الاثنين، 28 يناير 2019

15 سؤالاً لن يجيبك عنها ملحد!!

ما هي الأسئلة التي لن يجيبني عنها ملحد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
ما هي الأسئلة التي لن يجيبني عنها ملحد؟ بالمناسبة عاوز الخلاصة...
الجواب:
أ- كيف ظهر الوجود من اللازمان واللامكان؟
ب- كيف انتقلت اللاحياة إلى حياة؟
كيف انتقلت المادة الميتة إلى خلايا حية؟
في حين أننا اليوم وفي قمة تقانتنا وجامعاتنا العملاقة لا نستطيع أن ننشيء أبسط صور الحياة، فكيف ننسب ظهور الحياة إلى المادة الميتة العمياء؟ 
ألم يكن الأولى بنا اليوم أن نُنتج حياة تفوق الحياة التي أظهرتها المادة الميتة العمياء بملايين المرات؟
ج- كيف يستطيع الملحد من خلال إلحاده أن يدافع عن إبادة أهل الأرض جميعًا؟
ما هو المستند العقلي أو المادي أو العلمي الذي يقدمه بحيث يؤكد أن إبادة أهل الأرض جميعًا خطأ؟
فالعالم المادي لا يعرف الخطأ ولا الصواب؟
إذن تستوي إبادة أهل الأرض جميعًا بإحيائهم إلحاديًا.
د- يفترض الإلحاد أن البشر مجرد حيوانات جاءت في سلسلة تطور من كائنات أدنى!
ماذا لو ظهر كائن أرقى؟
هل يحق له إدخال البشر أقفاص الحيوانات وأن يستخدمهم في تجاربه الدوائية؟
الإجابة الصريحة من واقع المادة والداروينية هي: نعم
وهذا يقضي على أي أمل في حماية الإنسان أو توفير معنى أو غاية لوجوده داخل الإلحاد.
فالإلحاد هنا يعجز عن تفسير حقيقة الإنسان!
هـ- ماذا لو أثبت التطور أن عِرقًا بشريًا أرقى من عرقٍ آخر، هل يحق للأرقى تحويل الأدنى إلى مادة مستعملة، كما نتعامل مع الحشرات والحيوانات الأدنى تطوريًا؟
إجابة الداروينية المادية هي: نعم
وهذا يضمن انهيار الإلحاد داخل العقول السوية والأنفس المفطورة على أن التمايز بين البشر هو بالتقوى لا بلون الجلد ولا بكفاءة العضلات.
و- يفترض الملحد أن الأخلاق نسبية – أي تحتمل أكثر من وجه؛ فمثلاً الأمانة قد تكون أفضل من الخيانة وقد تكون الخيانة أفضل من الأمانة- ثم حين يأتي بشبهاته فإنه يقرر مسبقًا أنها مطلقة-لا تحتمل إلا وجهًا واحدًا الأمانة أفضل من الخيانة-، لأنه لو كانت الأخلاق نسبية فليس للشبهة معنىً، لأنه ساعتها لن يستطيع أن يقرر أن هناك مخالفة لمعيار أخلاقي.
وهذا تناقض ظاهر فهل الأخلاق نسبية أم مطلقة؟
فلو كانت مطلقة لانتهى إلحاده لأن هذا يعني أن الأخلاق تحمل غائية وجودية كبرى –إرادة الله والتكليف الإلهي-.
ولو كانت نسبية فهذا يعني أنه لا يصح للملحد أن يأتي بشبهة ولا أن يستوعب وجود شبهة أصلاً!
ز- كيف ظهرت الثوابت الفيزيائية المدهشة التي بدأ بها الكون؟
الثوابت الفيزيائية هي فرق في قياسات الطاقة في المادة التي ظهر منها الكون، وهذا الفرق دقيق للغاية ولو اختل ما ظهر الكون.
مثال على ذلك: الثابت الكوني Cosmological constant الذي لو اختلفت قيمته بأقل من جزء من صفر يليه 123 صفر ثم 1 من الواحد لانهار الكون بأكمله.
هذا ثابت فيزيائي يؤكد وجود ضبط ودقة وعظيم صنع؛ والثوابت الفيزيائية كثيرة وكلها دقيقة ومدهشة.
ح- كيف ظهر نظام التشفير داخل خلايا الكائنات الحية –الجينوم-؟
فمن المعلوم أن التشفير لابد له من مشفر، ووضع معلومة داخل الجينوم تهدف لرمز معين يؤدي وظيفة محددة –تكوين العين مثلاً- هذا أمر لا يقوم به إلا صانع قادر حكيم، فالمعلومة هي معلومة.
ط- كيف تبرر وجود الأخلاق والمعنى والقيمة من خلال الإلحاد؟
فالإلحاد يعتبر العالم مجرد ذرات متلاطمة بلا معنى ولا غاية.
وهذا أكبر دافع لتسميم الأخلاق وتدمير معنى الآخلاق.
فإذا كانت الأخلاق موجودة فالإلحاد غير صحيح.
ي- ملخص الاستدلال ضد الإلحاد:
بما أن هناك ضوء إذن بالإدراك العقلي المباشر هناك مصدر للضوء.
بما أن هناك ظل إذن هناك جسم.
بما أن هناك موجودات متقنة من الكوارك إلى المجرة إذن هناك موجِد.
هذا هو الاستدلال القرآني وهو أيسر الاستدلالات وأقلها في الخطوات.
ولذلك قال الله عز وجل: "ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يُصرفون. الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا". سورة غافر.
أنى تُصرفون؟
وإلى أي دليل مقابل تلجئون؟
فليس أمام الملحد إلا العماء والعدم والعبث والإيمان بالمحالات.

