الأربعاء، 26 أبريل 2023

ماهو القزع ؟ وهل القصات الموجودة اليوم عندنا يعتبر من القزع المنهي عنه ؟ ام لا .. افتونا مأجورين ؟


هذا المنشور خاص بالشباب الذين سيذهبون للحلاق :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلط على كثير من الناس معنى القَزَع ، فتوهموا أنَّ من صور القَزَع قص شعر جوانب الرأس بدرجة أقل من شعر باقى الرأس .. وحَسِبوا أنَّ العلماء قد اتفقوا على ذلك ، وهو ما لم يحدث ، فإن تفصيل أقوال العلماء فى المسألة على النحو التالى :
اختلف العلماء في معنى القَزَع:
فقيل: أن يحلق رأس الصبي في مواضع، ويترك الشعر متفرقًا.
وهذا يؤيده معنى القزع في اللغة، وعليه فلا يشمل ما إذا حلق جميع الرأس وترك موضعًا واحدًا كشعر الناصية .
وقيل: القزع حلق بعض الرأس مطلقًا .
وقد ورد تفسير القزع من بعض الرواة:
فروى البخاري في صحيحه عن نافع مولى عبدالله، أنه سمع ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن القزع.
قال عبيدالله: قلت: وما القزع؟ فأشار لنا عبيدالله، قال: إذا حلق الصبي، وترك ها هنا شعرة، وها هنا وها هنا، فأشار لنا عبيدالله إلى ناصيته، وجانبي رأسه.
قيل لعبيدالله: فالجارية والغلام؟ قال: لا أدري هكذا قال الصبي.
قال عبيدالله: وعاودته، فقال: أما القصة والقفا للغلام، فلا بأس بهما، ولكن القزع أن يترك بناصيته شعرًا، وليس في رأسه غيره، وكذلك شق رأسه هذا وهذا.
قال المازري في المعلم: إذا كان ذلك - يعني القزع - في مواضع كثيرة، فمنهي عنه بلا خلاف، وإن لم يكن كذلك كالناصية وشبهها، فاختلف في جوازه.
وكذا نقله الطيبي في شرح المشكاة.
القول المُختار :
أنَّ قص جوانب الشعر أو تخفيفه، لا يدخل في القزع، إذ الكراهة مخصوصة بالحلق .، لأن الحديث نص على الحلق وليس القص ، إلا أن يكون ذلك تشبهاً بالكفار أو أهل الدعارة والفسوق فلا يجوز ، ويكون التحريم حينئذ سببه التشبه بالسالف ذكرهم .
حكم القزع :
يكره القزع، وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة.
وقد نقل بعض العلماء الإجماع على الكراهة ..
قال النووي فى شرح مسلم : "أجمع العلماء على كراهية القزع إذا كان في مواضع متفرقة، إلا أن يكون لمداواة ونحوها، وهي كراهة تنزيه".
وكذا نقله الطيبي في شرح المشكاة .
دليل الكراهة:
ما رواه البخاري، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا عبدالله بن المثنى بن عبدالله بن أنس بن مالك، حدثنا عبدالله بن دينار، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن القزع.
علة النهى عن القزع :
ذكر ابن حجر ثلاثة أقوال للعلماء ، وذكر ابن القيم عن ابن تيمية قولا رابعاً :
قال ابن حجر فى فتح البارى :
" و اختلف في علة النهي :
فقيل: لكونه يشوٌه الخلقة .
و قيل لأنه زِيّ الشيطان .
و قيل لأنه زي اليهود .
و قد جاء هذا في رواية لأبي داود " .
قال الامام ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود:
"قال شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله-: وهذا من كمال محبة الله ورسوله للعدل، فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه، لأنَّه ظلم للرأس حيث ترك بعضه كاسيًا وبعضه عاريًا، ونظير هذا: أنه نهى عن الجلوس بين الشمس والظل، فإنه ظلم لبعض بدنه، ونظيره: نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة، بل إمَّا أن ينعلهما أو يحفيهما "




 ويفرِّق أهل العلم بين الحكم على الفعل وبين القصد منه.

