الخميس، 29 يونيو 2017

من هم أدعياء السلفية وما هي خلاصة منهجهم ..؟!!




الجواب : هم خليط ومزيج ، وأمر مريج ، من الأفكار الوافدة ، من الفرق الضالة ، والمناهج المنحرفة ، والآراء الشاذة حتى تكونت في عقولهم خطة ومنهجاً مستقلاً عن غيرهم ، فشابهوا الفرق مع الفرق فهم :

ما دعوا إلى السنة إلا لهدمها " و " ما التزموا بالسلفية إلا لحربها "

(( نقول ذلك حتى لا تقع في شباكهم باسم السلفية ))






أخذوا  من الخوارج مبدأ الخروج ، فخرجوا على الدعاة والعلماء الذين لا يوافقونهم على أهوائهم، ولا ينزلون عند مرادهم بالحط من قدرهم ، ورميهم بق...زائف من الألقاب القبيحة في أشخاصهم ، فتارة يقولون : ( هذا ضال ، وذاك مبتدع ، والآخر عنده شركيات وكفريات ) حتى فاهو بكلمة : (أضر علينا من اليهود والنصارى) ،

وإن خففوا قالوا : ( هذا غامض ، أو متلون ، أو مميع لمنهج السلف ، أو غير واضح ، أو سلفي الظاهر مبتدع الباطن) فبئس ما قالوا وما فعلوا .

وأخذوا عن الأشاعرة طريقة التأويل ، فذهبوا إلى لوي أعناق النصوص ، حتى تعانق أهدافهم الدنيئة ، وقاموا بتأويل فتاوى العلماء حتى توافق مقاصدهم ومرادهم ، ونفوا عن كل فضل فضله .
وأخذوا عن المرجئة الذين قالوا : ( أنه لا يضر مع الإيمان معصية ) السكوت عن المنكرات جبناً ، وخيانة لأمانة النصيحة ، فلم ينكروا المنكرات العظام ، ولم يؤدوا حق النصيحة الذي أوجبه الله على المسلمين عامة .

ومن غلاة الصوفية أخذوا طريقة التقديس للسادات ، فهو المصيب وغيره الضال ، فلا يرد عليه، ولا ينتقد له مقال ، ورفعوهم فوق منزلتهم ، وكذا الحال عند هؤلاء الأدعياء الذين سكتوا عن معايب ومثالب شيوخهم في الوقت الذي يبحثون فيه عن الهفوات ، والزلات ، ويتصيدون الأخطاء لغيرهم .

ومع بطش اليهود والنصارى بالمسلمين فلسان الحال والمقال : هذا قدر الله ، ومشيئة الله ، لا نستطيع رد هذا الصنيع ، فهم لا يقدمون لنصرة الدين ، والأمة شيئاً ولا يحركون ساكناً ، في الوقت الذي لا يدعون داعية في دعوته آمناً .

وفي باب النصيحة غلاة وجفاة ، فمع أخطاء الدعاة والعلماء يغلون في حق النصيحة لهم ، حتى يقلبوا النصيحة إلى فضيحة ، ومع أخطاء غيرهم ممن شاكلهم جفاة عن القيام بواجب النصيحة. والحق والعدل في ذلك أن المصيب من يسلك طريق الوسطية في النصيحة وغيرها بين الغالي فيها والجافي عنها . فالوسطية مطلب شرعي يجب الأخذ به ، حتى لا نقع في إحدى السوءتين ، إما الإفراط أو التفريط . قال تعالى : (( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ....))

إنهم دعاة الفتنة الذين يتصيدون العثرات وسيماهم جعل الدعاة تحت مطارق النقد ، وقوارع التصنيف ، موظفين لذلك :

الحرص على تصيد الأخطاء ، وحمل المحتملات على المؤاخذات ، والفرح بالزلات والعثرات ، ليمسكوا بها بالحسد ، والثلب واتخاذها ديناً . وهذا من أعظم التجني على أعراض المسلمين عامة وعلى الدعاة منهم خاصة . وسيماهم أيضاً : توظيف النصوص في غير مجالها ، وإخراجها في غير براقعها ، لتكثير الجمع ، والبحث عن الأنصار ، وتغرير الناس بذلك .

وهؤلاء الأدعياء الذين اشتغلوا بضلالة التصنيف وقعوا في مخالفة السلف ، وابتعدوا عن المنهج القويم ، فضلوا وأضلوا في هذا عن الحق والصواب ، فكان هم أحدهم وجل بضاعته التحذير والتنفير من العلماء الربانيين ، والدعاة المخلصين ، بحجة الدفاع عن الحق والعقيدة ، وما علموا أنه ضياع للحق وخداع للخلق ، وإشاعة للفاحشة بين المؤمنين ، وأذية لهم ، وهم بهذا قطاع طرق الإفادة من العلماء والدعاة ، وهم غزاة الأعراض بالأمراض .


أدعياء السلفية وتحريم النظر في أحوال الأمة ومعرفة أعدائها وفكرهم محرما شرعا كالنظر في التوراة المحرفة :
جعل هؤلاء النظر في أحوال أمة الإسلام ومعرفة مخططات أعدائها وفضح أساليب مكرهم بها أمرا محرما في الدين إلا من خلال الإعلام المرضي عنه والخاضع للحكومات الغربية ، وقاسوا ذلك على النظر في التوراة المحرفة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد غضب على عمر بن الخطاب لما رآه ينظر في ورقة من التوراة ، والحال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد غضب على عمر وانه رآه قد استحسن ما في التوراة فقال له : ( لقد جأتكم بها بيضاء نقية والله لو كان موسى حيا لما وسعه إلا أن يتبعني) الدارمي 441.


شعار أدعياء السلفية لا عمل لنصر الإسلام :
الدعوة التي خصص هؤلاء أنفسهم لها وفرغوا أعمالهم من أجلها هي أن يهدموا الدعاة إلى الله ويشينوهم ويسبوهم ويجرحوهم ... هذا هو جهادهم وعملهم لنصر الدين وإعلاء كلمته في العالمين.ولا أخالي مخطأ إن قلت أن الحسد الدفين هو دافعهم لذلك كله ، إن لم يكن بريق الدينار والدرهم .


النميمة للسلطان أصل من أصول أدعياء السلفية :
فتراهم يستعينون بسوط السلطان لإسكات مخالفيهم بدلا من الحجة والبرهان.لا يتورع القوم عن تأليب السلطان على مخالفيهم في القضايا الاجتهادية ، وذلك من خلال تصوير هؤلاء المخالفين بأنهم خطر على الدولة وبالتالي يجب اقتلاعهم ، ومن هؤلاء من كتب مؤلبا في صفحات الجرائد العامة. ومنهج السلف مع السلاطين معروف ، فهم يتجنبون أبواب السلطان ،
 وإن كان عادلا مقسطا إتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أتى أبواب السلطان افتتن ) ،
 فكيف إذا كان يعمل بالنميمة ويرسل التقارير والأشرطة المسجلة ، ليصطاد عبارة موهمة ، أو يتجسس على شيخ ليتقرب بدمه عند السلطان . وقال الثوري : ( إذا رأيت العالم يكثر الدخول على الأمراء فاعلم أنه لص ). وهؤلاء لا سلف لهم في أسلوبهم التحريضي إلا المعتزلة أيام المأمون والمعتصم حين استعانوا بسوط السلطان على أهل السنة ، وحكايتهم مع الإمام أحمد مشهورة معلومة .


