السبت، 5 يونيو 2021

هل هناك فرق بين مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ؟!

 سؤال مهم:

هل هناك فرق بين مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ؟!
نعم بينهما فرق :
بينه العلامة ابن القيم رحمه الله بيانا شافيا فقال في شرح منازل السائرين:
[فَصْلٌ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ تَكْفِيرِ السَّيِّئَاتِ وَمَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ]
وَقَدْ جَاءَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُمَا مُقْتَرِنَيْنِ، وَذِكْرُ كُلًّا مِنْهُمَا مُنْفَرِدًا عَنِ الْآخَرِ،
فَالْمُقْتَرِنَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى حَاكِيًا عَنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: 193] ،
وَالْمُنْفَرِدُ كَقَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2]
وَقَوْلِهِ فِي الْمَغْفِرَةِ: {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: 15] وَكَقَوْلِهِ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} [آل عمران: 147]. وَنَظَائِرِهِ.
فَهَا هُنَا أَرْبَعَةُ أُمُورٍ: ذُنُوبٌ، وَسَيِّئَاتٌ، وَمَغْفِرَةٌ، وَتَكْفِيرٌ.
فَالذُّنُوبُ: الْمُرَادُ بِهَا الْكَبَائِرُ، وَالْمُرَادُ بِالسَّيِّئَاتِ: الصَّغَائِرُ، وَهِيَ مَا تَعْمَلُ فِيهِ الْكَفَّارَةُ، مِنَ الْخَطَأِ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُ، وَلِهَذَا جُعِلَ لَهَا التَّكْفِيرُ، وَمِنْهُ أُخِذَتِ الْكَفَّارَةُ، وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا سُلْطَانٌ وَلَا عَمَلٌ فِي الْكَبَائِرِ فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ، فَلَا تَعْمَلُ فِي قَتْلِ الْعَمْدِ، وَلَا فِي الْيَمِينِ الْغَمُوسِ فِي ظَاهِرِ مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَأَبِي حَنِيفَةَ.
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ السَّيِّئَاتِ هِيَ الصَّغَائِرُ وَالتَّكْفِيرِ لَهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. [النساء: 31]. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» .
وَلَفْظُ الْمَغْفِرَةِ أَكْمَلُ مِنْ لَفْظِ التَّكْفِيرِ وَلِهَذَا كَانَ مِنَ الْكَبَائِرِ، وَالتَّكْفِيرُ مَعَ الصَّغَائِرِ، فَإِنَّ لَفْظَ الْمَغْفِرَةِ يَتَضَمَّنُ الْوِقَايَةَ وَالْحِفْظَ، وَلَفْظَ التَّكْفِيرِ يَتَضَمَّنُ السَّتْرَ وَالْإِزَالَةَ، وَعِنْدَ الْإِفْرَادِ يَدْخُلُ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي الْآخَرِ كَمَا تَقَدَّمَ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} [محمد: 2]. يَتَنَاوَلُ صَغَائِرَهَا وَكَبَائِرَهَا، وَمَحْوَهَا وَوِقَايَةَ شَرِّهَا، بَلِ التَّكْفِيرُ الْمُفْرَدُ يَتَنَاوَلُ أَسْوَأَ الْأَعْمَالِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا} [الزمر: 35] . انتهى.
وحاصله أن السيئات والذنوب لفظان إذا اجتمعا في اللفظ افترقا في المعنى، واختص لفظ الذنوب بالكبائر والسيئات بالصغائر، وإذا افترقا اجتمعا فدخل كل منهما في الآخر.

الفرق بين التهجُّد وقيام الليل :

 

الفرق بين التهجُّد وقيام الليل :

