الأحد، 14 يونيو 2020

هل أجاز أردوغان جواز المثليين!؟ أم هو إفتراء وكذب من قبل المداخلة وأعدائه!؟

إزالة_اللبس_عن_تهمة_أردوغان_يبيح_زواج_المثليين 
يقول_المعترض: لماذا يجوز أردوغان جواز المثليين.
#الجواب: أولا هذا السؤال مبني على مقدمة كاذبة.



لأن أردوغان لم يجوز *زواج* المثليين ولا تحدث عن ممارستهم للواط فهذا كذب عليه.
إنما الهرج والمرج الذي خاضوه من أجله هو سؤال وجه إليه يتعلق بتعامل الناس مع المثليين "ركز: بتعامل الناس لا القانون ولا الحكومة" فقالوا بأنهم يعاملونهم بقسوة وبشدة وغلظة.
وُجّه هذا السؤال لأردوغان في بداية حكمه حيث كان العلمانيون في أوج قوتهم وكان أردوغان آنذاك يخفي توجهاته الإسلامية خلافا لخطاباته بعد أن ازداد تمكنه وازداد الشعب التركي قربا للإسلام بفضل طرقه التربوية بعد فضل الله؛ وكان الهدف من السؤال أساسا إثارة بلبلة حول أردوغان لتُوجه إليه أصابع الإتهام "في معاداة الحريات والديموقراطية والتطرف وغير ذلك" ولم يكن أردوغان مغردا في الفيسبوك أو مجرد معبر عن آرائه وإنما كان رئيسا للوزراء وجوابه على السؤال لا يجب أن يخرج عن نطاق الدستور وأمامه خياران "إما أن يجيب بطريقة فيها نوع من التورية ليستمر في مشروعه؛ وإما أن يفضح مخططاته كما أُريدَ له أن يفعل ويُقصى ويُستبدل بعلماني قحّ يعيث في الأرض فسادا كما عاث فيها من سبق أردوغان من بعد إسقاط الخلافة العثمانية" لذلك فمن سلامة العقل والتخطيط السليم ألا يسارع أردوغان لقطف الثمرة والاستمتاع بإعلان بعض الشرائع ليبين للناس أنه أقام الدولة الإسلامية بينما لا شعبه ولا جيشه سيتحمل هذا الإنقلاب المفاجئ بعدما تعودوا على الإنحلال والفجور والإبتعاد عن طريق الله بطريقة ممنهجة عبر ثمانين سنة من الحكم العلماني المتوحش؛ فكان لازما عليه أن يركز على المحاور الرئيسية المهمة:




