الأربعاء، 1 مايو 2024

ما لا يعرفه أكثر الناس عن رحمة الله ويُسر الدين !

 #ما_لا_يعرفه_أكثر_الناس_عن_رحمة_الله_ويُسر_الدين

اللهم إنا نسألك الجنة ونعيمها، وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل

#فكرة_المقال: إني واثق أن من يقرأ هذا المقال المليء بنصوص البشرى والرحمة ويُسر الدين ستتغير نظرته جذريا عن الشريعة الإسلامية، وسيطمع كل قارئ مهما كان مذنبا أو مقصرا في رحمة الله ليعلم أن دخول الجنة ليس بذاك الأمر الصعب الذي يتخيله الناس، ولن أكثر من ذكر آرائي الشخصية في المقال وإنما سأجعل الغالبية الساحقة للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية وتفسيرات الصحابة والعلماء القدامى، وصحيح أن المقال طويل إلا أنه يمكن قراءته على دفعات، وقد لا يملّ القارئ منه إلى أن ينهيه لما يراه من أحاديث وتفسيرات للصحابة والعلماء قد يسمع بها لأول مرة في حياته، تدخل السرور إلى القلب وتجعل الإنسان مستبشرا بمصيره في الآخرة.
هناك نظرة سوداوية مشوهة عن الله عز وجل تجعل كثيرا من الناس يحسون أن الله "وحاشاه" يحب تعذيب البشر وما خلقهم إلا لذلك بينما يقول الله عز وجل مكذّبا هذه النظرة ((مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا)) أي أن الله يخبرنا بأن الأصل أنه لا يحب تعذيب مخلوقاته ولا فائدة تُرجى من ذلك وإنما التعذيب هو حالة استثنائية تكون لمن يستحقه، وعندما نعرف رحمة الله الواسعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها ((لله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها)) نعلم أنه لا يعذب إلا من يستحق فعلا التعذيب.
والأصل أن الله خلق آدم للجنة ثم أخرجه منها ليتأهل لها ثم أعاده فيها، ولو أنه خلق الإنسان للنار أصالة لوضع آدم فيها أول الأمر بدل أن يضعه في الجنة.
مما يعني أن المحروم من الجنة هو الجاحد المستكبر الصاد عن سبيل الله أو المعرض عنه وهذا الذي لا يدخل الجنة أبدا، ثم يأتي من لم يتأهل بعد لدخول الجنة بعد اختبار الدنيا فيتأدب في النار لفترة مؤقتة قبل دخوله الجنة وهذا أيضا لا يصح إلا فيمن ظلم الناس وفعل الكبائر ثم لم يتب أو لم يغفر الله له، أما من اجتنب الكبائر فإن الله وعده بتكفير سيئاته قائلا ((إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)) وقال الله ((ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ))،
روى الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ((زنى العينين : النظر ، وزنى الشفتين : التقبيل ، وزنى اليدين : البطش ، وزنى الرجلين : المشي ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ، فإن تقدم بفرجه كان زانيا ، وإلا فهو اللمم)) وروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ((ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدركه ذلك لا محالة ، فزنى العينين النظر ، وزنى اللسان المنطق ، والنفس تتمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه))
وروى الطبري أيضا عن عبد الرحمن بن نافع الذي يقال له ابن لبابة الطائفي قال : سألت أبا هريرة عن قول الله ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) قال : ((القبلة ، والغمزة ، والنظرة والمباشرة ، إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل ، وهو الزنى)) وروى الطبري عن ابن عباس أنه قال :((اللمم : ما دون الحدين : حد الدنيا والآخرة)) قلت صهيب: أي يقصد كل ما لم يذكر في القرآن ولا في السنة له حدا في الدنيا كالجلد للزاني أو قاذف المحصنات أو قطع اليد أو القتل قصاصا ...إلى آخره، ولم يذكر له في الآخرة عذاب خاص كأن يتوعد فاعل ذلك الذنب بوعيد في الآخرة كقول الله (( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين فما لهم عن التذكرة معرضين )) وكذلك قول الله ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)) وغير ذلك من الأحكام التي ورد في النهي عنها وعيد خاص في الآخرة.