تقديم هدم دعاة السنة على أهل الفرق :
للطائفة التي اتخذت سب الدعاة إلى الله دينا : أن أهل البدع الكبرى كالرفض والتجهم والإرجاء واللادينيين، يقولون عنهم : هؤلاء معروف أمرهم ، ظاهر فعلهم ولذلك فلا يجوز أن ننشغل بهم بل يجب أن ننشغل بالدعاة إلى الله لنبين أخطاءهم لأنها تخفى على الناس . فنعوذ بالله من الخذلان عن طريق الحق ، نسأله جل وعلا ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا .فانظر كيف عمى هؤلاء عن حرب المحاربين للإسلام وانشغلوا بحرب أولياء الرحمن والدعاة إلى الله !! ونهش لحومهم وتفضيل جهادهم بدلا من مؤازرتهم والنصح لهم ، وتسديد أخطائهم .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

إطلاق وصف الضال المضل على دعاة هدى :
استسهل هؤلاء إطلاق الألفاظ الكبيرة العظيمة ومن ألفاظهم التي تسهل على ألسنتهم إطلاق وصف " الضال المضل " و " الخبيث " على دعاة الهدى والخير من أهل السنة والجماعة . وإطلاق هذا الوصف على من لا يستحقه كبيرة من الكبائر ، ولا شك أن مثله يعود على قائله نعوذ بالله من الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


سب الدعاة قربة إلى الله وعمل صالح أفضل من الصلاة والصوم:

الأصل التاسع والعشرون من أصول هذا الفكر هو التعبد لله بسب الصالحين وشتمهم ولعنهم . فالمسلم الداعية الذي يمكن أن يكون قد أخطأ تأولا أو جهلا يصبح وقوعه في هذا الخطأ الاجتهادي سببا في استحلال عرضه بل دمه . وقائمة السباب عند هؤلاء الجراحين طويلة فـ " الخبيث " ، و " الخنيث " ، و " الزنديق " ، و " المبتدع " وأوصاف سهلة على ألسن هؤلاء الجراحين يقولونها في كل مناسبة ، ويطلقونها على الصالحين من عباد الله دون أي تأثم أو مراجعة للنفس ، بل بصدر منشرح ، ويظنون أن هذا أرجى أعمالهم عند أعمالهم عند الله : ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) [النور15[


إنزالهم الآيات النازلة في الكفار على المسلمين :

هذه الفئة التي اتخذت سب المسلمين دينا أرادت أن تستدل لمنهجها في تجريح أهل الإسلام وتبديعهم وتفسيقهم واستباحة أعراضهم ، ووجوب مفارقة الصالحين منهم وهجرهم ، وتعطيل دعوتهم ، أرادت أن تستدل لهذا المنهج الفاسد من القرآن، فاستدلت بالآيات النازلة في الكفار ، وأن الرسل جاءوا للتفريق بين الأب وأبيه والزوج وزوجته ، والأخ وأخيه ، ويستدل بعضهم في دروسه بأن محمدا صلى الله عليه وسلم قد جاء فرقا بين الناس أو قد فرق بين الناس ، ويجعلون هذا الحديث دليلا على وجوب التفريق بين المسلمين ، فالسلفي غير الإخواني غير التبليغي ... 
ويعقدون الولاء والبراء بين السلفيين وهؤلاء ، كما هو الولاء والبراء مع الكفار ..!! فلا حول ولا قوة إلا بالله . والحديث في التفريق بين المؤمن والكافر يحملونه على وجوب التفريق بين مسلم وآخر ، ويستدل بعضهم بقوله تعالى : ( ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ) [النمل 45] أن صالحا جاء ليفرق بين قومه . ويرى هذا المستدل بهذه الآية أنه عندما يفرق بين مسلم و مسلم !! فهو تابع لصالح عليه السلام في تفريقه بين المؤمنين والكافرين . فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


الهم الأول لأدعياء السلفية جمع مثالب الدعاة من أجل التنفير الناس منهم :

جعل هؤلاء الجراحون همهم الأول في الدعوة إلى الله هو الوقوف على أخطاء الدعاة ، وجمع مثالبهم ، وحفظ سقطاتهم برقم الصفحة ، ونص كلامهم والاهتمام بنشر هذه المثالب والسقطات بقصد تنفير الناس منهم لا بقصد تحذير الناس من الوقوع فيها ، أو النصح لمن وقعوا فيها ، وإنما بقصد أن ينفروا الناس عن الداعي إلى الله ويبطلوا جميع جهاده وكل حسناته ، ويهدموا كل ما بناه ، ويحرموا المسلمين من جميع مؤلفاته وعلمه ولو كان نافعا صالحا . وهذا تخريب عظيم وسعي للإفساد في الأرض ، فلو أن ساعيا سعى في جميع مثالب الأئمة والفقهاء لوجد الكثير ،
 ولو أن جامعا جمع سقطات الفقهاء لجمع شيئا لا يحصى ، وقد قال سليمان التيمي  :( لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله ) ، قال ابن عبدالبر معقبا : ( هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا ) [جامع بيان العلم وفضله 291-92[ ولا يوجد عالم لم يتكلم فيه ، ولو تذكر له جرحة أو سقطة إلا من رحم الله !! وهؤلاء الجراحون أنفسهم لو جمع جامع بعض سقطاتهم وزلاتهم من شريط أو شريطين أو كتاب أو كتابين أو محاضرة أو محاضرتين لكفت في إسقاط عدالتهم ،
 وتبديعهم وتكفيرهم على حسب أصولهم الفاسدة في التبديع والتفسيق والتجهيل والتكفير وهم يدعون أن الخطر الذي يتهدد الوجود الإسلامي في الأرض اليوم على أيدي هذه الفرق والطوائف الضالة أشد بكثير جدا من الخطر الذي يتهدده على أيدي الأعداء الصرحاء من اهل الشرك والمذاهب المادية ، إذ أن هذه الفرق والطوائف تدعي الإسلام ، ويحسبها غير المسلمين على الإسلام وهي في حقيقتها سوس مكين يسري في جذوع الإسلام وفروعه ، في الوقت الذي يتغافلون فيه عن أهل الكفر والبدع الظاهرة لعجزهم عن مواجهتهم 

.
اعتبار الدعاة أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى واللادينيين :
هذا وهو الوصف الذي يطلقه أصحاب هذا الفكر على الدعاة إلى الله ، وجماعات الدعوة والقائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذين يأمرون بالقسط من الناس فهؤلاء المصلحون المجتهدون في إصلاح أحوال هذه الأمة يصفهم هؤلاء بأن دعوتهم وأمرهم بالمعروف وقيامهم بالحق أخطر على أمة الإسلام من اليهود والنصارى ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .


يجب تقديم حرب الدعاة إلى الله على حرب اليهود :

لما كان هؤلاء يرددون ويعتقدون أن الدعاة إلى الله هم أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى فإنهم من أجل ذلك قدموا حربهم على حرب اليهود والنصارى وقالوا إن الواجب كشف عوار هذه الفرق - الجماعات - وبيان ضلالها والتحذير من آثامها وخطرها ، وتعرية دعاتها و رؤوسها ، وصرف قلوب الناس وعقولهم عنها ، بل رأوا أن التصدي لجماعات الدعوة مقدم على التصدي للكفار والمنافقين والعلمانيين واليساريين ، بجميع أشكالهم . وهذه هي علة الخوارج قديما وحديثا كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  :( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)البخاري 3344.

اتهام النيات بلا دليل :
عند هؤلاء أنهم لا يكتفون بالحكم على الظاهر ، فلقد أحرجهم الذين ظاهرهم الصلاح والدعوة إلى السنة والخير ، ولما اجتهدوا فلم يجدوا جرحة كبيرة يهدمون بها من يريدون هدمه فإنهم اتهموا نياتهم وقالوا " ما دعوا إلى السنة إلا لهدمها " و " ما التزموا بالسلفية إلا لحربها " . ومن أجل ذلك كان أخذ الناس بالظنة ، واتهامهم بلا بينة راجحة سمة من سمات منهجهم الكاسد .


جعلهم الخطأ في المسائل العلمية التي يقع بها بعض الدعاة أعظم منه في المسائل العملية مطلقا :

لقد جعل هؤلاء الجراحون الخطأ في المسائل العلمية التي يقع بها بعض الدعاة أعظم من الخطأ في المسائل العلمية مطلقا . ولهذا فإنهم لا يعدون جرائم الحكام الطغاة في الشعوب الإسلامية ، وما يقترفونه من فساد وإفساد وصد عن سبيل الله، لا يعدون ذلك شيئا لظنهم أنه لا يعدو أن يكون فسقا عمليا ، بينما يعظمون الشنعة على داعية وقع في خطأ في مسألة علمية و يملئون الدنيا عويلا وتشهيرا . وربما استدلوا بقول بعض أهل العلم ( البدعة شر من المعصية ) وهو ليس على إطلاقه ،
 فإن الخطأ قد يكون نسبيا بحسب اختلاف الاجتهاد ، وقد يكون فاعله مثابا وإن كان مجتهدا وإن ظنه غيره بدعة ، وقد يكون متأولا . فلا يكون الداعي إلى إفساد المسلمين ونشر الربا والزنا وغيرها من كبائر الفواحش والعظائم بينهم بالدعوة إلى ذلك بالوسائل المرئية والمسموعة فضلا عن السماح بنشر بدع الإلحاد والضلال والمذاهب الهدامة عبر الصحافة وغيرها ، أهون ذنبا من داعية صالح وقع متأولا فيما يعد بدعة عند غيره .


