💥حكم صلاة خسوف القمر
السؤال:ما حكم صلاة الخسوف وكيف تصلى ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فالخسوف: هو ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً لحيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر .وقد اتفق العلماء على مشروعية صلاة كسوف الشمس وانها سنة مؤكدة ، واختلفوا في صلاة خسوف القمر على ثلاثة أقوال:
القول الأول: ثبوت مشروعية صلاة خسوف القمر وانها سنة مؤكدة ، وتصلى جماعة ، قول أكثر أهل العلم من الائمة الثلاثة المتبوعين، وقول عطاء، والحسن، والنخعي، واسحق، وهو مذهب الظاهرية والزيدية، لأنها أحد الكسوفين ، فأشبه كسوف الشمس.
قال الامام ابن قدامة المقدسي في المغني: ( ويسن فعلها جماعة وفرادى ،ولأنها نافلة ، فجازت في الانفراد ، كسائر النوافل ، وإذا ثبت هذا فإن فعلها في الجماعة أفضل ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في جماعة ، والسنة أن يصليها في المسجد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها فيه، ولأن وقت الكسوف يضيق ، فلو خرج إلى المصلى احتمل التجلي قبل فعلها).
واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي:
1- حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلوا)) متفق عليه ، فأمر بالصلاة لهما أمرا واحدا.
2- عن عائشة رضي الله عنها قالت:( خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام وكبر، وصف الناس وراءه...) متفق عليه ، ولا فرق بين كسوف الشمس وخسوف القمر، بدليل قوله(صلى الله عليه وسلم):((ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله)).
3- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أنه صلى بأهل البصرة في خسوف القمر ركعتين ، وقال:( إنما صليت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي، وقال: إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئا منهما خاسفا فليكن فزعكم إلى الله ) رواه الشافعي في مسنده والبيهقي في السنن الكبرى .
القول الثاني: انها سنة مؤكدة، ولكن تصلى فرادى للمشقة ، ولأن الاجتماع بالليل متعذر، أو سبب الوقوع في الفتنة، وهو مذهب الامام أبي حنيفة، والامام مالك. واحتجوا بما يأتي:
1- أن كسوف القمر يكون بالليل، فيشق على الناس الاجتماع بالليل، وربما تخاف الفتنة.
2- لأن كسوف القمر كان على عهد رسول الله عليه السلام ككسوف الشمس بل أكثر، فلو كان صلى بجماعة لنقل ذلك نقلاً مستفيضاً كما نقل في كسوف الشمس.
3- لأن الأصل في التطوعات ترك الجماعة فيها ما خلا قيام رمضان لاتفاق الصحابة عليه، وكسوف الشمس لورود الأثر به.
القول الثالث: وجوب صلاتي الكسوف والخسوف
وهو اختيار بعض العلماء ومنهم الامام ابن القيم وهو قول الإمامية.
واحتجوا بما يأتي:
1- حديث المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه-: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات إبراهيم فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلوا وادعوا الله)) رواه البخاري.
وجه الدلالة: قوله:(( فإذا رأيتموها فصلوا))؛أمر، الأمر يقتضي الوجوب.
واجيب عنهم: ان الامر يفيد الوجوب الا اذا جاءت قرينة تصرفه الى الاستحباب ، وقد دلت القرائن على ذلك.
وأما كيفيتها: فقد ذهب جمهور العلماء على إنها ركعتان ، يقرأ في الأولى بأم الكتاب وسورة طويلة ، يجهر بالقراءة ، ثم يركع فيطيل الركوع ، ثم يرفع فيقرأ ويطيل القيام ، وهو دون القيام الأول ، ثم يركع فيطيل الركوع ، وهو دون الركوع الأول ، ثم يسجد سجدتين طويلتين ، فإذا قام فعل مثل ذلك ، فيكون أربع ركوعات وأربع سجدات ، ثم يتشهد ويسلم . ثم يستحب خطبة بعدها .
وذهب الحنفية وقول للمالكية إلى أنها ركعتان كهيئة الصلوات الأخرى من صلاة العيد والجمعة والنافلة، بلا خطبة ولا أذان ولا إقامة، ولا تكرار ركوع في كل ركعة، بل ركوع واحد، وسجدتان.
المفتى به:
ماذهب إليه اكثر أهل العلم في القول الأول، في ثبوت مشروعية صلاة خسوف القمر وانها سنة مؤكدة ، وتصلى جماعة أفضل ، لثبوت ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الأحاديث الصحيحة ، وانها ركعتان وفي كل ركعة ركوعان ،وتشرع بلا أذان ولا إقامة، ويندب أن ينادى لها: (الصلاة جامعة)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (بعث منادياً ينادي: الصلاة جامعة) متفق عليه.