روى الطبري عن ابن عباس قوله ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) قال : ((كل شيء بين الحدين ، حد الدنيا وحد الآخرة تكفره الصلوات ، وهو اللمم ، وهو دون كل موجب ; فأما حد الدنيا فكل حد فرض الله عقوبته في الدنيا; وأما حد الآخرة فكل شيء ختمه الله بالنار ، وأخر عقوبته إلى الآخرة)).
وروى الحاكم بسند صححه الذهبي عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا أنه سئل ما اللمم؟ فقال: ((كل شيء ما لم يدخل المرود في المكحلة، فإذا دخل فذلك الزنى)).
روى أحمد وأبو داود وابن حبان والدارقطني وغيرهم في قصة الأسلمي الذي زنا وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم مقرا بالزنى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنكتها ؟ قال نعم: قال: حتى غاب ذلك منك في ذلك منها، كما يغيب المرود في المكحلة، والرشا في البئر؟ قال: نعم....إلى آخر الحديث)).
وقد يستغرب قارئ هذا الحديث اليوم من استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لفظا يُعدّ اليوم لفظا فاحشا، والجواب أن ما جعله الناس فاحشا اليوم لم يكن بالأمس كذلك بل كان من لغة العرب، وكان استفصال النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ له معنى فهو أراد التفريق بين اللمم الذي يُعد من الصغائر ولا يوجب الحد وبين ما يوجب الحد من الزنا فلذلك أكّد على السائل وحتى بعد أن أجابه زاد وقال (كما يغيب المرود في المكحلة) لأن ما يوجب الحد ويكون فيصلا بين الزنا الذي يعدّ كبيرة وبين اللمم الذي يعد صغيرة ولا يوجب الحد هو ما شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بغياب المرود في المكحلة، [أي إيلاج الفرج في الفرج].
ثم بعد أن نقل الطبري نقولات كثيرة حول تفسير معنى اللمم في الآية قال: ((وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال " إلا " بمعنى الاستثناء المنقطع ، ووجه معنى الكلام إلى ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم ) بما دون كبائر الإثم ، ودون الفواحش الموجبة للحدود في الدنيا ، والعذاب في الآخرة ، فإن ذلك معفو لهم عنه ، وذلك عندي نظير قوله جل ثناؤه : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) فوعد جل ثناؤه باجتناب الكبائر ، العفو عما دونها من السيئات ، وهو اللمم الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " العينان تزنيان ، واليدان تزنيان ، والرجلان تزنيان ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " ، وذلك أنه لا حد فيما دون ولوج الفرج في الفرج ، وذلك هو العفو من الله في الدنيا عن عقوبة العبد عليه ، والله جل ثناؤه أكرم من أن يعود فيما قد عفا عنه ، كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واللمم في كلام العرب : المقاربة للشيء ، ذكر الفراء أنه سمع العرب تقول : ضربه ما لمم القتل يريدون ضربا مقاربا للقتل)) انتهى كلام الطبري.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله ((فإن قيل: فهل تبيح الشريعة مثل ذلك، قيل: إذا تعين طريقا للدواء، ونجاة العبد من الهلكة، لم يكن بأعظم من مداواة المرأة للرجل الأجنبي ومداواته لها، ونظر الطبيب إلى بدن المريض ومسه بيده للحاجة، وأما التداوي بالجماع فلا يبيحه الشرع بوجه ما، وأما التداوي بالضم والقبلة فإن تحقق الشفاء به كان نظير التداوي بالخمر عند من يبيحه، بل هذا أسهل من التداوي بالخمر، فإن شربه من الكبائر، وهذا الفعل من الصغائر، والمقصود أن الشفاعة للعشاق فيما يجوز من الوصال والتلاق سنة ماضية وسعي مشكور)) [كتابه روضة المحبين ص: 379]
