الثلاثاء، 5 أبريل 2022

الموضوع هذا في نظري اهم موضوع حاليا ..

 الموضوع هذا في نظري اهم موضوع حاليا ..


لفهم كيفية عمل القدر.. محتاج قراءة بتركيز ...
القَدَر يتكلم على لسان الخضر عليه السلام ... كيف نفهم القدر؟!..
لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان المسلم خاصة.. هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر.. وهو بكل بساطة..........
لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟ لماذا يموت الأطفال في سورية؟ لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟
أليس الله هو الرحمن الرحيم؟ فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي؟
طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن..
إلا أن هذا فعليا قد حدث.. قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الان،
كان نبي الله موسى لديه كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله (رب أرني أنظر إليك.. ) لكن الأهم على ما يبدو وموضوعنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر.. وكيف يعمل.. وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم.. فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام.. والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا.. أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله...........
في حين أنه الحقيقة أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه.. يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس.. والجميل أن هذا القدر يتكلم.. لذلك نحن الآن سنقرأ حوارا بين نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا.. وبين قدر الله المتكلم.. ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..
أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم .. آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. وهذا أصل مهم جدا.. ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر)...... "هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا".. يرد القدر......
"إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا.. ".............
جواب جوهري جدا........
فهم أقدار الله فوق إمكانيات عقلك البشري...... ولن تصبر على التناقضات التي تراها..............
فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر.......
"ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا".. ويرد القدر
"فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا".. ويمضي الرجلان.. ويركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب.. وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر.. لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن.. "أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمرا".. عتاب للقدر تماما كما نفعل .. أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟ أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟ نفس الأسئلة.. يسكت الخضر ويمضي.. طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة.. وكادوا أن يغرقوا.. وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم.. لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجىء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم.....
لأن الملك لم يأخذ القارب غصبا..
نكمل.. موسى لا زال في حيرته.. لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى.. "ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟" ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار.. يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام.. ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام .. ويعاتب بلهجة أشد......
"أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا"............
تحول من إمراً إلى نكراً......
والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.. لكنه بشر مثلنا.. ويعيش نفس حيرتنا.. يؤكد له الخضر مرة أخرى "ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا".. طبعا هنا أصل مهم.. أننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق.. فنحن نعرف أن الخضر فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه.. "وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا".. والسؤال.....
هل عرفت أم الفتى بذلك؟
هل أخبرها الخضر؟.........
الجواب لا.. بالتأكيد قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول.. وأن الأول كان سيكون سيئا.. فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..
ثم يصل موسى والخضر إلى القرية.. فيبني الجدار ليحمي كنز اليتامى.. هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.. هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.. هل شاهدوا لطف الله الخفي.. الجواب قطعا لا.. هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.......
ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي..
الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصرلأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم..
وهذا أول نوع من القدر..
شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا.............
النوع الثاني مثل قتل الغلام...... شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير.. ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر.. مثل قتل الغلام.. لم تعرف أمه أبدا لم قتل......
النوع الثالث وهو الأهم.. هو الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري.. لطف الله الخفي.. الخير الذي يسوقه إليك.. مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح..
فالخلاصة إذن.. أننا يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى "إنك لن تستطيع معي صبرا" لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله.. الصورة أكبر من عقلك.. قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة.. لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما.. الله قد حماك منها.. مثال بسيط.. أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس؟ حرمك الله المال.. أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكان نهايتك ستكون وخيمة؟ حرمك الله الجمال.. أليس من الممكن انك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك؟ لماذا دائما ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما.. وقل في نفسك.. أنا لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.. إذا وصلت لهذه المرحلة.. ستصل لأعلى مراحل الإيمان.. الطمأنينة.. وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله "يا أيتها النفس المطمئنة" حتى يقول.. "وأدخلي جنتي"
ولاحظ هنا أنه لم يذكر للنفس المطمئنة لا حسابا ولا عذابا..

