الأربعاء، 16 يونيو 2021

ملف خاص يتضمن كتب ومؤلفات عملاق الفكر الاسلامي الشهيد سيد قطب و رد الشبهات وإفتراءآت أدعياء السلفية وإقرار سيد عقيدة أهل السنة في ظلال القرآن وآراء العـلماء فيه وتحميل مباشر لكل مؤلفات الشهيد ..!

 


حمل من هنا كتب ومؤلفات عملاق الفكر الاسلامي الشهيد سيد قطب 


فيديو
"‏في 1966.8.29 أعدم الشهيد ‎سيد قطب ومازالت أعواد المشانق تستقبل رجالات الدعوة وحراس العقيدة الذين تشرفوا بحمل راية الإسلام وقدموا أنفسهم رخيصة لرب أثابهم جنة عرضها السموات والأرض..... رفع السيد على المشنقة فارتفع ذكره وبقي أثره وخاب وخسر من باء بذنبه فمات مهزوما وبقي مذموما"

صفحتنا على الفيس بوك بعنوان .. الرد على شبهات أدعياء السلفية وبيان حقيقتهم .. تابعونا من هناك ستجدون مايهمكم أكثر ..  
*******  4000 مجلد من كتاب ظلال القرآن احرقهم زبانية جمال عبد الناصر في وسط القاهرة بعد اعدام سيد قطب ومن يقبض عليه باحد كتبه يعاقب من 10 سنوات للاعدام.
تقول اخته حميدة : التقاني حمزة البسيوني مندوب ابليس واراني وثيقة من رئاسة الجمهورية موقع عليها من عبد الناصر بإعدام سيد قطب ورفاقه يوسف هواش وعبد الفتاح اسماعيل .
تقول : فلم تحملني قدماي حين علمت الخبر.... فقد كان شقيقي سيد هو حب حياتي الوحيد وكان حبه وظله هو كل شيء لي في الدنيا.
وقال لها مندوب ابليس : اذا اعتذر سيد قطب للرئيس عبد الناصر على التليفزيون مباشرة سيلغى حكم الاعدام ويسجن 6 اشهر فقط !
وما يثبت لك تلاعب عبد الناصر بالقضاء هو.... كيف يعفى عن محكوم عليه بالاعدام بمجرد الاعتذار لجمال عبد الناصر ؟!
مع ان المفترض عند القضاء ان مشكلة سيد قطب هي بين سيد وبين الوطن ككل....... فهل عبد الناصر هو الوطن واعتذار سيد له يعتبر اعتذار للوطن ؟!
وهل اعتذار سيد قطب لعبد الناصر يمكن ان يترتب عليه حكم قضائي من الاعدام الى 6 اشهر دون حتى الرجوع للقاضي ؟! .
ذهبت حميدة للسيد في السجن وعرضت عليه رسالة ابليس فرفض وقال لشقيقته : عن أي شيء اعتذر يا حميدة ؟!.... هل اعتذر عن العمل مع الله ؟!.
يقول الشيخ كشك رحمه الله : قالت المذيعة خبر اعدام سيد قطب وتبعته بأغنية بسبس نو يا بسبس نو .... وتوالت الاذاعات في نشر الاغاني وكأن قطيع عبد الناصر الاعلامي قد حرر الاقصى من يد الصهاينة !!! .
وقبل اعدامه بأيام قليلة كانت تذاع اغنية ‘‘ بكرة العيد ونعيد ونذبحك يا شيخ سيد ‘‘ ابتهاجا من عبد الناصر وعبيده بإعدام سيد قطب حتى قبل ان ينطق القاضي خبر اعدامه !

*************

فيديو ... 
سيد قطب ومعجزته الفكرية "في ظلال القرآن"، لمحات من الكتاب مع د. وصفي أبو زيد



#شهيد_الظلال إليك يا صاحب الظلال في ذكرى استشهادك: سجانك مات.. ومعذبك اندثر.. وشانِقُك وشانِئُك أصبح من أهل العدم.. والطاغية الذي أمرهم بذلك هلك ولفظته اﻷرض حتى جرى به الماء النتن!! وبقيت سيرتك.. وبقي ظلالك.. وبقيت فكرتك... حياتك طالت، وحياتهم قصرت.. عطاؤك حفظه الله لك...وحربهم لله أجهزت عليهم!! سلام عليك يا سيد... وسلام على ألوف مثلك في السجون اﻵن...لم يؤلفوا ظلالاً كسيد...لكنهم يعيشون اﻵن في الظلال التي كتبها سيد!! رحمك الله.. فيديو .. في ذكرى استشهاد سيد قطب.. من هو سيد قطب وما هو منهجه؟




*************

فرية تـكـفـير سيد قطب للمـسـلـمـين

نسب إلى سيد رحمه الله تهمة تكفير المسلمين أو المجتمعات الإسلامية من خلال الفهم الخاطئ لكتابات سيد رحمه الله في الظلال وغيرها من كتبه . وهذه التهمة ناتجة من اطلاقاته مثل :
- الناس في جاهلية ، وهم عادوا إلى الجاهلية الأولى . - عدم وجود المجتمع المسلم . - المجتمعات تحب أَن تكون مسلمة وليست مسلمة . - تسمية المساجد معابد الجاهلية .
المجموعة الأولى : مجموعة تكفر المسلمين وتزعم أنها متبنيـة لفكر سيد وأبرز أمثلتها " جماعة المسلمين " واشتهرت باسم " جماعة التكفير والهجرة " .
وهناك مجموعتان تخرجان بنتائج خاطئة من قراءة كلام سيد حول هذا الموضوع : النماذج التي أوردها سيد قطب في الظلال وفهم منها البعض تكفيره لأفراد المجتمع
أولاً : يقول في تفسير قوله تعالى : "وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" ... " ولكن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلام الحقيقية اليوم ليست في شيء من هذا .. إنها تتمثل في وجود أقوام من الناس من سلالات المسلمين ، في أوطان كانت في يوم من الأيام دارا للإسلام ، يسيطر عليها دين الله ، وتُحكم بشريعته .. ثم إذا هذه الأرض ، وإذا هذه الأقوام ، تهجر الإسلام حقيقة ، وتعلنه إسما وإذا هي تتنكر لعقيدة الإسلام اعتقادا وواقعا وإن ظنت أنها تدين بالإسلام اعتقادا فالإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن لا إله إلا الله تتمثل في الاعتقاد أن الله - وحده - هو خالق هذا الكون المتصرف فيه وأن الله وحده هو الذي يتقدم إليه العباد بالشعائر التعبدية ونشاط الحياة كله وأن الله - وحده - هو الذي يتلقى منه العباد الشرائع ويخضعون لحكمه في شأن حياتهم كله وأيما فرد لم يشهد أن لا إله إلا الله - بهذا المدلول - فإنه لم يشهد ولم يدخل في الإسلام بعد ، كائنا ما كان اسمه ولقبه ونسبه وأيما أرض لم تتحقق فيها شهادة أن لا إله إلا الله - بهذا المدلول - فهي أرض لم تدن بدين الله ولم تدخل في الإسلام بعد وفي الأرض اليوم أقوام من الناس أسماؤهم أسماء المسلمين وهم من سلالات المسلمين وفيها أوطان كانت في يوم من الأيام دارا للإسلام ولكن لا الأقوام اليوم تشهد أن لا إله إلا الله - بذلك المدلول - ولا الأوطان اليوم تدين لله بمقتضى هذا المدلول .
وهذا أشق ما تواجهه حركات الإسلام الحقيقية في هذه الأوطان مع هؤلاء الأقوام أشق ما تعانيه هذه الحركات هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين وطريق المشركين المجرمين واختلاط الشـارات والعناوين والتباس الأسماء والصفات والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق . ويعرف أعداء الحركات الإسلامية هذه الثغرة فيعكفون عليها توسيعا وتمييعا وتلبيسا وتخليطا حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل " تهمة " يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام تهمة تكفير " المسلمين " ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم لا إلى قول الله ولا إلى قول رسول الله . هذه هي المشقة الكبرى وهذه كذلك هي العقبة الأولى التي لا بد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل . يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين ويجب أن لا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف وألا تقعدهم عنها لومة لائم ولا صيحة صائح انظروا إنهم يكفرون المسلمين . إن الإسلام ليس بهذا التمييع الذي يظنه المخدوعون ، إن الإسلام بَيِّن والكفر بَيِّن ، الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله - بذلك المدلول - فمن لم يشهدها على هذا النحو ومن لم يقمها في الحياة على هذا النحو فحكم الله ورسوله فيه أنه من الكافرين الظالمين الفاسقين المجرمين .
ثالثاً : قال سيد : " لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله وإن ظل فريق منها يردد على المآذن : " لا إله إلا الله " دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها ودون أن يرفض شرعية " الحاكميـة " التي يدعيها العباد لأنفسهم - وهي مرادف الألوهية - سواء ادعوها كأفراد أو كتشكيلات تشريعية أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة فليس لها إذن حق الحاكمية إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء .
ثانيا : ما قيل من أنه جعل مساجد المسلمين كمعابد الجاهلية انطلاقا من تكفير مجتمعاتهم واعتبارها جاهليـة : قال سيد قطب في تفسير قولـه تعالى :"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" ( يونس آية 87 ) " وتلك هي التعبئة الروحية إلى جوار التعبئة النظامية وهما معا ضروريتان للأفراد والجماعات وبخاصة قبيل المعارك والمشقات ولقد يستهين قوم بهذه التعبئة الروحية ولكن التجارب ما تزال إلى هذه اللحظة تنبئ بأن العقيدة هي السلاح الأَول في المعركة وأن الأداة الحربية في يد الجندي الخائر العقيدة لا تساوي شيئا كثيرا في ساعة الشدة . وهذه التجربة التي يعرضها الله على العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة ليست خاصة ببني إسرائيل فهي تجربة إيمانية خالصة وقد يجد المؤمنين أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت وفسد الناس وأنتنت البيئة وكذلك كان الحال على عهد فرعون في هذه الفترة وهنا يرشدنا الله إلى أمور : 1 - اعتزال الجاهلية ، نتنها وفسادها وشرها ما أمكن في ذلك وتجمع العصبة المؤمنة الخيرة النظيفة على نفسها لتطهرها وتزكيها وتدربها وتنظمها حتى يأتي وعد الله لها . 2 - اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المؤمنة مساجد تحس فيها بانعزال عن المجتمع الجاهلي وتزاول عبادتها لربها على نهج صحيح وتزاول بالعبادة ذاتها نوعا من التنظيم في جو العبادة الطهور . البشرية بجملتها بما فيهـا أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات : " لا إله إلا الله " بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد - من بعد ما تبين لهم الهدى - ومن بعد أن كانوا في دين الله .
ثم ما أحوج العصبة المؤمنة - بعد أن تستيقن حقيقة مهمتها في الأرض اليوم ، وبعد أن تستوضح حقيقة العقيدة التي تدعو إليها ومقتضياتها من إفراد الله سبحانه بالولاء بكل مدلولاته ، وبعد أن تستصحب معها في مهمتها الشاقة تلك الحقائق والمشاعر .. ما أحوجها بعد ذلك كله إلى موقف الإشهاد والقطع والتبرؤ من الشرك الذي تزاوله الجاهلية البشرية اليوم كما كانت تزاولـه جاهلية البشرية الأولى . وأن تقول ما أَمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقوله ؛ وأن تقذف في وجه الجاهلية بما قذف به في وجههـا الرسول الكريم تنفيذا لأمر ربه العظيم
فما أحوج العصبة المسلمة اليوم أن تقف طويلا أمام هذه الآيات البينات ! ما أحوجها أن تقف أمام آيات الولاء :"قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " ذلك لتعلم أن اتخاذ غير الله وليا - بكل معاني " الولي " وهي الخضوع والطاعة والإستنصار والاستعانة يتعارض مع الإسلام لأنه هو الشرك الذي جاء الإسلام ليخرج منه الناس ولتعلم أن أول ما يتمثل فيه الولاء لغير الله هو تقبل حاكمية غير الله في الضمير أو في الحياة ، الأمر الذي تزاوله البشرية كلها بدون استثناء ولتعلم أنها تستهدف اليوم إخراج الناس جميعا من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، وأنها تواجه جاهلية كالتي واجهها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والجماعة المسلمة حين تلقي هذه الآيات . وما أحوجها أن تستصحب في مواجهتها للجاهلية تلك الحقائق والمشاعر التي تسكبها في القلب المؤمن الآيات التالية " قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ، مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " . فما أحوج من يواجه الجاهلية بطاغوتها وجبروتها وبإعراضها وعنادها وبالتوائها وكيدها وبفسادها وانحلالها .. ما أحوج من يواجه هذا الشر كله أن يستصحب في قلبه هذه الحقائق وهذه المشاعر مخافة المعصية والولاء لغير الله ومخافة العذاب الرهيب الذي يترقب العصاة .. واليقين بأن الضار والنافع هو الله . وأن الله هو القاهر فوق عباده فلا معقب على حكمه ولا راد لما قضاه ، إن قلبا لا يستصحب هذه الحقائق وهذه المشاعر لن يقوى على تكاليف " إنشاء " الإسلام من جديد في وجه الجاهلية الطاغية .. وهي تكاليف هائلة تنوء بها الجبال ! .
يقول الدكتور إبراهيم الكيلاني : إننا يجب أن نفهم كلام سيد قطب من خلال منهجه لا أن نفهمه من خلال كلمات مبعثرة هنا وهناك فسيد قطب رجل دعوة يسعى لإقامة حكم الله في الأرض وكان يرى كفرا بواحا منتشرا في المجتمعات الإسلامية كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إلا أن تروا كفرا بواحا )) فاستحلال الربا والخمر والزنا والقمار وتعطيل شريعة الله ماذا يسميها الفقيه المسلم ؟ أليس هذا كفرا بواحا ؟ بلى وباتفاق المسلمين هذه كفر بواح فعندما يقول إن المجتمع الذي يستحل حرمات الله مجتمع جاهلي كافر إنما يعني أن استباحـة حرمات الله تبارك وتعالى ولم يقل أن اللذين في هذا المجتمع كفار .
"قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ " . بعد إيراد بعض النصوص لا بد من معرفة حقيقة موقف سيد من هذه القضية و الردود التي ذكرت في سياق الرد على هذه التهمة . يقول الدكتور صلاح الخالدي بعد أن أورد النص الأول عند تفسير سيد لقوله تعالى"وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ" قال : في هذا النص لسيد - الذي آثرنا نقله كاملا على طوله لنعرف قصده من كلامه وحتى لا نقع في خطأ " الاجتراء " بنقل عبارات وقطعها من سياقها واستخراج أحكام منها لا تحتملها لأن معناها لا يفهم إلا في سياقها - في هذا النص يتجلى لنا أن سيد كان يهدف إلى بيان مضامين ومعنى لا إله إلا الله ويرسم نقطة البدء على هذا الأساس ويوضح طريق الدعوة وتعامل الدعاة على هذا الأساس ويكشف محاولة الأعداء في التلبيس والتخليط والتمييع حتى لا تبقى الجماهير مخدوعة في حقيقة ما هي عليه وحكم الله وشرعه ورسوله في واقعها هذا ما كان يريده سيد ولم يرد أن يكفر المسلمين كما لم يرد أن يعطي كلامه صفة الحكم القانوني المحدد والأمر القضائي النافذ إنما كلامه كلام داعية يرسم طريق الدعوة ويعبر عن هذا بالعاطفة الجياشة والانفعال الظاهر والتأثير البليغ ليستثير الهمم ويشحذ العزائم وما سوى ذلك ظلم لسيد ولرأيه وفكره وتقويل له ما لم يقله . وحول هذا الموضوع يقول الأستاذ سالم البهنساوي " الألفاظ العامة للكتاب والشراح و أوصافهم للمجتمع أنه جاهلي أو على غير الإسلام أو معدود على الديانة الإسلامية لا تعطي حكما شرعيا لكل أفراده فهناك فرق بين الحكم الفقهي وبين الموعظة أو الزجر " . وقد سألت عن هذه القضية الأستاذ محمد قطب فقال : " إن سيد لم يقل أن المسلم الفلاني كافر إلا أن يستحل حرمات الله كذلك المجتمع بصورة عامة عندما تستباح به المحرمات و يخرج عن دين الله فإذا كان سيد قد اجتهد ووصفه بهذا الوصف فله دليل من القرآن الكريم " .
نص الرسالة : " السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد : فإنك تعلم يا أخي ما دار من لغط في محيط الإخوان حول كتابات الشهيد سيد قطب وما قيل من كونها مخالفة لفكر الإخوان أو جديدة عليها وأحب في هذا المجال أن أثبت مجموعة من الحقائق أحس بأنني مطالب أمام الله بتوضيحها حتى لا يكون في الأمر شبهة .
أما عن القول بأن سيد يسمي المساجد معابد الجاهلية فهذا اتهام باطل ذلك أن كلام سيد في تفسير قوله تعالى"وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" على النحو التالي يقول : " وهذه التجربة التي يعرضها الله على العصبة المؤمنة ليكون لها فيها أسوة ليست خاصة ببني إسرائيل فهي تجربة إيمانية خالصة وقد يجد المؤمنين أنفسهم ذات يوم مطاردين في المجتمع الجاهلي وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت وفسد الناس وأنتنت البيئة وكذلك كان الحال على عهد فرعون " بهذا القيد المؤمنين مطاردين في مجتمع جاهلي وقد عمت الفتنة وتجبر الطاغوت ، هنا ذكر سيد اعتزال الجاهلية واعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد . ولنتأمل قول ابن كثير في هذه الآية يقول : " اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى" وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً " عن ابن عباس قال" وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً " " قال : كانوا خائفين فأمروا أن يصلوا في بيوتهم وكذا قال مجاهد وأبو مالك والربيع بن أنس والضحاك وغيرهم يقول ابن كثير وكأن هذا والله أعلم لما اشتد بهم البلاء من قبل فرعون وقومه وضيقوا عليهم وقال مجاهد" وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً " " لما خاف بنو إسرائيل من فرعون أن يقتلوا في الكنائس الجامعة أمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد . فسيد قطب قد جعل الأمر مقيدا بالخوف من الطواغيت أما المساجد التي أسست على تقوى من الله والتي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يقول عنها سيد عند قوله تعالى "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ" يقول تلك البيوت "أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ " وأذن الله هو أمر للنفاذ فهي مرفوعة قائمة وهي مطهرة رفيعة يتناسق مشهدها المرفوع مع النور المتألق في السماء والأرض وتتناسق طبيعتها الرفيعة مع طبيعة النور السني المضيء وتتهيا بالرفعة والارتفاع لأن يذكر فيها اسم الله " وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ...... الآية " ... إلخ " . كتب الأستاذ محمد قطب رسالة موجهة إلى مجلة المجتمع حيث أن محمد قطب كان يتدارس الإسلام مع شقيقه وهو خير من يكتب في هذا الموضوع نظرا لمعرفته لأفكار أخيه .
وأخيرا فهذا أيضا نص صريح من سيد قطب بعدم تكفيره للمجتمعات : وهو ما جاء في اعتراف سيد قطب نفسه المسجل في محضر التحقيق الذي أجراه معه صلاح نصر ونقله بالحرف السيد سامي جوهر في كتابه " الموتى يتكلمون " :
إن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين هو بيان المعنى الحقيقي للا إله إلا الله شعورا منه بأن كثيرا من الناس لا يدركون هذا المعنى على حقيقته وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان كما وردت في الكتاب والسنة شعوراً منه بأن كثيراً من هذه المواصفات قد أهمل أو غفل الناس عنها ولكنه مع ذلك حرص حرصا شديدا على أن يبين أن كلامه هذا ليس مقصودا به إصدار أحكام على الناس وإنما المقصود به تعريفهم بما غفلوا عنه من هذه الحقيقة ليتبينوا هم لأنفسهم إن كانوا مستقيمين على طريق الله كما ينبغي ، أم إنهم بعيدون عن هذا الطريق فينبغي عليهم أن يعودوا إليه . ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول " نحن دعاة لسنا قضاة " إن مهمتنا ليست إصدار الأحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله كما سمعته أكثر من مرة يقول إن الحكم على الناس يستلزم وجود قرينة قاطعة لا تقبل الشك وهذا أمر ليس في أيدينا ولذلك فنحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس فضلا عن كوننا دعوة ولسنا دولة دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس لا إصدار الأحكام عليهم ... إلخ " . وفي مقابلة أجرتها مجلة المجتمع مع زينب الغزالي والتي سئلت فيها هل حقا أن الفكر الذي كان يتبناه سيد ويدرسه للإخوان هو تكفير أفراد المجتمع فأجابت بأنها قد سألت سيد رحمة الله عن ذلك فاستغرب هذا القول وبين أن هذا فهم خاطئ لما كتبه ، وبين أنه سيوضح هذا في الجزء الثاني للمعالم .. وقالت إن سيد لم يكن يكفر الأفراد بل كان يرى أن المجتمعات ابتعدت عن الإسلام إلى درجة جعلتها تفقد هذه الصفة . وسئل الأستاذ عمر الأشقر في مجلة المجتمع عن سؤال : " هل كفر سيد قطب الأفراد والمجتمعات " ؟ ومما جاء في الجواب قوله : لم تحمل كتب الشهيد نصا واحدا يصرح فيه بتكفير المجتمعات أو الأفراد ولم يتفق الإخوان على أن سيد كان يصرح في لقاءاته وجلساته وأحاديثه بتكفير المجتمعات ولكن كثيرا من كتاباته قد يستنتج منها تكفير المجتمعات والأفراد وتلك الاستنتاجات أمر طبيعي لتفاوت الأفهام أحيانا ، ولتعمق المؤلف في معنى معين للتأكيد على فكرة ما وبين خطورة التحاكم لغير الله على كلمة الشهادة وصراحة الشرك في الرضى بتشريعات البشر الوضعية ووصل به التشديد درجة " قارب " معها اتهام المجتمعات والأفراد وليس أدل على ذلك مما كتبه في الظلال عندما توقف عند قوله تعالى"وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِين َ" من سورة الأنعام وتعمق سيد في هذا المعنى وتشديده على خطورة التحاكم لغير الله لم يؤد به إلى تكفير المجتمعات والأفراد رغم حماستـه لهذه الفكرة ذلك لأنه يعلم حدود فكرته ورأيه ولكن بعض تلامذتـه - وممن تلقوا الدعوة على يديـه - تجاوزوا فكرته ورأيـه ووصلوا إلى المحظور وقالوا بتكفير المجتمعات والأفراد .
أجاب قائلا : " الأمة المسلمة هي التي تحكم كل جانب من جوانب حياتها الفردية والعامة بشريعة الله وهي بهذا الوصف غير قائمة وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين لأنه فيما يتعلق بالفرد الاحتكام إلى عقيدته وخلقه وفيما يتعلق بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كله " انتهى باختصار .
س : هل ترى أن هناك فرقـا بين المسلم المنتمي لجماعـة الإخوان وغير المنتمي لتلك الجماعة ؟ . ج : الذي يميز الإخوان أن لهم برنامجا محددا في تحقيق الإسلام فيكونون مقدمين في نظري على من ليس لهم برنامج محدد . س : فلم التمييز إذن بين أفراد هذه الجماعة وبين المسلمين قاطبة وهم جميعا أصحاب عقيدة وأهداف وبرنامج ؟ ج : التمييز - في رأيي - ليس تمييز شخص على شخص ولكن فقط باعتبار أن الجماعة ذات برنامج وأن كل فرد فيها مرتبط بهذا البرنامج لتحقيق الإسلام عمليا وهذا وجه التمييز في رأيي . س : هـل كنتم ترون أن وجود الأمة المسلمة قد انقطع منذ مدة طويلة ولا بد من إعادتها للوجود ؟ ج : لا بد من تفسير مدلول كلمة الأمة المسلمة التي أعنيها فالأمة المسلمة هي التي تحكم كل جانب من جوانب حياتها الفردية والعامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية شريعة الله ومنهجه . وهي بهذا الوصف غير قائمة الآن في مصر ولا في أي مكان في الأرض وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين لأنه فيما يتعلق بالفرد الاحتكام إلى عقيدته وخلقه وفيما يتعلق بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كله . وقال سيد : إننا لم نكفر الناس ، وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول : إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة ، وعدم تصور مدلولها الصحيح ، والبعد عن الحياة الإسلامية ، إلى حال المجتمعات الجاهلية ، وأنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي ، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة ، والتربية الأخلاقية الإسلامية فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر ما تتعلق بالحكم على الناس . وعلق الأستاذ عدنان عر عور على كلام سيد بقوله : وهذا من الأدلة الصريحة من سيد رحمه الله على عدم تكفير الناس جملة . الخلاصة : أن سيد رحمه الله تعالى لم يكفر أحدا من الأعيان ولم يكفر المجتمعات أَو الأفراد . أَما الذين وصفهم سيد بأنهم ليسوا مسلمين أو بأنهم جاهليون أو غير ذلك من الأوصاف التي استنتج منها البعض تكفير سيد للمجتمعات والأفراد تلك الأوصاف يطلقها سيد ويوضح في كلامه من المقصود بتلك الأوصاف وهم من استحل المحرمات أو جحد شريعة الله ، أو حكم بغير ما أنزل الله أو رضي وقبل التحاكم إلى شريعة غير شريعة الله . ولا يوجد نصاً صريحاً في كتب سيد يقول فيه بكفر المجتمعات أو الأفراد بدون وجود الأسباب المذكورة . وإن قيل يلزم من كلامه القول بكفر المجتمعات أو الأفراد قلنا إن منهج أهل السنة والجماعة أن لازم كلام غير المعصوم غير لازم حتى يصرح صاحبه بالتزام ذلك اللازم ، كيف وقد صرح سيد رحمه الله في التحقيق معه عندما سئل هل ترون أن وجود الأمة المسلمة قد انقطع ؟
ثم هنا فائدة مهمة ينبغي التنبيه لها وهي أن أهل السنة والجماعة يفرقون بين الكفر المطلق والكفر المعين فلا يرون بأساً أن نقول من فعل كذا فهو كافر أو القول بخلق القرآن كفر وما شابه ذلك لكن لا يكفرون المعين إلا إذا توفرت شروط وانتفت موانع انظر كلام شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 23/ 245 ) فالقول بتكفير المجتمعات أو الأنظمة أو الدول كفر مطلق لا يستلزم كفر الأعيان .
بجانب ما نقلناه عن أقران سيد قطب المقربين منه الذين نفوا عن سيد مثل ذلك القول وكذلك ما عرف من سيرته وتعايشه مع أفراد المجتمع وتعامله معهم معاملة المسلمين من محبته لهم وتوجيهه لهم والعمل والتعامل اليومي معهم على ذلك الأساس . وكما قال عنه أخوه محمد قطب أن سيد أول من رفع شعار " نحن دعاة ولسنا قضاة " . فاتهامه بهذه التهمة ظلم له وتقول عليه بما لم يقله .



