الخميس، 19 أكتوبر 2017

هل يصح ان نحدد : أين الله ؟ أو أن نقول : هل له مكان

هل يصح ان نحدد : أين الله ؟ أو أن نقول : هل له مكان
هذا سؤال عن مكان وقد كان الله ولا وجود لمكان لانه هو الاول الذي لم يسبقه ولم يكن معه شيء ثم خلق الزمان والمكان
وهو الآن كما كان دون مكان ولا زمان لانه لايتغير سبحانه
الاخوة المعترضين على هذا المنشور ( هل يصح ان نحدد : أين الله ؟ أو أن نقول : هل له مكان ) :
أود ان أوضح قضية يخطيء الكثيرون في تصور معناها فيما يخص الأدلة التي تذكر ان الله تعالى في السماء وابرزها حديث الجارية التي سالها رسول الله صلى الله عليه وسلم اين الله فقالت او اشارت الى السماء فعلى الرغم من تاويل العلماء لهذا الحديث على خلاف ظاهره فقد قال القرطبي إن في السماء بمعنى فوق السماء كقوله فسيحوا في الأرض أي فوقها لا بالمماسة والتحيز وقيل في بمعنى على كقوله ولأصلبنكم فى جذوع النخل أي عليها إلى أن قال والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة مشيرة إلى العلو لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل أو معاند والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ووصفه بالعلو) أقول على الرغم من تاويل هذا الحديث فهناك رواية أخرى للحديث قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية من ربك فقالت الله ولم يقل لها اين الله ومعلوم ان الاحاديث مروية بالمعنى والرواة يتصرفون بصياغة العبارة وعلى فرض انه سالها اين الله فاشارت او قالت في السماء فما معنى انه عال في السماء او فوقها ؟
لكي نتصور ذلك لابد من ان نحشد جميع الأدلة الواردة في الموضوع ولا نقتصر على بعضها حتى لانهمل بعض كلام الله تعالى او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وسنجد ان الأدلة تتقاطع فلابد من التوفيق بينها لتنسجم مع بعضها ولا تتناقض
ورد في الحديث عن أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكرسي فقال يا أبا ذر ما السموات السبع والأرضين السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة )
وعندما ناتي لنتصور هذا الامر فان الأرض نقطة صغيرة تشبه الحلقة الملقاة في صحراء تغلفها السماء الدنيا من كل جانب والسماء الثانية تغلف الأولى مع الأرض من كل جانب وهكذا الثالثة الى السابعة والأرض والسماوات السبع يحيط بها الكرسي والعرش يحيط بها كلها قال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني ج1/ص45
(وسائر السموات والأرضين في جوف الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وهو بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة) قال سبحانه (وسع كرسيه السماوات والأرض)
اذن نحن على الأرض في جوف العرش والعرش محيط بنا من كل الجهات احاطة تامة والله سبحانه فوق عرشه مستو عليه استواء يليق بذاته وجلاله (الرحمن على العرش استوى) فهل يعقل ان نحدد الله بجهة واحدة فوق رؤسنا وهو على عرشه وعرشه من فوقنا ومن تحتنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن امامنا ومن خلفنا ولذك قال ربنا سبحانه عن نفسه (والله من ورائهم محيط) فوصف نفسه بانه من ورائهم كما وصف نفسه بانه (وهو القاهر فوق عباده) وهو القائل (الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط) واوضح من ذلك قوله سبحانه (واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس)
ولذلك قال (فاينما تولوا فثم وجه الله) ومع ذلك قال عن نفسه (ونحن اقرب اليه منكم ولكن لاتبصرون) وقال (ونحن اقرب اليه من حبل الوريد) فحصره جل جلاله في جهة واحدة على الحقيقة اخذ بحديث الجارية فقط واهمال للادلة الأخرى فاذا كان الله تعالى محيطا بنا من كل جانب فلابد من تاويل العلو الموصوف به الى المعنى المجازي ولذلك لاتجد اسما من اسمائه (العالي) من العلو المكاني لكن له اسم هو (المتعالي) بمعنى من يتعالى ويتكبر على مخلوقاته ولذلك سمى نفسه (المتكبر) قال سبحانه (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) وحيثما جاء اسمه العلي ارتبط باسمه الاخر (الكبير) ليدل على انه الكبير غير المنحصر بجهة واحدة فليس من صفات الكبير ان يتحيز بجهة واحدة او ارتبط باسمه الاخر (العظيم ) ليشير أيضا الى ان العظيم لاتحصره جهة واحدة والله تعالى اعلم واعظم مما نتخيل ونتصور

