الاثنين، 22 يوليو 2019

بين قص الشّعر وصاع الشَّعير ضاعت الشعائر … ترك الأخذ من الشعر والظفر لمن أراد أن يضحِّي

 

توضيح: موضوع هذه المقالة هو حكم تلك الفتاوى الفردية التي تبطل اجتهاد السلف، بكراهة الأخذ من الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي، وليس مناقشة الخلاف الفقهي والترجيح، بل المقالة جواب لمن يبطل اجتهادات السلف، وهذا ينسحب على كل محاولات إبطال اجتهادات السلف ونقضها بذريعة الترجيح.
1-الصراع الموسمي في الفتاوى:
لا يكاد يمرُّ موسم ديني ولا شعيرة من شعائر الإسلام إلا ونشهد آراء وفتاوى تعكر صفو المشاعر الدينية، حيث تظهر فتاوى فردية تبطل وتضعف اجتهادات معتبرة وتقول إن ذلك غير صحيح، وأصبح الناس يتساءلون حول كراهة أو منع الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي، وهل ما كنا نعمل طوال تلك السنين باطلا، فليس الموضوع هنا في إثارة المسألة أو الخلاف الفقهي فيها، إنما هو جواب على إبطال الاجتهاد المعتبر من السنة التي يعمل بها الناس اليوم، وألفوها ودرجوا عليها، وتحويل نعمة تعدد الاجتهاد إلى نقمة التشكيك في سننن ثابتة عن السلف، وعليها جُملة من المذاهب المعتمدة، وليس مذهبا واحدا فحسب.


2-وما معركة عيد الفطر السعيد منكم ببعيد:
تذكرنا فتاوى إبطال كراهة الأخذ من الظفر والشعر بموسم الصراع في الصاع، ومعركة الدنانير والشعير، التي حدثت في عيد الفطر، ونعيش الآن عزوة ذات الشعر، هذه المعارك والغزوات التي أفسدت علينا نعمة السعادة  بشهود شعائر الإسلام، فبينما يسعد المسلمون بأداء شعيرة الصيام، فإنه لا يعكر صفو عيدنا سوى حالة من التعصب، تصيب بعض الإخوة لا يطيب لهم إلا أن يبطلوا بعض اجتهادات السلف تحت دعاية الترجيح، وأن من أخرج صدقة الفطر نقدا عليه أن يعيد إخراجها شعيرا أو أرزا الخ، وأن إخراجها نقدا باطل لا يصح بإطلاق، دون أي مراعاة للاجتهاد المعتبر للسادة الحنفية بإخراجها نقدا، مع أن الكثير من دوائر الفتوى اعتمدت قول الحنفية في جواز إخراجها نقدا، ومع ذلك هناك مَن يُصِرّ على إبطال هذا الاجتهاد المعتبر، وحرمان المسلمين من الاختيار، وهذا كله أسلوب هدمي لشعائر الإسلام بسبب التعصب المذهبي.
3-ليس الإشكال في ترجيح كراهة الأخذ من الشعر أو عدمه:
 وها نحن اليوم نوشك على الدخول في العشر من ذي الحجة، وهي من شعائر الإسلام، وتظهر فتاوى تؤدي إلى الاستنزاف الفكري والإلهاء الاستراتيجي، وتقوم على نصرة رأي اجتهادي ما، وإبطال الاجتهاد المعتبر المخالف، والتوجه إلى المجتمع بخطاب إلغائي إقصائي لاجتهادات السلف، وهو القول: بأنه لا يكره الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد أن يضحي، أما القول نفسه فهو منقول عن مذهب الحنفية وهو من المذاهب التمبوعة عند أهل السنة والجماعة، ولكن الإشكال في شيء آخر.
4-الإشكال في إبطال اجتهادات السلف (النظرة الأحادية):
ومع أن الأخذ من الظفر والشعر أو عدمه لا يؤثر في صحة الأضحية إنما هو لكمال العمل، وليس شرطا في صحته، ولكن الإشكال هو طرح المسألة بطريقة الإلغاء والقهر، لثلاثة مذاهب معتبرة تقول بكراهة الأخذ من الشعر والظفر في التسع من ذي الحجة،  أو المنع من الأخذ منهما، وإعلان هذه فتوى على أنقاض نقض اجتهادات السلف بحجة اتباع الدليل، فنحن هنا لسنا أمام ترجيح، بل نحن أمام إبطال الاجتهاد المعتبر على النحو الحاصل في إبطال إخراج صدقة الفطر نقدا بالرغم من أنه مذهب الحنفية وهو معتبر، وجرى به عمل بعض السلف أيضا.
5-تناقض غريب:
من الغريب أن يُبطَل عمل الحنفية في إخراج صدقة الفطر نقدا، وأن يعد قولا فاسدا، ويجب على من أخرجها نقدا أن يعيد إخراجها عينا، أما في مسألة قص الشعر والأظافر هنا، فيجب العمل بمذهب الحنفية، ويَبْطُل العمل بالمذاهب الثلاثة الأخرى، ولا تذكر إلا على أنها أقوال ضعيفة على خلاف الدليل، وتوصلها في عقل عامة المسلمين إلى مرحلة البطلان البيِّن، في حالة من الارتباك الواضح، وفي نموذج للاستنزاف والتشويش على المجتمع، حتى بات بعض عامة المسلمين يتوهمون الاضطراب في الفقه الإسلامي، وبطلان فتاوى معتمدة ومعتبرة، وتم إلغاء مبدأ الصواب بأجرين والخطأ بأجر واحد، وأن ما كان يفعله العامة من ترك قص الشعر والظفر هو أمر باطل، مما يفقدهم الثقة بالفتوى والاجتهاد المعتبر.
6- ضرورة الخروج من حرب الاستنزاف واستراتيجة الإلهاء:
 وخلاصة الأمر إذا جرى المسلمون على سنة معتبرة كترك الأخذ من الشعر والأظافر في التسع من ذي الحجة، فلا يشوَّش عليهم، فهم على خير وفي نعمة وسُنّة، وينبغي ربطهم بمهمات الأمور: كترك الكبائر، والقيام بالفرائض، والتصدي للإلحاد، ولزوم الجماعة، وهجر العصبية المنتنة، ولا يُشغلون بحرب استنزاف لا يترتب عليها نفع دنيوي ولا أخروي، وعامة المسلمين مصيبون قطعا، وقد أصابوا فيما كلفهم الله به، لأن فرضهم هو اتباع المجتهدين، أما الذين هم عُرضة للخطأ والصواب، فهم المجتهدون في مسائل الاجتهاد المعتبر، وهم يتقلبون في فضل الله بأجرين للمجتهد المصيب وأجر واحد للمخطيء.
7-صراع اجتماع العيد والجمعة:
 ناهيك عن قصة إذا اجتمع العيد والجمعة، فستظهر خصومات لا مسوغ لها، وهي أصلا من باب الاجتهاد المتعدد المعتبر، الذي يمكن أن يتحول إلى خصومة دينية في عهد الفرقة، بسبب محاولة المتعصِّب القطع بأحدهما وإبطال الآخر، ويزعم أن ذلك ترجيحا، بل هو نقْض الاجتهاد، وهو يتنافى مع طبيعة الفقه في الاجتهاد المعتبر، وهو أن الناس يتقلّبون فيه بفضل الله تعالى بأجرين للمصيب وأجر واحد للمخطيء، وكلهم على آثار السلف الصالح.
8-ضرورة التمييز بين إبطال الاجتهاد والترجيح:
من المعروف أن الاجتهاد لا يُنْقض بمثله، وأن اجتهادات الفقهاء هي من باب الظن الراجح الذي يجب العمل به، وأنها ليست قاطعة، وعليه يبقى اجتهاد المجتهد راجحا في نظره واجتهاد غيره مرجوح، ولكن لا أحد من المجتهدين زعم أن اجتهاده هو الصواب عند الله تعالى قطعا، واجتهاد غيره خطأ قطعا، بل المصيب عند الله له أجران، والمخطيء له أجر واحد، ولكننا لا نعلم على وجه التحديد من هو المصيب عند الله تعالى، وهذا أعطى فرصة سانحة للراسخين في العلم لِيُدْلوا بدِلائهم في البحث والنظر، لأن الله تعالى اغتفر لهم الخطأ، وأثابهم عليه أجرا.
9-توصيات:
بما أنه قد جرت السُّنة بين كثير من المسلمين بعدم أخذ الشعر والظفر في التسع من ذي الحجة وهو اجتهاد معتبر، فإنني أوصي:
 أ-بعدم التشويش على المجتمع إذا كان يسير على سنة وعرفها، وينبغي أن تُركَّز الجهود على مكافحة الآراء الشاذة في الدين، ومقالات الملحدين التي تتجرأ على المسلمين ودينهم، وتعمل على تفكيك الأسرة والمجتمع.
ب-التمييز بين ما هو شأن علمي بحثي وتخاطب به العلماء جهات الاختصاص، وبين ما هو خطاب للمجتمع الذي يجب حفظه من التشويش، وضرورة التنبيه على لزوم الجماعة، وعدم التفريق بين المسلمين.
ج-تُعرض الفتاوى مؤصلة علميا ولا يكتفى بعرض النصوص حسب وجهات نظر أصحابها، بل لا بد من توجيهها أصوليا على النحو المعروف في الخلاف العالي، مع ذكر أقوال السلف ومذاهبهم المعتمدة.

حوار مع أخي - حوار مع منكر عذاب القبر !؟



وليد: سمعت أخي خالد أنك تنكر وقوع عذاب القبر.

خالد: نعم صحيح، وعذاب القبر لم يثبت صريحا في القرآن الكريم، والسنة أخبارها في عذاب القبر آحادية، لا تصلح في العقائد، وأدلة الكتاب تقول إن الناس في قبورهم نائمون.



