الجمعة، 3 مايو 2019

فعلاً السلفيون المداخلة منحرفون عقدياً وفكرياً وخُلُقياً

                             يقولون :

1- المظاهرات بدعة لأن السلف لم يفعل ذلك ؟
2- إضرابات موفي الدولة بدعة لأن السلف لم يفعلوا ذلك ؟؟
3- ولي الأمر هو الحاكم الموجود ولايجوز أن يُخلع إلا إذا توفى لاسمح الله ؟؟ وحينها الضرورة تقتضي ولي أمر آخر وإلا لايمكن أن يُخلع أو يُنتزع الحكم منه !!
لذلك واجب السمع والطاعة له ، فطاعته هو طاعة الله ورسوله؟؟
4- إذا تعرضت زوجتك للإغتصاب فلايجوز الدفاع عن زوجتك إذا كان هناك خوف على حياتك فحفظ النفس أولى من حفظ العِرض!!!!



والجواب:
1-السلف لم يتظاهروا صحيح لكنهم ذبّحوا بعضهم البعض بالآلاف؟؟ لكونهم لم يصلوا الى آليات كيفية كفالة ذوي الحاجان أو آليات ونظم تدويل الحكم بصورة سلمية
ومامعركة الجمل وصفين عنّا بغريب؟
2- لم يقم السلف بالاضراب كون المسلمين بعد إستتاب حكم بنو أُمية لم يتذوقوا أصلاً الحرية
وحتى هذه اللحظة لم يتذوق عامة المسلمين طعم الحرية الحقيقية !!
ومفهوم الإضرابات من المفاهيم التي تتواجد في الأمم الديموقراطية الذي حُرم منها السلف والخلف والتابعين لهم بإحسان الى هذا اليوم !
فمن يتظاهر بأي ممانعة كان يبتر ويُفنى من على وجه الأرض لأنه حسب زعمهم ( مفرق للجماعة وبيضة الإسلام!!)ومازال هؤلاء السلف يغنون بهذا المنوال !
3- مفهوم الولاية في فقه السلف مفهوم منحرف عقدياً يصل الى الكُفر بآيات الله لأنهم يحرفون الكلمات عن مواضعها
فالولاية المقصودة في أصلها هي ولاية دينية بحتة متعلقة بأحكام دين الحق المبين
أما الجانب السياسي فهي منضومة متكاملة الشروط التي بمقتضاها يتم ترشيح ولي الأمر والذي يمتلك بموجبها صلاحيات محددة المهام والمكان والزمان والتي يجب أن تكون واضحة للعيان .
4- أما قولهم بالسماح لزوجتها أو أختها أو بنتها أن يتم إغتصابها كي يحافظ هو على حياته
بدليلهم المنحرف أن حفظ النفس أولى من حفظ العِرض فأقول :

- متى ترك هؤلاء السلفيون الجدد ، الذين يرون في الحديث على أنه نص مقدس وأنه الموحا للرسول أي أنه وحيٌ يوحى والذي هاجمه السلفيون أنفسهم في حينه والى الآن؟ كونهم لايعترفون بالمقاصدية في الدين بل هم نصيّون ولايقبلون التأويل على حد زعمهم !
وأنحازوا الى علم (الإمام الجويني ) الذي أستحدث مقاصد الدين في الأحكام فقد كان يلقب بـ "إمام الحرمين"، (419هـ - 478هـ). وهو الفقيه الشافعي المعروف وأحد أبرز علماء الدين السنة عامةً والأشاعرة خاصة.
عندما وضع فكرته الأساسية والذي سمّاها ( مسأله الحفظ ودرجاتها) فعمل على اختراع مصفوفة أفقية تبين من خلالها أن الدين في غاياته الكبرى عند التأمل في نصوصه الشرعية المتناثرة الكبرى ستؤل الى حفظ( الدين والنفس والعقل والنسل والمال) وجدّد في علم أصول الفقه ولايعني مطلقاًأنه قال مايقوله هؤلاء المعتوهين لكن هؤلاء السلفيون الجدد وخاصة مايسمون بالمداخلة يقومون ببتر أفكاره وتقطيعها حسب الأهواء ومُراد الوالي المتعال!!
لكنهم يحرفون في آيات الله فما بالك بالامام الجويني !
وهم ماكرين في استغلال العلوم الشرعية الذي استحدثه هؤلاء في حينها وحسب معطيات ذاك الزمان ؟

- وماهو ردّهم في هذه الأحاديث الصحاح عن المغيرة - رضي الله عنه - قال : قال سعد بن عبادة : لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أتعجبون من غيرة سعد ؟ والله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين ، ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة . (متفق عليه)
- وعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ (أَهْلِهِ) فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) رواه الترمذي والنسائي وأبو داود وصححه الألباني ؟
فهذه أحاديث صحاح ومتفق عليه
أين هم من هذه الأدلة إن كانوا من أهل الحديث والنصية في الحكم لكي يتعلموا شيئاً من الغيرة والمروءة ولاينشرون الديوثية والخنوع والخضوع باسم حفظ النفس والدين
---------------

ثم هم ينتقون في دفاعهم المستميت عن حُكامهم الذين هم من جنودهم المقربين ويعطون فتاويهم فقط للدفاع عن حكمهم الى الأبد مما قاله الإمام الجويني في كتابه( غياث الأمم في التياث الظلم)
لذلك كان ضرورياً أن نطعنهم ونرد لهم كيدهم من مفس هذا ااكتاب ليعلموا أنهم يمررون فتاويهم فقط على الجهلاء وإليكم البيان،،،،،
فهذا الكتاب كان من أهدافه هو بيان:
1-الفوضى السياسية.
( لأهمية ولاية الأمةوالحفاظ على بيضة الإسلام)
2- الفوضى العلمية والتعليمية
( لأهمية دور العلماء والعقلاء في تقدم واستقرار الأمة ودورهم في الحفاظ على الاستقرار والأمان)
وأركان الكتاب هي ثلاثة:
1- القول في الإمامة وما يليق بها من الأبواب أي بمعنى (الوضع المثالي).
2- في تقدير خلو الزمان عن الأئمة وولاة الأمة أي بمعنى (الفوضى السياسية).
3- في تقدير انقراض حملة الشريعة أي بمعنى (الفوضى العلمية).
فهو يقول في كتابه عن العلماء (…عندما يُبتلى المسلمون بعالم لا يوثق لفسقه، وزاهدٍ لا يُقتدى به لخرقه، أيبقى بعد ذلك مسلك في الهدى أم يموج الناس بعضهم في بعض مهملين سدى، متهافتين على مهاوي الردى)؟ وقد أُبتليَ المسلمون بعلماء متسلفة كما نراه الآن !
صحيح أنه أسهب في بيان مآلات الفوضى على الدولة والمجتمع المسلم، والاقتصاد والأنفس، والأمن، لذلك نجده قد ركّز دور الإمام والحفاظ على بيضة الاسلام ووحدتها وعدم أنهيار استقرارها واقتصادها والأهم من ذلك أمنها
وأنكر الفوضى وبين أنها من المفاسد السياسية التي يجب الحذر منها والعمل على منعها بشتى الوسائل ،حيث قال أنها تؤدي الى :
1- ضياع الحق بين الأهواء والآراء.
2- تفرق المجتمع وتحزبه، وتعصب الأحزاب ضد بعضها البعض، مما يؤدي إلى الاقتتال الداخلي، والتفرق، وسقوط النظام في الدولة.
3- سطوة الطغام والسفلة والفاسدين، والاعتداء على المجتمع، وافتقاد الأمن المادي والمعنوي، مما يؤدي إلى هلاك الناس، وضياع مصالحهم وأموالهم، بل وتعرض أعراضهم للاعتداء، وتبادل الانتقام.
4- وخشي الناس الطرق، والسفر وتعطلت الصناعات والتجارات (ضياع الأمن الداخلي في الدولة المسلمة)، وانهيار اقتصاد الدولة، وتردي أحوال المجتمع المادية.
5- وتفرق الناس والجماعات إلى مجتمعات صغيرة لتحمي نفسها من هذه الفوضى العمياء، وهي تزيدها من حيث لا تدري أو تدري، وهذا التفرق من الهوى، والإفساد؟

رغم ذلك نجد أن الذي أستفاد منه هؤلاء المتسلفة جزء مبتور ومنحرف عن الغاية من هذا الشطر من منهجه ويدَّعون تطبيقه على بقاء الحكام على أنهم هم ولاة الأمر الذين يجب الانصياع لهم مهما كان الأمر؟ متناسين البون الشاسع بين ذاك الزمان وهذا الزمان والتغيرات الجذرية الذي حصل لكل المصطلحات والمفاهيم بل حتى الدولة بمفهومنا المعاصر لايعني الرقعة الجغرافية أو الوضع الجيوسياسي التي كانوا هم يحكمون عليها
وقد دللوا بأدلة ماقاله الجويني بما يعني كمصطلحات معاصرة (بالفوضى السلبية)
لكنهم تغافلوا عندما تكلّم الامام الجويني عن (الفوضى البناءة والإيجابية ) التي من خلالها يتم التحول الجذري في الدولة الإسلامية أي مانقول عنه الآن بـ(الثورة السلمية).
فهو قام بالمقارن بين مفسدتين :

المفسدة الأولى: الامرالمرتبط بالظلم الناتج عن إمام فاسق بيّن الفسق:
وأن له سمات في ترتيب الدولة بطريقة تجعل الفساق والفاسدين هم السادة، والقرارات المتخذة هي لتنظيم وترتيب المظالم والمفاسد، وليس للصالح العام؛ مما سيفضي في النهاية إلى ضياع الخطة واختراق بيضة الاسلام .

والمفسدة الثانية: الذي كان يقصد بالفوضى السياسية:
وما قاله في كتابه عند غياب الإمام هذه المرة عن قصد؟ وماهي الوسائل في منع هذا الظلم المنظم، وهذا الفساد الرئاسي، وهو لم يتنازل ولم يمدح الفوضى، ويخفف من مفاسدها، ولكنه قارن بين عظم المفاسد الناتجة عن الحاكم الظالم الفاسد الذي يحمي الفساد في الدولة، وبين المفاسد الناتجة عن ترك الناس فوضى، ورجّح الإمام ترك الناس فوضى، أرحم بالناس من الصبر على إمام فاسد يدير الدولة بالفساد، ويحمي الفساد في الأمة؟؟
، فيقول هذا الإمام الجليل : ( فأما إذا تواصل منه العصيان، وفشا منه العدوان، وظهر الفساد وزال السداد، وتعطلت الحقوق والحدود، وارتفعت الصيانة، ووضحت الخيانة، واستجرأ الظلمة، ولم يجد المظلوم منتصفًا ممن ظلمه، وتداعى الخلل والخطل إلى عظائم الأمور، وتعطل الثغور، فلا بد من استدراك هذا الأمر المتفاقم على ما سنقرر القول فيه على الفاهم إن شاء الله عز وجل، وذلك أن الإمامة إنما تُعنَى لنقيض هذه الحالة)

ثم قال: (فإذا أفضى الأمر إلى خلاف ما تقتضيه الزعامة والإيالة {المقصود هنا هو الظلم وحماية الظلم، وضياع الأمن، واستجراء العدو على المسلمين وضياع الأمة، وليس المقصود هو ترك الإصلاح فقط} فيجب استدراكه لا محالة).
ثم قال في بيان أن الفوضى أفضل؟:
(وترك الناس سدى ملتطمين مقتحمين لا جامع لهم على الحق والباطل، أجدى عليهم من تقريرهم اتباع من هو عون الظالمين، وملاذ الغاشين وموئل الهاجمين، ومعتصم المارقين الناجمين)
ثم بيّن أن الإنسان بين مصيبتين عظيمتين ومفسدتين لا مناص من التلبس بإحداهما، فيقول: (وإذا دفع الناس إلى ذلك {أي اضطرار الناس إلى اختيار حالة الفوضى، بل وجاهدوا من أجل تحقيق هذه الحالة؛ لأن الظالم لا محالة لن يترك مكانه بسهولة ويسر}؟؟، فقد اعتاصت المسالك، وأعضلت المدارك، فليتئد الناظر هنالك).
والإمام الجويني - مدرك تمام الإدراك لصعوبة الاختيار، والتباس الأمور واضطراب الرؤى، وكيف أن الاختيار ليس بالهين، ولا اليسير، بل هو يحتاج إلى ذوي أهل الخبرة والدراية وأهل البصائر ، وهو في جميع الأحوال من العلاج بالسم، واختيار سمّ أقل ضررًا من سمّ آخر، ولكنه ليس أهون منه.
لذلك فهل ياتُرى قام بذكر ماقلت في كتابه المشهور من قبل عبيد نعال أرباب السلطة ومن يدّعون أنهم ولّاة الأمر !
ولذلك فهذا الذي ذكره الإمام الجويني تتوافر فيه العناصر الأساسية للفوضى البناءة كما ذكره د. هشام دحبلص في دراسته :
1- فقد قال الإمام الجويني (إن الفوضى أفضل من الإمام الذي يعمل نقيض الإمامة)؟. وهذا أول شرط في الفوضى البناءة، وهو أنها مقصودة وبفعل فاعل.
2- ومعلوم أن الفوضى التي سيقوم بها المسلمون في حالة الإمام الذي يعمل بنقيض الإمامة يكون المقصود بها منع المفاسد، ودعم المصالح العامة، (وذلك من خلال إدارة الفوضى التي ذكرها الإمام الجويني)، وهذه ثاني صفة في الفوضى البناءة، أن أهدافها للمصالح العامة، ومفاسدها أقل من المفاسد المنظمة.
وفي حالات التحولات الكبرى في أي دولة لا بد أن تمر من خلال الانتقال من نظام إلى آخر بحالة من الفوضى؛ يمكن أن تكون مؤقتة وبسيطة، أو طويلة وثقيلة، وهذا الاختيار الذي اختاره الإمام الجويني سيمر بمرحلتين:

الأولى: الفوضى المفسدة ثم الفوضى المصلحة؛ لأن القائمين على إحداث الفوضى هم الصالحون وأهل الصلاح، والمقصود منها هو إيقاف الفساد، وما يحدثه الإمام من نقيض الإمامة، وفي حالة التحول إلى الفوضى المصلحة سيحدث صراع بين أهل الفساد وأهل الصلاح، وطالما أن الغلبة لأهل الصلاح فلا بد وأن يضعف الفساد والإفساد المنظم، ويمر بمرحلة إفساد فوضوي (تطول أو تقصر، وتشتد أو تضعف، هذا يعتمد على فطنة وقوة أهل الصلاح في إدارة الصراع).

ونرى أن الإمام الجويني لم يقل بعزل الإمام وتنصيب إمام صالح؟
لكونه رأى إن عملية الفساد المنظم هي فساد نظام كامل، وليس فساد إمام فقط، ومعلوم أن الجويني يعي ذلك تمامًا؛ ويعلم صعوبة عزل الإمام المتمكن، ولكنه يرى أهمية إثارة المجتمع بكل طوائفه، وهذا فيه تقليل المفاسد وتقليل الدماء.
وعند استقرار الأمور لمجتمع صالح في التمكن من إدارة شئونه، والقيام بالواجبات الكفائية دون الإمام المفسد ونظامه، لا بد وأن يؤول الأمر في النهاية إلى تنصيب إمام صالح قادر على مواجهة هذا الفاسد، وعزله بسهولة؛ وذلك لأن شرعيته الشعبية وشوكته قد ضعفت بعزله شعبيًّا، وهذا من صفات الفوضى البناءة أنها تؤدي إلى تغيرات جذرية في نظام الحكم وتوجهاته.
بل نجد أن الإمام الجويني تكلم عن مانسميه (بإدارة الفوضى )؟وكيفية الوصول الى أستتباب الحكم الصالح ،حسب معطيات واقعه ومورثه الفقي وقد أصل كل ذلك في كتابه وقام بتحليله الباحثون والدارسون من أهل الإختصاص والذي لايتكلم عنه هؤلاء!!!!!
لذلك نكتفي بذلك حتى لايتوهم المتسلفون أننا غافلون ؟                                     

التيار السلفي والتيار الصوفي وراء كسر ارادة كل نهضة بتحالفهما مع العهد الشوفيني القديم وهي الورقة الرابحة عند القوى العالمية المهيمنة ؟