حكم ذكر الجماعي ..؟!

كثيرا ما يستدل المنكرون على الذكر الجماعي بالأثر المنسوب لسيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. ونصه :
كما في سنن الدارمي :
أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا عمرو بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد. فجاءنا أبو موسى الأشعري 
فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟
قلنا لا.
فجلس معنا حتى خرج. فلما خرج قمنا إليه جميعا،
فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن، إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيرا.
قال فما هو؟
فقال إن عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل. وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة ويقول سبحوا مئة فيسبحون مئة.
قال فماذا قلت لهم؟
قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك.
قال أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم.
ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم
فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟
قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح.
قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء.
ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر.
والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة.
قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير.
قال وكم من مريد للخير لن يصيبه.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، و أيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
و لا ندري كيف حشر هذا الحديث (بل هو أثر موقوف) في صنف أدلة عدم جواز الذكر الجماعي، إذ لا علاقة له بموضوع الذكر الجماعي.
فإنكار أبي موسى الأشعري لم يكن عن ذكرهم لربهم و لا أدري كيف اعتقدوا ذلك، إنما أنكر عدهم لحسناتهم لأنه خاف أن يغتروا بعملهم. إنظر قوله: «أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم»، و كذلك قوله «فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء». بل هذا الحديث هو حجة عليهم لأن أبا موسى لم ينكر عليهم الذكر الجماعي إنما مجرد عده ومع ذلك قال انهم لم يفعلوا الا خيرا .
وحتى انكار العد فهو اجتهاد يعارضه احاديث امرت بعد التسبيحات والتحميدات والتكبيرات 33 مرة بعد كل صلاة .
و هذا طبعاً لو صح سند الحديث. فما بالك لو علمت أن هذا الحديث ضعيف أصلاً؟
قال الذهبي: «الحكم بن المبارك الخاشي البلخي عن مالك ومحمد بن راشد المكحولي وعنه أبو محمد الدارمي وجماعة. وثقه ابن حبان وابن مندة. وأما ابن عدي فإنه لوّح في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن الوهبي بأنه ممن يسرق الحديث، لكن ما أفرد له في الكامل ترجمة. وهو صدوق». انظر :ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2\ 345).
ومعنى سرقة الحديث يعني أن الراوي يبلغه حديث يرويه بعضهم فيسرقه منه ويركب عليه إسناداً من أسانيده، ثم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم. و هي تهمة معناها الاتهام بالكذب و وضع الحديث. أي أنها تهمة في غاية الخطورة.
ثم لو فرضنا صحة الرواية فانما هو راي لصحابي واحد مقابل جماعة المسلمين في المسجد فهم جماعة ارتضوا فعل ذلك خالفهم واحد ورأي الجماعة اولى بالقبول والله تعالى اعلم