فقد نقل الإمام يحيى النووي وغيره الإجماع على أن القزع مكروه وليس حرامًا.

قال النووي :"وأجمع العلماء على كراهة القزع إذا كان في مواضع متفرقة إلا أن يكون لمداواة ونحوها وهي كراهة تنزيه وكرهه مالك في الجارية والغلام مطلقا".(شرح النووي على مسلم)(14/101).

فهذه الكراهة تتعلق بالآداب وقد أجمع أهل العلم كما نقل الإمام على كراهة ذلك ، أما فيما يخص التشبه بالكفار فإن أهل العلم يرون أن ذلك حرام ، لأن ذلك يخرج عن دائرة الآداب ويدخل في دائرة الولاء والبراء وحب الكفار ، فلهذا يحرِّم أهل العلم القزع إذا كان القصد منه التشبه بالكفار ، لأن التشبه في الظاهر يورث المودة في الباطن ، وكذلك سدًّا للذريعة.

وهذا مما يُنبه عليه عند أهل الإفتاء ، فلا يُطلق القول بالكراهة ولا التحريم كما ذكرنا جانبًا من ذلك.

لأن العلم بالقصد من الفعل لا يتحقق بمجرد السؤال ، إنما ينَبِّه المفتي على أنه إذا كان القصد به كذا فحكمه كذا.

وكذلك يفرِّقُ العلماء بين من رَكَعَ لأحد السلاطين من حيث الدافع إلى ذلك ، فلا يحكمون بكفر الراكع إلا إذا علموا أن ركوعه كان ركوع عبادة وتعظيم وأن الراكع سوَّى بين الله تعالى والسلطان ، فعندما يتحقق العلماء من هذا وتقوم الحجة على هذا المعين يقولون بكفره ورِدَّتِهِ ، وهذا التحقيق لا يحصل ظاهرًا بل لا بد من تصريح المعين أو الوقوف على بعض القرائن أو نحو ذلك لكي يكتمل الحكم ، فإن الركوع على سبيل التعظيم أو التحية لا يُعلم ظاهرًا ، بل كل ذلك من الأعمال الباطنة التي لا يعلمها إلا الله.

ويفرقون بين من كان ركوعه على سبيل التحية ، فهذا مرتكب لكبيرة وهو آثم بلا شك ، وإذا كان مُكرهًا فلا شيء عليه.

فالفعل واحد والأحكام مختلفة لاختلاف المقاصد منه !

وكذلك يحرِّمُ أهل العلم تهنئة اليهود والنصارى في أعيادهم الدينية لأن هذا من التشبه بالكفار والإقرار بكفرهم.

وهذا التحريم من أهل العلم مرده لدفع مفسدة أكبر وهي الكفر ، فإن حب اليهود والنصارى كفر بالإجماع ، ولأن التشبه بهم وتهنئتهم قد يؤدي إلى حبهم وتصحيح مذهبهم أو التوقف في كفرهم ، ولهذا منع من ذلك أهل العلم.

ودليل أن حب النصارى واليهود كفر قوله تعالى :"﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ﴾.

وقد نقل أبو العباس ابن تيمية أن من لم يبغض اليهود والنصارى ليس بمسلم بالإجماع :

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:

"وَمَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ بَعْدَ مَبْعَثِ مُحَـمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنْ يَكُونَ مُسْلِمٌ إلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ ، وَمَنْ لَمْ يُحَرِّم التَّدَيُّنَ - بَعْدَ مَبْعَثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِدِينِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ؛ بَلْ مَنْ لَمْ يُكَفِّرْهُمْ وَيُبْغِضْهُمْ ، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ." انْتَهَى مِنْ "مَجْمُوعِ الْفَتَاوَى" (27/464).