فيديو 
حميدة قطب تروي اللحظات الأخيرة مع أخيها سيد قطب قبل فوزه بالشهادة..

كلمات الاخت الفاضلة حميدة كرصاصة قاتلة للانظمة الظالمة في اي وقت من اوقات الحياة و حديثها ينم على ثقتها الخالصة لوجه الله تعالى لا ترويض فيه و لا مساومة و لا تنازل و لا عاطفة .....ستبقى كلماتها شاهدة على عصر عصيب مر بالامة و هي لعنات على الظلم و الظالمين في كل زمان و مكان


إقرار سيد قطب عقيدة أهل السنة في ظلال القرآن
وتراجعه بالنص الذي لا يحتمل التأويل
________________________________________
يقول في تفسير قول الله تعالى في سورة الجن ":(وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا)الأية10.

"إن الطريق الأمثل في فهم القرآن وتفسيره وفي التصور الإسلامي وتكوينه ، أن ينفض الإنسان من ذهنه كل تصور سابق وأن يواجه القرآن بغير مقررات تصورية أو عقلية أو شعورية سابقة ، وأن يبني مقرراته كلها حسبما يصور القرآن والحديث حقائق هذا الوجود ، ومن ثم لا يحاكم القرآن والحديث لغير القرآن ولا ينفي شيئا يثبته القرآن ولا يؤوله ! ولا يثبت شيئا ينفيه القرآن أو يبطله ، وما عدا المثبت والمنفي في القرآن ، فله أن يقول فيه ما يهديه إليه عقله وتجربته ...
نقول هذا بطبيعة الحال للمؤمنين بالقرآن ... وهم مع ذلك يؤولون نصوصه هذه لتوائم مقررات سابقة في عقولهم ، وتصورات سابقة في أذهانهم لما ينبغي أن تكون عليه حقائق الوجود"

ثم يقول في هامش الصفحة 3731:
"وما أبرىء نفسي أنني فيما سبق من مؤلفاتي وفي الأجزاء الأولى من هذه الظلال قد انسقت إلى شيء من هذا .. وأرجو أن أتداركه في الطبعة التالية إذا وفق الله .. و ما أقرره هنا هو ما أعتقده الحق بهداية من الله ."


الكتب التي يعتمدها سيد قطب 


يقول المستشار عبدالله العقيل في مجلة المجتمع العدد 112 تاريخ 8/8/1972 م : 
(( إن سيد قد بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي أنه لا يعتمد سوى ستة مؤلفات له وهي : هذا الدين , المستقبل لهذا الدين , الإسلام ومشكلات الحضارة , خصائص التصور الإسلامي , في ظلال القرآن , ومعالم في الطريق )) .

مع التأكيد أن شهادة المستشار عبد الله العقيل جاءت سنة 1972 أي قبل الضجة التي أثارها المداخلة حول كتابات الشيخ سيد قطب رحمه الله, حتى لا يقول قائل أن هذه الشهادت تهدف فقط إلى تبرئة الشيح رحمه الله, كما أنها جاءت في فترة كان الإقبال فيها على أشده على كتابات الشيخ رحمه الله (الصحوة الإسلامية)!

كما أن هذه الكتب التي تراجع عنها سيد قطب كانت قبل التزامه بالمنهج الحق و هي التي تحتوي على المغالطات في الصحابة وغيرها التي يتمسح بها المداخلة




فيديو ...عن
خطبة جمعة على ظهر سفينة كانت سببا في تحول مسار حياته

إنه الأستاذ #سيد_قطب





محسن صالح

خبير في الدراسات السياسية والإستراتيجية




خمسون عاما مضت على إعدام المفكر الإسلامي الكبير سيد قطب رحمه الله. لم تنفع اتصالات وتدخلات العديد من الزعماء (بمن فيهم الملك فيصل ملك السعودية، ورئيس العراق عبد السلام عارف) والمفكرين والشخصيات والهيئات العربية والإسلامية في إثناء الرئيس المصري عبد الناصر عن إعدامه، الذي نفذ في 29 أغسطس/آب 1966.
ربما مرَّ على شريط ذكريات كل من عبد الناصر وسيد قطب عند تنفيذ الإعدام ذلك اللقاء الذي تحول حفلا تكريميا، والذي أقامه ضباط ثورة 23 يوليو/تموز 1952 (التي أسقطت الحكم الملكي في مصر) لسيد قطب بحضور عبد الناصر نفسه وجمهور واسع من الضباط والدبلوماسيين والأدباء والمهتمين، في أغسطس/آب 1952 في نادي الضباط في منطقة الزمالك.

قال سيد في هذا اللقاء "إن الثورة قد بدأت حقا، وليس لنا أن نثني عليها، لأنها لم تعمل بعد شيئا يذكر، فخروج الملك ليس غاية الثورة، بل الغاية منها العودة بالبلاد إلى الإسلام..". ثم تابع سيد "لقد كنت في عهد الملكية، مهيئا نفسي للسجن في كل لحظة، وما آمن على نفسي في هذا العهد أيضا، فأنا في هذا العهد مهيئٌ نفسي للسجن أيضا، ولغير السجن، أكثر من ذي قبل"!!

وهنا وقف عبد الناصر وقال بصوته الجهوري "أخي الكبير سيد، والله لن يصلوا إليك إلا على أجسادنا، جثثا هامدة..".                                                                                                                                             
"إن طه حسين الذي كان يوما مسؤولا عن سيد قطب في وزارة المعارف قال في اللقاء التكريمي الذي أشرنا إليه أعلاه "إن في سيد خصلتين هما المثالية والعناد"، وبعد أن تحدث عن أثر سيد في ثورة يوليو 1952 ورجالها ختم كلمته بالقول "إن سيد قطب انتهى في الأدب إلى القمة والقيادة؛ وكذلك في خدمة مصر والعروبة والإسلام""
هذا الموقف كتبه شخص حضر الحفل، هو الأديب السعودي المعروف، مؤسس صحيفة عكاظ بعد ذلك، أحمد عبد الغفور عطار؛ ونشره في مجلة كلمة الحق، العدد الثاني، مايو/أيار 1967.
بعد 14 عاما صدقت توقعات سيد، وأُعدم بعد أن أمضى معظم ما تبقى من حياته في سجون "تلاميذه" من ضباط ثورة يوليو.
*** اثنان وخمسون عاما مضت على استشهاد سيد.. ولكن لا يكاد يكون له بواكٍ.. ولا كلمات وفاء؛ فقد كثرت عليه السكاكين، وتناوشته سهام المتنطعين وأنصاف المثقفين، وعلماء السلاطين، وأتت على فكره ومواقفه غيوم سوداء، وحملات تحريض وشيطنة، حتى تمّ حصر صورته بشكل مُزوَّر في شخصية تكفيرية متطرفة منغلقة. إن معظم من كتب عن سيد قطب ناقدا أو متهما ركز في كثير من الأحيان على سيد وفكره من خلال مقاطع مجتزأة أو من خلال ما كتبه آخرون.. إن هؤلاء الذين ركزوا على بعض الجوانب "الملتبسة" في كتابات سيد، وغضوا النظر عن أدبياته الرائعة ونصوصه الإبداعية والتجديدية وروحه الثورية ومواقفه التي دفع حياته ثمنا لها.. هؤلاء ظلموا سيد، وشاركوا في وضع حاجز نفسي بين الناس وبين سيّد، ولم يخدموا بذلك سوى أنظمة الفساد والاستبداد وتيارات التغريب وأتباع "أذناب البقر". نعم، لسيد أخطاؤه كغيره من البشر، فلتتم معرفتها، وليتم نقد أفكاره وأدائه كغيره من المفكرين والمصلحين والسياسيين، فلا حرج ولا عيب.. فكفى المرء نبلا أن تعدُّ معايبه، أما أن يتم تشويه الشخص وشيطنته وإلغاء دوره.. فلا.***إن طه حسين الذي كان يوما مسؤولا عن سيد قطب في وزارة المعارف قال في اللقاء التكريمي الذي أشرنا إليه أعلاه "إن في سيد خصلتين هما المثالية والعناد"، وبعد أن تحدث عن أثر سيد في ثورة يوليو 1952 ورجالها ختم كلمته بالقول "إن سيد قطب انتهى في الأدب إلى القمة والقيادة؛ وكذلك في خدمة مصر والعروبة والإسلام". ربما كانت " المثالية والعناد" وصفا دقيقا لسيد، غير أنه مع التزامه الإسلامي، كان معدنه الأصيل يعكس صفات "التقوى والصبر والجرأة في الحق"؛ وهي أبرز صفات المصلحين وقادة الدعوات.
سيد الذي تعرض للظلم لم يأخذ حقه كأديب وناقد أدبي من الطراز الأول، فُتحت له أهم المجلات الأدبية في عصره، وأبرز جمال اللغة العربية، كما أبرز إعجاز القرآن وعظمة آياته. وله شعر جميل أخذ طابعا وطنيا وإسلاميا وإنسانيا ولامس هموم الناس والمجتمع؛ وكتب في الوصف والحنين والتأمل والرثاء والتمرد والثورة وفلسطين.. من ناحية ثانية، عبر سيد عن روح ثورية إسلامية ووطنية هائلة كانت حافزا وملهما لأبناء جيله ولمن بعده في مواجهة الساسة والمثقفين والعلماء الفاسدين والأنظمة الفاسدة والمستبدة. وأبرز الإسلام بروحه الحركية العملية التي ترفض الظلم وتنتصر للمظلوم وتنزع الشرعية عن الطغاة؛ ولذلك قدم بمقالاته "النارية" ورؤاه الفكرية بنية أساسية دافعة للثورة على الملكية في مصر، وغيرها من الثورات وحركات التغيير. وعدَّه ضباط ثورة يوليو ملهما لهم. وقبل الثورة بأربعة أيام (19/7/1952) كان عدد من ضباطها، بينهم عبد الناصر، يجتمعون في بيته لوضع ترتيباتها؛ وبعد نجاحها كان سيد هو الشخص المدني الوحيد الذي يحضر أحيانا اجتماعات مجلس قيادة الثورة. لم تمض ستة أشهر حتى افترق سيد عن الثورة ورجالاتها بعد أن رأى ما لا يعجبه، فتركهم وانتقدهم. وفي سنة 1954 حكم عليه نظام عبد الناصر بالسجن 15عاما (ضمن حملته ضدّ الإخوان المسلمين).. فازداد صلابة وإصرارا، بالرغم مما عاناه في السجن من أمراض وآلام.. وكتب قصيدته الشهيرة "أخي أنت حر وراء السدود"، كما كتب قصيدته "هبل.. هبل" التي رأى فيها كثيرون وصفا لعبد الناصر ونظامه."نقل كاتبو سيرة سيّد عنه عبارات عندما طُلب منه أن يسترحم عبد الناصر بعد صدور حكم الإعدام، فقال: "إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية، ليرفض أن يخطَّ حرفا يقر به حكم طاغية"، وقوله "لماذا أسترحم، إن سُجنت بحق فأنا أرضى حكم الحقّ، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل"!!"
واتخذت كتابات سيد في سجنه خطابا أكثر حدة وعمقا وتأصيلا للثورة على الطغاة من خلال التركيز على مبدأ "الحاكمية" وردّ التشريع إلى الله والحكم بما أنزل الله. وعندما خرج من السجن سنة 1964 لم يتردد في قبول الإشراف والرعاية على تنظيم إخواني سري، كان يركز في تلك المرحلة على المعاني الإسلامية التربوية والحركية.

وعندما قُبض عليه في صيف 1965 بتهمة قيادة تنظيم عسكري سري إخواني بهدف زعزعة أمن البلاد واغتيال عبد الناصر والانقلاب على النظام، وحكم عليه بالإعدام بهذه التهم الملفقة، تلقى قرار الإعدام ببسمته الساخرة قائلا "الحمد لله، لقد عملت 15 عاما من أجل الحصول على الشهادة".

ونقل كاتبو سيرة سيّد عنه عبارات عندما طُلب منه أن يسترحم عبد الناصر بعد صدور حكم الإعدام، فقال: "إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية، ليرفض أن يخطَّ حرفا يقر به حكم طاغية"، وقوله "لماذا أسترحم، إن سُجنت بحق فأنا أرضى حكم الحقّ، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل"!!