الفرق بينهما، هو أنّ التهجُّد يكون بعد النوم ليلاً ولو لفترة، ثمّ الاستيقاظ للصّلاة فقط دون غيرها من العبادات، أمّا قيام الليل فيكون بالصّلاة، والذِّكر، والدُّعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أيّ ساعة من ساعات الليل، وعليه فإنّ التهجُّد نوع من قيام الليل، يكون بالنّوم ثمّ الاستيقاظ لأداء الصّلاة،
وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: (يحسَبُ أحَدُكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ، إنَّما التهجُّدُ المرءُ يصلِّي الصلاةَ بعد رقدةٍ، ثمّ الصّلاة بعد رقدةٍ، وتلك كانت صلاةَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له).
- وقت صلاة التهجّد وحُكمها من المسائل المهمّة التي تتعلق بصلاة التَّهجد وقتها، وحكمها، وفيما يأتي بيان ذلك:
- وقت صلاة التهجُّد:
يبدأ وقت صلاة التهجُّد بعد الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمرّ وقتها إلى آخر الليل، فيكون الليل كلّه من بعد العشاء إلى الفجر وقتاً للتهجُّد، إلا إنَّ أفضل وقت لصلاة التهجُّد هو آخر الليل أو ما قارب الفجر ودخل في الثلث الأخير من الليل؛ حيث ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أنّه قال: (من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ)، فيدلُّ هذا الحديث على أنَّ أفضل صلاة الليل هي ما كانت في آخر الليل، مع جواز التهجُّد أوّلَ الليل لمن خشِي أن ينام فيفوته فضلها، وعنه أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (ينزلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ إلى السَّماءِ الدنيا، فيقولُ: من يدعُوني فأستجيبَ لهُ؟ من يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر لهُ؟ مَنْ يسألُني فأُعطيَهُ؟).
وفرَّق بعضهم بين صلاة التهجُّد وقيام الليل والتراويح فقال :
قيام الليل هو قضاء الليل كلّه، أو جزء منه بأداء عملٍ صالح، ويشمل ذلك الصلاة، وذِكر الله -تعالى-، وقراءة القرآن، ونحوها من العبادات، ولا يُشترَط أن يكون ذلك طوال فترة الليل، فقيام ساعة يُعَدّ قياماً لليل،
وقيام الليل يعني: صلاة التطوُّع من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، أمّا التهجُّد فيختصّ بالصلاة فقط، وقد حصره بعض العلماء بالقيام للصلاة بعد النوم،
وقال أكثر الفقهاء أنّ التهجُّد يكون بصلاة الليل مُطلَقاً؛ سواءً قبل النوم، أو بعده، فيظهر من ذلك أنّ قيام الليل يشمل التهجُّد؛ إذ يدخل فيه معنى الصلاة قبل النوم، أو بعده، ويشمل عبادات أخرى


هل سيرجع الناس إلى الأسلحة القديمة في آخر الزمان ؟

 هل سيرجع الناس إلى الأسلحة القديمة في آخر الزمان ؟


اختلف العلماء في مسألة القتال في آخر الزمان هل ستكون الأسلحة المستعملة فيها هي السيوف والرماح على الحقيقة ، وهل ستكون الآلات المركوبة هي الخيول والإبل على الحقيقة ، أو أن هذا من قبيل مخاطبة الصحابة بما يعرفونه في زمانهم مما سيأتي بديله في الزمان المناسب له ؟
قولان لأهل العلم ، والذي عليه الأكثر من علمائنا المعاصرين أن هذه الحضارة التي نراها الآن وما فيها من آلات وأسلحة ستزول كلها ، وأن الحروب ستعود على الخيول وأن الأسلحة التي ستستعمل فيها هي الرماح والسيوف ، وأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هو على ظاهره وحقيقته ، وهو قول الشيخ عبد المحسن العبَّاد والشيخ عمر الأشقر رحمه الله ، وآخرين غيرهما .
ومن الأدلة التي يدل ظاهرها على هذا القول :
1. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ - أَوْ بِدَابِقَ - فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) . رواه مسلم ( 2897 ) .
الأعماق ودابق : موضعان بالشام .
وفي الحديث ذكر استعمال السيوف والحراب في القتال وذلك في آخر الزمان .
2. وعن ابن مسعود رضي الله عنه – في حديث عن زمان الدجال – قال : فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ أنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ) أَوْ ( مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ) . رواه مسلم ( 2899 ) .
3. عن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ ) رواه الترمذي ( 2240 ) وابن ماجه ( 4076 ) .
( قِسي ) جمع قوس ، ( نشابهم ) هي السهام ، ( أترستهم ) جمع ترس .
قال الشيخ عمر سليمان الأشقر – حفظه الله – بعد أن ساق طائفة من الأحاديث في المسألة - : " وهذه الأحاديث وأحاديث مشابهة كثيرة تدل على أن هذه الحضارة الهائلة التي اخترعت هذه القوة الهائلة من القنابل والصواريخ ستتلاشى وتزول ، وأغلب الظن أنها ستدمر نفسها بنفسها ، وأن البشرية ستعود مرة أخرى إلى القتال على الخيول واستعمال الرماح والقسي ونحو ذلك ، والله أعلم " . انتهى من " القيامة الصغرى " ( ص 275 ) .

