الأحد، 14 يوليو 2019

علم التوحيد

ومن العلوم التي لم يتفتح لها عقلي، ولم يطمئن بها قلبي: ما يسمى (علم التوحيد) وهو ما ”
لم نكن ندرس من علوم الدين في المعهد غير الفقه والتوحيد، والفقه يدرس بعيدا عن الاستدلال بالقرآن والسنة، وعن مقاصد الشريعة، وعن واقع الحياة. كما يدرس التوحيد على طريقة الأشعرية المتأخرين، وفيه نفس فلسفي وجدلي، لا ينشئ عقيدة ولا ينميها ولا يثبتها
” كان يسمى (علم الكلام)، وهو العلم الذي يتولى تقديم العقيدة وشرحها والتدليل عليها، والدفاع عنها. 
وكان علم التوحيد يقدم لنا طوال سنوات القسم الابتدائي في صورة (مذكرات) يكتبها الأساتذة، وهي مذكرات مختصرة، ولكنها معقدة، تعتمد على (علم الكلام الأشعري) ومقدماته العقلية المتأثرة بفلسفة اليونان، وقصور نظرتها إلى الوجود والوحي والآخرة، وغموض عباراتها في تقديم هذه الأمور. 
بخلاف طريقة القرآن التي تقوم على مقدمات فطرية، تقتنع بها العقول، وتطمئن بها القلوب، كما تقدم في أسلوب يجمع بين إقناع العقل، وتحريك العاطفة معا. 
وكنا نذكر آيات القرآن في علم التوحيد على أنها مجرد (أدلة نقلية) ولا ننظر إلى ما تحمله من دلالات عقلية، مثل الدلالة على وجود الله تعالى، في مثل قوله تعالى: "أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُونَ" (الطور:35-36)
ومثل الدلالة على وحدانية الله، كما قي قوله: "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" (الأنبياء: 22)، "مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ" (المؤمنون: 91) 
ومثل الدلالة على البعث والجزاء بعد الموت، وضرورة الثواب والعقاب لإثبات عدل الله تعالى وحكمته، كما قال تعالى: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ* أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" (ص: 27-82) 
لم نكن ندرس من علوم الدين في المعهد غير الفقه والتوحيد، والفقه يدرس على الطريقة المذهبية بعيدا عن الاستدلال بالقرآن والسنة، وعن مقاصد الشريعة، وعن واقع الحياة. كما يدرس التوحيد على طريقة الأشعرية المتأخرين، وفيه نفس فلسفي وجدلي، لا ينشئ عقيدة ولا ينميها ولا يثبتها. ولم نكن ندرس في هذه المرحلة حديثا ولا تفسيرا، ولو بصورة ميسرة تناسب الطالب في هذه المرحلة من طلب العلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق