نبدأ على بركة الله تعالى :
الآية الكريمة معطوفة على ما قبلها ولهذا سنقرأ نص الآيات كامل، وملاحظة هامة هي بأننا سنعتمد على التفسير الحرفي ولن نؤل حرفا من النص.
قال تعال:
( 17 ) أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
( 18 ) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
( 19 ) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
( 20 ) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
//الغاشية//.
ثلاث آيات كلها معطوفة على قوله تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ)، ولهذا كان لابد لنا من أن نعرف ما المقصود بكلمة (ينظرون) وخير ما يساعدنا بالاستدلال الى ما المقصود منها أن نلجأ الى كتاب الله سبحانه وتعالى،
قال تعالى في سورة الأعراف:
{ وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ(198) –الأعراف}.
لاحظ: لدينا في الآية الكريمة ثلاثة كلمات ( وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ) ومعاني الكلمات تكاد تكون متشابهة، ونحن بحاجة لإحكامها وخير وسيلة لنا هي من كتاب الله سبحانه وتعالى،
1. كلمة (ينظرون)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
(ينظرون إليك) أي : يقابلونك بعيون مصورة كأنها ناظرة.//انتهى//.
ومثال من القرآن الكريم على كلمة ينظرون في قوله تعالى:
{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(19) –الأحزاب}.
إذا فكلمة ينظرون المقصود منها هو الرؤيا بالعين فالإنسان ينظر بعينيه،
2. كلمة تراهم
أما كلمة (تراهم) فهي أعم وأشمل فالإنسان يرى بقلبه ويرى بعقله ويرى في حلمه ودائما ما تكون كلمة يرى شمولية بشكل أكثر ومثال على ذلك من كتاب الله تعالى:
{ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(6) –سبأ}.
{ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) –النجم}.
3. كلمة يبصر
أما كلمة (يبصر) فهي من البصيرة وخير شرح لها من كتاب الله تعالى:
{ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ(104) –الأنعام}.
{ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ(43) –يونس}.
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(46) –الحج}.
أعتقد أنه أصبح واضحا وجليا ماذا تعني (أفلا ينظرون) والمقصود من الكلمة هي النظر بالعين المجردة، فيكون المقصود من الآيات الكريمة هو النظر بالعين المجردة:
( 17 ) أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
( 18 ) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
( 19 ) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
( 20 ) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
فعلى سبيل المثال لو وقف شخص ما ونظر بعينيه الى الأرض فإنه لن يجدها إلا ارضا مسطحة وإن كان هذا لا ينافي بأن تكون الأرض كروية،
وقال السعدي:
{ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها.
واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر.
وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة ، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة. // انتهى//.
-------
ثانيا:
أن الله سبحانه وتعالى جعل لهذه الأرض سطحا ممهدا مبسوطا في غاية الإبداع، ودل ذلك على قدرته تبارك وتعالى، حتى وإن كانت الأرض كروية فلها سطح وجميع الأشكال الهندسية لها سطح فالمكعب له سطح والكرة لها سطح أيضا.
مثال:
لو أن شخص ما وقف على جبل وأراد أن يحدد أو يقيس ارتفاع هذا الجبل فكيف يحدده وماذا يقول؟
الجواب سنقول بأن ارتفاع الجبل هو 400 متر فوق مستوى سطح البحر أليس كذلك، اذا وفي هذه الحالة فالبحر له سطح أليس كذلك، طبعا البحر له سطح ومخطئ هو من يقول بأن البحر ليس له سطح وهل يوجد في الكون شيء وليس له سطح.
2-ولما كان للبحر سطح إليك السؤال الثاني:
لو وقف شخص ما على شاطئ البحر أو ابحر فيه وكان البحر هادئ والرياح ساكنة بمعنى لا يوجد أمواج، والسؤال هنا لو نظر هذا الشخص إلى البحر الهادئ بعينيه على مدى نظره ماذا سيشاهد؟ بحر مسطح أم بحر كروي؟
والجواب سيقول بحر مسطح وكاذب هو من يقول أشاهد في عيني بحر كروي.
وقفة صغيرة مع أقوال بعض العلماء،
قال ابن كثير:
(وإلى الأرض كيف سطحت) ؟ أي : كيف بسطت ومدت ومهدت ، فنبه البدوي على الاستدلال بما يشاهده من بعيره الذي هو راكب عليه ، والسماء التي فوق رأسه ، والجبل الذي تجاهه ، والأرض التي تحته - على قدرة خالق ذلك وصانعه ، وأنه الرب العظيم الخالق المتصرف المالك ، وأنه الإله الذي لا يستحق العبادة سوا. /انتهى/.