التيار البدوي السلفي 

من يقرأ التاريخ يجد أن احدى اهم أسباب سقوط الخلافة العثمانية سبقه استنزاف طاقاتها وتشتيت وحدتها من الداخل عن طرق اهل الحجاز عندما استطاع ما يسمى بلورانس العرب توماس إدوارد لورانس الجاسوس البريطاني والذي استطاع ان يقنع الشريف حسين بن على أن يقف مع بريطانيا والحلفاء ضد العثمانيين مقابل تحقيق حلمه بدولة عربية موحدة تحت إمرته واستطاع تحقيق أهدافه وذلك بإقناع مسلمي العالم باستبدال خليفة المسلمين بشريف من نسل الرسول وهو حاكم الحرمين وحامي الكعبة , حيث كان من مهامه دعم ثورة عربية كبرى ومنهم يقطعون أوصال الدولة العثمانية وإيقاع الخلاف بين العرب والترك وفتح الطريق امام الصهيوينة الى فلسطين ,,ومنها استطاعت القبائل العربية بمساعدة ضباط المخابرات البريطانية تفجير سكة قطارات الحجاز الذي كان يغذي الجيش التركي في الحجاز وطردوا الاتراك من الجزير العربية مع دمشق وحلب عام 1919
هذه التعهدات كانت تغطية للخداع البريطاني على العرب، فقد كانت لبريطانيا مخططات مع حليفتها فرنسا للاقتسام وايضا" إقامة وطن يهودي على الاراضي العربية آنذاك لضمها الى الممتلكات الاستعمارية عن طريق اتفاقية سايكس بيكو على ارض فلسطين تحت الحماية البريطانية وفي الوقت نفسه الذي التزمت فيه بالاعتراف بدولة الاستقلال العربي التي تضم فلسطين. ومعروف أن الاتراك حاولوا جذب الشريف حسين بعد افتضاح الاتفاقيات السرية بين بريطانيا وفرنسا، لكنه استمر في التعاون مع بريطانيا والحلفاء الذين كانوا يمولون جيشه من الخزينة المصرية، ويزودونه بالسلاح والخبراء مثل لورانس العرب.
وقد كشف لورانس عن هذه الخدعة التي قام بها في كتابه (أعمدة الحكمة السبعة) وفضح نفسه : حين قال: لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة؟؟
وقوله : أما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودهم ، وقوله : لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي أن مساعدتهم ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق ، ولاعتقادي أن كسبنا للعرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار؟
ومن ذلك قوله : إني أكثر ما أكون فخراً أن الدم الإنكليزي لم يسفك في المعارك التي خضتها لأن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنكليزي واحد ، لقد جازفت بخديعة العرب لأنني كنت أرى أن كسبنا للحرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار!!
نعم لم يوفي بكل عهودهم وخانوا الشريف بل استبدلوه بآل سعود المدعوم منهم أيضا" والذي يتربع على العرش منذ قرن من الزمان ولم يكن للشريف الا اولاده فيصل الذي سحلوه أهل العراق والمملكة الاردنية التي تعتبر دولة تعيش على المساعدات وفي دولة تعتبر خط امني عازل لأي قوة تهدد امن اسرائيل او مهجر للبقية الباقية من من عرب فلسطين ؟
وقد عان العرب قرنا" من الزمان تحت ظل حكومات دكتاتورية على شعوبها تقمع كل من يخالف هواها وتطلعاتها والتي كانت كثمرة للبذرة المغروسة من قبل التيار البدوي المتجذر في عقول مسلمي الشرق والتي حصدت استعمارا" غربيا" ثم هذه الحكومات المدعومة منها
وما ان قامت الشعوب بعد هذه المدة من الزمان بالثورة على هذه السلطات القابعة على رقابها
طوال كل هذه المدة والتي ارعبت الغرب ,ما كان لها ألا أن تستنجد بالاصدقاء القدمى الذين كانوا لهم عليهم الفضل في استباب سلطتهم و نشر فكرهم فما كان منهم ألا أن يلبوا طلباتهم لطمس اي بوادر تتحرر فيها الشعوب فكانت مليارات الولارات تتدفق الى الدولة الجارة مصر والتي تعتبر مصدر النهضة في تلك المنطقة لكي يعيدوا العهد االشوفيني القديم ويقف اهل العوام من السلف الموالين حيارى امام تحالف اعتى نظام قمعا" لأي مشروع أسلامي مع أعتى نظام اسلامي تشددا" يصل الى تحريم حلق اللحي لتقربهم الشديد الى الله حسب معتقدهم المشبوه؟؟ واستطاعوا بماكناتهم المالية الجبارة أن يسقطوا هذه الثورة لشعوب كان تأن لرغيف خبز ..
وقاموا بقطع أواصر النهضة لتاريخ الامة والتي كانت شفرة نهضتها بالتحالف والتكاتف للقوة القابعة في تركيا كمركز استراتيجي حيوي وكقوة لاتستهان بها مع أكبر موقع استراتيجي حيوية لنهوض أمة كاملة بعينها ألا وهي مصـــر ,,نعم كانت الحجاز منذ مايقارب القرن وحتى الآن هي الورقة الرابحة للغرب لشل أي حركة نهضوية في المنطقة والغريب من دون أي مردود تعود اليهم بالنفع إلا شرذمة من أبناءهم وبني العمومة ؟ ويبدو ان عقليتهم البدوية القائمة على هذه الرؤية لم تتغير لهذا فمطامحهم رخيصة جدا"


التيار الصوفي

أما التيار الصوفي فهو بلا شك رغم ما كان لهم من إيجابيات لكنهم كانوا يمثلون منعطفا" تاريخيا" لتراجع الامة وإنتكاستها امام الدول الصاعدة وكذلك منحنى التنحي شيئا" فشيئا" عن ركب التقدم الحضاري بكل أشكاله وتمثل مصدرا" لشل كل الطاقات التي كانت لها أمل أن تنصب في بوتقة التقدم والرقي وكانت أيضا" تعبيرا" عن تراجع الدولة عن ركب الحضارة فكان لابد لها ان تقوم بمهمة تشغيل الشعوب بعالم السماء لكي تعوض عن خساراتها في عالم الواقع ؟
وبعد السقوط النهائي لدولة الاسم كانت محل انظار الغرب المتربص لكل ثغرة من ثغرات هذه الامة لكي لا تقف على رجليها ولكي تطمئن لعدم صحوة المارد والخطر الأخضر حسب التعبير الغربي ,,فلا عجب أن تعزز من مكانة هذاا التيار و أن تروج فكرها من قبل الحكومات التي خلفت الامة بعد التشرذم والتمزق بإيعاز غربي مدروس لعقلية شعوب المنطقة ,,لكي تضل قابعة في سباتها الروحي وتقوم ببتر أوصال كل من يزعجها ويستيقضها من حلمها الوردي في عالم السماء ؟وكانت حجرة عثرة لمن كان يتوق في نهضة البلاد في بلدانها ,,,,,,, وهي كانت الورقة التي قصمت ظهر الثورة بتأويلاتها المنحرفة في التمثيلية الانقلابية في مصر والتي أفتى بها رمز الأزهر المعد سلفا" لرئاسة الازهر الشريف ؟ وليكمل بعده المشهد وهو الشيخ الصوفي علي جمعة المعد أيضا" كونه كان خريجا" في التجارة ثم أصبح مفتيا" أزهريا" لكل المصريين !! وليفتي بفتوى يبيح الجيش أن يقوم بأكبر مجزرة في التاريخ الحديث ولأكبر تجمع سلمي ديمواقراطي وأن يقوم بعد ذلك كطيبيب نفسي؟ لكي يخدر ضمائر من قاموا بهذه المجزرة على أنهم أجناد الله وان استتباب الامن مقدم على كل شيء ولو كانت الضحية شعب بأكمله !

ومن قبله كانت المدرسة الصوفية في سوريا تقف جنبا" الى جنب وتتخندق في خندق النظام السوري والذي يمثل أبشع صور الأنظمة بشاعة في القمع ومنهجية بعثية تعتبر ألد أعداء كل مايمت بالاسلام صلة والتي أرعبت الشعوب وجعلوهم مجموعة من الخراف أو النعاج تساق بهم أين ماشاءوا واستمات هذه الجماعات الصوفية ومازال تستميت في الدفاع عن قلاعها رغم إستخدام جيش النظام اكبر أساليب القمع على شعبها والذي وصلت الى حد استخدامها السلاح الكيمياوي وشردت ملايين من هذا الشعب في البلدان المجاورة وهدمت المدن باكملها على رؤوس االمساكين , رغم كل ذلك بقي هذا التيار مصرين على التمسك بهذا النظام مؤلين تاويلات هوائية وكعقيدة منحرفة في توجهاتهم أو كمصلحة لحركاتهم التي تكون في مأمن تحت حكم هذه الانظمة أو كرد طبيعي لهم بعد ان كانوا يسرحون ويمرحون في ظل هذا النظام ويتنعمون بالاموال التي كانت لهم بالمجان وقد آن الأوان لرد الجميل فليس كل عمل يقدم لهم بالمجان ؟

وها هم الآن يقومون بزعزعة الوضع في تركيا من قبل مجموعة فتح الله كولن وجماعته ( حركة خدمة )القابع في أمريكا والذي يتمتع بحرية لانظير لها في كل البلدان والغريب أن كل الابواب مفتوحة له وكأنه ملاك بنظر حتى الغرب و بأعين أعتا التكتلات المسيحية والصهيونية ولوبياتها المتشددة والمتطرفة في أمريكا وأوروبا ويعمل كأخطبوط في كل البلدان ؟ صحيح يقال أنه هرب من بطش الحكومة السابقة العسكرية عندما ساند الانقلاب العسكري عام 1980 لكنهم لاحقوه بعد كل هذا التأييد بحجة مغادات العلماتية ا ببضع أشهر لذلك هرب الى أمريكا و لم يرجع الى تركيا حتى بعد استتباب الأمان وسيطرة حكم العدالة والتنمية على كل مفاصل الدولة ؟

والأمر في تركيا يحتاج الى بعض الشرح لكي نفهم ملابساتها

فتركيا قديما" وحديثا" يجب ان لا تفلت من قبضة القوى المهيمنة ولكنها وخاصة إبان حكم أوردوغان وحزبه الفتي والمنفتح العدالة والتنمية أستطاع أن يقفز بهذه الدولة المنهكة الى مصافي الدول الاكثر تقدما" في العالم وأستطاعت أن تحل مشاكل كانت في نظر الكثيرين أنها من باب الخيال في الحل وخاصة:
1- مسألة الفساد المستشري
2- والإختراق العسكري في الدولة وخاصة لوبياتها التي كانت تمثل الدولة العميقة داخل الدولة ومنها ما كاتنت تسمى ( منظمة الأرغينيكون )والتي كانت أصولها ومعتقداتها قائمة على العلمانية الاتاتوركية للدولة وعلى سيطرة العسكر على زمام أمور تركيا و كانت لها علاقات وثيقة مع الغرب واسرائيل ,,وكانت من مهامها النفوذ المالي في الدولة والقبضة العسكرية ,,في ظل هذه المنظمة كانت تقوم بكل عمليات التصفية او تلفيق المحاكمات للذين يعارضون هذه الفكرة أو حتى يقومون بصناعة حروب مصطنعة لكي تبقى هي المهيمنة والمسيطرة ؟؟
استطاعت حكومة أوردوغان أن تكشف هذه المنظمة وأن يبدأ بتحويل أعضاءهم الى المحاكمات عام 2007 ومحاولة تفتيت أواصرها لكي يستطيع ان يقوم بإنجاح مشروعه
وبهذا استطاع ان يزيح عن طريقه أكبر حجر عثرة في تقدم مشروعه حيث كان كل ثقل العلماننين الاتراك المعادين لمشروعه
خلف هذه المنظمة ؟
حاول الغرب بما فيها امريكا اوروربا أن تخترق صفوفها وأن تزعزع حركتها من الخارج لكنهم كانوا بارعين في السياسات الخارجية فأحد قادتهم امثال ( أحمد ادود أغلوا ) الحاصل على درجة البروفيسورية في العلاقات الدولية وضع السياسة الصفرية للمشاكل الخارجية لكل الدول التي يتعامل معها تركيا رغم المشاكل المتراكمة للدولة التركية في السابق وخاصة مشكلة القضية الكوردية والتي تعد من أعقد المشاكل الداخلية و كذلك مشاكلها مع أيران وأرمينية واليونان والدول العربية قبل وبعد الثورات العربية
وخلال هذه النجاحات الخارجية البارهة استطاع ان يقوم بمعجزة داخلية خلال التقدم الاقتصادي الهائل لدولته حيث استفاد منه كل فرد تركي وهذه جملة من نجاحاته الباهرة في كل الاصعدة :
1-ازدياد دخل الفرد التركي والذي أصبح يمتلك الرفاهية في العيش الى 4 أضعاف ؟ حيث ارتفع دخله من من 3400 دولار الى 11000 دولار ؟
2- كذلك في قضية الصحة فقد تم تطويره بشكل مذهل فقد كفل الشعب بنظام صحي شامل لكل الاتراك والعلاج المجاني وهذا مالا يدركه إلا الشعب التركي الذي كان يعاني منه كثيرا" بسبب الغلاء في اسعار العمليات والادوية
3- كذلك البعد التعليمي فقد تم انجاز 100 جامعة خلال 10 سنوات والانتقال من التعليم الورقي الى التعليم الرقمي لمشروع فاتح الكبير وتامين الكتب والكومبيوترات وبشكل مجاني ؟
4- وتأمين السكن الذي هي من أمنيات كل الشعوب وذلك بإعطاءهم السكن بقيمة أيجار بسيط ينتهي بتمليك السكن وبناء مجمعات سكنية كبرى ذو خدمات مع خدمات البلديات التي أفزعت كل معارض
5- رفع مكانة المقاول التركي بحيث جعله في مصافي ثاني أكبر مقاول في العالم
6- وإعادة هيبة الدولة التركية حيث جعلت من دولته مكان تقدير وإحترام كل الدول لذلك فهناك 68 دولة يدخل اليها الفرد التركي بدون الفيزة ويقومون بفتح كل الابواب له لأن له جنسية تركية ؟؟
7- استطاعت ان تنشأ من الطرق السريعة 17000 الف كم في حين كانت انجازات ولادة الدولة التركية وحتى قبل مجيء اوردوغان عدد الطرق فقط 6400 كم
8- حتى من الناحية العسكرية فقد أستطاعوا ان يقوموا هم بتطوير الصناعة العسكرية فقد نجحوا بصنع أول دبابة وفرقاطة وأول قمر صناعي عسكري
9- اهتموا بالجانب الزراعي فقد قاموا بزراعة مايقارب من 3 مليار شجرة في دولتهم !! خلال فترة حكمهم حيث يعتبر الزراعة رمز الكفاءة الذاتية للبلاد لكنهم حولها الى اكبر تجارة بحيث تتم استراد منتوجاتهم الزراعية بحيث تفوق إراداتها الثروات المعدنية والطبيعة الموجودة في البلادان الاخرى
10- حجم الدخل القومي كان لايتجاوز 230 مليار دولار عام 2002 لتصل بها في عام 2013 الى 800مليار دولار مع عدم وجود البترول والغاز والمواد طبيعية الاخرى بل من المواد الصناعية والمنتجة لتصل الى هذا المقدار الكبير من الدخل القومي !
11- كانت حزب العدالة والتنمية لها رؤية واضحة من حيث بناء دولة اقتصادية هائلة لذلك تجد أن النمو الاقتصادي بدأ حينما وصل الحزب العدالة والتنمية الى الحكم لذلك تجد تركيا عام 2002 ضمن الدول الــ 111 من حيث التسلسل العالمي وفي عام 2013 وصلت الى التسلسل16
12- تم القيام بزيادة صادراتها من 23ملياردولار قبل حكمهم الى 153 مليار دولار
13- أما بالنسبة للبنوك المالية ,, فبنك مثل (هالك بنك) أو (خلق بنك ) الزراعي كانت تخسر كل يوم أصبحت في ظل حكومة أوردوغان من البنوك الدولية واصبحت في البورصة من أكبر الشركات المالية التي تجذب الاستثمارات وهي تقدم بقروض تقدر بـ 5% بعدما كانت تقرض بنسبة 45% قبل عهد العدالة والتنمية !!

14- والخاسر كانت القوى التي كانت تستفيد وتعتمد على صنع الأزمات في البلد للإستفادة من الربا والفوائد البنكية وذلك بخفض الليرة التركية خيث خسروا بسبب التعامل المبدع لهذه الازمات من قبل العدالة والتنمية ب 320 مليار دولار خلال مدة حكم العدالة والتنمية
15- واستطاع في فترة قصير جدا" أن يخرج الدولة التركية من وحل الديون المتراكمة عليها ومن دنو إقتصادها الى أن تصل في عام 2013 ولأول مرة في التاريخ بتصفير كل ديونها من الصندوق النقد الدولي البالغ 23.5 مليار دولار بل تقوم هي بإقراض ملايين الدولارت لهذا البنك ؟؟

16- وأخيـــــــــرا" قيـامهم بالإعلان عن رؤيتهم المستقبلية ومشروعهم المستقبلي وذلك بتبني كل مؤسسات الدولة والعمل المدني هذه الرؤية وهذا المشروع وهو :
أن تكون تركيــا ضمن الــ 10 دول الأولى في العالم من حيث القوة الاقتصادية عام 2023 ؟!
وبالتالي تحقيق ناتج إجمالي قيمته 2 ترليون دولار ؟؟
وفي ظل أزمة إقتصادية تهز العالم بأسره !!
وعلى ذلك قامت الحكومة بطرح مشاريع بقيمة 138 مليار دولار ؟
مشاريع عملاقة وهي :
1- مشروع نووي عدد 2 فازت في تنفيذها شركة يابانية والأخرى روسية
2- مشروع مطــار أسطنبول الثالث العملاق والذي سيستوعب أكثر من 150 مليون مسافر سنويا"
3- تفريغ 300ألف عالم للبحث العلمي
ناهيك عن أعلانهم بالاستئناف عن العمل في مشروع مرمرة العملاق وكما قيل ( مشروع العصر )الاستراتيجي والذي سيربط القارتين الآسيوية والأوروربية عبر نفق تحت مياه مرمرة وفي مضيق البسفور والذي بدأ في تنفيذه عام 2004
وكذلك بناء جسر المعلق الثالث في أسطنبول

كل هذا التقدم والإعلان عن هذا المشروع الذي أرعبت أوروبا وأمريكا وهزت كياناتهم وشركاتهم العملاقة والتي لاتريد أن تكون لتركيا هذه المكانة وهذه النجاحات في ظل هذا التدهور العالمي للإقتصاد
فمن الطبيعي أن يكون لهم أعداء خارجيين وداخليين ولكن كما قلت هم داخليا" أستطاعوا أن يقوموا بتصفية الدولة العميقة في البلد ولكن ماهو شأن الدولة الموازية التي مازالت متوغلة في مفاصل الدولة والتي أستطاعت بحركاتها وإتفاقياتها كلوبيات متواجدة على الساحة التركية أن تتوغل في مفاصل الدولة لتصبح دولة موازية للدولة التركية المعروفة

لكـــــــــن ماهي الدولة الموازية ؟؟
هي( حركـــة الخدمــــة) والتي يقود كما قلت من البداية ( فتح الله كولن ) الذي كان من المولعين بكتب الشيخ سعيد النورسي ولم يكن من طلبته المعروفين الذين كانوا يسمون ب( الحلقة الصلبة ) بل كان يعتبر من الجيل الثاني لكنه كان متأثرا" جدا" بكتبه وأفكاره وحركته الواسعة والمعروفة (بجماعة نور ) حيث أنها أسهمت بنهضة إسلامية من حيث تكوين جيل يتميز برقي أخلاقي لانظير له وبفلسفة بعيدة عن السياسة وغير متأثرة بمجريات الأحداث الآنية ولذلك استطاعت ببسط نفوذها في الساحة الشعبية التركية بكل أطيافها لكن ( فتح الله كولن ) لم يعتبر نفسه من هذه المدرسة وقام بإنشأ حركة الخدمة التي تستخدم نفس سياسة المدرسة النورسية في التحرك كحركة شعبية ذو صبغة اسلامية وبعيدة عن السياسة لكنه تتميز بعرقها القومي التركي لإيمانه بالجنس التركي وبفلسفة الاسلام القومي حيث يعتبر الجنس التركي متفوق على كل الاجناس ؟
وهذا وهو شخصية متميزة من الناحية الثقافية فهو متبحر في العلوم الاسلامية وفي فلسفة التصوف وله اكثر من 70 كتابا" ترجمت للغات عديدة

أما من ناحية السياسة فقد تبرأ منها وقال فتح الله كولن يوما (لو جاءني جبريل وطلب مني إنشاء حزب سياسي أو الانخراط في عمل سياسي لما استمعت إلى توجيهاته)؟
إلا أن المتتبع لأحاديث كولن سيجد له مقولة أو رأيا في كل تفاصيل المشهد السياسي التركي، وسيجد له تحالفات مع أحزاب يسارية أو علمانية متطرفة في علمانيتها، كما سيجد له أقذع الاتهامات للمرحوم نجم الدين أربكان وحركته "ملّي كروش" (رأي الأمة)
إلى جانب ذلك، سيجد غزله الدائم بالمؤسسة العسكرية واستعداده للتخلي عن كلّ ممتلكات الجماعة للجيش التركي؟؟، كما سيشاهد دموع الشيخ الجليل على أبناء إسرائيل الأبرياء عندما تهوّر صدام حسين وأطلق بعض الصواريخ على تل أبيب في تسعينيات القرن المنصرم.