كان سيد يرى أن دفع حياته ثمنا لإيمانه ودفاعا عن كلماته وأفكاره أمرا طبيعيا، بل هو ما يعطي لهذه الكلمات قيمتها ومعانيها وتأثيرها، فهو يقول "إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة".
***
من ناحية ثالثة، كان سيد من أبرز مفكري القرن العشرين العرب المسلمين الذين كتبوا في التعبير عن عزة الإنسان وكرامته وحريته واستعلاء إيمانه ولو اتسع المقام لأتينا بعشرات الشواهد على ذلك فـ"الظلال" مليء بهذه المعاني. ولعل مقالته في "العبيد" في كتابه دراسات إسلامية من أروع ما كتب في فضح السلوك البشري المنحرف عن معاني الحرية.من ناحية رابعة، كان سيد قطب من أبرز المفكرين الذين قدموا الإسلام بشموله وحيويته وصلاحيته لكل زمان ومكان، وقدرته على الحكم وعلاج مشاكل الحضارة، وتحقيق التوازن بين متطلبات الروح والمادة.                                                                   وكان في الوقت نفسه من أبرز الكتاب الذين نقدوا الحضارة الغربية، وكشفوا عوراتها، وفضحوا الاستعمار الغربي وأطماعه في المنطقة.. وقدم نقدا لاذعا للأنظمة الرأسمالية والشيوعية.. ولعل مقاله الشهير "إسلام أمريكاني" الذي نُشر في مجلة الرسالة سنة 1952 يفضح سياسة أميركا وعملاءها في المنطقة.. وفيه يقول "الإسلام الذي يريده الأميركان وحلفاؤهم في الشرق الأوسط، ليس هو الإسلام الذي يقاوم الاستعمار، وليس هو الإسلام الذي يقاوم الطغيان.. إنهم لا يريدون للإسلام أن يحكم، لأن الإسلام حين يحكم سينشئ الشعوب نشأة أخرى، وسيعلم الشعوب أن إعداد القوة فريضة، وأن طرد المستعمر فريضة، وأن الشيوعية كالاستعمار وباء.. فكلاهما عدو".                                                                                                     وبالنسبة للأميركيين وعملائهم فالإسلام "يجوز أن يستفتى في منع الحمل، ويجوز أن يُستفتى في دخول المرأة البرلمان، ويجوز أن يستفتى في نواقض الوضوء، ولكنه لا يستفتى أبدا في أوضاعنا الاجتماعية أو الاقتصادية أو نظامنا المالي، ولا يستفتى أبدا في أوضاعنا السياسية والقومية.."                                                                                                     أما الروح الإنسانية والتعبير العميق عن المعاني الإنسانية فهي من ناحية خامسة، من الجوانب التي أبدع فيها سيّد، ومن الجوانب التي طمسها خصومه (وربما بعض محبيه). ولعل كتيب "أفراح الروح" بالرغم من صفحاته المحدودة يرقى إلى مصاف الأدب الإنساني العالمي الذي لم يلق ما يستحق من رعاية واهتمام من الأدباء والباحثين.. وبالرغم من أنه عبارة عن خواطر كتبها وهو في السجن، فإنك تقرأ لمفكر يُحلق في أوسع آفاق الحرية والكرامة الإنسانية، ومعاني الحب والعطف واستيعاب الآخرين ومخالطتهم والانفتاح عليهم والصبر على أذاهم.**                                                                                               "ظُلم سيّد بسبب قيام محسوبين على بعض الاتجاهات السلفية بتكفيره، بناء على نصوص اجتزؤوها من كتاباته. وفي المقابل، عانى سيد أيضا من اتهامه بأنه يُكفِّر المجتمعات المسلمة، واستخدم متهموه وخصوصا من باحثين وكتاب علمانيين ويساريين ومن خصوم للتيار الإسلامي، نصوصا مجتزأة لإثبات ذلك"
من ناحية سادسة، فقد ظُلم سيّد بسبب قيام محسوبين على بعض الاتجاهات السلفية بتكفيره، بناء على نصوص اجتزؤوها من كتاباته. وفي المقابل، عانى سيد أيضا من اتهامه بأنه يُكفِّر المجتمعات المسلمة، واستخدم متهموه وخصوصا من باحثين وكتاب علمانيين ويساريين ومن خصوم للتيار الإسلامي، نصوصا مجتزأة لإثبات ذلك. ولأن هذا المقال لا يتسع لمناقشة كل الاتهامات، فإننا نضع أبرز النقاط التي يجدر بيانها في هذا السياق:

1- يجب ملاحظة التطور التاريخي لالتزام سيد الإسلامي وفكره الذي أخذ شكله الناضج في السنوات الأخيرة من عمره، ومن الخطأ محاسبة سيد عن مرحلة تاب عنها أو عن أفكار تراجع عنها. وكما قال أخوه محمد قطب في رسالة بعثها إلى عبد الرحمن الهرفي، فإن سيد أوصى بقراءة بعض كتبه فقط قبيل وفاته، ومنها "في ظلال القرآن" وخصوصا الأجزاء الاثنا عشر الأولى التي تمكن من تنقيحها، وكتاب "معالم في الطريق"، و"هذا الدين"، و"المستقبل لهذا الدين"، و"خصائص التصور الإسلامي"، و"مقومات التصور الإسلامي"، و"الإسلام ومشكلات الحضارة".. وهو ما ينبغي محاسبته عليه، وليس ما تراجع عنه.

2- إن سيد قطب كان أديبا ناقدا، قبل أن يكون عالما شرعيا وفقيها بالمعنى الاصطلاحي المتداول. وقد أراد أن ينافح عن الإسلام عقيدة وسلوكا ومنهج حياة. ودفع حياته ثمنا لذلك؛ وقد وفقه الله في آلاف المواضع والشروح والمعاني الرائعة واللفتات القيِّمة.. ولربما خانه تعبيره في بعض العبارات والاسترسالات.. لكن كثيرا منها يوضحها كلامه في مواضع أخرى.


3- إن العلماء الكبار لم يُكفِّروا سيد، بمن فيهم علماء الاتجاه السلفي.. ووقف بعضهم في وجه من كفَّر سيّد، كما فعل العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، في رده على ربيع المدخلي؛ حيث طلب منه عدم نشر اتهاماته لسيد لكثرة ما فيها من التجنِّي عليه، مؤكدا أن الواجب "الدعاء له بالمغفرة، والاستفادة من علمه..".

وفي الدراسة التي نال بها ماجد شبالة درجة الدكتوراه من جامعة صنعاء حول "منهج سيد قطب في العقيدة"، توصل إلى أن سيد قطب كان موافقا لما عليه أهل السنة والجماعة في الفهم، وأن سيد اهتم بالعقيدة وخصائصها، ونواقضها، وأنه نقض منهج مخالفي السلف الصالح من المتكلمين والفلاسفة والمتصوفة.. وأن كلامه المتوهم خطؤه، يقابله كلام واضح قاطع يوافق الفهم الصحيح كما في قضايا خلق القرآن ووحدة الوجود.. وغيرها.

4- إن سيّد قد بيَّن نواقض الإيمان التي يقررها الكتاب والسنة، مع اهتمامه الشديد بـ"شرك الحاكمية" المرتبط بنبذ شرع الله، وتبني أيديولوجيات وتشريعات مناقضة للدين وتعاليمه، باعتباره أبرز أنواع الكفر في هذا العصر. وبالرغم من قوة عبارات سيد وحدَّتها في بعض المواضع، فإن من درس كتابات سيّد من العلماء المنصفين، ومنهم العلامة الشيخ عمر الأشقر (وهو ما سمعه كاتب هذه السطور منه) يذكرون أن كتابات سيد لم تَحوِ نصا واحدا يُصرِّح فيه بتكفير المجتمعات والأفراد.. كما أن العدد الأكبر ممن خالط سيد من رفاقه ينفون عن سيد تهمة التكفير.
*
وأخيرا، فقد آن الأوان لإنصاف سيد قطب، وأن تُقرأ كتاباته بشكل موضوعي، وأن تحفظ مكانته باعتباره أحد أبرز رواد الفكر الإسلامي والإصلاح والتجديد في القرن العشرين.. رحمه الله.
وللمستزيد عن سيّد أن يطلع على الدراسات المرجعية المتميزة للدكتور صلاح الخالدي في هذا المجال.
آراء العلماء في سيد قطب  الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله
الشيخ العلامة عبد الله بن حسن القعود رحمه الله
الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله
الشيخ محمد حسان حفظه الله
الشيخ سلمان بن فهد العودة حفظه الله


كما يقال : اسمع منا ولا تسمع عنا ... يمكنكم مراجعة او قراءة كتب سيد قطب
  من هنا جميع مؤلفات عملاق الفكر الاسلامي  ( سيد قطب )

جميع مؤلفات سيد قطب موجود في هذا الرابط .. تنزيل مباشر ملف مضغوط win rar



شاهد ماذا قال الشيخ #الشعراوي رحمه الله عن سيد قطب وكتابه في ظلال القرآن 👇








ما قرأت تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن)
لكن قرأت شيئا منه ، والتفسير عظيم ومفيد
لكن لا يخلو من أخطاء

الشيخ عبد العزيز بن باز

السؤال: يا شيخ أنا طالب علم، وأريد قولاً من سماحتكم في تفسير سيد قطب من ناحية العقيدة ، وخاصة سورة الإخلاص، وسورة المجادلة، وآية قوله تعالى: ( ما يكون من نــجوى ثلاثة...) ، إلى آخره ..؟

فأجاب : سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

ما قرأت تفسير سيد قطب، بينما قرأت شيئاً منه .
والتفسير عظيم ومفيد ، ولكنه لا يخلو من أخطاء ومن أغلاط ، ولكني لا أذكر الآن شيئاً يتعلق بما سألتَ عنه..
يـحتاج إلى مراجعة..
فالسائل راجعني- إن شاء الله- بعد يومين أو ثلاثة حتى نفيدك


الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله

 المرجع للاستماع : http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=107





كتب سيد قطب والمودودي والندوي مفيدة فيها خير كثير ولا تخلو من بعض الأغلاط ، وهم قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة


الشيخ عبد العزيز بن باز

سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله هذا السؤال ببرنامج فتاوى نور على الدرب

السؤال : أرجو من سماحتكم أن تتفضلوا بإبداء رأيكم حول مؤلفات أبي الأعلى المودودي وأبي الحسن الندوي وسيد قطب ؟
 الجواب : كلها كتب مفيدة ، كتب هؤلاء الثلاث رحمهم الله كلها كتب مفيدة فيها خير  كثير ولا تـخلو من بعض الأغلاط كل إنسان يؤخذ من قوله ويترك ، ليسوا معصومين، وطالب العلم إذا تأملها عرف ما فيها من الأخطاءء وما فيها من الحق ، وهم رحمهم الله قد اجتهدوا في الخير ودعوا إلى الخير وصبروا على المشقة في ذلك وأبو الحسن موجود بحمد الله فيه خير كثير ولكن ليس معصوماً ولا غيره من العلماء ، بالنسبة للرسل عليهم الصلاةة والسلام فيما يبلغون عن الله والرسل عصمهم الله فيما يبلغون عن الله وهكذا الأنبياء ، أما العلماء كل عالم يخطئ ويصيب ، لكن بحمد الله صوابهم أكثر ، فقد أفادوا وأجادوا ونفعوا الناس ، يقول مالك -رحمه الله- ابنن أنس إمام دار الهجرة في زمانه : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر وهو الرسول عليه الصلاةة والسلام ، فالمؤمن يطلب العلم وهكذا المؤمنة تطلب العلم ، وكل واحد يتفقه في الدين ويتبصر ويسأل عما أشكل عليه يقرأ القرآن يقرأ السنة يعتني حتى يعرف الحق بأدلته وحتى يعرف الغلط إذا غلط العالم ، ولا يـجوز أن يقال هذا فلان العالم الجليل يؤخذ قوله كله دون نظر ، بل لابد من النظر والعناية وعرضها على الأدلة الشرعية ، فمن وافقها قبل ، ومن خالف الأدلة الشرعية ترك ، وإن كان عظيماً ، وإن كان له ( غير واضح ) عظيم ، وإن كان ( غير واضح ) في الخير ، وإن كان مشهوراً .

المرجع : فتاوى برنامج نور على الدرب
ويمكنك الاستماع صوتياً على هذا الرابط : http://www.IslamGold.com
================================================









سيد قطب رحمة الله لم يكفر المجتمع ...... كما يدعي أدعياء السلفية !!

قال سيد – رحمه الله – في كتابه ( لماذا أعدموني ) صفحة 38 : " إننا لم نكفر الناس , وهذا نقل مشوه , إنما نحن نقول : انهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة , وعدم تصور مدلولها الصحيح , والبعد عن الحياة الإسلامية , الى حال تشبه حال المجتمعات الجاهلية , وانه من اجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي , ولكن... تكون إعادة زرع العقيدة , والتربية الأخلاقية الإسلامية فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية , أكثر ما تتعلق بالحكم على الناس " اه .

بالله عليك أليس هذا تصريح منه انه لا يكفر المجتمعات , وان العبارات الموهمة التي خرجت منه ترد الى هذا المبين , فإننا بعد هذا الكلام الواضح إذا اتهمناه انه يكفر المجتمعات سنتعرض للمسائلة أمام الله على ظلمنا لهذا الرجل على الأقل في هذه المسألة , مع اعتقادنا انه اخطأ في مسائل كثيرة في العقيدة فهذا لا يسوغ لنا ان نقوله ما لم يقل في الوقت الذي قال وصرح بخلاف ما نرميه به .


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B7%D8%A8

ar.wikipedia.org

سيد قطب - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



ما رأيكم في كتاب سيد قطب ( في ظلال القرآن )  ؟!

الشيخ محمد بن عثيمين


يسأل المستفتي: ما رأيكم في كتاب سيد قطب في ظلال القرآن مع أن العلم أن في هذا الكتاب عقيدة وحدة الوجود ؟!

أجاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هذه دعوى أن في الكتاب عقيدة وحدة الوجود ، لأن هذا لو ثبت لكان من أعظم الكفر، لكن نقول لهذا القائل المدعي : هات البينة .. هات البينة على ما قلت أن هذا الكتاب فيه القول بوحدة الوجود أو تقرير وحدة الوجود . 
   
 الكتاب على كل حال أنا لم أقرأه ، لكن قرأت بعض المؤاخذات عليه من بعض علمائنا الأفاضل، وهو في بعض المباحث له مباحث جيدة حسب ما نسمع من بعض الإخوان ، وفي بعض الأشياء له أخطاء .

وقد قال – ابن رجب رحمه الله – وهو من علماء الحنابلة من تلاميذ ابن القيم قال في كتابه القواعد الفقهية ( يأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ) هذا المنصف .
     
من يسلم من الخطأ ؟! كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون الرجّاعون إلى الحق ، فالكتاب فيه أخطاء ، وفيه صواب ، فنقبل الخطأ ونـرد.. [ يصحح الشيخ ] فنقبل الصواب ونرد الخطأ.

يسأل المستفتي : [ غير واضح كلام السائل ، يبدوا أنه عن تفسيره سورة ( قل هو الله أحد ) ]
الشيخ ابن عثيمين : تفسيره سورة ( قل هو الله أحد ) أنا قلت أنا ما قرأت الكتاب ، لكن أعطنا إياه الآن ننظر ..

يقاطع المستفتي : بكلام غير واضح
الشيخ ابن عثيمين : هاه ؟! كيف ؟!   السائل مستمر بالمقاطعة بكلام غير واضح...
الشيخ ابن عثيمين : على كل حال ما نقول شيء ، لا نقول شيئاً حتى نشهد بأعيننا لأن المسألة خطيرة جداً، وأنا أقول لكم إذا صدر من عالم معروف بالنصح للأمة ، إذا صدر منه ما يوهم الحق وما يوهم الباطل ، فاحمله على أحسن المحملين...

يقاطع المستفتي : ..عقيدة يا شيخ !!...
الشيخ ابن عثيمين : عقيدة أو غير عقيدة!! ، إذا ما عرف بالنصح للأمة ؛ وكلامه محتمل مهوب صريـح ، احمله على أحسن المحملين ، اعتباراً بحال الرجل ؛ اعتباراً بحال الرجل.
  
وأنا أقول لكم بالمناسبة: يوجد الآن أناس نسأل الله لنا ولهم الهداية ، يتتبعون السيئات من العلماء ؛ ثم يبرزونها ويسكتون عن الحسنات التي هي أضعاف أضعاف هذه السيئات...

يقاطع المستفتي: ... عقيدة يا شيخ!!!
يستمر الشيخ ابن عثيمين : هذا خطأ .. هذا خطأ ، العقيدة – بارك الله فيك – كغيرها ، من حيث أنه قد يقع فيها الخطأ ،

ألم تعلم أن العلماء اختلفوا في أبَدِيَّة النار؟!! هل هي أبدية.. هل هي مؤبدة أو غير مؤبدة؟! من السلف و الخلف وهذه عقيدة أو غير عقيدة ؟!! أسألك !! عقيدة و اختلفوا فيها.

[يستمر الشيخ ابن عثيمين] : الصراط الذي يوضع على جهنم هل هو صراط طريق؟ كغيره من الطرق؟! أو أدق من الشعره وأحد من السيف؟! فيه خلاف.

يقاطع المستفتي : !!!!
يستمر الشيخ ابن عثيمين : اسمع ، الذي يوزن يوم القيامة هل هو الأعمال أو صاحب العـمل أو صحائف الأعمال  ؟

يقاطع السائل : بكلام غير واضح
يـجيب الشيخ ابن عثيمين : أنا أحكي لكم الخلاف ، هل رأى الرسول ربه أم لم يره؟! هل تعاد الروح إلى البدن في القبر ويكون عذابها على البدن والروح أو على الروح وحدها ؟! كل هذي مسائل عقيدة .
يسأل المستفتي: بكلام غير واضح.
يـجيب الشيخ ابن عثيمين : طيب . أنا أريد أن أعطيكم قاعدة في مسألة نفي الاستواء وغيرها من الصفات. من نفى الصفات نفي إنكار فهو مكذب للقرآن ، ومن نفاها نفي تأويل ؛ فينظر في تأويله.

يسأل الشيخ السائل : عرفت؟!  يعني مثلاً إذا قال قائل: إن الله لم يستو على العرش!
يسأل الشيخ ابن عثيمين: هذا نفي إيش؟!
إنكار أو تأويل؟!
يـجيب المستفتي: إنكار .
يصحح إجابته الشيخ ابن عثيمين : إنكار ، هذا كافر لأنه كذب القرآن ، ومن قال إن الله استوى على العرش لكن استوى بمعنى استولى يسأل الشيخ: هذا نفي..؟!
يـجيب أحدهم : تأويل.
يصححه الشيخ ابن عثيمين : تأويل ، فينظر هل يوجب تأويله هذا الكفر أو الفسوق أو يعذر فيه ، ينظر ، إي نعم 

( كلام غير واضح)

يسأل المستفتي : هل يـجوز الترحم عليه ؟! ... على سيد.
يـجيب الشيخ ابن عثيمين : أقول : بالنسبة للتسرع في التبديع والتفسيق والتكفير حرام لا يـجوز، كما أن التسرع في التـحليل والتـحريم حرام احذر أن تقول على الله ما لا تعلم ، فإن الله حرم ذلك ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ).

والحكم بالتكفير ، تكفير الشخص ، يتعلق به أمران لا بد منهما :
الأمر الأول: أن نعرف أن الأدلة دلت على أن هذا الذي كفرناه من أجله كفر ، وكم من أشياء يظن الإنسان أنها كفر وليست بكفر ، فلا بد أن نعلم أن الأدلة دلت على أن هذا الفعل أو هذا القول كفر.
الشيء الثاني: أن نعلم أن هذا القائل لهذا المقالة أو الفاعل لهذا الفعل لا يعذر بقوله ، ولا بفعله ، لأنه قد يقول الإنسان مقالة الكفر فيكون معذوراً إما بجهل أو تأويل أو حال طرأت عليه، كغضب شديد أو فرح شديد أو ما أشبه ذلك ، ولاتكون الكلمة بحقه كفراً ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : لله أشد فرحاً ... ( ينتهي التسجيل )    
المرجع للاستماع:    http://www.IslamGold.com


‏🎯 سؤال: لماذا تحبون #سيد_قطب وتمدحونه مع كونه حليقا متبنطلا؛وتبغضون كثيرا من المشايخ السلفيين الملتحين المقصرين لثيابهم المتبعين للسنة ❗️
وما هو الميزان الذي تزنون به في مثل هذه الأمور⁉️
👈الجواب: هذا الأمر متعلق بتعظيمنا #للتوحيد وعراه الوثقى وبجعل #التوحيد ميزاننا أولا ودائما  وبفقهنا أن أعظم ما في سنة نبيناﷺ وسنة جميع النبيين هو #التوحيد ؛فمن جاء به فهو أقرب إلينا بأضعاف ممن جاء بسنة اللحية وتقصير الثياب ونحوها وهو مفرط #بالتوحيد أو مميع لعراه الوثقى
 فقد جعل الله #التوحيد لنا ميزاناً دقيقاً نَزِنُ به الأشخاص والجماعات؛وبمقدار تحقيق الإنسان #للتوحيد وعراه الوثقى وكفره بالطواغيت؛ووضوح هذا الأمر العظيم عنده يَقْرُب إلينا ويُحبّ في الله؛وكُلّما ابتعد عن #التوحيد ابتعد عنا؛
فحين ترانا نُقَدّم شخصاً حليقاً على شخصٍ ملتحي؛ فاعلم أنّ الذي قَدّمه تحقيق الحليق #للتوحيد وعراه؛ وتفريط الملتحي بذلك❗️
وأيضا فحين نَترحّم على مبتدع ولا نفعل مع آخر؛فاعلم أن بدعة الأول لم تناقض #التوحيد عندنا؛وبدعة الثاني قد ناقضته❗️
فهذا هو ميزاننا الدقيق:#التوحيد؛تَحِلّ به عُقَد ما استشكل عليك من كلامنا؛ولن تجد فيه إن شاء الله تناقضاً مادمتَ تربطه #بالتوحيد وتعرضه عليه.
👈وميزاننا هذا أخذناه من أعظم عُرى الإسلام التي فيها نُحِب ونُبغض؛وعليها نُعادي ونُوالي ؛ومِنْ أجلها نَمْنَع ونُعطي؛ونَرفَع ونَخفض؛ونقرب ونبعد.
وفي الحديث الذي يرويه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ﷺ : (يُصَاح برجلٍ من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق. فيُنشر له تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مَدّ البصر.
ثم يقول الله عز وجل: هل تُنكر من هذا شيئاً؟
فيقول:لا يا رب،
فيقول:أظَلَمَك كتَبتي الحافظون؟
فيقول: لا يا رب.
فيقول:أفَلَك عُذر؟
فيقول: لا يا رب.
فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة؛فإنه لا ظُلْم عليك اليوم؛فتُخرج له بطاقة فيها:(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله)
قال، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟
فيقول: إنك لا تُظلم.
فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة. فطاشت السجلات؛👈وثقلت البطاقة).

فهكذا ميزاننا أهل #التوحيد وأنصاره؛ وبهذا نَزِن الأقوال والأعمال؛وأنواع القتال؛ وبه نَزِن الكتابات والكُتّاب؛والعلماء والجماعات؛ والفصائل والناس أجمعين.. فلا نُقَدِّم على تحقيق كلمة #التوحيد واجتناب الشرك والتنديد شيئاً من الأشياء.. 
 فمَنْ حَقَّق ذلك وقام به؛عظم عندنا وثقل ؛وقرب منا ونال الزلفى عندنا، وله العذر كما هي طريقة أهل السنة فيما أخطأ فيه أو تأوّله فيما هو دون ذلك، ولا يمنع هذا من بيان أخطائه أو التنبيه على زلاته؛ نُصحاً لله ولدينه وللمسلمين.
 ومَنْ ثَلمَ هذا الأصل الأصيل أو مَيَّع شيئاً من عُراه الوثقى؛ابتعد عَنّا بقدر ما مَيّع منها؛ومَنْ هَدَمها فهو المُبْعد عندنا والمؤخَّر؛وإن عَظّمه الناس وقَدّموه، ولا يمنعنا من التحذير من ضلاله وبيان خطله وزيغانه؛تَعدّد ألقابه وشهرته أو عِظَم عمائمه وشهاداتة؛أو مَحبّة الناس له وثناؤهم عليه❗️
هذا هو ميزاننا العادل الُمنزل من عند الله؛ وليس ما سواه من الموازين وإن عَظّمها وقدّمها وضخّمها مَنْ ضخّمها!! 
وإن شئت أن تعرف عِظَم شأن هذا الميزان؛ فتأمل منهاجنا الذي هو ثمرة ميزاننا.. ثم تأمل مناهجهم فإنها ثمرة موازينهم؛ونحن وإياهم بين منهجين.
فإذا عرفت الحق بأدلّته؛وأنَارَ الله به بصيرتَك؛فالزمه ولا تُعَكِّره بكلام مُتفلسفٍ؛أو تُقدم عليه كلاماً عاطفياً؛أو تُهْمِله تَضرّرا بالمخالفين ؛فتَزلّ وتَشقى. 

#فالتوحيد_أولا_ودائما


كلمة حق وإنصاف في سيد قطب رحمه الله
العلامة المحدث الألباني

السؤال الأول- وكلا السؤالين واردة من كتاب ( في ظلال القرآن )- ذكر صاحب كتاب ( في ظلال القرآن) ، في أول سورة (طه)، بأن القرآن ظاهرة كونية كظاهرة السماوات والأرض..
فما رأيكم في هذا الكلام ، مع أنه صادر بكاف التشبيه يا شيخ؟؟


فأجاب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
    نـحن - يا أخي- قلنا أكثر من مرة أن سيد قطب - رحمه الله- ليس عالماً، وإنما هو رجل أديب، كاتب، وهو لا يـحسن التعبير عن العقائد الشرعية الإسلامية، وبخاصة منها العقائد السلفية، ولذلك فلا ينبغي أن ندندن حول كلماته كثيراً ، لأنه لم يكن عالماً، بالمعنى الذي نـحن نريده ؛ عالماً بالكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح .
     فهو في كثير من تعابيره ، يعني تعابير إنشائية..بلاغية.. وليست تعابير علمية، وبخاصة تعابير سلفية..ليست من هذا الباب إطلاقاً..
فنـحن لا نتردد باستنكار مثل هذا التعبير ، وهذا التشبيه، أقل ما يُقال فيه: أنه لا يعني أنه كلام الله حقيقة - كما هو عقيدة أهل السنة والجماعة..أو أنه كلام الله مجازا ً- كما هو عقيدة المعتزلة
 كلام خطابي شعري..
لكن أنا لا أرى أن نقف كثيراً عند مثل هذا الكلام، إلا أن نُبيِّن أنه كلام غير سائغ شرعاً، وغير معبِّر عن عقيدة الكاتب للقرآن الكريم، هل هو كلام الله حقيقة أم لا ؟ هذا الذي أعتقده ، وهذا هو الجواب عن السؤال الأول.

قال السائل : السؤال الثاني- وهو في نفس الكتاب- وذلك في بداية سورة ( النبأ )، أو بالأصح: مقدمة سورة (النبأ)  قال عن القرآن، وكلمة في القرآن، أنه ( تموجات موسيقية )؟؟
فقال الشيخ الألباني-رحمه الله-: نفس الجواب.
فقال السائل: هذا يقودنا يا شيخ إلى بعض التساؤل: نرى في كثير من كتابات بعض الكتّاب، أو من المنتسبين للعلم..
فقال الألباني-رحمه الله-: عفواً قبل ماتكمّل، ماذا فهمتَ أنت من قوله : تموجات؟؟
هل هو يعني الكلام الصادر من رب العالمين ، أم هو من جبريل-عليه السلام-، أم من نبينا الكريم؟؟
ما تفهم لا هذا ولا هذا ولا هذا !!..
ولذلك أنا بقول: كلام خطابي شعري، لا يُنبي عن رأي الكاتب وماذا يعنيه.. هكذا الحقيقة أكثر الكتّاب عندما يكتبون، يكتبون عبارات إنشائية خطابية، لا تعطي حقائق كونية واقعية.. طيّب كمّل.
فقال السائل: مع قولكم هذا يا شيخ- بارك الله فيكم- نرى كثير من الكتّاب، أو من طلاب العلم الذين تأثروا حتى بمنهج المحدثين، أو لهم مثلاً في علم الحديث، أو في علم بعض الأمور تأثروا بمنهجه..
فقال الشيخ الألباني-رحمه الله-: وما هو منهجه ؟  وهل له منهج ؟!
فقال السائل: نعم، وهو التأثر بكتابات أبو الأعلى المودودي، في كلماته ، كثير من الكلمات ، مثل كتابه : (العدالة الاجتماعية)، وكتابه ( التصوير الفني في القرآن )
فقال الشيخ الألباني-رحمه الله-: هذا أسلوب أدبي، ليس أسلوباً علمياً.
فقال السائل: لا، هناك منهج خاصة في التكفير؛ كتجهيل الأمة، وتكفيرها، وخاصة في كتاب                  ( العدالةالاجتماعية ) ، وذكر عنه أيضاً صاحب كتاب:( الأعلام ) للزركلي، ذكر عنه هذا وأنه كان – يعني – اتخذ هذا المنهج وهو تجهيل الأمة بكاملها، تجهيل كل مَن حواليه، فتأثر بهذا المنهج كثير من الشباب الآن فأصبحوا يدعون لكتبه، ويدعون لآرائه، ولجميع ما كتبه، فما رأيكم يا شيخ في هذا؟؟

فقال الشيخ الألباني- رحمه الله - : رأينا أنه رجل غير عالم وانتهى الأمر!! ماذا تريد - يعني-               أكثر من هذا ؟!! إن كنتَ تطمع أن نكفِّره، فلستُ من المكفّرين، ولا حتى أنتَ أيضاً من المكفّرين .. ، أنا بقول لك ، أنا بشهد معك ، لكن ماذا تريد إذاً ؟؟!!
يكفي المسلم المنصف المتجرِّد أن يُعطي كل ذي حق حقه، وكما قال تعالى: ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) .
     الرجل كاتب ، ومتـحمس للإسلام الذي يفهمه، لكن الرجل أولاً ليس بعالم، وكتاباته (العدالة الاجتماعية) هي من أوائل تآليفه، ولما ألّف كان محض أديب، وليس بعالم .
     لكن الحقيقة أنه في السجن تطوّر كثيراً، وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه .. لكن أنا أعتقد أن السجن يُربّي بعض النفوس، ويُوقظ بعـض الضمـائر فكتب كلمات، يعني يكـفي عنوانه الـذي
يقول: (لا إله إلا الله، منهج حياة)، لا إله إلا الله منهج حياة   
             
لكن إذا كان هو لا يفرِّق بين توحيد الألوهية، وبين توحيد الربوبية، هذا لا يعني أنه لا يفهم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وأنه يـجعلهما شيئاً واحداً .. لكن يعني أنه ليس فقيهاً، وليس عالماً، وأنه لا يستطيع أن يُعبّر عن المعاني الشرعية التي جاءت في الكتاب وفي السنة، لأنه لم يكن عالماً .
فقال السائل ألا ترى – يعني- مع هذا التأثر وهذه الأمور التي كتبها ، أن يُرد عليه مثلاً ؟
فقال الألباني- رحمه الله-: نعم يُرد عليه، ولكن بهدوء وليس بحماس..يُرد عليه، وهذا واجب.. ليس الرد على المخطئ محصوراً بشخص أو أشخاص.. كل من أخطأ في توجيه الإسلام بمفاهيم مبتدَعة، وحديثة ولا أصول لها في الكتاب ولا في السنة، ولا في سلفنا الصالح، والأئمة الأربعة المتبَعين؛ فهذا ينبغي أن يُرد عليه..
لكن هذا لا يعني أن نعاديه.. وأن ننسى أن له شيئاً من الحسنات !!
يكفي أنه رجل مسلم، ورجل كاتب إسلامي- على حسب مفهومه للإسلام كما قلتُ أولاً-، وأنه قُتل في سبيل دعوته للإسلام، والذين قتلوه هم أعداء الإسلام..
أما أنه كان منـحرفاً في كثير أو قليل عن الإسلام ، فأنا في اعتقادي قبل ما تثور هذه الثورة ضده، أنا الذي قوطعت من جماعة الإخوان المسلمين هنا بزعم أنني كفّرت سيد قطب، وأنا الذي دللت بعض الناس على أنه يقول بوحدة الوجود، في بعض كتاباته في نفس التفسير.. لكن في الوقت نفسه أنا لا أُنكر عليه أنه كان مسلماً، وأنه كان غيوراً على الإسلام ، وعلى الشباب المسلم، وأنه يريد إقامة الإسلام ، ودولة الإسلام ، لكن الحقيقة:
                          أوردها سعد وسعد مشتمل * ما هكذا يا سعد تورد الإبل
فقال السائل: هل يـحذَّر من كتبه؟
فقال الشيخ الألباني- رحمه الله- : يـحذَّر من كتبه من الذين لا ثقافة إسلامية صحيـحة عندهم ..

المرجع للاستماع :



حوار حول سيد قطب

الشيخ الألباني

     وفي شريط ( الاعتدال ) للشيخ الألباني رحمه الله ذكر أحدهم كلاماً لأحد الذين ردوا على سيد رحمه الله فأنكر الألباني هذا الرد ، وقرر أن فيه إلزام لما لا يلزم ، ودافع عن سيد ، ثم هاهو أحد الطلبة يـحاول إثبات صحة هذه التهم الموجهة لسيد ، وتصحيـح ما كتبه الراد عليه ، فدار الحوار التالي :

السائل : يا شيخ لعل الرجل ذكر هنا في المقال ، لما قال : يريد أن يوسع دائرة التكفير ، لعله أراد بهذا أن سيد قطب قال في الأمة الإسلامية الآن في هذا العصر إنها تعيش في جاهلية ما تعيشها الجاهلية الأولى ، وقال: إن هذه مساجدها معابد للجاهلية وإن الإسلام يرفض أسلمة هذه المجتمعات، هذا قرأته بعيني يا شيخ.
الألباني : هل ذهبتَ إلى مصر ؟ السائل : لا ، ما ذهبتُ .
الألباني :  هو مصري ، هو يـحكي ما يشاهده في مساجد آنسة زينب ، والبدوي ، و..و..و.. إلخ .
السائل :  فتكون كل المساجد في مصر هكذا ؟!!
الألباني :  أنا ما أقول بالكلية ، ولا هو يقول بالكلية ، لكن هو يتكلم بصورة عامة .
السائل :  بس هو عمَّ المجتمعات يا شيخ !
الألباني : على كل حال ، الرجل مات ، وانتقل إلى رحمة الله ، وإلى فضله ، ونـحن كما نصحتك آنفاً لا تبحثوا في الأشخاص ، خاصة إذا كانوا انتقلوا إلى رحمة الله .
[ ثم سأل الألباني السائل ] :
الألباني : أنت أبو إيش [ كلمة غير واضحة ] ؟
السائل :  أبو طلحة .
الألباني : شوف يا أبو طلحة ، يقول الرسول عليه السلام – ولو في غير هذه المناسبة – : ( إنما الأعمال بالخواتيم ) ، شو خاتمة البحث في كلام السيد قطب أو غيره إنو قصد هيك ولاَّ قصد هيك ؟
السائل : الشاهد أنه يا شيخ ذكر أحسن ...
الألباني مقاطعاً : لا تـحد عن الجواب ، لا تـحد عن الجواب .
السائل : طيب ، ما قصدت الحيدة يا شيخ(1) ، قصدت أن هذا ...
الألباني مقاطعاً : أنا ما أتكلم قصدتَ أم لم تقصد ، وإنما أذكرك ، أقول : لا تـحد عن الجواب ، قل ما هي ثمرة البحث في إنو سيد قطب أو غيره قال كذا وكذا وكذا ؟ فما هو المقصود من حكايتنا لكلامه ؟
السائل : نـحن الآن نريد تـحذيراً للناس ، لأن الـناس يعلو مؤلفات هذا الرجل – يعني– حتى فاقت في طباعتها وانتشارها مؤلفات الأئـمة ، فـيا شيخ هو – يعني – عنده أخطاء عقائدية كثيرة ، ويتكلم في عثمان ، ويخرِّج ...
الألباني : هذا هو الجواب ؟!!!  
السائل : لا ، أقصد أنه هو لهذا يا شيخ ..
فقال متدخل كلمة غير واضحة
قال الألباني : يالله تفضلوا ..
فقال المتدخل:
فكنت أتمنى سؤال واحد فقط ، هل قلتم مرة أن ( معالم في الطريق ) هو توحيد كُتب بأسلوب عصري؟
 فقال فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله    :
أنا أقول إنه في هذا الكتاب فصل قيّم جداً، أظن عنوانه: ( لا إله إلا الله، منهج حياة ) هذا الذي أقوله..
وأنا قلتُ آنفاً، ومثل ما يقولوا عندنا بالشام [غير واضح] الرجل ليس عالماً، لكن له كلمات عليها نور، عليها علم.. مثل : منهج حياة..
أنا أعتقد إن العنوان هذا كثير من إخوانا السلفيين ما تبنوا معناه، أنه ( لا إله إلا الله منهج حياة ) .

المرجع : شريط ( الاعتدال ) للشيخ الألباني ، الجزء الأول


العلامة الألباني : سيد قطب جدد دعوة الإسلام
في قلوب الشباب
سئل عن كتاب سيد قطب : ( جاهلية القرن العشرين )  فأنكر الشيخ أن يوصف القرن العشرين بالجاهلية ثم قال : ( ثم إن في كلام سيد قطب رحمه الله وفي بعض تصانيفه مما يشعر الباحث أنه كان قد أصابه شيء من التـحمس الزائد للإسلام في سبيل توضيـحه للناس ، ولعل عذره في ذلك أنه كان يكتب بلغة أدبية ، ففي بعض المسائل الفقهية كحديثه عن حق العمال في كتابه : ( العدالة الاجتماعية ) أخذ يكتب بالتوحيد وبعبارات قوية تـحيي في نفوس المؤمنين الثقة بدينهم وإيمانهم ، فهو من هذه الخلفية في الواقع قد جدد دعوة الإسلام في قلوب الشباب وإن كنا نلمس أحياناً أن له بعض الكلمات تدل على أنه لم يساعده وقته على أن يـحرر فكره من بعض المسائل التي كان يكتب حولها أو يتـحدث فيها ) ا.هـ
المرجع: كتاب (حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه) تصنيف محمد بن إبراهيم الشيباني ، الجزء الأول
** سئل الشيخ الألباني عن بعض من خالف السلف مثل النووي وابن حجر وابن الجوزي وسيد قطب وحسن البنا .
فقال الألباني : ( من مثل النووي والحافظ ابن حجر ؟ أعطيني اليوم في العالم الإسلامي كله مثل هذين الرجلين ، ودعك وسيد قطب ، هذا رجل نــجله على جهاده ، ولكنه لا يزيد على كونه كان كاتباً ، وكان أديباً، ولكنه لم يكن عالماً ، فلا غرابة أن يصدر منه أشياء وأشياء تخالف المنهج الصحيـح ) .  والنقلان السابقان من شريط : ( إلى غلاة التجريـح ) للشيخ محمد حسان حفظه الله .
جواب الألباني على أحدهم وهو يقدم له كتابين ألفا على سيد قطب رحمه الله

قال أحد الحاضرين : الكتابين هذين أحدهم بعنوان (مطاعن سيد قطب في أصحاب                          رسول الله) (1) ، واعتمد فيه على الطبعة السادسة عام64 قبل أن يموت سيد قطب في سَنَة ...
فقال الألباني: الله يهديه، يا أخي شو بيفيد الكتاب هذا؟
الشيخ المحدث محمد بن ناصر الدين الألباني
             المرجع : www.islamgold.com


الألباني يثنـي على حسن البنا ويذكر فضله
على الشباب المسلم
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
وكانت لي بعض [ كلمة غير واضحة ] الكتابية التـحريرية ، مع الأستاذ الشيخ حسن البنا ([1]) رحمه الله ولعل بعضكم - بعض الحاضرين منكم - يذكر أنه حينما كانت مجلة ( الإخوان المسلمون )  تصدر في القاهرة، وهي التي تصدر طبعاً عن جماعة الإخوان المسلمين، كان الأستاذ سيد سابق بدأ ينشر مقالات له في فقه السنّة، هذه المقالات التي أصبحت بعد ذلك كتاباً ينتفع فيه المسلمون الذين يتبنون نهجنا من السير في الفقه الإسلامي على الكتاب والسنة .
     هذه المقالات التي صارت فيما بعد كتاب ( فقه السنة ) لسيد سابق، كنتُ بدأت في الاطلاع عليها، وهي لمّا تُجمع في الكتاب، وبدت لي بعض الملاحظات، فكتبتُ إلى المجلة هذه الملاحظات، وطلبتُ منهم أن ينشروها فتفضلوا، وليس هذا فقط ؛ بل جاءني كتاب تشجيع من الشيخ حسن البنا رحمه الله ، وكم أنا آسَف أن هذا الـكتاب ضاع مني ولا أدري أين بقي..
ثم نـحن دائماً نتـحدث بالنسبة لحسن البنا - رحمه الله - فأقول أمام إخواني ، إخوانا السلفيين، وأمام جميع المسلمين ، أقول: لو لم يكن للشيخ حسن البنا - رحمه الله - من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي في السينمات ونـحو ذلك والمقاهي، وكتّلهم وجمعهم على دعوة واحدة، ألا وهي دعوة الإسلام ، لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلاً وشرفاً..هذا نقوله معتقدين ، لا مرائين، ولا مداهنين.
المرجع:    http://www.IslamGold.com



فيديو ...
عبدالناصر أراد أن يستميل الشيخ سيد قطب ويجعل منه منظرا للثورة لكن الشيخ كان مدركا للأمور ولم يعطه ما أراد || 










الخطاب الذهبي
عن سيد قطب رحمه الله
من فضيلة الشيخ العلامة: بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله
إلى فضيلة الشيخ : ربيع بن هادي المدخلي


فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق ( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره ) هل من ملاحظات عليه ؟ ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعدُ للطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا ، لهذا أبدي ما يلي :
 (1)  نظرت في أول صفحة منه ( فهرس الموضوعات ) فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله أصول الكفر والإلحاد والزندقة : القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يـجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يـجب الجزم بها، يكفر المجتمعات .. إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين .. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذتُ بالمطابقة بين العنوان والموضوع ،، فوجدت الخبر يكذبه الخبر ، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي إلى الوقيعة في سيد رحمه الله ، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
 (2) نظرت فوجدت هذا الكتاب يفتقد :
* أصـول البحث العلمي
* الحيـدة العلمية
* منهـج النقد
* أمانـة النقل والعلم
* عـدم هضم الحق.
* أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس .. وإليك الدليل :
أولاً : رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل (الظلال)
و(العدالة الاجتماعية) مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها أن لها طبعات معدلة لاحقة،
والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولمَّـا يعرف هذا ؟؟! وغير خاف ما لهذا من نظائر لدى أهل العلم ، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته ، وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب ( العدالة الاجتماعية ) هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانياً : لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يـجوز لغير الله أن يشرع ) فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه : (العدالة الاجتماعية) وكلامه لاا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نـحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك ؟! إن الله يـحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثاً:  ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم : ( قول سيد قطب بوحدة الوجود ) .
إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلَّق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريـح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيـح فكرة وحدة الوجود )) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنـحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنـح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة .. والمتشابه لا يقاوم النص الصريـح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعاً : وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تـحت هذه العناوين : (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة ، وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد ) .
     أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تـحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة ، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تـحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحـلال الـقـوانـين الـوضعية بدلاً عنهـا ولا شك أن هـذه جرأة عظيمة
ما عهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ ) .
خامساً: ومن عناوين الفهرس ( قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة ) .
لما رجعـت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ : (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات ؟!!
     إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطإها ولكن هل نـحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) ؟!  اللهم إني لا أستطيع تـحمل عهدة ذلك..
 لقد ذكرني هذا بقول نـحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه (دراسات في أسلوب القرآن الكريم) والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن ؟!!  اللهم لا .
 وأكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
1)  مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة ! ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد !! إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تـحت إشرافكم، أو بإملائكم ؟!! لهذا فلا أتـحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كافٍ في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم!
2) مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يـجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفسٍ متوترة وتهيـج مستمر، ووثبةٍ تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال .. وهذا نكث لمنهج النقد : ( الحيدة العلمية ) .
3) من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله ، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب (إعدادي) لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية !! لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
4) لقد طغى أسلوب التهيـج والفزع على المنهج العلمي النقدي .. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
5) في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنــج في العبارات فلماذا هذا…؟!!
6) هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشأت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتـحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال .. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تـحقيق هو في الحقيقة هدم ، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم.
     وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس ، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيماناً مشرفًا وحقًا أبلج ، وتشريـحا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبارات ليته لم يفه بها ، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان آخر والكمال عزيز .
     والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته.
     وطُـلِب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة: إن إصبعاً أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضادها... أو كلمة نـحو ذلك.
 فالواجب على الجميع : الدعاء له بالمغفرة ، والاستفادة من علمه، وبيان ما تـحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه..
     اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يـجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .
وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب ( أضواء إسلامية ) وأنه لا يـجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التـحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم ، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..
واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تـحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نـحوه جرى القلم بما تقدم ، سدد الله خطى الجميع..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                                   أخوكم بكر عبد الله أبو زيد
                                                                                                     20 / 1 / 1414هـ
المرجع : الموقع الذهبي للإسلام :    http://www.IslamGold.com 

فيديو ...
د صلاح عبد الحق يروي كيف طلب الرئيس العراقي عبد السلام عارف من عبد الناصر أن يفرج عن الأستاذ #سيد_قطب . وكيف قبل عبد الناصر الأمر... وكيف كان رد الشهيد سيد قطب على طلب الرئيس العراقي بأن يرافقه في طائرته إلى #العراق
#قناة_دعوة




رأي فضيلة الشيخ محمد حسان
في سيد قطب

السؤال : ما رأيكم في مقالات الشهيد - بإذن الله - سيد قطب لماذا أعدموني؟

الجواب :
هو قيد بكلمة : ( بإذن الله ) والتقييد دقيق لأننا ذكرنا قبل ذلك بأنه لا ينبغي أن نـحكم في الدنيا بالشهادة لأحد أبداً ولو مات بين أيدينا في ميدان القتال ، وإنما نقول : نرجو الله -عز وجل- أن يكون من الشهداء وبإذن الله نرجوه أن يكون عنده من الشهداء ، هذا كلام مهم جداً ؛ لأن كلكم يعلم قصة الرجل في الصحيـحين الذي مات في ميدان القتال وكان قائد الميدان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأثنى الصحابة على بلائه ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( هو في النار ) إلى آخر الحديث المشهور المعروف.
   فنسأل الله -عز وجل- أن يـجعل الشيخ سيد قطب - رحمه الله - عنده من الشهداء فهو الرجل الذي قدّم دمه وفكره وعقله لدين الله عز وجل نسأل الله أن يتجاوز عنه بمنه وكرمه، وأن يغفر لنا وله وأن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال، وأنا أُشهد الله أني أحب هذا الرجل في الله مع علمي يقيناً أن له أخطاء وأنا أقول : لو عاملتم يا شباب شيوخ أهل الأرض بما تريدون أن تعاملوا به الشيخ سيد قطب فلن تجدوا لكم شيخاً على ظهر الأرض لتتلقوا العلم على يديه لأن زمن العصمة قد انتهى بموت المعصوم محمد بن عبد الله وكل كتاب بعد القرآن معرض للخلل {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}
    لذا فأنا أحب هذا الرجل مع علمي ببعض أخطائه وأقول ومَن مِن البشر لم يخطئ ؟ ( فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
   وأذكر يوم أن كنت أدَرِّس طلاب كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم ويوماً استشهدت بفقرة للشيخ سيد قطب رحمه الله فردّ عليّ طالب من طلابنا فقال: يا شيخ ، قلت: نعم ، قال: أراك تكثر الاستشهاد بأقوال سيد قطب ، قلت : وهل تنقم عليّ في ذلك؟ قال: نعم، قلت: ولم؟ قال: لأنه كان فاسقاً. قلت: ولم؟ قال: لقد كان حليقاً، فقلت: يا أخي إن الإسلام في حاجة إلى شعور حي لا إلى شعر بغير شعور، مع أنني ما كنت ولن أكون أبداً ممن يقللون من قدر اللحية بل أنا الذي أقول إن إعفاء اللحية واجب لأن الأمر في السنة للوجوب ما لم تأت قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الندب (اعفوا اللحى) (وفروا) (أرخوا) الأمر للوجوب إذا لم تأت قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الندب لكن أقول: لا ينبغي أن نزن بهذه القسمة الضيزى رجلاً .
    وأسعد قلبي سعادة غامرة أخ حبيب من إخواني الدعاة الكبار ، وقال لي: بأن عنده صورة للشيخ سيد قطب وهو بلحية كثة ولكنه حلق مع هذا البلاء الذي صبّ على رأسه في السجن والمعتقل فلا ينبغي على الإطلاق أن نزن الناس والمناهج بهذا الظلم .
     رجل زلّ أخطأ في الظلال أو في بعض كتبه لا ننكر ذلك لكن لا ينبغي الإطلاق، أن ننسف جهد الرجل وأن نتهمه والعياذ بالله بالضلال يعني ( ما نيش حسمي كتب ) لن أسمي كتاباً الآن لكن هناك كتب تزيد عن المائتين صفحة تنقد سيد قطب وهذا أمر عادي جداً ما فيش فيه أي حرج لكن الكاتب لم يترحم على سيد قطب مرة واحدة ثم قال بالحرف : [سيد قطب ضال مضل] هذا ظلم ظلم ظلم بشع .
     وبعدين كاد قلبي يخرج من صدري وأنا أقرأ في الفهارس لهذا الكتاب عنواناً جانبياً في الفهرس يقول: ( سيد قطب - يعني عنوان خطير جداً جداً- سيد قطب يدعو إلى شرك الحاكمية !! ) قلت: دا الرجل ما ماتش إلا عشان القضية دي ، دا لم يعدم سيد قطب إلا من أجل قضية الحاكمية فهذا ظلم - يعني مجرد العنوان نفسه ظلم قمة في الظلم .
     رجل زل في مبحث الأسماء والصفات آه نعم زل زل سيد قطب في مبحث الأسماء والصفات وزل غيره من أئمتنا الكبار النووي -رحمه الله- الحافظ ابن حجر -رحمه الله- الزركشي قصدي ابن الأثير زل في مبحث الأسماء والصفات نكفر ونضلل ونفسق ونبدع هذا منهج منـحرف.
     الكلام دا كله مع من يشار إليهم بأنهم أصحاب المنهج الحق الصحيـح إنما إوْعَ تسحب الكلام دا على المبتدعين أصلا. لا .
    رجل مبتدع آه نـحذر منه ونوبخه ونبكته ونبين ضلاله ونبيـن فسقه ونبين بدعته دونما الحاجة إلى أن نبين محاسنه لا ما نبينش محاسن هو مبتدع أصلاً وضال ، محاسن إيه اللي نبينها خلّ بالك من الكلام دا، الميزان دا في غاية الدقّة عشان ما تخلطش بين الأمرين إنما رجل الأصل فيه أنه على منهج أهل السنة فلا.
 أن أظهر المحاسن وأن أبين أخطاءه برفق وأدب، بنية إظهار الحق وإبطال الباطل.
     إنما رجل مبتدع رجل والعياذ بالله على بدع شركية أقوم يـجي واحد يقول لي يا شيخ من الظلم أنك ما تبينش محاسنه لا دا من العدل ألا أبين محاسنه لو كانت له محاسن بل ينبغي أن أبين خطره وأن أحذر منه دونما التدليس على الناس بأن لهذا الرجل محاسن.
     واضح الفرق ، يا أخوانا بين دي ودي هذه مهمة جدا عشان ما تخلطش وتتلخبط تطلع برى وتقول الشيخ قال كذا وكذا كلام واضح جدا بيّن ، فرق بين هذين الصنفين والنوعين .

المرجع:    http://www.IslamGold.com



هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات مثل سيد قطب وحسن البنا والواجب أن تلخص أخطاؤهم ويستفاد من بقية علمهم

الشيخ عبد الله  الـجـبرين


قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله :

( هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات، مثل: سيد قطب، وحسن البنا.
الواجب أنهم يُلخّصون أخطاءهم ويـحذِّرون منها، وأما حسناتهم فلا يدفنوها، ولا يَقدح فيهم لأجل تلك الأخطاء أو تلك الزلات، لأن لهم حسنات..

إذا كانوا يذكرون السيئات، وينسون الحسنات؛ صدق عليهم قول الشاعر:
ينسى من المعروف طوداً شامخاً.... وليس ينسى ذرة ممن أساء
فيـجب أ ن تُلخَّص الأخطاء، وأن يـحذَّر منها، وبقية علومهم يُستفاد منهم )

سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين


المرجع:    http://www.IslamGold.com
فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين
عن سيد قطب وحسن البنا

السؤال : بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبه ويقولون أيضا نفس القول عن حسن البنا ويقولون عن بعض العلماء أنهم خوارج وحجتهم تبيين الأخطاء للناس ، وهم طلبة حتى الآن , أرجو الإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء .
الجواب :
الحمد لله وحده ... وبعد
لا يـجوز التبديع والتفسيق للمسلمين لقول النبي صلي الله عليه وسلم : (من قال لأخيه يا عدو الله وليس كذلك حار عليه) ، وفي الحديث : (أن من كفر مسلما فقد باء بها أحدهما) ، وفي الحديث: (أن رجلا مر برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله لا يغفر الله لك . فقال من ذا الذي يتألي علي أني لا أغفر لفلان ، إني غفرت له وأحبطت عملك )
    ثم أقول إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدى بدعوتهما خلقا كثيراً ولهما جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال ـ عليه من الله ما يستـحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما ، وشهد بذلك الخاص والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما ، ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عاما والذين وقع لهم مثل ذلك كالنووي والسيوطي ، وابن الجوزي وابن عطية والخطابي والقسطلاني ، وأمثالهم كثير .  
        وقد قرأتُ ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة ، فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ (1) وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاءء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير !!
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
                                                                   قاله وأملاه : عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
                                                                   والفتوى موجودة في موقع الشيخ على الانترنت                                                        
المرجع:    http://www.IslamGold.com


رأي العلامة ابن قعود رحمه الله
في حسن البنا


قال العلامة عبد الله بن قعود رحمه الله :
وأنا عندي أن البنا رحمه الله تعالى قام بدور أرجو الله أن يغفر له وأن يضاعف أجره ، والحقيقة أنه حرَّك الدعوة في مصر وانتشرت منه إلى غير مصر على ما له فيه من نقص لكن له السبق ، له السبق في تربية الشباب وفي تـحريك الشباب .

والناس إذا ربنا أكرمهم أكثر مما كانوا فالشباب الآن أصبحوا شباب سنة أكثر من ذي قبل وشباب التزام أكثر من ذي قبل والخير فيهم أكثر مما كان في بدايات ( الإخوان ) بلا شك لكن هناك بدؤوا في وقت تكاد تكون لا شيء ، فلا ينسى للناس فضلهم .

المرجع : شريط ( وصايا للدعاة – الجزء الثاني ) للشيخ العلامة عبد الله بن حسن                    ابن قعود رحمه الله


فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية عن سيد قطب رحمه الله وكتابه في ظلال القرآن
تاريخ الفتوى 2- 8 - 2005م  

السائل أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ ما الفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : كيف ؟ كيف ؟ ما الفرق بين ؟
السائل : ما الفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
المفتي : يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تـحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة فعيشوا في ظلاله و استقوا من آدابه وانهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج مشاكلكم و حل قضاياكم وتفريـج همومكم إلى آخره .
      والكتاب له أسلوب عالٍ في السياق ، أسلوب عال ، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركاً أو أن فيها قدحاً في الأنبياء أو أن وأن ..، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لا يخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام ، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وما حصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [كلمة غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحياناً يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مراراً لم يـجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا ينبغي له أن يـحرص على وجود المعايب، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ ، والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ما سوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لا سيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ما وجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيراً كثير .. نعم  . ا.هـ
المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس ، للاستماع إليها :
http://www.al-daawah.net/suond/saif1426/almufti/tawheed/6th.rmتاريخ المحاضرة 24 / 6 / 1426 هـ    الموافق  2 / 8 / 2005 م  
المرجع : الموقع الذهبي للإسلام :    http://www.IslamGold.com 
رد سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على من عقب على كلامه السابق عن سيد قطب وكتابه (في ظلال القرآن)

السائل :
أحسن الله إليكم هذا يعقب على كلامكم قبل قليل عن تفسير سيد قطب وهل معناه الدعوة إلى قراءته من قبل المبتدئين في طلب العلم ؟
المفتي :
     والله أنا أقول طالب العلم إن قرأ به يستفيد ..
    الطالب يميز ، طالب العلم إذا قرأ في بعض المواضع حقيقة بعض المواضع فيها كتابا جيدا ، حدث أخطاء ، ما أقول ما يسلم من الخطأ ، لكن ينبغي الإنصاف والاعتدال وأن لا نـحمل ألفاظه فوق ما يـحتمله ، ما نـحمل الألفاظ فوق ما تـحتمله ، ولا نسيئ الظن .
     والرجل له – يعني – جهاد تعلمون أنه استشهد أو قتل شهيداً رحمه الله ، وله كتب كان فيها أخطاء فتراجع عنها ، لأن القرآن ربما أن كتابة تفسير القرآن عدلت منهجه السابق ، والقرآن لاشك أن من اعتنى به وأكثر من قراءته ينقله من حال إلى حال .. نعم . ا.هـ

المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس ، للاستماع إليها :

تاريخ المحاضرة 24 / 6 / 1426 هـ    الموافق  2 / 8 / 2005 م
المرجع : الموقع الذهبي للإسلام :    http://www.IslamGold.com 
نصيـحة العلامة ابن قعود رحمه الله لمن تـحامل على  سيد قطب رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم ومحبي الفاضل الشيخ .......................... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فانطلاقاً من نصحي لك ومحبتي لك التي لم تهتز – والله وبالله – حتى مع بواعث هذه الكتابة، وأرجو أن تظل تزداد قوة إلى أن نلقى الله محققاً فينا قول رسوله عليه الصلاة والسلام: "... تـحابا في الله.. الخ" (1) أذكرك بأمور:

أولاً: إنك – كما تعرف – لا تزال في مستقبل العمر الذي أرجو الله أن يـحفظه لك ويطيله في طاعة وعافية، وفي مستقبل التعلم ومستقبل التجارب والنضج، فرويداً – أخي – وطبخاً لما يصدر عنك تجاه من هم في ذمة الله خاصة الدعاة إلى الله (2) أحياءً أو أمواتاً عسى ألا تـحتاج في موقف حياة أو ممات للاعتذار عنه.

ثانياً: وعظتك شفوياً قبل أشهر بألا تكتب أو تقول شيئاً لـه مساس بأحد الدعاة وأنت غضبان أو [زعلان] عليه، وذكّرتك بما تعرفه من قول رسول الله (لا يـحكم أحد بين اثنين وهو غضبان)(3)، ونغمة الصوت في الشريط الذي سأذكره تنبئ –مع الأسف– عن ذلك فضلاً عن المضمون فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ثالثاً: نقل لي غير واحد قولك في اجتماع أخيار نـحسبهم كذلك قولك في كتاب: "معالم في الطريق": هذا كتاب ملعون.

سبحان الله!! كتاب أخذ صاحبه ثمنه قتلاً نـحسبه في سبيل الله بدافع من الروس الشيوعيين لجمال كما يعرف ذلك المعاصرون للقضية، وقامت بتوزيع هذا الكتاب جهات عديدة في المملكة، وخلال سنوات عديدة، وأهل هذه الجهات أهل علم ودعوة إلى الله، وكثير منهم مشايخ لمشايخك، وما سمعنا حوله منهم ما يستوجب ما قلت،
لكنك – والله أعلم- لم تمعن النظر فيه قبل أن تغضب، وخاصة الموضوعات: جيل قرآني فريد، الجهاد، لا إله إلا الله منهج حياة، جنسية المسلم عقيدته، استعلاء الإيمان، هذا هو الطريق.. وغيرها مما تلتقي معانيه في الجملة مع ما تدين الله به، فكيف بك إذا وقفت بين يدي الله وحاجك هذا الشخص الذي وصفته الإذاعة السعودية خلال سنوات متوالية بشهيد الإسلام، أو قال لك أحد تلامذتك أو زملائك هذه الجملة (ملعون إما إخبارية أو دُعائية) فكيف تجيب من حملها على الإخبارية عن علم الغيب؟!

رابعاً: استمعت للشريط: حتى لا … وفي فهمي المحدود أن أغلب من ذكرت فيه ووصف العاملين به أو القائلين به أو المفتين به بالفسق والابتداع وخيانة الأمة أمور اجتهادية دائرة بين راجح في نظر من وصفتهم بذلك وبين مرجوح في نظرك أو – تنزيلاً – خطأ، وأنت تعرف قول السلف في الخطأ.. قال الله: قد فعلت (4) .

ثم الكثير ممن أومأت إليهم في كلامك عن المراكز الصيفية والرحلات الدعوية أو العلمية من عدود (5) الأناشيد وأسلوب الدعوة و.. و.. على جانب من الخير والفضل والقيام بالدعوة إلى الله  – وكنت حفظ الله لك عملك ذلك – من بينهم، وفي مقدمة المذكورين سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز الذي يفتي بأن أسلوب الدعوة ليس توقيفياً          
وقلت في ردِّك على من يقول بذلك : (وهناك .. تقطع لسان القائل أن أسلوب الدعوة ليس توقيفياً )  ولم تورد ما يتلاءم مع قولك من نص قرآني أو نبوي وغير ذلك مما أحسبه يختلف مع منهج السلف في الدعوة إلى الله الذي نرجو الله أن يبصرنا به ويـحيينا جميعاً ويميتنا عليه إنه سميع مجيب.

ومعذرة فأظني لو رأيتك قبل تسجيل هذا الكلام لسبقتني عبرة الإشفاق عليك التي كادت في أثناء صلاةٍ أن تأخذ بي لمّا عَرَضْتَ لي فيها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                                           أخوك
عبد الله بن حسن القعود

---------------------------- (1)البخاري (2/119، 124)، ومسلم (ح1031)
 (2)روى البخاري في صحيـحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيـحتنا، فذلك المسلم الذي لـه ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته". كتاب الصلاة . فتـح 1/496ح391
 (3) متفق عليه، البخاري كتاب الأحكام (ح7158)، ومسلم في الأقضية ح1717
 (4) رواه مسلم كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق (1/115 ح125، 26)
 (5) كلمة لم تتبين لي



(1) نعوذ بالله من سوء الأدب مع أهل العلم !!
(1) الظاهر أن كل من يقرأ هذه السطور يعرف صاحب هذا الكتاب .
([1]) والحق أن حسن البنا رحمه الله له أخطاء واضحة لا ينبغي أبداً اتباعه فيها ، وكذلك سيد رحمه الله ، وفي منهج ( الإخوان المسلمين ) بشكل عام أشياء وأشياء تخالف ما عليه سلف الأمة ، وقد جاء في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " أن : ( المآخذ على جماعة الإخوان المسلمين لم تقتصر على المواقف السياسية ، بل وجه لها النقد في بعض الجوانب العقائدية والمنهجية وأقوال الأتباع ، فمن الناحية العقائدية أخذ على البنا قوله في مجال تعداد صفات الحركة الشمولية "وحقيقة صوفية" ، والتصوف - كما هو معلوم - مخالف لمنهج أهل السنة . ولعل الشيخ رحمه الله قد تأثر بنشأته الأولى مع الطريقة الحصافية ، أو أنه أراد ( تقريب ) أهل التصوف للجماعة ، وهذا مسلك خاطئ ؛ لأنه يستحيل جمع الحق بالباطل إلا بالتنازل والمداهنة .
كما أخذ على البنا موقفة التفويضي في مجال الأسماء والصفات واعتبار البدعة الإضافية خلافًا فقهيًا .
كما أن الجماعة لا تعنى كثيرًا بنشر عقيدة السلف والدعوة إلى التوحيد الخالص ، والتحذير من البدع والشركيات المنتشرة ؛ سواء في مصر منشأ الجماعة أو غيرها ؛ مما جعلها تهتم ( بالتجميع ) على حساب التصفية ، وبالكم لا الكيف .
وقد أخذ على بعض أتباع الحركة الغلو في إعجابهم بالشيخ حسن البنا ، كما صدرت عن بعضهم - التلمساني وسعيد حوى - عدد من الأقوال التي لا يجيزها الإسلام ) . ا.هـ
نقول : ولعل أفضل ما أُلف في الرد على هذه الأخطاء كتاب ( الطريق إلى الجماعة الأم ) لعثمان عبد السلام نوح أثابه الله وجزاه على عمله هذا خيراً، فإنه التزم الأدب في رده ، وجعل الإنصاف أساساً فيه ، فيذكر المقولة الخاطئة ويرد عليها رداً علمياً ، ثم يذكر اعتراضات ( الإخوان ) على هذا الرد ويرد عليها ، ومن كان يتحرى الحق فلا يكاد ينتهي من قراءة هذا الكتاب إلا وقد اطمأن إلى منهج السلف في جميع ما خالف فيه سيد قطب وحسن البنا رحمهما الله ما عليه سلف هذه الأمة . 
(1)  انظر الرسالة التي رد فيها فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله على الشيخ ربيع المدخلي كاملة في هذه المذكرة بعد صفحات قليلة ، وقد بين فيها الشيخ بكر التحامل الشديد من الشيخ ربيع على سيد قطب رحمه الله ، وبين الشيخ بكر بعض الـعنـــاوين الموجــودة في الكتاب ولا تمت إلى ما تحتها بصلة و التي سماها ( عناوين استفزازية ) !!



  


جواب الشيخ سلمان العودة عن سؤال حول سيد قطب


السؤال : سيد قطب _رحمه الله_ اختلف في منهجه الكثيرون، فالبعض أسماه مكفراً، والبعض الآخر أسماه مشبهاً، والبعض الآخر أسموه متكلماً ، والأدهى من ذلك والأمرّ أن البعض يكفره ويمزق كتبه ، ويُسمي كتابه (في ظِلاَل القرآن) : (الضَّلال) بالفتـح، علماً أنه حمل لواء الجهاد في سبيل الله بالكلمة الصادقة كما نـحسبه والله حسيبه، ومات وهو على كلمة الحق التي دعا إليها ، فما صحة ما يقوله المتقولون ؟
الجواب : أما عن سيد قطب فقد قرأت معظم كتبه، وإن شئت فقل: كل كتبه، كما قرأت كثيراً مما كتب عنه، ولعل أوفى كتاب في هذا الباب، هو كتاب: (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) للدكتور صلاح الخالدي، وللدكتور عناية خاصة بالأستاذ سيد، وآخر مؤلفاته حوله رسالة كبيرة نشرت ضمن (سلسلة أعلام المسلمين) .والملحوظ أن الناس في سيد، وفي غيره، يكون فيهم المتوسط المعتدل، الذي ينظر بعين الإنصاف والتجرد والتـحري، ويكون فيهم المتطرف الذي يقع في التعصب والهوى، وسيان أن يكون التعصب ضد الشخص، مما يـحمل على رد الحق الذي معه، وتصيد الأخطاء عليه، وتفسير كلامه على أسوأ الوجوه وعدم الاعتبار بالمتقدم والمتأخر من كلامه، أو أن يكون التعصب له مما يـحمل على أخذ أقواله بدون تـحفظ، والغفلة عن أخطائه وعثراته، والدفاع عنه بغير بصيرة، بل وربما اعتقاد العصمة في المتبوع بلسان الحال، أو بلسان المقال.وقد قال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ كما في (صحيـح مسلم) (91) من حديث ابن مسعود: ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) .والذي يخاف الله يتورع عن أعراض عامة المسلمين، فضلاً عن خاصتهم من أهل العلم، والدعوة والجهاد والدين.والذي أدين الله به أن الأستاذ سيد قطب من أئمة الهدى والدين، ومن دعاة الإصلاح ومن رواد الفكر الإسلامي ، سخر فكره وقلمه في الدفاع عن الإسلام، وشرح معانيه، ورد شبهات أعدائه، وتقرير عقائده وأحكامه على وجه قلّ من يباريه أو يـجاريه في هذا الزمان.وكان حديثه حديث المعايش الذي لابس همّ الإسلام قلبه، وملك عليه نفسه، قد شغله الحزن على الإسلام، والغضب له، حتى عن ذاته وهمومه الخاصة.وكتابه (الظلال) يعتبر إضافة كبيرة لدراسة التفسير، واستطاع فيه أن يستوعب كثيراً مما كتبه المتقدمون، وأن يبني عليه رؤيته الخاصة المتميزة، وفهمه الثاقب، ودراسته الغزيرة، وأن يقرن آي الكتاب بحياة الناس المعاصرة حتى يشعر قارئه أن القرآن ليس كتاباً نزل لبيئة خاصة في المكان والزمان، ولكنه هداية للناس أجمعين، أيًا كان زمانهم أو مكانهم.ولقد استفاد الأستاذ سيد من (تفسير ابن كثير) فائدة غنية، ونقل عنه، وربما اعتمد عليه خصوصاً في باب المرويات والأقاويل، بل وفي أوجه الاختيار والترجيـح.كما انتفع بما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره (المنار) فيما يتعلق بربط هداية القرآن بنتائج العلم والبحث الإنساني والاجتماعي والعمراني، وفيما يتعلق بالتجرد عن التعصب والتقليد.ولكن يبقى (الظِّلال) شيئاً آخر، غير هذا وذاك .نعم ، ليس الكتاب تفسيراً لآيات الأحكام، ولهذا فهو      لا يغني عن مثل كتاب القرطبي، أو ابن العربي، أو الجصاص، أو غيرهم خصوصاً للمهتمين بمعرفة المذاهب الفقهية، والترجيـح بينها.وليس تقريراً مفصلاً أو تعليمياً، لكليات العقيدة وجزئياتها ؛ فهو لا يغني عن قراءة ما كتبه الإمام الفذ ابن تيمية، أو تلميذه العلم ابن القيم، في تقرير العقيدة والذب عنها، ومناظرة خصومها.بل ووقع في (الظِّلال) عثرات في هذا الباب وفي غيره، ولكنها يسيرة إلى جنب ما فيه من الخير والعلم والإيمان.ومن ذلك -تمثيلاً- اضطرابه في باب الاستواء، كما يعرفه من راجع تفسير هذه الآية في مواضعها السبعة المعروفة، ووقع منه في بعضها أن الاستواء كناية عن السيطرة والاستعلاء، وهذا خطأ، والصواب: أن الاستواء كما قال مالك: معلوم من حيث المعنى مجهول أو غير معقول من حيث الكيفية، وقد ذكر الأئمة في معناه : العلو، والاستقرار، والارتفاع والصعود، والله أعلم.ومن ذلك أنه يسمي توحيد الألوهية، الذي هو توحيد العبادة باسم توحيد الربوبية، ويسمي توحيد الربوبية باسم توحيد الألوهية، وهذا خطأ في اللفظ، لكنه - رحمه الله - كان شديد الوضوح في إدراك هذه المعاني والحقائق وتقريرها.ومن ذلك أنه كتب فصولاً موسعة في موضوع الدعوة ومنهجها، والموقف من المجتمعات المعاصرة، وكتب ذلك بعاطفة مشبوبة، ولغة قوية، وغيرة على الدين، وعلى المسلمين حمّلها بعض قارئيه ما لا تـحتمل من المعاني واللوازم، وتعاملوا معها على أنها نصوص تقرأ بحروفها وألفاظها وتـحفظ وتتلى، ويستشهد بها في مواطن النزاع، ومضايق الجدل والمناظرة والخصام.وبنى بعض هؤلاء على هذه القراءة الحرفية الضيقة تكفير الناس كافة، أو التوقف بشأنهم أو الهجرة من ديارهم ، إلى أين؟! لا أدري !.وبنى آخرون عليها فكرة الانفصال عن المجتمعات، وترك العمل فيها، واعتزالها، وفُهمت كلمة سيد - رحمه الله - عن (العزلة الشعورية) بتكثيف قوي، وترميز شديد، جعلها بؤرة العمل والانطلاق. والحق أن القراءة الحرفية الظاهرية لتراث كاتب ما، ليست أمراً خاصاً وقع مع سيد قطب - رحمه الله - وحده ، لكنها مشكلة تراثية، يعاد إنتاجها الآن مع عدد كبير من رموز العلم والفقه والدعوة والاجتهاد، من المتقدمين والمعاصرين.وقد يكتب العالم بحثاً، أو يقدم اجتهاداً، أو ينتـحل رأياً في مسألة، وينتصر له بحسب ما توفر لديه آنذاك، فيأتي الخالفون فيقرؤون نصه بقدسية تأسر عقولهم، وتجعل همهم مقصوراً على إدراك النص وفهمه، ثم تقريره وتوسيع دائرته، ثم الاستشهاد له ومدافعة خصومه.ولذلك لا يدري كل أحد، أن الأئمة أصحاب المذاهب، الفقهية وغير الفقهية لم يكونوا يشعرون أنهم يؤسسون مذهباً، ويقيمون بناءً خاصاً، راسخ القواعد، مكتمل الأركان، حتى جاء من بعدهم فأصّل وفصّل، وجمع النظير إلى النظير وتعامل مع كلام الأئمة بحرفية بالغة، بل عدّ بعضهم كلام الإمام ككلام الشارع، من جهة المنطوق والمفهوم، واللازم، والقياس عليه والناسخ والمنسوخ، والظاهر والنص... إلخ.هذا مع شدة نهي العلماء عن التقليد، حتى إن منهم من كان ينهى عن تدوين آرائه الفقهية، ويـحذر من تناقلها.وكلما كان العالم أوسع انتشاراً، وأكثر أتباعاً، وأوغل في الرمزية –لأي سبب– كان الأمر بالنسبة له أشد، وكانت المشكلة أظهر، لكنها تخفّ تدريـجياً بتقدم الزمن، ولو من بعض الوجوه.هذه ليست مشكلة العالم أو المفكر، بقدر ما هي مشكلة القارئ أو المتلقي.وأياً ما كانت فهي مما يـحتاج إلى بحث ودراسة.وقديماً كان علي - رضي الله عنه - يقول قولته المشهورة:(يهلك فيّ رجلان : غالٍ وجافٍ) والخلاصة: أن سيد قطب وغيره من أهل العلم يؤخذ من قولهم ويترك، ويصيبون ويخطئون، ويردون ويرد عليهم، وهم - إن شاء الله - بين أجر وأجرين، ولئن حرموا أجر المصيب في عشر مسائل، أو مائة مسألة فلعلهم – بإذن الله – ألا يـحرموا أجر المجتهد.ومن أفضل ما كتبه سيد قطب كتاب (خصائص التصور الإسلامي)، والذي ظهر جزؤه الأول في حياته، وأخرج أخوه الأستاذ محمد قطب - حفظه الله - جزأه الثاني بعد وفاته.وهو كتاب عظيم القدر في تقرير جملة من أصول الاعتقاد، معتمداً على نصوص الكتاب الكريم بالمقام الأول، مؤيداً لها بحجج العقل الظاهرة، رادّاً على مقالات المخالفين والمنـحرفين . وفيه رد صريـح ومباشر على أصحاب مدرسة وحدة الوجود، والحلولية، وأضرابهم، وحديث واضح عن الفروق العظيمة بين الخالق والمخلوق، وبيان أن هذا من أعظم خصائص عقيدة التوحيد، كما بينها الإسلام. فلا مجال مع هذا لأن يـحمل أحد الفيض الأدبي الذي سطره سيد في تفسير سورة الإخلاص على تلك المعاني المرذولة، التي كان هو – رحمه الله - من أبلغ من رد عليها، وفند شبهاتها. وأذكر من باب الإنصاف ، أن أخانا الشيخ عبد الله بن محمد الدويش - رحمه الله تعالى - لما أشار عليه بعضهم بتعقب (الظِّلال)، واستخراج ما وقع فيه ، فكتب مسودة كتابه (المورد العذب الزلال) ورد على ذلك الموضع في سورة الإخلاص، فبلغني أنه فهم منه تقرير مذهب وحدة الوجود، فبعثت إليه مع بعض جيرانه بالموضوع المتعلق بذلك من كتاب الخصائص، والذي هو بيان جلي للمسألة لا لبس فيه، فكان من إنصافه - رحمه الله - أن أثبت ذلك في كتابه، ونقل عن الخصائص ما يرفع اللبس.علماً أن الحري بالباحث إجمالاً أن يفهم كلام الشيخ أو العالم بحسب ما تقتضيه نصوصه الأخرى فيرد بعضها إلى بعض، ويفسر بعضها ببعض، ولا يتمسك بكلمة يضع لها أقواساً، ثم يعقد لها محكمة! وقد يخطئ المرء في اللفظ وهو يريد معنىً صحيـحاً، كما وقع للذي قال: " اللهم أنت عبدي وأنا ربك "رواه البخاري(6309) ومسلم(2747)، يريد: أنت ربي وأنا عبدك، وما كفر بذلك ولا أثم، بل لعله كان مأجوراً مثاباً. ومن المعلوم المستفيض أن سيداً - رحمه الله - مر في فكره وحياته بمراحل مختلفة، وكتب في أول حياته مجموعة كتب أدبية، مثل: (كتب وشخصيات)، و(مهمة الشاعر في الحياة)، و(طفل من القرية).ومجموعة من الدواوين الشعرية، وكتب مجموعة من الكتب الإسلامية مثل: (التصوير الفني في القرآن)، و(مشاهد القيامة في القرآن) و(العدالة الاجتماعية في الإسلام). ثم في مرحلة النضج كتب (الخصائص), و(المعالم), و(الظلال) و(هذا الدين)، و(المستقبل لهذا الدين)، و(الإسلام ومشكلات الحضارة) … وربما كتباً أخرى نسيتها. ومع ذلك كان يتعاهد كتبه بالتصحيـح والمراجعة والتعديل، كما هو ظاهر في (الظِّلال) خاصة، حيث كان يعمل فيه قلمه بين طبعة وأخرى، وهذا دأب المخلصين المتجردين.