حكم زيادة الصلاة والسلام بعد الأذان

حكم زيادة الصلاة والسلام بعد الأذان
بقلم: الشيخ العلامة محمد نجيب المطيعي الحنفي المتوفى سنة 1354 هجرية:
قال :
وأما زيادة الصلاة والسلام عقب الأذان عليه - صلى الله عليه وسلم -:
فاعلم أن زيادة السلام أحدثت عقب أذان العشاء الأخيرة في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وسبعمئة هجريّة ليلة الاثنين وليلة الجمعة، ثم في سنة إحدى وتسعين وسبعمئة أحدث الطنبذي المحتسب زيادة الصلاة عقب كل أذان عليه صلى الله عليه وسلم إلا في المغرب لضيق وقتها .
ثم استمرَّ العملُ على زيادتهما بعد كلّ أذان في جميع الأوقات إلاَّ في المغرب لما ذُكِر، وفي الصبح للمحافظة على فضل التغليس بها على قولٍ عملاً بالأحاديث الواردة في ذلك.
ولا يلزمُ من ذلك أن فعلَهما بدعة مذمومة شرعاً، بل فعلهما كذلك سنة حينئذٍ لدخوله تحت الأمر في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً } ، فإن الأمر في هذه الآية مطلق، وهو قطعيُّ الدّلالة، قطعيُّ الثّبوت، فيفيد الفرضيَّة، لكن لإطلاقه يتحقق امتثاله بمرّة ولا يقتضي التكرار.
وأمّا ما زاد عليها فهو سنَّة؛ لأنه داخل تحت الأمر أيضاً ومن جزئيات المأمور به، ولا فرق في ذلك بين السرِّ والجهر، وبين مكانٍ ومكان، وزمانٍ وزمان، وبين أن يكون عقبَ الأذان أوَّلاً، فإن كلَّ ذلك داخلٌ تحت الأمر المطلق في الآية ومن جزئيات المأمور به، فإنه لم يُقَيِّدْ الأمرَ فيها بحالٍ دون حال، أو مكان دون مكان، أو زمان دون زمان.
والموصول والمنادي فيها عامٌ يعمُّ جميعَ المكلّفين، فالضميرُ العائدُ عليه في الأمر كذلك، ولدخول فعلهما أيضاً تحت الأمر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إِذَا سَمِعْتُمْ المُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُول، ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَىَّ...) إلى آخر الحديث، وهو حديث صحيح، والأمرُ فيه أيضاً مطلقٌ على وجهِ ما تقدَّم.
وكما يدخلُ فيه غير المؤذِّن يدخل المؤذِّنُ، وكان مأموراً كغيره ممن يسمعُهُ بفعلِهما عقبَ الأذان بلا فرقٍ بين أن يكون مع رفعِ صوتٍ، وأن يكون بدونه، وعلى المنارة وغيرها.
ولا يلزم من عدم فعلهما في زمنه - صلى الله عليه وسلم - أن يكون فعلُهما بدعةً مذمومةً شرعاً؛ لأن السُنة كما تثبتُ بفعله تثبتُ بقوله، وفعلُهما داخلٌ تحت الأمر القوليّ من الكتاب والسُنة كما علمت، ولذا قال ابنُ الأثير :
البدعة: بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلالة.
ثُمَّ عرَّفَ بدعةَ الضلالةِ المذمومة: بأنها المخالفة للشرع المنافية له.
وعرَّفَ بدعة الهدى: بأنها التي وقعت في عموم ما طلبه الله ورسوله،صلى الله عليه وسلم أو التي لم تكن مخالفة له وليس لها مثالٌ سابق كنوعٍ من الجودِ والثناء لم يكن في الصّدر الأول.
ثم قال: لا يجوز أن نعتقدَ بدعةَ الهدى ضلالة مخالفة للشرع؛ لأن الشارع سمَّاها سنة ووعد فاعلَها أجراً، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيء) . انتهى

