يجوز ترك صلاة الجُمعة والجَماعة عند انتشار الأوبئة مثل فايروس #كورونا
بشرط أن يكون الخوف مُحققاً وليس مجرد وهم
لأن ترك الواجب لا يجوز إلا عند غلبة الظن أو طلب أولي الأمر وأهل الاختصاص
ولا يجوز إقفال المساجد إلا إذا انتشر الوباء وصدر أمر من أولي الأمر بذلك
والمعيار في ذلك هو صدور أوامر حكومية أو صحية بغلق المدارس والجامعات
وعندئذ يجوز غلق المساجد بالمناطق التي يخاف من انتشار الوباء فيها
أما المناطق التي لم تغلق فيها المدارس والجامعات فيجب أن تبقى مساجدها مفتوحة
Dr. Ali Al Qaradaghi (د. علي القره داغي)
. (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)
تأكيدا لما قلناه سابقا في أكثر من #نافذة_للوعي ، واستجابة لطلب بعض الأحباب في ضرورة إصدار بيان صريح وواضح حول نازلة #كورونا فأقول بمنتهى الاختصار:
إن أي عمل يعدّه الأطبّاء سببا واضحا في انتشار الوباء مثل التجمعات المختلفة للمناسبات الدينية والاجتماعية ونحوها، سواء كان ذلك في المساجد أو صالات الأفراح والعزاء وغيرها، فإن المشاركة فيه إثم وحرام، خاصة ممّن يظن الناس فيهم أنهم أهل للاقتداء كالخطباء والأطبّاء والوجهاء.
أنا هنا لا أتكلم عن رخصة لمعذور، وإنما أتكلم عن إثم يتحمله كل شخص يشجّع مثل هذه الأعمال ولو كان بنفسه صحيح الجسم قويّ البنية، أما التذرّع بقوّة الإيمان ويقين التوكّل فهذا طامّة أكبر، لأنه تشجيع واضح على المشاركة، واتهام للآخرين بقلّة الإيمان وضعف التوكّل.
هذا خلاصة الموقف الشرعي الذي توصّلت إليه وفق أدلة وقواعد شرعية كثيرة، ليس هنا مجال طرحها ومناقشتها، وأنا أتحمل مسؤولية هذا أمام الله تعالى.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
=
#بيان_شرعي 2 (أجوبة عن تساؤلات تتعلق بالمنشور 1)
#نافذة_للوعي
وردتني بعض التعليقات على هذه الصفحة وعلى غيرها، فيها شيء من الإشكال وأجيب عنها بغاية الاختصار وكما يأتي:
1- لماذا لا يحدد العذر بالمريض وبمن يخشى من المرض لكبر سنّه مثلا؟ الجواب: بصراحة هذا تفكير خاطئ، نحن في هذه النازلة لا نتكلم عن عذر ورخصة، نتكلم عن الطريقة الصحيحة لمحاصرة الوباء ومكافحته، فاجتماع الناس بعدد كبير في مكان معين سبب أساس لانتشار الوباء، فينبغي حسم هذا السبب، وعدم ترك الموضوع لاجتهاد الأفراد وأمزجتهم وتقديراتهم، فهذه لا تنضبط أبدا، فمصاب واحد قد ينقل الوباء لعشرات الأشخاص، وقد يصاب به القويّ فلا يتضرر كثيرا لكنه قد ينقله إلى أبيه وأمه، وقد يحمل الفايروس من لم تظهر عليه أعراضه بعد، فيكون وجوده في بين الناس سببا في العدوى وهو لا يعلم، والناس لم تعترض على تعليق الدراسة في أغلب البلاد المصابة، بينما يكثر الجدل حول صلاة الجمعة، وهو جدل غير موضوعي ولا منطقي.
2- لماذا التهويل والمبالغة مع أن نسبة الوفيات لم تصل إلى 5%؟ والجواب أن هذا خطأ مركّب، فمع أن هذه النسبة بحد ذاتها كافية لاستثناء الحكم الأصلي نقول بأن الـ 95% من المصابين سيتعرضون للأذى والألم الجسدي والنفسي، وسيخضعون للحجر الطبي وتعطيل حياتهم وهذا كله يسوّغ ترك الجمعة والجماعة، فليست الأمراض القاتلة وحدها هي المسوّغ.