متى تؤم المرأة الرجال !

متى تؤم المرأة الرجال :
الأصل ان المرأة لا يجوز لها أن تؤم رجلا لما روى جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام قال (لا تؤمن امرأة رجلا ) رواه ابن ماجه
وهذا يشمل الفرض والنفل ولا نزاع في الفرض
أما في النفل فالمنصوص عن أحمد في رواية المروذي وهو اختيار عامة أصحابه أنها يجوز أن تؤمهم في صلاة التراويح ولكن تكون وراءهم فيتقدمها الرجال
لما روى أن أم ورقة بن نوفل سألت رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالت إني أصلي ويصلي بصلاتي أهل داري وموالي وفيهم رجال ونساء يصلون بقراءتي ليس معهم قرآن فقال قدمي الرجال أمامك وقومي مع النساء ويصلون بصلاتك رواه المروذي بإسناده
ورواه أبو داود ولفظه وكانت قرأت القرآن واستأذنت النبي أن تتخذ في دارها مؤذنا فأذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها
وشرط هذه المسألة أن تكون قارئة وهم أميون أو يحسنون الفاتحة أو شيئا يسيرا معها
وهل حكم غير التراويح من النوافل حكمها قياسا عليها
الجواب هناك روايتان عن الامام احمد احداهما نعم والاخرى ان ذلك يختص بالتراويح
بينما منع الشافعية امامة المراة للرجال مطلقا في الفرائض والنوافل قال النووي في المجموع (4/152) :
" وَاتفَقَ أَصْحابنا على أَنهُ لا تَجوز صَلاة رَجل بَالِغٍ وَلا صَبِي خَلْفَ امْرَأَة. . . وَسَوَاءٌ فِي مَنْعِ إمَامَةِ الْمَرْأَةِ لِلرِّجَالِ صَلاةُ الْفَرْضِ وَالتَّرَاوِيحِ , وَسَائِرُ النَّوَافِلِ , هَذَا مَذْهَبُنَا , وَمَذْهَبُ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ - رحمهم الله , وَحَكَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ التَّابِعِينَ , وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَسُفْيَانَ وَأَحْمَدَ وَدَاوُد .....
ثُمَّ إذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ بِالرَّجُلِ أَوْ الرِّجَالِ فَإِنَّمَا تَبْطُلُ صَلاةُ الرِّجَالِ , وَأَمَّا صَلاتُهَا وَصَلاةُ مَنْ وَرَاءَهَا مِنْ النِّسَاءِ فَصَحِيحَةٌ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .
ومذهب المالكية في هذا أشد المذاهب ، فإنهم يمنعون إمامة المرأة حتى للنساء ، ويجعلون الذكورة شرطاً في الإمامة مطلقاً . ففي "الفواكه الدواني" (1/204) :
"فَلا تَصِحُّ إمَامَةُ الْمَرْأَةِ وَلا الْخُنْثَى الْمُشْكِلِ , وَتَبْطُلُ صَلاةُ الْمَأْمُومِ دُونَ الأُنْثَى التي صلَّتْ إماما"

حكم المسح على الخفين والجوربين والنعال و ......؟!