بيد أن أبناء الحركات الإسلامية في تركيا لم يشهدوا يوما مثل هذه الحساسية من الشيخ الجليل تجاه أطفال الشعب الكوردي وقراهم التي هدمت عن بكرة أبيها وحتى على أبناء العراق بعد الحصار الاقتصادي عليهم أوفلسطين وأفغانستان أوالبوسنة والهرسك
.
وكان وقت انتشار الحركة وانطلاقها للعالمية في أواخر الثمانينيات والتسعينيات بعد الحرب الباردة، حيث وسعّت أنشطتها في الفضاء السوفيتي السابق بالأساس وأسست مؤتمرات ومنتديات عدة لحوارات الأديان والحضارات، وأطلقت منابر إعلامية عدة في تركيا، وكانت من أهم المستفيدين من "الانفتاح" الرأسمالي الذي دشنه رئيس الوزراء توركوت أوزال (1983-1989) في تلك الفترة
والحركة رأسمالية بحتة، ومعادية لليسار تمامًا، وإن كانت قد دعمت أي حكومات مالت لليسار مثل حزب اليسار الديموقراطي بزعامة بولنت أجاويد وحكومته وقال فتح الله فيه ( لو كان لي حق الشفاعة في الآخرة لاستخدمتها لاجاويد ) ؟؟طبعا" كان من باب سياستها المعروفة في دعم السلطة أيًا كانت !!
ودعمت أيضا" حزب الوطن بزعامة توركوت أوزال
ومواقف فتح الله كولن شديدة المحافظة فيما يخص الدولة، فقد دعم حتى انقلاب1980 ؟ لكن من العجيب أنها لم كل أحزاب نجم الدين أربكان رغم ميوله الاسلامية لكونه كان يخالفهم في التوجهات والمنهج !!
، وحين اضطربت الأمور أثناء حُكم أربكان نصحه بالاستقالة. وقد أشاد أجاويد به في أواخر التسعينيات، وكانت آنذاك حركته آخذة في الاتساع في آسيا الوسطى والبلقان وشرق أوربا اي في أي دولة يتواجد فيها جالية تركية أو أصول تركية
،ولذلك فهي تمتلك اليوم شبكة عالمية من المدارس منها 140 في الولايات المتحدة، أكثر من 10 في ألمانيا حيث يوجد مهاجرون أتراك كُثُر، 29 في قازاقستان، 13 في تركمنستان، 12 في آذربيجان، 12 في قرغزستان، 6 في أفغانستان، 4 في كردستان العراق، ومدارس عدة في عشرات الدول حول العالم في أوربا وأفريقيا وآسيا
ولها منابر إعلامية أهمها:
1- جريدة الزمان التركية والتي يفوق عدد قراءها عن المليون وهناك نسخة بالانكليزية ( توديز زمان )
2- لها قنوات سامانيولو نسخة إخبارية منها ونُسخ موجهة لإفريقيا وأوربا وأمريكا هذا بالإضافة لقنوات "مِهتاب"، ودُنيا الكردية/الترُكية، و"يومورجاك" للأطفال، و"إبرو" لأتراك الولايات المتحدة
3- تمتلك الحركة أيضًا محطات راديو بالعشرات
4- بالاضافة الى البنوك والشركات الكبرى والمؤسسات الخيرية التي لايتسع ذكرها هنا ..وبالمحصلة فهي تمتلك قوة اقتصادية لايستهان بها
5- أما تأثيرها على الساحة السياسية فهي تمتلك حسب تقديرات المراقبين كتلة تصويتية تقدر بــ 5% من نسبة المصوتين وهي قوة ليست بالقليلة
وعندما أسس أردوغان ورفاقه حزب العدالة والتنمية وطرحوا برنامجا سياسيا أرادوا من خلاله جمع الناس على هدف نهضويّ يتصالح مع الآخر ومع الماضي، كان فتح الله كولن وتلامذته من المباركين لهذه الخطوة، خاصة أن استطلاعات الرأي حينها كانت تشير إلى أن الصدارة ستكون لحزب العدالة والتنمية في ظل مسرحٍ سياسي معقّدٍ للغاية.

وبدأ التحالف الحقيقي بين أردوغان وفتح الله كولن، وقدّم الأول كل مساعدة يسمح بها القانون لجماعتة ودافع عنها في داخل تركيا وخارجها. ولا ينكر أحد ما قدمه أردوغان لهذه الجماعة، حتى أنه توسّط عند عشرات الزعماء والرؤساء للحصول على رخص أو أرض تقام عليها مدرسة أو مشروع هنا أو هناك للجماعة.
ويمكننا حتى القول إن الجماعة عاشت عصرها الذهبي في ظل حكومة أردوغان الذي فتح لها أبواب الحكومة مشرعة ليدخلوا في جميع مؤسساتها، ولاسيما وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية ومديريات الأمن والاستخبارات ومناصب رفيعة في وزارتي الخارجية والعدل
الدولة الموازيــــة
بعد أن استطاعة جماعة فتح الله كولن أن ينفذ الى المؤسسات الحساسة في الحكومة كالقضاء والامن والاستخبارات وقامت بفرض أجندتها على حكومة أوردوغان ,, تستطيع ان تقول أنها أنشأت دولة موازية الى الدولة التركية الرسمية وفعلت كل ذلك كأتفاقية وكتكتيك استراتيجي لها لكي تستحوذ على مفاصل الدولة بكل صمت وهدوء وقد تم فضح هذا الامر عن طريق شريط قديم مسرب لفتح الله كولن وهو يحث جماعته على التخفي وعدم الظهور قبل ان يتمكنوا من السيطرة على جميع الاجهزة والمؤسسات الاستراتيجية وكذلك يطلب منهم شراء القضاة لكسب القضايا في المحاكم ؟؟!!
ولفت الكاتب التركي عبد الرحمن ديليباك في مقاله في صحيفة (يني عقيد ) ان أحد اقطاب الجماعة والذي كان يستعد لخلافة فتح الله كولن تتبع خيوط الاختراق الخارجي داخل الجماعة ورآى أنها تصل الى الس آي ايه والموساد ولما أكتشف حجم اللعبة تم ابعاده عن وظيفته لذلك قام بجمع كل الادلة والوثائق ونقلها الى اوردوغان ؟؟
وذكر تقرير اخباري لتلفزيون بي بي سي عام 2006 أنه تبرع لمدرسة تبشيرية ب 2 مليار دولار ؟.
ومنه أن روسيا كانت تتهم أن مدارسه وشركاته تعمل لصالح الاستخبارات الامريكية ؟
والغريب أن امريكا تحسبه على الاسلام المعتدل وتفتح له كل الأبواب لنشر فكرته واستثمار أمواله عن طريق شركاته
ولقد تنبه أوردوغان لحركاته التي يراد لها الاستلاء على مفاصل الدولة بعد أن فشل الدولة العميقة في ذلك وبدأ هذا الامر في الازمة التي حصلت بعد استدعاء رئيس الاستخبارات التركية (هاكان فيدان ) من قبل المدعي العام للإدلاء بصفته مشتبها" به ؟ في قضية اللقاءات مع القادة في حزب العمال الكوردستاني وكانت وراءها فتح الله كولن وجماعته وكان هذا بمثابة رسالة ضمنية الى أوردوغان لكون ( هاكان ) كان قد بدا في محاربة مشروع التغلغل في مفاصل الدولة وكذلك كون الجماعة لاتوافق على مشروع المصالحة والسلام مع الاكراد !
لذلك فالتحليلات السياسية تقول انه بعد فشل الخيار الخارجي لتحييد تركيا في إنجازاتها المبهرة وبدأ القوى العالمية بالتضايق من منافسة تركيا لها في الساحات الاقتصادية والتي هي أساس النفوذ العالمي كان المنفذ لعرقلة هذا التقدم وهذا النمو بعد انهيار الدولة العميقة المتمثلة في العسكر هو استخدام الدولة الموازية والضيف الشريف على أمريكا فتح الله كولن لكي يقوم بواسطة جماعته الاخطبوطية داخل المراكز الحساسة في الحكم بالقيام بحملة تلفيق تهم الفساد على أكبر رجال الاعمال البارزين وأبناء وزراء مع رؤساء البلديات لشل المشروع العملاق التي تبنته الدولة كما ذكرت آنفا"في استراتجيات حزب العدالة والتنمية لغاية عام 2023 وكذلك كون التوقيت كان متزامنا" مع التصريحات التي تم في السفارة الامريكية بين السفير الامريكي وسفراء أوروبيين قالوا فيها أنه ( ستتابعون إنهيار الإمبراطورية بعد اليوم ) ؟؟ وكذلك ألاتهامات الموجهة الى بنك (هالك ) بحجة انها تتعامل مع ايران وهذا البنك الذي تحدثته عنه أيضا" وكيف كان وأين وصل ألآن
وكل هذا حدث في التوقيت التي تم ترتيبه قبل الانتخابات بـ 3 أشهر فقط ؟
لكي يسقطو رمز النجاح في تركيا
وقد تبين بعد التحقيقات ان هذه التهم كانت معدا" سلفا" وقبل 14 شهر كما أعلن عنه القضاة انفسهم أي أن العملية كانت معدة وهي تعتبر غير قانونية لكون عدم علم المتهمين وعدم استدعاءهم يعد خرقا" قانونيا" وكان المراد هو تشويه صورة الحكومة ولا غرابة أن تقوم كل المنابر الاعلامية التابعة لفتح الله كولن برش وابل من التشويه والقدح في هذه الحكومة ورئيس وزراءها وقيام فتح الله كولن نفسه بالدعاء عليه لكونه يعلم أن أوردوغان قد علم بمراده....كل هذا قام به التيار المحسوب على المتصوفة والذي يريد أن يقوم باستخدام كل ماأوتي من قوة مالية واقتصادية لكي يستخدمها لإسقاط أنجح رجل وأنجح حكومة عرفتها تركيا وتتحالف مع أكبر تيار عنجهي قومي ومع حزب الشعب الجمهوي والتحرك بإيعازات غربية يعلمها كل من يراقب الاوضاع وكيفية أداء توزيع الادوار للإنقضاض على كل حكومة يشهد لها القاصي والداني برؤيتها العبقرية في إدارة الدولة بكل نواحيها وإنجاز كل ماهو صالح للشعوب يتحالف هذا التيار مع القوى العالمية لكي يطفؤا بصيص الامل الذي شهده الشعب التركي
ولو كانوا مفسدين لما أستطاعوا ان يتقدموا وان ينجحوا في كل الاصعدة ...وقد كشفت انباء عن المدعي العام الذي أثار ملفات الفساد والذي ستر عليها طيلة 14 شهرا" أنه سافر خلال هذه الفترة 22 مرة الى الخارج وكانت من سفراته هي الى الامارارت والى دبي تحديدا" مع 10 من افراد عائلته ؟؟ وكشفت فواتير سفره أنه كان في أفخر فندق وبمبلغ 70 الف دولار خلال 6 ايام فقط ؟؟ مع أن راتبه الشهري لايتعدى الــ 2500 دولار ممما يثير شكوكا" حول مصدر التمويل مع العلم أنها لم تكن الرحلة الوحيدة ....ومن هنا يتضح خيوط اللعبة لو أستطعنا ربط الاحداث بعضها ببعض
ولقد تعهد أوردوغان بتصفية الدولة الموازية وصرح قائلا" ( أنه يمثل مشروع كل فرد تركي فإذا أرداوا أن يتخلوا عنه فليفعلوا وإلا فليقولوا قولتهم وليدافعوا عن مكتسباتهم وعن حقوقهم ) وهو بهذا التصريح يوحي انه لا يمثل توجها" أو جماعة بل هو يمثل حقوق كل فرد تركـــــــــــــــــي !!
لكن ما أريد القول هنا أنه دائما" عند النظر الى مجريات الامور في الشرق الاوسط قديما" وحديثا" نرى أن مربط الفرس في إنهيار دولها تكون عن طريق الداخل وأقصد التيارين السلفي البدوي والصوفي المزاجي ...............؟؟                                     
 

أهم سمات هذه الفرقة المارقة ( المداخلة - ادعياء السلفية ) التي اجتمع أهلها عليها :

ومن أهم سمات هذه الفرقة المارقة ( المداخلة - ادعياء السلفية ) التي اجتمع أهلها عليها :

ـ أنهم  خوارج على الدعاة مرجئة مع حكام الزمان يشنون غاراتهم ويركزونها بكل شراسة تحديدا ؛على كل داعية أو مجاهد أو عالم أو كاتب قام في وجه كفرة الحكام ولو باللسان ؛فلا يرقبون فيه إلا ولا ذمة ولا يعذرونه في خظأ أو تأويل .. في الوقت الذي يختلقون الأعذار والأعذار والأعذار لطواغيت الكفر في كل ما يجترحونه من الشرك الصراح والكفر البواح والردة المغلظة ..

وسعيهم في الوشاية على الدعاة ورفعهم التقارير فيهم للطواغيت مكشوف لكل أحد لا ينكرونه هم بل إنهم من ضلالهم وزندقتهم يعدونه قربة ومعروفا وعملا صالحا يتقربون به إلى الله !!




من أين لنا هذا الحكم؟.

في رسالة عنونها أصحابها باسم « التّنظيم السرِّي العالمي بين التّخطيط والتطبيق في المملكة العربيّة السعوديّة حقائق ووثائق» قام مجموعة من السّلفيين الخبثاء أطلقوا على أنفسهم اسم «سلفيّوا أهل الولاء »، أي الولاء للنّظام السّعودي بتأليف رسالة أمنيّة فكريّة، وجّهوها إلى وزير داخليّة النّظام السّعودي نايف بن عبد العزيز، بذلوا فيها كما يقولون : وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً، وحمدوا الله تعالى أن ذلّل لهم الصّعاب، ويسّر لهم المحافظة على سرّيّتها حتّى صارت بين يدي وزير الدّاخليّة الكريمة !! وشكروا فيها شيوخهم الذين أمدّوهم بمعلومات قيّمة، وتوجيهات سديدة كانوا في أمسّ الحاجة إليها، وصوّبوا لهم بعض ما كتبوا، ( فجزاهم الله عنّي وعن المسلمين الذين انتفعوا به، وعن فهم السّلف الصّالح الذي ينشره أينما حلّ وولاءه القويّ ودفاعه عن هذه الحكومة السنيّة خير الجزاء وأمدّ في عمره، كما أشكر ولاة أمورنا حفظهم الله الذين يحبّون النّاصحين المخلصين ويشجّعونهم عن التعاون المثمر البناء معهم، ويفتحون لهم صدورهم قبل أبوابهم، ويهتمّون بكلّ ما يصل إليهم من نصائح اهتماماً شخصياً، وهذا ممّا حفزني ودفعني على كتابة هذه المذكّرة وطرح هذا الموضوع بكلّ صراحة وواقعيّة، وآمل أن تكون قد حازت على رضاهم واستحسانهم، وأقول بيقين: إنّه لولا حلمكم يا ولاة أمرنا لما صارحتكم بهذه المذكّرة، ولولا خفض جناحكم للمؤمنين وترحيبكم بنصح النّاصحين لما تشجّعت في إعدادها وجمعها، ولولا واجب النّصيحة لكم وما يفرضه ولائي الخالص لكم لما حرصت على إيصالها لكم مناولة وتخصيصكم بها، فاقبلوها غير مأمورين، فأنتم أهل الأمر ممن أسديتم له ولأسرته معروفاً لا يجازيكم عليه إلاّ الرحمن، وادرسوا مقترحاتها وأنتم أعرف ما تختارونه منها، ثمّ لي رجاء آخر - والرّجاء عند أهل الفضل والكرم مأمول التّحقق - أن لا تؤاخذونني في شططٍ أو خللٍ وقفتم عليه، فذلك من طبيعة البشر وهو في نفسي أكثر. أدام الله عزّكم ومجدكم بخدمتكم للإسلام والمسلمين، وتحكيمكم لشرع الله المبين، رغم أنف الجاحدين والمغرضين والحاقدين والأعداء المتربّصين).