1 - تصفية الدولة العميقة وأجهزة الإستخبارات من امتداد الأيادي الماسونية فيها.
2 - السيطرة على المخابرات والجيش والدولة العميقة.
3 - إعداد العدة وتوفير القوة التي يستطيع أن يحمي بها الحق "تطوير الجيش إلى أن صار مصنّعا ل 70% من عدته وعتاده".
4 - التخلص من هيمنة الدول الخارجية على الدولة شيئا فشيئا وتعويض خبرتهم بخبرة محلية تسيّر البلاد محافظة على سيادتها.
5 - توفير قوة اقتصادية لضمان العيش الرغيد وتطوير البلد وتعميرها وهذا ما يحتاجه أي شعب في العالم سواء كان مسلما أم كافرا وكذب من زعم أن التطور الإقتصادي غير مهم؛ فقبل أن يفكر أردوغان في قطع يد السارق هو يحاول قطع السبل التي تضطره للسرقة وقبل أن يمنع عليهم الخمر يحتاج إلى تربية الجيل التركي تربية دينية حتى يكره معظمهم الخمر شيئا فشيئا ويتركوه ديانة لا رهبة كما تدرج النبي صلى الله عليه وسلم في تحريمه حتى إذا نزل التحريم ترك الصحابة الخمر بأنفسهم فإذا عمّ في المجتمع بغض الكبائر والمحرمات سهُل على الحاكم حينئذ تطبيق الحدود على من ينحرف على السكة؛ أما أن يكون معظم الشعب منغمسا في موجبات الحدود وأول ما تتولى الحكم تطبق الحدود فإنك ستدخل في أحد خيارين "إما أن تطبق الحد على معظم الشعب فيصطفوا أمامك بالملايين وتجلدهم لوحدك وتقطع أيديهم أو رؤوسهم وإما أن يقطعوا هم رأسك ويستمروا في غيهم يعمهون ولن تحقق بذلك أي مصلحة للإسلام والعاقل يختار".
6 - إحلال الأمن والطمأنينة بالتخلص من المنظمات الإرهابية الموجودة في تركيا آنذاك.
7 -السعي في التطور العلمي والتكنلوجي حتى تصبح الدولة قادرة على منافسة الدول الأخرى.
8 - الدفاع عن المظلومين وتحقيق العدالة في الأرض.
9 - جعل البلد قبلة لكل مظلوم هارب من الظلم والجبروت والتقتيل فتصبح مماثلة لدولة الحبشة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تحمي المستضعفين والمهاجرين فكذلك تحمي اليوم تركيا اللاجئين من سوريا وليبيا والإيغور وبورما.
10 - بل تتدخل عسكريا إن لزم الأمر لحماية المظلومين من المسلمين ونصرتهم كما في ليبيا وسوريا وكلما ازدادت الدولة قوة كلما ازدادت قدرتها على الدفاع عن المسلمين.
11 - سعيه للوحدة الإسلامية ومده يد التعاون مع كل الدول الراغبة في ذلك وحتى الدول الشريفة من غير الدول المسلمة يستعد للتعاون معها في الخير.
12 - إصلاحه للأجيال ونشر الدعوة وفتح حرية الممارسة للعقائد الإسلامية التي حُرموا منها دون قمع للشيوخ والعلماء كما تفعل الدولة التي تزعم أنها دولة التوحيد بل يستقبل كل المفكرين والعلماء الذين يريدون قول كلمة الحق بعيدا عن جبروت السلطان وحتى في مسلسلاته نافس المسلسلات العلمانية وكما دسوا السم للشعوب في الدراما قام بتعزيز مبادئ الهوية الإسلامية والشجاعة والرجولة فيها؛ فمشاهدة التركي وغير التركي لمسلسل مثل مسلسل أرطغرل تجعله تلقائيا محبا للرجولة والإسلام مبغضا للمثلية والإنحلال وبذلك يربيهم تربية صحيحة.

#نأتي_لتفسير_كلامه_في_المثليين.
ومعلوم أن المقصود بالمثليين في أوروبا وتلك الدول هو نمط عيش معين "يعرف عندنا بالمخنث أو الفاملات" وهذا التصرف العدواني من الشعب الذي سُئل عنه أردوغان موجه لهؤلاء الناس في حياتهم العامة وليس القصد منه "أثناء ممارستهم للواط" لأنه لا يوجد في تركيا من يمارس اللواط علنا حتى يُرى أصلا لكن بمجرد تجوله في الشارع تعرف أنه مخنث أو مثلي فيعاملهم الناس باحتقار.
فأردوغان طلب الرفق بهم في المعاملة "ربما كطريقة لعدم التنفير".
ولم يتحدث لا عن زواج المثليين ولا عن اللواط.
أما عدم الحكم على الممارسين للواط بالحد الشرعي "الإعدام" فهذا غير محصور في تركيا بل كل دول العالم اليوم لا تطبق هذا الحد؛ حتى السعودية فيها فيديوهات كثيرة للمثليين جاهروا بها ولم يُعاقبوا بل وقد ظهرت ظاهرة بنات الليل في السعودية ويعملن بحرية وعندي فيديو لذلك.
فلماذا الدندنة حول قضية المثليين واختصاص أردوغان بها دون بقية الدول؟
كأن السيسي يعاقب المثليين مثلا؟ حتى في الجزائر لا يوجد عقاب لهم بل يستضافون في القنوات ولا يعاقبون في أي دولة أخرى.
وهل حُلّت كل مشاكل الأمة لينشغل أردوغان بالمثليين ويفتح على نفسه حربا هو في غنى عنها أصلا وليس هذا وقتها ؟ كان بإمكانك إن تعمم سؤالك وتقول لماذا لا يحكم أردوغان بما أنزل الله في كل شيء ولكنكم تتعمدون ذكر قضية المثليين لتظهروه مختصا بهم رغم أنها بلوى عمت العالم كله.
#أخيرا: كما قال الشيخ الألباني ومن سبقه: من تعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه.

