الاثنين، 26 يوليو 2021

هل الرجولة في خطر!!!

▪️

تخطط الصين حاليا وبإهتمام كبير لإضافة مادة عن (الرجولة) في المناهج الدراسية الأولى .. حيث لاحظ المسؤولون أن فتيان هذا الجيل أصبحوا ناعمين و(أنثويين وحساسين أكثر من اللازم) .
▪️هذا الطرح الجديد ..أو هذه الخطة الجديدة أثارت نقاشا حاداً حول ماهية الأدوار والوظائف الجديدة للجنسين .. حيث وضحت الحكومة الصينية عن طريق المستشار الصيني سي زيفو : (إن ربات البيوت والمعلمات أفسدن الصبية الصينيين في المدارس) .. وقال أيضا : ( أن الأولاد سيصبحون قريباً (حساسين و خجولين وربما شاذين) .. ما لم يتم إتخاذ إجراءات جادة وسريعة لمعالجة هذه القضية الإجتماعية الخطيرة .
▪️بل أكد الرجل أن هذا الأمر بالنسبة للصين يعتبر (أمنا قوميا) ومحذراً من أن (تأنيث) الأولاد الصينيين (يهدد بقاء الصين وتنميتها) المستقبلية.
▪️كان في السابق ينظر لفترة التجنيد العسكري للصينيين كإحدى الحلول الممنهجة لعودة الخشونه والرجولة للشباب الصيني .. ولكن بحسب تقارير خاصة أفادت أن الوقت حينها يكون قد تأخر كثيرا (ولم يعد التصحيح والتعديل ممكنا) لذلك صدر قرار وزارة التعليم الصينية بإعداد خطط (لتنمية الرجولة) لدى الأولاد من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية .
▪️تتضمن المبادرة زيادة توظيف الرجال كمعلمين في الصفوف الدراسية و كذلك كمدربين في الصالات الرياضية .. وتشجيع الطلاب على ممارسة الرياضات الجماعية العضلية الخشنه والبعد عن الألعاب الالكترونية .. مع دعم البحث في قضايا مثل مدى تأثير ظاهرة مشاهير الإنترنت الشواذ على قيم المراهقين .
▪️تأتي هذه الخطة في أعقاب تحذير واسع من الباحثين في الصين .. من أن الأمة الصينية تعاني من أزمة رجولة وأزمة وطنية .
▪️(الرجولة في خطر) هذا هو خلاصة الكتاب الذي أصدره الطبيب الفرنسي أنتوني كلير .. منوهاوالى أن الحياة المعاصرة في الدول المتقدمة أفقدت الرجال خصائصهم الجسدية والنفسية والأخلاقية أيضا ..
وأن الرجل البسيط في الغابة أو الصحراء هو أكثر رجولة من ملوك المال والصناعة والتجار والموظفين الجالسين وراء مكاتبهم .
▪️ويري الكثيرون أن صورة الرجل لتتشابه تماما مع صورة المرأة إلى حد (خطير) .. فبات نجوم الغرب الذين لا يحملون القيم .. هم القدوة والمثل وصناع الموضة والشهرة ويظهرون في صورهم بالأقراط في آذانهم ويعتمرون (الباروكات) ويعلنون وهم في كامل مكياجاتهم عن زواجهم بمثليين .
▪️ بعض الباحثين من ثقافات شتى يدقون ناقوس الخطر وينبهون إلى أزمة الرجولة في العالم بسبب زيادة الإختلاط وغياب الفاصل النوعي .. حيث أصبحت أكثر المدارس تقوم بالتدريس فيها النساء .. وهو ما يرجعه كثير من الباحثين إلى الثورة النسوية في ضوء الحملات المناهضة للتحرش .. والمطالبة بمساواة الجنسين في الحقوق والواجبات والدعوة الى (تمكين المرأة) .
▪️إنقلبت الصورة رأسا على عقب .. فبعد أن كانت الأنثى تقلد الرجل ملبسا وحلاقة .. فقد تغير الحال واصبح الشاب يقلد الأنثى ويزداد رقة وإنكسار .
