الخميس، 8 أغسطس 2019

هل يستحب للمقيم نفسِه ولِمَن يسمع الإقامة أن يصليَ على النبي صلى الله عليه وسلم عقب الفراغ منها ؟

هل يستحب للمقيم نفسِه ولِمَن يسمع الإقامة أن يصليَ على النبي صلى الله عليه وسلم عقب الفراغ منها ؟
ذهب إلى استحباب ذلك جماهير أهل العلم ، مستدلين بحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ ) رواه مسلم (384)
يقول ابن رجب في "فتح الباري" (3/457) :
" وقوله : " إذا سمعتم المؤذن " يدخل فيه الأذان والإقامة ؛ لأن كلا منهما نداء إلى الصلاة ، صدر من المؤذن " انتهى .
قالوا : وقد ورد ذلك من صريح قول بعض الصحابة والتابعين :
روى ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (حديث رقم/105) عن أبي هريرة ، رضي الله عنه : أنه كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، وهذه الصلاة القائمة ، صل على محمد ، وآته سؤله يوم القيامة .
وروى عبد الرزاق في "المصنف" (1/496) عن أيوب وجابر الجعفي قالا :
" من قال عند الاقامة : اللهم ! رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، أعط سيدنا محمدا الوسيلة ، وارفع له الدرجات ، حقت له الشفاعة على النبي صلى الله عليه وسلم "
وروى الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (60) عن يوسف بن أسباط قال :
" بلغني أنّ الرجل المسلم إذا أقيمت الصلاة فلم يقل : اللهم ربّ هذه الدعوة المستمعة المستجاب لها ، صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، وزوجنا من الحور العين ، قلن حور العين : ما كان أزهدك فينا " انتهى .
ولذلك عقد ابن القيم رحمه الله في "جلاء الأفهام" (372-373) فصلا قال فيه :
" الموطن السادس من مواطن الصلاة عليه : الصلاة عليه بعد إجابة المؤذن ، وعند الاقامة " ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو وبعض الآثار السابقة ، وذكر أيضا من رواية الحسن بن عرفة بسنده إلى الحسن البصري قال :
" إذا قال المؤذن : قد قامت الصلاة ، قال : اللهم رب هذه الدعوة الصادقة والصلاة القائمة ، صل على محمد عبدك ورسولك , وأبلغه درجة الوسيلة في الجنة , دخل في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم "
وروى نحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/124) عن الحكم والحسن البصري .
وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (6/89-90) :
" السنة أن المستمع للإقامة يقول كما يقول المقيم ؛ لأنها أذان ثان ، فتجاب كما يجاب الأذان ، ويقول المستمع عند قول المقيم : (حي على الصلاة ، حي على الفلاح ) لا حول ولا قوة إلا بالله ، ويقول عند قوله : ( قد قامت الصلاة ) مثل قوله ، ولا يقول : أقامها الله وأدامها ؛ لأن الحديث في ذلك ضعيف ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول )
وهذا يعم الأذان والإقامة ؛ لأن كلا منهما يسمى أذانا .
ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد قول المقيم ( لا إله إلا الله )
ويقول : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة... إلخ كما يقول بعد الأذان .
ولا نعلم دليلا يصح يدل على استحباب ذكر شيء من الأدعية بين انتهاء الإقامة وقبل تكبيرة الإحرام سوى ما ذكر " انتهى .
وفي "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (10/347) :
" وأما بعد الفراغ من الذكر من الأذان أو الإقامة ، فلا أحفظ شيئا في هذا ، إلا أنه صلى الله عليه وسلم شرع للناس أن يجيبوا المؤذن والمقيم ، ويقولوا بعد الأذان والإقامة وبعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ) رواه البخاري في صحيحه " انتهى .
وانظر "مغني المحتاج" (1/329) ، "حاشية الجمل" (1/309) ، "الموسوعة الفقهية" (6/14) ، "الثمر المستطاب" (214-215)
والقول الثاني : أنه لا تستحب إجابة المقيم ، وبه جزم بعض الأحناف ، كما في رد المحتار (2/71) ، وبعض المالكية أيضا . قال الشيخ زروق : " ولا يحكي الإقامة " اهـ انظر : مواهب الجليل 2/132 .
اواختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله . قال :
" المتابعة في الإقامة فيها حديث أخرجه أبو داود ، لكنه ضعيف لا تقوم به الحجة ، والراجح أنه لا يتابع " انتهى . مجموع فتاوى الشيخ (12/169) ، وانظر الشرح الممتع (1/318) ط مصر .
وأما حديث : " بين كل أذنين صلاة " ، فإنما سميت الإقامة أذانا من باب التغليب ، ولم نقف على تسميتها أذانا بمفردها .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وَتَوَارَدَ الشُّرَّاح عَلَى أَنَّ هَذَا مِنْ بَاب التَّغْلِيب كَقَوْلِهِمْ الْقَمَرَيْنِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَر ... " .
وانظر : أحكام الأذان والنداء والإقامة تأليف : سامي بن فراج الحازمي (441-443) .