وقد حكم النجاشي رحمه الله بالنصرانية ومع ذلك شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح ومعلوم أن ما أظهره أردوغان من الإسلام والدفاع عن المسلمين قولا وعملا وإصلاح الدولة وتطويرها أعظم بكثير مما فعله النجاشي إذ اكتفى النجاشي رحمه الله بإيواء المسلمين في دولته ولم يحرك جيشه للجهاد ولم يُساهم في دعوة النصارى إلى الإسلام ولم يعلن حتى عن إسلامه بل كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية "لم يكن النجاشي قادرا حتى على الصلاة والصيام والزكاة والحج بسبب إخفائه لإسلامه".

والشاهد: من ينكر على أردوغان هذه الأمور فالأولى أن ينكر على النجاشي رحمه الله.

#ملاحظة: النجاشي تابعي وليس صحابيا إذ لم ير النبي صلى الله عليه وسلم وشروط الصحبة أن يراه مؤمنا ويموت على الإيمان.

#ملاحظة_2: لستُ أقول بأن أردوغان عند الله خير من النجاشي فالله أعلم بحالهما والنجاشي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته بالصلاح وأردوغان ولد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فلا فرصة لأن يشهد له بالصلاح أو غير الصلاح ولكن الله حي لا يموت "هو أعلمُ بمن اتقى" ونحسبه والله حسيبه على خير ولا نزكي على الله أحدا.
كتبه صهيب بوزيدي.

ماهي أركان الصلاة وماهو واجباته وسننه القولية والفعلية ( الهيئات ) ؟!

أركان الصلاة ، وهي أربعة عشر ركناً ، كما يلي :

1- أحدها القيام في الفرض على القادر .
2- تكبيرة الإحرام وهي الله أكبر .
3- قراءة الفاتحة .
4- الركوع ، وأقله أن ينحني بحيث يمكنه مس ركبتيه بكفيه ، وأكمله أن يمد ظهره مستويا ويجعل رأسه حياله .
5- الرفع منه .
6- الاعتدال قائما .
7- السجود ، وأكمله تمكين جبهته وأنفه وكفيه وركبتيه وأطراف أصابع قدميه من محل سجوده . وأقله وضع جزء من كل عضو .
8- الرفع من السجود .
9- الجلوس بين السجدتين . وكيف جلس كفى ، والسنة أن يجلس مفترشا على رجله اليسرى وينصب اليمنى ويوجهها إلى القبلة .
10- الطمأنينة وهي السكون في كل ركن فعلي .
11- التشهد الأخير .
12- الجلوس له وللتسليمتين .
13- التسليمتان ، وهو أن يقول مرتين : السلام عليكم ورحمة الله ، ويكفي في النفل تسليمة واحدة ، وكذا في الجنازة .
14- ترتيب الأركان كما ذكرنا ، فلو سجد مثلا قبل ركوعه عمدا بطلت ، وسهواً لزمه الرجوع ليركع ثم يسجد .
ثانيا : واجبات الصلاة ، وهي ثمانية ، كما يلي :
1- التكبير لغير الإحرام .
2- قول : سمع الله لمن حمده للإمام وللمنفرد .
3- قول : ربنا ولك الحمد .
4- قول : سبحان ربي العظيم مرة في الركوع .
5- قول : سبحان ربي الأعلى مرة في السجود .
6- قول : رب اغفر لي بين السجدتين .
7- التشهد الأول .
8- الجلوس للتشهد الأول .

سنن الصلاة القولية ، وهي إحدى عشرة سنة ، كما يلي :

1- قوله بعد تكبيرة الإحرام : " سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك " ويسمى دعاء الاستفتاح .
2- التعوذ .
3- البسملة .
4- قول : آمين .
5- قراءة السورة بعد الفاتحة .
6- الجهر بالقراءة للإمام .
7- قول غير المأموم بعد التحميد : ملء السماوات ، وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد . (والصحيح أنه سنة للمأموم أيضاً) .
8- ما زاد على المرة في تسبيح الركوع . أي التسبيحة الثانية والثالثة وما زاد على ذلك .
9- ما زاد على المرة في تسبيح السجود .
10- ما زاد على المرة في قوله بين السجدتين : رب اغفر لي .
11- الصلاة في التشهد الأخير على آله عليهم السلام ، والبركة عليه وعليهم ، والدعاء بعده .