بهذه الكلمات المفعمة عبوديّة لآل سعود اختتم سلفيّوا أهل الولاء مذكّرتهم المخابراتيّة. فماذا تقول المذكّرة:

المذكّرة تحذّر ولاة الأمر - آل سعود - من وجود تنظيم سرّي إسلاميّ يسعى لإقامة الدّولة الإسلاميّة . تقول المذكّرة: ("وهذا التّنظيم له ظاهر وباطن، فظاهر هذا التّنظيم الذي يراه كلّ ناظر هو: الدّعوة إلى الله تحت شعار أهل السنّة والجماعة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر... وباطن التّنظيم: تخطيطٌ رهيب، وإعداد دقيق، وتطبيق تدريجيّ مرحليّ، واستقطاب يشمل جميع طبقات المجتمع وتغلغل لجميع الميادين وأنواع النّشاط، وتواجداً في أجهزة الدّولة ومرافقها. واحتلال مراكز الثّقل فيها، كلّ ذلك بغية الوصول إلى الحكم لإقامة الدّولة الإسلاميّة التي ينشدونها".

ويتابع صاحب البحث الأمنيّ قوله: "إنّ ما ذكرته من مطابقة الواقع لكثير ممّا خطّط له التّنظيم السرّي العالمي منذ أكثر من أربعة عشر سنة، هو غيض من فيض وقليل من كثير، وهو ما أدركته بنفسي شخصيّا، أو ما سمعته من أهل الولاء في المدينة النّبويّة أو من طلبة العلم السّلفيين أهل الولاء، وما أدركه غيري - من المختصّين - مما أشرت إليهم أكثر بكثير".

فالمذكّرة تقرير مخابراتيّ واضح، صحيح أنّ فيه بعض الأغلاط الفاحشة حيث خلط فيه مجموعة من الدّعاة والمفكّرين وجعلهم في تنظيم واحد بصورة هزليّة جعلت التّقرير أقرب إلى التّقارير الصّحفيّة التي تقوم بها المجلاّت الخبيثة، لكن ما يهمّنا هو هذا النّفس الخطير الذي بدأ يستحكم في نفوس هؤلاء الشّباب السّلفيين حيث وصل بهم إلى هذا الأمر الخطير، وهو الاشتغال عيوناً على المسلمين في مصلحة الطّاغوت السّعوديّ الخبيث.

( ويتمنى رافعوا التقرير لو يتخذ ولاة أمورهم ضد الدعاة الذين سموهم في تقريرهم ما اتخذوه ضد الشيخين سفر وسلمان فيقول) : ( ولو تكرر ذلك الموقف الإيجابي الذي صدر مؤخّراً من هيئة كبار العلماء نحو سلمان العودة وسفر الحوالي مع غيرهما ممن يسيرون على منهجهما الحزبيّ وبوضوح أكثر لكان في ذلك خير كبير" ) ( ويجعل التّقرير أساس فكرة التّنظيم هو فكر ومنهج سيّد قطب رحمه الله تعالى فيقول: "لذلك فإنّ أنفع وسائل المعالجة وأقواها هي نقد فكر ومنهج سيّد قطب الذي نشره في كتبه المختلفة التي لا تزال للأسف تصدر في بلادنا حتى اليوم ... وليعلم أن نقد فكر ومنهج سيد قطب هو في الحقيقة نقد لفكر ومنهج التّنظيم السرّي الذي تأسّس عليه، فينبغي أن يركز على هذا الأمر غاية التّركيز، تأليفاً وتسجيلاً ونشراً بكلّ الوسائل الممكنة، ومن هذا الباب تأليفات فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: ربيع بن هادي المدخلي، التي خصّصها في نقد فكر ومنهج سيّد قطب وأيّده عليها جمٌّ غفير من العلماء الكبار وغيرهم وأثنوا على ما كتبه في ذلك. وفي نشرها وتوزيعها نفع عظيم، لأنها ستساهم بإذن الله على الحفاظ على جيل هذه البلاد المستهدف من الحزبيين السّياسيين ليصلوا عن طريقه إلى الحكم وستكون سبباً هامّاً بمشيئة الله لإعادة الكثيرين منهم المتأثّرين بهذا المنهج والفكر أو شيء منهم إلى المنهج الأصيل الذي عليه علماؤهم ودولتهم، فيجب دعمها مادّياً، وتوزيعها على نطاق واسع وتذليل كل ما يعترضها من معوّقات سواء في نسخها أو طباعتها أو نشرها، لأنّها صارت تحارب من أتباع هذا التّنظيم بكافّة الوسائل، وقد نجحوا في ذلك إلى حدٍّ ما" ).

ويبدأ صاحب التّقرير بكشف وسائل الحزب السرّي الخطير ( حسب عقليّته ) في الوصول إلى أهدافهم :

1 - توظيف المحاريب والمنابر، ونصب المجالس في المساجد، وعقد النّدوات والمحاضرات الأسبوعيّة والشّهريّة، "وفي المقابل (حسب قوله) لا يستدعون ولا يطلبون من أحد من المشايخ، خصوصاً مشايخ المدينة النّبويّة، وطلبة العلم السّلفيين أهل الولاء لإلقاء محاضرة أو المشاركة في ندوة، بل إنّهم يمتنعون عن ذلك صراحة، أو يعتذرون عنه بكافّة الوسائل، وما يقوم به مركز الدّعوة في المدينة منذ عام 1412هـ من عدم تعاونه مع مشايخها أو إعلان محاضراتهم أوضح دليل على ذلك، ومن ذلك أيضاً ما قام به مركز الدّعوة في الرّياض من محاولته منع فضيلة الشّيخ فالح الحربي من إلقاء محاضرة «أما إنّها النّصيحة» في أحد جوامع الرياض. والأخرى في مدينة المجمعة، إلى أن تدخّل سماحة الشّيخ عبد العزيز بن باز فأمر المركز بإعلان المحاضرة والموافقة على إعلان الثّانية".

2 - إنشاء مراكز البحوث، والتّغلغل في المؤسّسات العلميّة والسّلك القضائي، يقول: "تمكّنت مجموعة من القضاة ممّن يحملون هذا المنهج الحزبيّ أو من المتأثّرين به من الوصول إلى مناصب مختلفة، ومنهم من استغل سلطة القضاء لتحقيق بعض الأهداف الحزبيّة، مثل ما فعله أحد القضاة في المدينة النّبوية من تهديد صاحب تسجيلات طيبة بدعوى نشره أشرطة تسبب الخلاف وتدعوا الفرقة، وسمى له بعض الأشرطة التي منها ردود الشّيخ محمّد بن هادي المدخلي على الدّكتور سفر الحوالي أثناء أزمة الخليج وهدّده بإغلاق المحل".

3 - استغلال مكتبات المساجد والأنشطة الشبابيّة من مراكز صيفيّة ومعسكرات وفرق الكشافة والجوالات والـدّخول في هيئات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، يقول صاحب المفكّرة (التقرير): "وفي مجال هيئات الأمر بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر:- تمكّنوا من الوصول إلى المناصب العليا والحسّاسة، ولا يختارون لرئاسة الفروع والمراكز والأقسام المختلفة – غالباً – إلاّ من كان على وفق منهج الصّحوة ولا يخالفها ولا يتكلّم في دعوتها وكلّ من ظهر منه خلاف ذلك أو ظهرت سلفيّته وولاءه للحكومة فإنّه سيزاح عن منصبه في أقرب وقت، أو لا تتم ترقيته، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما حصل مع رئيس مركز الأرطاوية، حيث كان مرشّحاً لترقيته على مرتبة شاغرة في المركز نفسه، ولكن صرفوا النّظر عن ذلك بعد مناقشة حصلت بينه وبين نائب الرّئيس العام للشئون الإداريّة والماليّة يستنكر عليه فيها ما نقل إليه من كلامه في قادة الصّحوة وأنّه يحذّرهم…".

4 - غزو السّاحة بتسجيلاتهم الإسلاميّة التي تجاوزت (250) محلاًّ في مختلف مناطق المملكة، يقول: "والتي لا تنشر إلاّ أشرطة الدّعاة الحزبيين من الذين منعوا أو من الذين ظهروا مؤخَّراً، ولا يقبلون نشر شريط واحد من أشرطة مشايخ المدينة... هذا غير احتوائهم لبعض الموظّفين في وزارة الإعلام وبعض فروعها ممّا سهّل فسوحات الأشرطة، مع أنّ بعضها يحتوي على أمور خطيرة تمسّ الدّين والدّولة مثل أشرطة سلمـان العودة الأخيرة كصانعوا الخيام وغيرها…إنّ الحديث عن الاستثمار الحزبي لهذه الأشرطة حديث ذو شجون، وذلك لشدّة صلتي به ومعايشتي له، ولكن أحمد الله أن وفّقني بمشاركة اثنين من أهل الولاء على وضع دراسة واقعيّة وميدانيّة وموثّقة بالأدلّة عن استغلال الحزبيين لهذه الوسيلة الهامّة جداً (الشّريط) ثمّ اقترح الحلول المناسبة لها والمؤيّدة بالواقع، وقد وفّقنا الله في إيصالها إلى صاحب السمو الملكيّ نائب وزير الدّاخليّة حفظه الله منتصف عام 1414هـ "..

5 - الاهتمام بالمرأة وتثقيفها: يقول التّقرير المخابراتي: "ولا يفوتني أن أنبّه هنا إلى أمر خطير، وهو أن مركز الدّعوة والإرشاد في المدينة النّبويّة بدأ منذ عام 1412هـ وإلى اليوم بإعلان محاضرات خاصّة بالنّساء، وعامّة من يلقيها الشّباب الحزبي، مقابل تحايله على مشايخ المدينة في عدم قبول أو إعلان محاضراتهم وسلوك كافّة وسائل التّبريرات في ذلك".

ويتابع التّقرير كشفه للتنظيم المتخيّل .. ويمدح إجراءات بعض الدّول في منعها النّشاطات الإسلاميّة، فيقول: "وأحب أن أشير هنا إلى الإجراء الذي اتخذته الحكومة المصريّة مؤخّراً بشأن حظر تداول الكتب التي ثبتت مخالفتها لتعاليم الإسلام الصّحيحة وتكوين لجنة بمشاركة الأزهر تتولّى دراسة الكتب المطروحة في الأسواق المصريّة، وإصدار منع لكلِّ كتاب فيه محاولة لتشويه صورة الإسلام... فإنّ حكومتنا المباركة هي أولى باتّخاذ مثل هذا القرار".

ثمّ ينتهي التّقرير بنصائحه وإرشاداته في طرق معالجة هذا التنظيم وأهمّها: انتقاد الكتب الحركيّة واعتماد كتب المدخليين، في هذا الباب يقول: "وهذه الطريقة هي التي وفق الله إليها فضيلة الشّيخ الدّكتور الأستاذ ربيع بن هادي المدخلي في مجموعة من مؤلّفاته القديمة والحديثة…

يدعو إلى الاهتمام بالأشرطة في الردود على الحزبيين ويزعم فيقول مادحـًا المدخلي وأمان الجامي وجماعتهما: "وأشرطتهم المسجلة في ذلك وما حققته من نفع عظيم كبير للمجتمع ليس بخافية عليكم، ومن أهم هذه المحاضرات المسجلة: «فاعتبروا يا أولي الأبصار» و«يا أهل هذا البلد إيّاكم وكفر المنعمين» وغيرها لفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي، و«لسنا مغفّلين ولكن كنّا نتغافل»، و«البراءة إلى الله ممّا جاء في شريط ففرّوا إلى الله»، و«لقاء مفتوح» و«كشف وثائق» وغيرها للشيخ محمد بن هادي المدخلي، و«رسالة إلى الأخ سفر الحوالي» وغيرها لفضيلة الشّيخ الدّكتور محمّد أمان الجامي، إلى غير ذلك من الأشرطة والمحاضرات الرائعة والهامّة التي أبرزتها إلى الوجود بتسجيلها ونشرها تسجيلات طيبة بالمدينة النبويّة التي تستحقّ كلَّ دعم وتشجيع لهمّتها القويّة بمفردها أثناء أزمة الخـليج وإلى اليوم، وكذلك من خلال الكتابة والتّأليف لمن يتيسر له ذلك منهم مثل كتاب الشيـخ ربيع المدخلي «منهج أهل السنّة والجماعة في نقد الكتب والرّجال والطّوائف»، وكتابه الآخر «أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة النّاجية»، «حوار مع سلمان بن فهد العودة»، والكتاب الجـامع في هذا الباب الذي يقوم بإعداده وإخراجه فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي بعنوان «لغة الحوار في المنهج والأفكار مع سلمان العودة وسفر الحوالي» والذي يتضمّن جلّ أقوالهم المسجّلة والمكتوبة والمخالفة لمنهج السّلف الصّالح مع الردّ عليها وتقرير منهج السلف الصّالح فيها، ذلك كتاب: «حقيقة الدّعوة إلى الله تعالى وما اختصّت به جزيرة العرب وتقويم مناهج الدّعوات الإسلاميّة الوافدة إليها» (تحقيق وإخراج الشّيـخ فالح الحربي)"، ويخلص إلى القول التالي: "أن يتمّ إشعار ولاة الأمر والمسئولين من أهل الولاء الخالص بضرورة في مخاطبة وزارة الدّاخليّة قبل ترشيح أو تعيين أو ترقية أو توظيف أيّ أحد في مراكز حسّاسة، وسؤاله عن حاله وحقيقة أمره وولائه ومدى نفعه وصلاحه" ويحثّ بقوّة على ربط الجهاز الأمني في الدّولة مع مشايخ أهل الولاء من السّلفيين الخلّص وعلى الخصوص منهم أهـل المدينة النبوية لما لهم من السّابقة التي لا تخفى على أحد" (حسب لفظه). بهذا ينتهي عرض التقرير السلفيّ المخابراتيّ ليسلّم باليد إلى وزير الداخليّة لأعظم دولة إسلاميّة في التّاريخ البطل المغوار، الشّهم الأشمّ، والوليّ العارف والمحدّث النّاقد فضيلة الإمام الأكبر نايف بن عبد العزيز، وتحيا سلفيّة أهل الولاء، ولي إخواني بعض النّقاط المهمّة على هذا التّقرير أوجزها لهم:

أولاً: إنّ ما يقوم به هؤلاء العملاء هو نتيجة سننيّة لمن يقول بإمامة آل سعود، أو بغيرهم من الأئمّة الكفرة المرتدّين، فهذا تقرير سعوديّ، وله أمثلة كثيرة لجزائريين وليبيين وأردنيين ومصريين وسوريين، فإنّه لو اعتقد الرجل صحّة ولاء هؤلاء الحكّام فلن يستنكف أن يكون عيناً لهم على المسلمين، ولن يشعر بالإثم والنّدم، ولهذا ينبغي الحذر من هذا النّوع من الأفكار.

ثانياً: لقد استطاعت الحكومة الطّاغوتيّة السّعوديّة أن تجنّد الكثير من المشايخ السّلفيين في العالم عملاء لها، يكتبون لها التّقارير الأمنيّة عن نشاط الحركات الإسلاميّة، وهذه كذلك نتيجة سننيّة، فإنّ السّلفيّ الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمّد بن صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي كائناً من كان هذا السّلفيّ ومن أيّ بلدٍ كان، فإنّه سيعتقد في النّهاية بإمامة آل سعود، لأنّ مشايخه هؤلاء يدينون بالولاء والطّاعة لآل سعود، فإمام شيخي إمامي، وإمام ابن باز هو إمام السّلفيين، ولذلك ففهد بن عبد العزيز هو إمام السّلفيين في العالم أجمع لأنّه هو الإمام الرّسميّ والشّرعيّ لمشايخ السّلفيّة الجديدة، ومن ثمّ علينا أن لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيّين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر ومن سوريّا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود عملاً بالقاعدة المتقدّمة.

ثالثاً: إنّ هناك فارقاً بين طالب العلم المخالف وبين العميل المرتزق، وقد أصبح هؤلاء السّلفيّون عملاء مرتزقة. على أساس هذه النّظرة علينا أن نناقشهم ونناظرهم لا على أساس الاختلاف في وجهات النّظر، واختلاف المنهج، وعلينا أن نستحضر هذا الفارق في النّقاش والمناظرة وهو مهمٌّ جدّاً، فهذا النّوع من السّلفيين علينا أن نضعهم في صفّ العملاء المرتزقين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم من غير جمجمة ولا تقية.

رابعاً: إنّ ما نقوله هو حقيقة وواقع، فإنّ الكثير من الأعمال والحركات قد تمّ كشف أمرها وفضح سرّيتها عن طريق هؤلاء العملاء السلفييّن، والأمثلة في الجراب كثيرة، ومنها هذا التّقرير مع وجود غيره، فإنّ بين يديّ تقرير أمنيّ آخر للشيخ الدكتور أمان الجامي شيخ السّلفيين رفعه إلى سلطان بن عبد العزيز ومنه إلى وليّ أمر السلفيين فهد بن عبد العزيز أكبر شهادة على هذا.

فالحذر الحذر من هذه السّلفيّة الخبيثة، ونحن لم نستطع في هذه الورقات أن نكشف بالأسماء هؤلاء العملاء، سواء كانوا أشخاصاً أم جمعيّات، ولكن لن يعدم الأخ من وجود أمارات ودلائل لمعرفة هذه التّجمّعات والشّخصيّات" انتهى مختصرا من مقالات بين منهجين، مقالة رقم : 76.