وليعلم الأخ الكريم الناصح لنفسه أن الوقيعة في آحاد الناس، فضلاً عن خاصتهم، من أهل العلم والإصلاح والدعوة ، من شر ما يـحتقب المرء لنفسه، ولا يغتر المرء بمن يفعل ذلك، كائناً من كان؛ لأن الحساب في القيامة بالمفرد لا بالقائمة ا.هـ

(المرجع : موقع الإسلام اليوم)


  

في مثل هذا اليوم من عام 1966 سطر سيد قطب رحمه الله أروع آيات الجهاد في مواجهة الطاغية المجرم عبد الناصر عليه لعنات الله تترى
الرد علىشبهات وافترآت أدعياء السلفية على سيد قطب
أولا: فرية سب سيد قطب للصحابة ..
رد شبهة المداخلة بسب سيد قطب رحمه الله لبعض الصحابة رضوان الله عليهم و سيدنا موسى عليه السلام:
أولا: سيد قطب رحمه الله, كتب ما كتبه قبل نضجه و في بداية توجهه الإسلامي أو في جاهليته.
ثانيا: سيد قطب رحمه الله حذف الكثير من العبارات التي آخذها عليه "محمود شاكر" في الطبعة السادسة مثل قوله أن خلافة عثمان كانت فجوة (و كان يقصد بها في سياسة المال و إلا فقد سماه الخليفة الراشد في غير ما موضع). و مع ذلك فشيخكم الكذاب كان ينقل من الطبعة الخامسة و يتجاهل تعديلات الطبعة السادسة.
ثالثا: سيد قطب رحمه الله لم يعد يعتمد تلك الكتب بشهادة المستشار العقيل سنة 1972 (أي قبل ما أثير حول كتب الشيخ سيد, و في وقت كان الإقبال على كتب الشيخ على أشده, فلا يأتي قائل ليقول أنه كذب لتبرئة الشيخ) وبشهادة شقيقه.
رابعا: لشيخكم ربيع المدخلي كلام في الصحابة و في سيدنا سليمان عليه السلام و في جبريل عليه السلام بل و في حق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ظاهره الإساءة.
خامسا: هذا كلام للإمام ابن تيمية, قال الشيخ سيد قطب رحمه الله نحوه فاتهمتموه بالإساءة إلى الصحابي الجليل و الخليفة عثمان رضي الله عنه:
وأما عثمان فإنه بنى على أمر قد استقر قلبه بسكينة وحلم ، وهدى ورحمة وكرم ولم يكن فيه قوة عمر ولا سياسته ، ولا فيه كمال عدله وزهده ، فطمع فيه بعض الطمع ، وتوسعوا في الدنيا ، وأدخل من أقاربه في الولاية والمال ، ودخلت بسبب أقاربه في الولايات والأموال أمور أنكرت عليه ، فتولد من رغبة بعض الناس في الدنيا ،وضعف خوفهم من الله ومنه ، ومن ضعفه هو ، وما حصل من أقاربه في الولاية والمال ما أوجب الفتنة ، حتى قتل مظلوماً شهيداً.
فهل كان الإمام ابن تيمية سابا للصحابة؟؟
و هذا كلام للإمام الذهبي في الصحابي الجليل "معاوية" رضي الله عنه:
ومعاوية من خيار الملوك الذين غلب عدلهم على ظلمهم، وما هو ببريء من الهَنَات، والله يعفو عنه
فهل قصد الإساءة لسيدنا معاوية رضي الله عنه؟
و هذا كلام للإمام السيوطي في كتابه "الخلفاء" عن سيدنا معاوية (و مثل هذه الكتابات التي اعتمد عليها الشيخ سيد رحمه الله, و على أساسها بنى ظنه في سيدنا معاوية رضي الله عنه, و قد فاته حينها أنها ليست صحيحة!!):
وذكر ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) : " وقال قتادة وأبو بكر ابن حفص : سم الحسن بن علي (رضي الله عنه) ، سمته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وقالت طائفة : كان ذلك بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك ، والله أعلم " (2) .
و الشيخ رحمه الله, اعتمد على أمثال هذه الروايات المعلولة التي دسها الروافض, و التي لم يعلق عليها من أوردها مثل الإمام السيوطي.
رحم الله الشيخ "سيد قطب", و غفر الله له ما كان من وقوعه في بعض الصحابة, مما نحسبه تاب منه, كما ذكرتُ آنفا!
سادسا: تذكرون أنه أساء إلى نبي الله موسى, و هذا من الفجور في الخصومة, حيث اعتمدتم على كلام قديم له, قبل توجهه الإسلامي, تناول فيه القرآن بطريقة أدبية و فيه ألفاظ قد يُفهم منها الإساءة لسيدنا موسى عليه السلام حين أخذه كنموذج للزعيم العصبي. و كلام الشيخ "سيد قطب" رحمه الله غير مقبول و لكن عذره أنه تراجع عن تلك الكتب.
كما أن الإمام ابن حجر رحمه الله كتب أيضا يصف سيدنا موسى بأنه يغلب على طبعه الغضب, فهل قصد رحمه الله الإساءة إلى سيدنا موسى؟
"و فيه أنه يُغتفر للشخص في بعض الأحوال ما لا يُغتفر في بعض, كحالة الغضب و خصوصا ممن طبع على حدة الخلق و شدة الغضب, فإن موسى عليه السلام لما غلبت عليه حالة الإنكار في المناظرة خاطب والده باسمه مجردا و خاطبه بأشياء لم يكن ليُخاطبه بها في تلك الأحوال"
فلماذا تلتمسون الأعذار لهؤلاء الأئمة (و هم أهل لذلك) و تحملون كلامهم على أحسن المحامل, و لا تفعلون ذلك مع رجل شهد الله العديد من الناس أنه تراجع عن تلك الكتب (انظروا مثلا شهادة من سُجن معه كالأستاذ "أحمد عبد المجيد")!
و لكن كما قيل:
إذا أراد الله نشر فضيلة طويت .. أتاح لها لسان حسود
شهادة المستشار عبد الله العقيل عام 1972 بعدم اعتماد الشيخ "سيد قطب" إلا لستة كتب, و لو أن هذه الشهادة جاءت بعد الهجوم على الشيخ سيد رحمه الله, لقيل شهادة كاذبة قُصد بها تلميع الشيخ سيد, فكيف و قد جاءت هذه الشهادة في وقت كان الناس مقبلين على كتب الشيخ سيد قطب بلهفة و التي تزامنت مع فترة الصحوة الإسلامية و لم يكن وقتها أحد يثير هذه القضية بل كانت هناك هالة من القداسة حول كتاب الشيخ "سيد قطب" (معالم في الطريق), بسبب استماتته في مدافعة الباطل, فتكلم المستشار العقيل في تلك الفترة ليبين للناس الكتب التي اعتمدها الشيخ سيد قبل وفاته:
قال المستشار عبد الله العقيل في مجلة "المجتمع" سنة 1972: "إن سيد قد بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي أنه لا يعتمد سوى ستة مؤلفات له وهي: هذا الدين، المستقبل لهذا الدين، الإسلام ومشكلات الحضارة، خصائص التصور الإسلامي، في ظلال القرآن، ومعالم في الطريق".
و هذه شهادة شقيقه "محمد قطب" بتراجع الشيخ رحمه الله عن تلك الكتب و وصيته بعدم قرائتها:
" الأخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألتني عن كتاب " العدالة الاجتماعية " فأخبرك أن هذا أول كتاب ألفه بعد أن كانت اهتماماته في السابق متجهة إلى الأدب والنقد الأدبي وهذا الكتاب لا يمثل فكره بعد أن نضج تفكيره وصار بحول الله أرسخ قدماً في الإسلام . وهو لم يوصِ بقراءته إنما الكتب التي أوصى بقراءتها قبيل وفاته هي الظلال ( وبصفة خاصة الأجزاء الإثنا عشرة الأولى المعادة المنقحة وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب وحرص على أن يودعها فكره كله ) معالم في الطريق ( ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة ) و"هذا الدين" "والمستقبل" "لهذا الدين" ، "خصائص التصور الإسلامي" ، ومقومات التصور الإسلامي ( وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاته ) "والإسلام ومشكلات الحضارة" ، أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها " العدالة الاجتماعية ".
الشيخ الألباني رحمه الله يفضح كذب الدكتور رسلان و افترائه على الشيخ "سيد قطب" رحمه الله
يقول الدكتور رسلان في "قذائف الباطل" (التي سماها زورا "قذائف الحق"):
ثالثا : هل يمكن أحد أن يقول إن سيدا كتب الظلال قبل أن ينضج ؟! قبل أن يستوي على سوقه؟!
وإذا فقد كتب سيد ستة عشر جزءً في الفترة الواقعة بين أكتوبر 1952م وأول يناير سنة 1954م
وعليه فسنة 1954م كان في قمة نضجه والإهداء الذي كتبه مفتتح كتابه العدالة الاجتماعية أرخه هو بمارس 1954م وهو في قمة نضجه
سبحان الله يستميت ليُظهر للناس أنه بما أن الشيخ سيد رحمه الله, قد كتب 16 جزءا إلى حدود 1954 فهو قد كان في قمة نضجه و قد فاته أن الشيخ سيد بعد أن انتهى من كتاب الظلال (أي بعد أن أكمل 30 جزءا و ليس فقط ّ16 جزء), أعاد تنقيحها منذ البداية لما ظهر له فيها من تقصير و لما رزقه الله من إنارة في البصيرة جعلته يعيد التنقيح و تم إعدامه قبل تتمة التنقيح. و هذه الأجزاء 13 المنقحة هي التي أوصى بها الشيخ "سيد قطب" بالضبط من كتابه الظلال.
ثم إن الجميع يعلم أن النضج في فكر سيد قطب بدأ بعد سجنه (أي بعد 1954) التي يُحاول الدكتور رسلان في "قذائف الباطل" أن يجعلها تمام نضج الشيخ رحمه الله (زورا و بهتانا).
و هذا ما عبر عنه الشيخ الألباني حين قال:
ولما ألّف كان محض أديب، وليس بعالم، لكن الحقيقة أنه في السجن تطوّر كثيراً، وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي ليست منه..لكن أنا أعتقد أن السجن يُربّي بعض النفوس، ويُوقض بعض الضمائر، فكتب كلمات، يعني يكفي عنوانه الذي يقول: (لا إله إلا الله، منهج حياة)، لا إله إلا الله منهج حياة
*****************

في ليلة تنفيذ الحكم بالإعدام تقول حميدةَ قطب شقيقة سيد قطب :
استدعاني حمزة البسيوني إلى مكتبه واراني حكم الإعدام والتصديق عليه ثم قال لي إن الحكومة مستعدة أن تخفف هذا الحكم إذا كان شقيقي يجيبهم إلى ما يطلبونه !!
ثم أردف قائلا إن شقيقك خسارة لمصر كلها وليس لك وحدك !!
إننا نريد أن ننقذه من الإعدام بأي شكل وبأي وسيلة
إن بضع كلمات يقولها ستخلصه من حكم الإعدام ولا أحد يستطيع أن يؤثّر عليه إلا أنت . أنت وحدك مكلفة بأن تقولي له هذا !
نريد أن يقول إن هذه الحركة كانت على صلة بجهة ما.. وبعد ذلك تنتهي القضية بالنسبة لك. أما هو فسيفرج عنه بعفو صحي.!
قلت له ولكنك تعلم كما يعلم عبدالناصر أن هذه الحركة ليست على صلة بأي جهة من الجهات . قال حمزة البسيوني ׃
((أنا عارف وكلنا عارفون أنكم الجهة الوحيدة في مصر التي تعمل من اجل العقيدة، نحن عارفون أنكم احسن ناس في البلد ، ولكننا نريد أن نخلص سيد قطب من الإعدام ))
فقلت له إذا كان سيادتك عاوز تبلغه هذا فلا مانع.
وذهبت إلى  سيد شقيقي وسلمت عليه وبلغته ما يريدون منه فنظر إلي ليرى اثر ذلك على وجهي وكأنه يقول׃
أأنت التي تطلبين أم هم ؟
واستطعت أن افهمه بالإشارة انهم مه الذين يقولون ذلك .
وهنا نظر إلي وقال ׃ والله لو كان هذا الكلام صحيحا لقلته ولما استطاعت قوة على وجه الأرض أن تمنعني من قوله. ولكنه لم يحدث وأنا لا أقول كذبا أبدا.
وأفهمت أخي بالحكاية من أولها وقلت له إن حمزة استدعاني واراني تنفيذ حكم الإعدام وطلب مني أن اطلب منك هذا الطلب.
سأل ׃ وهل ترضين ذلك ؟ قلت لا . قال انهم لا يستطيعون لأنفسهم ضررا ولا نفعا
إن الأعمار بيد الله وهم لا يستطيعون التحكم في حياتي ولا يستطيعون إطالة الأعمار ولا تقصيرها.. كل ذلك بيد الله والله من ورائهم محيط .
وبعد أيام سمعنا عن تنفيذ الحكم وقد ضرب أفراد من الجيش اعتمروا الخوذات الفولاذية وتزودوا بالرشاشات الثقيلة حصارا حول سجن القاهرة حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بعد أن منع الصحفيون من دخول السجن وطلب منهم مغادرة المنطقة...
أما من ناحية الدفن فإنه قد تم من قبل السلطات الرسمية وبصورة سرية في إحدى مدافن القاهرة !
ذكرى_استشهاد سيد قطب
===============
فى ذكرى استشهاد .


أتاه أحد الضبّاط أثناء المحاكمة وسأله، يا سيد: ما معنى كلمة "شهيد" ؟؟؟

فقال : شهيد يعني أنّه شهد أن شريعة الله أغلى عليه من حياته!

وبعد جلسة المحاكمة عاتبه أحد إخوانه قائلاً : لماذا كنتَ صريحاً كل الصراحة في المحكمة التي تملك رقبتك ؟!

فقال سيّد: لأن التورية لا تجوز في العقيدة، وليس للقائد أن يأخذ بالرّخص!


ثم صدَّق جمال عبد الناصر على حكم الاعدام، فلمّا سمع الحكم قال :؛" الحمد لله ، لقد عملتُ خمسة عشر عاماً لنيل الشهادة ".

طلبوا منه الاعتذار مقابل إطلاق سراحه فقال : لن أعتذر عن العمل مع الله!
ثم طلبوا منه كتابة كلمات يسترحم عبد الناصر بها فقال لهم : " إن اصبع السّبّابة الذي يشهد لله بالوحدانية في اليوم خمس مرات ليرفض أن يكتب حرفاً يُقرّ فيه حكم طاغية " .
" لماذا أسترحم؟؟!
إن سُجنت بحق ...
فأنا أقبل حكم الحق ...
وإن سُجنت بباطل ...
فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل " ...
ثم أتاه أحد الضباط قبل أن يُشنق بقليل ليكتب لعبد الناصر والصحافة ووكالات الأنباء بضع كلمات حتى يُفرج عنه وكانت تلك الكلمات " كنتُ مُخطئاً وإني أعتذر "
فابتسم رحمه الله وقال له بهدوء عجيب : "أبداً ، لن أشتري الحياة الزائلة بكذبة لن تزول" .
فقال له الضابط : " ولكنه الموت يا سيّد!!! "
فقال : " يا مرحباً بالموت في سبيل الله، افعلوا ما بدا لكم ".
وبعد أن أدى صلاة الفجر سيق إلى حبل المشنقة لتنفيذ
الحكم، وجاءه شيخ من الازهر يلقنه الشهادتين!!
فقال الشيخ : قل معى ياسيد ..
فقاطعه قائلاً : يا مسكين!!
أنا أُساق إلى الموت من أجل (لااله الا الله)
وأنت تذهب لتأكل فتات الموائد بــ (لا اله الا الله) ثم ابتسم مردداً الشهادتين..
و نُفِّذَ فيه حكم الإعدام فجر الاثنين الموافق 29 أغسطس عام 1966 م.




=========


سيد قطب تحت مطرقة الإتِّهام:

إحسان الفقيه

# صاحب عقائد ضالة:

قالوا عن سيد قطب إنه صاحب عقائد ضالة، 

وحاولوا إستصدار فتاوى من كبار العلماء لتكفيره

فرجعوا بِخُفّي حُنَين.
# يقول بوحدة الوجود:

فقالوا: هو يقول في كتابه “في ظلال القرآن” ..بوحدة الوجود

التي أعلم، وفق قراءاتي المتواضعة، أنها:

جَعْل الوجود شيئًا واحدًا؛ حيث يقول أصحابها بأن الخالق والمخلوق شيء واحد، 
وهي العقيدة التي قال بها محيي الدين بن عربي وغيره.
فاتهموا سيدًا بأنه يقول بوحدة الوجود؛ 
لأنّهم توهّموا ذلك في تعبيراته الإنشائية الأدبية، 
وغفلوا أو تغافلوا أنه ينفي هذه الفكرة في مواضِع أخرى.
على سبيل المثال، يقول في تفسير سورة البقرة: 
“ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود“. 
ولكن، ماذا نقول، والناقد قد تشبّع صدره *ـ:
- بحُكم مسبق عن سيد قطب، 
- ورغبة في تصيُّد الأخطاء لصاحب الظلال.

# يقول بخلق القرآن:

إتَّهموا سيد قطب بأنه يقول في الظلال بخلق القرآن، لمُجرَّد إستخدامه عبارات أدبية موهِمة، 

مع أن الرجل لم يصرِّح بذلك في أي موضع؛ 

فهل يحق لأحد أن يحكم على عقيدة مسلم بسبب كلمة ربما تكون ..
زلة قلم، أو سوء تعبير، 
أو إمعانًا في الأسلوب الأدبي؟ 
اللهم لا يقول ذلك منصِف.
فسيد قطب صاحب أسلوب أدبي راقٍ، قد يُفهم كلامه على غير الوجه المُراد منه، 
وله -رحمه الله- كلامٌ متشابه في بعض المواطن، ومحكم في أخرى؛ 
أفلا ينبغي رد الأول إلى الثاني؟!

# تكفيري:

إتهموه بأنه (مُكَفِّراتي)؛ 

لأنه يستخدم لفظ المجتمع الجاهلي في كتاباته

وغفلوا أو تغافلوا عن حقيقة أن الجاهلية أنواع.
ولقد إطّلعتُ على رسالة للدكتور صالح الفوزان فصَّل فيها القول بأن الجاهلية قد تكون ..
- جاهلية عامة: وهذهإانتفت بمبعث النبي صلَّ الله عليه وسلم. 
- وجاهلية خاصة: تكون في بعض الدول، أو المجتمعات، أو الجماعات، أو حتى بعض الأفراد، 
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: 
“إنك امرؤ فيك جاهلية”.

# يقول الحاكمية قسم من التوحيد:

وعابوا على سيد قطب أنه قد اعتبر الحاكمية من أقسام التوحيد وأصل الدين. 

وإلى هؤلاء أقول: 

أليس من عطَّل حكم الله والعمل بشريعته.. 
كمن عطّل أسماءه وصفاته، وجعل الله سميعًا بلا سمع وبصيرًا بلا بصر؟ 
مالكم كيف تحكمون؟

وحتمًا أنا لست من أهل العلم، لكنْ هذه قضايا واضحة كالشمس في رابعة النهار، 

وعلى من يجد كلامي مخالِفاً لما عليه أهل العلم بالشريعة أن يعترض عليّ.

وأتساءل: كيف لا يكون إفراد الله بالحاكمية والتشريع من أصول الدين؟
أليس ذلك من مقتضيات لا إله إلا الله؟
*وأحمد الله أنني قد وجدت على ما أعتقده دليلًا من كلام المفسرين؛ 

فوجدت في تفسير “أضواء البيان” للعلامة الشنقيطي -رحمه الله- ما يُعضِّد كلامي؛ 

حيث قال في تفسير قوله تعالى من سورة الشورى:

“وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله”: 
فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته.

لقد ركَّز سيد قطب على قضية الحاكمية، لِما رأى من ...

- إضطهاد و إستبداد الحُكّام، 

- ومعاداة الدين، 

- والتكريس للنُظُم الديكتاتورية، والمذاهب الإلحادية والماركسية والعلمانية، 
- والتجرؤ على إلغاء الشريعة؛ 
وأوْلى هذه القضية جُلَّ اهتمامه لصِلتها بالتوحيد والعقيدة.

# ماسونيا:

قالوا عن سيد قطب إنه كان ماسونيًا، 

وإنه أساء الأدب مع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في كتاباته.

جَهِل هؤلاء أن سيد قطب مرّ بأكثر من طور في حياته؛ 

فكانت بدايته أديباً نقّاداً، 

وفي هذه الفترة كان يعتريه ما يعتري كثيرًا من الكُتّاب -الذين يفتقدون إلى منهج إسلامي يضبط كتاباتهم- من الهوس بمنهجية النقد وتعميمه.

وأما بعد عودته من أمريكا وبروز توجُّهاته الإسلامية، 

تراجع سيد قطب عن كثير من آرائه واعتذر عنها، والتي كان منها ..

“العدالة الأجتماعية في الإسلام”، 

ذلك الكتاب الذي أصدر منه طبعة مُنقَّحة.
# إبنته مرتادة خمّارات:

ومن المضحكات المبكيات، أنهم أشاعوا أن إبنة سيد قطب كانت ترتاد (الخمَّارات) والأندية، 

متناسين أن الرجل لم يتزوج طوال حياته ومات وهو على ذلك.

إبن الظِلال:

“عشتُ في ظلال القرآن أرى الوجود 

أكبر بكثير من ظاهره المشهود

أكبر في حقيقته، 
وأكبر في تعدُّد جوانبه”.

“الحياة في ظِلال القرآن نعمة، 

نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، 

نعمة ترفع العمر وتباركه وتُزكّيه“.