سنن الأفعال ، وتسمى الهيئات :

أنواع الصلاة وكيفية أدائها - موضوع

1- رفع اليدين مع تكبيرة الإحرام .
2- وعند الركوع .
3- وعند الرفع منه .
4- وحطهما عقب ذلك .
5- وضع اليمين على الشمال .
6- نظره إلى موضع سجوده .
7- تفرقته بين قدميه قائما .
8- قبض ركبتيه بيديه مفرجتي الأصابع في ركوعه ، ومد ظهره فيه ، وجعل رأسه حياله .
9- تمكين أعضاء السجود من الأرض ومباشرتها لمحل السجود سوى الركبتين فيكره .
10- مجافاة عضديه عن جنبيه ، وبطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ، وتفريقه بين ركبتيه ، وإقامة قدميه ، وجعل بطون أصابعهما على الأرض مفرقةً ، ووضع يديه حذو منكبيه مبسوطةً مضمومةَ الأصابع .
11- الافتراش في الجلوس بين السجدتين ، وفي التشهد الأول ، والتورك في الثاني .
12- وضع اليدين على الفخذين مبسوطتين مضمومتي الأصابع بين السجدتين ، وكذا في التشهد إلا أنه يقبض من اليمنى الخنصر والبنصر ويحلق إبهامها مع الوسطى ويشير بسبابتها عند ذكر الله .
13- التفاته يمينا وشمالا في تسليمه .

أقوال العلماء في العذر بالجهل والتأويل في التكفير والتبديع والتفسيق !

 أقوال العلماء في العذر بالجهل والتأويل في التكفير والتبديع والتفسيق !
قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والفوائد منه.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " إن المتأوِّل الذي قصد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفر ، بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ ، وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية ، وأما مسائل العقائد : فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها ، وهذا القول لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين ، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع " " منهاج السنَّة " ( 5 / 239 ).

#التعليق: يستفاد من كلام شيخ الإسلام ثلاثة أمور:
1 / أن شيخ الإسلام يعذر بالتأويل في التفكير والتبديع والتفسيق ولم يقتصر على التكفير فقط ودل على ذلك قوله (إن المتأول الذي قصد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفر بل ولا يفسق إذا اجتهد فأخطأ)
فلا شك أن البدعة على قسمين بدعة مكفرة وبدعة مفسقة ونفي ابن تيمية التكفير والتفسيق عذرا بالتأويل يعني نفي التبديع أيضا بسبب العذر بالتأويل. 

لا يتوفر وصف للصورة. 
2 / ابن تيمية قال (وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية ، وأما مسائل العقائد : فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها ، وهذا القول لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين) فكان هذا ردا من شيخ الإسلام ابن تيمية على الذين يعذرون في المسائل العملية ولكنهم لا يعذرون في مسائل العقائد فقال أن العذر في المسائل العملية مشهور عند الناس أي أن الناس عموما لم يقعوا في الخطأ من ناحية عدم العذر بالتأويل في المسائل العملية لكن المشكلة هي وقوع بعض الناس في الغلط حيث اقتصروا على العذر بالتأويل في المسائل العملية دون الاعتقادية ثم علق على ذلك قائلا وهذا (اي العذر في المسائل العملية دون العقدية) لا يعرف عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين = فبين شيخ الإسلام أن عدم العذر بالتأويل في المسائل العقدية والاقتصار على العذر في المسائل العملية لم يقل به احد من السلف ولا أئمة المسلمين ثم بين شيخ الإسلام من الذي يقول به.
3 / تابع شيخ الاسلام كلامه قائلا (وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع) أي أن عدم العذر بالتأويل في التكفير والتبديع والتفسيق في المسائل العقدية هو من أقوال أهل البدع == وبين أن قول الأئمة هو العذر بالتأويل في المسائل العملية والعلمية معا.

4 / ما سبق ذكره لا يعني أنه يدفع العقوبة في الدنيا فمثلا لو شرب رجل الخمر مستحلا لها وهو جاهل أو متأول فهذا يجلد ومن قاتل المسلمين وبغى عليهم بتأويل يقاتل ومن أضل الناس ببدعة تضر الناس في دينهم فهذا يعاقب (طبعا كلام شيخ الإسلام يخص الحالات التي يكون فيها ولي الأمر مطبقا للأحكام الشرعية فيردع المفسدين والمبتدعة وليس معنى كلامه أن كل رجل يأتي ويطبق الأحكام على هواه وبحث هذه المسألة ستكون في منشورات آتية ان شاء الله)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " وهذا الذي ذكرتُه فيما تركه المسلم من واجب أو فعله من محرم بتأويل اجتهاد أو تقليد : واضح عندي ، وحاله فيه أحسن من حال الكافر المتأول ، وهذا لا يمنع أن أقاتل الباغي المتأول ، وأجلد الشارب المتأول ، ونحو ذلك ؛ فإن التأويل لا يرفع عقوبة الدنيا مطلقا ؛ إذ الغرض بالعقوبة دفع فساد الاعتداء " .
انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 22 / 14 ) .
وقال - رحمه الله - : " وأما من أظهر ما فيه مضرة : فإنه تدفع مضرته ولو بعقابه ، وإن كان مسلماً فاسقاً أو عاصياً ، أو عدلاً مجتهداً مخطئاً ، بل صالحا أو عالما ، سواء في ذلك المقدور عليه والممتنع ... وكذلك يعاقب من دعا إلى بدعة تضر الناس في دينهم ؛ وإن كان قد يكون معذوراً فيها في نفس الأمر لاجتهاد أو تقليد " انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 10 / 375 ) .


أقوال العلماء في العذر بالجهل والتأويل في التكفير والتبديع والتفسيق 
جمع أقوال العلماء في العذر بالجهل والتأويل من دون التعقيب عليها ليسهل على الاخوة الاستدلال بها:

1 / قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : " وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها ، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق ، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده ، أو لم يتمكن من فهمها ، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها ،
 فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ : فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان ، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية ، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وجماهير أئمة الإسلام " ." مجموع الفتاوى " ( 23 / 346 )

2 / قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " قال العلماء : كل متأول معذور بتأويله : ليس بآثم ، إذا كان تأويله سائغا في لسان العرب ، وكان له وجه في العلم " انتهى من " فتح الباري " ( 12 / 304 ).

3 / قال أبو سليمان الخطابي - رحمه الله - : " قوله ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ) فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين ؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته ، وفيه : أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأوله " انتهى من " معالم السنن " الخطابي (4/295) ، وانظر " السنن الكبرى للبيهقي " ( 10 / 208 ).

4 / قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " قد يُنقل عن أحدهم أنه كفَّر من قال بعض الأقوال ويكون مقصوده أن هذا القول كفر ليُحذر ، ولا يلزم إذا كان القول كفراً ، أن يكفر كل من قاله مع الجهل والتأويل ؛ فإن ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الآخرة في حقه وذلك له شروط وموانع " انتهى من " منهاج السنَّة النبوية " ( 5 / 240 ) .

5 /قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله
((وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته ؛ لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بيِّنة ، ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق ، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم وأنه يدور على التعطيل ، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة ، لكن ما كان يكفر أعيانهم)) مجموع الفتاوى " ( 23 / 348 ، 349 ) .
6 / قال شيخ الاسلام ابن تيمية في نفس المصدر السابق ((وكذلك الشافعي لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن مخلوق : كفرت بالله العظيم ، بيَّن له أن هذا القول كُفر ، ولم يحكم بردة حفص بمجرد ذلك ، لأنه لم يتبين له الحجة التي يكفر بها ، ولو اعتقد أنه مرتد لسعى في قتله ، وقد صرح في كتبه بقبول شهادة أهل الأهواء والصلاة خلفهم " انتهى من " مجموع الفتاوى)) ( 23 / 348 ، 349 ) .