- ومن بدعهم أيضا موافقة الخوارج والمعتزلة في بدعة جعل الإمامة في غير قريش:

فإن تلقيبهم فهد بن عبد العزيز بإمام المسلمين.. إنما ينهجون به نهج الخوارج والمعتزلة في عدم اعتبار شرط القرشية في الإمام.. راجع في ذلك صحيح البخاري: كتاب الأحكام (باب: الأمراء من قريش)، وغيره من كتب السنة والفقه والأحكام السلطانية فإنه أمر معروف لن تجد عناء في مراجعته.. بل نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القاضي عياض قوله: ( اشتراط كون الإمام قرشياً مذهب العلماء كافة وقد عدوها في مسائل الإجماع، ولم ينقل عن أحد من السلف فيه خلاف وكذلك من بعدهم في جميع الأمصار. قال: ولا اعتداد بقول الخوارج ومن وافقهم في المعتزلة ) اهـ (13/91).

هذا مع العلم أن طواغيتهم لم يحوزوا أي شرط من شروط الإمامة فليس الأمر موقوفا على شرط القرشية وحده !! فلا عقل ولا إسلام ولا علم بل ولا مروءة أو رجولة ..

فهم بهذا شر وأخبث من الخوارج ؛ إذ الخوارج لم يجوزوا إمامة الكفار والمرتدين كما فعل هؤلاء !!

فتأمل كم من صفات للخوارج في نهج هؤلاء مع الدعاة ؛ ثم تراهم يرمون الدعاة المخلصين والمجاهدين لطواغيتهم بأنهم خوارج وتكفيريون ..
ورموهمو بغيا بما الرامي به أولى
ليـدفع عنـه فعـل الجاني

أو كما قيل : ( رمتني بدائها وانسلت ) .

- ومن بدعهم أخراج مسألة توحيد الله في التشريع والحكم - أو ما يعرف في مصطلح المعاصرين بالحاكمية – وعزلها عن التوحيد، وعدها من البدع المحدثة بل عد المهتمين بهذا الركن العظيم من أركان التوحيد ممن وافق الشيعة في عقائدهم الشنيعة في الإمامة ، انظر كلام ربيع بن هادي المدخلي في كتابه (منهج الانبياء في الدعوة الى الله ..) وتقليد مريده علي الحلبي له في ذلك في كتابه ( التحذير من فتنة التكفير ) وكلاهما دلس ولبس فاتكأ واستند في التشنيع على المهتمين بهذا الركن الركين على كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في رده على الرافضة في عقيدة الإمامة بتفاصيلها الضالة والفاسدة عندهم كما في منهاج السنة .

- ومن بدعهم عدم إعذار الدعاة والمجاهدين في التأويل أو الخطأ في المسائل الخفية أو المشكلة أوالتي لا تعرف إلا من طريق البلاغ والحجة الرسالية ونحوها مما يعذر فيه أهل السنة ؛ وإعذار الطواغيت والكفار بكفرهم الصراح وردتهم المغلظة والترقيع لهم بشتى الوسائل والأساليب .. ويظهر ذلك جليا في تحامل المدخلي الظاهر وكل من يسير على منهاجه على الشيخ المجاهد سيد قطب رحمه الله في جميع كتاباتهم ..

ولسائل أن يسأل بكل براءة : هل جرائم سيد وأخطاؤه أعظم وأطم عند هذا المارق وأذنابه من كفريات وجرائم ولي الخمر إمام المداخلة والجامية ؟؟؟

تعريف العامّي بالمذهب الجامِيّ​

بسم الله الرحمن الرحيم


تعريف العامّي بالمذهب الجامِيّ




هذه المقالة جاءت بناء على طلب بعض الإخوة الذين يعانون من بعض الضبابية الفكرية في التعامل مع الفرقة الجامية التي انتشرت في الساحة الإعلامية وفي المنتديات على الشبكة العالمية ، فطلب الإخوة بيان حال هذه الفرقة البدعية التي همها التفريق بين المسلمين ، وتشتيت فكرهم وإشغالهم بأنفسهم عن أعدائهم المحتلين لبلادهم .. ولولا الخوف أن ينطلي مكر هؤلاء السفهاء على عوام المسلمين : لكان الإنشغال بهم ضرب من العبث وتضييع للأوقات ، فكان الرأي أن توجد مقالة مختصرة تبين حال هذه الفرقة المنحرفة الضالة ، وتحذر الناس منها ومن دعاته ومنهجها الذي قد يغتر به من لا علم له ولا عقل يستطيع به التمييز بين الغث والسمين ..

نبدأ بالتعريف بهم :

1- الجامية فرقة ضالة أسسها محمد أمان الجامي الهرري الحبشي نزيل المدينة (ت : 1416هـ) ، يعتقد البعض بأن أول ظهورها كان ابان حرب الخليج الثانية (1411هـ) ، وكان ذلك بسبب رفض الكثير من المشايخ دخول الأمريكان النصارى أرض الجزيرة ، فكانت الجامية سلاح وزارة داخلية آل سعود في وجه هؤلاء العلماء ، وكان محمد الجامي يرسل التقارير للداخلية عن المشايخ الرافضين لسياسة آل سعود في تلك الفترة وما بعدها .. ثم تبعه في رئاسة الفرقة "ربيع بن هادي المدخلي" الذي لم يسلم من منافَسَة ..

2- بعد تتبع خطب ومقالات أئمة الجهاد في هذا الزمان - وعلى رأسهم الشيخ عبد الله عزام رحمه الله - تيبّن لي أن الجامية نشأت قبل حرب الخليج الثانية ، وبالتحديد : قبل بضع سنوات من نهاية الحرب الأفغانية السوفييتية ، فقد كان الجامية يذهبون إلى بيشاور ويخذلون الشباب عن الجهاد الأفغاني ، وكانوا ينشطون في جزيرة العرب فيصرفون الناس عن التبرّع للجهاد الأفغاني بحجج كثيرة منها : أن الأفغان مشركون قبوريون ، وأن الحرب في أفغانستان ليست إسلامية ، وأن كثير من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة ومتورطون مع قوى أجنبية ، وغيرها من الأسباب التي أدّت بالكثير للتوقف عن نصرة الجهاد الأفغاني في سنواته الأخيرة ، وقد كان الشيخ عبد الله عزام رحمه الله يشتكي من هذا الأمر كثيراً (انظر تفسيره لسورة التوبة) ، ولم يكن يعلم - رحمه الله – بأن هذه الفرقة الضالة هي ابنة المخابرات السعودية ، وأنها خرجت من رحم وزير داخليتها كما خرجت القاديانية من رحم الحكومة البريطانية ..

3- بدأت الجامية بمحاربة رموز الجهاد الأفغاني وتخذيل الناس عن هذا الجهاد المبارك ، فكانوا أداة خبيثة للنصارى الغربيين وللصهيونية العالمية ، ثم حاربوا الشيخين : سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهما من العلماء والدعاة الذين اعترضوا على دخول جيوش النصارى جزيرة العرب . ثم بحثوا فقدّروا أن شيخ الشيخين هو : محمد بن سرور زين العابدين ، فحاربوه وسموا الشيخين وأتباعهما بالسرورية . ثم قدّروا فوجدوا أن أصل كلام السرورية ومنبعه هو سيد قطب ، فأطلقوا على الكل لقب "القطبية" !! ثم قدّروا فنظروا إلى الصورة الأكبر فوجدوا أن القطبية هي حركة حزبية ، فأطلقوا على مخالفيهم : "الحزبيون" ، وكان سيّد يدعوا إلى الإسلام الحركي : المقابل للركود والجمود ، فقالوا : "الحركيون" !! وهكذا هم في تطور مستمر في الإجتهاد في الألقاب والتصنيفات التي هي رأس مالهم !! وهذه التقديرات خاصة بهم ..

4- يتبيّن من تأريخهم أنهم : فرقة سياسية - صُبغت بصبغة عقدية - أسستها وزارة الداخلية السعودية لتحقيق أهداف أمريكية صهيونية ضد الجهاد الأفغاني المبارك ، فبدأت الجامية بالنيل من قادة المجاهدين الأفغان ، ثم من الجهاد الأفغاني عامة ، ثم نالت من قادة المجاهدين العرب ، ثم من العلماء والدعاة المعارضين للإحتلال الأمريكي لجزيرة العرب ، ثم نالت الجامية من المجاهدين عامة ، والذين يقاتلون الأمريكان في أفغانستان والعراق بصفة خاصة ، ثم نالت من العلماء والدعاة الناشطين في الساحة الإسلامية .

5- استفادت حكومة آل سعود من هذه الفرقة في تثبيت حكمها عن طريق إقناع الناس بوجوب طاعة ولاة الأمر على كل حال ، وآل سعود يعطونهم الأموال والمناصب ويمكنون لهم على المنابر وفي الإعلام ، ويكمن خطر هذه الفرقة الضالة في كونها مختلطة بالأوساط العلمية ، وهم يراقبون هذا الوسط الحيوي في جزيرة العرب ويقدمون التقارير لأجهزة الأمن عن العلماء والدعاة ويكذبون كثيرا في هذه التقارير التي خرج بعضها للناس ، فينبغي على طلبة العلم والدعاة أن يحذروا من هذه الفرقة ويحذّروا منها وينبذوها ولا يخالطوها ، وقد انتبهت المؤسسات الغربية لهذه الفرقة الضالة فأوصت حكومات الدول العربية باستعملالها في هدم العمل الإسلامي ، وقد كشفت التقارير السرّية التي حصل عليها الثوار في مصر جانباً من هذه المؤامرة الخبيثة ..


مذهبهم :

1- أما مذهبهم ، فهم : خوارج مع الدعاة والمجاهدين ، مرجئة ومتصوفة مع الحكام ، رافضة مع الجماعات الإسلامية ، جبرية مع اليهود والنصارى والكفار ، أشاعرة في نصوص الوحيين وكلام العلماء يؤولونها على أهوائهم ، قاديانية في مسألة الجهاد ، وموقفهم من الأمريكان : هو موقف القاديانية مع البريطانيين ..

2- يكْفُر الجامية بالعمل الجماعي ، وينكرون شرعية الجماعات الإسلامية ويعتقدون بأنها بدعة وأنها من باب الخروج على ولاة الأمر ، ويتغاضون عن محاسن هذه الجماعات ، ولا يذكرون إلا أخطائها ، ويعظّمون هذه الأخطاء ويجعلونها أصلاً في الجماعات ..

3- لا يسوّغ الجامية لأتباعهم الكلام والنظر في الأمور السياسية وفي فقه الواقع ويعتبرون ذلك من خصائص ولاة الأمر التي لا ينبغي لأحد منازعتهم فيها ، ويعتقدون بأن الإشتغال بهذه الأمور مضيعة للوقت والجهد ، وأنها من البدع والفتن ..

4- يعتقدون بأن الجهاد في هذا الزمان من خصائص ولاة الأمر ، ولا ينبغي للناس الدفع عن أنفسهم ما لم يأذن ولي الأمر ، وعطلوا الجهاد (جهاد الدفع والطلب) بحجة أن المسلمين لا يطيقونه ، وقالوا بأن جهاد الأمريكان في العراق وأفغانستان فتنة لعدم وجود الراية الصحيحة وعدم إذن وليّ الأمر !! وهم من أشد الناس إنكاراً على المجاهدين جهادهم ، فهم في هذا الباب أشبه ما يكونون بالقاديانية !!

5- يرون مراقبة المسلمين ونقل الأقوال إلى السلطان : من أوجب الواجبات ، فهم اليوم أخطر من أجهزة مخابرات الطغاة لأنهم مختلطون بالعلماء وطلبة العلم والدعاة ، وفي الحديث : "مرَّ رجل على حذيفة بن اليمان ، فقيل له : إن هذا يبلّغ الأمراء الحديث عن الناس ، فقال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يدخل الجنة قتَّات" ، قال سفيان : والقتَّات النَّمَّام (الترمذي وقال حسن صحيح . وهو عند البخاري وأبو داود ، وعن مسلم بلفظ "النمام") ، وهذا فيمن يُبلغ السلطان الشرعي ما هو حق ، فكيف بالباطل ، وقد أفتى مفتيهم "النجمي" بوجوب إبلاغ الحكومات الكافرة في الدول الغربية عن أهل الجهاد ، وقال بأن هذا من باب النهي عن المنكر !! فالنميمة عندهم ديانة ، كما التقيّة عند الرافضة ..

6- ومن عقيدتهم : النيل من الدعاة ، ومن كل من يخالفهم ، ووصفُهم بالضلال والبدعة ، واختلاق الألفاظ والمسميات لهم ، وتتبع زلاتهم للتنفير منهم ، والوشاية ببعضهم إلى السلطان للإضرار بهم ، وتقديم محاربتهم والتحذير منهم على محاربتة اليهود والنصارى وذلك بحجة الحفاظ على أصل الدين !! ونقصد بالدعاة هنا : من لا يرضى عنهم الحكام ، ولذلك لا يكاد يسلم منهم عالم أو داعية ، فهم أشبه ما يكونون بالرافضة الذين كفّروا جُلّ الصحابة !!

7- من يخالفهم في أصل من أصولهم المنحرفة فإنهم يسقطونه بالكلية ولا يأخذون منه صرفاً ولا عدلاً ، ومن لا يوافقهم على تفاهاتهم فهو المبتدع الضال المارق الخارجي القطبي السروري الحزبي .... إلى آخر الألفاظ التي حفظوها وما علم أكثرهم معناها ، فالجامية مُغرمون بقضية "تصنيف الناس" الذي أطلق عليها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله "الوظيفة الإبليسية" في كتابه "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ، وهو كتاب نفيس .. والجامية بهذه الصفة يُشبهون الخوارج ، فهم على قاعدة : "ضلّ من زلَّ" البدعية ، فكل من زلَّ (من غيرهم) فقد ضلّ ، وحتى هذه القاعدة يطبقونها بانتقائية توافق أهوائهم وأنفسهم المريضة !!

8- الجامية فرقة تؤلّه "آل سعود" وإن كانت تتدعي التوحيد ، وحقيقة توحيدها هو : إفراد آل سعود بالطاعة ، فمن أراد إغاظتهم فما عليه إلا أن ينال من آل سعود ويُثني على معارضيهم ، أما من يجاهر بنصيحة آل سعود فهو : خارجي ضال مُضلّ من أهل الفتنة !! والبعض يعترض على كونهم يؤلهون آل سعود ، فنقول : أليس يحرّمون عليهم الحلال ويحلّون لهم الحرام فيتبعونهم !! فتلك عبادتهم تلك عبادتهم !! فالجامية أبداً مع ما يُحلّ أو يُحرّم ولاة أمرهم ..

9- تختلف نية تزلفهم لآل سعود باختلاف أشخاصهم : فمنهم من يطلب الجنسية السعودية (وهؤلاء أكثرهم من اليمن والجزائر والأردن) ، ومنهم من يطلب الجاه والمنصب ، ومنهم من يطلب المال ، ومنهم الحاقد الحسود على أقرانه ، ومنهم من يجمع بين هذه الأمور ، فهم من المرتزقة الذي جندهم آل سعود لمحاربة المجاهدين والمصلحين باسم التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أما عوامهم : فهم على اعتقاد بأن حكومة آل سعود هي الحكومة الشرعية الوحيدة في الأرض اليوم ..

10- يتوسعون في مفهوم البدعة ، ويعتقدون بأن محاربة بعض البدع الخفيفة أفضل من محاربة اليهود والنصارى ، وهم مع ذلك ليس لهم همّ في محاربة الكفار ، ولم يشاركوا في جهاد رغم كثرة الجبهات (بعضهم يزعم أنه شارك في الجهاد الأفغاني ضد الروس ، وهذا كذب : فهؤلاء لم يتجاوزوا بيشاور أو معسكر صَدى ، ولم يطلقوا طلقة واحدة في معركة) .. ليس لهم ضابط صريح في ماهيّة البدعة أو كيفية الحكم على صاحبها ، والحقيقة أن هذه المفاهيم الشرعية ما هي إلا مطيّة لهم لتحقيق مصالحهم بالتقرب من ولاة أمورهم .. ولعل القارئ يطلع على فهم السلف في مفهوم البدعة وكيفية الحكم على أهلها ويقارنه بأقوال وأحوال الجامية ، وكتاب "أصولالحكمعلىالمبتدعةعندشيخالإسلامابنتيمية" - للدكتور أحمدالحليبي - جيد في هذا الباب .

11- الجامية من أجهل الناس بمسائل الخلاف وأساليب الحوار العلمي ، ويعتقدون بأن آرائهم لا تقبل الخلاف ، مع أنهم مختلفون فيما بينهم ، وهذه مفارقة عجيبة تُشبه إلى حد كبير فلسفة الرفض . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى: 25\129) : "وكثيراً ما يضيع الحق بين الجهال الأميين وبين المحرفين للكلم الذين فيهم شعبة من نفاق ، كما أخبر سبحانه عن أهل الكتاب حيث قال {افتطمعون أن يؤمنوا لكم ..} (البقرة : 75) . (انتهى) .

12- رغم كل هذه الطوام فإن الجامية يزعمون أنهم "سلفية" وأنهم أحق الناس بهذا اللقب ، وأنه لا يشاركهم فيه إلا من وافقهم على مذهبهم الضال ! وسلفيتهم تعني : تبديع وتفسيق الدعاة والمسلمين ، وتمجيد الحكام - آل سعود خاصة - وتنزيههم عن النقص والعيب والخطأ والزلل ، والنيل من المجاهدين والتشكيك في رايات الجهاد ، والنيل من الأحزاب والجماعات الإسلامية ..