هكذا تحدَّث سيد عن كتابه “في ظلال القرآن” 

الذي لم يكتب على غلافه كلمة “تفسير”؛ 

إعترافًا منه بأنه ليس من العلماء، 

وإنما يعتمد على كُتُب التراث في فهم الآيات، 
والتحليق حولها بأسلوب أدبي، 
والربط بينها وبين الواقع.

هو كنز حقيقي لا تخلو منه مكتبة إسلامية، 

حتى لدى مخالفيه ومنتقديه، لا يستطيعون مقاومة هذا الكتاب.

إقرأ ما شئت من كتب التفاسير، 

لكنك ستشعر بعد رحلتك أن الظلال.. يُدخِلك في عُمق الآيات، 

ويجعلك تحيا في ظِلّها.

ولمن لا يعلم، 

فإن الرجل قد كتب أكثر من نصف هذا الكتاب في السجن، 

في فترة تضلّع فيها بالثقافة الإسلامية

وفي تلك الحالة الروحية التي تصنعها الخلوة والعزلة
وبعدما فرغ منه، ونظر فيه؛ وجد أنه لم يعطه حقه، وقام بعمل نسخة محقّقة، 
لكنه لم يكملها؛ حيث حَكَم عليه قضاء عبد الناصر بالإعدام.

ومما يدل على أن سيد قطب تراجع عن كثير مما كتب في أول حياته..

ما قاله المستشار عبد الله العقيل في مجلة المجتمع العدد ١١٢ عام ١٩٧٢: 

“إن سيدًا قد بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي أنه لا يعتمد سوى ستة مؤلفات له فقط، وهي: 

١. هذا الدين، 
٢. المستقبل لهذا الدين، 
٣. الإسلام ومشكلات الحضارة، 
٤. خصائص التصوّر الإسلامي، 
٥. في ظلال القرآن، 
٦. معالِم في الطريق”.

رسالة الشقيق:

وما قاله العقيل يتوافق مع ما ذكره شقيق سيد، المفكر الإسلامي محمد قطب، في رسالة خطيّة إلى من يسأله عن كتابات سيد قطب.

وهذا نص الرسالة:

“الأخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سألتني عن كتاب (العدالة الاجتماعية)..
فأخبرك أن هذا أول كتاب ألّفه بعد أن كانت إهتماماته في السابق مُتَّجِهة إلى الأدب والنقد الأدبي؛ 
وهذا الكتاب لا يُمثِّل فِكره بعد أن نضج تفكيره وصار بحول الله أرسخ قَدَماً في الإسلام.

وهو لم يوصِ بقراءته، 

إنما الكتب التي أوصى بقراءتها قبيل وفاته هي: 

١. الظلال (وبصفة خاصة الأجزاء الاثنا عشرة الأولى المعادة المنقّحة، 

وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب وحرِص على أن يودِعَها فكره كُلَّه)، 
٢. معالم في الطريق (ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة)
٣. هذا الدين
٤. المستقبل لهذا الدين
٥. خصائص التصوّر الإسلامي 
٦. مقومات التصوّر الإسلامي (وهو الكتاب الذي نُشِر بعد وفاته)، 
٧. الإسلام ومشكلات الحضارة.

أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظِلال، ومن بينها (العدالة الأجتماعية).
أما كتاب (لماذا أعدموني) فهو ليس كتابًا؛ إنما هو مَحاضِر التحقيق التي أُجريت معه في السجن الحربي، 

حُذِفت منها الأسئلة التي وجَّهها إليه المُحقِّق وبقيت الأجوبة، 

وقد استخرجها محمد حسنين هيكل من ملفات السجن وباعها لجريدة الشرق الأوسط ..

فنشرتها في جريدة (المسلمون) مجزأة، 
ثم نشرتها في صورة كتاب، 
ولما كنا لم نطَّلِع على أصولها؛ فلا نستطيع أن نَحكُم على مدى صحّتها، 
ومن المؤكد أنهم حذفوا منها ما يختص بالتعذيب (وقد إعتَرَفت الجريدة بذلك)، 
أما الباقي فيُحتمل صدوره عنه ولكن لا يمكن القطع بذلك، 
وفضلًا عن ذلك فهذه التحقيقات كلها كانت تُجري في ظل التعذيب".
******
مات جلاد ابن تيمية وحيدا 
وقضى سجّان ابن حنبلَ آثِما..

ولكُم أن تُقارنوا بين ..

عدد من يلعنون عبدالناصر 

وعدد من يبحثون عن كتُب سيد قطب رحمه الله ..

لا أدري كيف يُتَّهم سيد قطب في عقيدته، وهو الذي أُعدِم من أجلها؟
أتراه لو كان شيخًا ذا لحية طويلة، 

ويجلس يحاضر في المساجد؛ 

أكانت هذه التهم سوف تُرشق في اسمه وسيرته؟ 

أم ستجد التأويل و إلتماس الأعذار، وحسن الظن؟!
وأقتبِس هنا ما قاله الشيخ عبد الرحمن الدوسري حينما سُئل عن سبب استشهاده بِكلام سيد قطب مع أنه حليق لا لحية له، فقال:
“إذا كان الشهيد سيد قطب بلا شعر في لحيته، 

فهو صاحب إحساس وشعور، 

وإيمان ويقين، 

وعزة وكرامة، 
وغيرة على الإسلام والمسلمين، 
قدَّم روحه فداءً لدينه، 
واستشهد في سبيل الله طلبًا لمرضاته، وطمعًا في جنته”.

سلوا أهل الحجاز عن الإمام إبن باز ماذا فعل عند صدور حكم بالإعدام على سيد قطب؟.

لقد بعث برسالة إلى عبد الناصر يخوِّفه بعذاب الله وجزاء من يقتل مؤمنًا متعمداً؛ طالباً منه التراجع عن حكم الإعدام.

سلوا أهل الشام ماذا قال الإمام الألباني عن سيد ؟.

فمع أنه يخالفه في بعض الأمور؛ إلا أنه قال لسائله عن الرجل، ..

إنه كان أديبًا وغيورًا على دينه، 

وأثنى خيراً على فصل له بعنوان ..
“لا إله إلا الله منهج حياة”.

سيد قطب الشامخ:

سيد قطب علمّ أجيالنا كيف يكون الثبات على الحق والصمود في وجه الطغاة، 

هو الذي قال أمام القضاء الشامخ الذي اتهمه بمحاولة قتل عبد الناصر: 

“إن قتل عبد الناصر هدفٌ تافه، 
إننا نهدف لبناء أُمّة لا يخرج فيها مثل عبد الناصر”.

هو الذي قال عندما ساوموه بالحياة مقابل التراجع عن مواقفه: 

“لماذا أسترحم؟ 

إن سُجِنتُ بحقٍ، فأنا أرضى بحُكم الحق، 

وإن سُجِنتُ بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل”.
“إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفاً يُقرّ فيه حكم طاغية”.
وضعوا حبل المشنقة على رقبته، وشدّوه، ..فانقطع وسقط سيد، 

فقال لهم في تلك اللحظات الحرجة: 

"كل جاهليتكم رديئة، 

حتى حبالكم رديئة، 
كل الجاهلية التي أنتم فيها رديئة”.

هو الذي قال للضابط حين سأله عن معنى شهيد: 

“يعني أنه شَهِدَ أن شريعة الله أغلى عليه من حياته” .

لقد إنتشرت كتب سيد قطب وكلماته في الآفاق بعد استشهاده، 

ولاقت القبول في شتى بقاع الأرض، 

وصارت عمدة في المنهج الحركي للدعوات الإصلاحية،

وإني لأحسب الرجل أنه كان من المخلصين في العمل للدين، 

وما من أحد يقرأ كلماته، وخاصة الظلال؛ 

إلا و إشتمّ رائحة الإخلاص والصدق في كلماته.

لا أدعي العِصمة والقداسة لسيد قطب، 

ولا أنكر أنه أخطأ في بعض كتاباته، شأنه كسائر أصحاب الأقلام والدعاة والمصلحين،

لكنْ أن تناصب الرجلَ العداء، 

وتُحمِّل كلامه ما لا يحتمل؛ 

فهذا خلل في منهج النقد والتقويم.

وفي الختام، أرى أني لم أوفّ الرجل حقَّه في الدفاع عنه؛ 

فعذراً سيدي يا ابن الظِلال.








براءة الشهيد سيد قطب من الطعن في الصحابة

 الجمعة 3/يناير/2014 الساعة 3:36:31
براءة الشهيد سيد قطب من الطعن في الصحابة
تعقيباً على «تغريدة» الشيخ مشاري العفاسي
وائل علي البتيري
غرّد الشيخ مشاري العفاسي على "تويتر" قائلاً: "اتهم الاخواني سيد قطب الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه بالكذب والخبث والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم! فكيف لا يتهموني!" اهـ.في تعقيبي على هذه "التغريدة"؛ سأنأى بقلمي عن "شخصنة" الأمور، والتغول في المقدمات التي دفعت الشيخ العفاسي إلى كتابة هذه الكلمات الخليّة من العدل الذي أمرنا الله تعالى أن نلزمه عند القول؛ لأن غايتي في التعقيب هو الدفاع عن الشهيد سيد قطب رحمه الله، الذي تعرض لظلم بعد استشهاده؛ ربما فاق ظلمَ الحكم عليه بالإعدام، ولا يهمّني إسقاط الطرف الآخر.. ويبدو أننا نعيش في زمن كثر فيه الذين يُسقطون أنفسهم بأنفسهم!
أما كلام سيد قطب المشار إليه؛ فهو الوارد في كتابه "كتب وشخصيات"، وهو كتاب قديم، طُبع لأول مرة في عام 1946م، وهي من السنوات الأولى التي شهدت بدايات التوجه "الإسلامي" لسيد قطب رحمه الله.
يقول الأستاذ سيد المولود في عام 1906، في كتابه "العدالة الاجتماعية" (ص203 - الطبعة المنقحة) متحدثاً عن نفسه:
"إن الذي يقول هذا الكلام إنسان عاش يقرأ أربعين سنة كاملة، كان عمله الأول فيها هو القراءة والاطلاع في معظم حقول المعرفة الإنسانية، ما هو من تخصصه، وما هو من هواياته الثقافية.. ثم عاد إلى مصادر عقيدته وتصوره، فإذا هو يجد كل ما قرأه ضئيلاً ضئيلاً إلى جانب ذلك الرصيد الضخم -وما كان يمكن أن يكون الأمر إلا كذلك-، وما هو بنادم على ما قضى فيه أربعين سنة من عمره، وإنما عرف الجاهلية على حقيقتها، وعلى انحرافها، وعلى ضآلتها، وعلى قزامتها، وعلى جعجعتها وانتفاشها، وعلى غرورها وادّعائها كذلك! وعلمَ علْمَ اليقين أنه لا يمكن أن يجمع المسلمُ بين هذين المصدرين في التلقي!".
إذن؛ هو يقرر أنه خلع ثوب "الجاهلية" الذي تدثره عشرات السنين، ليكتسي حُلة لا يمكن أن تلتقي على جسده مع ذلك الثوب القديم، لأنه عرفه على حقيقته، وأدرك بشاعته، وانشرح صدرُه بجمال حلته الجديدة، واطمأن فؤاده إلى ضرورة التزامها. ثم يأتي بعد ذلك من يُحاكمه -ظلماً وزوراً- على ارتدائه الثياب التي تخلى عنها من غير رجعة!!
وما علينا الآن إلا أن نثبت أن هذا الكلام "القاسي" الذي وصف به سيد رحمه الله، معاوية وعمراً رضي الله عنهما، هو جزءٌ من ذلك الثوب المخلوع..
لسيد قطب رحمه الله؛ طبعة منقحة لكتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"؛ وكان قد قال في الطبعة الأولى من هذا الكتاب كلاماً شبيهاً بما نقله الشيخ العفاسي عنه من كتاب "كتب وشخصيات"، قال رحمه الله في "العدالة الاجتماعية -الطبعة القديمة- وهو أول كتاب ألّفه بعد الالتزام:
".. وجاء معاوية، تُعاونه العصبة التي على شاكلته، وعلى رأسها عمرو بن العاص، قومٌ تجمعهم المطامع والمآرب، وتدفعهم المطامح والرغائب، ولا يُمسكهم خلُقٌ ولا دينٌ ولا ضمير".
إننا إذا استعرضنا الطبعة التي نقحها سيد قطب من هذا الكتاب؛ فإننا لن نجد أثراً لهذا الكلام، وهذا أحد الأدلة الظاهرة على تراجعه، رحمه الله.
وإليك دليلاً آخر يخبرنا عنه أحد تلاميذ سيد قطب، وهو الأستاذ يوسف العظم رحمه الله، حيث قال في كتابه "رائد الفكر الإسلامي المعاصر الشهيد سيد قطب" (ص317) تحت عنوان "توهم البعض أن الشهيد قد تبرأ من جميع كتبه ما عدا (الظلال) و(المعالم)":
"توهمَ البعضُ أن الشهيد قد أعلن كتابةً وحديثاً فيما كان يتمّ بينه وبين أصدقائه وإخوانه من لقاءات؛ أنه يتبرأ من كل ما كتب من عطاء، وما قدم من كتب؛ باستثناء كتابيه (في ظلال القرآن) و(معالم في الطريق)...
وأحسب أن الوهم الذي أشرتُ إليه جاء من مصدرين:
الأول: من حديث الشهيد عن بعض كتبه السابقة، كقصة أشواق، وقصة المدينة المحسورة، ونقد مستقبل الثقافة في مصر، وكتب وشخصيات، وهي كتب المرحلة الزمنية الأدبية في حياة الشهيد، إذ بيّن أكثر من مرة لمن حوله من المتصلين به والمقربين إليه؛ أنها كتب مرحلة معيّنة أورد فيها الشهيد بعض الآراء والأفكار مما لم يعُدْ يؤمن به أو يراه، أو أن ما استقر عليه الشهيد من رأي وفكر قد تجاوزها وتخطاها إلى منطلق جديد، وطريق أكثر استقامة وأرحب ميداناً..".
إن حُسن الظن بالشهيد سيد رحمه الله؛ مع ما مضى؛ يكفي لرد الفرية التي تلقفها الشيخ العفاسي ونشرها على "تويتره"، لكن "هواة التجريح" يرفضون اللجوء إلى حسن الظن في هذه الحالات، إذ يحصرون ممارسة هذه العبادة بمن هم على شاكلتهم، فإليهم نسوق المزيد، لعل الله يهديهم..
بيّن سيد قطب رحمه الله في "الظلال" (4: 2192-2193) ما وصفه بالأثر القوي الذي تركه القرآن والسنة في نفس معاوية، وتقيّده بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
"ولقد ترك القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين أثراً قوياً، وطابعاً عاماً في هذه الناحية، ظل هو طابع التعامل الإسلامي الفردي والدولي المتميز.. رُوي أنه كان بين معاوية بن أبي سفيان وملك الروم أمد، فسار إليهم في آخر الأجل، حتى إذا انقضى وهو قريب من بلادهم؛ أغار عليهم وهم غازون لا يشعرون، فقال له عمرو بن عبسة: الله أكبر يا معاوية، وفاء لا غدر.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان بينه وبين قوم أجل؛ فلا يحلنّ عقده حتى ينقضي أمدُها)، فرجع معاوية بالجيش".
وقال -رحمه الله- في "الظلال" (6: 3346) مقرراً أن معاوية التزم النظام العملي للمجتمع الإسلامي:
"وقال سفيان الثوري: عن راشد بن سعد، عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم)، فقال أبو الدرداء رضي الله عنه كلمة سمعها معاوية رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها..
فهكذا أخذ النص طريقه في النظام العملي للمجتمع الإسلامي، ولم يعد مجرد تهذيب للضمير وتنظيف للقلب، بل صار سياجاً حول حرمات الناس وحقوقهم وحرياتهم، فلا تمس من قريب أو بعيد، تحت أي ذريعة أو ستار".
أما عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ فقد وصفه الشهيد سيد قطب بأنه عاش في إطار العقيدة، قال في "مقومات التصور الإسلامي" (ص368 - 369):
".. هنالك نجد أبا بكر وعمر، ونجد أبا ذر وعمرو بن العاص، ونجد خالد بن الوليد وجليبيب.. وكلّها وعشرات أمثالها من الطبائع والنماذج المتقابلة، عاشت في إطار هذه العقيدة، وفي إطار هذا المجتمع، متعاونةً ذلك التعاون الفريد المجيد".
ومع ما مضى؛ فليس من التجرد ودواعي البحث العلمي؛ أن نخفي أن الأوصاف التي وجهها سيد قطب سابقاً إلى معاوية وعمْرٍ رضي الله عنهما، واردة منجمةً في الروايات التاريخية عندنا معشر أهل السنة، وهي لا شك بحاجة إلى دراسة وتمحيص، ولو كان المقام يتسع لذكرها لأوردناها، إلا أن لذلك موضعاً آخر.. والله المستعان!
وكذلك؛ فإن كثيراً من العلماء -المتقدمين والمتأخرين- يذمّون معاوية وعَمْراً رضي الله عنهما، وذلك لقتالهما علياً رضي الله عنه وغير ذلك من الأمور، فلماذا التركيز على سيد قطب رحمه الله، ولومه فيما تراجع عنه؟!
خلاصة موقف سيد من الصحابة
مر سيد قطب في موقفه من بعض الصحابة رضوان الله عليهم بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة ما قبل التوجه "الإسلامي"، حيث كان سيد قطب متأثراً بأفكار كل من طه حسين وعباس محمود العقاد، وكلاهما -خاصة طه حسين- كانت له مواقف سلبية تجاه الصحابة، وصلت حد السب والشتم والطعن، فوقع من سيد في هذه المرحلة كلمات قاسية في حق كل من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، وذلك في كتابه "كتب وشخصيات"، وهو عبارة عن مقالات أدبية نقدية، نشرها الشهيد في عدة مجلات ما بين عامي 1942 و1946م (انظر "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" ص531 للدكتور صلاح الخالدي).
الثانية: مرحلة بداية توجهه "الإسلامي"، وفي هذه المرحلة ألّف أول كتاب له في الفكر الإسلامي، وهو "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وذلك في عام 1948م، وفي هذا الكتاب يظهر أن سيداً ما زال متأثراً -شيئاً ما- بأفكار طه حسين والعقاد، لذا فقد صدرت منه عبارات شديدة في حق عدد من الصحابة، منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتصدى للرد عليه الأستاذ محمود شاكر رحمه الله، وبيّن سيد قطب -عام 1952- في تعليقه على مقالة لشاكر؛ أنه لا يقصد الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما غايته الدفاع عن الإسلام مما نُسب إليه في كتب التاريخ والسير.
الثالثة: مرحلة استقلاله في دراسة التاريخ، وفي هذه المرحلة أصدر طبعة منقحة من كتاب "العدالة الاجتماعية" وهي الطبعة السادسة التي أصدرتها دار "إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وحذف منها الشهيد ما انتقده عليه الأستاذ محمود شاكر، وعدّل كثيراً من العبارات، وأضاف أموراً أخرى، تبين استقرار موقفه من الصحابة على جادة العدل والإنصاف، وظهر ذلك جلياً في "الظلال" و"هذا الدين"، حيث أثنى ثناءً طيباً على عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، وكذا كال المديح لأصحاب رسول الله في الجملة، وفعل ذلك في كتابه "معالم في الطريق"، حيث وصف الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم "جيل قرآني فريد"، وقال تحت هذا العنوان (ص14):
"لقد خرّجت هذه الدعوة جيلاً من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم -، جيلاً مميزاً في تاريخ الإسلام كله، وفي تاريخ البشرية جميعه، ثم لم تعُد تخرج هذا الطراز مرةً أخرى".
مما سبق؛ نتيقن أن الذي خلص إليه الشهيد سيد قطب رحمه الله؛ هو الثناء على الصحابة رضي الله عنهم، وأن ما نسبه الشيخ العفاسي لسيد إنما هو كلام قديم تراجع عنه، وتبرأ منه، واستقر على خلافه، والله تعالى أعلم.

قصيدة /سيد قطب رحمه الله