#التراويح_عشرون_ركعة_بالإجماع_:


فضل التراويح : حديث أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ ، ومن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري ومسلم. وللبخاري «من صام رمضانَ إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذَنْبِهِ». وفي رواية الترمذي «مَنْ صامَ رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غُفِرَ له ما تقدَّم مِنْ ذَنْبِهِ». وأخرج النسائي رواية البخاري .عدد ركعات التراويح : . وَ قد ثبَتَ الإجماعُ القولِيُّ و العَمَلِيُّ على العِشْرِين ، وهو قول اصحاب المذاهب الاربعة من عصر الصحابة الى عصرنا ولم يشذ الا بعض الناس !!! قال الشيخ عبد الله سراج الدين الحسيني رحمه الله في بيان بعض ما استدل به جمهور العلماء ، الذين منهم الأئمة الأربعة وأتباعهم على أن المندوب جمع الناس في التراويح على عشرين ركعة : بسم الرحمن الرحيم حجة من قال: (إنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة) إن أدلة جمهور العلماء والأئمة الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية, على أن التراويح عشرون ركعة هي كثيرة نذكر جملة منها : 1-روى البيهقي في (معرفة السنن والآثار) عن السائب بن يزيد قال: (كنا نقوم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشرين ركعة والوتر).قال النووي في (الخلاصة) : إسناده صحيح كما نقله القارئ في (المرقاة) وابن الهمام في (فتح القدير). 2- روى الإمام مالك في (الموطأ) عن يزيد بن رومان أنه قال : ( كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة)-أي :مع الوتر-وإسناده قوي كما نبه على قوته في (بذل المجهود). 3-روى ابن أبي شيبة عن يحيى بن سعيد (أنَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أمَرَ رجلاً يصلي بهم عشرين ركعة) إسناده قوي. 4-روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد العزيز بن رفيع قال :( كان أبي بن كعب رضي الله عنه يُصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة,يوتر بثلاث) إسناده قوي كما في (بذل المجهود). 5-روى ابن أبي شيبة ,هن عطاء قال: (أدركت الناس وهم يصلون ثلاثاً وعشرين ركعةً بالوتر)إسناده حسن كما في(بذل المجهود). 6-روى البيهقي عن أبي الخطيب قال :( كان يَؤُمنا سويد بن غفلة في رمضان,فيصلي خمس ترويحات,عشرين ركعة)وإسناده حسن كما في (بذل المجهود). 7-روى ابن أبي شيبة عن نافع قال :( كان ابن أبي مليكة يصلي بنا في شهر رمضان عشرين ركعة)إسناده صحيح. 8-روى ابن أبي شيبة عن سعد بن عبيد :( أن علي بن ربيعة كان يصلي بهم في رمضان خمس ترويحات –أي:عشرين ركعة-ويوتر بثلاث) إسناده صحيح,كما نبه على ذلك كله في بذل المجهود شرح سنن أب داود). 9-روى محمد بن نصر في باب عدد الركعات التي يقوم بها الإمام للناس في رمضان, عن زيد بن وهب قال : كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف وعليه ليل , قال الأعمش : كان ابن مسعود رضي الله عنه يصلي عشرين ركعة ,ويوتر بثلاث. 10-وروى محمد بن نصر أيضاً في الباب المتقدم, عن عبد الله بن قيس ,عن شتير –وكان من أصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم المعدودين-أنه كان يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث. فهذه الأحاديث والآثار باجتماع بعضها إلى بعض وتقوية بعضها لبعض , تثبت بها حجة صحيحة وأدلة صريحة أن صلاة التراويح هي عشرون ركعة وذلك من وجوه متعددة:  1-هذه الآثار بجميعها تدل على أن عدد العشرين له أصل في عمل الجماهير من الصحابة والتابعين الذين تقدم ذكرهم , وأن صلاة التراويح عشرون ركعة ليس قولاً ضعيفاً ,بل جرى عليه جماهير الصحابة و التابعين ,كما دلت عليه الآثارالسابقة. 2-إن هؤلاء الأئمة من الصحابة والتابعين الذين تقدم ذكرهم ليسوا بمبتدعين ولكنهم متبعون سنن النبي صلى الله عليه وسلم فمن المحال ديناً وشرعاً أن يصلوا في رمضان بعشرين ركعة ويؤموا بالناس وتتبعهم الجماهير من الناس يقتدون بهم , من المحال أن يكون ذلك من تلقاء أنفسهم دون أن يكون لهم دليل ثابت عنه صلى الله عليه وسلم بعدد العشرين. 3-أتظن أن عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنه ومن بعدهم من التابعين الذين تقدم ذكرهم, أتظنُّ أنهم تركوا العمل بالحديث الذي يدل على أن صلاة التراويح ثمانية وصلوها عشرين ركعة من غير دليل ثابت عنه صلى الله عليه وسلم.كلا وحاشاهم من ذلك. بل لا بد وأن لهم من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يثبت هذا العدد العشرين ولو لم تصل إلينا روايته بالاتصال والإسناد الصحيح. 4-يؤيد ما ذكرناه ,ما روى الطبراني وابن أبي شيبة والبيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما,أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة سوى الوتر وإسناده ضعيف ولكن الآثار المتقدمة تؤيده وتنهض به.
عرض عناصر أقل