هل كفر سيد قطب الناس .. وماهو موقفه من الصحابة ..؟يقول الدكتور محمد قطب .. إن أخي سيد قطب: لم يقل فى حياته "إن فلانا كافر" وكتب حينما اشتد اللغط حول أخيه قائلاً: إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين هو بيان المعنى الحقيقى لـ "لا إله إلا الله" شعوراً منه بأن كثيراً من الناس لا يدركون هذا المعنى على حقيقته وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان
.....
دائما ما كان يقول سيد قطب رحمه الله "نحن دعاة ولسنا قضاة" وإن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله..
.....
دائما ما كان يقول سيد قطب رحمه الله "نحن دعاة ولسنا قضاة" وإن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله..
هذا الكلام يدل على أن سيد رحمه الله لم يكن يكفر الناس بلن كان كل همه تعميق إيمانهم بالتوحيد وبمعاني لا إله إلا الله
.........
براءة الشهيد سيد قطب من الطعن في الصحابة
.........
براءة الشهيد سيد قطب من الطعن في الصحابة
سيد قطب وعثمان بن عفان .. هل سّب سيد قطب الصحابة ؟
تقول الشبهة [ سيد قطب يسب الصحابة ، معاوية بن أبي سفيان ، و عثمان بن عفان و عمرو بن العاص ] رضوان الله عليهم
تقول الشبهة [ سيد قطب يسب الصحابة ، معاوية بن أبي سفيان ، و عثمان بن عفان و عمرو بن العاص ] رضوان الله عليهم
– وهذه التهمة يدلل عليها ببعض ما كتب في بكتابي : ” العدالة الاجتماعية ” و ” كتب وشخصيات “
وقد نقل هذه العبارات وغيرها الشيخ ربيع المدخلي في كتاب ( طعون سيد قطب في الصحابة ) ،
والكتاب موجود في موقع الشيخ لمن أراد أن يقرأه
– والحاصل أن هذه التهمة ليست كغيرها من التهم ، أي بلا دليل واضح ، فمعظم ما يتهم به الأستاذ سيد قطب رحمه الله ناتج عن سوء فهم لكلامه رحمه الله ، أو سوء نية في تتبع كلامه
وهذا الكلام الذي قاله سيد قطب لا يشك مسلم أنه غاية في السوء ، وأنه ينطبق على من يؤمن به عبارات أكثر من أن تحصى تناقلتها
الأمةبدأ برسولها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كبار أهل العلم في وقتنا هذا .. فمن قائل أنه زنديق ، ومن قائل أنه منافق ،
ومن قائل أنه إذا تنقصهم كلهم فإنه كافر لتشكيكه في عدالة الجيل الذي نقل إلينا الإسلام .
ولكن : هل كان سيد قطب يؤمن بالكلام هذا حين موته ؟ أم أنه رجع عنه ؟ وما هو الرد على من قال بأن سيد قطب :
1- لا يحترم الصحابة
2- يطعن فيهم
3- رافضي !
4- يشابه الروافض والخوارج في سبهم للصحابة رضي الله عنهم
وما هي الأدلة على ردودنا عليهم ؟!
أولاً :- بخصوص كتابي العدالة الإجتماعية و كتب و شخصيات
كتاب ” العدالة الاجتماعية ” و كتاب ” كتب وشخصيات ” من الكتب القديمة لسيد قطب ، التي كتبها في جاهليته وقبل أن يتعرف على الإسلام ..
كتاب ” العدالة الاجتماعية ” و كتاب ” كتب وشخصيات ” من الكتب القديمة لسيد قطب ، التي كتبها في جاهليته وقبل أن يتعرف على الإسلام ..
وكان دافعه لكتابة ” العدالة ” هو الرد على الاشتراكيين في وقته .. فمع أنه أراد الخير وأراد نصرة الإسلام إلا أنه أخطأ خطأ عظيما في حق
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانيا ً
هذا الكتاب والكتاب الآخر ” كتب وشخصيات ” ، يجمع العارفون بسيد قطب رحمه الله أنه تخلى عن ” الأفكار ” و ” التصورات ” التي فيه .. مع
هذا الكتاب والكتاب الآخر ” كتب وشخصيات ” ، يجمع العارفون بسيد قطب رحمه الله أنه تخلى عن ” الأفكار ” و ” التصورات ” التي فيه .. مع
اختلافهم في تخلي سيد قطب عن الكتب نفسها ..