حكم التلقيح الصناعي خارج الرحم ؟؟..! بشروط وضوابط شرعية!

 الحمد لله رب العالمين،


والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد:
أحبتي في الله :
أجازت المجامع الفقهية
التلقيح الصناعي خارج الرحم بشروط وضوابط شرعية
سوف يتم ذكرها إن شاء الله.
1- قرار المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي :
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد من 8 إلى 13 صفر 1407 هـ ، 11 إلى 16 أكتوبر 1986 .
بعد استعراضه لموضوع التلقيح الصناعي " أطفال الأنابيب " ، وذلك بالاطلاع على البحوث المقدمة ، والاستماع لشرح الخبراء والأطباء ، وبعد التداول تبين للمجلس:
"أن طرق التلقيح الصناعي المعروفة في هذه الأيام هي سبع:
الأولى: أن يجرى تلقيح بين نطفة مأخوذة من زوج وبييضة مأخوذة من امرأة ليست زوجته ثم تزرع اللقيحة في رحم زوجته .
الثانية : أن يجرى التلقيح بين نطفة رجل غير الزوج وبييضة الزوجة ثم تزرع تلك اللقيحة في رحم الزوجة .
الثالثة: أن يجرى تلقيح خارجي بين بذرتي زوجين ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة متطوعة بحملها .
الرابعة: أن يجرى تلقيح خارجي بين بذرتي رجل أجنبي وبييضة امرأة أجنبية وتزرع اللقيحة في رحم الزوجة .
الخامسة: أن يجرى تلقيح خارجي بين بذرتي زوجين ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة الأخرى .
السادسة: أن تؤخذ نطفة من زوج وبييضة من زوجته ويتم التلقيح خارجيا ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة .
السابعة: أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحا داخليّاً .
وقرر:
أن الطرق الخمسة الأول كلها محرمة شرعا وممنوعة منعا باتا لذاتها ، أو لما يترتب عليها من اختلاط الأنساب ، وضياع الأمومة ، وغير ذلك من المحاذير الشرعية .
أما الطريقان السادس والسابع فقد رأى مجلس المجمع أنه لا حرج من اللجوء إليهما عند الحاجة مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة " انتهى .
" مجلة المجمع " (3/1/423) .
2 ـ قرار المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي:
"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الثامنة المنعقدة بمقر رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في الفترة من يوم السبت 28 ربيع الآخر 1405 هـ إلى يوم الاثنين 7 جمادى الأولى 1405 هـ الموافق 19 – 28 يناير 1985 م قد نظر في الملاحظات التي أبداها بعض أعضائه حول ما أجازه المجمع في الفقرة الرابعة من البند الثاني في القرار الخامس المتعلق بالتلقيح الصناعي وطفل الأنابيب الصادر في الدورة السابعة المنعقدة في الفترة ما بين 11 – 16 ربيع الآخر 1404 هـ ونصها :
" إن الأسلوب السابع الذي تؤخذ فيه النطفة والبويضة من زوجين وبعد تلقيحهما في وعاء الاختبار تزرع اللقيحة في رحم الزوجة الأخرى للزوج نفسه ، حيث تتطوع بمحض اختيارها بهذا الحمل عن ضرتها المنزوعة الرحم : يظهر لمجلس المجمع أنه جائز عند الحاجة وبالشروط العامة المذكورة " .
وملخص الملاحظات عليها :
" إن الزوجة الأخرى التي زرعت فيها لقيحة بويضة الزوجة الأولى قد تحمل ثانية قبل انسداد رحمها على حمل اللقيحة من معاشرة الزوج لها في فترة متقاربة مع زرع اللقيحة ثم تلد توأمين ولا يعلم ولد اللقيحة من ولد معاشرة الزوج ، كما لا تعلم أم ولد اللقيحة التي أخذت منها البويضة من أم ولد معاشرة الزوج ، كما قد تموت علقة أو مضغة أحد الحملين ولا تسقط إلا مع ولادة الحمل الآخر الذي لا يعلم أيضًا أهو ولد اللقيحة أم حمل معاشرة ولد الزوج ، ويوجب ذلك من اختلاط الأنساب لجهة الأم الحقيقية لكل من الحملين والتباس ما يترتب على ذلك من أحكام ، وإن ذلك كله يوجب توقف المجمع عن الحكم في الحالة المذكورة " .
كما استمع المجلس إلى الآراء التي أدلى بها أطباء الحمل والولادة الحاضرين في المجلس والمؤيدة لاحتمال وقوع الحمل الثاني من معاشرة الزوج في حاملة اللقيحة واختلاط الأنساب على النحو المذكور في الملاحظات المشار إليها .
وبعد مناقشة الموضوع وتبادل الآراء فيه قرر المجلس : سحب حالة الجواز الثالثة المذكورة في الأسلوب السابع المشار إليها من قرار المجمع الصادر في هذا الشأن في الدورة السابعة عام 1404 هـ " انتهى .
"قرارات المجمع الفقهي" (ص159-161) .