المسح على الخفين والجوربين .... 

لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في المسح على الجوربين .
وماروي عنه أنه مسح على الجوربين فهو شاذ 
بل صح عنه المسح على الخفين

والمسح على الجوربين ورد عن بعض الصحابة رضي الله عنهم
وجمهور العلماء قاسوا الجوربين على الخفين

شروط المسح على الخف أو الجورب :

جماهير العلماء لايجيزون المسح على الجوراب الرقيق أو الشفاف 
بل منهم من نقل الإجماع ؟!

وبعض العلماء يقول يجوز المسح على الجورب الشفاف والمخرق
لعدم الدليل المانع والمسح رخصة

فإن أردت أن تمسح على الجواريب فليكونا ثخينين خروجا من الخلاف وأحوط لك

وأن يكونا ساترين لمحل الفرض في الوضوء ، ويكون من أطراف أصابع القدم إلى الكعبين .

وأن يلبسهما على طهارة بعد وضوء أو غسل

قال ابن قدامه رحمه الله : " يجوز المسح على الخف ونحوه , إذا كان ساترا لمحل الفرض , فإن ظهر من محل الفرض شيء , لم يجز المسح " " المغني " (1/183)

وخالف ابن حزم والأوزاعي جماهير العلماء فقالا يجوز المسح على الخف أو الجورب 
الذي لايغطي الكعبين

قال ابن حزم رحمه الله :

"فإن كان الخفان مقطوعين تحت الكعبين فالمسح جائز عليهما , وهو قول الأوزاعي, روي عنه أنه قال : يمسح المحرم على الخفين المقطوعين تحت الكعبين "

ومدة المسح هي : يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر

وتبتديء مدة المسح من أول مسح بعد لبس الخف أو الجورب

ويجوز لك أن تتوضأ وتمسح قبل انتهاء المدة بقليل ولاتنتقض المدة عندها 
فتصلي ماشئت بعد انقضاء مدة المسح مادمت محافظا على وضوءك 
فإذا انتقض وضوءك وجب الوضوء وغسل الرجلين ثم تستأنف المسح

فإذا انتهت المدة وانت على وضوء فتصلي ماشئت من الصلوات الى أن ينتقض وضوءك

ولو لبست جورب ثاني فوق الأول فيجوز لك أن تمسح عليه بشرط أن تكون طاهرا غير ناقض لوضوءك عند لبسك له
والمدة تحسب للجورب الأول أو التحتاني .
وإذا نزعت الفوقاني فيبقى الحكم والمدة للتحتاني

واما اذا لبس جوربا فوق جوربه الاول وهو محدث فلايجوز مسح الجورب الفوقاني بل يخلعه عند الوضوء ويمسح على التحتاني ﻷن الحكم مرتبط به

تنتقض مدة المسح عند خلع الجورب إلا إذا خلعته ولبسته وأنت باق على وضوءك الأول أي لم يحصل حدث ينتقض به وضوءك.

المسح على البسطار العسكري او الجزمة ... 

فهذه ان لبسها على طهارة جاز له المسح عليها ولايشترط ان يكون تحتها جورب
وان كان تحتها جورب قد لبسه على وضوء وقد خلعها فيتم المسح على الجورب باقي مدته
وله ان يمسح عليها مرة اخرى ان لبسها بعد وضوء قد مسح الجورب فيه كحال الخف على الخف والجورب على الجورب

اما الحذاء فإن كان ساترا لمحل الفرض وهو تغطية كعبي الرجل فحكمه كالبسطار والجزمة
وإن كان الحذاء حده تحت الكعب فهذا لايمسح عليه وهذا غالب اﻷحذية

وإذا لبس خفا او جوربا فوق خف او جورب كان قد لبسه على طهارة وضوء او مسح فله ان يمسح على الفوقاني ولو نزعه يكمل مدة المسح على التحتاني
واما اذا لبس جوربا فوق جوربه الاول وهو محدث فلايجوز مسح الجورب الفوقاني بل يخلعه عند الوضوء ويمسح على التحتاني ﻷن الحكم مرتبط به

المسح على النعال .....  