فدية الإفطار عن العاجز

 

💥فدية الإفطار عن العاجز
السؤال: شيخنا ما مقدار فدية الإفطار للعاجز عن الصيام؟ وما وقت إخراجها ؟ وما حكم العاجز عن إخراجها لعسره؟ بارك الله فيكم
الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛أما بعد:
فان فدية الإفطار للمريض مرضاً مزمنا لا يرجى برؤه، والشيخ الكبير والعاجزِ عن الصيام، تكون بالإطعام عن كل يوم أفطر فيه مسكيناً، قال تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184]. قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا ) رواه البخاري.
👈ويطعم عن كل يوم مسكيناً من القوت السائد في البلد ، واختلف العلماء في مقدار ما يطعمه العاجز عن الصيام للمسكين عن كل يوم؛ لأنه لم يرد في السنّة تحديد معين للإطعام، وذهب بعض أهل العلم إلى أن مقدار الفدية هي نصف صاع من طحين أو تمر أو أرز أو زبيب ونحو ذلك من قوت البلد، وهو ما يعادل (كيلو وربع تقريباً) لان الصاع يعادل تقريبا(2 كغم ونصف) عند الجمهور كما في فتوى المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء ، فيخرج عن كل يوم (كيلو وربع) للفقراء والمساكين وهو ما يعادل نصف الصاع.
👈ويجوز أن يطبخ طعاما يوميا ويطعمه مسكينا، أو يصنع طعاما يكفي لثلاثين مسكينا ويدعوهم عليه ، وهذا مذهب الأئمة أبي حنيفة ومالك وأحمد في رواية اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو ما أفتى به ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله تعالى- لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-: ( أَنَّهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ عَامًا، فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ، وَدَعَا ثَلاثِينَ مِسْكِينًا فَأَشْبَعَهُمْ ) رواه الدار قطني في سننه وصححه الألباني في إرواء الغليل.
👈ومنع جمهور الفقهاء إخراج القيمة النقدية لمقدار الفدية ، وأجازها الإمام أبو حنيفة ، والجواز للمصلحة - أي مصلحة وحاجة الفقير- وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية كما ذكرنا في فتوى زكاة الفطر فلتراجع. والقيمة النقدية هي ما تعادل سعر ا كغم وربع من الرز الذي يأكله في البيت وقت اخراج الفدية.
👈ويجوز إخراج الفدية آخر شهر رمضان أو إخراج فدية كل يوم بيومه خلال اليوم أو بعد انتهائه. أما إخراج الفدية في أول شهر رمضان عن جميع الشهر ، فغير جائز على قول أكثر أهل العلم؛ لما في ذلك من تقديم الفدية على سبب وجوبها، وأجاز الفقهاء الحنفية ذلك.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في كتابه الشرح الممتع: ( أما وقت الإطعام فهو بالخيار إن شاء فدى عن كل يوم بيومه، وإن شاء أخر إلى آخر يوم لفعل أنس رضي الله عنه، وهل يقدم الإطعام قبل ذلك؟ الجواب: لا يقدم؛ لأن تقديم الفدية كتقديم الصوم، فهل يجزئ أن تقدم الصوم في شعبان؟ الجواب: لا يجزئ ).
👈وإذا كان العاجز عن الصيام فقيراً أو مسكيناً لا يستطيع إخراج الفدية أو قيمتها، فاختلف أهل العلم في سقوطها عنه، فقال بعضهم: لا تسقط عنه الفدية، بل تجب في ذمته فإذا تيسر أمره وجب عليه إخراجها، وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه تسقط الفدية إن كان العاجز عن الصيام معسراً حال وجوبها عليه، والأفضل والاحوط إخراج الفدية إن تيسر له ولو على مذهب من قال انها مُد عن كل يوم كما في مذهب المالكية والشافعية، أي ما يعادل 600 غرام ، خروجاً من الخلاف وابرءا للذمة ، ولا بأس بمساعدة المحسنين للمعسر في إخراجها من باب التعاون على البر والتقوى .والله تعالى اعلم
✍️د ضياء الدين عبدالله الصالح

من فاتته صلاة العشاء ووجد الإمام في صلاة التراويح فلا يدخل معه بنية العشاء.

 من فاتته صلاة العشاء ووجد الإمام في صلاة التراويح فلا يدخل معه بنية العشاء.