أول من نادى بالحوار بين الحضارات والدول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أول من نادى بالحوار بين الحضارات والدول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جُرَيْج بن مَتَّي الملقب بالمُقَوْقِس ملك مصر والإسكندرية، رسالة نصها :
"بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط.. سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم أهل القبط، { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } "(1).
واختار لحمل هذا الخطاب الصحابي المتحدث حاطب بن أبي بَلْتَعَة - رضي الله عنه -.
وجدير بنا أن نذكر كلام حاطب - رضي الله عنه - للمقوقس حتى يعرف الغرب أن هذه البعوث كانت تعرف هدفها جيداً كما أنها بلغت حداً من الفقه والحصافة يستحق الإعجاب البالغ.
قال حاطب: إن هذا النبي دعا الناس، فكان أشدهم عليه قريش، وأعداهم له اليهود، وأقربهم منه النصارى، ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل ..وكل نبي أدرك قوماً فهم أمته، فحق عليهم أن يطيعوه، وأنت ممن أدرك هذا النبي، ولسنا ننهاك عن دين المسيح ولكننا نأمرك به!
فقال المقوقس : إني قد نظرت في أمر هذا النبي، فوجدته لا يأمر بمزهود فيه . ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجده بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والإخبار بالنجوي، وسأنظر .
وأخذ كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجعله في حُقِّ من عاج، وختم عليه، ودفعه إلى جارية له، ثم دعا كاتباً له يكتب بالعربية، فكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - :" بسم الله الرحمن الرحيم . لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد : فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين، لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديت بغلة لتركبها، والسلام عليك" .
ولم يزد على هذا ولم يسلم، فتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -مارية، فأنجبت له طفل ـ سماه إبراهيم، تقديراً وتشريفاً لأبي الأنبياء ـ عليه السلام ـ ، أما سيرين، فقد تزوجها الشاعر حسان بن ثابت - رضي الله عنه -.
"تلك مُثلٌ لرسائله إلى رجالات النصرانية ومواقفهم منها. وقد ساق النبي كذلك مبعوثيه إلى رؤساء المجوسية يدعونهم إلى الله، ويحدثونهم عن الدين الذي لو تبعوه نقلهم من الغي إلى الرشاد.. وقد تفاوتت ردودهم، بين العنف واللطف والإيمان والكفر ..
و النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك أول من نادى بالحوار بين الحضارات والدول، في سبيل نشر قيم سامية .. ومارس هذا الحوار كما رأيت بمستوى عال من الأدب وحسن الخلق واحترام الرأي الآخر.
ولقد أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكثير من الرسل والسفراء - يدعوهم إلى الإسلام - ولتحقيق مثل هذا الحوار بينه وبين الأمم والحضارات الأخرى وملوك وزعماء العالم :
(1) فبعث الصحابي الفاضل دحية بن خليفة الكلبي - وكان أنيقًا وسيمًا -، إلى قيصر ملك الرومان، واسمه هرقل.
(2) وبعث الصحابي المناضل عبد الله بن حذافة السهمي - وكان راسخ الفكر والإيمان متحدثًا بليغًا - إلى كسرى ابرويز بن هرمز، ملك الفرس.
(3) وبعث الصحابي الجليل عمرو بن أمية الضمري - وكان لبقا ذكيا-، إلى النجاشي ملك الحبشة، ثم بعثه النبي- صلى الله عليه وسلم - مرة أخرى إلى مسيلمة الكذاب مدعي النبوة المشهور ، برسالة، وكتب إليه بكتاب آخر مع السائب بن العوام أخي الزبير فلم يسلم .
(4) وبعث - في ذي القعدة سنة ثمان - الصحابي القائد عمرو بن العاص - داهية العرب -؛ إلى جيفر وعبد الله ابني الجلندى الأزديين ، ملكي عمان.
(5) وبعث الصحابي الجليل سليط بن عمرو إلى هوذة ابن علي، الملك على اليمامة، وإلى ثمامة بن أثال، الحنفيين.
(6) وبعث الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين.
(7) وبعث الصحابي الجليل شجاع بن وهب الأسدي، من أسد خزيمة، إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني، وابن عمه جبلة بن الأيهم، ملكي البلقاء من عمال دمشق للرومان.
(8) وبعث الصحابي الجليل المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث بن عبد كلال الحميري أحد زعماء اليمن، وقال : سأنظر .
(9) وبعث العلامة الفقيه معاذ بن جبل إلى جملة اليمن، داعيا إلى الإسلام، فأسلم جميع ملوكهم، كذى الكلاع وذي ظليم وذي زرود وذي مران وغيرهم.
(10) وبعث الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي، إلى ذي الكلاع الحميري وذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجرير عندهم.
(11) وبعث الصحابي الجليل عياش بن أبي ربيعة المخزومي برسالة إلى الحارث ومسروح ونعيم بني عبد كلال زعماء من حمير .
(12) وبعث إلى فروة بن عمرو الجذامي يدعوه إلى الإسلام .وكان فروة عاملا لقيصر بمعان فأسلم وكتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسلامه وبعث إليه هدية مع مسعود بن سعد وهي بغلة شهباء وفرس وحمار وبعث أثوابا وقباء من سندس مخوص بالذهب فقبل - صلى الله عليه وسلم - هديته ووهب لمسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية ونشا(1) .
وأسلم سائر الملوك والأمراء الذين ذكرنا ، وأسلم قومهم، حاشا قيصر والمقومقس وهذوة وكسرى والحارث بن أبي شمر .. وتأخر إسلام ثمامة بن أثال، ثم أسلم مختارا بعد ذلك.
وهكذا، أحدث الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا الحوار البناء بين أمة الإسلام والأمم الأخرى في شتى بقاع العالم .. وتواصل مع قيادات ورموز العالم آن ذاك.. فمنهم من تجاوب وتناقش، ومنهم من تعامل مع رسل النبي بوقاحة، كما فعل كسرى ..

