الأحد، 2 يوليو 2023

بدعة المنع من التكبير جماعة جهرًا بصوت واحد ؟!

 [ بدعة المنع من التكبير جماعة جهرًا بصوت واحد ]

يُنْشَر بين المسلمين أن ( التكبير في العيد جهرًا جماعة بصوت واحد لم يفعله الصحابة ).
ويستدلون بأن السلف لم يفعلوها !!.
هكذا بكل جرأة على شرع الله تعالى، وافتراء على السلف.
والصحيح أن منع المسلمين من إظهار شعيرة من شعائر الإسلام وهي التكبير في العيد بدعة ومخالف لما عليه السلف.
وبيان أدلة التكبير الجماعي بصوت واحد سنة وأنه من هدي السلف .
ما رواه البخاري في صحيحه :
الأول : « وكان عمر رضي الله عنه، «يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا»
وكان ابن عمر «يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعا»
وكانت ميمونة: «تكبر يوم النحر» وكن «النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد».
الثاني : كان ابنُ عمرَ وأبو هريرةَ يخرجانِ إلى السوقِ في أيامِ العشرِ يُكبرانِ ويكبرُ الناسُ بتكبيرِهما
قال بعضهم : إن الباء سببية أي بسبب تكبيرهم يكبر الناس !! .
وجوابنا : إن التكبير مشروع في الأصل في كل وقت وليس بسبب أحد كما في الآية، وإنما يكبر الناس لتذكرهم بهذه الشعيرة.
قال شيخ الإسلام الموفق رحمه الله في المغني:
«ويظهرون التكبير في ليالي العيدين، وهو في الفطر آكد، لقول الله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة: 185]
وجملته أنه يستحب للناس إظهار التكبير في ليلتي العيدين في مساجدهم ومنازلهم وطرقهم، مسافرين كانوا أو مقيمين، لظاهر الآية المذكورة.....
ومعنى إظهار التكبير رفع الصوت به،
واستحب ذلك لما فيه من إظهار شعائر الإسلام، وتذكير الغير، وكان ابن عمر يكبر في قبته بمنى، يسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق، حتى ترتج منى تكبيرا.
قال أحمد: كان ابن عمر يكبر في العيدين جميعا، ويعجبنا ذلك. ».
قال فارس الخزرجي :
وقد دل الإجماع على مشروعية التكبير كما نقله الموفق، والنووي وابن تيمية وابن رجب رحمهم الله.
أما (صفة التكبير جماعة)
تتضح من خلال صورة التكبير التي يكبرون بها الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهي:
أن الصحابة عمر وابنه وأبا هريرة رضي الله عنهم إذا بدأوا بالتكبير يكبر الناس بتكبيرهم فتتحد التكبيرات، ولا يمكن أن يكبر كل واحد منهم على حدة؛ لأن الدليل نص على أنهم يكبرون بتكبيره ودل الدليل الواقعي على أنه ممتنع أن تختلف التكبيرات بحسب الأشخاص لأنه إن كبر واحد وخالفه الثاني والثالث والرابع سيوافق أحدهما الخامس، وستتفق جميع التكبيرات، فهل كان الناس يكبرون بهمس؟!.
وهذا مذهب السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
أما المبتدعة الذين يمنعون من التكبير بصوت واحد جماعة، فبدعتهم تفتقر إلى الدليل ومن قال هو اجتهاد، فهو اجتهاد فاسد في مقابل النصوص.
وفهمهم المستقل عن السلف والعلماء السابقين لحديث ابن مسعود (المتكلم في رواته) في الذكر ونحو من هذا الجهل، يرده نص ابن مسعود رضي الله عنه نفسه لأنه هو من نقل التكبيرات، والحديث رواه ابن ابي شيبة في مصنفه واختار هذه الصفة إمامنا أحمد رضي الله عنه.
قال عن عبد الله " أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد " ( 1 / 490).
وليت شعري، على هذه الجرأة لمخالفة النصوص وهدي السلف من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين والتبديع ومنع المسلمين من اظهار شعيرة من أعظم شعائر المسلمين التي يكرهها أعداء الملة والدين.
وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
في الحادي عشر من شهر عشر ذي الحجة لسنة أربع وأربعين وأربعمائة وألف للهجرة .
---

الشيخ صالح الفوزان يوصي ولاة الامور بالإخصاء كي لاينبت لهم لحى!