لا يتوفر وصف للصورة.

6 / قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

(( فمن جحد ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أو جحد بعضه غير متأول من أهل البدع فهو كافر ؛ لأنه كذَّب الله ورسوله واستكبر على الحق وعانده .
أ. فكل مبتدع من جهمي وقدري وخارجي ورافضي ونحوهم : عرف أن بدعته مناقضة لما جاء به الكتاب والسنة ، ثم أصر عليها ونصرها : فهو كافر بالله العظيم ، مشاق لله ورسوله من بعد ما تبين له الهدى .
ب. ومن كان من أهل البدع مؤمناً بالله ورسوله ظاهراً وباطناً ، معظماً لله ورسوله ملتزماً ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه خالف الحق وأخطأ في بعض المقالات ، وأخطأ في تأويله من غير كفر وجحد للهدى الذي تبين له : لم يكن كافرا ً، ولكنه يكون فاسقاً مبتدعاً ، أو مبتدعاً ضالاًّ ، أو معفوّاً عنه لخفاء المقالة وقوة اجتهاده في طلب الحق الذي لم يظفر به .
ولهذا كان الخوارج والمعتزلة والقدرية ونحوهم من أهل البدع أقساماً متنوعة :
أ. منهم من هو كافر بلا ريب كغلاة الجهمية الذين نفوا الأسماء والصفات ، وقد عرفوا أن بدعتهم مخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهؤلاء مكذبون للرسول عالمون بذلك .
ب. ومنهم من هو مبتدع ضال فاسق كالخوارج المتأولين والمعتزلة الذين ليس عندهم تكذيب للرسول ، ولكنهم ضلوا ببدعتهم ، وظنوا أن ما هم عليه هو الحق ، ولهذا اتفق الصحابة رضي الله عنهم في الحكم على بدعة الخوارج ومروقهم ، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة فيهم ، واتفقوا - أيضاً - على عدم خروجهم من الإسلام مع أنهم استحلوا دماء المسلمين وأنكروا الشفاعة في أهل الكبائر وكثيراً من الأصول الدينية ، ولكن تأويلهم منع من تكفيرهم .
ج. ومن أهل البدع من هو دون هؤلاء ككثير من القدرية وكالكلابية والأشعرية ، فهؤلاء مبتدعة ضالون في الأصول التي خالفوا فيها الكتاب والسنة ، وهي معروفة مشهورة ، وهم في بدعهم مراتب بحسب بُعدهم عن الحق وقربهم ، وبحسب بغيهم على أهل الحق بالتكفير والتفسيق والتبديع ، وبحسب قدرتهم على الوصول إلى الحق واجتهادهم فيه وضد ذلك ، وتفصيل القول فيه يطول جدّاً)) " توضيح الكافية الشافية " ( 156 - 158 ) .

7 / قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
((فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد لا الزيدية الشيعة , ولا سائر طوائف المسلمين , إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد , المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر , القائلين : بأن الإمامة بعد جعفر في محمد بن إسماعيل دون موسى بن جعفر , وأولئك ملاحدة منافقون. والإمامية الاثنا عشرية خير منهم بكثير , فإن الإمامية مع فرط جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا , ليسوا زنادقة منافقين , لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم , وأما أولئك فأئمتهم الكبار العارفون بحقيقة دعوتهم الباطنية زنادقة منافقون , وأما عوامهم الذين لم يعرفوا أمرهم فقد يكونون مسلمين)). منهاج السنة (2/452)

8 / قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في حق الروافض:
((وأما تكفيرهم وتخليدهم ففيه أيضا للعلماء قولان مشهوران , وهما روايتان عن أحمد , والقولان في الخوارج والمارقين من الحرورية , والرافضة ونحوهم , والصحيح : أن هذه الأقوال التي يقولونها التي يعلم أنها مخالفة لما جاء به الرسول كفر , وكذلك أفعالهم التي هي من جنس أفعال الكفار بالمسلمين هي كفر أيضا , وقد ذكرت دلائل ذلك في غير هذا الموضع , لكن تكفير الواحد المعين منهم , والحكم بتخليده في النار , موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه , فإنا نطلق القول بنصوص الوعد والتكفير والتفسيق , ولا نحكم للمعين بدخوله في ذلك العام حتى يقوم فيه المقتضى الذي لا معارض له)).مجموع الفتاوى (28/500).