وقد فصلت في هذا سابقا فلا حاجة للإعادة .. ولكن الذي يهمنا أن نقوله هو أن هذين الكتابين – وغيرهما من الكتب القديمة – لا تمثل فكر
سيد قطب حين موته ، وأنه تخلى عنها بشهادة أخيه الشيخ محمد قطب ، والمستشار العقيل حفظهما الله .
فكيف نحاسب سيد قطب على كلام تخلى عنه وأوصى بعدم طبعه ولا نشره بين المسلمين ؟ خصوصا وأن التراجع كان عبارة عن رسالة من
سيد رحمه الله إلى مجموعة من الإخوان في العالم .
ثالثا :
هناك الكثير من النماذج في ( الظلال ) والتي تبين احترام سيد قطب رحمه الله للصحابة ، وحبه لهم ، وترضيه عنهم ، ومدحه وثناءه عليهم ..
هناك الكثير من النماذج في ( الظلال ) والتي تبين احترام سيد قطب رحمه الله للصحابة ، وحبه لهم ، وترضيه عنهم ، ومدحه وثناءه عليهم ..
ولكن :
عين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما أن عين السخط تبدي المساويا
وسنقف مع بعض المواضع من الظلال ، والتي تبين رأي سيد قطب رحمه الله عن الثلاثة الذين طعن فيهم في كتبه القديمة ،
ثم نبين رأيه رحمه الله في الصحابة بشكل عام .. وسنرى هل أصاب من يقول عنه رحمه الله أنه مثل الخوارج والروافض .. أم أنه مخطئ ؟
عثمان بن عفان رضي الله عنه في الظلال :
1-
ثم تابع اليهود كيدهم للإسلام وأهله منذ ذلك التاريخ . . كانوا عناصر أساسية في إثارة الفتنة الكبرى التي قتل فيها
” الخليفة الراشد عثمان بن عفان ” – رضي اللّه عنه – وانتثر بعدها شمل التجمع الإسلامي إلى حد كبير . . .
وكانوا رأس الفتنة فيما وقع بعد ذلك بين علي – رضي اللّه عنه – ومعاوية . . وقادوا حملة الوضع في الحديث والسيرة وروايات التفسير . .
وكانوا من الممهدين لحملة التتار على بغداد وتقويض الخلافة الإسلامية . .
(الظلال 1628)
2-
ثم إن رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم – جد في سفره وأمر الناس بالجهاز والإسراع .
وحض أهل الغنى على النفقة وحمل المجاهدين الذين لا يجدون ما يركبون ؛ فحمل رجال من أهل الغنى محتسبين عند اللّه .
وكان في مقدمة المنفقين المحتسبين ، عثمان بن عفان – رضي اللّه عنه – فأنفق نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها . .
قال ابن هشام:فحدثني من أثق به أن عثمان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار ، فقال رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم -:
اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض .
( الظلال 1723 )
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في ( الظلال ) :
1-
1-
وكثيرا ما تستجيش هذه الدعوة إلى السماحة والعفو ، وتعليق القلب بعفو الله ومغفرته .
نفوسا لا يغنيها العوض المالي ؛ ولا يسليها القصاص ذاته عمن فقدت أو عما فقدت . .
فماذا يعود على ولي المقتول من قتل القاتل ؟ أو ماذا يعوضه من مال عمن فقد ؟ .
إنه غاية ما يستطاع في الأرض لإقامة العدل ، وتأمين الجماعة . . ولكن تبقى في النفس بقية لا يمسح عليها إلا تعليق القلوب بالعوض الذي
يجيء من عند الله .
روى الإمام أحمد . قال:حدثنا وكيع ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي السفر ، قال
” كسر رجل من قريش سن رجل من الأنصار . فاستعدى عليه معاوية . فقال معاوية : سنرضيه . . فألح الأنصاري . . فقال معاوية : شأنك
بصاحبك ! – وأبو الدرداء جالس-
فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من مسلم يصاب في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة , أو حط
عنه به خطيئة ” .. فقال الأنصاري : فإني قد عفوت ..