رؤية الإنسان لربه في المنام :

 رؤية الإنسان لربه في المنام :


- حيث ورد أن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ رأى ربه 99 مرة، فقال: لو رأيت الله في المرة الــ 100 لسألته عن أفضل عمل يُقرّب منه، فأكرمه الله، فرأى ربه، فقال يا رب: ما أفضل عمل يتقرب إليك عبره المتقربون، فقال رب العزة : قرآن يقرأ ، فقال أحمد : بفهم أو بغير فهم ، فقال الله تعالى : بفهم وبغير فهم ..
قال فيها (رؤية الإنسان لربه) شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه ، فإذا كان إيمانه صحيحا لم يَره إلا في صورة حسنة ، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يُشبِه إيمانه ، ورؤيا المنام لها حُكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة ، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق.
وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة أيضا من الرؤيا نظير ما يحل للنائم في المنام فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم ، وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه ، فهذا كله يقع في الدنيا
وربما غلب أحدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه فيظن أنه رأى ذلك بعيني رأسه حتى يستيقظ فيعلم أنه منام ، وربما علم في المنام أنه منام .
فهكذا من العباد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بحواسه فيظنها رؤية بعينه ، وهو غالط في ذلك ، وكل من قال من العُبّاد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعيني رأسه ، فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان .
نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة ، وهي أيضا للناس في عرصات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النبي حيث قال : إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب ...
وهذه الأحاديث وغيرها في الصحاح ، وقد تلقاها السلف والأئمة بالقبول ، واتفق عليها أهل السنة والجماعة ، وإنما يُكذِّب بها أو يُحرّفها الجهمية ومن تبعهم من المعتزلة والرافضة ونحوهم الذين يكذبون بصفات الله تعالى وبرؤيته وغير ذلك ، وهم المعطلة شرار الخلق والخليقة.
ودين الله وسط بين تكذيب هؤلاء بما أخبر به رسول الله في الآخرة وبين تصديق الغالية بأنه يُرى بالعيون في الدنيا ، وكلاهما باطل .
وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يَراه بِعَيْنَي رأسه في الدنيا هم ضُلاّل كما تقدم ، فإن ضَمُّوا إلى ذلك أنهم يَرونه في بعض الأشخاص أما بعض الصالحين أو بعض المردان أو بعض الملوك أو غيرهم عَظُم ضلالهم وكفرهم ، وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم ، بل هم أضل من اتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان . اهـ .

حكم المسح على كم الملابس للمرأة خاصة إذا كانت الملابس ضيقة، وهي في العمل، فهل يجوز أن تمسح على كم الملابس؟

 حكم المسح على كم الملابس للمرأة خاصة إذا كانت الملابس ضيقة، وهي في العمل، فهل يجوز أن تمسح على كم الملابس؟

والجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد روى الإمامان البخاري، ومسلم في صحيحيهما من حديث المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت مع النبي ـ ﷺ ـ ذات ليلةٍ في سفرٍ، فقال: أمعك ماء؟ قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء فأفرغت عليه الإداوة، فغسل وجهه، ويديه، وعليه جُبةٌ من صوفٍ، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجُبة، فغسل ذراعيه، ثم مسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين، فمسح عليهما.
وفي رواية لمسلم:
فغسل كفيه، ووجهه، ثم ذهب يحسر عن ذراعيه، فضاق كم الجبة، فأخرج يده من تحت الجبة، وألقى الجبة على منكبيه، وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته، وعلى العمامة، وعلى خفيه ... إلى آخر الحديث.
فدل هذا الحديث على أن العمامة ـ ومثلها في الحكم خمار المرأة ـ والخفين يمكن المسح عليهما، أما الذراعين، فلا يمكن المسح على الكم قياسًا على المسح على الخفين، بل يجب غسلهما.
٥
تعليق واحد
مشاركتان
أعجبني
تعليق
مشاركة

فـن الـخـطــابـة آداب الخطيب وصفاته ؟

 