لا يذكر للدعاة والمفلحين  إلا سيئاتهم :
الأصل السابع والثلاثون من أصول البدعة عند هؤلاء هو أنهم لا يذكرون للدعاة والمصلحين ومن يريدون هدمهم من أهل الخير إلا سيئاتهم فقط ، وذلك بهدف التنفير منهم وإبعاد الناس عنهم وتحذير طلبة العلم منهم والملتزمين والعوام من الاستماع إليهم ، ويسمون منهجهم هذا منهج أهل السنة في النقد .وهذا على الحقيقة هو منهج المبتدعة والرافضة الذين لا يذكرون إلا ما يظنونه من أخطاء الصحابة أو مثالبهم ويتعامون عن حسناتهم وبلائهم وجهادهم ،
 ولا يذكرون لأهل السنة والجماعة إلا أخطائهم لقصد تنفير الناس عنهم ، وهؤلاء أخذوا منهج الروافض وشرعوا يحذرون الناس من الدعاة إلى الله والمصلحين وأهل الخير لتلمس أخطائهم والبحث عن هفواتهم وتصيد زلاتهم ، ومن ثم تحذير الناس منهم بدلا من النصح لهم والدعاء لهم بالخير وتنبيههم إلى ما أخطأوا فيه ليحذروه ويبتعدوا عنه و تأيدهم فيما قاموا به من نصرة الحق وعزة الدين ونشر الإسلام . بل هؤلاء الجراحون يبطلون جميع حسنات الدعاة حتى وإن كانت جهادا في سبيل الله ويرون أن صلاتهم وصيامهم وحجهم وعبادتهم لا تنفعهم عند الله لوقوعهم في هذه الأخطاء القليلة التي لا تخرج من الإسلام ولا تدخل في بدعة فإنا لله وإنا إليه راجعون 
.
اختراعهم قول " ليس على منهج السلف " أو " ليس على منهج أهل السنة والجماعة " وكأنهم ورثوا عرش السلفية دون غيرهم :

اخترع هؤلاء الجراحون هذه العبارة " ليس من منهج السلف " وهي عبارة مجملة ترقى عنهم إلى التكفير والإخراج من أهل السنة والجماعة ، والفرقة الناجية ويطلقون هذه الكلمة على مجرد مخالفة يسيرة في أمر اجتهادي يسوغ فيه الخلاف ، كالمشاركة في المجالس النيابية ، بقصد الإصلاح ودفع الشر ، وكالقول بأن وسائل الدعوة ليست توقيفية . وهذه الكلمة كلمة كبيرة ، واصطلاح خطير لأنه أدى بكثير من هؤلاء الجراحين إلى التكفير بغير مكفر ، والتبديع بغير مبدع للمسلمين الذين يؤمنون بالقرآن والسنة ولا يخرجون على إجماع الأمة ويعتقدون عقيدة السلف في الإيمان بالأسماء والصفات وسائر أمور الغيب ولا يقدمون قول أحد على قول الله ورسوله ، ولكنهم قد يخالفون هؤلاء في أمر فرعي اجتهادي يسوغ فيه الخلاف .فيطلق عليهم هؤلاء هذه الكلمة الكبيرة 
" ليس من منهج السلف " و " ليس من أهل السنة والجماعة " وهذه الكلمة لا تطلق إلا على من وضع أصولا تخالف أصول أهل السنة كإنكار السنة أصلا أو الدخول في بدعة عقائدية كالخروج والرفض والإرجاء والتجهم والقدر ، أو تقديم العقل والهوى على النصوص من القرآن والسنة ، أو الفصل بين الدين والسياسة ونحو ذلك من البدع العقائدية التي تهدم الدين أو جزءا منه .

استخدامهم سلاح هجر المبتدع ضد المسلمين المصلحين :

هجر المبتدع وسيلة شرعية للإصلاح تخضع للمصالح والمفاسد وهو من أصول أهل السنة والجماعة ، وقد استخدمه أهل السنة لمحاربة البدعة وتقليل ضررها وشرها والتحذير من أهلها ، وقد وضع أهل السنة والجماعة ضوابط لذلك ومنها : أن الحكم على المبتدع متروك للأمة الأعلام الذين يميزون بين السنة والبدعة فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - أنفسهم يرجعون إلى العلماء منهم قبل الحكم على أمر جديد ، كما رجع أبو موسى الأشعري إلى ابن مسعود لما رأى في المسجد أناسا متحلقين وفي وسط كل حلقة كوم من الحصى ، وعلى رأس كل حلقة رجل يقول لهم سبحوا مائة فيسبحون كبروا مائة فيكبرون ، فلم يتعجل أبو موسى الحكم عليهم حتى سأل ابن مسعود في ذلك . [رواه الدارمي 208[.
 وكذلك رجع الناس إلى ابن عمر لما نشأ القدر ، ورجعوا إلى علي بن أبي طالب لما ظهر الخوارج وهكذا .ومن أصول أهل السنة أن الهجر للتأدب وأنه يختلف بحسب قوة الهاجر وضعفه وأنه لتحقيق مصالح شرعية وان المصلحة الشرعية إن كانت في المخالطة وجب المصير إليها .وبالجملة فالهجر الشرعي لا يكون إلا لتحقيق مصالح شرعية عظيمة . وهؤلاء الجراحون استخدموا الهجر سلاحا لقتل الإسلام ، وتفريق المسلمين فجعلوا كل صغير لم يصل الحلم جراحا وحاكما على الناس بالبدعة والسنة ،
 وأمروا بهجر كل الدعاة والجماعات ، وكل من أخطأ خطأ في نظرهم ... فلم يبق أحد من المسلمين من أهل السنة والجماعة - إلا من رحم الله - إلا استحق عندهم الهجر . ثم كروا على أنفسهم فبدع بعضهم بعضا وهجر بعضهم بعضا وهكذا ارتد سلاحهم عليهم ... وبهذا حول هؤلاء الجراحون سلاح هجر المبتدع الذي استعمله أهل السنة في محاربة البدعة إلى سلاح يحاربون به الإسلام والسنة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


حملهم أقوال السلف في التحذير من أهل البدع على الدعاة المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة :
من عظائم هؤلاء أنهم أخذوا نصوص السلف في التحذير من أهل البدع ووضعوها في غير مواضعها ، فقد أطلقوها على أناس صالحين من أهل السنة والجماعة . وعلى أساس منهجهم الفاسد في أن ( كل من وقع في البدعة فهو مبتدع ) فإنهم أخرجوا أناسا كثيرين من أهل السنة والجماعة لم يكونوا دعاة لبدعة وإن كانوا قد تلبس ببعضهم بها خطأ ، وتأولا كالحافظ ابن حجر والإمام النووي من الأئمة الأعلام رحمهما الله ، وغيرهما .ولما رأى بعضهم خطورة ذلك وأنهم ربما يبدعون بذلك عددا كبيرا من علماء الأمة رجعوا عن تبديع هؤلاء الأقدمين ، واستمروا في تبديع الدعاة المعاصرين ، علما أن هؤلاء الدعاة وقعوا في بعض الأخطاء التي لا تخرجهم من عموم أهل السنة والجماعة ، وهي أهون مما وقع فيه الحافظ ابن حجر والإمام النووي رحمهما الله . ومنهم من اتخذ التقية ، دينا فكان يبدع هؤلاء الأقدمين سرا أو أمام خاصته ، وينفي عنهم البدعة علنا . فنعوذ بالله من الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالرحمن . فهلا اتبع هؤلاء قواعد أهل السنة والجماعة في التبديع بدل من اعتناقهم قواعد تصل بهم أن يبدعوا سلف الأمة جميعا ، بل لو طبقوا هم قواعد التبديع التي اخترعوها على أنفسهم حسب موازينهم لكانوا من شر أهل البدع !!!