وليد: ما الدليل من القرآن الكريم على عدم وقوع عذاب القبر؟

خالد: قال تعالى في سورة يس: (قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52))، والمرقد هو محل الرقاد، والرقاد هو النوم.

وليد: وعليه، فهمتَ أن المرقد هو محل النوم، فيلزم أن يكون فيه نوم، هل هذا صحيح؟

خالد: نعم، وهذا واضح أن المرقد هو مكان النوم.

وليد: لو ذهبنا إلى محل مفروشات فيه غرف نوم، فهل يلزم من كونها غرفة نوم، أن الناس قد ناموا فيها؟

خالد: لا يلزم من تسميتها غرفة نوم أن الناس قد ناموا فيها فعلا!

وليد: افترض أنه قد سأل عنك أخوك فقال أين خالد؟ فقالت أمك: خالد في غرفة النوم! فهل يلزم من ذلك أنك نائم؛ لأنك في غرفة النوم؟

خالد: لا!

وليد: يعني يحتمل أنك نائم، وكذلك ليس بالضرورة أن تكون نائما.

خالد: نعم، هذان احتمالان النوم، والوجود دون نوم.

وليد: ألا يحتمل قوله تعالى في الآية: “مرقدنا” كما احتمل وجودك في غرفة النوم، حيث لا يلزم النوم من وجودك في غرفة النوم أنك نائم، وكذلك لا يلزم من وجودك في المرقد أنك راقد؟! وكما قلنا في غرفة النوم في محال المفروشات.

خالد: نعم يحتمل أن المرقد فيه الرقود، الوجود كما قلنا في غرفة النوم، وأنا لا أحب أن أكون متناقضا، وأقفِزَ قــفْـزَ الجنادب من رأي إلى نقيضه، وأنا باحث عن الحق، ولست معاندا!

وليد: حسنا، إذن في قوله تعالى “مرقدنا” احتمال أن الميت نائم فيه، ومحتمل أيضا أنه موجود، ولا يلزم النوم والرقود، وهذا الاحتمال نسميه المتشابه، أي له وجهان محتملان.

خالد: صحيح، قوله تعالى “مرقدنا” محتمل للرقود وأيضا للوجود دون الرُّقود (النوم)، كما قلنا في غرفة النوم.

وليد: علينا أن نبحث عن المُحْكَم المرجِّح لأحد الاحتمالين، ويمكن أن يكون الترجيح من السنة.

خالد: السنة أخبار آحاد عارضت القرآن الكريم، والقرآن الكريم يقول “مرقدنا”، فكيف تقدم السنة على القرآن الكريم؟!

وليد: عليك أخي خالد أن تتحقق من وقوع التعارض بشروطه بين الكتاب والسنة، فهل ما ورد في السنة من العذاب والنعيم في القبور معارض للقرآن، أم أن ما في القرآن كان محتملا أي متشابها، كما سبق واتفقنا، ولا يعارض ما صرحت به السنة؟.

خالد: نعم ما جاء في القرآن متشابه ومحتمل، وقد أسمعني كثير من الإخوة من الأدلة المحتملة لعذاب القبر في القرآن.

وليد: أرجو أن تأتيني بالأمثلة؟

خالد: قوله تعالى:  النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)، سورة غافر،  وقوله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 21 ) سورة السجدة.

وليد: نعم، فهاتان الآيتان لا تدلان صراحة على عذاب القبر ونعيمه، بل تدلان على عذاب القبر بالاحتمال وليس بالقطع، فالواو في قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) لا تعني الترتيب بالضرورة، وكذلك في قوله تعالى: (وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى) يَحتمل عذاب القبر، والعذاب في الدنيا بالإهلاك كقوم عاد وثمود، وكليهما، فهناك إشارات ليست قاطعة في وقوع العذاب، ولكنها محتمِلة.

خالد: كيف نؤمن بعذاب القبر والآيات محتملة ومتشابهة، وهل نحن نتبع المتشابه، أليس الذين يتبعون المتشابه، هم الذين في قلوبهم زيغ.

وليد: إذن، سلمنا جميعا بأن الآيات الكريمة تدل على عذاب القبر باحتمال، وليس بالقطع، هل هذا صحيح.

خالد: نعم، والآيات محتملة وهي من المتشابه.

وليد: جميل، ونحن جميعا نؤمن بحجية السنة، أليس هذا صحيحا؟

خالد: بلى.

وليد: : فمنها ما ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مــرّ بقبرين فقال: إنهما ليُعَذَّبان وما يُعَذبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة.

خالد: هذا لا يعني وقوع العذاب على الجسد، فقد يكون واقعا على الروح فقط، ويكون العذاب في القبر كما يعذَّب النائم بالأحلام المزعجة.

وليد: حسنا، وماذا تقول في  حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه في صحيح البخاري في رجل سرق شَمْلة (كساء من الصوف)، ثم قُـتِل الرجل، فقال الصحابة رضي الله عنهم: إنه شهيد: فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا، أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ.

وأيضا ماذا تقول في حديث أنس رضي الله عنه في  صحيح البخاري، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” العَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتُوُلِّيَ، وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَأَقْعَدَاهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، وَأَمَّا الكَافِرُ – أَوِ المُنَافِقُ – فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ “، فهل الضرب بالمطرقة من حديد تسمعها الخلائق ما عدا الثقلين، هو نوم وحلم، أم هو حقيقة، إلا إذا كان الناس يسمعون ضرب النائم أثناء الحلم، والأحاديث في هذا كثيرة بلغت حدَّ التواتر المعنوي.

خالد: نعم، ما تسمعه الخلائق حقيقة واقعة على الجسد، وليس عذابا معنويا، ولكن هذا ثابت في السنة، وليس في القرآن، والقرآن قطعي الثبوت بخلاف السنة فهي في مجْمَلها أحاديث آحاد ظنية الثبوت.

وليد: أرجو ملاحظة أننا لسنا أمام تعارض بين الكتاب والسنة، حتى نسلك مسلك الترجيح بين المتواتر والظني، لأن العذاب كما سلمنا جميعا ثابت في الآيات باحتمال وإجمال، فهي متشابهة، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج، فجاءت السنة مبينة وشارحة لأركان الإسلام المجملة في القرآن لا معارضة لها، وكذلك في عذاب القبر، فقد أشارت إليه الآيات الكريمة إليه إجمالا، وجاءت السنة مبينة للمتشابه، وهو الذي أشار إليه القرآن لعذاب القبر دون تصريح، يعني ذلك أن القرآن لم يـَـــنْـفِ عذاب القبر، بل جاء عذاب القبر فيه باحتمال كما سلمنا ابتداء، فليست السنة تُـثْبِت ما نفاه القرآن، بل هي مبينة لما أجمله القرآن الكريم.

خالد: كأنك تريد أن تقول إنه لا تعارض بين الكتاب والسنة، لأن ما جاءت به السنة من أدلة عذاب القبر هو من المحكم المبيِّن لما تشابه في القرآن الكريم، كما جاءت السنة شارحة للصلاة والصوم.

وليد: نعم، فمحل البحث هو دلالات الألفاظ، وليس الأسانيد وطرق الثبوت متواترة أم ظنية، ولا بد من حمل المتشابه والمجمل في القرآن الكريم، على المحكم في السنة كما فعلنا في الصلاة الصوم، وهذا ليس ترجيحا باعتبار السند، لأنه يجب العمل بالكتاب والسنة جميعا، وإن فائدة التواتر في القرآن، والظني في السنة تظهران في طرق الترجيح، عند التعارض، وليس عند المتشابه في القرآن الذي بينته السنة، فلا مدخل للترجيح بالسند هنا، بل المدخل هنا هو باب دِلالات الألفاظ، والعلاقة بين المحكم والمتشابه، وقد فسرنا ما جاء متشابها في الكتاب بما جاءنا من الحق المُحْكم في السنة.

خالد: على فرض أن أحدهم لا يؤمن بحجية السنة، ولكنه يؤمن بحجية القرآن فقط، فسيبقى عذاب القبر عنده محتملا، لا يثبت.

وليد: بما أنه يؤمن بحجية القرآن فقط، فعليه أن يسمع كلام القرآن فيه:( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا (150)أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (151)سورة النساء، فهذا هو القرآن ينطق عليه بالحق، فماذا يقول؟

خالد: الآية صريحة فيمن يفرقون بين الله ورسله عند من يسمون أنفسهم قرآنيين، ولكن القرآن الذي يزعمون أنهم يحتجون به يلعنهم.

وليد: كان عليك أن تبدأ من حيث انتهت الأمة، وهو الإجماع على وقوع عذاب القبر، فهو حجة قاطعة، بنيت على دلالات الكتاب والسنة، والمشكلة أن الناس يذهبون إلى النصوص الشرعية متجاهلين، الإجماعات التي هي علامة فارقة لأهل السنة والجماعة، ولا يجوز الاجتهاد في محل الإجماع، لأن المجتهد إذا خالف الإجماع، فاجتهاده هَدْر لا قيمة له، وإن وافق الإجماع، فهو تحصيل حاصل وعبث، وعليه؛ فمنع الاجتهاد في مواطن الإجماع هو حماية لجهود المجتهدين من الهَدْر، وحماية للمجتمع من الاستنزاف والاضطراب، فيما لا فائدة منه.

خالد: إن إتاحة النص الشرعي للعامة، ولمن هب ودب كان سببا للفوضى الدينية، وإن الإجماع دليل قاطع، ولو التزم أهل السنة والجماعة بأصولهم لما استطاع الضالون أن يخترقوهم بهذه الأفكار المنحرفة، المخالفة لأصول أهل السنة والجماعة، فكل أمة لها ثوابت تحترمها، وعلى المسلمين أن يحترموا ثوابتهم، فالإجماع للاعتماد والظني للاجتهاد.