( الظلال 899 – 900 )
عمرو بن العاص رضي الله عنه في الظلال
1-
1-
ولقد ضربت أبشار بني إسرائيل في طاغوت الفرعونية حتى ذلوا . بل كان ضرب الأبشار هو أخف ما يتعرضون له من الأذى في فترات الرخاء !
ولقد ضربت أبشار المصريين كذلك حتى ذلوا هم الآخرون واستخفهم فرعون !
ضربت أبشارهم في عهود الطاغوت الفرعوني ؛ ثم ضربتأبشارهم في عهود الطاغوت الروماني . .
ولم يستنقذهم من هذا الذل إلا الإسلام ، يوم جاءهم بالحرية فأطلقهم من العبودية للبشر بالعبودية لرب البشر .
فلما أن ضرب ابن عمرو بن العاص – فاتح مصر وحاكمها المسلم – ظهر ابن قبطي من أهل مصر – لعل سياط الرومان كانت آثارها على ظهره
ما تزال – غضب القبطي لسوط واحد يصيب ابنه – من ابن فاتح مصر وحاكمها – .
وسافر شهراً على ظهر ناقة ، ليشكو إلى عمر بن الخطاب – الخليفة المسلم – هذا السوط الواحد الذي نال ابنه !
– وكان هو يصبر على السياط منذ سنوات قلائل في عهد الرومان – وكانت هذه هي
معجزة البعث الإسلامي .
( الظلال 1364 )
وبعد هذا العرض نقول :
أليس من العدل يا من تنتقدون الأستاذ الشهيد – إن شاء الله – أن ترجعوا لآخر ما كتبه في حياته ؟
أليس من العدل يا من تنتقدون الأستاذ الشهيد – إن شاء الله – أن ترجعوا لآخر ما كتبه في حياته ؟
حتى تتبينوا رأيه النهائي في الصحابة ؟!
هل من العدل أن نحاسب الناس على ما فعلوه في جاهلياتهم ؟!
ونكرر : من أراد أن يعرف رأي سيد قطب في الصحابة فليرجع لكتب سيد قطب وسيرى أن التهويل والتهويش سمة شبه سائدة في من ينتقد
كتب سيد رحمه الله من الشباب هذه الأيام .
..
موقف سيد قطب من الصحابة
خلاصة موقف سيد قطب من الصحابة
مر سيد قطب في موقفه من بعض الصحابة رضوان الله عليهم بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة ما قبل التوجه "الإسلامي"، حيث كان سيد قطب متأثراً بأفكار كل من طه حسين وعباس محمود العقاد، وكلاهما -خاصة طه حسين- كانت له مواقف سلبية تجاه الصحابة، وصلت حد السب والشتم والطعن، فوقع من سيد في هذه المرحلة كلمات قاسية في حق كل من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، وذلك في كتابه "كتب وشخصيات"، وهو عبارة عن مقالات أدبية نقدية، نشرها الشهيد في عدة مجلات ما بين عامي 1942 و1946م (انظر "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" ص531 للدكتور صلاح الخالدي).
الثانية: مرحلة بداية توجهه "الإسلامي"، وفي هذه المرحلة ألّف أول كتاب له في الفكر الإسلامي، وهو "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وذلك في عام 1948م، وفي هذا الكتاب يظهر أن سيداً ما زال متأثراً -شيئاً ما- بأفكار طه حسين والعقاد، لذا فقد صدرت منه عبارات شديدة في حق عدد من الصحابة، منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتصدى للرد عليه الأستاذ محمود شاكر رحمه الله، وبيّن سيد قطب -عام 1952- في تعليقه على مقالة لشاكر؛ أنه لا يقصد الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما غايته الدفاع عن الإسلام مما نُسب إليه في كتب التاريخ والسير.