مع التنبيه على أن هذه المحبة كفر فيما هو باطني ديني باعتبار الشرع ، وإلا فإن من أحب طريقة لاعب كرة قدم أو مهاراته أو أحب طبَّاخًا أو أستاذًا كافرًا محبة دنيوية لا يُحكم بكفر فعله ، إنما يُحرم ذلك أو يُكره لسد الذريعة.

وهذا الكفر خاص بما تؤول إليه التهنئة ، وإلا فإن التهنئة في حد ذاتها ليست كفرًا ، إنما حرام باتفاق أهل العلم ، ولا يُطلق القول بأن تهنئة النصارى كفر فضلًا عن الحكم على معين بذلك.

لأن الغرض من تحريم التهنئة هو سد ذريعة حب اليهود والنصارى محبة شرعية والإقرار بدينهم وتصحيح مذهبهم أو التوقف في كفرهم.

وإلا فإنه ليس جميع من يهنِّئُ اليهود والنصارى في رأس السنة الميلادية يزعم هذه النواقض.

وهذه النواقض ليست من المسائل الجلية الظاهرة ، ولا يحصل العلم بحقيقتها بمجرد تهنئة النصارى واليهود بأعيادهم الدينية في رأس السنة ، وإن كانت التهنئة في حد ذاتها كبيرة من الكبائر وحرام ، لكن الكفر هو ما تؤول إليه التهنئة ، وليس لازمًا من التهنئة الإقرار بالنواقض التي ذكرنا.

فإن تحريم التهنئة هو سد لذريعة الوقوع في هذه النواقض ، ولا يُحكم بالكفر على كل من هنَّأ اليهود والنصارى حتى يُعلم يقينًا أنه وقع في هذه النواقض.

وإذا عُلم ذلك ، فيلزم إقامة الحجة على المعين ثم الحكم بكفره ، مع الاتفاق أنه أتى بنواقض يلزم منها كفره وردَّته عن دين الإسلام.

والتهنئة أو الاحتفال تزامنًا مع هؤلاء الكفار من اليهود والنصارى أو شراء الحلوى الخاصة بعيدهم أو إقامة الحفلات الغنائية أو تعمد السهر في رأس السنة بسبب عيدهم كل ذلك يدخل في الكبائر ، لكنه ليس كفرًا.

كَتَبَهُ : يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْجَلِيلِ الْجَّعْوَانِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ المغربى

حكم .قول (فلان المرحوم). و(تغمده الله برحمته) و(انتقل إلى رحمه الله)؟

.قول القائل (أنا مؤمن إن شاء الله):

27- سئل فضيلة الشيخ: قول القائل (أنا مؤمن إن شاء الله) يسمى عند العلماء (مسألة الاستثناء في الإيمان) وفيه تفصيل:
أولا: إن كان الاستثناء صادرا عن شك في وجود أصل الإيمان فهذا محرم بل كفر؛ لأن الإيمان جزم والشك ينافيه.
ثانيا: إن كان صادرًا عن خوف تذكية النفس والشهادة لها بتحقيق الإيمان قولا وعملا واعتمادا، فهذا واجب خوفا من المحذور.
ثالثًا: إن كان المقصود من الاستثناء التبرك بذكر المشيئة، أو بيان التعليل وأن ما قام بقلبه من الإيمان بمشية الله، فهذا جائز التعليق على هذا الوجه- أعني بيان التعليل- لا ينافي تحقيق المعلق فإنه قد ورد التعليق على هذا الوجه في الأمور المحققة كقوله تعالى: {لتدخلن المسجد الحرام إنشاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون}. والدعاء في زيارة القبور (وإنا إنشاء الله بكم لاحقون) وبهذا عرف انه لا يصح إطلاق الحكم على الاستثناء في الإيمان بل لابد من التفصيل السابق.