لأنها لا تصح، لاختلاف النية بين الماموم والامام ،وهذا قول الزهري , ومالك ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به , فلا تختلفوا عليه) متفق عليه.
*لايجوز لأحد أن يصلي فريضة خلْف من يصلي نافلة، ومن خالفت نيته نية إمامه في شيء من الصلاة لم يعتدّ بها.*
قال المالكية والحنفية -وهو رواية عند الحنابلة-: لا تصح صلاة المأموم إذا خالف الإمام في نوعية الصلاة مثل الظهر وراء العصر أو الفرض وراء النفل؛ لأن اتحاد عين الصلاة شرط، بخلاف المتنفل خلف المفترض فتصح بلا خلاف مع الكراهة؛ قال الشيخ خليل: "والدليلُ على امتناعِ صلاةِ المفترضِ خلفَ المُتنفل ما خَرَّجَه البخاريُّ ومسلم، مِن قوله -عليه الصلاة والسلام-: «إنما جُعل الإمامُ ليُؤْتَمَّ به فلا تختلفوا عليه»؛ فَعَمَّ الخلافَ في النيةِ والفعلِ".
قال الشافعية -وهو رواية ثانية عند الحنابلة-: تصح صلاة المأموم إذا خالف الإمام في نوعية الصلاة مطلقا؛ فيجوز عندهم صلاة المتنفل والمفترض خلف متنفل ومفترض في فرض آخر.
للعلم هناك من فقهاء الشافعية المتأخرين من قال : يحصل له أجر الجماعة لكنَّ الانفراد هنا أفضل ؛ خروجًا من الخلاف ؛ لأن الخلاف وإن كان ضعيفًا ، إلا أنه يؤثر نقصًا في الصلاة ، فالصلاة منفردًا - من حيث كونها متفقًا على صحتها - أفضل منها جماعة مع وجود الخلاف فيها .





كيف تتخلص من المال الحرام؟!

بقلم


محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
لا تخلو مكاسب بعض الناس من الحرام الصِّرْف، أو من الشبهات، وبعض هؤلاء حين يستيقظ الإيمان في قلبه؛ يسأل ماذا يفعل بهذا المال؟!
والجواب: أنه يجب عليه التخلص منه بردِّه إلى أصحابه، ويحتال لذلك بأي طريق كان، تخلصًا من العتاب واللوم والمؤاخذة، ودفعًا للحرج، كأن يرسله إليه بالبريد، أو يعطيه إياه في مناسبة على صورة المجاملة، ونحو ذلك، فإن مات صاحب المال الأصلي لزمه رده إلى ورثته، ويحتال أيضا لذلك بنحو أن يخبرهم بأنه كان دينًا عليه لمُوَرِّثهم، فإن لم يعرف صاحب المال الأصلي، أو عجز عن الوصول إليه، أو لم يستطع التمييز؛ فقد اختلف أهل العلم في ذلك، ففريق يرى وجوب ردِّه إلى خزانة الدولة، تتصرف فيه كيف تشاء، وأنه لا يجوز التصدق به، ولا إنفاقه في وجوه الخيرات؛ لأنه كسب خبيث، ومال حرام، والحرام لا يعود حلالًا أبدًا، والشرع حثَّ على التصدق والإنفاق في وجوه الخيرات من مال حلال طيب!
وفريق يرى جواز التبرع به للمنافع العامة ومصالح المسلمين، كالمستشفيات والمدارس والمعاهد!
والذي أراه في ذلك أنه يجوز له أن يتصدق به على الفقراء والمساكين وسائر مصارف الزكاة، كما يجوز له أن يتبرع به للمنافع العامة، وأن يرده إلى خزانة الدولة!
فإن قيل: كيف يتصدق به على الفقراء والمساكين وهو مال خبيث، والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا؟!
قلت: لا يتصدق به بنية القبول وطلب الثواب، بل بنية التخلص منه والفرار من الإثم، ولا ثواب له عليه، وقد يثاب على نيته وتوبته، تفضلًا من الله عليه!
وأما أن المال الحرام لا يعود حلالًا؛ فمدفوع بأن الحل والحرمة لا يتعلقان بذات المال، وإنما يتعلقان بوجوه الكسب والإنفاق، فقد يكون المال حرامًا بالنسبة لي؛ لكوني كسبته من وجه حرام، وذات المال حلالًا بالنسبة للفقير، لكونه اكتسبه من وجه حلال، وهو الصدقة!
كما أن إخراجه في منافع المسلمين العامة؛ هو أيضًا من مصارف الصدقة، فَلِمَ أجزتموه هنا، ومنعتموه هناك؟!
بقيت مسألة: إذا كان جميع ماله حرامًا، وأخرجه كله، فكيف يعيش؟!
والجواب: يسعى في كسب الحلال، فإن تعذر عليه؛ جاز له أن يُبقي منه قدرًا يتعيش به حتى يتيسر له الكسب الحال، ويكون هذا من باب الضرورة، والضرورة تُقَدَّرُ بقدرها، وجائز له أن يأخذ من مال الزكاة؛ لأنه استحقها بالفقر، والله أعلم، وبالله التوفيق.