📘 فـن الـخـطــابـة 📘


مهارات الإلقاء:
- الجرأة : القدرة على مواجهة الجمهور دون خوف أو خجل .
الطلاقة : انسياب الألفاظ والأفكار مع فصاحة النطق ومناسبة درجة الصوت.
• محاذير الخطابة و الإلقاء:
هناك بعض المحاذير والتي يجب مراعاتها عند الإلقاء أو كتابة الخطاب ، ومنها :
١ _ عدم المبالغة في السّجع أو ذكر الألفاظ الغريبة غير المألوفة عند كتابة الخطاب أو أثناء إلقاءه.
٢- عدم رفع مستوى الصوت بشكل كبير مزعج ، أو خفض الصوت بحيث يكون ضعيف ورديء لا يسمع أو تقطيع الكلام كثيراً .
٣- ترك توثيق الكلام بشكل مقصود أو غير مقصود في بعض الخطابات وعدم التأكد من مصدرة ، وذلك حتى يتجنب الخطيب مواطن أو مواقف الإحراج، فقد يسأل أحدهم عن مصدر المعلومة أو من قالها وغير ذلك .
٤- كراهية الإلقاء عند الغضب الشديد أو الحزن أو الخوف الواضح، لكي لا يضعف الأداء عند الكتابة أو عند الإلقاء.
٥- أن لا يطيل الخطيب في كلامه بشكل ممل ، ولا يقصر بشكل مخل .
٦- يحرم التباهي أو الغرور بالنفس خصوصاً عند من أكرمه الله بصوت حسن، أو منطق سليم، أو كتابات وكلمات رائعة وغير ذلك ، في إ ثبات الذات وفرد العضلات.
٨ - التعمد بإضحاك الناس وخصوصًا في الخطب الدينية .
٩- اجتنب السرعة المفرطة أثناء الإلقاء، أو البطء الممل .
١٠- عدم التخصيص للأشخاص بعينهم عند تقديم النصيحة، أو النهي عن أمر معين ، فخير قدوة لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول أيها الناس أو ما بال أقوام وهكذا.
١٢ - تجنب الذم والشتم والقدح بالأفراد أو الأقوام أو الدول ، وذلك تجنباً لإثارة الفتن والنعرات والمشاكل .
١٣ - عدم تثبيط العزائم والهمم ، واليأس من التقدم والنجاح .
١٥ - مخالفة أفعال الخطيب لأقواله ، فهو قدوة للآخرين.
يقول تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].
وكذلك من المعلوم أن فاقد الشيء لا يعطيه .
١٦- الحذر من انعكاس ظروف الخطيب الخاصة على المستمعين والمشاهدين ، بحيث يكون ذلك واضحا في كلامة ووجهه ونبرة صوته.
١٧ - تحويل الخطاب وخصوصا الديني إلى ايديولوجيات خاصة .
وذلك لأن الخطاب الديني المعاصر يرافقه كثير من المعوقات مثل الجمود الفكري والتعصب الديني ومحاولات التمسك بحرفية النصوص الدينية، وكذلك الأهداف التي تنحو به نحو الأيديولوجيات الخاصة.
آداب الخطيب وصفاته:
لا بد للخطيب من أن يتحلى بالعديد من الآداب والصفات التي تقسم لعدة أقسام _ مهنية ، شكلية وعقلية ، نفسية وجسمية ، وجدانية، و يجب أن يوظفها في خطبته لكي يستميل نفوس السامعين ويقنعهم بسداد رأيه ، ومن هذه الصفات والآداب:
١- المهنية : أن يكون متمكنا ، ملتزما بالتحضير المسبق للخطبة ، كالتحضير الاسبوعي لخطبة الجمعة ، والبحث عن الجديد في بعض الخطابات .
٢- الشكلية والعقلية : البشاشة والمظهر الحسن من لباس مناسب ونظيف ومعطر.
٣- نفسية وجسمية : كاستخدام لغة الجسد ولغة الإيحاء حركة اليدين والأصابع ، التوزيعات البصرية للخطيب ، و نبرات الصوت وأثرها في إيصال المعلومة. ومن المعلوم أن نسبة التعلم من لغة الجسد تقدر ٥٥٪ ، ومن الصوت بنسبة ٣٨ ٪ .
ومن ميزات الصوت:
سرعة الصوت والنبرة وحدته وشدته، الوضوح، الوقفات ووقتها .(1)
٤_ الوجدانية : كأن يكون للخطيب أهداف وقيم وأخلاق ومرونة وسلاسة في مراعاة الظروف ، والمحافظة على الهيبة ، كذلك تجنب السلبيات والبحث عن السلبيات.
وهناك بعض الصفات الأخرى ذكرتها بشكل عشوائي دون تقسيم ومنها :
القدرة على التودد للناس لاستمالتهم وإقناعهم، والتحلي بصفة الوقار، الإبتسامة ، والأمانة، والصدق، والهمة العالية والوفاء، وذلك ليُقبل الناس على سماع الخطيب والاقتناع بكلامه.
طلاقة اللسان وامتلاك موهبة التحدث بلباقة ودون التمتمة والفأفأة، والبعد عن الثرثرة والكلام الذي لا داعي له. الرأي السليم والقدرة على تمييز الأمور وحل المشكلات.
السيرة الحسنة، واللهجة الصادقة في الحديث، بالإضافة إلى الاستقامة والإخلاص في الأعمال.
سرعة البديهة والقدرة على المجاراة في الحديث واستدراك الأمور.
الاطلاع على مختلف الأمور المرتبطة بالدين والدنيا، وسعة المعرفة وتشعبها والإلمام بالعلوم. الهيئة الحسنة وارتداء الملابس المناسبة والعناية بالمظهر.
القدرة على إثارة مشاعر وعواطف الآخرين، واستمالة قلوبهم لما يقول ويخطب به.
المعرفة بالقرآن الكريم وأحكامه وبالحديث النبوي الشريف والسنة الصوت الحسن والمريح والمقبول بالنسبة للسامعين الجرأة في الكلام وعدم الخجل أو ضعف القلب.
الذكاء والفطنة والعقل السليم ، وأن يكون الخطيب ماتعا نافعا في المادة المعطاة والمعلومة ، وأن يكون مهيوبا محبوبا .
السعي لكسب القلوب لا كسرها وهذا هو الخيط الرفيع الذي يطلق عليه الأسلوب .
—-——
(1) معلومة إضافية :
تختلف سرعة الصوت حسب الوسط الذي تنتقل فيه الموجات ، وتزداد مع ازدياد الحرارة ، وتبدأ قدرة البشر على التقاط الصوت من صفر ديسيبل _ ٨٠ ديسبيل الحد الأعلى الذي يستطيع الإنسان تحمله وما فوق ذلك يعتبر ضرر للسمع .
صفر ديسيبل = بدء قدرة البشر التقاط الصوت
٢٠ ديسيبل = سماع حفيف أوراق الشجر
٤٠ ديسيبل = هدوء المكتبة
٦٠ ديسيبل = سماع المحادثة العادية
٨٠ ديسيبل = صوت المنشار التسلسلي
١٢٠ ديسيبل = العزف الحي لموسيقا الروك
١٤٠ ديسيبل = صوت محرك الطائرة
ومن هنا على الخطيب معرفة هذه المعلومة وتجيهز معدات الصوت قبل إلقاء الخطاب بما يتناسب مع سمع الجمهور ، حتى لا يتسبب لهم بالضرر الجسدي والنفسي (الازعاج ) وهذا من باب التهيئة .