9 / قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
(( نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم مما يخالفه)) من كتابه الاستغاثة في الرد على البكري (377)

10 / قال الامام ابن القيم رحمه الله
((فأما أهل البدع الموافقون لأهل الإسلام ولكنهم مخالفون في بعض الأصول كالرافضة والقدرية والجهمية وغلاة المرجئة ونحوهم فهؤلاء أقسام:
أحدها: الجاهل المقلد الذي لا بصيرة له فهذا لا يكفر ولا يفسق ولا ترد شهادته إذا لم يكن قادرا على تعلم الهدى وحكمه حكم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً)) الطرق الحكمية (1/254).

11 / قال الإمام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله:
( وإذا كنا : لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله؟ إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل ) الدرر السنية (1/104).

12 / قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
((والشيخ محمد [محمد بن عبد الوهاب ]رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر،حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر تاركها، قال في بعض رسائله: "وإذا كنا لا نقاتل من يعبد قبّة الكواز، حتى نتقدم بدعوته إلى إخلاص الدين لله، فكيف نكفر من لم يهاجر إلينا وإن كان مؤمناً موحداً". وقال: وقد سئل عن مثل هؤلاء الجهال، فقرر أن من قامت عليه الحجة وتأهل لمعرفتها يكفر بعبادة القبور)) منهاج التأسيس والتقديس (98-99)

13 / قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ايضا
"فمن بلغته دعوة الرسل إلى توحيد الله ووجوب الإسلام له، وفقه أن الرسل جاءت بهذا لم يكن له عذر في مخالفتهم وترك عبادة الله، وهذا هو الذي يجزم بتكفيره إذا عبد غير الله، وجعل معه الأنداد والآلهة، والشيخ وغيره من المسلمين لا يتوقفون في هذا، وشيخنا رحمه الله قد قرّر هذا وبينه وفاقاً لعلماء الأمة واقتداء بهم ولم يكفر إلاّ بعد قيام الحجة وظهور الدليل حتى إنه رحمه الله توقف في تكفير الجاهل من عباد القبور إذا لم يتيسر له من ينبهه، وهذا هو المراد بقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله: حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل البيان الذي يفهمه المخاطب ويعقله فقد تبين له". مصباح الظلام (499).

14 / قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
((وأما العذر بالجهل : فهذا مقتضى عموم النصوص ، ولا يستطيع أحد أن يأتي بدليل يدل على أن الإنسان لا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) الإسراء/ 15 ، وقال تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء/ 165 ، ولولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يلزمون بمقتضى الفطرة ولا حاجة لإرسال الرسل ، فالعذر بالجهل هو مقتضى أدلة الكتاب والسنة ، وقد نص على ذلك أئمة أهل العلم : كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لكن قد يكون الإنسان مفرطاً في طلب العلم فيأثم من هذه الناحية أي : أنه قد يتيسر له أن يتعلم ؛ لكن لا يهتم ، أو يقال له : هذا حرام ؛ ولكن لا يهتم ، فهنا يكون مقصراً من هذه الناحية ، ويأثم بذلك ، أما رجل عاش بين أناس يفعلون المعصية ولا يرون إلا أنها مباحة ثم نقول : هذا يأثم ، وهو لم تبلغه الرسالة : هذا بعيد ، ونحن في الحقيقة - يا إخواني- لسنا نحكم بمقتضى عواطفنا ، إنما نحكم بما تقتضيه الشريعة ، والرب عز وجل يقول : ( إن رحمتي سبقت غضبي ) فكيف نؤاخذ إنساناً بجهله وهو لم يطرأ على باله أن هذا حرام ؟ بل إن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قال : " نحن لا نكفر الذين وضعوا صنماً على قبر عبد القادر الجيلاني وعلى قبر البدوي لجهلهم وعدم تنبيههم )) .
لقاءات الباب المفتوح ( 33 / السؤال رقم 12 ).