▪️هذا هو الأمر الذي إنعكس سلبا على المجتمعات من خلال ضياع دور الرجل في المجتمع وضاعت المسؤولية الأبوية في المنزل .
▪️ صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية والباحثة أوليفيا غاوزالي .. عبروا عن أسفهم و (شفقتهم على هؤلاء الرجال الذين أجبروا على الإعتذار عن كونهم رجالا) أما الفيلسوف الفرنسي فرانسوا أوشي .. فعلق قائلا : لا يمكن أن نظل غير مبالين بالتغيير ( الأنثروبولوجي) الذي يتم أمام أعيننا في عالم لم يعد يبرز فيه ما يدل على أي فوارق بين الجنسين .
▪️ظل العالم مؤخرا يركز بشكل طبيعي على تمكين المرأة على جميع المستويات .. لكن كيف يتم هذا التمكين بحيث لا تؤثر هذه (الثورة الأنثوية) على الجنس الآخر ؟ .
▪️ طرحت الكاتبة الفرنسية لاتيتا بونار في كتابها (هل عفا الزمن على الرجال؟) .. و الذي حزدوى تشخصا واقعيا يؤكد فيه تراجع ترتيب الرجال .. مستعينة بالعديد من الدراسات .. فالمرأة إستفادت كثيرا من التكنولوجيا في سد حاجتها عن الرجل .. بفضل التخصيب الصناعي وغيرها من الأمور .. في الوقت الذي لم تعد فيه القوة البدنية للرجال ذات فائدة إجتماعية .
▪️تتهكم الكاتبة الفرنسية وتقول : (أعتقد أننا نطلب المستحيل من الرجال .. حيث نطلب منهم أن يكونوا أقوياء وضعفاء في نفس الوقت وقساة ومتفهمين .. و شديدين في الخارج .. ولطفاء ورومانسيين بالمنزل .. لذلك أصبح الكثير من الرجال يميلون إلى الفرار من الواقع .. تاركين مسؤولية إدارة العالم للنساء .. فيزاد الطلاق وزاد كذلك العزوف عن الزواج وكثر العزاب من الرجال والنساء .. وبايدينا خربنا (فطرة الله في خلقة) بأفكار شاذة .. وقوانين مشجعه على ذلك .. وفقد الرجل (دوره) وأصبح يتعامل بالمثل .. فخرج لنا افكارا مثلية .. ليتزوج الرجل من رجل للحصول على (بديل إنتقامي) من المرأة .
🔹قديما كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية .. لتعلموا الشجاعة والفصاحة والفروسية وقوة التحمل .. ويؤكدون إلتزامهم بالأخلاق والعادات والتقاليد وتكون أجسادهم صحية في جو نقي بعيدًا عن المدن وملوثاتها وضجيجها وثقافتها .
🔹 الآن نسأل كيف أن الكثير من الأبناء كانوا يذهبون سابقا مع آبائهم إلى الى الحقول وأماكن الكد وتعلم حياة وتراث أهلهم وأجدادهم .. ولكن بسبب القوانين الجديدة والإشتراطات الكثيرة التي تسببت في نفور الشباب وبعدهم عن ممارسة هوايات وأعمال أجدادهم حدث نوع من العزوف والإنكفاء على الذات ليصبحوا فريسة سهلة للأفكار الخارجية الهدامة ..
🔹حينما تشاهد بعض الشباب في المولات والكافيهات والمطاعم والصالات .. وتري تسابقهم على الصالونات وعيادات التجميل .. فلا تسأل كيف تقلصت الرجولة وأصبحت صورة من الماضي .
🔹أصبحت الشجاعة والمروءة والشدة في البأس للقراءة والإطلاع فقط .. ومجرد صور مرسومة في طيّات الكتب المدرسية أو قد تشاهدها في أفلام تاريخية ..
🔹ترى هل إنقضى زمن ( الشوارب والخشونة والعين الحمراء) والتي ظلت عناوين للرجوله ؟
🔹 لا تعجب فنحن أيضا دون أن نشعر نكرس لهذه المفاهيم في ظل الحرية المطلقة وعدم الرقابة .. فندعم ثم نتباكى .
(صلاح محمد عبد الدائم - شكوكو)