13- يعتقد الجامية بأنهم حملة لواء الجرح والتعديل في هذا الزمان ، وهذا لقب أطلقوه على شيخ طريقتهم الحالي "ربيع بن هادي المدخلي" ، وهذا المسكين صدّق هذا اللقب فأخذ يُصدر الأحكام على العلماء والدعاة بكل غباء وحمق !!

14- الجامية يمشون على مبدأ بوش في حربه الصليبية : "إن لم تكن معنا فأنت ضدنا" ، فمن لم يكن على رأيهم فهو عدو لهم !! ومن لم يوالي من يوالونه ، ويعادي من يعادونه ، ويعتقد بإمامة من يعتقدونه فهو على غير منهج "السلف" الذي يعتقدونه !!


أوصافهم :

1- العُجب سمة بارزة فيهم : فيعتقدون أنهم أئمة وجهابذة ومحدّثون فيأخذون في الجرح والتعديل والتقرير ، ويعتقدون أنهم ورثة علم السلف ، وأنهم أهل هذا العلم ، ويصبغون على أنفسهم الألقاب الكبيرة : كالإمام ، والمجدد ، والعلّامة ، وحامل لواء الجرح والتعديل ، وغيرها من الألقاب ، كالهر يحكي انفتاخاً صولة الأسد !! ومن أقوال ربيع المدخلي "لو درس أبو حاتم وغيره من الأئمة - حتى البخاري -دراسة وافية لمَا تجاوزا - في نظري - النتائج التي وصلتُ إليها ، لأنني - بحمد الله - طبّقتُقواعد المحدثين بكل دقّة ، ولم آل في ذلك جهداً" !! (انتهى) .. فائدة : ليس في زماننا هذا جرح ولا تعديل ، وإنما كان هذا في زمن تدوين الحديث ، أما الآن فالمحدّثون ينقلون كلام العلماء في الرجال ، وهذا النقل ليس من الجرح ولا من التعديل ..

2- الحقد والحسد يكاد يكون متأصّلاً فيهم ، فما أن يختلف منهم اثنان حتى يخرج المكنون ويظهر المستور ويحصل الفجور في المخاصمة ، وهذا ظاهر في كتاباتهم وردودهم على بعضهم البعض ، وسبب هذا : غياب النية والإخلاص ، مع سوء القصد وفساد الطوية ..

3- أتباعهم من أجهل خلق الله وأقلّهم عقلاً وفهماً ، ومشايخهم يحرصون على جهل أتباعهم بتحريم القراءة لغيرهم من العلماء والدعاة ، فضلاً عن أنهم يزرعون في قلوب أتباعهم الغل والحقد على الدعاة والعلماء والمجاهدين والأحزاب الإسلامية ، وهم بهذا يُشبهون الرافضة إلى حد كبير ..

4- الجامية من أضيق الناس صدراً بالمخالف ، ومثاله ما حصل بين المدخلي والعلّامة بكر أبو زيد رحمه الله : حيث ألّف المدخلي كتاباً في الطعن في سيد قطب رحمه الله ، وتزلّف للشيخ بكر - رحمه الله - ليقدّم للكتاب ، ولكن الشيخ أبى وانتقد الكتاب وما فيه ، فما كان من المدخلي إلا أن انقلب على الشيخ بكر ووصفه بأوصاف بشعة وشنّع عليه هو وتلاميذه المخابيل ، ومما قاله المدخلي في الشيخ بكر رحمه الله : "إنه من أنصار البدع وحماتها ، ويثأر لأهل البدع والباطل ، وقلبه مريض بالهوى" (انتهى من "الحد الفاصل في الرد على بكر أبو زيد" لربيع المدخلي ص 5 وص 98) ، والجامية – لقلة عقولهم – لا يفرقون بين جهل المدخلي وعلم الشيخ بكر رحمه الله ، وأين الثرا من الثُّريّا !! يذكرنا حال المدخلي من الشيخ بكر ، بقول الشاعر :



قام الحمام إلى البازيّ يُهدّد ... وشمّرت لقراع الأُسد أضبعُه

5- من مكر الجامية وخبثهم أنهم يذكرون أسماء كبار علماء الأمة في كلامهم ثم يُقحمون أسماء مشايخهم ، فيقولون مثلاً : هذا رأي العلامة ابن باز وابن عثيمين والوادعي والألباني والمدخلي والنجمي والفوازان !! فيجعلون المدخلي والنجمي والوادعي أقراناً لأمثال ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله !!

6- ومن مكرهم أنهم يدّعون التتلمذ على كبار علماء الأمة ، فيقولون : رحم الله شيخنا ابن باز ، أو قال شيخنا العثيمين !! ولعل بعضهم جلس لهؤلاء المشايخ ولكنه – قطعاً - لم يأخذ منهم علم أو فهم أو خُلق !!

7- من سماتهم : بذاءة اللسان ، وكثرة اللمز والهمز والتنابز بالألقاب والطعن في العلماء والدعاة ، والفحش في القول ..

8- ليس في قاموس الجامية شيء اسمه إنصاف ، فلم يسمعوا به ولا وجود له في مؤلفاتهم وكلامهم ، فكبيرهم "المدخلي" علّمهم الكذب والخداع في كتبه التي يطعن فيها في العلماء ، ومثال : كتبه عن سيد قطب رحمه الله ، فتجده – مثلاً – ينقل عن سيد قولاً من الطبعة الخامسة "للعدالة الإجتماعية" وهو يعلم أن سيداً رجع عن هذا القول في الطبعة السادسة من الكتاب ، والمدخلي يذكر هذا في ذات الكتاب ، ومع ذلك ينقل عن سيد من الطبعة الخامسة !! وينقلون عن سيد من كتبه الأدبية البحتة ككتاب "طفل من القرية" أو "الأطياف الأربعة" !! أو الكتب التي كتبها في بداية التزامه ككتاب "التصوير الفني في القرآن" و"مشاهد القيامة في القرآن" أو"العدالة الإجتماعة في الإسلام" ، أو الكتب التي رجع عنها أو لم يراجعها (كجزء كبير من الظلال) ، قال الشيخ محمد قطب حفظه الله : الكتب التي أوصى [سيد قطب] بقراءتها قبيل وفاته هي : الظلال (وبصفة خاصة الأجزاء الإثنا عشرة الأولى المعادة المنقحة وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب ، وحرص على أن يودعها فكره كله) ، "معالم في الطريق" (ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة) ، و"هذا الدين" ، و"المستقبل لهذا الدين" ، و"خصائص التصور الإسلامي" ، و"مقومات التصور الإسلامي" (وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاته) "والإسلام ومشكلات الحضارة" ، أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها "العدالة الاجتماعية" (انتهى كلام الشيخ محمد شفاه الله وعافاه). .. والجامية يذكرون المُتشابه من كلام سيد ويتركون المُحكم ، ويأتون بكلمات لسيد كتبها بأسلوب أدبي فيحملونها على غير محملها .. لا شك أن لسيد قطب أخطاء في كلمات وعبارات خانته ولم يحسن صياغتها من الناحية الشرعية ، ولكن كم هي هذه الأخطاء مقارنة ببقية كلامه !! لو نظرنا إلى كتاب كالظلال : يقع في أربعة آلاف صفحة من القطع الكبير ، كم صفحة فيها أخطاء !! لو جمعنا كل الكلمات والجمل التي قالوا أنها أخطاء فإنها لا تتعدى صفحة واحدة ، فما هي النسبة !! وهل من الإنصاف أن نهجر كتاباً كالظلال لأن نسبة الأخطاء فيه (0025, %) !! الأخطاء في الظلال لا تتجاوز بضعة أسطر ، فأين هذا مما في الكشاف للزمخشري أو تفسر الفخر الرازي أو تفاسير غيرهما التي تملأها الإسرائيليات والإعتزاليات والإرجاء والأشعريات وغيرها من الأمور ، وكُتب النووي وابن حجر والجويني والغزالي وغيرهم من أئمة المسلمين ، وكُتب الحديث التي فيها الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فهل نتركها كلها لأن فيها أخطاء !! ماذا يبقى في أيدينا من كتب العلماء !!


قائمة بالمنتسبين لهذه الفرقة الضالة :

في بلاد الحرمين : ربيع بن هادي المدخلي (وهو كبيرهم اليوم : بمنزلة البابا عند النصارى ، والأقطاب عند الصوفية) ، محمد بن هادي المدخلي (والمداخلة أصلهم من اليمن ، وهذا الأخير يمنّي نفسه خلافة ربيع ، ولا يخلو من منافسة) ، فالح الحربي ، فريد المالكي ، سعود بن صالح السعدي المالكي ، عبد العزيز بن ريّس الريّس ، تراحيب الدوسري ، عبد اللطيف باشميل ، عبد العزيز العسكر ، محمود الحداد المصري (الذي نبذه الجامية) ، محمد بن فهد الحصين ، مصصطفى بن إسماعيل السليماني ، بندر بن نايف بن صنهات العتيبي ، محمد بن عمر بن سالم بازمول ، أحمد بن يحيى النجمي الجازاني الذي صرّح بأن الشيخ ابن جبرين (رحمه الله) : "كذّاب" !! وغيرهم ..

في اليمن : مقبل الوادعي ، وحسن بن قاسم الريمي ، ويحيى الحجوري ، وغيرهم ..

وفي الكويت : عبد الله الفارسي ، فلاح اسماعيل مندكار ، محمد العنجري ، حمد العثمان ، سالم الطويل ، عدنان عبد القادر ، ومحمد الحمود ..

وفي الإمارات : عبد الله السبت (صاحب الإختلاسات المالية) ، علي بن يحيى الحدادي ، نادر بن سعيد آل مبارك ..

في الأردن : علي الحلبي (صاحب السرقات العلمية) ، مشهور حسن آل سلمان (صاحب سرقات جهود طلبة العلم) ، سليم الهلالي ، عمر بن عبد الحميد البطوش ..

في المغرب : محمد المغراوي ..

وفي الجزائر : عبد المالك بن أحمد رمضاني ، أبو ابراهيم بن سلطان العدناني ..

وممن لم أعرف موطنهم : فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي ، حسن بن محمد بن منصور الدغريري ، وهناك الكثير غير هؤلاء ، ولكن لعل هؤلاء أنشطهم في الكتابة والدعوة إلى مذهبهم ، وأغلب الذين هم خارج بلاد الحرمين يراسلون حكومة آل سعود لنيل الجنسية والدعم السعودي ، ولعل هذا هو سبب اجتهادهم في دعوتهم واستماتتهم من أجلها ، وأغلب هؤلاء الجامية لهم فضائح من قبيل : الإختلاسات المالية ، والإختلاسات العلمية ، وبعضهم عنده انحرافات أخلاقية ، نسأل الله السلامة والعافية ..


السِّمات الدّالّة عليهم :

1- ليس من الصعب التمييز بين كتابات الجامية وغيرهم ، فالجامي يبدأ كلامه وكتاباته بالتعوّذ من المجاهدين والحزبيين ثم بالبسملة ، وتكاد مواضيعهم تنحصر في : وجوب طاعة ولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم لأي سبب ، والإنكار على المجاهدين جهادهم لعدم وجود الراية الصحيحة أو رضى ولي الأمر ، والطعن في سيد قطب وتبديعه ، وتبديع حسن البنّا والإخوان والتشنيع على الأحزاب الإسلامية وعلى الحزبية ، والنيل من محمد بن سرور زين العابدين ، والنيل من قادة الجهاد ، والنيل من الدعاة المشهورين ، والإنكار على الإرهاب والعنف ، والترقيع لولاة الأمر (خاصة آل سعود) وتبرير كل ما يفعلونه : عن طريق ليّ النصوص وتحريفها وإخراجها عن مقاصدها ..

2- تكاد تكون التعلقيات والنقولات متطابقة في كتابات الجامية ، والظاهر أنهم ينقلون عن بعضهم البعض في مجمل كتاباتهم (بطريقة القص واللصق) ، وتجدهم يحفظون نقولات معينة لأهل العلم يرددونها في المحافل دون فهم لها أو دون الإتيان بها في محلها ، وهذا من قبيل : القص واللصق المنطوق .

3- شيوخهم – الذين ينقلون عنهم - يعدون على الأصابع ، ومن أشهرهم : ربيع المدخلي ، وأحمد النجمي ، ومقبل الوادعي ، فمن نقل عن هؤلاء فهو جامي في الغالب ، وذلك أن طلبة العلم لهم مراجعهم من علماء السلف والخلف والمعاصرين ، وهؤلاء ليسوا مراجع في الأوساط العلمية ، ولا ينقل عنهم العلماء وطلبة العلم الجادين .

4- لهم آراء محددة لا يخرجون عنها ، وهي في الغالب اجتهادات مشايخهم التي يزعمون أنها منهج السلف دون غيرها ، ويعقدون على هذه الإجتهادات ولائهم وبرائهم : فمن وافقهم عليها فهو السلفي المسلم ، ومن خالفهم فهو الخارجي الضال !!

5- كلامهم أشبه ما يكون بكلام عجائز السوء : من طعن ولمز وهمز وغيبة ونميمة فيما بين بعضهم البعض ، ومع غيرهم !! فتجد أحدهم يثني على صاحبه اليوم ليقع فيه في اليوم الثاني ، ويمدحه يوماً ويهجوه آخر ، ويعظّمه صباحاً ويحط منه مساءً ، وهذه خاصية ملاصقة لهم ..

6- من سماتهم البارزة أنهم يختمون أسمائهم بتزكية أنفسهم فيقولون : فلان بن فلان السلفي أو الأثري أو يجمعون بينهما فيقولون " السلفي الأثري" ، وممن أنكر هذا الأمر الشيخ "صالح الفوزان" الذي يحوم حوله الجامية كما يحوم النمل حول العسل ، وهذا ما أضعف الشيخ الفوازان في أوساط طلبة العلم ، وممن أنكره : الشيخ ابن عثيمين في شرحه لحلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد رحمهما الله .. بعض طلبة العلم يحرص على هذا اللقب ويختم به اسمه ليتميّز عن غيره أو ليُعرف منهجه ، والأفضل أن لا يفعل هذا لأنها تزكية للنفس ، ومظنّة للعُجب ..


كيفية الرد على أقوالهم :

1- فيجب – أولاً - التأكد من صحة ما ينقلون عن الغير ، والحذر من أن يكون الكلام مبتوراً أو محرفاً أو مكذوباً ، وهذا كثير فيهم ..

2- لا ينبغي الإعتماد على فهم الجامية للكلام المنقول ، بل يجب مراجعة الكلام كاملاً والتأكد من مراد قائله ..

3- من عادة الجامية أنهم يأخذون بالكلام المتشابه ويتركون المحكم ، ويأخذون بالعبارات المُجملة ويُعرضون عن البيّن ، وربما أخذوا بالكلام السابق وتركوا اللاحق ، فينبغي الحذر من كل هذا . قال ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح : "ويجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض ، ويؤخذ كلامه ههنا وههنا ، وتُعرف ما عادته يعنيه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلم به ، وتُعرف المعاني التي عرف أنه أرادها في موضع آخر ، فإذا عُرِف عُرْفه وعادته في معاني ألفاظه كان هذا مما يُستعان به على معرفة مراده" (انتهى) ، وانظر مثال هذا ما فعل ربيع المدخلي في كتابه "أضواء إسلامية" ، ورد الشيخ بكر – رحمه الله – عليه وتأصيله المختصر للمسألة .

4- لو نظرنا إلى أقوال الجامية فإننا نراها متناقضة كلياً : فما يجعلونه أصلاً هنا يجعلونه بدعة هناك ، وما يقررونه هنا يُنكرونه في مكان آخر ، فمن تتبع كتاباتهم علِم هذا واطلع عليه بكل سهولة ، فينبغي لمن أراد أن يرد عليهم أن يطلع على كتبهم ، ومثال ذلك : الشيخ ابن باز - رحمه الله - : فالجامية يُثنون عليه كثيراً ويجعلونه حجة لهم ومع ذلك ينال منه ربيع المدخلي الذي نال من الألباني وابن جبرين وبكر أبو زيد وغيرهم من كبار علماء الأمة المعاصرين ، رحمهم الله ، فتجد الجامية يحتجون بكلامهم في موطن ، ويذمونهم في موطن آخر !!

5- لهم حيَل كثيرة في الهروب من المخالف ، فترى بعضهم يقول بفرضية الجهاد ضد أعداء الدين الصائلين - وهذا لإجماع الأمة عليه - ولكنه في نفس الوقت يقول بأنه لا بد للجهاد من راية شرعية ، ولا بد من موافقة ولي الأمر ، ويأتون بنقولات لأهل العلم في هذا المعنى ، وهذا ينطلي بسهولة على من لا يعرف أحكام الجهاد ، فشرط الراية والولاية يكون في جهاد الطلب وليس جهاد الدفع ، ولكن الجامية يخلطون هذا بهذا ويستغلون جهل الناس وقلة اطلاعهم على أقوال أهل العلم ، فينبغي لمن أراد الرد عليهم : أن يكون عالماً بالمسائل التي يخوض فيها ..

6- ومن حيلهم أنهم يذكرون نصوصاً عامة - أو مطلقة - يُلزمون الناس بها ، ويُخفون المُخصّص والمُقيّد ، ومن هذا "وجوب طاعة ولاة الأمر" ، فالنصوص فيه كثيرة ، ولكن الطاعة مقيّدة : بالمعروف ، والشرعية ، وعدم المعصية ، فلا يذكرون هذه القيود ..

7- ينبغي أن يعلم المناقش بأن كثير من الجامية يعملون جواسيس للأنظمة الحاكمة ، فعلى المحاور أن ينتبه لهذا الأمر ولا يورط نفسه ، وكثير من عوام الجامية يخبرون مشايخهم بما يدور من حوارات ، وهؤلاء "المشايخ" بدورهم يراسلون السلطات ..