قال ابن أبي الأصبَغ الأندلسي -رحمه الله-   في معالم الأصول:
       والاجتهاد إنما يكون             في كل ما دليله مظنون
أما الذي فيه الدليل القاطعْ            فَهْو كما جاء ولا منازعْ







حوار معي أخي: هل تخرج صدقة الفطر عينا أم نقدا وتحريم الإنكار على الاجتهاد المعتبر

هل تخرج صدقة الفطر عينا أم نقدا وتحريم الإنكار على الاجتهاد المعتبر

هذا الحديث الآتي ليس محاولة لترجيح قول جواز إخراج زكاة الفطر نقدا، بل لإبراز طريقة التعامل مع تعدد الاجتهاد، وأن الاجتهاد ولو كان مرجوحا في نظر المجتهد، أو من يقلد ذلك للمجتهد، ولكنه راجح في نظر مجتهد آخر، فيحرم الإنكار على الاجتهاد المرجوح في نظر المجتهد، مادام المجتهد الآخر الذي أجاز إخراج القيمة النقدية هو متبع لأصل معتبر شرعا وله في ذلك سلف صالح، وأن الإنكار على الاجتهاد المعتبر هو إنكار على الشرع نفسه وعلى السلف الصالح، وإدخال للأمة في حلقة مفرغة لا نهاية لها، فليس الحوار للترجيح في مسألة بعينها، بل هو بيان لكيفية التعامل مع تعدد الاجتهاد المعتبر، فمن أراد أن يخرج القيمة أو الطعام فلكل ما أراد، وليكن ذلك بهدوء، ودون تعصب مذهبي، وإثارة النزاع والشقاق بين المسلمين.

خالد: نحن في كل رمضان نرى مخالفات للسنة، ومن هذه المخالفات إخراج صدقة الفطر نقدا، وهو خلاف ما جاءت به السنة عن رسول الله -صلى عليه وسلم، ولا يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا، ويجب التقيد بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث.

وليد: ما هو الحديث؟

خالد: عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر في رمضان على الناس صاعا من تمر وصاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر وأنثى من المسلمين، وهذا الحديث صحيح ، وأيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، يقول: «كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام، أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب»

وليد: واضح أن الحديث الشريف قد نصّ على هذه الأصناف، وأنه يجب أن نخرج الزكاة منها، ولكن هل ما ورد فيه هو على سبيل الحصر، وأن التعبد في صدقة الفطر يحصل بها فقط، ولا يحصل بغيرها؟

خالد: طبعا عدَّدَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأصناف، وصدقة الفطر تعبدية، بدليل أنها وجبت على الفقير فيما زاد عن قوته يوم العيد، وعليه نحن أمام عبادة، والأصل في العبادة الامتثال والالتزام.

وليد: يعني المسألة قطعية، أم اجتهادية، يعني هل يمكن أن يتعدد فيها الاجتهاد بين إخراج القيمة والأصناف المذكورة في الحديث.

خالد: نصُّ الحديث واجب الاتباع، ولا اجتهاد في مورد النص.



وليد: نعم صحيح لا اجتهاد في مورد النص، ولكن كيف يزكي أهل الفلبين مثلا، وليس من طعامهم هذه الأمثلة التي ذكرَها في الحديث، فطعامهم الأرز، وليس مذكورا في الحديث، والأمر تعبدي كما قلتَ أنت، ولا اجتهاد في مورد النص!

خالد: نعم معنى التعبد واضح، ولا اجتهاد في مورد النص، ولكن الأمر يحتاج إلى تفكر في الأمر.

وليد: هل اقتصر الذين لم يجيزوا القيمة من فقهاء السلف على الأصناف فقط تعبدا، أم أجازوا أعيانا أخرى إن لم تكن الأصناف المذكورة من قوت أهل البلد، أم لم يتقيدوا بالأصناف المذكورة، وجعلوا ما لم يذكر في الحديث وكان قوتا لبلد ما، فإنهم يُـخرِجون من غالب قوت البلد، ولو لم يكن مذكورا في الحديث؟

خالد: أجازوا أعيانا أخرى، فمن كان قوتهم الأرز يخرجون الأرز.

وليد: وأين التعبد الذي ذكرته بوجوب الاقتصار على الأصناف الواردة فقط؟ فقد بينتَ أن الأمر تعبدي، والعبادات تبقى حسب بيان الشارع، لأن مبناها على الامتثال، وأنت الان تذهب مذهب التعليل بغالب قوت البلد، ولم تقتصر على الأصناف المذكورة، وقلت بالتعليل وهو ما ذهب إليه الحنفية، وبناء عليه فإن الجمهور (الشافعية والمالكية والحنابلة) متفقون مع الحنفية على التعليل من حيث المبدأ، وأن الأصناف المذكورة في الحديث، ليست متعينة شرعا، وفهموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نبه بهذه الأصناف لأنها هي الغالبة في المدينة المنورة في حينه، والاقتصار عليها دون الالتفات للمعنى والعلة هو تقصير في حق الشرع ومعناه، وتفويت مقصده بكفاية المساكين، الذين يعيشون على الأرز كما هو واضح في المثال محل البحث.

خالد: لا بد من النظر في المعنى الذي شرعت من أجله الأصناف الواردة في الحديث.

وليد: ما رأيك لو قلنا: إن المعنى هو سد الحاجة والكفاية للفقراء بغالب طعام البلد، ويتعين في الفلبين مثلا أن نلاحظ الكفاية، وأنها لا تكون بالأصناف الواردة في الحديث، ولا تكون إلا في الأرز، أو القيمة النقدية.

خالد: نُخرج الأرز، لأنه أوفق بالمعنى وبعلة الحكم بالإغناء للفقراء في هذا اليوم، ولكننا لا نعـدِل عن الأعيان مثل الأرز إلى القيمة.

وليد: إذا كنا قد لاحظنا المعنى والعلة، وهي تحصيل الكفاية والغنى، أليست هذه العلة والمعنى من الشرع نفسه، أم هي اختراع من عندنا؟

خالد : بل هي من الشرع، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما.

وليد: إذا كان الأمر كذلك، فمن أين قيدت بضرورة الاقتصار على إخراج الأعيان، مع أن الشرع لم ينص على التقييد بالأرز مثلا؟

خالد: لأنه طعام، أما النقود فليست طعاما.

وليد: حسنا، ذكر البخاري معلقا في صحيحه: باب العروض في الزكاة، (وقال طاووس: قال معاذ رضي الله عنه لأهل اليمن: ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم، وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة) فهذا دليل شرعي على جواز الانتقال عن الأعيان الواجبة في زكاة المال إلى ما ليس بواجب وهو العروض، من الثياب، وهو ما اختاره الإمام البخاري، يقول ابن حجر في فتح الباري لابن حجر (3/ 312): (أي جواز أخذ العرض وهو بفتح المهملة وسكون الراء بعدها معجمة والمراد به ما عدا النقدين قال بن رشيد، وافق البخاري في هذه المسألة الحنفية مع كثرة مخالفته لهم لكن قاده إلى ذلك الدليل).

فقد انتقل معاذ رضي الله عنه من أخذ الشعير الذي وجبت فيه زكاة المال، وهو- أعني الشعير- مذكور أيضا في حديث صدقة الفطر، وانتقل عن الشعير في زكاة المال التي هي ركن من أركان الإسلام، إلى الثياب، وقال هو خير لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، وهو في زكاة المال، فَـلِمَ لا تخرج صدقة الفطر بالقيمة النقدية، إذا كان هذا أنفع للفقراء، مع أنني أيضا أُقِرُّ بأن اجتهاد الجمهور في الاقتصار على الطعام له وجه قوي في التعبد، وللقيمة النقدية وجه قوي في مصلحة الفقير، فلنأخذ بكل ما جاء عن السلف، ويخير المسلم في ذلك، وكلاهما ليسا مخالفين للنص الشرعي، بل في معناه وعلته، وهل تستطيع أن تقيم دليلا قطعيا من الشرع على أن الإخراج بالقيمة شاذ في الدين، وقد تبين لك أن له أصلا في زكاة المال، وصدقة الفطر؟

خالد: طبعا لا يوجد دليل، بل هو قول معتمد على أصول شرعية كما ذكرت قبل قليل، في فعل معاذ في زكاة المال، التي هي ركن من أركان الإسلام.

وليد: هل قول من قال القصد هو الكفاية ويتحقق بالقيمة النقدية التي يشتري بها الفقير في الفلبين الأرز، محتمل للصواب عندئذ، وقائله معذور إن أخطأ، نظرا لعدم وجود دليل قطعي بنفي القيمة النقدية أم هو آثم، لأن القول بمعنى كفاية الفقير ولو بالقيمة هو قول شاذ لا يبرأ به عند الله تعالى.

خالد: بل القول بالقيمة النقدية محتمل للصواب، لعدم وجود قَطْع في تعيين الطعام، ونفي القيمة النقدية.