٧

حكم وضع المرأة للكحل :

 حكم وضع المرأة للكحل :




الملخص :
يجوز للمرأة أن تضع الكحل ، لكن لا تضع بصورة شاذة كمن تحدد العين بالكحل ، فلابد أن يكون معتدلا خفيفا وليس ثقيلا .. وهو من الزينة التي يُعفى عنها .
جاء في كتاب بدائع الصنائع :
(الزينة نوعان : ظاهرة و هو الكحل في العين و الخاتم في الأصبع و الفتخة للرجل و باطنة و هو العصابة للرأس و العقاص للشعر و القرط للأذن و الحمائل للصدر و الدملوج للعضد و الخلخال للساق)
وفيه أيضا ...
(و أما النوع السادس : و هو الأجنبيات الحرائر فلا يحل النظر للأجنبي من الأجنبية الحرة إلى سائر بدنها إلا الوجه و الكفين لقوله تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } إلا أن النظر إلى مواضع الزينة الظاهرة و هي الوجه و الكفان رخص بقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } و المراد من الزينة الظاهرة الوجه و الكفان فالكحل زينة الوجه و الخاتم زينة الكف و لأنها تحتاج إلى البيع و الشراء و الأخذ و العطاء و لا يمكنها ذلك عادة إلا بكشف الوجه و الكفين فيحل لها الكشف و هذا قول أبي حنيفة رضي الله عنه و روى الحسن عن أبي حنيفة رحمهما الله أنه يحل النظر إلى القدمين أيضا
وجه هذه الرواية : ما روي عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها في قوله تبارك و تعالى : { إلا ما ظهر منها } القلب و الفتخة و هي خاتم إصبع الرجل فدل على جواز النظر إلى القدمين و لأن الله تعالى نهى عن إبداء الزينة و استثنى ما ظهر منها و القدمان ظاهرتان ألا ترى أنهما يظهران عند المشي فكانا من جملة المستثنى من الحظر فيباح إبداؤهما
وجه ظاهر الرواية : ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله عز شأنه : { إلا ما ظهر منها } إنه الكحل و الخاتم و روي عنه في رواية أخرى أنه قال : الكف و الوجه فيبقى ما وراء المستثنى على ظاهر النهي) .انتهى

حكم الاحتفال بيوم الميلاد :

 


حكم الاحتفال بيوم الميلاد :