الثالثة: مرحلة استقلاله في دراسة التاريخ، وفي هذه المرحلة أصدر طبعة منقحة من كتاب "العدالة الاجتماعية" وهي الطبعة السادسة التي أصدرتها دار "إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وحذف منها الشهيد ما انتقده عليه الأستاذ محمود شاكر، وعدّل كثيراً من العبارات، وأضاف أموراً أخرى، تبين استقرار موقفه من الصحابة على جادة العدل والإنصاف، وظهر ذلك جلياً في "الظلال" و"هذا الدين"، حيث أثنى ثناءً طيباً على عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، وكذا كال المديح لأصحاب رسول الله في الجملة، وفعل ذلك في كتابه "معالم في الطريق"، حيث وصف الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم "جيل قرآني فريد"، وقال تحت هذا العنوان (ص14):
"لقد خرّجت هذه الدعوة جيلاً من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم -، جيلاً مميزاً في تاريخ الإسلام كله، وفي تاريخ البشرية جميعه، ثم لم تعُد تخرج هذا الطراز مرةً أخرى".
مما سبق؛ نتيقن أن الذي خلص إليه الشهيد سيد قطب رحمه الله؛ هو الثناء على الصحابة رضي الله عنهم
--
كان فكر سيد قطب -رحمه الله- نقلة نوعية في المسار الفكري للصحوة الإسلامية عموما وللإخوان المسلمين خصوصا، وكان على الحركة (الأم) كما أسموها أن تحدد موقفها من هذه الأطروحات.. ووقفت القيادة التقليدية للإخوان في مصر من سيد وأفكاره موقفا رافضا مناوئا.. فقد كانت نظرياته في الحاكمية والولاء والبراء، والمفاصلة مع الجاهلية والتمايز في الهوية والمنهج.. مفرقا هاما كان على الإخوان أن يقرروا السير معه أو الافتراق عنه في ردة فعل تحيد بهم حتى عن ثوابت أساسية كان عليها المنهج عندهم. واختار الإخوان الطريق الثاني تجنبا للصدام مع السلطة وبدت آثار السجن والقمع والسياط جلية في ملامحهم الفكرية الجديدة، فقد كتب المرشد العام حسن الهضيبي كتابه الشهير (دعاة لا قضاة) ردا على كتاب (معالم في الطريق) وما حمله (في ظلال القرآن) من أفكار المواجهة والصدام مع الجاهلية التي يجسدها النظام السياسي القائم، وما يفرض على المجتمعات من تحول.. وهنا افترقت حركة الإخوان المسلمين والصحوة السياسية المعاصرة إلى مدرستين متمايزتين متناقضتين.. فجسد كتاب (المعالم) وفكر سيد عموما، فكر الحــاكمية والتمايز والمفاصلة، وبالتالي الحكم بالكفــر والـردة على أنظمة الحكم القائمة والدعوة الصريحة لجهــ ـادها ورسم معالم طريق هذا الجهـ ـاد.. وشكل كتاب (دعاة لا قضاة) كما يدل عنوانه المعبر، منهج الإخوان الجديد وبداية مسار التراجع الذي ابتدؤوه من حينها، وكانت خلاصة نظريته أن رواد الصحوة الإسلامية عبارة عن دعاة إلى الإسلام والإصلاح، وليسوا قضاة على الحكــام والناس وما هم فيه من أحوال، حتى يحكموا بانتمائهم للإسلام أو خروجهم عنه. وشكل هذا الكتاب أحد أهم مرتكزات الإرجاء السياسي المعاصر في الحركة الإسلامية الناهضة، حيث شملت شهادته بالإسلام للسلطات المـرتدة وأركانها في مصر وغيرها.
خلاصة موقف سيد قطب من الصحابة
مر سيد قطب في موقفه من بعض الصحابة رضوان الله عليهم بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة ما قبل التوجه "الإسلامي"، حيث كان سيد قطب متأثراً بأفكار كل من طه حسين وعباس محمود العقاد، وكلاهما -خاصة طه حسين- كانت له مواقف سلبية تجاه الصحابة، وصلت حد السب والشتم والطعن، فوقع من سيد في هذه المرحلة كلمات قاسية في حق كل من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، وذلك في كتابه "كتب وشخصيات"، وهو عبارة عن مقالات أدبية نقدية، نشرها الشهيد في عدة مجلات ما بين عامي 1942 و1946م (انظر "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" ص531 للدكتور صلاح الخالدي).