وقال الماتريدي:
أن يكون على سؤال تقدم منهم لأمر اشتبه عليهم؛ فنزلت هذه الآية: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. . .) إلى آخر الآيات؛ أي: لو نظروا في هذه الأشياء لكان نظرهم فيها وتفكرهم بها ينزع عنهم الإشكال، ويوضح لهم ما اشتبه عليهم.
وذكر عن ابن عَبَّاسٍ - رضي اللَّه عنهما - أنه قال: لما ذكر اللَّه - تعالى - ما ذكر من نعيم الجنة عجبت قريش، وقالت: يا مُحَمَّد، ائتنا بآية أن ما تقوله حق؛ فأنزل اللَّه - تعالى -: (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
ثم النظر في رفع السماوات والتفكر في خلقها بغير عمد ترونها والنظر والاعتبار في خلق الإبل ونصب الجبال وسطح الأرض، وهو البسط - مما يوجب القول بالبعث، ويدعو إلى وحدانية الرب تعالى، وإلى القول بإثبات الرسالة، وذلك أن الذي كان يحملهم على إنكار البعث هو أنهم كانوا يقدرون الأشياء بقوى أنفسهم؛ فكانوا يظنون أن القوة لا تبلغ هذا؛ إذ إحياء الموتى خارج عن وسعهم، فلو نظروا، وتفكروا في خلق السماوات والأرض، لعلموا أن قوة اللَّه غير مقدرة بقوى الخلق، وذلك أن السماوات خلقت ورفعت في الهواء بغير عمد، وأقرت كذلك، لا تنحدر عن موضعها، ولا تتصعد، ولو أراد أحد أن يقر في الهواء ريشة حتى لا تسقط ولا تتصعد لم يقدر عليه؛ فيكون في ذلك تنبيه أن قدرته قدرة ذاتية ليست بمستفادة، وكذلك الجبال ترونها مع شموخها وارتفاعها وصلابتها...
فَإِنْ قِيلَ: كيف أمروا بالنظر في كيفية خلق هذه الأشياء، وهم لو نظروا آخر الأبد؛ ليعرفوا كيف خلقت هذه الأشياء، لم يهتدوا إلى ذلك الوجه؟
فجوابه: أنهم لو تداركوا ذلك الوجه وفهموه، لكان النظر فيها لا يرفع عنهم الإشكال؛ إذ يقدرونه بأفعال الخلق التي يهتدي إليها؛ فارتفاع التدارك، وخروجه عن أوهامهم هو الذي يوضح لهم المشكل، ويزيل عنهم الشبه؛ إذ به عرفوا أنه حاصل بقدرة من لا تقدر قوته بقدرتهم، وأنه خلافهم من جميع الوجوه، واللَّه الموفق. //انتهى//....
-----
والله سبحانه وتعالى فصل القول وجعل الإبل آية والسماء آية والجبال آية والأرض آية، والأرض تحديدا جاء لفت الانتباه بالنظر الى المسطوح منها دون الجبال لأن الجبال جعلت في آية وحدها، فيكون القول في هذه الحالة واقع على الأرض المسطوحة المنظورة وليس الأرض ككل أو ككوكب، ومثالا على ذلك علماء الفيزياء والفلك يميزون بين كلمة (الكون) وكلمة (الكون المنظور) فعندما يتحدث العلماء عن الكون فيقصدون به الكون ككل فيقولن إن كتلة الكون المفقودة هي 75 بالمئة ونعتقد بأنها المادة القاتمة أو المعتمة، وإذا قالوا الكون المنظور فإنهم يعنون بذلك النجوم الميتة والتي لا يزال ضوئها يأتي إلينا.
والقرآن الكريم أيضا يميز بين ذكر الأرض ككل وبين الإشارة الى نقطة فيها أو حد معين.
وخير مثال للتوضيح هو من كتاب الله سبحانه وتعالى:
{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ(81) –القصص}.
لاحظ أن في الآية الكريمة جاء ذكر الأرض ولكنه لم يأتي ذكرها ككل بل فقط في الاطار الذي يحوي قارون وداره، تصور لو جاء أحدهم وقال لك إن الله خسف الأرض كلها بأكملها على رأس قارون ولم يبقى شيء من الأرض إلا خسف، في هذه الحالة سوف لن تبقى أرض في الكون!!!!!!!!!!!!!