اختلف أهل العلم المعاصرين في هذه المسألة على قولين :
القول الأول :
يرى فريقٌ من العلماء أنّ الاحتفال بيوم الميلاد للأشخاص ليس مُحرّماً؛ لعدم ارتباطه بفعلٍ عقائديّ ، حيث أشاروا إلى أنّ الأصل في الأشياء والعادات الدنيوية أنّها مسموحٌ بها، ومأذونٌ بفعلها، ما لم يرد فيها فعلٌ يُنافي الشريعة، أمّا الأشياء التي فيها بُعدٌ ديني، فهي التي جاء النصّ بالوقوف عليها، وعدم إجازتها، من أجل ورود نصٍ بتحريمها، وذلك الرأي مال إليه الكثير من العلماء في الوقت الحاضر، ولا يُعتبر الاحتفال بعيد الميلاد على تلك الصورة تشبّهاً بالكفّار، ولا تقليداً لهم، إذ إنّ الاحتفال بيوم الميلاد موجودٌ منذ القِدم، وما يفعله الصغار من جمع أقاربهم وأقرانهم للاحتفال بذكرى ميلادهم، لا يمكن اعتباره إلّا من باب الطفولة البريئة، ولا ضير على الآباء به، إن كان الهدف إسعاد أبنائهم دون إعدادٍ وتكلّفٍ وتصنّعٍ.
وقالوا لا مانع من ذلك شرعًا؛ لما فيه من تذكر نعمة الله على الإنسان بالإيجاد، على ألا يعد ذلك عيدًا ولا يسميه بذلك، وعلى أن يكون الاحتفال خاليًا من المحرمات كالاختلاط المحرم وكشف العورات ونحو ذلك مما لا يجوز شرعًا، ويستأنس لذلك بقوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى عليه السلام: ﴿وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وَلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَياًّ﴾ ،
وبما رواه مسلم في "صحيحه" عن أبى قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الإثنين؟ فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ- أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ-»، فأشار بذلك إلى المعنى الذي يقتضي الحكم أن يوم مولد الإنسان هو يوم نعمة توجب الشكر عليها، كما أشار الحديث إلى جواز الاحتفال بأيام النعم كلها، فيوم المولد ويوم نزول الوحي والبعثة الشريفة نعمتان توجبان الشكر في ذلك اليوم، ويستأنس لإظهار الفرح بكل نعمة من باب شكر الله تعالى عليها بعموم قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾
القول الثاني :
يرى أصحاب القول الآخر بأنّ الاحتفال بيوم الميلاد الشخصي محرمٌ شرعاً، ولا يمكن أن يكون مُباحاً، وذلك لعدّة أسبابٍ، من أهمِّها: أنّ الاحتفال بالأعياد الشخصية من جنس الأعياد المنهي عن الاحتفال بها، حيث لم يأمر الإسلام بالاحتفال إلّا بعيدين فقط؛ هما: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعليه لا يجوز الاحتفال بأيّ عيدٍ آخرٍ غيرهما، ودليلهم ما رُوي عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّه قال: (قدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقال: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: قد أبدلَكُمُ اللهُ بهما خيرًا منهما، يومَ الأضحَى ويومَ الفِطرِ)،
أمّا رد أصحاب الفريق الأول على القول السابق، فهو أنّ الأعياد المقصودة هي الأعياد التي لها علاقةٌ دينيةٌ، أو صفةٌ دينيةٌ تتعلّق بعموم الناس، أمّا الاحتفال بيوم الميلاد الشخصي، فإنّما هو أمرٌ فرديٌ، يكون الاحتفال به محصوراً في نطاق الأسرة والعائلة.
كما استدلّ أصحاب الرأي الثاني القائل بحُرمة الاحتفال بيوم الميلاد الشخصي على قولهم ذلك، بأنّ ذلك النوع من الأعياد، إنّما هو في حقيقته تشبّهٌ بالمشركين والنصارى، إذ إنّ الذي أحدث مثل تلك الأعياد، هم النصارى، باحتفالهم بعيد ميلاد عيسى المسيح عليه السلام، ثمّ تابعوا ذلك بأن احتفلوا بأعيادهم الشخصية، فيكون احتفال المسلمين بأعيادهم الشخصية، تقليداً للنصارى؛ وهو ما نُهي عنه شرعاً، ويدلّ على تحريم التشبّه بالكافرين والمشركين وأهل المعاصي، ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبراً بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُمُوهم، قلنا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟ قال: فمَنْ)، والاحتفال بيوم الميلاد يدخل من ضمن التشبّه بأهل الشرك، وأهل الكفر المنهي عنه، لذا رأى أصحاب ذلك القول بتحريم ذلك.
ورد المجوزون الاحتفال بأن التشبه لابد له من نية التشبه ، والأغلب من الناس لا يقصد التشبه بغير المسلمين ..
والتشبه في قضايا العادات على قسمين :
القسم الأول: لا يجوز أن نتشبه بهم فيه، وهي الأمور التي هي بمثابة الشعار لهم، أو التي يفعلونها دون غيرهم، وهي من خصائصهم في العادات، والأزياء، وما إلى ذلك، فهذا أمر يحرم محاكاتهم فيه.
القسم الثاني: أمور العادات الأخرى فالأصل فيها الإباحة، ويجوز للناس أن يفعلوها، لكن بشرط أن لا يكون ذلك بقصد محاكاة الكافر، وعلى أن يكون ذلك فيما ليست من خصائصهم.
كذلك : كل ما زال اختصاصه بالكفار من العادات فإنه ليس من التشبه، والمثال على ذلك: الأكل على الطاولة: فلربما كان ذلك قد فعله ابتداءً غير المسلمين، ولكنه انتشر في الناس، وليس من خصائص الكفار الدينية، فصار ذلك مشتركاً بين المسلمين، وبين الكفار، فهذا يجوز للمسلم أن يفعله، أي يجوز لنا أن نأكل على هذه المقاعد، وعلى هذه الطاولات، وما إلى ذلك؛ لأن ذلك لم يعد مما يختص بهم.
كذلك لبس البنطال - مثلاً - والقميص إذا لبسها المسلم ..