حكم ما يسمى الاغتصاب الزوجي !

 



💥حكم ما يسمى الاغتصاب الزوجي !
السؤال: شيخنا ظهر مؤخرا في مصر وانتشر في بعض الدول العربية مصطلح جديد يطلق عليه [ الاغتصاب الزوجي] ، فما هو؟ وما حكم الشرع فيه ؟ افيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعـد: 
👈فان مصطلح الاغتصاب الزوجي غربي وغير اسلامي، ويعرِّفونه : بانه الجماع الذي يتم بدون موافقة أحد الزوجين، وإن نقص الموافقة كافي ليتم اعتباره اغتصاب حتى لو لم يتم استخدام العنف، يُعتبر الاغتصاب الزوجي شكلاً من أشكال العنف المنزلي والاعتداء الجنسي، على حد زعمهم.
وقد جعل الله تعالى العلاقة الزوجية في الشريعة الاسلامية قائمة على المودة والعطف والسَّكِيْنة والرحمة بين كِلا الزوجين ليسكن كل منهما للآخر، ولتكون أواصر المحبة والرحمة والعطف بينهما قائمة ومتينة، قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَ‌حْمَةً  إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُ‌ونَ } [الروم :21].
 وكذلك قد امر تعالى الزوجين بحسن المعاشرة والصحبة والمعاملة، فقال: { وعاشروهن بالمعروف}. [النساء:19] . وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في سنن ابن ماجه : ((خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ)).
👈ومن حسن المعاشرة أن يكون اتصال الزوجين بينهما بالتراضي والاقناع وعدم الاكراه، فليس من المعاشرة بالمعروف أن يكرهها على حاجته إذا كانت لا تستطيع ذلك لسبب ما، فلا يجبرها على الجماع بالقوة، بل عليه أن يعظها ويخوفَها بالله تعالى، ويتوددَ لها بالكلمة الطيبة والمعاملةِ الحسنة، ولا يقع عليها كما تقع البيهمة وليكن بينهما مقدمات، وليس للزوجة أن تمنع نفسها من زوجها ، بل يجب عليها أن تلبي طلبه كلما دعاها ما لم يضرها أو يشغلها عن واجب او يكون لها سبب شرعي .
👈فمن حقوق الزوج على زوجته أن لا تمنعه حقَّه من الاستمتاع بها إلا فيما حرّم الشرع كالجماع في أيام الحيض أو النفاس او موضع الدبر كما هو معلوم في الشريعة، فلا يجوز للزوجة أن تصدَّ زوجها عن الاستمتاع بها وترفض رغبته في مقاربتها، فإن لم تستجب لزوجها في الاستمتاع بها بغير عذر شرعي فهي آثمة وتبات تلعنها الملائكة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ)). وقوله في صحيح مسلم : ((والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا، فَتَأْبَى عَلَيْهِ، إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا)). 
 👈وهذا لو امتنعت الزوجة عن الجماع بدون سبب مقبول، أما لو كان هناك سبب شرعي فامتناعها حينئذ يكون مقبولا، لأن الوعيد في الحديث ليس على إطلاقه كما يتوهم بعضهم، بل هو مخصوص بمن لا عذر لها في ذلك. 
وقال ايضا -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح في سنن الترمذي: ((إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ)).
وأخرج الامام أحمد والحاكم في المستدرك وصححه عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله عنه- ان رسول الله –صلى الله عليه وسلم-  قال: ((..وَلَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا كُلَّهُ، حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا عَلَيْهَا كُلَّهُ، حَتَّى لَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ لَأَعْطَتْهُ إِيَّاهُ)) القتب ما يوضع على ظهر البعير.
وروى ابن حبان في صحيحه واحمد في مسنده عن عبد الرحمن بِن عوف-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صلت المرأة خَمْسَها، وصامَت شهرها، وحَفظت فرجها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخلي الجنةَ من أيّ أبواب الجنة شئت)). اطاعته في المعرف فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
قال الامام ابن عابدين –رحمه الله تعالى- في حاشيته على الدر المختار[3/4] : (من أحكام النكاح حل استمتاع كل منهما بالآخر، نعم له وطؤها جبرا إذا امتنعت بلا مانع شرعي).
وقال الامام ابو اسحق الشيرازي –رحمه الله تعالى- في المهذب في فقه الامام الشافعي [2/482 ]: (وتجب على المرأة معاشرة الزوج بالمعروف، من كف الأذى كما يجب عليه معاشرتها، ويجب عليها بذل ما يجب له من غير مطل).
وقال الامام منصور البهوتي الحنبلي- رحمه الله تعالى- في كشاف القناع عن متن الاقناع [5/188]: (وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت إذا كان  الاستمتاع  في القُبُل ...ما لم يضرها أو يشغلها عن الفرائض).
👍والخلاصة: 
لا وجود في الشرع لما يسمى بالاغتصاب الزوجي فهو اصطلاح مبتدع ، وقد اتفق الفقهاء على حرمة امتناع المرأة عن فراش زوجها بلا عذر ، وان الواجب على المرأة طاعة زوجها إذا دعاها للفراش، ولا يجوز لها الامتناع إلا لعذر كمرض، أو حيض، أو صوم واجب، أو ضرر يلحقها من الجماع بسبب تعب جسدي نتيجة عمل البيت وتربية الاولاد، فلا يجوز له عندئذ ٍأن يكرهها عليه بالقوة؛ لما في ذلك من الإضرار بها، وفي الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما وصححه الالباني : ((لا ضرر ولا ضرار)). 
 فالأصل في علاقة الزوجين التفاهم والتراحم والتودد ، لا العنف والاكراه والتعنت، و لكن على الزوج أن يراعي حال زوجته ، ولا يطلب منها المعاشرة في أوقات ضيقها ونفورها، وعليه أن يصبر عليها في ذلك كله ويتودد لها حتى يتم اللقاء بينهما بأحسن حال . والله تعالى اعلم    
✍د. ضياء الدين عبدالله الصالح