وليد: إذن المسألة اجتهادية، فقولك بمنع القيمة النقدية في صدقة الفطر صواب، ولكنه يحتمل الخطأ، وخطأ القول بالقيمة النقدية في نظرك قول يحتمل الصواب، ولكل أصل شرعي ظهر فيه قصد الشارع، خصوصا وأن من فقهاء السلف أجازوا الانتقال من إخراج زكاة الفطر عينا، إلى إخراجها نقدا، فعن أبي اسحق قال: أدركتهم وهم يعطون في صدقة الفطر الدراهم بقيمة الطعام، انظر (المصنف لابن أبي شيبة) وأبو إسحق أدرك عليا -رضي الله عنه- وجماعة من الصحابة، ويحكي فعل السلف في وقته، ومعلوم أن أبا حنيفة إمام أهل الكوفة هو وراث علم الصحابة في العراق، وهم علي بن أبي طالب، وابن مسعود رضي الله عنهما، وأبو إسحق يتكلم عن عرف من أعراف السلف، جاءت به مدرسة الحنفية في الاجتهاد، التي أخذت العلم دراية عن السلف وهم الصحابة في الكوفة.

خالد: نعم هذا صحيح، وما نقلته من فعل السلف هو اجتهاد معتبر، فيه أجر من الله تعالى.

وليد: يكون المخطيء على فرض اعتبرتَ قولك صوابا له أجر واحد، يعني من قال بإخراج القيمة النقدية له أجر واحد.

خالد: نعم لأنه اجتهد، وهو قول مرجوح، في نظر من قال بعدم جواز إخراج القيمة من المجتهدين.

وليد: إذا أعطى الله من أخرج القيمة النقدية أجرا على فرض خطئه، هل هو طائع لله تعالى وعمل معروفا أم عاصٍ.

خالد: بل طائع لله تعالى، وأثبت الله له أجرا.

وليد: ما حكم من أنكر على المعروف الذي جعل الله فيه أجرا؟

خالد: لا يجوز، لأنه عندئذ منكِرٌ على الشرع وأدلته وفعل السلف.

وليد: وعليه، يكون إخراج زكاة الفطر نقدا، أو عينا، هما خياران تحت سقف الشريعة، ويعطيان للصائم فسحة من الخصوصية في الاختيار تحت سقف الشريعة، ومحاولة الوصول إلى القطع في مسائل الاجتهاد يتنافى مع كونها اجتهادية ولو كانت قطعية ما تعدد فيها اجتهادات السلف، والإنكار على من أخرج زكاة الفطر بالقيمة هو إنكار على السلف وعلى أدلتهم وهو أيضا إنكار على إذن الله تعالى بتعدد الاجتهاد فيه، وجعل فيه أجرا أو أجرين.

خالد: على الأقل، لا ينبغي الإنكار على اجتهادات السلف، الذين هم أعلم هذه الأمة، وأن فهمهم مقدم على فهم غيرهم، وعلينا أن نقدر فهم السلف بالإخراج طعاما.

وليد: الأولى بالإنكار هم الذين يمنعون زكاة المال عن الفقراء، وكانوا سببا لكثير من الفتن والمفاسد في مجتمعنا.

خالد: الأفضل مراعاة اجتهادات السلف، ولا ننكر على الاجتهاد المعتبر، الذي لم يخالف ضوابط الاجتهاد، وإخراج الزكاة عينا خروج من الخلاف لأنه محل اتفاق بين الجميع.

وليد: هل يجوز ذم من يخرج الزكاة بالقيمة النقدية بعد ثبوت ذلك عن بعض السلف الصالح.

خالد: لا بد من أن تتسع صدرونا لتعدد اجتهاد السلف، ويجب أن نحذر من التعصب المذهبي المذموم، لأنه أحادي النظرة، ويظن أنه على صواب وأن القول الآخر ضلال، والصحيح أننا نتقلب في نعمة الله تعالى في تعدد اجتهادات السلف، تحت سقف الشريعة، وأن إنكار الاجتهاد المعتبر الثابت عن السلف الصالح هو طعن في مرجعية أهل السنة والجماعة، وإثارة للتعصب المذهبي الذي يفرق بينهم.

وليد: لو أنني رأيت من ينكر على من يخرج الزكاة بالأعيان المذكورة، لأعلمته أنه لا ينكر على الجمهور بل هو منكر على أدلة الشرع التي استدل بها الجمهور، وأنا أعتقد أن خير منازلنا في العلم اليوم هو أن نفقه ما جاءنا عن السلف، الذين استطاعوا بناء مدارس فقهية علمية متكاملة في الحديث والفقه والأصول.

خالد: حسنا سأخرج صدقة الفطر بالقيمة النقدية، مراعاة لمصلحة الفقير!!

وليد: وأنا سأخرجها طعاما!!!

خالد: إذن أوقعتني في الفخ!!

وليد: إذن سأخرجها أنا نقدا، وأخرجها أنت طعاما!

خالد: اتفقنا!

حديث صدقة الفطر: مدلولا ومعقولا وتنزيلا…لا للتفرق في الدين

حديث صدقة الفطر: مدلولا ومعقولا وتنزيلا…لا للتفرق في الدين
أولا: نص الحديث الشريف:
عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرض زكاة الفطر في رمضان على الناس صاعا من تمر وصاعا من شعير على كل حر وعبد ذكر وأنثى من المسلمين، وهذا الحديث صحيح ، وأيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، يقول: (كنا نخرج زكاة الفطر صاعا من طعام، أو صاعا من شعير، أو صاعا من تمر، أو صاعا من أقط، أو صاعا من زبيب).
ثانيا: ما معنى النص مدلولا:
نص الحديث الشريف على وجوب إخراج صدقة الفطر من أنواع مذكورة في الحديث الشريف، وهي: التمر، الشعير، الأقط، الزبيب، ولم ينص على غير ذلك، بدلالة عبارة النص، أي معاني الألفاظ المذكورة في النص.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
ثالثا: ما معنى النص معقولا (مثال1):
معنى معقول النص، أي ما يدخل في معناه، وإن لم يكن مذكورا في ألفاظه، مثل قوله تعالى: (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما)23سورة الإسراء، فهو نهي عن الشتم والضرب للوالدين، وأن النهي عن قول (أف) هو تنبيه على منع جميع أنواع الإيذاء، فكل إيذاء للوالدين حرام، وإن لم يكن تأففا، مع أن الضرب والشتم ليسا مذكورين في النص، لأن الآية نبهت بالتأفف الأدنى على تحريم ما هو أشد منه إيذاء، بل إننا نستطيع أن نقول إن النهي عن الشتم والضرب للوالدين متبادر إلى الذهن، من باب أولى.
رابعا: ما معنى النص معقولا (مثال2):
قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (275) سورة البقرة، فالآية نصت على تحريم أكل الربا، فاتفق العلماء على أن التحريم لا يقتصر على الأكل، بل التحريم حاصل ولو اشترى المرابي بمال الربا سيارة، أو أثاثا، أو ملابس، فهذه جميعا يشملها النص بمعناه المتسع، ويكون ذكر الأكل من باب التنبيه على غيره، وما هو في معناه كالأثاث، والسيارة، وغير ذلك، فيحرم الربا ولو اشترى المرابي بالفائدة الربوية ملبوسا أو مركوبا، وإن الاقتصار على الأكل هو حالة من ظاهرية النص التي تتعارض مع منهج أهل السنة والجماعة، في معقول النص ومعناه.
خامسا: معقول نص حديث صدقة الفطر:
أ-اتفقت مدارس فقه السلف الأربع على أن ما ذكر في الحديث يجزيء في صدقة الفطر، ولكن ما ذكر لا يمنع إخراج أصناف غير مذكورة في الحديث، وذهبوا جميعا إلى النظر في المعنى والتعليل، وعدم الاكتفاء بالأصناف المذكورة، فأجازوا الإخراج من الأرز مثلا، لأن فيه معنى الشعير والتمر، وتحصل به الكفاية، ولا يصح البتة اعتقاد أن المعنى والقياس الذي ذهب إليه أئمة السلف أنه إعراض عن السنة، بل هو معقولها معنى وقياسا، ومن غرائب الزمان أن يرمي بعض الطلاب من الخلف أئمة السلف بأنهم خالفوا السنة، وليس لأئمة السلف من ذنب إلا أنهم غواصون في المعاني والعلل، وهو ما يغيب عن العامة المقتحمين ساحة النص الشرعي.
ب-وقد يقول قائل وردت في نصوص الحديث (طعام) ونكون بذلك في غنى عن الحديث عن معقول النص، فيكون الأرز داخلا في كلمة طعام، ولكن يمكن أن يناقش ذلك بالقول: هل يجوز إخراج صاع من التفاح أو البندورة، كذلك يمكن أن يقول إذا جاز بكل طعام فلماذا لا نخرج صاعا من ماء قال تعالى (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) (249) سورة البقرة، فاعتبرت الآية الماء طعاما، وهو لازم لمن أراد أن يعلل بالطعام، ومالك اعتبر الطعام بالطعام إلى أجل حرام ومن ذلك الطعام الفواكه والخضروات، وكذلك علل الشافعي علة تحريم بيع الفضل بالطعمية، ولم يشترط الاقتيات والادخار كمالك، مما يعني أن السلف يفرقون بين الطعام والمقتات المدخر، ولم يقل أحد بإخراج الماء ولا الفاكهة ولا البندورة والخيار، مما يعني أن الفقهاء اجتهدوا في تحديد القوت وليس أي طعام، وهذا لعلو كعبهم في فهم النص، وهو أمر لم يدركه الخلف، فالسلف هم أئمة المنقول والمعقول.
سادسا: تحذير من محاصرة النص الشرعي في التاريخ (النص تنزيلا):
لا يعني أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم، أخرجوها في وقتهم من أنواع معينة، أنه لا يجوز غير تلك الأنواع، فالشرع يتنزل على بيئات مختلفة، وفعل الصحابة رضي الله عنهم هو تنزيل للحكم الشرعي في بيئته، ولا يعني عدم العلم بأنهم لم يخرجوها نقدا، العلم بالعدم، لاسيما أنه ورد عن السلف أنهم أخرجوها نقدا كما نقلت عن السبيعي في الحوار 18 مع أخي خالد، خصوصا أن إخراج الصحابة الشعير، لا يعني عدم جواز إخراج الأرز مثلا في عصرنا، وغيره من الأقوات المختلفة، وإن قصر الأنواع المخرج منها في صدقة الفطر على عهد الصحابة رضي الله عنهم، هو قصر لعمومات الشريعة ومطلقاتها على التاريخ، ورد للنص معقولا ومعنى، وهو باطل قطعا، وذلك معلوم من الدين بالضرورة، ومن هنا يجب أن نحذر من إهمال القياس الشرعي، وأن نحذر أكثر من محاصرة الشريعة ونصوصها في قالب الألفاظ دون القياس والمعنى، أو دفن عموم نصوص الشريعة في التاريخ.
سابعا: ارتضى الله تعالى القياس لهذه الأمة:
ولم يكن ذنب الأئمة إلا أنهم فهموا عن ربهم ونبيهم، وأعملوا النظر الأصولي عندما أجازوا إخراج غير الأصناف المذكورة في الحديث استدلالا بالقياس الذي أنكره ابن حزم الظاهري -رحمه الله، وكانت مخالفته للسلف وفهمهم في أمر القياس، سببا لاندثار مذهبه، وبقيت مذاهب السلف الأربعة التي ارتضاها الله لأمة نبيه صلى الله عليه وسلم، وحاشا لله تعالى أن يرتضي الفتنة في الدين لأمة نبيه -صلى الله عليه وسلم، حيث مضت الأمة على فتوى وقضاء على مذاهب السلف الأربعة قرونا طويلة، وهؤلاء السلف هم القائلون بالقياس، لأن القياس ينشر النص في الزمان والمكان، ويمد النص في أرض الواقع، بينما إهمال القياس -كما ترى- يجعل النص محاصرا في التاريخ.
ثامنا: الاتفاق على إعمال المعنى ولكن تعدَّد النظر في حدود إعماله:
بالرغم أن الأئمة أعملوا المعنى والقياس، فأجازوا الإخراج من غير الأصناف المذكورة في النص كالقمح مثلا، وهو غير مذكور في الحديث ، معتبرين قوت البلد مراعاة للقياس والمعنى، الذي هو مبدأ راسخ عند أهل السنة والجماعة، حسبما وضحتُه في الأمثلة السابقة، أما الحنفية فهم متفقون مع الجمهور في المعنى والقياس، و ذهبوا خطوة أبعد في المعنى، وهي جواز الإخراج نقدا، بالإضافة إلى جواز الإخراج عينا، فيقال لا يجزيء إخراج النقد باعتبار الجمهور، ويجزيء النقد عند الحنفية، وأن كلا الاجتهادين معتبر شرعا، وله أصله الشرعي، أما الزعم بأنها لا تجزيء عند الله تعالى، وإبطال اجتهاد مدرسة علمية معتبرة، فهذا لا يعرفه إلا من أطلعه الله على الحكم الصواب عنده، وهو من علوم الغيب، أو أنه من أصحاب الإلهام والذوق، الذين سندهم حدثني قلبي عن ربي، وهو باطل قطعا.
تاسعا: حماية تعدد الاجتهاد في كفالة علم أصول الفقه:
وقد تكفل علم أصول الفقه بحماية الاجتهادَين بالإخراج نقدا وعدمه وأنهما من الشرع، والإنكار على واحد منهما هو إنكار على الشرع، وهو ناتج من حالة الوقوف عند عبارة النص ، وحصار النص الشرعي في التاريخ زمانا ومكانا، وإبطال المعنى والقياس، واتهام فطاحل القياس والمعنى من أئمة الاجتهاد بأنهم خالفوا السنة، لذلك نقول ا المشكلة هي أصولية بامتياز، والإشكال في الأصول أكبر من الإشكال في الفروع، لأن الإشكال في الأصول سيبقى ينتج أخطاء في الجزئيات بسبب الخلل في الكليات، وستكون المقالة التالية في هذا الموضوع، في حماية تعدد الاجتهاد المعتبرمن الإبطال والهدم، ونقول ختاما من أخرجها عينا فحسن، أو نقدا فحسن، أما اختيار أحدهما، فهو راجع للرشد والصلاح، وهما مختلفان باعتبار الزمان والمكان والأفراد، والهداية للأحسن توفيق رباني.