.قول (فلان المرحوم). و(تغمده الله برحمته) و(انتقل إلى رحمه الله):

28- سئل فضيلة الشيخ: عن قول (فلان المرحوم). و(تغمده الله برحمته) و(انتقل إلى رحمه الله)؟.
فأجاب بقوله: قول (فلان المرحوم) أو (تغمده الله برحمته) لا بأس بها، لأن قولهم (المرحوم) من باب التفاؤل والرجاء، وليس من باب الخبر، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء فلا بأس به.
وأما (انتقل إلى رحمه الله) فهو كذلك فيما يظهر لي إنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر، لأن مثل من أمور الغيب ولا يمكن الجزم به، وكذلك لا يقال (انتقل إلى الرفيق الأعلى).

.عبارة (لكم تحياتنا) وعبارة (أهدي لكم تحياتي):

29- سئل فضيلة الشيخ: عن عبارة (لكم تحياتنا) وعبارة (أهدي لكم تحياتي)؟
فأجاب قائلا: عبارة (لكم تحياتنا، وأهدي لكم تحياتي) ونحوهما من العبارات لا بأس بها قال الله تعالى{إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}. والتحية من شخص لآخر جائزة، وأما التحيات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله، والشكر لله، ومع هذا فيصح أن نقول حمدت فلان على كذا وشكرته على كذا قال الله تعالى: {أ ن أشكر لي لوالديك}.

.يقول بعض الناس: (أوجد الله كذا):

30- سئل فضيلة الشيخ: يقول بعض الناس: (أوجد الله كذا)، فما مدى صحتها؟ وما الفرق بينها وبين: (خلق الله كذا) أو (صور الله كذا)؟.
فأجاب بقوله: أوجد أو خلق ليس بينهما فرق، فلو قال: أوجد الله كذا كانت بمعنى خلق الله كذا، وأما صور فتختلف لأن التصوير عائد إلى الكيفية لا إلى الإيجاد.

.حكم التسمي بالإيمان:

31- سئل فضيلة الشيخ: عن حكم التسمي بالإيمان؟.
فأجاب بقوله: الذي أرى أن اسم إيمان فيه تذكية وقد صح عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه غير اسم (برة) خوفا من التذكية ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن زينب كان اسمها بره فقيل تذكي نفسها فسماها رسول الله صلي الله عليه وسلم، زينب (10 / 575 الفتح)، وفي صحيح المسلم (3/1687) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت جويرية اسمها بره وحول النبي صلي الله عليه وسلم اسمها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند بره، وفيه أيضا (ص 1638) عن محمد بن عمر ابن عطاء قال سميت بنتي بره فقالت لي زينب بنت أبي سلمة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم، نهي عن هذا الاسم وسميت بره فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم» فقالوا: بمن نسميها؟ قال: «سموها زينب» فبين النبي صلي الله عليه وسلم وجه الكراهة للاسم الذي فيه التذكية وإنها من وجهين:
الأول: أنه يقال خرج من عند بره وكذلك يقال خرج من بره.
والثاني: التذكية والله أعلم منا بمن هو أهل التذكية.
على هذا ينبغي اسم إيمان لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عما فيه تذكية، ولا سيما إذا كان اسما لامرأة لأنه للذكور أقرب منه للإناث لأن كلمة (إيمان) مذكرة..
32- سئل فضيلته: عن التسمي بالإيمان؟.
فأجاب بقوله: اسم إيمان يحمل نوعًا من التذكية وبهذا لا تنبغي التسمية به لأن النبي صلي الله عليه وسلم، غير اسم بره لكونه دالا على التذكية، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسماء التي تحمل التذكية لمن تسمي بها، أما من كان علما مجردا لا يفهم منه التذكية فهذا لا بأس به ولهذا نسمي بالصالح والعلي وما أشبهما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنى التذكية.