امتحان الدعاة إلى الله بالموقف من بعض أهل العلم :

لما بدع هؤلاء جماعة من الدعاة وأهل العلم من غير مبدع حقيقي ، اضطروا بعد ذلك إلى امتحان الناس بتحديد الموقف ممن بدعوه ، فمن لم يقل بقولهم أخرجوه من السلفية ، ومن قال بقولهم فهو السلفي الحقيقي عند هؤلاء القوم . وبذلك أصبح للسلفية مقاييس خاصة عند هذه الطائفة ، مع العلم أن شيخ الإسلام قد حذر في رسالته لأهل البحرين من اتخاذ بعض المسائل - عن رؤية الكفار لربهم يوم القيامة - محنة وشعارا حيث قال في رسالته : ( ومنها أنه لا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة محنة وشعارا يفصلون بها بين إخوانهم و أضدادهم فإن مثل هذا مما يكره الله ورسوله ).

اتهامهم مخالفيهم من الدعاة بالتكفير :
هذا الأصل يستخدمه أتباع هذه الطائفة سلاحا في محاربة من يخالفهم من الدعاة والمصلحين . فيتهمون الدعاة بالفئة الضحضاحة التي لا تجد راحة صدورها في إطلاق لقب الجاهلية أو كلمة الكفر على ألسنتها ، تحكم بهذه أو بتلك على مجتمع كل ملايينه مسلمون .ويتهمون أتباعهم بالتعطش للحكم على الناس بالتكفير والنفاق ، ووصف المجتمعات الإسلامية بالمجتمعات الجاهلية وبالانسلاخ الكامل من الدين .


تركهم الحق إذا جاء ممن خالفهم :
ومن أصولهم الفاسدة تركهم الحق ، لأن من يخالفهم يقول به أو يفعله ، ويجعلون ذلك دليلا على معرفة الحق ، ولهذا يحكمون على القول أو الفعل بأنه باطل لأن " الأخوان المسلمون " يفعلونه أو يقولونه أو " جماعة التبليغ " أو غيرهم . ولهذا يقول قائلهم هذا " منهج الأخوان " أو هذا " منهج التبليغ " إذا أراد أن يستدل على الخطأ في مسألة ما ، وهذا نظير فعل الرافضة مع أهل السنة ، فإنهم يقولون ( إذا لم تعرف دليلا على مسألة ما فخالف أهل السنة تصب الحق فيها ) ، وفعلهم هذا يدل على أن غيرهم لا يكون فيه خير ، والحق لا يكون إلا معهم ، فكأنهم هم فقط الذين جمعت فيهم خصال الخير وعلم الحق كله .


موقفهم المتناقض من فتاوى أئمة أهل السنة والجماعة :
إذا وجد هؤلاء فتوى لأحد من علماء السنة - قديما وحديثا - يشتم منها رائحة الموافقة لبعض آرائهم طاروا بها فرحا ، وألزموا الناس بها من باب توقير أهل العلم والرجوع إلى أقوالهم ، وربما ظهرت فتوى لبعض العلماء تخيء اجتهاد بعض المشايخ في مسألة ما لا تتفق مع مذهبهم ، وفي هذه الحال يلزمون ذلك الشيخ بالنزول عن رأيه والرجوع إلى رأي العلماء دونما نظر لأدلة الطرفين وحججهم وما يجب صنعه في مثل هذه الاختلافات . أما إذا جاءت الفتوى ناسفة لأصولهم الكاسدة كمشروعية العمل الجماعي ، أو المشاركة بالبرلمانات النيابية ، فإنهم يردونها ولو كانت من نفس العالم الذي طبلوا من قبل لفتاويه الأخرى . ويظهرون في هذا الموقف بوجه سلفي أثري يدعو إلى نبذ التقليد ، وعدم الجمود على أقوال العلماء ويحدثونك عن منهج الاستدلال عند السلف .. الخ من كلامهم المعهود ، فنعوذ بالله من اتباع الهوى .


تربية الصغار على الثلب والشتم والتجريح :
الأصل السادس والأربعون من أصول الابتداع عند هؤلاء هو تعليم صغار طلاب العلم والمبتدئين سب الناس وتجريحهم قبل أن يعرف الشاب المبتدئ أركان الأيمان ، وأصول الأخلاق ، وأحكام العبادات ... فهم يبدأون مع الشاب الذي بدأ في الالتزام والهداية فيعلمونه أن فلانا أخطأ في كذا ، وابتدع كذا ، وهذا العالم زنديق لأنه قال كذا ، وذاك ضال لأنه فعل كذا . وهذه أمور تضره في دينه وتقسي قلبه ، وهم مع ذلك يوهمونه أنه بذلك يكون كإمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ، والناقد الخبير يحيى بن معين ، وأئمة الجرح والتعديل الذين جلسوا لتمييز الرواة ، وجرح المجروحين ، والذب عن الدين ... 
فلا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين . ما أفسد هذا القياس فعلماء الجرح والتعديل كان همهم تصنيف الرواة لمعرفة من يروي عنه ممن لا تجوز الرواية عنه ، أما هؤلاء فهمهم تجريح علماء الإسلام والدعاة لتنفير الناس عنهم . وإمام أهل السنة أحمد بن حنبل وغيره من الأعلام لم يجلسوا لتصنيف الرواة إلا بعد أن أصبحوا في مرتبة الأئمة الأعلام الذين يستطيعون وزن الناس وتصنيفهم ، أما حدثاء الأسنان هؤلاء فأغرار صغار لا يعرف كثير منهم الفرق بين سنة وبدعة ، ولا يستطيع ترجيح قول على قول ، ولا يميز بين ركن وواجب ، ولا يدري مصلحة من مفسدة فضلا عن أن يميز بين مفسدتين ، أو يفاضل بين مصلحتين.


إلغاء توحيد الحكم من التوحيد :
لما كانت حركة الابتداع الجديدة هذه تقوم في بعض جوانبها على مناصرة الحكام أيّا كانوا ، وإبطال فريضة الجهاد وبعض صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتشويه صورة كل داع إلى الحكم بشريعة الله . فإنهم عادوا المطالبة بتحكيم شرع الله في الأرض واعتبروا ما اصطلح على تسميته " بتوحيد الحاكمية " ابتداعا في الدين ، وأنه لا يوجد نوع من التوحيد يسمى " توحيد الحاكمية " ، وأن الأولى أن يدرج في أبواب الفقه . وجهل هؤلاء أن الصحابة أنفسهم لم يقسموا التوحيد اصطلاحا إلى ربوبية وألوهية والأسماء والصفات ، وإنما هذا اصطلاح حادث ، 
وهو حق لأن كفار قريش فرقوا في الإيمان بالله بين كونه سبحانه وتعالى ربا وخالقا ومدبرا للكون ، وبين كونه الإله الذي لا إله غيره سبحانه تعالى والذي لا يستحق سواه أن يعبد.فاصطلح على تسمية ما أقروه من الإيمان بالله " بالربوبية " ، وما أنكروه من مسائل الإيمان بالله " بالألوهية " ... ولما جاء من المسلمين من فرق بين صفة لله وصفة أخرى وآمن ببعض أسماء الله وصفاته وكفر ببعضها ، فإن علماء أهل السنة سموا الإيمان بكل أسماء الله وصفاته " توحيد الأسماء والصفات "

 وذلك ليبينوا أن هذا داخل في مسمى الإيمان بالله سبحانه وتعالى فأصبح الإيمان الحق بالله جل وعلى مشتمل على الإيمان بكل ما وصف به نفسه وكل ما وصفه به رسوله . والآن لما نشأ في المسلمين من قال نؤمن بالله ربا وإله ، ولا نؤمن به حاكما في شؤوننا الدنيوية ، بل ننظم أمورنا الدنوية كما نشاء ، ونادوا بفصل الدين عن الدولة كما يقولون ، وبفصل الدين عن الشؤون السياسية والاقتصادية ، فإن علماء الإسلام ردوا هذه البدعة الجديدة و التي سميت باللادينية أو العلمانية ، وبينوا أنه لا إسلام إلا لمن آمن بأن الله سبحانه وتعالى حاكما وأن الحكم له سبحانه وتعالى .