حتى لا ننسى مذبحة الساجدين ..


بسم الله الرحمن الرحيم
حتى لا ننسى
مذبحة الساجدين
في ذكري جريمة " مجزرة الحرس الجمهوري "
8 يوليو 2013 - 8 يوليو 2019
***********
الجناة كما هم والمجد للشهداء
سجلتها ذاكرة المصريين ووثقتها دماء الشهداء





ملخص:
في الثامن من يوليو 2013 قامت قوات من الجيش المصري بارتكاب واحدة من أقذر ما ارتكبه عسكر السيسي بحق المصريين. جريمة في ذاكرة المصريين وفتحت البنادق والرشاشات على رؤوس المصلين في الركعة الثانية من فجر اليوم العاشر لاعتصامهم برابعة، والثالث من وقفتهم أمام “النادي” في 8 يوليو، بالرصاص الحي المباشر، الذي يبتر ويفتت الأطراف ويفجر الرؤوس ويشق البطون والأكتاف. 
وتباينت أرقام الضحايا في هذا اليوم، ما بين السبعين إلى الـ112، إلا أن أغلب التقارير الحقوقية تؤكد أن عدد الضحايا 76 شهيدا، من بينهم الشهيد الصحفي “أحمد عاصم”، والذي سجل بكاميرته الخاصة به لحظة قنصه على يد أحد ميليشيات السيسي الانقلابية. 
وبالإضافة إلى الشهداء، فقد بلغ عدد المعتقلين في هذا اليوم 652 معتقلا، تم تعذيب 25 منهم في قسم شرطة شبرا بأبشع أنواع التعذيب، ثم خرج معظمهم بعد المذبحة بفترات تتراوح بين أسبوع وأسبوعين. 
ويمر اليوم ستة أعوام على هذه الذكرى وتعد أول جريمة تصنف من باب المذابح البشعة والجرائم الدولية التي لا تسقط بالتقادم، بعد شهر واحد من الانقلاب على الرئيس محمد مرسي. 
بداية الجريمة وتعود الأحداث لفجر يوم الاثنين الموافق الثامن من يوليو لعام 2013 في أثناء أداء المئات من المتظاهرين لصلاة الفجر ومع قرب انتهائهم منها، فتحت قوات العسكر النيران على المصلين قبل الانتهاء من التشهد الأخير، غدرا، ولم ترحم جلوسهم بين أيادي الله أو تنتظر للفراغ من الصلاة، لتمطرهم برصاصها الغادر، من خلال القوة المكلفة بتأمين النادي،  واستمرت المجزرة لساعات سقط خلالها العشرات من الشهداء، و322 مصابًا آخرين... وتعرض المئات للاعتقال وتم توجيه لهم تهم التجمهر والبلطجة والتعدي على أفراد القوات المسلحة، بالإضافة إلى الاختفاء القسري لعدد من المتظاهرين. 
مواقع التواصل شاهد على المذبحة ولا تمر الذكرى السنوية على مدار الستة سنوات الماضية، حتى يحيى هذه الذكرى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاجات متعددة، وصور لتوثيق أحداث هذه الجريمة، حيث دشن مغردو موقع التدوين المصغر “تويتر” هاشتاج تحت عنوان “مذبحة الحرس الجمهوري” في كل ذكرى سنوية لمذبحة الحرس الجمهوري. فيما تداول نشطاء آخرون عددا من مقاطع الفيديو والصور التي ترصد وقائع المذبحة وتحيي ذكراه.




دماء الساجدين
تعود أحداث  هذه المذبحة لفجر يوم الاثنين الموافق الثامن من يوليو لعام 2013،  فأثناء أداء المئات من المتظاهرين لصلاة الفجر ومع قرب انتهاءهم منها، أطلقت قوات الجيش الرصاص علي المصلين، وكل المتواجدين بالمنطقة واستمرت الاحداث لعدة ساعات، سقط خلالها العشرات من القتلى، في صفوف المعارضين للإنقلاب.