لم توصف السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بالحميراء مطلقا :

لم توصف السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بالحميراء مطلقا :
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- : ( وكل حديث فيه " يا حميراء " أو ذكر الحميراء فهو كذب مختلق مثل : يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يورث كذا وكذا وحديث : خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) ا.هـ المنار المنيف /60
ونقله العجلوني في كشف الخفاء 1/450
وقال الذهبي -رحمه الله تعالى- : ( وقد قيل : إن كل حديث فيه يا حميراء لم يصح ) ا.هـ سير أعلام النبلاء 2/167
وقال ابن كثير -رحمه الله تعالى- : ( وأما الحديث الثاني وهو ( خذوا شطر دينكم عن الحميراء ) فهو حديث غريب جدا بل هو منكر سألت عنه شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي وقال : لم أقف له على سند إلى الآن . وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي : هو من الأحاديث الواهية التي لا يعرف لها إسناد ) ا.هـ تحفة الطالب /170

من الأدلة على جواز قراءة القرآن الكريم بالألحان أو ما نسميه اليوم (بالمقامات)؟!

من الأدلة على جواز قراءة القرآن الكريم بالألحان أو ما نسميه اليوم (بالمقامات) :
ما جاء في صحيح البخاري ج4/ص1830
عن عبد الله بن مغفل قال قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح فرجّع فيها قال معاوية لو شئت أن أحكي لكم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لفعلت )
وفي رواية البيهقي في سننه الصغرى ج1/ص557
ثم قرأ معاوية بن قرة يحكى قراءة ابن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم فرجع وقال لولا أن يجتمع الناس لرجّعت كما رجع ابن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم )
قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج19/ص176
قوله فرجع من الترجيع وهو ترديد الصوت في الحلق كقراءة أصحاب الألحان .... ويقال ما بعث نبي إلا حسن الصوت وقام الإجماع على تحسين الصوت بالقراءة وترتيبها قاله القاضي
وقد روى الطحاوي في شرح مشكل الاثار ج10/ص235
وقال أبو إياس(وهو معاوية بن قرة) لولا أن يجتمع الناس لقرأت بهذا اللحن أو قال بذاك اللحن