قلت صهيب: فإن تساءل القارئ ما سبب ذِكر قضية اللمم في مقال متعلق برحمة الله كان الجواب: ذلك لأن المشتهر بين الناس اليوم لما رأوا من خطاب الترهيب المحض المعاصر خرج عن الخطاب العلمي الشرعي الذي كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى دفع الناس إلى اليأس من رحمة الله، واليأس يدفع الإنسان إلى استباحة كل شيء دفعة واحدة مادام يرى دخول الجنة مستحيلا، وقد يقال [لماذا تثير هذه المسألة ولا تكتمها؟] فالجواب [لماذا ذكرها الله في القرآن إن كان يريد كتمانها ؟] ثم إن الله أمر ببيان العلم لا كتمانه فقال تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ))
وإني أذكر أن هناك من قال لي في الفايسبوك (إني أريد الانتحار) فقلت له تمهل فإن عواقبه في الآخرة وخيمة، فقال (وهل تظنني سأدخل الجنة إن لم أنتحر ؟ أنا في كل الأحوال داخل للنار) فقلت له ما الذي فعلته لكي تضمن لنفسك النار ؟ إنك تعلم أني لا أعرفك ولا تعرفني وأنك تكلمني من وراء شاشة الفايسبوك بحساب وهمي فلا بأس أن تصارحني لأساعدك في النصيحة، أجبني عن أسئلتي بصدق: أولست مسلما ؟ قال: أنا مسلم والحمد لله، فقلت له: أمارستَ سحرا ؟ قال لا، قلت أذهبت لكاهن أو عراف أو ساحر ؟ قال لا، فقلت هل قتلتَ نفسا ؟ قال لا، قلت أعذّبت نفسا ؟ قال لا، قلت أسرقت مالا أو أكلت حق غيرك ؟ قال لا، قلت أتسببت في سجن شخص بريء ؟ قال لا، قلت له: أأنت مدمن على الخمر أو المخدرات ؟ قال لم أذق أيا منها في حياتي، قلت فما هو ذنبك الذي جعلك تيأس ؟ أأنت عاق لوالديك ؟ أتشهد الزور ؟ قال لا، قلت: أتأكل لحم الخنيز أم تأكل مالا حراما ؟ أتلعب القمار ؟ قال لا أفعل أيا من هذه "أعوذ بالله" قلت له "إذًا فيبدو أنك خفت من الزنا، أتمارس الزنا ؟" قال "لا أبدا"،
قلت: فما بك ضمنت النار لنفسك ؟ ماذا فعلت تحديدا ؟ فقال: ((أنا يا أستاذ صهيب مقصر في صلاة الجماعة، ولا أعفي لحيتي، كما أن إزاري أسفل الكعبين ولست ملتزما في غض البصر)) فقلت له: لو تولت أمك حسابك أكانت لتدخلك النار من أجل ما ذكرت ؟ قال "لا" قلت: لماذا ؟ قال لأن أمي تحبني وهي رحيمة بي، فقلت له قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها)) واعلم أن الرحمة التي وزّعت على كل الخلائق بمن فيهم أمك وأمي وأمهات البشر والجن والحيوانات والحشرات والمخلوقات التي لا نعلمها لو اجتمعت جميعا فهي رحمة من مائة رحمة ألقى واحدة في الدنيا وأمسك عنده 99 رحمة للآخرة أي أني عندما أقول بأن الله أرحم بك من أمك فإني لا أقصد أنه أرحم منها بنسبة قليلة أو بمجرد الضعف وإنما رحمة الخلائق مجتمعة ببعضها تصل إلى نسبة 1% من رحمة الله بخلقه، أي بك وبي وبأمك وكل الخلائق، فهل تعتقد بعد كل هذا الكلام أنك ضامن للنار ؟
ثم إن المسائل التي ذكرتَها غير مجمع على تحريمها إلا مسألة غض البصر فهي محرمة على تفصيلٍ واختلاف بين العلماء في المحرم منها ومع ذلك فهي من الصغائر، أما اللحية فمختلف في حكمها ما بين مجيز لحلقها كالشافعية وما بين محرم لحلقها والمحرمون اختلفوا أيراد بالحديث مطلف الإعفاء أم الإعفاء المطلق وإن أريد الأول فهل لها حد شرعي أم عرفي أم صُوَري فمنهم من أجاز التخفيف منها بشرط ألا تحلق بالكلية ومنهم من حدها بالقبضة أما أصحاب القول الثاني فهم الذين أوجبوا إعفاءها بإطلاق والراجح عندي هو جواز حلقها كما ذهب لذلك الشافعية، وأن الإعفاء بغض النظر عن كون المراد منه الوجوب أم الاستحباب أم الجواز فإن المراد مطلق الإعفاء لا الإعفاء المطلق، وكذلك الإسبال اختلف فيه هل المحرم الإسبال للخيلاء أم لغير الخيلاء والراجح أن المحرم هو الإسبال للخيلاء أما لغير خيلاء فاختلف العلماء ما بين قائل بالجواز والكراهة والتحريم، والأجرح عندي هو الجواز لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ((لستَ من يفعل ذلك من خيلاء))، وأما صلاة الجماعة فمِن الفقهاء من رآها فرض كفاية ومنهم من رآها مستحبة ومنهم من قال بوجوبها والأرجح عندي أنها فرض كفاية مستحبة للأعيان، فإن كان هناك من أداها سقطت عن الجميع وكان المشارك فيها أعلى أجرا من مصليها في البيت وإن لم يؤدها أحد وقع الذنب على الجميع.