.حكم هذه الألقاب (حجة الله) (حجة الإسلام) (آية الله):

33- سئل فضيلة الشيخ: ما حكم هذه الألقاب (حجة الله) (حجة الإسلام) (أية الله)؟
فأجاب بقوله: هذه الألقاب (حجة الله) (حجة الإسلام) ألقاب حادثة لا تنبغي لأنه لا حجة لله على عباده إلا الرسل. وأما (آية الله) فإني لا أريد المعنى الأعم وهو يدخل في كل شيء:

وفي كل شيء له آية ** تدل على أنه واحد


وإن أريد لأنه آية خارقة بهذا لا يكون إلا على أيدي الرسل، لكن يقال عالم، مفتي، قاضي، حاكم، إمام، لمن كان مستحقا لذلك.

.حكم هذه العبارات: (باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة):

34- سئل الشيخ: عن هذه العبارات: (باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة)؟.
فأجاب قائلا: هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن العرب أو يعبر عن أهل البلد فهذا لا بأس به، وأن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك، وقد يكون شركا أكبر بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بمن استعان به.

.حكم هذه العبارة: (بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا):

35- سئل فضيلته: هل هذه العبارة صحيحة (بفضل فلان تغير هذا الأمر، أو بجهدي صار كذا)؟.
فأجاب الشيخ بقوله: هذه العبارة صحيحة إذا كان للمذكور أثر في حصوله، فإن الإنسان له الفضل على أخيه إذا أحسن إليه، فإذا كان الإنسان في هذا الأمر أثر حقيقي فلا بأس أن يقال: هذا بفضل فلان، أو بجهود فلان، أو ما أشبه ذلك، لأن إضافة الشيء إلى سببه المعلوم جائزة شرعا وحسًا، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال في عمه أبي طالب: «لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار». وكان أبو طالب يعذب في نار جنهم في ضحضاح من نار، وعليه نعلان يغلي منهما دماغه، وهو أهون أهل النار عذابًا- والعياذ بالله- فقال صلي الله عليه وسلم: «لو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار».
أما إذا أضاف الشيء إلى السبب وليس بصحيح فإن هذا لا يجوز، وقد يكون شركا، كما لو أضاف حدوث أمر لا يحدثه إلا الله إلى أحد من المخلوقين، أو أضاف شيئا إلى أحد من الأموات أنه هو الذي جلبه له فإن هذا من الشرك في الربوبية.

.قول: (البقية في حياتك) ورد أهل الميت بقولهم: (حياتك الباقية):

36- سئل فضيلة الشيخ: عن حكم قول: (البقية في حياتك)، عند التعزية ورد أهل الميت بقولهم: (حياتك الباقية)؟.
فأجاب فضيلته بقوله: لا أرى فيها مانعًا إذا قال الإنسان (البقية في حياتك) لا أرى فيها مانعا، ولكن الأولى أن يقال إن في الله خلق من كل هلاك، أحسن من أن يقال (البقية في حياتك)، كذلك الرد عليه إذا غير المعزي هذا الأسلوب فسوف يتغير الرد.

.حكم ثناء الإنسان على الله تعالى بهذه العبارة (بيده الخير والشر):

