الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

ظاهرة اجتماعية تؤذي العلم وأهله ؟!

ظاهرة اجتماعية تؤذي العلم وأهله :
كنت أظنها ظاهرة حديثة لكن تبين لي انها قديمة أيضا .
هي ان يكون طالب العلم ميالا الى جماعة معينة فيحذره جماعته من الجلوس الى العالم الفلاني لأنهم يبغضونه لا لشيء إلا لكونه ليس منهم او من مذهبهم او على فكرهم وما يعتقدون فيضيعون على طالب العلم هذا خيرا وفائدة كبيرة .
والامر ملموس ومعلوم في عصرنا الحالي وهو أمر مؤلم يضيع على الناس الفائدة والتعلم وتنويع مصادر العلم لدى طالبه وقد يؤدي الى ان يضمحل علم ذلك العالم مع ما لديه من معلومات طيبة لعدم جلوس الكثيرين اليه ورفضه بسبب التعصب الاعمى فقط لكن ما زاد ألمي انني وجدت أمثلة حصلت في الماضي اثرت على طالب العلم ولم تؤثر على ذلك العالم ربما لعدم وجود الدعاية الاعلامية الكبيرة الموجودة في زماننا ولو كانت وسائل الاعلام وقتها كما هي اليوم لضاع علماء كثيرون بسبب ذلك واليك الامثلة :
الامام الدارقطني أدَّاه اجتهادُه ـ وهو إمامُ معروف في الحديث ـ إلى تليين أبي يوسف تلميذ ابي حنيفة فضعفه في الحديث .
قال الخطيب البغدادي : قال لي الصَيْمَري: "سمعتُ من الدارقطني أجزاءاً من سننه، وانقطعتُ لكونه ليَّن أبا يوسف، وليتني لم أفعل، إيش ضرَّ أبا الحسن الدارقطني انصرافي؟" . فالصيمري ترك الدارقطني تعصبا فقط سواء اصاب ام اخطأ في حكمه فضاع عليه الانتفاع من علم الدارقطني.
مثال آخر : قال حُسَيْنَكُ بنُ علي: أول ما سألني ابنُ خزيمة فقال: كتبت عن محمد بن جعفر الطبري؟ قلت: لا. قال: ولِمَ؟ قلت: لأنه كان لا يَظْهرُ وكانت الحنابلة تمنع من الدخول عليه فقال ابن خزيمة : "بئسَ ما فعلت.
ومثال اخر : قال قيسُ بن الربيع: "قدم علينا قتادة الكوفة فأردنا أن نأتيه فقيل: إنه يُبغِض علياً، فتركناه ثم قيل فيما بعد : إنه أبعدُ الناس من هذا؛ فأخذْنا عن رجل يروي عنه عنه".كم فاتهم من الخير، وأي خسارة خسروا حين نزل سندهم فأخذوا العلم نازلاً بعد إمكان أخذه عالياً.
وانظر إلى السند والإحالة تجدها عن مجهول "قيل: إنه يبغض علياً". وقيل: "إنه أبعد من هذا"، فأين تعاليم القرآن؟ (({يا أيُّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين))
وقال الذهبي: "قرأت بخط الموفَّقِ قال: سمعنا درس ابن عُصْرُون ـ مع أخي أبي عمر وانقطعنا. فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعدُ، فقال: لِمَ انقطعتم عني؟ قلت: إن ناساً يقولون: إنك أشعري. فقال: "والله ما أنا بأشعري"
ومن هنا ردَّ العلماءُ على ابنِ طاهر حين قال: "وأقبحُ ما رأيتُ في قولِ إمام الحرمين في كتاب أصول الفقه: والعمدة في هذا الباب على حديث معاذ" يعني ان امام الحرمين صحح حديثا ضعيفا فقال ابن طاهر وهو يريد التشهير بامام الحرمين والانتقاص منه : وهذه زلةٌ منه ولو كان عالماً بالنقل لما ارتكب هذه الجهالة".
قال الحافظ ابن حجر: أساء الأدب على إمام الحرمين، وكان يمكنه أن يعبِّر بألين من هذه العبارة، مع أن كلام إمام الحرمين أشدُّ مما نقله عنه، فإنه قال: "والحديث مدون في الصحاح متفق على صحته لا يتطرق إليه التأويل"