وأما غض البصر فإني لستُ أشجع على عدم غض البصر فلا شك أنه أزكى للنفس، وهو محرّم على كل حال، ولكن هل عدم غضك للبصر يعني اليأس من رحمة الله إلى درجة أن تستسلم وتساوي بين ذلك وبين الانت*حار ؟ هذه نتائج الترهيب المفرط التي تسبب للناس الاكتئاب وسوء الظن بالله عز وجل.
فإن كنت ترى أسلوبي ومنهجي غريبا ومتساهلا فاعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما هو أكثر تساهلا منه لمن فعل ذنبا أعظم من ذنبك فعن أنس رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال:(( يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ، ولم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال ـ أي الرجل ـ : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيّ كتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: " أليس قد صليت معنا؟ " قال: بلى. قال: " فإن الله قد غفر ذنبك)). [رواه البخاري ومسلم].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن رجلا أذنب ذنبا , فقال : يا رب , إني أذنبت ذنبا فاغفره . فقال الله : عبدي عمل ذنبا , فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره لي . فقال عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال عز وجل : عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , أشهدكم أني قد غفرت لعبدي , فليعمل ما شاء)). [رواه مسلم].
وفي رواية للبخاري قال الله ((غفرت لعبدي لثلاثا فليعمل ما شاء)).
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله عز وجل مائة رحمة، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق وبها تعطف الوحوش على أولادها، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة)).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه)) [رواه الطبراني]
عَنْ أَبِي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((لقد أُرِيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ في شَجَرةٍ قطعَها مِنْ ظَهْرِ الطريقِ، كانت تُؤذِي المسلِمينَ)). [رواه مسلم]
وعن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزَعَ رجلٌ لم يَعْمَلْ خيرًا قطُّ غُصْنَ شوكٍ عن الطريقِ، إما كان في شجرةٍ فقَطَعَه وألقاه ، وإما كان موضوعًا فأَماطَه، فشَكَرَ اللهَ له بها؛ فأدَخَلَه الجنةَ)) [رواه أبو داوود، وصححه الألباني].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((قالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ: فإذا ماتَ فَحَرِّقُوهُ واذْرُوا نِصْفَهُ في البَرِّ، ونِصْفَهُ في البَحْرِ، فَواللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عليه لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذابًا لا يُعَذِّبُهُ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ، فأمَرَ اللَّهُ البَحْرَ فَجَمع ما فِيهِ، وأَمَرَ البَرَّ فَجَمع ما فِيهِ، ثُمَّ قالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قالَ: مِن خَشْيَتِكَ وأَنْتَ أعْلَمُ، فَغَفَرَ له)) [رواه البخاري]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن رجلاً لم يعمل خيرًا قطُّ ، وكان يُدايِنُ الناسَ ، فيقولُ لرسولِه:خذ ما تَيسَّرَ واتركْ ما عَسُرَ ، وتَجاوزْ لعل اللهَ تعالى، أن يتجاوزَ عنا، فلما هلك قال اللهُ عز وجل له:هل عَمِلتَ خيرًا قطُّ؟ قال:لا إلا أنه كان لي غلامٌ وكنتُ أُداينُ الناسَ ، فإذا بعثتُه ليتقاضى، قلتُ له: خذ ما تَيسَّرَ، واترك ما عَسُرَ، وتجاوزْ ، لعل اللهَ يتجاوزُ عنا، قال اللهُ تعالى:قد تجاوزتُ عنك)). [صححه الألباني في صحيح الترغيب]
فزالت أفكار الانت*حار عن ذلك السائل وزادت طمأنينته وحبه لله عز وجل حتى قال (كنت أعبد الله على خوفٍ فصرت أعبده على حبٍّ أيضا وصار لي أمل في الرجاء).