روى البخاري عن أنَسٌ رَضِي الله عَنهُ،

" أنَّ نَعلَي النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ لَهُما قِبالانِ." [ أي سيران ]

اختلف العلماء في صحة ورود المسح على النعال عن النبي صلى الله عليه وسلم

هل كان يمسح على النعال أم لا ؟

علما أن النعال تكون فيه القدم مكشوفة أكثرها

وقد بوب البخاري رحمه الله

" بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ فِي النَّعْلَيْنِ، وَلاَ يَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ "

وساق حديثا عن ابن عمر جاء فيه

«رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النَّعْلَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا»

فذكر أنه يتوضأ فيها فالنعال تكون فيها القدم مكشوفة فيمكن غسل الرجل والنعل معا

ومن العلماء من أجاز المسح على النعال واشترطوا أن يكون تحته جوراب والمسح هنا يكون على النعال والجورب كليهما

ومن العلماء من أجاز المسح على النعال ولو كانت من غير جوراب
وكلا الحالتين بشرط أن يلبس النعال على وضوء

ومما يستدل به على جواز المسح على النعال ولو من غير جوراب
ما أخرجه البزار عن ابن عمر أنه كان يتوضأ ونعلاه في رجليه ويمسح عليهما ويقول كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل " وقد صحح اسناده الحافظ ابن حجر

وعن أبي ظبيان أنه رأى عليا -رضى الله عنه- بال قائما ،ثم دعا بماء ،فتوضأ ومسح على نعليه، ثم دخل المسجد ،فخلع نعليه ثم صلى.

وممايستدل به على أنه لابد من الجوراب مع النعل

حديث المغيرة بن شعبة، وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: توضأ ومسح على الجوربين والنعلين، وهو في الترمذي والنسائي وأبي داود،

ومعناه كما قال الطيبي: هو أن يكون قد لبس النعلين فوق الجوربين، وكذا قال الخطابي،

وقال الطحاوي في شرح الآثار في باب المسح على النعلين: (( مسح علي نعلين تحتهما جوربان، وكان قاصداً بمسحه ذلك إلى جوربيه لا نعليه، فجورباه لو كانا عليه بلا نعلين جاز له أن يمسح عليهما، فكان مسحه ذلك مسحاً أراد به الجوربين، فأتى ذلك على الجوربين والنعلين، فكان مسحه على الجوربين هو الذي تطهر به، ومسحه على النعلين فضل. ))

وورد في سنن البيهقي الكبرى عن كعب بن عبد الله قال: رأيت علياً بال وتوضأ، ثم مسح على نعليه وجوربيه.

والأحوط في النعال ... هو أن يغسل رجليه فهذا هو الواجب والمسح على النعال مختلف فيه
إلا إذا كان قد لبس جورب تحت النعال بعد وضوء فله أن يمسح على الجورب والنعال

وأما المسح على الحذاء

فإن لبس تحته جورب بعد وضوء جاز المسح على الحذاء إن كان مغطيا محل الفرض أم لم يكن مغطيا

وإن لم يكن لبسه فوق الجوراب بل لبس الحذاء فقط فلابد من أن يغطي الحذاء محل الفرض وهو الكعبان وبشرط ان يكون قد لبس الحذاء على وضوء فعندها يجوز له ان يمسح عليه
والله اعلم ..

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المقال رائع بلا مبالغة _ يستحق أن يقرأ 100 مرة !

بين البلاء والتمكين اسرار ........مقال رائع جدا جدا 
المقال رائع بلا مبالغة _ يستحق أن يقرأ 100 مرة !
مقال بعنوان : مغزى الحياة
خاصة في هذا الوقت ..
المقال :
تدبرت كثيرًا في مسألة قيام الأمم، فلاحظت أمرًا عجيبًا،
وهو أن فترة الإعداد تكون طويلة جدًّا قد تبلغ عشرات السنين،
بينما تقصر فترة التمكين حتى لا تكاد أحيانًا تتجاوز عدة سنوات!!