نقطة البداية
كان الألاف من المصريين يتظاهرون دفاعا عن مصر الديمقراطية، يزحفون من ميدان رابعة العدوية إلى مبنى دار الحرس الجمهوري، فالمسافة شارع الطيران، 15 دقيقة أو أكثر قليلا، حتى فوجئ المصلون في الركعة الثانية من فجر اليوم العاشر لاعتصامهم برابعة، والثالث من وقفتهم أمام “النادي” في 8 يوليو، بالرصاص الحي المباشر، يبتر ويفتت الأطراف ويفجر الرؤوس ويشق البطون والأكتاف.
ماذا حدث؟
آلاف المتظاهرين المناصرين للشرعية، يزحفون من ميدان رابعة العدوية إلى مبنى دار الحرس الجمهوري، فالمسافة شارع الطيران، 15 دقيقة أو أكثر قليلا، يطالبون بالإفراج عن الرئيس الذي تواترت أنباء للثوار عن احتجازه داخل "النادي"، أكدها مقتل 8 شهداء– فقط حاولوا العبور للطرف الثاني من صلاح سالم أمام الجهاز المركزي للمحاسبات– أحدهم حاول وضع صورة للرئيس مرسي على السلك الشائك.
وقال شهود آخرون إنهم فوجئوا بوابل من الرصاص الحى وقنابل الغاز تنهمر عليهم من الحرس الجمهورى، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين، منهم أطفال.
وأكد الأطباء أن أغلب الإصابات جاءت من الظهر، ما يؤكد أن المصابين جميعًا كانوا فى حالة استرخاء تام وقت أداء الصلاة.
وأوضح الأطباء أن أغلب الإصابات التى وصلت للمستشفى جاءت برصاصات آلية من بندقية (7.62 * 39 من مائة)، إضافة إلى طلقات رصاص مغطاة باللون الأخضر، وهى الرصاصات التى يستخدمها الجيش المصرى فقط، بجانب رصاصات خرطوش، وتم التحفظ على الفوارغ بعد استخراجها من أجساد المصابين.
استشهدوا ساجدين
من جانبه، قال إمام المصلين أمام مقر الحرس الجمهورى: إنه فى "أثناء اعتداله من ركوع الركعة الثانية فى صلاة الفجر بدأ الهجوم على المصلين"، وفى شهادته على الأحداث الدامية على منصة اعتصام القوى الوطنية لدعم الشرعية بميدان رابعة العدوية، قال "إنه لم يستطع أن يكمل الدعاء عقب الاعتدال من ركوع الركعة الثانية، وشاهد بعدها الشهداء والمصابين بأعداد غفيرة فى الساحة، وكان بعض الشهداء ساجدًا لحظة استشهاده".
شهداء الأزهر
ومن أبرز شهود العيان، أحمد البقري نائب رئيس اتحاد طلاب جامعات مصر، وهو ابن جامعة الأزهر، حيث أكد أنه قبيل الفجر حلقت طائرات، ولكنه لم يكن يدور بخلده مهاجمة الجيش للمعتصمين، إلا أنه قال: "بعد لحظات قليلة، حلقت طائرات الجيش فوق نادي الحرس الجمهوري واعتلى المنصة الدكتور طه وهدان، ونادى على ضابط الجيش وحرمة الدماء فى الإسلام خاصة في رمضان، وبعدها حدث ما لم نكن نتوقعه، وهو إطلاق غاز سام لأول مرة لا يستطيع أحد أن يتنفس، فأغلب الشباب والنساء حصل لهم إغماءات وتشنجات كثيرة ثم كان إطلاق نار حي من الأمن".
وتابع قائلًا: "كنت في هذه اللحظة على يمين دار الحرس، وحينما اشتدت قنابل الغاز تحركت إلى أمام دار الحرس الجمهوري وكنا لا نرى بعضنا من شدة الدخان وحالات الاختناق، وبدأ سقوط الشباب بعديد من الإصابات كان بجواري أحد أصدقائي، أقسم أننا لن نتحرك من هذا المكان، إما أن نكون منتصرين أو شهداء، فقال لي نرجع قليلا، قلت له: كلا فالله معنا، إذ بلحظات قليلة وأصبت بطلقة خرطوش في عيني اليمنى حتى فقدت الوعي، وحينما فتحت عيني لم أر بها".
واستكمل "في الطريق إلى المستشفى الميداني أنواع إصابات لا يتحملها أحد؛ رصاص حي فى البطن أو الصدر أو في أماكن قاتلة، ثم وصلت إلى المستشفى الميداني في أول رابعة ونقلوني إلى المستشفى الرئيسي فى رابعة"، مؤكدًا أن المشهد كان صادمًا له، "فهناك أستاذة من طب الأزهر, والحالات كانت كثيرة جدًا وخطيرة أيضًا، وكان المستشفى غير جاهز لمثل هذه الحالات".
اعتقال واختفاء قسري
كما تعرض المئات للاعتقال ووجهت لهم تهم التجمهر والبلطجة والتعدي على أفراد القوات المسلحة بالإضافة، وأخفت قوات الأمن قسريا عدد كبير من المعتقين.





إستكمالا لمذابح 2011
أما د.عمر مجدي مدير عيادة أحداث محمد محمود وأحد المصابين في مذبحة الحرس، فقال : في هذا اليوم رأيت مصريين ليسوا ببشر.. يقتلون الطفل والمرأة والشيخ الكبير،  يُجهزون علي المصاب المستحق للعلاج، يعذبون الأسرى و الجرحي .. رأيت مصري يعتقل و يهين أخوه وكأنه أسير حرب لا مصري مثله مواطن يطالب بحقه.
 وأضاف مجدي في تصريحات خاصة ل رصد ولكن في المقابل اليوم تأكدت أن البشر كما فيهم شياطين  بينهم ملائكة أيضا فقدرأيت مجموعة تضحي وتخاطر بأعز ما تملك لتنقذ ما كانت تظنه باق مني .. جثتي فقد كانوا شبه متأكدين من وفاتي، ولكن شهامتهم وهمتهم العالية وحبهم لله ولوطنهم وتقديرهم للمواطن وقيمته.. ارتأوا أن يخاطروا لينقذوا جثتي من الهلاك  و سبحان الله جعلهم الله سبباً لإنقاذ حياتي ..
 واعتبر مجدي هذه المذبحة استكمالا لمذابح كانت مستمرة منذ 2011، سواء محمد محمود، رئاسة الوزراء، العباسية 1 و 2، ولكن كل ما في الأمرأنها كانت أول مذبحة لا ينكرها العسكر ولا يتملص منها بل يعترف بفعلها بك.
روح عاصم
ولم تنجو الصحافة من هذه المذبحة، فقد قدمت، أحمد عاصم الصحفي بجريدة الحرية والعدالة ، الذي استطاع أن يصور قاتله، في واقعة لا تتكرر كثيرا ، أثناء محاولة منه لتوثيق المذبحة فكان الخلاص منه باطلاق الرصاص عليه
وعلي حسابها الخاص علي فيس بوك كتبت والدة الصحفي أحمد عاصم الذي كان ضحية هذه المذبحة كلمات رثت بها ابنها قائلة إلي روح ابني الشهيد الغالي في ذكري رحيله 8 يوليو 2013 يا راحلا عن الحياة ومودعي يا ساكن في قلبي وفراقك مؤلمي هل تسمع انيني وتوجعي فلتشهد وتشهد الدنيا معي انت حيا لم تمت انت رمزا لن ينحني شرفت بك وباني امك.
واضافت أفتقدك أحمد وأتوق لرؤيتك.. روحي إليك تحن ونبض قلبي لك يئن ستعيش في قلوبنا وستظل بيننا لن اقول وداعا بل إلي الملتقي.. ما يواسيني أنك شهيد احسبك في الجنة إن شاء الله إن القلب ليبكي وإن العين لتدمع وإننا علي فراقك يا أحمد عاصم لمحزونون
إدانات ولكن
وقتها دانت الكثيرد من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، مذبحة الحرس الجمهوري، مطالبين بفتح تحقيق سريع، إلا أن شيئا لم يكن ولن يكون في ظل انقلاب متكامل الأركان حتى على ميزان العدالة العرجاء.
هيومن رايتس ووتش، اتهمت انذاك الجيش المصري باستخدام قوة مميتة ومفرطة لتفريق المعتصمين أمام الحرس الجمهوري في الثامن من يوليو.
ورغم مطالبة المنظمة بإجراء تحقيق محايد يتولاه القضاء المدني وبمحاسبة المسئولين، إلا أنها أثبتت في تقريرها أن “الجيش المصري له سجل في استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين ولم يتم التحقيق مع عسكري واحد في مجزرة الحرس الجمهورى”.
وأضافت أن العديد من الضحايا أصيبوا بالرصاص في الرأس وفي الصدر، وأن تعامل السلطات المصرية مع مجزرة النصب التذكاري “بالاستهانة الإجرامية بالحياة البشرية”،
وأن الرواية التي رواها المتحدث العسكري عن “المجزرة” غير صحيحة، وأنه العسكر فشل في إثبات رواية “مجزرة الفجر” والدلائل أكدت أن الجيش قتل المتظاهرين وهم يصلون.
تبعتها منظمة العفو الدولية، فى تقرير صدر بعد المجزرة، أن “مجزرة الحرس قام بها الجيش وليس المعتصمون العزل، كما أكدت أنها جمعت أدلة على استخدام قوات الأمن المصرية القوة، وطالبت “كاثرين اشتون”، منسق الاتحاد الأوروبي بوضع حد للعنف في مصروإجراء تحقيق سريع في المجزرة”.
كما أعربت 15 منظمة حقوقية مصرية انذاك عن استنكارها الشديد، وأسفها العميق، للاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الجيش والأمن، والذي استهدف المعتصمين من أنصار الرئيس مرسي أمام دار الحرس الجمهوري، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 51 شخصًا، وإصابة أكثر من 400 آخرين، حسب البيانات الرسمية لوزارة الصحة.
تغير مؤشر عقيدة “الجيش المصري”
بدروه، قال الدكتور أحمد تهامى، الخبير بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن مجزرة الحرس الجمهورى جاءت مؤشرا على بداية تغير العقيدة العسكرية للجيش وفضحت انحيازه السياسى كما فضحت القضاء الذى لم يحقق حتى اليوم فى هذه المجزرة.
وأضاف فى تصريحات صحفية له، جاءت مجزرة الحرس الجمهوري مؤشراً بارزاً علي تغير في العقيدة العسكرية للجيش التى كانت تتجنب توجيه السلاح مباشرة نحو أبناء الشعب المصري باعتباره فقط لمواجهة العدو الخارجي.
لن ننسى... فى شأن متصل، أحيا ناشطون عبر “تويتر” ذكرى مذبحة الحرس بالعديد من التغريدات والوسوم، محمد الوادى غرد قائلا: ذكرى مذبحة الحرس الجمهوري..#لن_ننسى.
عمرو ميرو كتب... الذكرى السادسة ل #مذبحة_الحرس_الجمهورى، قتل الساجدين فى صلاة الفجر فى الركعة الثانية.#الارض_لا_تشرب_الدماء.
محمد خيل وضع وسم #ذكري_مذبحة_الحرس_الجمهوري، مذكرا بالمجرزة وكتب: أضاف: فاكرين ولا نسيتوا ماتوا فى الحرس الجمهوري.
2018-07-07 ترقية للمكافأة على القتل
وعقب المجزرة، وبعد مرور عدة أعوام، كافأ قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسى، قائد الحرس الجمهورى اللواء محمد أحمد زكي، بترقيته إلى رتبة فريق، بعد دوره في الانقلاب العسكري وترك قصر الاتحادية في عهد الرئس مرسي للمتآمرين باقتحام القصر وإحداث الفوضى، ثم الشهادة في حق الرئيس مرسي بأنه أعطى أوامر بفض اعتصام الاتحادية ولو بالرصاص.
وانحاز زكي للانقلاب على الرئيس محمد مرسي، كما أنه أدلى بشهادته فيما بعد أمام النيابة بأن قوات الحرس الجمهوري رفضت تنفيذ أوامر قتل المتظاهرين، في الوقت الذي كان يشرف هو شخصيا على خلع باب القصر بالونش الذي استأجره المتظاهرون.