وتصلى جهراً وهو الافضل وكذلك سرا، و يسن لها خطبة وتجوز بلا خطبة ايضا، وفعلها في مسجد الجمعة والجماعة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد. والله تعالى اعلم
السؤال:ما حكم صلاة الخسوف وكيف تصلى ؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فالخسوف: هو ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً لحيلولة ظل الأرض بين الشمس والقمر .وقد اتفق العلماء على مشروعية صلاة كسوف الشمس وانها سنة مؤكدة ، واختلفوا في صلاة خسوف القمر على ثلاثة أقوال:
القول الأول: ثبوت مشروعية صلاة خسوف القمر وانها سنة مؤكدة ، وتصلى جماعة ، قول أكثر أهل العلم من الائمة الثلاثة المتبوعين، وقول عطاء، والحسن، والنخعي، واسحق، وهو مذهب الظاهرية والزيدية، لأنها أحد الكسوفين ، فأشبه كسوف الشمس.
قال الامام ابن قدامة المقدسي في المغني: ( ويسن فعلها جماعة وفرادى ،ولأنها نافلة ، فجازت في الانفراد ، كسائر النوافل ، وإذا ثبت هذا فإن فعلها في الجماعة أفضل ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها في جماعة ، والسنة أن يصليها في المسجد ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها فيه، ولأن وقت الكسوف يضيق ، فلو خرج إلى المصلى احتمل التجلي قبل فعلها).
واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي:
1- حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلوا)) متفق عليه ، فأمر بالصلاة لهما أمرا واحدا.
2- عن عائشة رضي الله عنها قالت:( خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقام وكبر، وصف الناس وراءه...) متفق عليه ، ولا فرق بين كسوف الشمس وخسوف القمر، بدليل قوله(صلى الله عليه وسلم):((ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله)).
3- وعن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أنه صلى بأهل البصرة في خسوف القمر ركعتين ، وقال:( إنما صليت كما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي، وقال: إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئا منهما خاسفا فليكن فزعكم إلى الله ) رواه الشافعي في مسنده والبيهقي في السنن الكبرى .
القول الثاني: انها سنة مؤكدة، ولكن تصلى فرادى للمشقة ، ولأن الاجتماع بالليل متعذر، أو سبب الوقوع في الفتنة، وهو مذهب الامام أبي حنيفة، والامام مالك. واحتجوا بما يأتي:
1- أن كسوف القمر يكون بالليل، فيشق على الناس الاجتماع بالليل، وربما تخاف الفتنة.
2- لأن كسوف القمر كان على عهد رسول الله عليه السلام ككسوف الشمس بل أكثر، فلو كان صلى بجماعة لنقل ذلك نقلاً مستفيضاً كما نقل في كسوف الشمس.
3- لأن الأصل في التطوعات ترك الجماعة فيها ما خلا قيام رمضان لاتفاق الصحابة عليه، وكسوف الشمس لورود الأثر به.
القول الثالث: وجوب صلاتي الكسوف والخسوف
وهو اختيار بعض العلماء ومنهم الامام ابن القيم وهو قول الإمامية.
واحتجوا بما يأتي:
1- حديث المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه-: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات إبراهيم فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلوا وادعوا الله)) رواه البخاري.
وجه الدلالة: قوله:(( فإذا رأيتموها فصلوا))؛أمر، الأمر يقتضي الوجوب.
واجيب عنهم: ان الامر يفيد الوجوب الا اذا جاءت قرينة تصرفه الى الاستحباب ، وقد دلت القرائن على ذلك.
وأما كيفيتها: فقد ذهب جمهور العلماء على إنها ركعتان ، يقرأ في الأولى بأم الكتاب وسورة طويلة ، يجهر بالقراءة ، ثم يركع فيطيل الركوع ، ثم يرفع فيقرأ ويطيل القيام ، وهو دون القيام الأول ، ثم يركع فيطيل الركوع ، وهو دون الركوع الأول ، ثم يسجد سجدتين طويلتين ، فإذا قام فعل مثل ذلك ، فيكون أربع ركوعات وأربع سجدات ، ثم يتشهد ويسلم . ثم يستحب خطبة بعدها .
وذهب الحنفية وقول للمالكية إلى أنها ركعتان كهيئة الصلوات الأخرى من صلاة العيد والجمعة والنافلة، بلا خطبة ولا أذان ولا إقامة، ولا تكرار ركوع في كل ركعة، بل ركوع واحد، وسجدتان.
المفتى به:
ماذهب إليه اكثر أهل العلم في القول الأول، في ثبوت مشروعية صلاة خسوف القمر وانها سنة مؤكدة ، وتصلى جماعة أفضل ، لثبوت ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الأحاديث الصحيحة ، وانها ركعتان وفي كل ركعة ركوعان ،وتشرع بلا أذان ولا إقامة، ويندب أن ينادى لها: (الصلاة جامعة)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم (بعث منادياً ينادي: الصلاة جامعة) متفق عليه.
وتصلى جهراً وهو الافضل وكذلك سرا، و يسن لها خطبة وتجوز بلا خطبة ايضا، وفعلها في مسجد الجمعة والجماعة أفضل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد. والله تعالى اعلم