فعلى سبيل المثال..
بذل المسلمون جهدًا خارقًا لمدة تجاوزت ثمانين سنة؛
وذلك لإعداد جيش يواجه الصليبيين في فلسطين،
وكان في الإعداد علماء ربانيون، وقادة بارزون،
لعل من أشهرهم عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي
رحمهم الله جميعًا، وانتصر المسلمون في حطين،
بل حرروا القدس وعددًا كبيرًا من المدن المحتلة،
وبلغ المسلمون درجة التمكين في دولة كبيرة موحدة،
ولكن -ويا للعجب- لم يستمر هذا التمكين إلا ست سنوات،
ثم انفرط العقد بوفاة صلاح الدين، وتفتتت الدولة الكبيرة بين أبنائه وإخوانه،
بل كان منهم من سلم القدس بلا ثمن تقريبًا إلى الصليبيين!!

كنت أتعجب لذلك حتى أدركت السُّنَّة، وفهمت المغزى..
إن المغزى الحقيقي لوجودنا في الحياة ليس التمكين في الأرض وقيادة العالم،
وإن كان هذا أحد المطالب التي يجب على المسلم أن يسعى لتحقيقها،
ولكن المغزى الحقيقي لوجودنا هو : عبادة الله ..
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]..

وحيث إننا نكون أقرب إلى العبادة الصحيحة لله في زمن المشاكل والصعوبات،
وفي زمن الفتن والشدائد، أكثر بكثير من زمن النصر والتمكين،
فإن الله -من رحمته بنا- يطيل علينا زمن الابتلاء والأزمات؛
حتى نظل قريبين منه فننجو، ولكن عندما نُمكَّن في الأرض ننسى العبادة،
ونظن في أنفسنا القدرة على فعل الأشياء،
ونفتن بالدنيا، ونحو ذلك من أمراض التمكين..
قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}

ولا يخفى على العقلاء أن المقصود بالعبادة هنا ليس الصلاة والصوم فقط،
إنما هو في الحقيقة منهج حياة..
إن العبادة المقصودة هنا هي :
صدق التوجه إلى الله، وإخلاص النية له، وحسن التوكل عليه،
وشدة الفقر إليه، وحب العمل له، وخوف البعد عنه،
وقوة الرجاء فيه، ودوام الخوف منه..
إن العبادة المقصودة هي أن تكون حيث أمرك الله أن تكون،
وأن تعيش كيفما أراد الله لك أن تعيش،
وأن تحب في الله، وأن تبغض في الله، وأن تصل لله، وأن تقطع لله..
إنها حالة إيمانية راقية تتهاوى فيها قيمة الدنيا
حتى تصير أقل من قطرة في يمٍّ، وأحقر من جناح بعوضة،
وأهون من جدي أَسَكَّ ميت..

كم من البشر يصل إلى هذه الحالة الباهرة في زمان التمكين!!

إنهم قليلون قليلون!

ألم يخوفنا حبيبي من بسطة المال، ومن كثرة العرض، ومن انفتاح الدنيا؟!

ألم يقل لنا وهو يحذرنا:
"فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ
وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ"؟!

ألا نجلس معًا، ونأكل معًا، ونفكر معًا، ونلعب معًا،
فإذا وصل أحدنا إلى كرسي سلطان، أو سدة حكم،
نسي الضعفاء الذين كان يعرفهم،
واحتجب عن "العامة" الذين كانوا أحبابه وإخوانه؟!
ألم يحذرنا حبيبي من هذا الأمر الشائع فقال:

"مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُونَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ"؟!

هل يحتجب الفقير أو الضعيف أو المشرد في الأرض؟

لا.. إنما يحتجب الممكَّن في الأرض، ويحتجب الغني، ويحتجب السلطان.

إن وصول هؤلاء إلى ما يريدون حجب أغلبهم عن الناس،
ومَن كانت هذه حاله فإن الله يحتجب عنه،
ويوم القيامة سيدرك أنه لو مات قبل التمكين لكان أسلم له وأسعد، ولكن ليس هناك عودة إلى الدنيا، فقد مضى زمن العمل، وحان أوان الحساب.

إن المريض قريب من الله غالب وقته، والصحيح متبطر يبارز الله المعاصي بصحته..