مثال آخر:
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(31) –المائدة}.
وكلمة(يبحثُ في الأرض) بمعنى: يحفر فيها ليدفن غُرابا قتله
لاحظ أنه ورد ذكر الأرض ها هنا وفي إطار محدد بمعنى حفرة بحجم غراب.
تصور لو أن ساذجا متعجرفا جاء وقال لك إن هذا الغراب بحت وبحث في جميع الأرض ككل ولم يدع منها زاويةً ولا ممرا ولا جبلا ولا واديا إلا وحفر فيه قبرا لأخيه الغراب المقتول حتى أنه ذهب يحفر قبورا تحت البحار! هل كنت لتقبل هذا.
والسؤال الثالث هو: لو أن شخصا ما وقف على الأرض ونظر بعينيه الى مدى النظر ماذا سيشاهد بعينيه أرضا كروية أم مسطحة؟
الجواب سيشاهد أرض مسطحة. ولئن نظر فوجد أرضا كروية فلن تعجبه ولن يطمأن لها قلبه،
خذ مثالا على خرائط الأرض الملاحية، فالملاح يحب التعامل مع الخرائط الملاحية المسطحة المطبوعة على ورق فهي أسلسل وأسهل له في عمله، المرء يحب أن ينظر الى حديقة منزله فيراها مسطحة، إذا استقل سيارته فإنه يحب أن يسير على طريق معبد ومسطح، نحن لا نحبذ شاشات التلفاز والكمبيوتر القديمة المنتفخة ونحبها مسطحة، لا يمكن تخيل ملعب كرة القدم غير مسطح، فالإنسان بفطرته التي فطره الله عليها يحب الأرض أن تكون مسطحة ممهدة يسهل العيش والتنقل فيها.
-------
رابعا:
قوله تعالى (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) لا يعني بأن الأرض مسطحة كما اعتقد بعض الجاهلين ولبَّس الملبسون والمشككون، فالآية الكريمة جاءت بمعنى (انظر الى الأرض كيف خلق الله سبحانه سطحها، انظر الى سطح الأرض الذي تعيش عليه) فالبشر يعيشون على أرض لها سطح حتى ولو كان شكلها كروي أو مفلطح أو كرة ناقصة الضلع في النهاية كله له سطح.
هل لا زلت تعتقد بأن الآية الكريمة تعني بأن الأرض مسطحة وليست كروية!
سؤال، لو كانت هذه الآية الكريمة كما يلبس المشككون إذا في هذه الحالة يجب أن يكون لها شروق واحد وغروب واحد أليس كذلك، لأنه من المستحيل أن تشرق الشمس على سطح مستوي من دون أن تضيء أشعتها كامل هذا السطح المستوي!
إذا اسمع لقوله تعالى:
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا..(137) –الأعراف/
وقوله تعالى:
(رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ(5) –الصافات/.
وقوله تعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ(40) –المعارج/.
هل تريد أكثر من ذلك، الله سبحانه وتعالى أقسم بنفسه وأخبرك بأن على الأرض مشارق ومغارب، وأن الشروق والغروب في حالة مستمرة، فأين هي هذه الأرض المسطحة إذا! ولو كانت كما زعم المشككون لكان حدث على الأرض شروق واحد وغروب واحد.
حسنا اثبات آخر، لو كانت الأرض كما يزعم المشككون كنا وبكل بساطة لن نعرف شيء اسمه الفجر ولا شيء اسمه المغرب ولا شيئا اسمه الخيط الأبيض ولا الخيط الأسود وكنا سنرى نهارا مفاجئ وليلا مفاجئ على الأقل لسكان الأرض الذين يعيشون في منصف الأرض، أليس كذلك!
اسمع ماذا قال ربنا تبارك وتعالى:
{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ (54) –الأعراف}.
وقال أيضا:
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(61) –الحج}.
وقال أيضا:
{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۚ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(6) –الحديد}.
قال سبحانه وتعالى:
{ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ(5) –الزمر}.
والتكوير لا يكون إلا لشيء كروي والعرب تقول كور العمامة على رأسه أي لفها وأدارها والرأس كروي.
وقبل الختام اعلم أخي القارئ بأنه وأينما ذهب الإنسان في هذه الأرض فلن يستطيع الفرار من الله وأن الله تبارك وتعالى قد أحاط بالسماوات والأرض كافة ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء،
قال تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ..(60) -الإسراء
قال تعالى:
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12) -الطلاق}.