8- ينبغي لمن أراد مناقشتهم أن يكون من أهل الصبر والحلم ، فجهل الجامية يثير سخط وغضب العاقل ، وكثير ما تجد المناقش يخرج من طوره ويسب ويلعن ، وما ذاك إلا لعدم صبره على قلة عقل الجامي وانعدام أدبه .. كما ننصح من يجادلهم بقراءة كتاب الله بعد الجدال ، أو قراءة بعض كتب الرقائق ، لأن كتب الجامية وكلامهم يورد القسوة في القلب ..

9- المقتَرح : أن يتم جمع أقوالهم الشاذة (وما أ كثرها) ، وكلامهم في العلماء والدعاة (وما أكثره) بروابط صوتية ومرئية في موقع يتم نشره على نطاق واسع بين العوام ليعلموا حقيقة هذه الفرقة الضالة ، وهذا من أبواب الدعوة إلى الله ، فخطر الجامية لا يقل عن خطر الرافضة أو غلاة الصوفية وأمثالهم ، والكتابة لا تكفي لأن الكثير من العوام لا يقرؤون ، ويتم التعريف بهم في هذا الموقع ، وأنهم ليسوا على منهج السلف ، وأنهم فرقة ضالة أنشأتها وزارة الداخلية "السعودية" ، كما أنشأ البريطانيون الفرقة القاديانية ..


خطر الجامية :

1- لا يشكل الجامية أي خطر في الأوساط العلمية ، وذلك لمعرفة العلماء وطلبة العلم بجهلهم وقلة بضاعتهم ، إلا ما يكون من تجسس الجامية عليهم ..

2- يكمن خطر الجامية في اختلاطهم بالعامة الذين لا علم لهم ، فيستغلون هذا الجهل في تشويش عقولهم وزرع أفكارهم المنحرفة في قلوبهم فيتربى هؤلاء على تكفير وتبديع وتفسيق العلماء وطلبة العلم والمجاهدين والدعاة ، وعلى تأليه الحكام ، وعلى التساهل في مسألة الغيبة والنميمة ، والغلظة على المسلمين ، والسلبية ، وعدم المنهجية ، والغلوّ ، والزهد في الأنشطة الدعوية ، وعلى الجدال والمراء ، وعلى قلة الأدب وانعدام الحياء ، والتعالي والعُجب وغيرها من الأخلاق والعادات المذمومة شرعاً وعُرفا ..

3- كثير من الناس يخلط بين الجامية وبين ما يسمى بـ "السلفية" ، واتضح خطورة هذا الخلط في الثورات العربية ، خاصة الثورة المصرية : حيث أفتى بعض الجامية بحرمتها فظن الناس أن هذا هو اتجاه "التيار السلفي" فشنوا عليهم حملة إعلامية كبيرة وظهرت بعض الخلافات والمناوشات الكلامية على الساحة بسبب تشغيب الجامية وتشويشهم ، ومثل هذا الخلط خطر في بعض البلاد التي لا تعرف حقيقة الجامية فيغتر شبابها المتعطش للعلم الشرعي بهؤلاء الجهلة فيقعون في شراكهم ويتأثرون بمقولاتهم ويتبعون منهجهم الضال ، وهذا ما حدث في الجزائر ، ويراد له في تونس والمغرب ، نسأل الله أن يحفظ شباب الإسلام ..

4- بعض العامة لا يعرف حقيقة الجامية وشيوخهم ، فيتأثر بفتاواهم المؤيدة والمبررة للطغاة من الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله ويوالون أعداء الله ويغتصبون أموال العامة ويُهدرون طاقات الأمة ويعبثون بمستقبلها ، فهؤلاء يشكلون طابوراً خامساً في صفوف الشعوب الإسلامية ..

5- البعض يظن بأن خطر الجامية بدأ في الإضمحلال ، وهذا صحيح في نجد والحجاز وغيرها من الأماكن التي يكثر فيها العلماء وطلبة العلم ، أما في بقية الدول فخطرهم لا زال باقياً ، وبعضهم نشط في المنتديات والمواقع على الشبكة العالمية ، وخاصة في أوساط العوام ..


ما ينبغي فعله اتجاه الجامية ؟

1- يجب تعريف الناس بحقيقة الجامية ، وأنهم ليسوا على منهج السلف ، وأنهم فرقة خاصة لها أجنداتها واعتقاداتها ، وهذا يكون عن طريق شن حملة إعلامية على مستوى كبير في المجتمعات المعنيّة ، وهذا سهل اليوم في ظل وجود الشبكة العالمية .

2- يجب تحذير الشباب المسلم من الإنزلاق في مستنقع الجامية المظلم ، خاصة من كانت بضاعته العلمية مزجاة .

3- يجب حماية العامة من هؤلاء عن طريق نشر كتب وأشرطة أهل العلم الثقات ، ومن الكتب المهمة في هذا الباب رسالة العلّامة بكر أبو زيد رحمه الله : "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ، كما ينبغي نشر الوعي في أوساط الشباب وتعريفهم بالمبادئ الإسلامية التي تناقض اعتقاد الجامية : كاحترام العلماء ، وعدم تأليه الحكام ، وعدم جعل النفس حاكمة على الخلق ، وتعريف الناس بحقيقة الجامي والمدخلي الذي أضحى – عند أتباعه من الجامية - : قطباً من أقطاب الأرض ، وركناً من أركان المعمورة .

4- ينبغي على العلماء تحذير الناس منهم وفضحهم وبيان حالهم ، وهذا نوع من الجهاد والذب عن الدين ، فخطر هؤلاء لا يقل عن خطر أهل الإرجاء أو الخوارج أو المعتزلة أو غلاة الصوفية والرافضة ، بل قد يكون خطر هؤلاء أكبر : لاختلاطهم بالناس وانتسابهم لما يسمى بـ "السلفية" ، والجامية لهم أجندة خاصة تخدم الصليبية والصهيونية ..

5- هناك بعض الجامية في بعض المنتديات الإسلامية في الشبكة العالمية ، وهؤلاء لا همّ لهم إلا الطعن في الدعاة والعلماء والمجاهدين ، وتمجيد آل سعود وحكام بلاد العرب ، ومشاركات هؤلاء أصبحت كدراً يُعكّر صفو بعض المنتديات ، فننصح المشرفين بطردهم وإسكاتهم لتصفوا المنتديات ، ويتوقف أذى "نافخ الكير" للمشاركين ، وأغلب الجامية في المنتديات : موظفون في أجهزة إستخبارات آل سعود والأردن والجزائر ..


الإنتشار ومواقع النفوذ :

مركز الجامية هو بلاد الحرمين ، فحكومة آل سعود لا زالت تدعمهم بقوة رغم اعتقاد البعض بأنها استنفذتهم ، والحقيقة أنها لا زالت تستخدمهم في مجال الفتنة بين العلماء وطلبة العلم لإضعاف جانب العلماء والتقليل من أهميتهم في المجتمع عن طريق النيل منهم وتحريض الناس عليهم .. وتستخدمهم للنيل من المجاهدين وصرف الناس عن نصرة الجهاد : تحقيقاً للأجندة الأمريكية الصهيونية .

للجامية انتاشر بسيط في الإمارت والكويت والأردن واليمن ومصر ، ولهم حضور ملحوظ في الجزائر ، ودعاتهم ينشترون في دول أفريقيا بدعم من حكومة الرياض ، ولهم حضور ملموس في أوساط الشباب المبتعثين - والجاليات العربية وغيرها - في أوروبا وأمريكا ، ولا زالت أعدادهم قليلة منبوذة – ولله الحمد – لكنهم مدعومون من قبل الحكام وممكّنون من وسائل الإعلام ومن المنابر والمدارس والجامعات والحِلق العلمية في بعض البلاد ..

مما بلغنا من بعض المطلعين : أن بعض الدول الخليجية انتبهت لهؤلاء الجامية الذين لا ولاء لهم لدولهم الأصلية ، فأخذوا بمراقبتهم ، وحاولوا - عبثاً - كسب ولائهم ، ولكنهم اكتشفوا بأن ولاء عامة الجامية : لآل سعود ، وليس لحكومات بلادهم ، فقررت بعض هذه الدول : التضييق على الجامية والحد من حرياتهم ونشر بعض الكتب المُحذّرة منهم !! وبعض الدول استطاعت شراء ذمم كبار الجامية ، فصار هؤلاء دعاة لـ "لوليّ الأمر" في هذه البلاد !!


لطيفة :

كنا منذ فترة في مجلس مع أحد المشايخ فجاء موضوع الجامية ، فقال أحدهم : "فرّ من الجامية فرارك من المجذوم" . فقال الشيخ : بل قل "فر من المجذوم فرارك من الجامية" !! فقلت : من أين هذا يا شيخ ؟ قال : ألم تسمع قول الشاعر :


لكل داء دواء يستطبّ به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها

والمجذوم داءه في الجسد ، وهو أخف من داء الجامية الذي هو في العقل والقلب ، والمجذوم قد يُؤجر ، أما الجامية فهم أهل نميمة وخيانة وتحريف للدين ، وعداء لأولياء الله من العلماء والمجاهدين (انتهى كلامه رحمه الله) ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. 

التيار المدخلي: سياق النشأة ومظاهر التكوين الفكري


ولكن مع مراقبة الصحويين للفضاء الثقافي والأندية والندوات العامة، تشكّلت لديهم رؤية لم يجهروا بها صراحة، إلا أنها ظهرت جلية في خطابهم، إذْ رأوا ضلوع الدولة كشريك في هذه المؤامرة لأنها مَن تفتح المجال أمام التيار العلماني والحداثي، فهي صاحبة اليد الطولى على النوادي الأدبية والإعلام. وكذلك دور الحكومة في تقريب العلمانيين المُصنَّعين أمريكيًا لكسب ولائهم واستخدامهم في محاربة الإسلاميين.[2] وبهذا أخذ الخطاب الفكري والثقافي للتيار الصحوي يتحول تدريجيًا من خطابٍ مناهض للعلمانية إلى خطاب معادٍ للنظام، ولكنه ما زال ينتقد النظام ضمنيًا لا ظاهريًا.
حينها تدخَّلت السلطة في محاولة لكبح جماح تيار الصحوة الذي تغلغل وسط الساحة الدينية والثقافية، واتبعت معه العديد من أساليب المواجهة ما بين اعتقال رموزه، والاستعانة بتيارات مناهضة للمنهج الذي قام عليه الفكر الصحوي، وتضييقات تتمثل في الاستدعاء والتحقيق على يدي أحد أفراد العائلة المالكة، كما حدث مع الشيخ سفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني وغيرهم.[3] ثم لم يجد النظام بُدًّا من البحث عن حلٍّ جذري لهذا التيار المتنامي والمتغلغل في أوساط المجتمع السعودي ويزداد تأثيره يومًا بعد يوم، فكان لا بد من التصدي لهذا التيار ذي الصبغة الدينية، بتيار آخر ذي مرجعية دينية، وحضور علمي شرعي.

جذور نشأة التيار المدخلي



تزامنت هذه التحديات والتوترات داخل أرض المملكة، والسيطرة الاجتماعية لتيار الصحوة مع حرب الخليج الثانية واستقدام قوات أجنبية إلى بلاد الحرمين ادَّعى الملك فهد أن وجودها سيكون مؤقتًا للحفاظ على موارد الدولة وأرضها من الاجتياح العراقي الذي هدد أرض الكويت. ولكن سرعان ما كذَّب الواقع تصريحات العائلة المالكة.[4] فبعد انتهاء الحرب ظلَّت القوات الأمريكية في قواعدها، ما شكَّل تحدِّيًا جديدًا للنظام في مواجهة التأثير المتنامي لتيار الصحوة والذي استغل هذه الحادثة للتنديد بشرعية النظام الحاكم لمعارضته صريح الأمر النبوي بإخراج المشركين من جزيرة العرب. ورَفَضَ التيار أية دوافع لاستقدام القوات الأجنبية لكثير من الأسباب والاعتبارات، والتي ذكرها الشيخ سفر الحوالي في كتابه «وعد كسينجر».
أحدث موقف تيار الصحوة من فتاوى استقدام القوات الأجنبية تصدّعًا عميقًا شهده التيار الإسلامي، وبخاصة بعد فقدان “أهل السنة” في السعودية الثقة في علماء المؤسسة الرسمية إثر تأييدها لقرار الحكومة باستقدام الجنود الأجانب لبلاد الحرمين. ما أعاد إلى الذاكرة الإسلامية استعانة الملوك والأمراء بالصليبيين والتتار للتخلص من بعضهم البعض.
وفي ظل هذا المأزق الذي وضعت الحكومة السعودية نفسها فيه، ظهرت بوادر انفراجة للسلطة. ففي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث كان يدرس محمد أمان الجامي، ويقيم عددٌ من طلاب العلم الشرعي يطلبون العلم ويعلِّمونه، ويشتهرون بفتواهم التي تُحرِّم الخروج على الحاكم مهما فعل، أُصدرت الفتاوى بأن الجنود الأمريكان مستأمنين شرعًا، ويُحرَّم أي اعتداء عليهم ووصفه بأنه اعتداء على ذمة المسلمين،[5] كذلك تصدَّر ربيع المدخلي للردّ على رَفْض الاستعانة بالقوات الأجنبية بكتاب أطلق عليه «صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين».
التيار المدخلي: سياق النشأة ومظاهر التكوين الفكري 3
ربيع المدخلي
وهنا وجدت الحكومة ضالتها في تيار جديد يتهيّأ للظهور وينتسب روَّاده إلى السلفية، مُكتسبين وصف «سلفية المدينة». وكان لهذه النشأة أثرٌ في تباين فتاوى العلماء في حق هذا التيار ورموزه. فقُدِّمت العطايا ووضعت الموارد تحت تصرف هذا التيار، وأُطلقت يده في التصدي لتيار الصحوة وسطوته على المجتمع.
د. أكرم حجازي يوضح نشأة التيار المدخلي وأسباب ظهوره

رموز التيار المدخلي

أما جيل المؤسسين الذين أوجدوا المنهج: 1- محمّد أمان الجامي الهرري الحبشي وهو أثيوبي الأصل أقام بالسعودية، ونُسِب المذهب إليه فأُطلِق عليهم الجامية، فيما يرى أتباع التيار المدخلي أن هذه التسمية هي من قبيل اللمز والتعريض بموطن مُنشئ التيار وأصوله الإثيوبية.
2- ربيع بن هادي المدخلي شريك الجامي في تأسيس التيار فأُطلق عليهم المدخلية. وهؤلاء أبرز رموزهم في بعض الدول العربية:

في بلاد الحرمين

  • محمد بن هادي المدخلي
  • محمد أمان الجامي
  • ربيع بن هادي المدخلي
  • فالح بن نافع الحربي
  • فريدٌ المالكيِّ
  • عبد اللطيف باشميل
  • عبد العزيز العسكر

في الكويت

  • فلاح اسماعيل مندكار
  • محمد العنجري
  • حمد العثمان.
  • سالم الطويل
  • عدنان عبد القادر.

في ليبيا

  • كتيبة التوحيد التابعة لقوات حفتر
  • الملازم عبد الرؤوف كاره
  • غنيوة الكللي
  • قجة الفاخري
  • الملازم أحمد عبد الرزاق غرور الحاسي
  • أشرف الميار

في مصر

  • محمد سعيد رسلان
  • محمود لطفي عامر
  • أسامة القوصي
  • طلعت زهران
  • عبد العظيم بدوي
  • محمود عبد الرازق الرضواني

أماكن تمركزه

يتمركز هذا التيار بشكل مؤثر في السعودية ويُغدق عليه الحكامُ المننَ والعطايا، كما تشهد مصر وجود عدد لا يُستهان به من أنصار هذا المذهب، كما أن ليبيا أصبحت أكثر البؤر التي شهدت على مآلات هذا التيار ومذهبه، حيث انضموا إلى قوات حفتر ونفذوا العديد من المذابح والاغتيالات.[6]
كما انتشروا في بعض دول أوروبا مثل بلجيكا والنمسا وغيرهما. وفي أمريكا وبعض الجمهوريات الإسلامية وإندونيسيا وباكستان وأفغانستان.

خلفياتهم الدينية والثقافية

محمد أمان الجامي

التيار المدخلي: سياق النشأة ومظاهر التكوين الفكري 5
حافظ لكتاب الله، ودارس للفقه على المذهب الشافعي، وكذلك بعض علوم العربية. تنقل بين حلقات العلم في المدينة المنورة والرياض، نال شرف التدريس في المسجد النبوي والجامعة الإسلامية وانتسب بكلية الشريعة وحصل على شهادتها، حصل على شهادة الماجستير في الشريعة من جامعة البنجاب عام 1974م، والدكتوراه من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة.[7]

مؤلفاته

ومن مؤلفاته ما يجذب بعض الشباب فينضم إلى دعوته، حيث العديد من الكتب، التي تُبهر قارئها إذا ما لم يتعلق الأمر بالحكام والطاعة العمياء لهم، فكتب: حقيقة الديموقراطية وأنها ليست من الإسلام، حقيقة الشورى في الإسلام، العقيدة الإسلامية وتاريخها، والصفات الإلهية في الكتاب والسنَّة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه… وغيرها.

ربيع بن هادي المدخلي:

التيار المدخلي: سياق النشأة ومظاهر التكوين الفكري 3
ربيع المدخلي
تخرج في المعهد العلمي في مدينة صامطة، والتحق بكلية الشريعة في الرياض واستمر بها مدة شهر ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج فيها عام 1964.[8]

مؤلفاته

كما الأمر مع صاحبه، لربيع بن هادي العديد من المؤلفات والتحقيقات، ولكنه زاد على صاحبه في قساوة ألفاظ الجرح التي يعتمدها، فلم يسلم منه تيار مُجاهد ولا عالم يصدع بالحق عند سلطان جائر، فتتبع الزلات والتفّ حول النصوص ليُخرج أسوأ ما يمكن أن تُحمل عليه، واعتمد لَيّ ذراع النصوص ليُشنِّع ويُبدِّع كما سنوضِّح لاحقًا، فكتب: صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين، وأضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره، ومطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم…
كذلك كتب تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح، تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين، كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها، ومكانة أهل الحديث، ومنهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه… وغيرها.