3- لماذا لا نعلّم الناس اللجوء إلى الله تعالى والثقة به (احفظ الله يحفظك)؟ الجواب: إن كانت هذه الموعظة تأتي في سياق العلم والأخذ بالأسباب العلمية والشرعية، فلا شك أن هذا من أوجب الواجبات وأحسن القربات، أما إذا كان القصد تعطيل الأسباب فهذا جهل بالدين وسخف بالعقل، فلقد مات بطاعون عمواس خيرة الصحابة رضي الله عنهم، منهم سيدنا أبو عبيدة، فمن من وعّاظ اليوم من يتوكل على الله أكثر من أبي عبيدة؟ والمسألة ببساطة: إن كنت تستطيع أن تحفظ نفسك من العطش بالتوكل على الله دون شرب الماء فافعل..
4- لماذا تسعون إلى تعطيل الشعائر، ولا تنبهون الناس على التجمعات الأخرى؟ هذا من الأسئلة التي يصح أن تذكر كمثال على ضياع الموضوعية في الحوار خاصة إذا جاء السؤال تعقيبا على المنشور السابق والذي فيه بالنص: (إن أي عمل يعدّه الأطبّاء سببا واضحا في انتشار الوباء مثل التجمعات المختلفة للمناسبات الدينية والاجتماعية ونحوها، سواء كان ذلك في المساجد أو صالات الأفراح والعزاء وغيرها..)
حماكم الله إخواني وأخواتي من كل مكروه، ورفع هذه الغمة عن هذه الأمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أي عمل يعدّه الأطبّاء سببا واضحا في انتشار الوباء مثل التجمعات المختلفة للمناسبات الدينية والاجتماعية ونحوها، سواء كان ذلك في المساجد أو صالات الأفراح والعزاء وغيرها، فإن المشاركة فيه إثم وحرام، خاصة ممّن يظن الناس فيهم أنهم أهل للاقتداء كالخطباء والأطبّاء والوجهاء.
أنا هنا لا أتكلم عن رخصة لمعذور، وإنما أتكلم عن إثم يتحمله كل شخص يشجّع مثل هذه الأعمال ولو كان بنفسه صحيح الجسم قويّ البنية، أما التذرّع بقوّة الإيمان ويقين التوكّل فهذا طامّة أكبر، لأنه تشجيع واضح على المشاركة، واتهام للآخرين بقلّة الإيمان وضعف التوكّل.
هذا خلاصة الموقف الشرعي الذي توصّلت إليه وفق أدلة وقواعد شرعية كثيرة، ليس هنا مجال طرحها ومناقشتها، وأنا أتحمل مسؤولية هذا أمام الله تعالى.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
=
#بيان_شرعي 2 (أجوبة عن تساؤلات تتعلق بالمنشور 1)
#نافذة_للوعي
وردتني بعض التعليقات على هذه الصفحة وعلى غيرها، فيها شيء من الإشكال وأجيب عنها بغاية الاختصار وكما يأتي:
1- لماذا لا يحدد العذر بالمريض وبمن يخشى من المرض لكبر سنّه مثلا؟ الجواب: بصراحة هذا تفكير خاطئ، نحن في هذه النازلة لا نتكلم عن عذر ورخصة، نتكلم عن الطريقة الصحيحة لمحاصرة الوباء ومكافحته، فاجتماع الناس بعدد كبير في مكان معين سبب أساس لانتشار الوباء، فينبغي حسم هذا السبب، وعدم ترك الموضوع لاجتهاد الأفراد وأمزجتهم وتقديراتهم، فهذه لا تنضبط أبدا، فمصاب واحد قد ينقل الوباء لعشرات الأشخاص، وقد يصاب به القويّ فلا يتضرر كثيرا لكنه قد ينقله إلى أبيه وأمه، وقد يحمل الفايروس من لم تظهر عليه أعراضه بعد، فيكون وجوده في بين الناس سببا في العدوى وهو لا يعلم، والناس لم تعترض على تعليق الدراسة في أغلب البلاد المصابة، بينما يكثر الجدل حول صلاة الجمعة، وهو جدل غير موضوعي ولا منطقي.
2- لماذا التهويل والمبالغة مع أن نسبة الوفيات لم تصل إلى 5%؟ والجواب أن هذا خطأ مركّب، فمع أن هذه النسبة بحد ذاتها كافية لاستثناء الحكم الأصلي نقول بأن الـ 95% من المصابين سيتعرضون للأذى والألم الجسدي والنفسي، وسيخضعون للحجر الطبي وتعطيل حياتهم وهذا كله يسوّغ ترك الجمعة والجماعة، فليست الأمراض القاتلة وحدها هي المسوّغ.