وليس هذا بدعا في الدين أو ابتداعا في الإيمان والتوحيد ، بل إن من أركان التوحيد إفراد الله عز وجل للحاكمية وتقديم حكم الله ورسوله وطاعة الله ورسوله على طاعة وحكم كل أحد ، 
والإيمان بأن الحكم لله وحده وأن من رضي مختارا بحكم غيره في أي شأن من الشؤون فهو كافر بالله كما قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) [النساء 60 [ .

وفي آخر هذه الآيات ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) [النساء 65[ .ولقد جاء من هؤلاء المبطلين من يزعم أن توحيد الحكم ليس من التوحيد ، وأن الحكم بغير ما أنزل الله إنما هو " كفر دون كفر " هكذا على إطلاقه ! دون تفريق بين من جعل حكم البشر أفضل من حكم الله أو مساويا لحكم الله ، ومن أخطأ أو تأول أو حكم بقضية واحدة بغير ما أنزل الله .

 وبإطلاقهم القول أن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر ، هونوا على الناس التحاكم إلى غير شريعة الله والرضا بغير حكم الله ، وأعطوا المبدلين لشرع الله صك شرعي في أن ما يفعلونه من حرب شريعة الله إنما هو معصية لا تخرجهم من الإسلام . فنعوذ بالله من الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي المنان .

لا كفر إلا بالتكذيب :
وهو قول بعضهم أن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب ، وهو بعينه قول جهم بن صفوان وبشر المريسي وابن الرواندي والصالحي ، وغيرهم من الجهمية ، ولهذا لما طبقوا هذا الأصل على الواقع صار حكم من نبذ الشرعية كلها وحكم بقوانين الكفار بحذافيرها وحارب من يدعو إلى تحكيم الشريعة وبالغ في أذاهم وتشويه دعوتهم أنه لا يكفر لأن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب . وكذلك من فتح الباب للأحزاب العلمانية الكافرة وأنشئ لها هيئات ومؤسسات ومجالس ومؤتمرات وصحف تدعو بها إلى أفكارها وترغب الناس فيها وتسخر من الدين وتستهزأ بشعائره أنه لا يكفر . واعلم أن هؤلاء المساكين لما أرادوا تهوين جرائم كفرة الحكام وطمعوا أن يرضوهم تعلقوا بمذهب المرجئة الباطل في الإيمان و طبقوه على هؤلاء الحكام . ومذهب المرجئة هذا مبني على أن جنس الأعمال من كمال الإيمان ، وليس ركنا من أركانه كما تقول أهل السنة ،

 فأهل السنة جنس العمل عندهم يزول الإيمان بزواله ، ولا يزول بزوال بعض العمل كما تقول الخوارج والمعتزلة. أما المرجئة فلا يزول الإيمان وإن زال جميع العمل ، لأن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب ، لأن الإيمان هو التصديق فيكون ضده هو التكذيب لا غير . وأهل السنة الإيمان عندهم هو التصديق والعمل والكفر يكون بالتكذيب وبغيره ، كالتولي عن الطاعة وترك العمل بالكلية ، وعند بعضهم ترك الصلاة بمنزلة ترك العمل بالكلية . قال ابن تيمية : 
( وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبا ظاهرا ولا صلاة ولا زكاة و لا صياما وغير ذلك من الواجبات ).وقال : ( ومن قال بحصول الإيمان الواجب دون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له أو جزء منه - فهذا نزاع لفظي - كان مخطأ خطأ بيناً ، وهذه بدعة الإرجاء التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها ، وقالوا فيه المقالات الغليظة ما هو معروف ) [مجموع الفتاوى 7/621.[


لا سبيل لإعادة الدين إلى الدولة :
لما ألغى هؤلاء اعتبار توحيد الحاكمية من أنواع التوحيد وعدوه بدعا في الدين صاروا إلى رفع شعار اللادينية " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ... واعتبروها كلمة حكيمة تصلح لزماننا ، وذلكم أنهم يعتقدون أن الانفصام بين الدين والدولة صار أمرا مقضيا لا مرد له ولا طاعن عليه ولا محيد عنه .ولعمر الله لا أدري ما أبقوا للعلمانية إذن !!.
وجوب السكوت عن انحراف الحكام :
من الأصول الفاسدة التي يتبعها هؤلاء إبراز أصل أهل السنة والجماعة في وجوب السمع والطاعة للإمام المسلم ما لم يأمر بمعصية والصبر على ظلم الحاكم مادام أنه مجاهد في سبيل الله ، مدافع للأعداء الإسلام ووجوب الصلاة خلفه وعدم الخروج عليه إلا في كفر بواح ، وهذا كله حق . ولكن الوجه الآخر كذلك هو وجوب النصح لهذا الإمام وقول كلمة الحق له ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليه ، وجهاد الكفار ورعاية مصالح الأمة فرض عليه وقبل هذا وذاك ، فالحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى في الكبير والصغير فرض عليه . إن الحاكم والمحكوم طرفا عقد هو عقد البيعة ،

 فكما يجب على المحكوم السمع والطاعة للإمام ، فإن العدل ورعاية مصالح المسلمين وجهاد الكفار وتأمين الناس على أموالهم وأنفسهم فرض على الإمام كذلك . فإذا قصر الإمام في واجبه فيجب النصح له وإذا قصرت الرعية في واجبها وجب النصح لها كذلك .والدعوة إلى وجوب السمع والطاعة فقط وأن هذا هو أصل أهل السنة والجماعة تزييف لمنهج أهل السنة والجماعة الذي يقوم على النصح للأئمة المسلمين وعامتهم وليس النصح للعامة وترك الأئمة . والقوم لا يفرقون في ذلك بين من لم يحكم بالشرع في بعض فروعه وبين من نحى الشريعة كلها جانبا وأعلن العلمانية دينا ومنهجا وحارب الإسلام ودعاته وزج بهم في سجون التعذيب ونزع الحجاب عن المسلمات ... بل هذا في نظرهم ممن يجب له السمع والطاعة سواءا بسواء !


آخر الأصول وأعظمها إفسادا :
وأخيرا فإن أعظم أصولهم فسادا هو جعلهم تعلم هذه الأصول الفاسدة أهم وأولى وأعظم من تعلم أصول العلم في سائر الفنون بل أولى من الانشغال بحفظ القرآن ودراسة السنة.

طريق التوبة هو :طريق السلامة

كيف المخرج والنجاة من هذه الفتنة ؟
ج / وطريق السلامة والنجاة من هذه الفتنة يكون بما يلي

أولاً : فيما يتعلق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي :

1 – أن يتقي الله من أشغل نفسه بتجريح العلماء ، وطلبة العلم والتحذير منهم ، وأن ينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلص منها بدلاً من الانشغال بعيوب الآخرين ، ويـحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً فيوزعها عللا من ابتلي بتجريحهم والنيل منهم. لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
2 – أن يشغل نفسه – بدلاً من التجريح والتحذير – بتحصيل العلم النافع ، والجد والاجتهاد فيه ، وألاّ يُشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنة ، وقطع الطرق الموصلة إلى الاستفادة منهم ، فيكون من أهل الهدم ، ومثل هذا المنشغل بالتجريح لا يخلف بعده إذا مات علماً يُنتفع به ، ولا يفقدون الناس بموته عالماً ينفعهم ، بل بموته يسلمون من شره .

3 – أن ينصرف الطلبة من أهل السنة في كل مكان إلى الانشغال بالعلم ، بقراءة الكتب المفيدة ، وسماع الأشرطة النافعة لعلماء أهل السنة ودعاتها ، بدلاً من انشغالهم بفلان أو فلان ، أو الاتصال والسؤال ( ما رأيك في فلان ؟ وما ذا تقول في قول فلان وفلان ) .

4 – عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المنشغلين بالعلم ، ينبغي رجوعهم إلى مصدر موثوق ، وجهة رسمية كرئاسة الإفتاء بالرياض ، للسؤال عنهم ، ومن كان عنده علم بأحوال أشخاص معينين ، أو ملاحظات حولهم يمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك ، بدلاً من أن يجعل نفسه قاضياً على نوايا الناس وتصرفاتهم ، فيحكم لهذا بالنجاة ،وعلى ذاك بالهلاك أو الضلال .