- مذبحة الساجدين
- شاهد قبل الحذف مذبحة الساجدين الحرس الجمهوري القصة كاملة
- بداية مجزرة الحرس الجمهوري اثناء صلاة الفجر
- مذبحة الساجدين | فيلم وثائقى يعرض لأول مرة
******************

مؤسسة “وعي” تصدر اول توثيق لمذبحة الحرس الجمهوري بذكراها الخامسة

140 شهيد قتلتهم قوات الانقلاب برصاص ” الدمدم المتفجر” المحرم دولياً
مدير المؤسسة: الانقلاب يحمي جنرالات المذابح من المحاكمة بقوانينه الباطلة
أصدرت مؤسسة حقوقية مستقلة تقرير موثقا عن المذبحة مدعوما بأرقام عن ضحايا المذبحة من الشهداء والمصابين  وبإفادات شهود عيان.
وأضح تقرير مؤسسة “وعي” للبحث والتنمية التي عرضته قناة ” الجزيرة بحلقة خاصة في بدايته أن أعداد تبلغ المئات كانت قد قررت الاعتصام أمام مقر ناد عسكري وهو نادي الحرس الجمهوري، وساد الهدوء في البداية، بل وسادت أجواء ودية بين المعتصمين وجنود القوات المسلحة المصرية، وكانت الهتافات بحسب أحد شهود العيان : “لجيش المصري بتاعنا ..والسيسي مش تبعنا”، وسرعان ما تحول المكان إلى ساحة اعتصام بلجانها التفتيشية ،بل بمناشطها الرياضية كما كان الحال في اعتصام التحرير خلال ثورة 25 يناير.
كما ذكر أحد شهود العيان أيضا أن اعتصام الحرس الجمهوري لم يقتصر على الإسلاميين، وإنما كان يضم أعضاء من حركة 6 إبريل ومن الاشتراكيين الثوريين وليبراليين وأعضاء من حزب الغد.
وذكر التقرير  أنه: وبالقرب من مقر الاعتصام يقع مسجد المصطفى الذي شهد أحداثا بارزة في مذبحة الحرس الجمهوري الثانية، وأن المعتصمون كانوا يظنون أنهم سيأسرون قلوب شرفاء قادة القوات المسلحة بسلميتهم  التي حرصوا عليها ، لكن رصاصات باغتتهم في توقيت أبعد ما يكون عن التوقع، حيث انطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وهو في الركعة الثانية من صلاة فجر يوم الثامن من يوليو عام 2013.
وأضاف التقرير: إن الموسوعة التوثيقية الصادرة عن مؤسسة “وعي” أحصت بعد جهود مضنية استشهاد 140 شخص من المعتصمين ما بين رجال ونساء وأطفال، وقرابة نصف هذا العدد من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وأن قرابة 130 منهم أي 90% من الشهداء أطلق عليهم رصاص” الدمدم المتفجر” المحرم دوليا.
وفي مداخلته قال الدكتور فريد الشيال مدير مؤسسة “وعي” : عندما وقعت المذبحة كانت صدمة المعتصمين شديدة لأنهم لم يتوقعوا هذا العنف من الجيش ولا كمية الدماء التي سالت، كثير من الناس المعتصمين كان يلاحق ، وكان هناك معتقلون وصل عددهم ما بين 600 إلى 800 شخص، ولم تكتفي القوات بقتل الناس ولكن اعتقلت اعداد كبيرة منهم، هذا فضلا عمن أصيبوا وبلغ عددهم حوالي 1000 شخص، وكان كل من يحاول يصل إلى مكان للعلاج يجد صعوبة ، ولذلك مات عدد كبير من المصابين بعد 48 ساعة لأنه لم يتم اسعافهم وعلاجهم.
وأوضح أن السلطات كانت حريصة على أن يكون عدد من  سعلن أنهم قتلوا في المذبحة قليل ، ولذلك كانت تأمر أهالي الشهداء بعدم الافصاح لأحد عن ظروف قتلهم ، ولهذا فإن عدد كبير من الشهداء لم تدرج اسماءهم في السجلات الرسمية لأن السلطات كانت تكتب اسبابا أخرى للوفاة حتى تقلل من حالة السخط تجاة الدولة والجيش.
وأضح الدكتور فريد الشيال إن مؤسسة “وعي” حرصت على توثيق الحالات التي تعرضت للقتل في مذبحة الحرس الجمهوري حتى لا تضيع الحقيقة خاصة وأن كثير من الفيديوهات والمواد المصورة كانت تتعرض للحذف من شبكة الانترنت، مشيراً إلى أن باحثي المؤسسة  قضوا عاما ونصف في توثيق أحداث المذبحة وكانوا يجرون المقابلات مع شهود العيان ، كما فعلوا مع أحداث ثورة 25 يناير التي جمعوا فيها مليوني ونصف مليون وثيقة.
وفي مداخلة لوالد أحد الشهداء ضحايا مذبحة الحرس الجمهوري قال: إن ابني خرج بشكل سلمي ليعبر عن رأيه في الأحداث التي جرت ولكنه تعرض للقتل برصاص الغدر من قوات البغي والظلم، ولم يفتح تحقيق في الأحداث حتى الآن.
وقال مدير مؤسسة “وعي” إن المعصمين كانوا حريصين على السلمية  رغم محاولات استفزاز قوات الجيش لهم بداية من يوم 5 يوليو واطلاق النار عليهم مما ادى إلى استشهاد خمسة أفراد من المعتصمين، ودعا قادة الاعتصام عبر مكبرات الصوت كافة المعتصمين بالالتزام بالسلمة وألا يكون هذا الحادث سببا لتغيير سياستهم، وبالفعل التزم جميع المعتصمين بهذا النداء، ورغم ذلك ارتكبت قوات الجيش مذبحة الحرس الجمهوري يوم الثامن من يوليو... وأضاف: كان يفترض أن يتم التحقيق في هذه الأحداث ، ولكن لإخفاء هذه الجريمة صدرت عدة تشريعات في عهد الرئيس المعين من الانقلاب عدلي منصور، واعتمدها مجلس النواب الذي جاء به السيسي لتنص هذه القوانين على حق القضاة في عدم الأخذ بشهادة الشهود، كما صدر قانون يحمي كبار قادة القوات المسلحة من أي محاكمة أو مسائلة في الفترة التي عطل فيها الدستور منذ الانقلاب وحتى صدر الدستور الجديد في عام 2014.
وردا على سؤال حول دلالة تعيين محمد توفيق زكي -الذي كان قائدا للحرس الجمهوري خلال احداث المذبحة- وزيرا للدفاع  خلفا لصدقي صبحي قال الدكتور فريد الشيال إنه يدل على ان سلطات الانقلاب ماضية في طريقها ولا يعنيها الشعب وما تعرض له ، وأن هذه المذابح التي ارتكبت في الشهور الأولى للانقلاب كانت تهدف إلى توصيل رسالة وهي ان الانقلاب لن يتهاون مع أي معارض وسيواجه أي حركة في الشارع بالقمع والدم.
شاهد الفيديو
*************
بسم الله الرحمن الرحيم 
 بيان من حزب الحرية والعدالة
بيان للعالم أجمع من المعتصمين السلميين الناجين من مذبحه الانقلاب الغاشم العسكري.
فجر اليوم الاثنين 8- 7 - 2013 وأثناء صلاة فجر اليوم السابع لاعتصامنا السلمي أمام دار الحرس الجمهوري وبعد تأكيدنا المستمر لكل المسئولين العسكريين بأن اعتصامنا سلمي ، فوجئنا في الركعه الثانية بوابل من الرصاص الحي و قنابل الغاز تنهمر على المصلين والنساء والأطفال وسقط منا أثناء الصلاة عشرات الشهداء ومئات المصابين منهم ثلاثة أطفال شهداء.
لقد أسفر الانقلاب العسكري عن وجهه القبيح بعد ستة أيام فقط بعد تقييد حرية الإعلام وحصار الأحزاب و اعتقال السياسيين و تضليل الإعلام المتواصل.
هل كان هؤلاء الأطفال يخططون لاقتحام الحرس الجمهوري؟
هل كانت النساء تحمل السلاح حتى تحاصر داخل مسجد المصطفى؟
هل كان المصلون يطلقون الرصاص أثناء ركوعهم للصلاة و السجود لله تعالى في الركعة الثانية من صلاة الفجر؟
لا نامت أعين الجبناء، و لن ينطلي الكذب على المصريين و لا على العالم أجمع، إننا نقول لكل جندي مصري إن إطلاق النار على الشعب هي جريمة عسكرية يحرمها القانون و الدستور ولا تسقط بالتقادم ، و هي إهانه لشرف الجندي المصري و العسكرية المصرية التي وضعتها قيادتها في هذا المأزق الحقير.
تحرك يا شعب في كل ميادين مصر.. تحرك لإنقاذ المزيد من الشهداء ..تحرك لحماية الثورة واسترداد الحرية والكرامة
سنظل مرابطين صامدين حتى نسترد ثورتنا ونحقق الحرية والعزة والكرامة لكل شعبنا.
ننشر تقرير الشروق المحذوف حول مذبحة الحرس الجمهوري