الثانية: مرحلة بداية توجهه "الإسلامي"، وفي هذه المرحلة ألّف أول كتاب له في الفكر الإسلامي، وهو "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وذلك في عام 1948م، وفي هذا الكتاب يظهر أن سيداً ما زال متأثراً -شيئاً ما- بأفكار طه حسين والعقاد، لذا فقد صدرت منه عبارات شديدة في حق عدد من الصحابة، منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتصدى للرد عليه الأستاذ محمود شاكر رحمه الله، وبيّن سيد قطب -عام 1952- في تعليقه على مقالة لشاكر؛ أنه لا يقصد الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما غايته الدفاع عن الإسلام مما نُسب إليه في كتب التاريخ والسير.
الثالثة: مرحلة استقلاله في دراسة التاريخ، وفي هذه المرحلة أصدر طبعة منقحة من كتاب "العدالة الاجتماعية" وهي الطبعة السادسة التي أصدرتها دار "إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وحذف منها الشهيد ما انتقده عليه الأستاذ محمود شاكر، وعدّل كثيراً من العبارات، وأضاف أموراً أخرى، تبين استقرار موقفه من الصحابة على جادة العدل والإنصاف، وظهر ذلك جلياً في "الظلال" و"هذا الدين"، حيث أثنى ثناءً طيباً على عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، وكذا كال المديح لأصحاب رسول الله في الجملة، وفعل ذلك في كتابه "معالم في الطريق"، حيث وصف الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم "جيل قرآني فريد"، وقال تحت هذا العنوان (ص14):
"لقد خرّجت هذه الدعوة جيلاً من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم -، جيلاً مميزاً في تاريخ الإسلام كله، وفي تاريخ البشرية جميعه، ثم لم تعُد تخرج هذا الطراز مرةً أخرى".
مما سبق؛ نتيقن أن الذي خلص إليه الشهيد سيد قطب رحمه الله؛ هو الثناء على الصحابة رضي الله عنهم
--
كان فكر سيد قطب -رحمه الله- نقلة نوعية في المسار الفكري للصحوة الإسلامية عموما وللإخوان المسلمين خصوصا، وكان على الحركة (الأم) كما أسموها أن تحدد موقفها من هذه الأطروحات.. ووقفت القيادة التقليدية للإخوان في مصر من سيد وأفكاره موقفا رافضا مناوئا.. فقد كانت نظرياته في الحاكمية والولاء والبراء، والمفاصلة مع الجاهلية والتمايز في الهوية والمنهج.. مفرقا هاما كان على الإخوان أن يقرروا السير معه أو الافتراق عنه في ردة فعل تحيد بهم حتى عن ثوابت أساسية كان عليها المنهج عندهم. واختار الإخوان الطريق الثاني تجنبا للصدام مع السلطة وبدت آثار السجن والقمع والسياط جلية في ملامحهم الفكرية الجديدة، فقد كتب المرشد العام حسن الهضيبي كتابه الشهير (دعاة لا قضاة) ردا على كتاب (معالم في الطريق) وما حمله (في ظلال القرآن) من أفكار المواجهة والصدام مع الجاهلية التي يجسدها النظام السياسي القائم، وما يفرض على المجتمعات من تحول.. وهنا افترقت حركة الإخوان المسلمين والصحوة السياسية المعاصرة إلى مدرستين متمايزتين متناقضتين.. فجسد كتاب (المعالم) وفكر سيد عموما، فكر الحــاكمية والتمايز والمفاصلة، وبالتالي الحكم بالكفــر والـردة على أنظمة الحكم القائمة والدعوة الصريحة لجهــ ـادها ورسم معالم طريق هذا الجهـ ـاد.. وشكل كتاب (دعاة لا قضاة) كما يدل عنوانه المعبر، منهج الإخوان الجديد وبداية مسار التراجع الذي ابتدؤوه من حينها، وكانت خلاصة نظريته أن رواد الصحوة الإسلامية عبارة عن دعاة إلى الإسلام والإصلاح، وليسوا قضاة على الحكــام والناس وما هم فيه من أحوال، حتى يحكموا بانتمائهم للإسلام أو خروجهم عنه. وشكل هذا الكتاب أحد أهم مرتكزات الإرجاء السياسي المعاصر في الحركة الإسلامية الناهضة، حيث شملت شهادته بالإسلام للسلطات المـرتدة وأركانها في مصر وغيرها.