ثانياً : فيما يتعلق بالرد على من أخطأ ، ينبغي مراعاة ما يلي :

أن يكون الرد برفق ولين ، ورغبة شديدة في سلامة المخطيء من الخطأ . لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره ،بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الراد ، فإن وافق سلم ، وإن لم يوافق يبدع ويهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر . وليس لأحد – أيضا – أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مجموع الفتاوى ( 20 / 164 ) : " وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعوا إلى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها غير النبي ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله – عز وجل – ورسوله ، وما اجتمعت عليه الأمة ، هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون " (1) .

وقال ابن تيمية – رحمه الله – أيضاً ( 28 /15-16 ) : " فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص ، أو بإهداره وإسقاطه ، وإبعاده ، ونحو ذلك نظر فيه : فإذا كان قد فعل ذنباً شرعياً لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره . وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ، ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء ، بل يكونوا مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى ، كما قال الله تعالى : ... وتعاونوا على البر والتقوى و لا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب (2) .

نسال الله أن يتقبل منا هذا العمل ويكون سببا لدخولنا الجنة ويكون سببا لهداية الناس ومعرفة طريق الحق من الباطل




كيف تصبح سلفيا ..؟!!! ((شروط الإنتساب للمنهج السلفي ))



كيف تصبح سلفيا ـ مدخليا ـ ..؟!!!
((شروط الإنتساب للمنهج المدخلي الإقصائي))



ٲولا : أن تعتقد انك وحدك ( لا شريك لك ) على الحق ، وان كل من لم یوافق منهجك  فهو مبتدع ضال ولو أوتي علم الشافعي وزهد ابن حنبل وتعبد فضیل بن عیاض وعلم ابن تيمية .. ، بل لابد أن یكون مثلك تابعا لـ ( ربيع ألمدخلي ومقبل الوادعي والألباني ) علیك أن تطيع هؤلاء فقط اياً كان بلدك وموطنك  .
ـ وعليك بالسمع والطاعة لـ أمير المؤمنين ( خادم الحرمين ) وٳن تآمر مع اليهود والنصارى ضد الإسلام فعلينا أن نحسن الظن بهم ...و القنوات الفضائية السعودية كـ "إم بي سي" و"روتانا"  وغيرهما  هي للترفية واللهو .. وليس لمحاربة وتشويه الإسلام كما يدعي البعض وإن صح دعواهم فعليك بالصمت والطاعة لأمير هذه القنوات ..!!
 واحذر أن تخالف شيوخنا ولو في مسألة فقية واحدة ... ستواجه بيانا رسميا بخروجك عن منهج السلف ويتم هجر وتبديعك وخروجك من الفرقة الناجية وبالتالي من الجنة و { فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } و { مَذْمُوماً مَّدْحُوراً }... أثبت ولاءك لشيوخنا وأعلم بأن آراء واجتهادات شيوخنا هو حكم الله ودين الله!!
واعلم ..أن ـ مصافحة النساء وإسبال الإزار حرام شرعا  ويجب عليك توفیر اللحية وإعفاءها ، ويحرم عليك قصها أو حلقها والموسيقى حرام قطعا  وكذلك الصور ..
ويستثنى من هذه الأحكام القطعية  أمير المؤمنين ( خادم الحرمين ) يجوز له أن يصافح النساء ويسبل الإزار ويحق له أن يحلق اللحية  ( حلق العارضين ) ويرقص مع بوش أو ترمب على أنغام موسيقى المحرمة ..ويصور  حفلاته !!
، ويحق له دفع أموال الشعب المسلم وإيرادات الحج والعمرة إلى الیهود والنصارى وحلفائهم تحت أي مسمى جزية أم هدية   لحماية عرشه والبقاء على الحكم ويقدم  الأوسمة والنياشين لمن قال بالأمس عن أمير المؤمنين ( خادم الحرمين )  انتم بقرة حلوب..!! نعم ترامب قالها بكل وقاحه ( السعودية بقره حلوب ) ومتى جفّ حليبها  يجب ذبحها.. لا تتدخل في السياسة وعليك بالسمع والطاعة !!




ثانيا :

أن تعتقد انه لا يدخل الجنة معك أنت وطائفتك احد أبدا ، وان المسلمين من غير مذهبنا هم وقود النار ولو كانوا من الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين .

ثالثا : أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهرا وباطنا ، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بما يجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في ( الحش ) أو في الدرس أو على المنبر !!.

رابعا : أن تعتقد أن الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والأحزاب الأخرى   (( غير العلمانين طبعا فهم حلفائنا )) ودعاتهم وعلمائهم اخطر من اليهود والنصارى والشيوعيون ويجب محاربتهم إرضاءاَ لأمرائنا من العلمانيين والحكماء الداعمين والممولين الصانعين لمنهجنا و لفكرتنا ...!!!

خامسا : أن تعتقد أن الإسلام هو توفير اللحية , وإسبال الإزار وعداوة أهل القبلة – سلفا وخلفا ، علماءا وحكاما – إلا شيوخنا المعصومين ألمدخلي والألباني ومن سار على خطاهم ، ويجب علينا موالاة الحكماء والأحزاب العلمانية والبراءة من الأحزاب الإسلامية ..... مع التزام التعقد والتأزم الدائم مع من يخالفنا في الرأي .

سادسا : عندما تقصد إلى المدينة المنورة ، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر ، ولكن اجعل مقصدك زيارة ( أحجار ) المسجد ، فذلك هو المطلوب الشرعي ، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، أو مناجاة روحه الشريف .

سابعا : ولا بد أن تتذكر أن الصحابة من ( السلف الصالح ) ، و التابعين خالفوا رسول الله  بإدخالهم قبر النبي ضمن المسجد ( عفى الله عنهم  ) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لوجود القبر الطاهر بالمسجد .


ثامنا : أن تعتقد أن الموسيقى والغناء حرام وهو عندنا من مسائل العقيدة  وليس من المسائل الخلافية كما يدعي البعض ، ولو جاءوا بدليل قاطع من البخاري ومسلم فأوله بما یواف حكمنا في المسٲله ..!!








تاسعا :  المشاركة في الانتخابات والعمل السياسي حرام علينا وعلى الأحزاب الإسلامية وحلال للعلمانيين فقط ...  وعليك ان تشارك في الانتخابات واحذر أن تعطي صوتك للأحزاب الإسلامية بل أعطها للعلمانيين فهم أولى بها من الأحزاب الإسلامية المبتدعة .فمن مفاخر السلفية عندنا عدم اشتغالنا بالعمل السياسي إلا بما يخدم مصالحنا ومصالح حلفائنا من الأحزاب العلمانية  . و لتبقى ساحتنا السياسية مسرحا لأفكار العلمانيين والإباحيين ، واللادينيين والروافض .
- أخيراً ، قل : نحن أهل الإسلام لا سوانا ( المقصود بهذا الشعار هو من ينتمي للأحزاب الإسلامية والصوفية )، ومن عدانا من الإسلاميين  فهو عدو الإسلام وعلينا كفاحه ، ومن ليس منا فهو علينا ، وليذهب كل أهل القبلة سوانا إلى جهنم  .
طبعا هذا الكلام لا يشمل إخواننا العلمانيين والحكام الذين يخالفوننا في العقيدة والمنهج نحن فقط نحارب الجماعات الإسلامية والدعاة من أهل السنة..




عاشرا : إياك والصلاة خلف الحليق اللحية و الصوفي إياك , ٳلتحق بمساجدنا مهما كان الطریق شاقا وبعيدا عليك، وسنجزيك تكاليف النقل . وموضوع تحريم شد الرحال إلى مساجد غير المساجد التي نصت عليا الشريعة لا يشمل مساجدنا
(يجوز شد لرحال إلى مساجدنا إضافة إلى مساجد الثلاثة لمذكورة في النص )   .