والذي فقد ولده أو حبيبه يناجي الله كثيرًا، ويلجأ إليه طويلاً، أما الذي تمتع بوجودهما ما شعر بنعمة الله فيهما..

والذي وقع في أزمة، والذي غُيِّب في سجن، والذي طُرد من بيته،
والذي ظُلم من جبار، والذي عاش في زمان الاستضعاف،
كل هؤلاء قريبون من الله..
فإذا وصلوا إلى مرادهم، ورُفع الظلم من على كواهلهم نسوا الله،
إلا من رحم الله، وقليل ما هم..

هل معنى هذا أن نسعى إلى الضعف والفقر والمرض والموت؟

أبدًا، إن هذا ليس هو المراد..
إنما أُمرنا بإعداد القوة، وطلب الغنى، والتداوي من المرض،والحفاظ على الحياة.. ولكن المراد هو :
أن نفهم مغزى الحياة.. إنه العبادة ثم العبادة ثم العبادة.

مغزى الحياة والتمكين في الأرض
ومن هنا فإنه لا معنى للقنوط أو اليأس في زمان الاستضعاف،
ولا معنى لفقد الأمل عند غياب التمكين،
ولا معنى للحزن أو الكآبة عند الفقر أو المرض أو الألم..
إننا في هذه الظروف -مع أن الله طلب منا أن نسعى إلى رفعها- نكون أقدر على العبادة، وأطوع لله، وأرجى له،
وإننا في عكسها نكون أضعف في العبادة، وأبعد من الله..
إننا لا نسعى إليها،
ولكننا "نرضى" بها.. إننا لا نطلبها، لكننا "نصبر" عليها ..

إن الوقت الذي يمضي علينا حتى نحقق التمكين ليس وقتًا ضائعًا،
بل على العكس،
إنه الوقت الذي نفهم فيه مغزى الحياة،
والزمن الذي "نعبد" الله فيه حقًّا،
فإذا ما وصلنا إلى ما نريد ضاع منا هذا المغزى،
وصرنا نعبد الله بالطريقة التي "نريد"، لا بالطريقة التي "يريد"!..
أو إن شئت فقُلْ نعبد الله بأهوائنا،
أو إن أردت الدقة أكثر فقل نعبد أهواءنا!!
قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} [الفرقان: 43].

ولذلك كله فإن الله الحكيم الذي يريد منا تحقيق غاية الخَلْق، الرحيم الذي يريد لنا الفلاح والنجاح قد اختار لنا أن تطول فترة الإعداد والبلاء والشدة،
وأن تقصر فترة التمكين والقوة، وليس لنا إلا أن نرضى،
بل نسعد باختياره، فما فعل ذلك إلا لحبه لنا، وما أقرَّ هذه السُّنَّة إلا لرحمته بنا.

وتدبروا معي إخواني وأخواتي في حركة التاريخ..

كم سنة عاش نوح -عليه السلام- يدعو إلى الله ويتعب ويصبر، وكم سنة عاش بعد الطوفان والتمكين؟!

أين قصة هود أو صالح أو شعيب أو لوط -عليهم السلام- بعد التمكين؟! إننا لا نعرف من قصتهم إلا تكذيب الأقوام، ومعاناة المؤمنين، ثم نصر سريع خاطف، ونهاية تبدو مفاجئة لنا.

لماذا عاش رسولنا إحدى وعشرين سنة يُعِدُّ للفتح والتمكين، ثم لم يعش في تمكينه إلا عامين أو أكثر قليلاً؟!

وأين التمكين في حياة موسى أو عيسى عليهما السلام؟! وأين هو في حياة إبراهيم أبي الأنبياء ؟!

إن هذه النماذج النبوية هي النماذج التي ستتكرر في تاريخ الأرض، وهؤلاء هم أفضل من "عَبَدَ" الله ،
{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90].