الرد على من يقول بان النقود كان متوفرا في عهد رسول الله ولم ينص على جواز اخراج زكاة الفطر بدلا من الطعام .

هي من المسائل التي غاب عنها فقه المقاصد ومراعاة تغير المعطيات!

وليست محل إجماع رغم أن جمهور العلماء يقول بها ولكن خالفهم أبو حنيفة وسفيان الثوري فأجازوا إخراجها نقدا إذا كانت مصلحة الفقراء تقتضي ذلك.
فما هو سبب الخلاف؟

2
سبب الخلاف ورود النص بأن تكون صدقة الفطر من قوت البلد (تمر - شعير - بر..) قالوا: وهذه عبادة ويجب الوقوف فيها عند النص!
لكن الفقهاء المعاصرين لم يلتفتوا إلى أن التمر والبر والشعير كانوا في الزمن السابق أحد وسائل المعاوضات!
فهذه الأطعمة لم تكن مجرد أطعمة وإنما هي نقود بذاتها!!
3
فالعرب في الجاهلية والإسلام لم يتعاملوا بالنقد “الفلوس” كوسيلة رئيسية في البيع والشراء!
فقد كانت لديهم دراهم بيزنطية وفارسية ولكن تداولها كان محدودا حتى أصدر عبد الملك بن مروان أول عملة نقدية!
ولذلك كانوا يشترون حاجاتهم بالتمر والشعير فلم تكن هذه الأطعمة مجرد طعام!
4
ومن هنا نجد أن التمر والبر والشعير كان بالنسبة للفقراء في زمن النبي ﷺ وما بعده طعام وفلوس في ذات الوقت!
فإذا تصدقت على الفقير بهذه السلع فقد سددت حاجته للطعام والفلوس في ذات الوقت!
فاختيار النبي ﷺ لهذه الأطعمة اختيار مقاصدي واضح ويحقق غايته الأهم وهي إغناء الفقراء عن السؤال
5
وأما ما يقوله المانعون من إخراج زكاة الفطر نقدا من أن الزكاة عبادة ويجب الوقوف فيها على النص!
فالزكاة مع كونها عبادة فهي عبادة مقاصدية من أولها لآخرها وهدفها معلوم بنصوص الوحي وإجماع أهل الدين والدنيا
وهو سد حاجة الفقراء!
فالزكاة التي لا تنفع الفقير ليست زكاة لا لغة ولا شرعا
6
ونحن نجد اليوم أن هذا الواقع الذي نزل فيه التشريع قد اختلف
ولم يعد التمر والشعير سلعا أساسية تسد احتياجات الفقراء اليومية
والجمود والإصرار على اعتمادها يفوّت المقصد الرئيسي من الزكاة ويجعلها مجرد “طقس” لا يحقق الغاية!
فالواقع المشاهد أن الفقراء يبيعون التمر ليحصلوا على النقد!
7
وبهذه الطريقة صارت زكاة الفطر صدقة على التجار وليس على الفقراء لأن التجار هم الرابحون في هذه المعاملة!
فأنت تشتري الرز ب 20 ريالا والفقير يريد المال ولا يريد الرز فيبيع الرز ب 10 ريالات!
والنتيجة أن الغني التاجر اقتسم الزكاة مع الفقير بدلا من أن تكون خالصة للفقير!
8
فإذا كان القصد من الزكاة إسعاد الفقير وسد وحاجته ونحن نعلم يقينا يقينا يقينا أن ذلك لا يتحقق بكماله إلا بدفع المال إلى الفقير…
فما معنى أن نجمد على النص ونخالف المصلحة!!
ولما نحوّل هذه الشعيرة العظيمة إلى أفعال صوريّة تغيب عنها أهدافها وتتخلف عنها مقاصدها!؟!
9
وقد استدل أبوحنيفة والثوري على جواز إخراج زكاة الفطر نقودا بأن عمر كان يأخذ العروض في الصدقة من الدراهم
وكان معاذ يقول لأهل اليمن “ائتوني بخميس أو لبيس آخذه منكم فإنه أيسر عليكم وأنفع للمهاجرين”
ولاحظ قوله: أيسر عليكم وأنفع للفقراء
فإن في هذا مراعاة لفقه المقاصد الذي غاب عنّا
10
الخلاصة:
أن التمر والبر والشعير كان في زمن النبي ﷺ يوازي النقد “الفلوس” لأنها كانت تُستخدم في المعاوضات!
وهذه الصفات قد زالت عن هذه السلع في الوقت الحاضر فصار البقاء عليها يخالف أصل تشريعها وهو منفعة الفقراء وكفّهم عن السؤال!
واختيار النبي لها هو من باب المثال لا الإلزام
11
وبهذا يترجح أن قول أبي حنيفة والثوري في جواز إخراج صدقة الفطر من النقود هو الأيسر على الناس والأنفع للفقراء -كما قال معاذ- وهو الذي تتحقق به المقاصد الشرعية
وهو الأوجب في العصر الحديث لأنه يراعي اختلاف المعطيات التي جعلت النبي يختار البر والشعير والتي لم تعد موجودة اليوم!
12
فإذا أراد الشخص أن يخرج زكاة الفطر بالمال فكم تكون؟
يقول الشيخ بن باز إن الصاع يساوي 3 كيلو وهذا يعني:
أن صاع الأرز = 20 ريالا
وصاع التمر = 60 ريالا
ولأن الحديث جاء على التخيير فتكون الزكاة عن الشخص الواحد على الخيار من 20 إلى 60 ريالا للشخص الواحد
وذلك حسب المقدرة والرغبة
13
وتخيل معي لو أنك تزكي عن 6 أشخاص مثلا فإن زكاتك تساوي 120 ريالا
تخيل سعادة الفقير عندما تعطيه مثل هذا المبلغ في ليلة العيد وتخيل سعادته لو حصل على أكثر من زكاة في وقت واحد!
وأضف لذلك أن هذه الأموال تصل إليه بدون مشقة وخسارة بيع الرز في سوق مكتض وغارق بالرز!!!
14
وتأمل معي:
بسبب غياب النظرة المقاصدية في تأسيس أحكام “زكاة الفطر” فقد تحولت من:
“صدقة” لنفع الفقراء
إلى
“فرصة” لمكاسب الأغنياء!!!
--------
الرد على من يقول بان الدينار والدرهم كانا متوفرا في عهد رسول الله ولم يامر باخراجه !!.
الجواب : نعم هذا صحيح لكن الطعام قليل جدا لذلك هو الاولى بدفعه زكاة لأن الناس في حاجة الى الطعام أكثر فقد كان طعام النبي صلى الله عليه وسلم وطعام أهل بيته التمر والماء فقط لمدة شهر وأحيانا لمدة شهرين متواليين وتقول السيدة عائشة ام المؤمنين أنه تدور عليهم ثلاثة أهلة في شهرين لاتوقد عندهم نار . أي أنه ليس عندهم طبخ ولا خبز فيكون طعامهم التمر والماء . حتى الشعير لايوجد في بيوتهم الكثير من الأحيان ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهون عند يهودي مقابل كمية من الشعير لذلك لقلة الطعام وحاجة الناس يتم دفع الطعام زكاة.. مثل هذا حصل في عام المجاعة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل الرسائل الى ولاته في الشام ومصر يطلب المدد من الطعام للناس بسبب المجاعة. المال كان متوفرا عند عمر لكن مالذي ينفعه ان لم يكن هناك طعام؟
وفي خلافة عمر بن عبد العزيز كان الطعام متوفرا جدا حتى امر عمر بعد اكتفاء الناس أن ينثر الطعام على الجبال حتى تأكل الطيور وينبت النبات كذلك للبهائم .
في هذه الحالة وهي توفر الطعام بشدة امر عمر بدفع المال زكاة . الاترى انه ان قل الطعام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى عهد عمر بن الخطاب في عام المجاعة كانت الحاجة تقتضي دفع الطعام للمحتاجين.. وفي عهد عمر بن عبد العزيز فاض الطعام جدا لذا دفع عمر بن عبد العزيز المال..