3- لماذا لا نعلّم الناس اللجوء إلى الله تعالى والثقة به (احفظ الله يحفظك)؟ الجواب: إن كانت هذه الموعظة تأتي في سياق العلم والأخذ بالأسباب العلمية والشرعية، فلا شك أن هذا من أوجب الواجبات وأحسن القربات، أما إذا كان القصد تعطيل الأسباب فهذا جهل بالدين وسخف بالعقل، فلقد مات بطاعون عمواس خيرة الصحابة رضي الله عنهم، منهم سيدنا أبو عبيدة، فمن من وعّاظ اليوم من يتوكل على الله أكثر من أبي عبيدة؟ والمسألة ببساطة: إن كنت تستطيع أن تحفظ نفسك من العطش بالتوكل على الله دون شرب الماء فافعل..
4- لماذا تسعون إلى تعطيل الشعائر، ولا تنبهون الناس على التجمعات الأخرى؟ هذا من الأسئلة التي يصح أن تذكر كمثال على ضياع الموضوعية في الحوار خاصة إذا جاء السؤال تعقيبا على المنشور السابق والذي فيه بالنص: (إن أي عمل يعدّه الأطبّاء سببا واضحا في انتشار الوباء مثل التجمعات المختلفة للمناسبات الدينية والاجتماعية ونحوها، سواء كان ذلك في المساجد أو صالات الأفراح والعزاء وغيرها..)
حماكم الله إخواني وأخواتي من كل مكروه، ورفع هذه الغمة عن هذه الأمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*سأل أحد المصلين شيخا : إلى متى سيستمر التعليق؟*
*فأجابه الشيخ : إلى أن يرضى الله عنا.*
د
نماذج أخرى من المنشورات الخاطئة التي وصلتني والتي تعبّر عن سوء فهم للدين، وسوء فهم لعلاقة الدين بالدنيا ولعلاقة الدين بالعلم وقوانين الحياة:
1- المساجد بيوت الله وهي محميّة بقوة الله من الوباء. ومثل هذا الدعوة إلى اللجوء إلى المساجد والتضرع الجماعي لكي يدفع الله هذا الوباء.
2- الذي يحافظ على صلاة الجماعة هو في ذمة الله، ولذلك هو محصّن من الوباء.
3- لا ينبغي للمسلم أن يخشى من الفايروس لأنه على يقين أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له.
4- أن العذر المقبول في ترك الجماعة والجمعة هو في (الضرورات) الواضحة والقاطعة، أما الضرر المحتمل فلا يعتد به (مع الأسف منشور لبعض طلبة العلم).
5- إعجاز علمي أن الله أمر النساء بالنقاب، والعلم أثبت أن الكمام يقي من الفايروس!
6- الجهات التي قررت تعليق صلاة الجماعة والجمعة في المساجد داخلة فيمن يصدّون عن سبيل الله، وهم ينفذّون أهداف العلمانيين والليبراليين.
إن هذه المنشورات مع ما فيها من عواطف وحرص واضح على الشعائر التعبدية إلا أنها تدلل على وجود ارتباك معرفي كبير وخلل منهجي صارخ، ولو كنا نتعامل بهذه المنهجية في كل شؤون الحياة: السياسية والاقتصادية والتعليمية ...الخ فإننا سنواجه معضلات وكوارث حقيقية.
غريب أيضا أن من يروّج لهذه المنشورات يردد أيضا: أننا يجب أن نأخذ بالأسباب!! ولا أدري ما الأسباب التي يقصدها؟
الأسباب يا أخي يعني العلم التفصيلي، وأن لا تقول في أي باب من أبواب الدين أو الدنيا إلا بالدليل.
والدعاء يا أخي ليس هو الكفّة المقابلة للعلم وإنما هما في سياق واحد، فالله تعالى هو الذي وضع القوانين العلمية في هذه الحياة، كما أنه هو الذي أمرنا بالدعاء، وجعل سبحانه الدعاء عبادة كما جعل طلب العلم عبادة.
د محمد عياش الكبيسي
1- المساجد بيوت الله وهي محميّة بقوة الله من الوباء. ومثل هذا الدعوة إلى اللجوء إلى المساجد والتضرع الجماعي لكي يدفع الله هذا الوباء.