والآن بعد أن فقهت المغزى لعلك عرفت لماذا لم يعش عمر بن عبد العزيز إلا سنتين ونصف فقط في تمكينه،
وأدركت لماذا قُتل عماد الدين زنكي بعد أقل من عامين من فتح الرُّها،
وكذلك لماذا قُتل قطز بعد أقل من سنة من نصره الخالد على التتار في عين جالوت، وكذلك لماذا قُتل ألب أرسلان بعد أقل من عامين من انتصار ملاذكرد التاريخي، ولماذا لم "يستمتع" صلاح الدين بثمرة انتصاره في حطين إلا أقل من سنة
ثم سقطت عكا مرة أخرى في يد الصليبيين،
ولماذا لم يرَ عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين التمكين أصلاً،
ولماذا مات خير رجال دولة الموحدين أبو يعقوب يوسف المنصور بعد أقل من أربع سنوات من نصره الباهر في موقعة الأرك.

إن هذه مشاهدات لا حصر لها،
كلها تشير إلى أن الله أراد لهؤلاء "العابدين" أن يختموا حياتهم وهم في أعلى صور العبادة،
قبل أن تتلوث عبادتهم بالدنيا، وقبل أن يصابوا بأمراض التمكين.

إنهم كانوا "يعبدون" الله حقًّا في زمن الإعداد والشدة،
"فكافأهم" ربُّنا بالرحيل عن الدنيا قبل الفتنة بزينتها..

ولا بد أن سائلاً سيسأل:
أليس في التاريخ ملك صالح عاش طويلاً ولم يُفتن؟!
أقول لك: نعم، هناك من عاش هذه التجربة، ولكنهم قليلون أكاد أحصيهم لندرتهم! فلا نجد في معشر الأنبياء إلا داود وسليمان عليهما السلام،
وأما يوسف -عليه السلام- فقصته دامية مؤلمة من أوَّلها إلى قبيل آخرها، ولا نعلم عن تمكينه إلا قليل القليل.

وأما الزعماء والملوك والقادة فلعلك لا تجد منهم إلا حفنة لا تتجاوز أصابع اليدين، كهارون الرشيد وعبد الرحمن الناصر وملكشاه وقلة معهم..

إنني بعد أن فهمت هذا المغزى أدركت التفسير الحقيقي لكثيرٍ من المواقف المذهلة في التاريخ..
أدركت لماذا كان عتبة بن غزوان يُقْسِم على عمر بن الخطاب
أن يعفيه من ولاية البصرة!
وأدركت لماذا أنفق الصديق ماله كله في سبيل الله،
وأدركت لماذا حمل عثمان بن عفان وحده همَّ تجهيز جيش العسرة دون أن يطلب من الآخرين حمل مسئولياتهم،
وأدركت لماذا تنازل خالد بن الوليد عن إمارة جيش منتصر،
وأدركت لماذا لم يسعد أبو عبيدة بن الجراح بولايته على إقليم ضخم كالشام، وأدركت لماذا حزن طلحة بن عبيد الله عندما جاءه سبعمائة ألف درهم في ليلة، وأدركت لماذا تحول حزنه إلى فرح عندما "تخلَّص" من هذه الدنيا بتوزيعها على الفقراء في نفس الليلة!!

أدركت ذلك كله..
بل إنني أدركت لماذا صار جيل الصحابة خير الناس!
إن هذا لم يكن فقط لأنهم عاصروا الرسول ،
بل لأنهم هم أفضل من فقه مغزى الحياة،
أو قل: هم أفضل من "عَبَدَ" الله ؛
ولذلك حرصوا بصدق على البعد عن الدنيا والمال والإمارة والسلطان،
ولذلك لا ترى في حياتهم تعاسة عندما يمرضون،
ولا كآبة يُعذَّبون، ولا يأسًا عندما يُضطهدون،
ولا ندمًا عندما يفتقرون..
إن هذه كلها "فُرَص عبادة" يُسِّرت لهم فاغتنموها، فصاروا بذلك خير الناس.

إن الذي فقِه فقههم سعِد سعادتهم ولو عاش في زمن الاستضعاف!
والذي غاب عنه المغزى الذي أدركوه خاب وتعس ولو ملك الدنيا بكاملها.

إنني أتوجه بهذا المقال إلى أولئك الذين يعتقدون أنهم من "البائسين"
الذين حُرموا مالاً أو حُكمًا أو أمنًا أو صحة أو حبيبًا..
إنني أقول لهم:
أبشروا، فقد هيأ الله لكم "فرصة عبادة"!
فاغتنموها قبل أن يُرفع البلاء، وتأتي العافية، فتنسى الله،
وليس لك أن تنساه......