حذفت جريده الشروق تقرير صحفي لشهادات سكان المنطقه المجاوره لدار الحرس الجمهوري والذين اكدوا ان الجيش هو من استخدم السلاح وهو من بدا المجزره ضد المعتصمين السلميين وهم يصلوا الفجر مما ادي لمقتل اكثر من 50 مصري من انصار الرئيس محمد مرسى وتم الحذف بعد تهديدات للجريده من قبل الانقلابيين.
قال الدكتور محمود سليمان احد السكان بالعماره المقابله للحرس الجمهوري "استيقظت بعد الفجر مباشره علي صوت الرصاص والهليكوبتر واختناق بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع رغم ان كل زجاج شقتنا كان مغلقا..
بدأت أري ما يحدث من خلف الزجاج ووجدت دبابات الجيش والمدرعات ناحيه المتظاهرين.. ووجدتهم يحرقون خيام المعتصمين، وكان معهم بعض الشباب الذين يرتدون زيا مدنيا"... واضاف "بعد 5 دقائق فقط من سماعي لصوت الرصاص دق باب شقتنا ووجدت 3 من الشباب يطلبون مني مساعدتهم لان الجيش والشرطه تلاحقهم.. وبالفعل ادخلتهم في احدي الغرف واغلقتها عليهم..
بعدها بدقائق بسيطه كانت الشرطة العسكرية والشرطه قد ملات عمارتنا وبدات في ضرب النار داخل كل ادوار العماره وبداوا يهددون السكان، حتي ان الاثار موجوده.. ويدقون الابواب بقوه وقاموا بكسر باب احدي الشقق لان صاحبها لم يفتح لهم لانه لم يكن فيها احد من الاساس".
وتابع: "اعتقد ان الشرطه العسكريه ضربت النار علي بعض المتظاهرين الذين كانوا يحتمون بعمارتنا.. ضرب النار من قبل الجيش والشرطه استمر لنحو ساعه كامله وطائره الهليكوبتر كانت تحلق في الجو لكشف ما يحدث".
واكد سليمان ان سيارات الاسعاف لم تكن موجوده طوال الساعه، وجاءت بعدما انتهي ضرب النار لحمل الجثث من الشوارع ومن العمارات".
وحول المعتصمين الذين اختباوا في شقته قال "لم اخرجهم الا الساعه العاشره، واحدا بعد الاخر لان معظم الشقق كان يختبئ فيها معتصمون وبدانا في اخراجهم بالتتابع".
اما محمد ثابت عامل في جراج احدي العمارات المقابله للحرس الجمهوري فقال "الشرطه والجيش فجاه وبدون مقدمات بدات في ضرب النار والغاز اختنق اطفالي الصغار واستيقظوا مرعوبين.. رايت بعض المعتصمين قد دخلوا في الجراج للاحتماء به وبعضهم اختبا تحت بعض السيارات لكن الشرطه العسكريه والشرطه دخلوا وراءهم وبدؤوا في اخراجي ايضا معهم الي ان خرجنا للشارع واعتبروني ضمن المعتصمين وبدؤوا في سبنا واهانتنا وضربنا، الي ان تعرف علي بعض الضباط والمجندين الذين يخدمون في الحرس الجمهوري لانهم يعرفونني واخرجوني من بينهم".
اما احمد همام عامل امن في احدي مكاتب المحاسبه في احدي العمارات المقابله للحرس الجمهوري كنت اصلي الفجر مع المعتصمين امام الحرس الجمهوري والامام انتهي من الصلاه سريعا وبعدها بدا بعض المشايخ ناشد الجيش بان الاعتصام سلميا وانهم اخوتهم بكن فجاه وبدون مقدمات وبدون اي استفزازات لانني كنت معهم وهم امام العماره التي اعمل بها.. بدا الجيش والشرطه في ضرب النار الحي والغاز المسيل للدموع.
واضاف "المعتصمون بداوا في الجري ودخلوا بعض العمارات ومنهم العماره التي اعمل بها، ولكن الشرطه العسكريه والشرطه ومباحث أمن الدولة لاحقوهم.. وادخلت بعض النساء والاطفال والشباب داخل الشقه ووصل عددهم الي 40 شخصا، وكانت منهم عضوه بمجلس الشعب المنحل عن حزب الحريه والعداله..
الشرطه العسكريه هددونا وهددوا السكان بضرب النار الحي ان لخرجوا من عندهم.. البعض استجاب وضربوا النار داخل العماره التي اعمل بها".
واضاف همام "استمر المعتصمون في الاختباء عندي الي الساعه 12 ظهرا وبدات بعدذلك في اخراجهم واحدا تلو الاخر لان الشرطه العسكريه ومباحث امن الدوله يملئون الشوارع المحيطه بالحرس.
اما احد المعتصمين الذين اختباوا لدي احدي الشقق السكنيه احمد الديب فقال "لم نهاجم الحرس الجمهوري كما يقول بعض وسائل الاعلام ولو كنا نريد ذلك كنا هاجمناهم ونحن عددنا كبير بعد صلاه العشاء ولكن نحن لا نريد ان نفعل ذلك من الاساس"
وحول بدايه الاحداث قال "ايقظني احدهم من النوم لصلاه الفجر استيقظت و ذهبت للوضوء ثم ذهبت للصلاه امام الحرس الجمهوري بدا الامام يدعي في الركعه الثانيه وبدون سابق انذار تلعثم وانهي الدعاء وفي نهايه الصلاه بدا الضرب من 3 محاور هي صلاح سالم، ويوسف عباس، ونادي الحرس الجمهوري نفسه".
واضاف الديب "بدات قنابل الغاز.. ولم نكن ندري اين نذهب فنحن محاصرون بضرب الخرطوش والالي والرصاص الحي من كل اتجاه بدون حرمه للنساء ولا الاطفال، وسقط عدد كبير من القتلي من الاطفال والنساء وكبار السن، وسقط عدد ضخم من الاصابات والاغماءات.. اختبات في احد العمارات وهرع عدد من المتظاهرين معي و اختبانا وعدد كبير من النساء دخلوا احد الشقق و اغلقنا عليهم و لم اعلم مصيرهم بعد وهجم الامن والجيش علي العماره و اعتقلوا كل من صعد اليها و لكن حماني الله عندما فتح احد السكان شقته لي وانقطعت علاقتي بالشارع حتي الظهر".
************
توثيق مجزرة الحرس الجمهوري
"مجزرة الحرس الجمهورى 1"
يوم: 5-7-2013
اسم الفيديو: 5-7-2013- مجزرة الحرس الجمهوري-1
الوصف : فيديو توضيحي لحادثه مقتل أول شهيد أمام الحرس الجمهوري يوم 5-7-2013 على يد قوات الجيش
يوم: 5-7-2013
اسم الفيديو: 5-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-
2
الوصف : جانب من مظاهرات مؤيدي الرئيس مرسي ضد الإنقلاب عند الحرس الجمهوري وسقوط أول شهيد على يد قوات الحرس الجمهوري
http://www.youtube.com/watch?v=PTMJQztg9fg
************
"مجزرة الحرس الجمهورى 2"
يوم: 8-7-2013
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري
الوصف: الجيش والشرطة تفتح النار على المتظاهرين عند الحرس الجمهوري

يوم: 8-7-2013
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-2
الوصف: قناصة الجيش يستهدف المتظاهريين ثم المصور
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-3
الوصف: بداية إعتداء قوات الأمن في الفجر على المعتصمين عند الحرس الجمهوري وإطلاق القنابل المسيل للدموع
http://www.youtube.com/watch?v=lYrWldXY3BU
يوم : 8-7-2013
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-4
الوصف: الجيش يطلق النار على المتظاهريين عند الحرس الجمهوري
https://www.youtube.com/watch?v=mqZbn0RFGj8
يوم : 8-7-2013
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-5
الوصف: قناصة الجيش أعلى مبنى الحرس الجمهوري ويفتح النار على المتظاهريين السلميين أمام الحرس الجمهوري
http://www.youtube.com/watch?v=UZdV47T2ScQ
يوم : 8-7-2013
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-6
الوصف: قناصة الجيش تفتح النار على المتظاهرين أمام الحرس الجمهوري ضد الإنقلاب العسكري
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=_HP7_P0TcKg
يوم : 8-7-2013
اسم الفيديو: 8-7-2013-مجزرة الحرس الجمهوري-7
الوصف: عودة الجنود بعد تنفيذهم المجزرة وتفاخرهم بأن الشارع كله دم
https://www.youtube.com/watch?v=KppFz6LOZgw
************
مذبحة الحرس الجمهوري
لحظات الغدر والقتل في مجزرة الحرس الجمهوري
لحظة اسر معتصمي الحرس الجمهوري ومعاملتهم كأسري حرب
http://www.youtube.com/watch?v=76vmIVKUd6I
بداية مجزرة الحرس الجمهوري اثناء صلاة الفجر
عند مطلع الفجر - وثائقي عن مذبحة الحرس الجمهوري - من إنتاج الجزيرة
رابط صور المذبحة:
http://alresalah.ps/ar/index.php?act=gallery&id=126
******************
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ" ... إبراهيم (42)