حادي عشر : لا تعامل من ليس من مذهبك بل احتقره وازجره ، وامنع كل خير يصل إليه ، فمن ليس من مذهبك فهو مبتدع أو وثني أو مشرك نجس ولا تٌقرأ كتبهم وأنكر عليهم أدلتهم ولوا كان من الكتاب والسنة وإياك أن تقرأ كتبهم بل احرقها إن استطعت وذا أعطوك كتابا تقرأها ( أمانة ) لا تقرأها ولا ترجعها .
 (( على قاعدة فرعون .... ما أريكم إلا ما أرى … وما أهديكم إلا سبيل الرشاد !)).
وأعلم جيدا وخذها كأصل من الأصول الأربعة لشيخنا محمد عبد الوهاب وهو خامسها
:" أن رأينا صواب لا يحتمل الخطأ ...  ورأي غيرنا خطأ لا يحتمل الصواب ..!!!"




ثاني عشر : أترك آراء كافة مذاهب أهل السنة بدءا بالمذاهب الأربعة وما سبقها أو لحقها ، ولا تعترف إلا بـ (بشيوخنا المعصومين المدخلي والألباني ) ثم بمروجي مذهبهم والدائرين في فلكهم من علماء السلاطين  ، وقل : إن أئمة المذاهب الأربعة ومن والاهم فرقوا الأمة ، وصرفوا الناس بقضاياهم الفقهية عن السنة والحديث الشريف ، وأنه لا حاجة عندنا لاجتهاداتهم ، أو الاقتداء بهم إلا في بعض المسائل الفقهية المؤيدة لمذهبنا ، وأن على كل مسلم أن يعمل ليحصل شروط الاجتهاد قبل تحصيل المعاش ، حتى يتناول الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة ، مهما كانت ثقافته ، أو إحاطته بعلوم اللغة والدين ، سواءً في ذلك سكان الأدغال أو قمم الجبال أو خريجي الأزهر .





ثالث عشر : اعتقد قبل كل هذا وبعده ، أن إعفاء اللحية هو ركن الإسلام ( السادس ) الذي أغفل ذكره رواة الحديث الذين ذكروا أركان الإسلام وجعلوها خمسة فقط بينما هي ( ستة ) تماما ، وقل : إن أئمة المذاهب تآمروا على الإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان ، ولم يجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا..!!







رابع عشر : احمل بكل عنف ، بل بكل وقاحة على جميع مواسم المسلمين واحتفالاتهم وتقاليدهم مهما يكن لها سند أو استنباط أو قياس ، واتهم كل من يشترك فيها عالما كان أو جاهلا بالشرك والكفر ، والفسوق والعصيان ، والردة والجهل بمعالم الإسلام ، وداوم التشويش والتشبيه ، خلطا بين سنن العادة والعبادة ، وخالف في كل شيء ، واستلفت إليك الأنظار ، واعزل نفسك عن المجتمع قولا وعملا .






خامس عشر : وجه كل جهودك إلى تدمير علماء ودعاة أهل السنة ، كل من يخالفنا ولو في مسألة فقية واحدة ...و حارب منهج الصوفية ، واجعل ذلك همك الأول والأخير وغايتك الدنيا والقصوى ، ولا تقبل في ذلك حجة ولا بيانا ، حتى إن كان من كلام إمامك ابن تيمية وأبن الحجر العسقلاني والنووي ، وانس كل النسيان ما في البلاد الإسلامية من مآسي التفريق والتمزيق والخلافات والحروب والأخطار ، ومن شراسة التنصير والتبشير ، وكوارث الإبادة وفواجع الانحلال و اللادينية ، وأهوال الشيوعية ، وفساد الأخلاق والعقائد الذي تبثه وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة و المسموعة ، وخطط القضاء على الإسلام التي تدبرها الصليبية واليهودية والفوضوية والماركسية بمراتبها المختلفة في كل وطن فيه واحد من أهل القبلة بالأرض كلها .
ـ وأعلم ان الطواف حول البيت الأبيض أهون من الطواف حول الأضرحة والقبور ..!!!
فكل ذلك هين ، وهين جدا ، بجوار واجب محاربة علماء أهل السنة والدعاة المخالفين لرأينا و هدم التصوف و تدمير بنائه ، سواء بالترغيب والإغراء أو الترهيب و الإيذاء .



سادس عشر : احكم بضعف كل ( حديث نبوي ) لا يؤيد وجهة نظرك فهو ضعيف أو موضوع ، واجعل من سنن العادة سنن عبادة أو العكس ، بلا أصول ولا قواعد ، إلا مزاج شيوخنا المعصومين ، فـ مزاجهم هو ميزان الشرع في التسلف المعاصر .



سابع عشر : لا تتوسل إلى الله مبتهلا إليه بواحد من صالحي المسلمين ، حيا أو ميتا ، ولا بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وقل : إن هذا هو عين الوثنية والشرك مهما يكن دليله وشروطه وتفاصيله ، ولا نفرق بين ( المسئول ، والمسئول به ) ، وغالط كلما أعجزك الدليل ، وداور وناور ، وأخرج المسلمين من دين الله جميعا بالتوسل .
- لا تدخل مسجدا لغير طائفتك ، وقل عن بقية المساجد إنها ( كنائس وبيع ) أو تكاد ، خصوصا إذا كان بها ( قبلة ) أو منبر مرتفع أو ضريح !! .
واجعل كل من خالفك في اجتهادك خصماً، ولا تنس اتهامه في دينه بالبدعة أو النفاق (والنفاق أولى)، وفي أمانته بالخيانة والعمالة (والعمالة أحرى).




 ثامن عشر : اجعل غالب اجتهادات شيوخنا ( المعصومين ) الظنية مسائل مقطوعاً بها، وابحث في التراث على دعاوى الإجماع عليها؛ إذ كيف تهاجم مخالفك بترجيحات ظنية، فلابد من ادّعاء شذوذ المخالف، ومن ادّعاء مخالفته للإجماع، ومن زعم مناقضة الأدلة القطعية.

تاسع عشر :  عليك أن تتوجس خيفة من كل نقد؛ فالنقد بريد الزندقة؛ لأن نقدك هو كشف لعورتك أمام العدو، ولا يكشف عورة الأتقياء أمام الأعداء إلاّ الزنادقة المنافقون.





عشرون : لا تعترف بالخطأ، بل اجعل الخطأ صواباً؛ لأن اعترافك بالخطأ فتّ في عضد الأخيار، وتخندق مع الأشرار.

إحدى وعشرون : واعلم  إن كل من وقع في البدع فهو مبتدع .  كل مسلم وقع في بدعة أو ما يتوهمه بدعة ، فهو مبتدع دون اعتبار أن يكون قائل البدعة أو فاعلها متأولا أو مجتهدا أو جاهلا . واحذر ( من لم يبدع مبتدع فهو مبتدع )
        هذا الأصل   من أصولنا ، فإذا حكمنا على رجل أنه مبتدع أو على جماعة دعوية أنها جماعة بدعة ، ولم تأخذ برأينا وحكمنا   فأنت : مبتدع ، لأنك لم تبدع مبتدع .   وهذا أصل وقائي لمنهجنا فإما أن تكون معنا أو تكون منهم . ونحن على شاكلة من قبلنا في التكفير الذين قالوا " من لم يكفر الكافر - عندهم - فهو كافر " . فإذا حكمنا على رجل مسلم أنه كافر ولم توافقهم على ذلك فأنت كافر أيضا لأنك لم ترض بحكمنا ، (فما أشبه هذا القول بقول الخوارج ) .



اثنان وعشرون : ارفض كل جديد وتجديد؛ لأن التجديد لا يقوم إلاّ على أساس اعتراف بوجود الخطأ أو بوجود النقص، والاعتراف بالخطأ خطر كبير على مسيرة الصحوة المباركة، كما سبق. بل يجب أن ترفض التطوير؛ لأن قبول التطوير قبول ضمني بوجود نقص، وهذا ينافي كمال منهج أهل السنة والجماعة الذي نحن عليه بكل حذافيره.




مثال : ( زكاة الفطر ) لا يخرج مالا ولو كان الأولى والأنفع للفقير ولا تبالي برأي السلف الصالح أمثال ( أبو حنيفة والحسن البصري وسفيان الثوري والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز وشيخ الإسلام ابن تيمية  .. وكل من أفتى معهم بجواز دفع النقود ) عليك إخراج ما نص عليه الحديث فقط ( الشعير والتمر ) ولو حار فيه الفقير فهذا مشكلته ووقت خروجه بعد الصلاة الصبح إلى صلاة العيد عليك أن تنفذ الواجب ولو انزعج الفقير في الليل وأعطه شعيرا كي يعطيه لعياله في صباح العيد ...!!!