37- وسئل حفظه الله تعالى: عن حكم ثناء الإنسان على الله تعالى بهذه العبارة (بيده الخير والشر)؟.
فأجاب بقوله: أفضل ما يثني به العبد على ربه هو ما أثنى به سبحانه على نفسه أو اثني به عليه أعلم الناس به نبيه محمد صلي الله عليه وسلم، والله عز وجل لم يثن على نفسه وهو يتحدث عن عموم ملكه وتمام سلطانه وتصرفه أن بيده الشر كما في قوله تعالى-: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. فأثنى سبحانه على نفسه بأن بيده الخير في هذا المقام الذي قد يكون شرا بالنسبة لمحله وهو الإنسان المقدر عليه الذل، ولكنه خير بالنسبة إلى فعل الله لصدوره عن حكمة بالغة، ولذلك أعقبه بقوله: {بيدك الخير} وهكذا كل ما يقدره الله من شرور في مخلوقاته هي شرور بالنسبة لمحالها، أما بالنسبة لفعل الله تعالى لها وإيجاده فهي خير لصدورها عن حكمة بالغة، فهناك فرق بين فعل الله تعالى الذي هو فعله كله خير، وبين مفعولاته ومخلوقاته البائنة عنه ففيها الخير والشر، ويزيد الأمر وضوحا أن النبي صلي الله عليه وسلم، أثنى على ربه تبارك وتعالى بأن الخير بيده ونفي نسبة الشر إليه كما في حديث علي رضي الله عنه، الذي رواه مسلم وغيره مطاولًا وفيه أنه، صلي الله عليه وسلم، كان يقول إذا قام إلى الصلاة: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض» إلى أن قال: «لبيك وسعديك، والخير كله في يديك والشر ليس إليك» فنفي صلي الله عليه وسلم أن يكون الشر إلى الله تعالى، لأن أفعاله وأن كانت شرًّا بالنسبة إلى محالها ومن قامت به، فليست شرًّا بالنسبة إليه تعالى بصدورها عن حكمة بالغة تتضمن الخير، وبهذا تبين أن الأولى بل الأوجب في الثناء على الله وأن تقتصر على ما أثنى به على نفسه وأثنى به عليه رسوله صلي الله عليه وسلم، أعلم الخلق به فنقول: بيده الخير ونقتصر على ذلك كما هو في القرآن الكريم والسنة.

.قول العامة (تباركت علينا) (زارتنا البركة):

38- سئل فضيلة الشيخ: عن قول العامة (تباركت علينا؟) (زارتنا البركة؟).
فأجاب قائلا: قول العامة (تباركت علينا) لا يريدون بهذا ما يريدونه بالنسبة إلى الله عز وجل وإنما يريدون أصابنا بركة من مجي، والبركة يصح إضافتها إلى الإنسان، قال أسيد ابن جبير لما نزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة الذي ضاع منها قال: (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر).
وطلب البركة لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون طلب البركة بأمر شرعي معلوم مثل القرآن الكريم قال الله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مباركًا} فمن بركته أن من أخذ به وجاهد به حصل له الفتح، فأنقذ الله به أمما كثيرة من الشرك، ومن بركته أن الحرف الواحد بعشرة حسنات وهذا يوفر للإنسان الجهد والوقت.
الأمر الثاني: أن يكون طلب البركة بأمر حسي معلوم، مثل العلم فهذا الرجل يتبرك به بعلمه ودعوته إلى الخير، قال أسيد ابن جبير (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر) فإن الله قد يجري على أيدي بعض الناس من أمور الخير ما لا يجريه على يد الآخر.
وهناك بركات موهومة باطلة مثل ما يعزم به الدجالون أن فلانًا الميت الذي يزعمون أنه ولي أنزل عليكم من بركته وما أشبه ذلك، فهذه البركة باطلة لا أثر لها، وقد يكون للشيطان أثر في هذا الأمر لكنها لا تعدوا أن تكون آثارًا حسية بحيث أن الشيطان يخدم هذا الشيخ فيكون في ذلك فتنة.
أما كيفية معرفة هل هذه من البركات الباطلة أو الصحيحة؟
فيعرف ذلك بحال الشخص، فإن كان من أولياء الله المتقين المتبعين للسنة المبتعدين عن البدع فإن الله قد يجعل على يديه من الخير والبركة ما يحصل لغيره، أما إن كان مخالفا للكتاب والسنة، أو يدعو إلى الباطل فإن بركته موهومة، وقد تضعها الشياطين له مساعدة على باطله.
39- سئل فضيلة الشيخ: عن إطلاق عبارة (كتب التراث) على كتب السلف؟.
فأجاب بقوله: الظاهر أنه صحيح، لأنه معناهم الكتب الموروثة عن من سبق. ولا أعلم في هذا مانعًا.