--
أقوال العلماء في العذر بالجهل_والتأويل_في_التكفير_والتبديع_والتفسيق:
كلام جميل للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة ؟
فأجاب :
(( الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية ، وربما يكون اختلافاً لفظيّاً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين ، أي : إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر ، أو هذا الفعل كفر ، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام ال
مقتضي في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات ، أو وجود بعض الموانع .
وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين :
الأول : أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام ، أو لا يدين بشيء ، ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه : فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا ، وأما في الآخرة : فأمره إلى الله تعالى ، والقول الراجح : أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل ، والله أعلم بما كانوا عاملين ، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى : ( ولا يظلم ربك أحداً ) .
وإنما قلنا : تُجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا - وهي أحكام الكفر - : لأنه لا يدين بالإسلام ، فلا يمكن أن يُعطى حكمه ، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة : لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه : " طريق الهجرتين " عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة .
النوع الثاني : أن يكون من شخص يدين بالإسلام ، ولكنه عاش على هذا المكفِّر ، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام ، ولا نبَّهه أحدٌ على ذلك : فهذا تُجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً ، أما في الآخرة : فأمره إلى الله عز وجل ، وقد دلَّ على ذلك الكتاب ، والسنَّة ، وأقوال أهل العلم .
فمن أدلة الكتاب : قوله تعالى : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) وقوله : ( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون ) . وقوله : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) وقوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء ) وقوله : ( وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) وقوله : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون . أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين . أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة ) .
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان .
وأما السنة : ففي صحيح مسلم1/134 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني : أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) .
وأما كلام أهل العلم : فقال في " المغني " ( 8 / 131 ) : " فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام ، والناشئ بغير دار الإسلام ، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم : لم يحكم بكفره " ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الفتاوى " ( 3 / 229 ) مجموع ابن قاسم : " إني دائماً - ومن جالسني يعلم ذلك مني - من أعظم الناس نهياً عن أن يُنسب معيَّن إلى تكفير ، وتفسيق ، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة ، وفاسقاً أخرى ، وعاصياً أخرى ، وإني أقرر أن الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطأها ، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية ، والمسائل العملية ، وما زال السلف يتنازعون في كثير من المسائل ، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ، ولا بفسق ، ولا بمعصية "
إلى أن قال : " وكنت أبيِّن أن ما نُقل عن السلف والأئمَّة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا : فهو أيضاً حقٌّ ، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين " .
إلى أن قال : " والتكفير هو من الوعيد ، فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام ، أو نشأ ببادية بعيدة ، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة ، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص ، أو سمعها ولم تثبت عنده ، أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً " .
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ( 1 / 56 ) من " الدرر السنية " : " وأما التكفير : فأنا أكفِّر مَن عرف دين الرسول ، ثم بعدما عرفه سبَّه ، ونهى الناس عنه ، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره " . وفي ( ص 66 ) : " وأما الكذب والبهتان فقولهم : إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله ، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل ؟ ! " .
وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب ، والسنة ، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله تعالى ، ولطفه ، ورأفته ، فلن يعذب أحداً حتى يعذر إليه ، والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله تعالى من الحقوق ، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل .
فالأصل فيمن ينتسب للإسلام : بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي .... .
فالواجب قبل الحكم بالتكفير أن ينظر في أمرين :
الأمر الأول : دلالة الكتاب والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب .
الأمر الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه ، وتنتفي الموانع .
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) ، فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له ، ولكن هل يشترط أن يكون عالماً بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالماً بالمخالفة وإن كان جاهلاً بما يترتب عليها ؟ .
الجواب : الظاهر الثاني ؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة ؛ ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلاً بما يترتب على زناه ، وربما لو كان عالماً ما زنى . .. .
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً ، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً ، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة ، والاعتبار ، وأقوال أهل العلم)) .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / جواب السؤال 224 ) . ابن عثيمين".. سيرة عطرة وتلاوة نادرة خلال إمامته بالمسجد الحرام