2- الذي يحافظ على صلاة الجماعة هو في ذمة الله، ولذلك هو محصّن من الوباء.
3- لا ينبغي للمسلم أن يخشى من الفايروس لأنه على يقين أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له.
4- أن العذر المقبول في ترك الجماعة والجمعة هو في (الضرورات) الواضحة والقاطعة، أما الضرر المحتمل فلا يعتد به (مع الأسف منشور لبعض طلبة العلم).
5- إعجاز علمي أن الله أمر النساء بالنقاب، والعلم أثبت أن الكمام يقي من الفايروس!
6- الجهات التي قررت تعليق صلاة الجماعة والجمعة في المساجد داخلة فيمن يصدّون عن سبيل الله، وهم ينفذّون أهداف العلمانيين والليبراليين.
إن هذه المنشورات مع ما فيها من عواطف وحرص واضح على الشعائر التعبدية إلا أنها تدلل على وجود ارتباك معرفي كبير وخلل منهجي صارخ، ولو كنا نتعامل بهذه المنهجية في كل شؤون الحياة: السياسية والاقتصادية والتعليمية ...الخ فإننا سنواجه معضلات وكوارث حقيقية.
غريب أيضا أن من يروّج لهذه المنشورات يردد أيضا: أننا يجب أن نأخذ بالأسباب!! ولا أدري ما الأسباب التي يقصدها؟
الأسباب يا أخي يعني العلم التفصيلي، وأن لا تقول في أي باب من أبواب الدين أو الدنيا إلا بالدليل.
والدعاء يا أخي ليس هو الكفّة المقابلة للعلم وإنما هما في سياق واحد، فالله تعالى هو الذي وضع القوانين العلمية في هذه الحياة، كما أنه هو الذي أمرنا بالدعاء، وجعل سبحانه الدعاء عبادة كما جعل طلب العلم عبادة.
د محمد عياش الكبيسي
#نافذة_للوعي منشورات خاطئة متعلقة بنازلة #كورونا
:
1-منشورات تنقل أخبارا عن إصابة هذه المدرسة مثلا أو ذلك السوق أو المطعم دون تثبت مما يولد حالة من القلق والهلع.
2- منشورات تبالغ في مخاطر الفيروس ومنشورات أخرى تبالغ في التهوين منه.
3- منشورات تتهكم بالإجراءات الوقائية مثل لبس الكمام في الأماكن المزدحمة، وتعقيم اليدين بصورة مستمرة ، وطريقة السلام ..ونحو ذلك مما يولّد ثقافة بالضد من النظام المطلوب في مثل هذه الحالات، حيث يكون الملتزم بالتعليمات الطبية محلا للضحك والسخرية.
4- التهوين من إمكانية العدوى وخطورتها بالمقولات الدينية المغلوطة، أو بالإتكال المجرد على بعض الأذكار والأدعية، أو بادعاء أن هذه الفيروسات تستهدف الكافرين والظالمين ونحوهم فقط.
5- وصف الأدوية الشعبية أو تلك المنسوبة إلى (الطب النبوي) والتي لم تأخذ حقها من البحث العلمي الطبي.
إن أساتذة الشريعة عليهم أن يتمثلوا المنهج الإسلامي الصحيح وأن يضعوا بصمتهم الواضحة والهادية والمتكاملة مع اللجان الطبّية المختصة، وأن يتصدّوا للفيروسات الفكرية والثقافية التي بدأت بالانتشار مع فيروس كورونا.
:
1-منشورات تنقل أخبارا عن إصابة هذه المدرسة مثلا أو ذلك السوق أو المطعم دون تثبت مما يولد حالة من القلق والهلع.
2- منشورات تبالغ في مخاطر الفيروس ومنشورات أخرى تبالغ في التهوين منه.
3- منشورات تتهكم بالإجراءات الوقائية مثل لبس الكمام في الأماكن المزدحمة، وتعقيم اليدين بصورة مستمرة ، وطريقة السلام ..ونحو ذلك مما يولّد ثقافة بالضد من النظام المطلوب في مثل هذه الحالات، حيث يكون الملتزم بالتعليمات الطبية محلا للضحك والسخرية.
4- التهوين من إمكانية العدوى وخطورتها بالمقولات الدينية المغلوطة، أو بالإتكال المجرد على بعض الأذكار والأدعية، أو بادعاء أن هذه الفيروسات تستهدف الكافرين والظالمين ونحوهم فقط.
5- وصف الأدوية الشعبية أو تلك المنسوبة إلى (الطب النبوي) والتي لم تأخذ حقها من البحث العلمي الطبي.
إن أساتذة الشريعة عليهم أن يتمثلوا المنهج الإسلامي الصحيح وأن يضعوا بصمتهم الواضحة والهادية والمتكاملة مع اللجان الطبّية المختصة، وأن يتصدّوا للفيروسات الفكرية والثقافية التي بدأت بالانتشار مع فيروس كورونا.
- في ضوء مداخلتي قبل قليل في ورشة عقدتها كلية الشريعة في #جامعة_قطر لهذا الموضوع
==
==
#الشيخ_العلامة_الأصولي_المحقق_المدقق(ريان توفيق) حفظه الله.. يكتب على جداره الرقمي:
تعليق صلاة الجمعة بسبب فيروس كورنا بين الخطاب المقاصدي والخطاب العاطفي
تعليق صلاة الجمعة بسبب فيروس كورنا بين الخطاب المقاصدي والخطاب العاطفي
صدرت يوم أمس فتوى من المجلس الإفتائي في نينوى بتعليق صلاة الجمعة بسبب المخاوف من فيروس كورنا .. وبعد دقائق انقسم المغردون ما بين مؤيد وعارض .. وسأسلط الضوء على ما تمسك به الفريق المعارض .. الذي صّدَّر اعتراضاته بجملة من العبارات الشديدة في وطئتها.. منها: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا )) .. "من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله" .. "حسبنا الله ونعم الوكيل" .. لماذا لايتم منع التنزه وتمنع صلاة الجمعة؟! .. الخ
ومع تقديري للعاطفة الجياشة لهذا الفريق إلا أن الشريعة لا تقيم لهذه العاطفة في هذه الحالة ولا لهذه الاستدلالات وزنا .. فليس أولئك المعترضون – أدامهم الله - أحرص على الصلاة من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.. فعن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كان يأمر مؤذنا يؤذن ثم يقول على إثره: ألا صلوا في الرحال في الليلة الباردة ، أو المطيرة في السفر )) رواه البخاري .. بل ورد هذا في صلاة الجمعة ذاتها فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : (( شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ ، يَوْمَ جُمُعَةٍ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى : أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ )) رواه الطبراني.. فإذا كان مجرد المطر أو البرد مسوغا لإسقاط الجماعة أو الجمعة فلئن يكون خوف الإصابة بالمرض مسوغا لإسقاط الجمعة من باب الأولى .
ومما يجب أن نعلمه أن حفظ النفس مقصد من مقاصد الشريعة .. ومن هذا المنطلق قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فِرَّ من المجذوم فرارَك من الأسد )) رواه البخاري .. والجذام مرض معد، وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالفرار منه، وهذا يعني أن مناط الحكم هنا هو احتمالية العدوى، لا كما يردد بعض الأخوة (( من صلى الفجر بجماعة فهو ذمة الله )) إشارة إلى صلاة الفجر واقية بحد ذاتها .. فالذي قال هذا - صلى الله عليه وسلم - هو ذاته الذي قال: (( لا تُورِدوا المُمرِض على المصح )) رواه البخاري، فقد نهى النبي عليه السلام عن إيراد المريض على الصحيح .. إشارة إلى ضرورة عزل المريض.. ولما كان الحامل لفيروس كورنا قد لا تظهر عليه الأعراض، ويبقى حاضنا للفيروس مدة قد تصل إلى أربعة عشر يوما، لذا وجب الغوص في أعماق هذه النصوص واستنطاقها للتعاطي مع هذا الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه قد دخل مرحلة الوباء.. وذلك من خلال منع التجمعات التي تعد مدعاة لنقل الفيروس.
والأدلة في هذا الصدد كثيرة لا يمكن في هذا المقام استيعابها .. والذي أريد أن أقوله أنه يجب أن نغادر ثقافة الرأي الواحد، ونظرية المؤامرة في هذه المسألة ومثيلاتها، فالكل حريص على الشعائر، ولا أحد يجرؤ على القول بهذه النازلة دون حزمة كبيرة من الأدلة والقواعد .
إن المسؤولية الشرعية والأخلاقية والاجتماعية تستدعي القول بتعليق خطبة الجمعة وكافة التجمعات.. ولقد رسم لنا البيان القرآني الكريم خارطة طريق في مثل هذه النوازل ؛ فقال المولى جل شأنه: ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )).. فليس الكل مؤهلا للاستنباط، وليس الكل قادرا على تقدير الضروريات والحاجيات، وليس الكل قادرا على التعاطي مع الأدلة ومناطات الأحكام .
ولنعلم أن لنا شريعة راقية في مقاصدها، رحيمة في أحكامها، ولكن الخلل في النظرة التجزئية للنصوص وعدم فهمها ضمن النسق العام.
وقى الله بلدنا وشعبنا من الأمراض والأسقام .. وكل حين وأنتم بصحة وعافية وراحة بال.
==
==
فتوى غلق المساجد
رفع الحرج مقصد شرعي
قال تعالى ( وماجعل عليكم في الدين من حرج )
قال تعالى ( وماجعل عليكم في الدين من حرج )
والشرع جاء بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وتعطيلها
وجاء الشرع بحفظ الضروريات الخمس حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل
وجاء الشرع بحفظ الضروريات الخمس حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل
قال سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ رحمه الله تعالى في جامع بيان العلم وفضله (1/ 784):
« إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَنَا الرُّخْصَةُ مِنْ ثِقَةٍ، فَأَمَّا التَّشْدِيدُ فَيُحْسِنُهُ كُلُّ أَحَدٍ »
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (14/ 159)
(( فَخَفَاءُ الْعِلْمِ بِمَا يُوجِبُ الشِّدَّةَ قَدْ يَكُونُ رَحْمَةً
كَمَا أَنَّ خَفَاءَ الْعِلْمِ بِمَا يُوجِبُ الرُّخْصَةَ قَدْ يَكُونُ عُقُوبَةً ))
فلعل ترك الرخصة باجتهاد مجتهد او اجتهاد الشخص نفسه يكون من العقوبات القدرية والله حكيم عليم
فايروس كورونا نازلة
وغلق المساجد و سقوط صلاة الجماعة او حرمة إقامتها في المساجد هي مسألة اجتهادية قد تختلف فيها انظار العلماء
ولو ان الناس قنتوا في الصلوات الخمس قبل غلق المساجد فهو سبب شرعي في النازلة لدفعها ورفعها
لكن قدر الله وماشاء فعل .. وقد يكون الأمر بيد ولاة الأمر وقد يكون اجتهاد المفتي او العالم لم يترجح عنده القنوت
وقد قنت البعض من الناس في مساجدهم
لكن قدر الله وماشاء فعل .. وقد يكون الأمر بيد ولاة الأمر وقد يكون اجتهاد المفتي او العالم لم يترجح عنده القنوت
وقد قنت البعض من الناس في مساجدهم
قال النووي في شرح مسلم:"والصحيح المشهور أنه إذا نزلت نازلة كعدو وقحط ووباء وعطش وضرر ظاهر بالمسلمين ونحو ذلك، قنتوا في جميع الصلوات المكتوبات".
ثم اعلم اخي المسلم لافرق بين ان نصلي في رحالنا في المطر والريح الشديدة والخوف وبين ان نصلي في بيوتنا خشية انتشار المرض فكلاهما يجوز فيها خلو المسجد من المصلين
ونحن نرجوا ثواب الجماعة والمشي الى المسجد
والله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته
ونحن نرجوا ثواب الجماعة والمشي الى المسجد
والله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته
وفرق في الحال بين ان تُخيّر او تؤمر
ونحن هنا نؤمر والمسألة اجتهادية وقال بها علماء كبار
فهوّن على نفسك
( إن الله بالناس لرؤوف رحيم )
ونحن هنا نؤمر والمسألة اجتهادية وقال بها علماء كبار
فهوّن على نفسك
( إن الله بالناس لرؤوف رحيم )
فلنبادر بالصالحات والاستغفار والتوبة والدعاء وفرج الله قريب وهو الحكيم العليم وهو ارحم الراحمين
اللهم اكفنا هذا الفايروس وهذا الداء وهذا المرض وهذا الوباء
برحمتك وكرمك وفضلك يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين
وصل يارب وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
برحمتك وكرمك وفضلك يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين
وصل يارب وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين