الأحد، 11 فبراير 2024

ما حكم ما يقوم به بعض المسلمين من الاحتفال في الاول من شعبان بعيد الزكريا ؟

 بدعة يوم زكريا !

💥
السؤال: شيخنا ما حكم ما يقوم به بعض المسلمين من الاحتفال في الاول من شعبان بعيد الزكريا ؟ جزاكم الله خيرا؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
👈فانه لا يوجد في الشريعة الإسلامية عيد او احتفال منسوب للنبيّ زكريا عليه السلام، وانه من الامور المبتدعة التي نهى عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام ، لما فيه من مشابهة لأعياد غير المسلمين ، حيث يحتفل به النصارى ويسمونه بيوم زكريا ، كون زكريا عليه السلام هو زوج خالة السيدة مريم عليها السلام ووالد يحيى عليه السلام الذي كما يقولون عمّد سيدنا عيسى عليه السلام ، وكذلك يحتفل به اليهود لانهم يدعون ان زكريا عليه السلام بعث نبيا لهم ، وكذلك يحتفل به الصابئة في هذا اليوم لانه يوم ولادة يحيى عليه السلام ويطلقون عليه يوحنا وهو اخر انبيائهم كما يدعون والله تعالى اعلم.
ونقل هذا العيد عنهم بعض المسلمين وسمّوه بعيد زكريا او يوم زكريا ويحتفلون به في بداية شهر شعبان من كل سنة هجرية.
👈ويَحرُم مشابهة غير المسلمين في اعيادهم، وكما يحرم إنفاق المال في سبيل ذلك ، ولا يجوز لمسلم المشاركة أو إجابة الدعوة ، ويحرُم على الأسواق بيع الأدوات التي تستخدم في ذلك ، لأن العيد من جملة الشرع الذي يجب التقيد فيه بالنص .[يراجع كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الاسلام ابن تيمية]
👈قد دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد سواء فهي أعياد مبتدعة، لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها، ولا إظهار الفرح بها، ولا الإعانة عليها بشيء، لأن ذلك من تعدي حدود الله تعالى، ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه.
فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:(( ما هذان اليومان؟ )) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر )) رواه أبو داود وأحمد، وصححه الشيخ الألباني.
👍اذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار؛ فهذا إثم إلى إثم، لأن في ذلك تشبهاً بهم، ونوع موالاة لهم ، وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من تشبّه بقوم فهو منهم)) رواه أبو داود وأحمد وصححه الشيخ الألباني . والله تعالى اعلم
*د. ضياء الدين عبدالله الصالح