من حديث عدي بن حاتم، فقد حدثه النبي صلى الله عليه وسلم عن مستقبل الإسلام وانتشاره، وارتفاع مناره في الأرض. فكان مما قال: "يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة (بالعراق) تؤم البيت لا زوج معها، لا تخاف إلا الله… الخ". وهذا الخبر لا يدل على وقوع ذلك فقط، بل يدل على جوازه أيضا؛ لأنه سيق في معرض المدح بامتداد ظل الإسلام وأمنه.
هذا ونود أن نضيف هنا قاعدتين جليلتين:
أولًا: أن الأصل في أحكام العادات والمعاملات هو الالتفات إلى المعاني والمقاصد بخلاف أحكام العبادات، فإن الأصل فيها هو التعبد والامتثال، دون الالتفات إلى المعاني والمقاصد. كما قرر ذلك الإمام الشاطبي ووضحه واستدل له.
الثانية: إن ما حُرِّم لذاته لا يباح إلا للضرورة، أما ما حُرِّم لسد الذريعة فيباح للحاجة. ولا ريب أن سفر المرأة بغير محرم مما حُرِّم سدًا للذريعة.
كما يجب أن نضيف أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر لما فيه من اجتياز الفلوات، والتعرض للصوص وقطاع الطرق وغيرهم، بل أصبح السفر بوساطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة، كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة، أو الصغيرة التي تخرج في قوافل. وهذا يجعل الثقة موفورة، ويطرد من الأنفس الخوف على المرأة؛ لأنها لن تكون وحدها في موطن من المواطن.
ولهذا لا حرج أن تحج مع توافر هذا الجو الذي يوحى بكل اطمئنان وأمان. وبالله التوفيق
فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله