الاثنين، 7 يناير 2019

حكم الرشوة ؟!

الرشوة !!
الكل يعلم أن الرشوة حرام وقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم :
«لَعَنَ الراشِي والمرتشي في الحكم» أخرجه الترمذي
وفي رواية الراشي والمرتشي والرائش .... الرائش هو الوسيط بينهما
واللعن بمعنى الطرد من رحمة الله !!
فبين من له جرأة على ارتكاب المحرمات وبين من يتحجج بتفاهة التأويلات ضاع حق المظلوم وذهب حق المواطن
وقد انتشرت الرشوة في دوائر الدولة بحيث أصبحت الوسيلة الوحيدة لقضاء معاملتك ..
حتى من تأخذه واسطة لجاهه وسلطته يقول لك ( ورِّق ) عراقي أو دولار أو خروفا أو سمكا أو ...
وخيرهم من يعتذر ويقول صدقني ليست لي أنا مجرد وسيط بل للموظفين حتى يحركوا المعاملة أو يوقع المدير !!
ولاتعلم الصادق فيهم من الكاذب
ألا يخاف هؤلاء يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار
أما يخافون ابتلاء الله لهم بمرض او مصيبة
تذهب بما جمعوا من حرام ؟!
قد غرتهم الدنيا ووقعوا في حبال الشيطان
البعض يريد رشوة دفاتر او قطعة أرض لرفع ظلم عن مظلوم في غياهب السجون ؟!
ياهؤلاء أنتم في حلم الله الحليم الحكيم تداركوا امركم قبل نزول قضاء الله بكم
وياويلكم من غضب الله إذا غضب
وجزى الله خيرا من توسط وشفع ونفع بلا مقابل لرفع ظلم وأخذ حق وقليل هؤلاء
لكن هل يحرم إعطاء الرشوة في كل حال ؟
يجوز لك إعطاء رشوة فقط لأخذ حقك أو لتدفع بها ظلما عن نفسك وأهلك ومالك
والحرام على من يأخذها
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ فَأُعْطِيهَا إِيَّاهُ فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا ، وَمَا هِيَ لَهُمْ إِلا نَارٌ ،
قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَلِمَ تُعْطِيهِمْ ؟
قَالَ : إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلا أَنْ يَسْأَلُونِي ، وَيَأْبَى اللَّهُ لِي الْبُخْلَ ) رواه الامام أحمد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فأما إذا أهدى له هدية ليكف ظلمه عنه أو ليعطيه حقه الواجب كانت هذه الهدية حراما على الآخذ , وجاز للدافع أن يدفعها إليه , " "الفتاوى الكبرى" (4/174)
اللهم أصلح البلاد والعباد اللهم عليك بمن يريد بقاء الإفساد والفساد في البلاد وبين العباد