مثل هذا اليوم كل بيت فيه طعام بسبب الحصة التموينية لذا يحتاج الفقير الى المال لأن اطعام متوفر عنده .
في عهد الرسول صلى الله عليه واله كانت موجوده النقود لكنه قليله وعند التجار فقط والمشهور المتداول بين الناس هو البدل بالسلع ومن هذا جاء تحريم البدل بالسله المتشابهة
وقوت البلد كان متعارف عليه
اليوم لا يمكن تحديد قوت معين فكل مادة يجب ان يدخل بها عدة عناصر لتكتمل كوجبه وتؤكل وبعضها تدخل معها مواد خارج الطبخ مثل النفط والغاز اوالفحم
فلو اخرجت اليوم مثلا حنطه او شعير فلا يوجد ماكنه للطحن والكميه لا تفي بالغرض لعدم توافق السلع من الصرف
وبو اخرجت الزبيب فلا يصلح اليوم الا للعصر او يكون قيمته مرتفعة جدا تصل الى ٣ دولار
وسيتم اخراج كميه قليله جدا لا تفي للغرض
-
ديننا لكل زمان ومكان.. مسلمين في اوربا لم يروا الطحين ولا تنور الخبز تعطيهم طحين يضحكون من هذا المشهد ..ثم ان التمر كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم طعاما رئيسيا حيث تمر الأهلة ثلاثا على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ماتوقد فيها نار يعني لاطبخ ولا خبز وكان طعامهم التمر والماء.. من يستطيع ذلك ؟هل نعيش الشهرين وأكثر على التمر والماء؟ حتى الشعير ليس عندهم حتى يخبزون ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهون عند يهودي مقابل كمية من الشعير .هذا طعامهم وهو قليل لذلك كان الاولى الدفع طعاما للفقير في ذلك الزمان .وهذا يكون في كل عصر مثلما حصلت المجاعة ايام سيدنا عمر فأرسل الرسائل الى امرائه في مصر والشام يطلب المدد من الطعام.. ذلك الوقت ماتنفع الاموال اذا فقد الطعام..وفي ايام عمر بن عبد العزيز فاض الطعام واصبح في كل بيت حتى أمر عمر بن عبدالعزيز بنثر الحبوب على الجبال حتى تأكل الطيور ولسبب كثرة الطعام امر عمر بن عبدالعزيز بدفع الدراهم في زكاة الفطر لأن الفقراء أحوج إليها وبيوتهم مليئة بالطعام فكانت حاجتهم للمال أكثر ولذلك في عصرنا كما أفتى تسعة اعشار علماء المسلين بأولوية المال لدفعه للفقراء تراجع بعض علماء السعودية وقالوا بجواز دفع المال منهم الشيخ ابو بكر الجزائري رحمه الله والشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء .
الرد على من يقول بان النقود كان متوفرا في عهد رسول الله ولم ينص على جواز اخراج زكاة الفطر بدلا من الطعام .
=
أولا : الفقهاء المعاصرين لم يلتفتوا إلى أن التمر والبر والشعير كانوا في الزمن السابق أحد وسائل المعاوضات!
فهذه الأطعمة لم تكن مجرد أطعمة وإنما هي نقود بذاتها!!
فالعرب في الجاهلية والإسلام لم يتعاملوا بالنقد “الفلوس” كوسيلة رئيسية في البيع والشراء!
فقد كانت لديهم دراهم بيزنطية وفارسية ولكن تداولها كان محدودا حتى أصدر عبد الملك بن مروان أول عملة نقدية!
ولذلك كانوا يشترون حاجاتهم بالتمر والشعير فلم تكن هذه الأطعمة مجرد طعام!
*
ومن هنا نجد أن التمر والبر والشعير كان بالنسبة للفقراء في زمن النبي ﷺ وما بعده طعام وفلوس في ذات الوقت!
فإذا تصدقت على الفقير بهذه السلع فقد سددت حاجته للطعام والفلوس في ذات الوقت!
فاختيار النبي ﷺ لهذه الأطعمة اختيار مقاصدي واضح ويحقق غايته الأهم وهي إغناء الفقراء عن السؤال
=
وأما ما يقوله المانعون من إخراج زكاة الفطر نقدا من أن الزكاة عبادة ويجب الوقوف فيها على النص!
فالزكاة مع كونها عبادة فهي عبادة مقاصدية من أولها لآخرها وهدفها معلوم بنصوص الوحي وإجماع أهل الدين والدنيا وهو سد حاجة الفقراء!
فالزكاة التي لا تنفع الفقير ليست زكاة لا لغة ولا شرعا
=
ونحن نجد اليوم أن هذا الواقع الذي نزل فيه التشريع قد اختلف
ولم يعد التمر والشعير سلعا أساسية تسد احتياجات الفقراء اليومية
والجمود والإصرار على اعتمادها يفوّت المقصد الرئيسي من الزكاة ويجعلها مجرد “طقس” لا يحقق الغاية!
فالواقع المشاهد أن الفقراء يبيعون التمر ليحصلوا على النقد!
=
وبهذه الطريقة صارت زكاة الفطر صدقة على التجار وليس على الفقراء لأن التجار هم الرابحون في هذه المعاملة!
فأنت تشتري الرز ب 20 ريالا والفقير يريد المال ولا يريد الرز فيبيع الرز ب 10 ريالات!
والنتيجة أن الغني التاجر اقتسم الزكاة مع الفقير بدلا من أن تكون خالصة للفقير!
=
فإذا كان القصد من الزكاة إسعاد الفقير وسد وحاجته ونحن نعلم يقينا يقينا يقينا أن ذلك لا يتحقق بكماله إلا بدفع المال إلى الفقير…
فما معنى أن نجمد على النص ونخالف المصلحة!!
ولما نحوّل هذه الشعيرة العظيمة إلى أفعال صوريّة تغيب عنها أهدافها وتتخلف عنها مقاصدها!؟!
=
وقد استدل أبوحنيفة والثوري على جواز إخراج زكاة الفطر نقودا بأن عمر كان يأخذ العروض في الصدقة من الدراهم
وكان معاذ يقول لأهل اليمن “ائتوني بخميس أو لبيس آخذه منكم فإنه أيسر عليكم وأنفع للمهاجرين”
ولاحظ قوله: أيسر عليكم وأنفع للفقراء فإن في هذا مراعاة لفقه المقاصد الذي غاب عنّا
=
الخلاصة:
أن التمر والبر والشعير كان في زمن النبي ﷺ يوازي النقد “الفلوس” لأنها كانت تُستخدم في المعاوضات!
وهذه الصفات قد زالت عن هذه السلع في الوقت الحاضر فصار البقاء عليها يخالف أصل تشريعها وهو منفعة الفقراء وكفّهم عن السؤال!
واختيار النبي لها هو من باب المثال لا الإلزام
=
وبهذا يترجح أن قول أبي حنيفة والثوري في جواز إخراج صدقة الفطر من النقود هو الأيسر على الناس والأنفع للفقراء -كما قال معاذ- وهو الذي تتحقق به المقاصد الشرعية
وهو الأوجب في العصر الحديث لأنه يراعي اختلاف المعطيات التي جعلت النبي يختار البر والشعير والتي لم تعد موجودة اليوم!
=
فإذا أراد الشخص أن يخرج زكاة الفطر بالمال فكم تكون؟
يقول الشيخ بن باز إن الصاع يساوي 3 كيلو وهذا يعني:
أن صاع الأرز = 20 ريالا
وصاع التمر = 60 ريالا
ولأن الحديث جاء على التخيير فتكون الزكاة عن الشخص الواحد على الخيار من 20 إلى 60 ريالا للشخص الواحد
وذلك حسب المقدرة والرغبة
وتخيل معي لو أنك تزكي عن 6 أشخاص مثلا فإن زكاتك تساوي 120 ريالا
تخيل سعادة الفقير عندما تعطيه مثل هذا المبلغ في ليلة العيد وتخيل سعادته لو حصل على أكثر من زكاة في وقت واحد!
وأضف لذلك أن هذه الأموال تصل إليه بدون مشقة وخسارة بيع الرز في سوق مكتض وغارق بالرز!!!