محمد سعيد رسلان

التيار المدخلي: سياق النشأة ومظاهر التكوين الفكري 9
من أبرز رموز التيار المدخلي في مصر. تخرج في كلية الطب جامعة الأزهر وتخصص في الطب والجراحة. وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية شعبة الدراسات الإسلامية، وعلى درجة الماجستير في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى عن بحث في “ضوابط الرواية عند المُحدِّثين”. وعلى درجة الدكتوراه في علم الحديث بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى في بحث عن: “الرواة المُبدَّعون من رجال الكتب الستة”. ويحمل إجازة في أربعين حديث بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأحاديث مسماة ب “الأربعين البُلدَانِيَّة”.

مؤلفاته

لم يتخلف رسلان عن دأب أصحابه، بل زاد في شِعرهم بيتًا بإيجاب تأييد الحاكم “وإن كان كافرًا”. فكتب وخلط غثًّا بسمين، فمما كتب: فضل العلم وآداب طلبته، حول حياة شيخ الإسلام ابن تيمية، وقراءة وتعليق وتخريج لرسالة شيخ الإسلام ابن تيمية “العبودية”، شأن الكلمة في الإسلام، وضوابط في الرمي بالبدعة، وكعادة التيار لا بد من الهجوم على سيد قطب، فكتب: سلسلة وقفات مع سيد قطب.

النشاط الإعلامي


فُتِحت المنابر الإعلامية أمام هذا التيار كما لم تُفتح أمام أي تيار إسلامي من قبل، ففي مصر كانت قناة «البصيرة» منبر المداخلة الإعلامي أكثر علامات الاستفهام حيرة عند البعض، فكيف تُترك مثل هذه القناة التي تُنسب للتيار الإسلامي رغم إغلاق كافة القنوات المحسوبة على الإسلاميين. ولكن المتابع المُدقِّق لفكر القناة وما يبثه منبرها يعلم لِماذا لم تأخذ حكومة السيسي ضدها أي قرار.
ولا تُعدّ هي المنبر الإعلامي الوحيد، فبالإضافة إلى ظهور بعض رموزهم في قناة الأثر، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي، يعجّ موقع يوتيوب بمناهجهم دون أدنى مراقبة أو تضييق، وكذلك دروسهم في المساجد وعلى المنابر لم تُقرب بسوء كونهم لسان السلطة، وجلَّادي كل منتقد لها، يُطوِّعون الناس لكل ظالم بكلمات يظهر في سمتها خطاب الشرع، ولكنها أبعد ما يكون عن مراده.
وفي ليبيا حيث السيطرة الكبيرة للتيار والدعم السخي من قبل حفتر، يمتلك التيار: إذاعة المرج السلفية، واجدابيا السلفية، وإذاعة مشكاة، والسلام، والإسلام، وسبيل السلف، والفتوى، والزاد النبوي، وأهل الحديث والأثر، والزنتان السلفية، وميراث الأنبياء، وعدد من المواقع والمنتديات كما هو الحال مع شبكة البينة السلفية، وشبكة الورقات السلفية، ومنبر الدعوة السلفية، وقنوات تبث على فيسبوك كقناة سبها، ومصراتة السلفية، وبنغازي السلفية، وصبراتة السلفية.[9]
ولهم الكثير من المواقع الشخصية بأسماء رموزهم الوارد ذكرهم في هذا الموضوع، كذلك الروابط الموصى بها في نفس المواقع.

ثوابت التيار المدخلي وقيمه

إن إحداث التصورات في مشهد فكري يرتكز على أصول وثوابت تكاد تكون محل اتفاق بين حاملي راية الاجتهاد والتجديد ليس بالأمر الهين، إذ كيف يستطيع الإنسان في ظل النص القرآني والسنة وما أُجمع عليه من مصادر التلقي الشرعي أن يرتب أولويات المشروع الإسلامي ويُحدث من الأقوال ما يتعارض مع مقاصد هذا الدين الذي عُني علماؤه بوضع الأسس والقواعد التي يجب أن يسير عليها كل مجتهد ليُحقق صحة النظر والاستدلال؟
إلا أنه وفي ظل هذا الإحكام الذي وضعه علماء المسلمين ظهر من يقول في الدين برأيه، ويعمد إلى النصوص فيُفكِّكها تِبعًا لمآربه، ويتأول النص بُغية موافقة هواه، فيحيد عمّا يعلمه هو من شروط الاجتهاد والتأويل، وأن يرسم حدودًا جديدة تحكم علاقة الحاكم بالمحكومين، ويحجب التساؤلات المتعلقة بالفضاء السياسي الفكري التي يستطيع الإنسان أن يستجلب جواباتها من النص القرآني وسائر مصادر التشريع المُعتبرة.
لذلك نسعى الآن في محاولة استكشاف بعض المرتكزات والقيم التي نستطيع من خلالها أن نُفضي إلى حقيقة المشهد الفكري داخل الوسط المدخلي؛ فهذه مجموعة من أبرز الإشكاليات التي تتعلق بهذا الفكر

جميع مخالفيهم خوارج


في تهاون فجّ بإطلاق الألفاظ التي ينبني عليها أحكامًا داخل الإطار الديني تصل إلى إحلال الدماء والأموال، يرمي المداخلة كل مخالفيهم بالخوارج في ظاهرة تعكس سطحية في التعامل مع ما حصَّلوه هم من العلم الشرعي، فهم في الأصل لا يُحرِّرون معنى الخوارج تحريرًا كاملًا. فالخوارج في الأصل هم طائفة خرجت على عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه بعد قبوله الصلح مع معاوية رضي الله عنهما بإخراج حَكَمين يحكمان بين القوم بالكتاب والسنّة. يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (والخوارج: الَّذين أَنْكَرُوا على عَليّ التَّحْكِيم، وتبرءوا مِنْهُ وَمن عُثْمَان وَذريته، وقاتلوهم؛ فَإِن أطْلقُوا تكفيرهم فهم الغلاة مِنْهُم).[10]
ويقول ابن حزم في تعريف الخوارج: «ومَن وافق الخوارج من إنكار التحكيم، وتكفير أصحاب الكبائر، والقول بالخروج على أئمة الجَوْر، وأن أصحاب الكبائر مخلَّدون في النار، وأن الإمامة جائزة في غير قريش، فهو خارجي وإن خالفهم فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون، وإن خالفهم فيما ذكرنا، فليس خارجيًّا» فحدد ابن حزم أصولًا ينبني عليها حكم إطلاق لفظ الخوارج، فحددها بـ:
  1. إنكار التحكيم.
  2. وتكفير أصحاب الكبائر.
  3. والقول بالخروج على أئمة الجَوْر.
  4. وأن أصحاب الكبائر مخلَّدون في النار.
  5. وأن الإمامة جائزة في غير قريش
فيقف المداخلة على وصف وحيد من أوصاف الخوارج، فمن تحقق فيه هذا الوصف-والذي يطبقونه حسب هواهم أو فهمهم له-فهو عندهم خارجي.

من أهم صفات الخوارج

ولعل من أبرز ما خالف فيه الخوارجُ أهل السنة هو التكفير بكبائر الذنوب التي هي دون الكفر: فهم يكفّرون شاربي الخمر، والسُّرّاق، وكلّ مَن يرتكب ما دون الكفر والشرك؛ ذلك لأنهم يرون أن الإيمان كلٌّ لا يتبعّض، وأنّ آحاد الأعمال من الإيمان، وأنّ ترْكَها تركٌ لبعض الإيمان، ومن ترك بعض الإيمان فقد ترك كلّ الإيمان. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ثُمَّ إذَا تَرَكَ وَاجِبًا، أَوْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، قَالُوا بِنُفُوذِ الْوَعِيدِ فِيهِ، فَيُوجِبُونَ تَخْلِيدَ فُسَّاقِ أَهْلِ الْمِلَّةِ فِي النَّارِ؛ وَهَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْخَوَارِجِ؛ وَلَكِنْ الْخَوَارِجُ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ الْكَبِيرِ -أَوْ الصَّغِيرِ عِنْدَ بَعْضِهِمْ-؛ وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ فَيَقُولُونَ، “هُوَ فِي مَنْزِلَةٍ بَيْنَ مَنْزِلَتَيْنِ لَا مُؤْمِنٌ وَلَا كَافِرٌ”).[11]
ويقول رحمه الله: (قَالَتْ الْخَوَارِجُ وَالْمُعْتَزِلَةُ قَدْ عَلِمْنَا يَقِينًا أَنَّ الْأَعْمَالَ مِنْ الْإِيمَانِ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ تَرَكَ بَعْضَ الْإِيمَانِ وَإِذَا زَالَ بَعْضُهُ زَالَ جَمِيعُهُ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَتَبَعَّضُ وَلَا يَكُونُ فِي الْعَبْدِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ فَيَكُونُ أَصْحَابُ الذُّنُوبِ مُخَلَّدِينَ فِي النَّارِ إذْ كَانَ لَيْسَ مَعَهُمْ مِنْ الْإِيمَانِ شَيْءٌ).[12]
ثم هم ينكرون الشفاعة، وكذلك رؤية الله تعالى في الآخرة: يقولون بأن الله لا يراه أحد من خلقه، لا في الدنيا ولا في الآخرة. يقول النووي رحمه الله: (اعْلَمْ أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ السُّنَّةِ بِأَجْمَعِهِمْ أَنَّ رُؤْيَةَ اللَّهِ تَعَالَى مُمْكِنَةٌ غَيْرُ مُسْتَحِيلَةٍ عَقْلًا، وَأَجْمَعُوا أَيْضًا عَلَى وُقُوعِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى دُونَ الْكَافِرِينَ؛ وَزَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ -الْمُعْتَزِلَةُ وَالْخَوَارِجُ وَبَعْضُ الْمُرْجِئَةِ- أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَأَنَّ رُؤْيَتَهُ مُسْتَحِيلَةٌ عَقْلًا؛ وَهَذَا الَّذِي قَالُوهُ خَطَأٌ صَرِيحٌ وَجَهْلٌ قَبِيحٌ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ أَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ رُؤْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْآخِرَةِ لِلْمُؤْمِنَيْنِ).[13]

الولاء المطلق والسمع والطاعة للحاكم

إذا ما تعلق الأمر بالحكام فلن تجد لدى التيار المدخلي سوى الولاء المطلق والسمع والطاعة لولي الأمر وعدم الخروج عليه وتحريم الثورات والمظاهرات والعمل السياسي العام ضد النظام الحاكم، حتى وإن كان هذا الحاكم كافرًا كفرًا بواحًا يوجد لديهم في هذا الكفر برهان. فهذه ترهات زعيم المدخلية في مصر محمد سعيد رسلان يُصرِّح بأن الحاكم وإن كان كافرًا لا يجوز الخروج عليه

ثم يقول بعدم جواز منافسة السيسي في الانتخابات

وهذا محمد بن هادي المدخلي ينظم هذه الأبيات مادحًا وزير الداخلية السعودي وآل سعود قائلًا:
أمــا الملوك فهم آل السـعود لـهم      سـمع وطـاعتـهم حـتم بقرآن
ولا يحل لشـخص خـلـع بيـعتهم       ومـن يـخن فعليه إثـم خـوان
يا حـارس الأمن بعد الله في  وطني الله يـحميك فـي سـر وإعـلان
أبـا سـعود أطـال الله عـمركـم           في نصرة الدين والملهوف والعان
واستنادًا لهذا الأصل الثابت لديهم يعتبرون النصيحة للنظام الحاكم خروجًا على ولي الأمر. فيُفتون بحرمة الخروج عليه، بل ووجوب قتل الخارجين على الحاكم حفاظًا على النظام العام. ويعطون الأنظمة الحاكمة الصلاحيات المطلقة في التصرف في الأموال والقرارات دون أن يجوز للرعية حتى مجرد النصح، بل ولها-أي الأنظمة-الحق في التصرف في الدماء تبعًا لما تراه مصلحة.
بالطبع هذا ما إذا تعلق الـأمر بولاة الأمر السعودي ومن يُقرِّبون، أمّا الحكام المنتمين إلى الجماعات الصحوية وبخاصة الإخوان المسلمين، أو الجماعات الجهادية فهؤلاء لا يجوز سمعًا لهم ولا طاعة، وفي أفضل حال، يدَّعون اعتزال السياسة في فترة حكمهم.

تحريم الاعتصامات والمظاهرات

يحرِّمون التظاهرات والاعتصامات فيقول صالح السحيمي: الدخول في هذه المظاهرات التي تقع في بعض البلاد الإسلامية مهما كان الحاكم، ومهما كان الظلم، ومهما كانت المخالفات، فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني، ليس من عمل المسلمين ولا يقرّه الإسلام وليس عليه دليل من الشرع، ولا نلتفت إلى من يفتي به من الذين يتسرعون.

ويبنون قولهم على تحريم المظاهرات ضد من ثبت للعيان طُغيانه بدعوى ما يترتب على تلك الثورات من قتل واعتقال، دون الالتفات إلى ما يترتب من المفاسد على بقاء هؤلاء الحكّام في سُدّة الحكم، بل بدون الالتفات أنّ من يقوم بالقتل والاعتقال والقمع الذي يتحدّثون عنه هم هؤلاء الحكام الذين يُدافع المداخلة عن بقائهم في الحكم ويمنعون الخروج عليهم!

تعطيل الجهاد وزعم أنه لا بد أن يكون بعد إذن الحاكم

لا يقولون صراحة بمنع الجهاد، ولكن يُعطِّلونه تحت ذريعة أن المسلمين اليوم ضعفاء بالنسبة للعدو من جهة العدة والعتاد، فيقولون إن العدو هو من يصنع الأسلحة والمحتكر لها. ويرون شرعية الجهاد الصحيح وبشروطه المعتبرة، وهي أن يكون المرء على قدرة وبإذن ولي الأمر.
وهذا المنهج الذي يدعي عدم القدرة على مواجهة العدوان وصد الحكام الكافرين، هو عين ما يقول به المداخلة إلى الآن، فيقول رسلان: “ومع ذلك لو توفرت هذه الشروط-يقصد شروط الخروج على الحاكم-فإنه لا تُنزع يد من طاعة ولا يُخرج على حاكم متغلب وإن كان جائرًا ظالمًا بل وإن كان كافرًا، إلا عند امتلاك العُدّة أم تريدون أن تخرجوا عليه بسكين المطبخ وعصا الراعي»

ما حدا الشيخ حسين بن محمود بكتابة مقالة “تعريف العامي بالمذهب الجامي” والتي جاء فيها: «فيصرفون الناس عن التبرّع للجهاد الأفغاني بحجج كثيرة منها: أن الأفغان مشركون قبوريون، وأن الحرب في أفغانستان ليست إسلامية، وأن كثيرًا من قادة الجهاد الأفغاني من مختلي العقيدة ومتورطون مع قوى أجنبية وغيرها من الأسباب التي أدّت بالكثير للتوقف عن نصرة الجهاد الأفغاني في سنواته الأخيرة»[14]

التشنيع على مخالفيهم


امتاز رموز التيار المدخلي بدراستهم للحديث وتدريسه، فأعملوا منهج الجرح والتعديل الخاص بمعرفة رجالات السند في الحديث، أعملوه على كل مخالف، ويا ليتهم أعملوه بأصله بل زادوا عليه قيدهم المتين “موقف المخالف من الحكام” فامتازوا بالشدة على المخالف والتحذير منه وتضخيم ما يجدون لديه من أخطاء.
ولم يكتفوا بهذا فأصبحت المرتكزات الاجتماعية للتيارات الصحوية في مرمى تشنيعاتهم، من جمعيات تحفيظ القرآن والمكتبات والمخيمات الصيفية، والأناشيد الإسلامية، كما في كتاب أحمد الزهراني وأحمد بازمول الذي جاء بعنوان: «الانتقادات العلنية لمنهج الخرجات والطلعات والمكتبات والمخيمات والمراكز الصيفية.»
وبالطبع كانت جماعة الإخوان المسلمين على رأس قائمة التشنيعات، وفي مقدمتها السيد قطب، لكلماته التي أنارت الطريق لكثير من الشباب الذين التحقوا بالجماعات الجهادية، فلم يقدموا على نقد ما تبيَّن من أخطاء قطب باعتباره بشر يصيب ويخطئ، ولم يزنوها نسبة إلى ما أصاب من كلماته، ولكن زادوا على ذلك فتأولوها، وفي هذا جاء رد الشيخ بكر أبـو زيـد في رسالة وجهها لربيع بن هادي المدخلي حول بعض كتابات المدخلي وتحامله المعلن على سيد قطب-رحمه الله-[15] وتذكيره بما يجب أن يكون عليه النقد الحق، وافتقاد منهج المدخلي إلى أمانـة النقل والعلم، وخلوه من أصـول البحث العلمي. كما نفى عن كتابه أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض.

خاتمة

لم تنتهِ قصتنا مع التيار المدخلي بعدُ، فما زالت القصة في بدايتها، وفصلها القادم هو أهمّ فصول القصة حيث تناول مآلات توظيف التيار المدخلي وما يُنذِر به التمدد المتصاعد للفكر السلفي المدخلي في المشهد السياسي والأمني والاجتماعي في الدول الإسلامية والعربية، في تخطٍ واضح لدور التيار في المجال الديني إلى ما هو دونه من الأدوار الأمنية والمخابراتية! ويتبعها قراءة في توصيات مراكز الأبحاث الغربية باستخدام التيار المدخلي وكيفية الاستفادة منه.


المصادر