ثلاث وعشرون : سيتهمك المنافقون باعتقاد العصمة والتنزّه عن الخطأ؛ لأنك ترفض النقد والاعتراف بالخطأ، فلا تلتفت لذلك، فإن عصمة منهجك مستمد من عصمة شيوخنا والكتاب والسنة، ومن عصمة منهج السلف الصالح. وأنت الوريث الشرعي الوحيد لذلك المنهج المعصوم، فهجومك على منتقديك ليس ادّعاء لعصمتك في الحقيقة (وإن لزم منه ذلك)، لكنه هجوم منطلقٌ من عصمة شيوخنا والوحي الذي تَمثّـله السلف، وكنت أنت امتدادهم. واحذر أن تخالف شيوخنا ولو في مسألة فقية واحدة ... ستواجه بيانا رسميا بخروجك عن منهج السلف ويتم هجر وتبديعك وخروجك من الفرقة الناجية وبالتالي من الجنة ... أثبت ولاءك لشيوخنا وأعلم بأن آراء واجتهادات شيوخنا هو حكم الله ودين الله!!

أربعة وعشرون : واحذر من دعاة التوسط والاعتدال؛ فهم لا يفهمون من التوسّط والاعتدال؛ إلاّ تخطيئك، وإلاّ التوسط بين الحق والباطل، والاعتدال مع الأعداء بتمييع المبادئ وتضييع العقائد؛ فالذي يتوسط بينك وبين خصمك كالذي توسط بين أبي جهل وأبي طالب، ما زاده توسّطه إلاّ بعداً عن الحق الذي أنت عليه؛ لأنك أنت هو الحق، والحق معك حيث درت دار الحق معك. وأما الذي يعدل مع المخالفين فهو يعطيهم حقاً لا يستحقونه؛ فالعدالة لا تكون مشروعة إذا شُرعت سيوف الحق، ونادى منادي الجهاد (الله أكبر)، فالظلم حينها هو قمة العدالة، فكفّر وزندِق وفسِّق وتفاصح بالشتم والفحش والافتراء؛ فالمؤمن يستحب له في بعض المواطن ..
(مثل هذا الموطن) أن يكون فحّاشاً لعّاناً بصّاقاً، بل ربما وجب ذلك عليه، فأنت تقوم مقام حسان بن ثابت (اُهجُهم وروح القدس معك).

خامسة وعشرون : من خالفك جاهل، أو متجاهل. هذه هي تعويذة الصباح والمساء. وأما تسبيحات أدبار الصلوات: فسبحان من خلقنا على الهدى وخلق غيرنا على الضلالة، والحمد الله على حفظ طائفتنا فهم أمان أهل الأرض، والله أكبر ما أعظم فكرنا الذي احتكر الحق والحقيقة. فلا يعرف العلم غير مدرستنا، ولا يمر الحق بغير دروبنا، ولا يمكن أن يجتمع علماؤنا على ضلالة. وأما الاستغفار: فأكثر من الاستغفار للإمام مالك بن أنس، كيف احتج بإجماع أهل المدينة (الذي يُنسب إليه)؟! أين هو عن عمل علمائنا الذين لا يجتمعون على ضلالة؟! ولو أن الإمام مالكاً فعل ذلك لما وجد من يأخذ عليه هذا الاحتجاج، كما أُخذ عليه احتجاجه بعمل أهل المدينة.





سادسة وعشرون : أفضل وسيلة للمحافظة على أتباعنا المغفلين هو التبديع والتفسيق والهجر والتحذير من كل من ليس على منهجنا هجرا قطعيا واجبا كي لا يكشفون حقيقة دعوتنا ... أو اطلاع على منهج غيرنا .... لا نريهم إلا ما نرى وقاية و حفاضا على دعوتنا الحزبية باطنا ... واللاحزبية ظاهرا .. نحرم العمل الجماعي والتنظيم الدعوي على الجماعات الإسلامية ونبيحها لأنفسنا ودعوتنا المباركة .  

        مع أننا قد أفتينا بحرمة العمل الجماعي والتنظيم الدعوي لغيرنا  .. بحجة أنها يدعو إلى الحزبية لكن سنعمل بعكس فتوانا ، فلدينا عمل منظم كالأسابيع الثقافية والمخيمات الربيعية وطبع الكتب والتواصل الفكري والتنظيمي والدعم المادي بيننا في بقاع مختلفة ، وبين قياداتنا المعروفين في المدينة  .


 رسلان هو من اقطاب ادعياء السلفية في مصر ...



سابعة وعشرون : من انتقد شيئاً من هذه المواقف السابقة، فلا تتردّد طرفة عين في أن تجعله عدواً لك، وهجره واجب عليك ولا تبخل عليه بالشتائم والاتهام في الدين بالتبديع والتفسيق،
هذه مواقف  : كل واحد منها كافٍ وافٍ في اصطناع العداوات، وخندقه الجماعات، واختلاق المعارك الوهمية مع مخالفينا من الإسلاميين  هم العدو فاحذرهم ؛  
لا تنسى إذا كنت إمام مسجد فطول قيام في الصلاة حتى تكره العوام على العبادة ولا تهتم لشكواهم كن فتانا... أما إذا صليت وحدك فخفف ما شئت .. خاصة في رمضان فهو فرصة لتعسير الصلاة على التائبين الجدد وخصوصا في صلاة التراويح فهو اكبر فرصة لنا لتنفير الناس من الصلاة وتعذيبهم بالوقوف أكثر من ربع ساعة للركعة واحدة ...  شعار منهجنا هو :


وصدق من قال ((( السلفية المعاصرة هم ... مرجئة مع الحكام وخوارج مع المسلمين وخاصة الدعاة منهم .... و لو كان خلاف في مسألة فقهية واحدة ))

هدفنا تفرق الأمة باسم التوحيد


تنبيه !!!
" إن الذين يسخرون من العلماء يريدون أن يُفقدوا الأمة علماءها حتى ولو كانوا موجودين على الأرض ، ما دام أنها قد نزعت منهم الثقة فقد فقدوا ...

ولا حول ولا قوة إلا بالله    .
قالو عن المداخلة ( أدعياء السلفية ..

المداخلة "أدعياء السلفية "لهم آراء محددة لا يخرجون عنها ، وهي في الغالب اجتهادات مشايخهم التي يزعمون أنها منهج السلف دون غيرها ،ويعقدون على هذه الاجتهادات ولاءهم وبراءهم : فمن وافقهم عليها فهو السلفي المسلم ، ومن خالفهم فهو الخارجي الضال!!




==========
ليس العلم بكثرة الرواية بقدر ما هو عمق الدراية؛ ولهذا علق القرآن والسنة الخير «بالتفقه في الدين» لا بمجرد «تعلم الدين». 


===========
منهج الوسطية والاعتدال هو الذي يقدم الإسلام للناس باسم الوجه وليس عبوسا قمطريرا، يقدمه في صورة الحب لا البغض، وفي صورة التسامح لا التعصب.

========

ذهب احد العلماء الى فرنسا وكان يلبس بدلة عصرية 
فساله أحد المتنطعين :
 كيف كان لباس النبي يا شيخ ؟  ... فقال له : يشبه لباس أبي جهل

============

حلقات الذِكر عند المداخلة هو حلقات ذكر زلات العلماء و التلّذذ بأعراض المشائخ
وتصنيف الناس والدعاة 
والعلماء الذين لا يوافقونهم على أهوائهم، الذين لا ينزلون عند مرادهم بالحط من قدرهم ، ورميهم بقـ...ذائف من الألقاب القبيحة في أشخاصهم  فتارة يقولون : ( هذا ضال ، وذاك مبتدع ، والآخر عنده شركيات وكفريات ) حتى فاهو بكلمة : (أضر علينا من اليهود والنصارى) ، وإن خففوا قالوا : ( هذا غامض ، أو متلون ، أو مميع لمنهج السلف ، أو غير واضح ، أو سلفي الظاهر مبتدع الباطن) فبئس ما قالوا وما ذكروا .

========

سورة الإخلاص = ثلث القرآن سورة الكافرون = ربع القرآن أما مداهنة السلطان فعائدها فوري