الثلاثاء، 26 أبريل 2022

صدقة زكاة الفطر ... أحكامها ، وجواز دفع النقود بها .. أ.د. علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

صدقة زكاة الفطر ... أحكامها ، وجواز دفع النقود بها
بقلم
أ.د. علي محيى الدين القره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
ونائب ؤئيس المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث
الإسلام دين الرحمة حقاً وصدقاً ، الرحمة في تشريعاته وأحكامه ، والرحمة في التعامل والتعاقد والتقاضي ، والتبادل.
ومن رحمة الله تعالى بعباده أن ربط بين معظم أركان الإسلام وبين إدخال السرور في قلوب المستضعفين والفقراء والمساكين ، فالزكاة - وهي الركن الثالث- شرعت للتخفيف من الفقر والبطالة ، أو القضاء عليه والمساهمة في إعادة التوزيع العادل ، وشرع الله تعالى في الحج الهدْي ، والفدية والكفارات والأضاحي حتى تكون عوناً للفقراء على قضاء حوائجهم والخروج من دائرة الفقر إلى دائرة حد الكفاف ، أو حد الكفاية .
وهذا أكبر دليل على العناية القصوى بالفقراء حيث يستثمر العبادات لادخال السرور في قلوبهم ، ورفع حاجتهم ، ومشاركتهم فرحة الأعياد مع الأغنياء والموسرين ليتحقق الجسد الواحد بالتعاون والتكافل.
وقد فرض الله تعالى زكاة الفطر على جميع المسلمين أغنيائهم وفقرائهم ، صغيرهم وكبيرهم ما داموا قادرين على إخراجها ، وذلك لحديث ابن عمر قال : ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر : صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ، على كل حرّ ، او عبد ذكر أو أنثى من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) رواه البخاري مع فتح الباري (3/367) ومسلم (2/677) وأصحاب السنن ، وهذا محل إجماع .
وورد بيان حكمتها في حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود بإسناد حسن في سننه الحديث 1609 والدارقطني في سننه (2/327) والحاكم في المستدرك ، وقال الحافظ المنذري إسناده صحيح أو حسن ، وصححه ابن الملقن في شرح البخاري (10/636) حيث قال ابن عباس : (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين ، مَنْ أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ، ومَنْ أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات).
إذن في ضوء هذا الحديث الثابت بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحكمة من زكاة الفطر أمران ، هما :
الأمر الأول : أنها تطهير وتزكية للصائم من الكلام اللغو ، والرفث أي الكلام الذي يخرج عن حدّه ، وروى النووي في المجموع عن وكيع بن الجرّاح قال : ( زكاة الفطر لشهر رمضان كسجدتي السهو للصلاة ، تجبر نقصان الصوم كما يجبر السجود نقصان الصلاة ).
وقد بيّن الله تعالى الحكمة من جميع أنواع الزكاة بأنها تطهير وتزكية فقال تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة : 103] أي تطهير نفس المزكى من الجشع والطمع ، ولنفس المُعْطى له من الحقد والحسد وكراهية الأغنياء ، كما أنه تنمية شاملة .
الأمر الثاني : سدّ لحاجة الفقراء في ذلك اليوم الذي يفرح فيه المسلمون ، ويتوسع فيه الأغنياء ، فبذلك يشاركهم الفقراء حيث يعطي لهم من الأموال ما يغنيهم.
وبالاضافة إلى هاتين الحكمتين فإن هناك حكمتين أخريين ، هما :
أ- إغناء الفقراء عن السؤال في يوم العيد ، حيث ورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم) رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/175) وفي سنده أبو معشر نجيح المدني ، وقد تكلم فيه ، ولذلك ضعفوه ، ولكن قال الحافظ ابن حجر في الدراية (1/274) بعد أن قال : إسناده ضعيف ، قال : أصله في الصحيحين عن ابن عمر .
ب- أداء شكر الله تعالى على نعمة الصحة ، والحياة ، وبلوغ رمضان كله .
كيف تؤدى زكاة الفطر :
يؤديها الشخص القادر على الأداء عن نفسه ، وعن زوجته وأولاده الصغار ، أما أولاده الكبار فإن كانوا أغنياء فوجب عليهم أن يدفعوها ، وإن كانوا فقراء فيدفع عنهم على الراجح من أقوال أهل العلم ، لحديث ابن عمر : ( أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة الفطر عن الصغير والكبير ، والحرّ ، والعبد ممن تمونون) أي تنفقون عليهم ، وهذا الحديث بهذا اللفظ ضعفه الكثيرون ، ولكن الألباني في ارواء الغليل (839) حسنه بلفظ : ( أدّوا صدقة الفطر عما تُموّنون) .
مقدار الزكاة :
حدد الرسول صلى الله عليم وسلم صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير كما في حديث ابن عمر في الصحيحن ، وفي حديث أبي سعيد الخدري قال : ( كنا نخرج صدقة الفطر صاعاً من طعام ، او صاعاً من شعير ، أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من أقط ، أو صاعاً من زبيب ) رواه البخاري 1056 ، وفي حديث آخر للبخاري أيضاً 1058 بلفظ : ( كنا نخرج في زمان النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام ...الخ ) وفي رواية ثالثة 1510 بلفظ ( كنا نخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعاً من طعام والأقط والتمر) ، وقال أبو سعيد : وكان طعامنا الشعير ، والزبيب .
وقد اتفق الفقهاء على أن المتصدق في زكاة الفطر لا يكفيه نصف صاع من هذه الأصناف الأربعة المذكورة في حديث أبي سعيد الخدري ، وكذلك ذهب جمهورهم (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى أنه لا يكفي أيضاً نصف صاع من القمح ونحوه ، ولكن الحنفية أجازاو دفع نصف صاع من القمح ، وذلك لما قال أبو سعيد الخدري : ( إن معاوية قدم حاجاً أو معتمراً ، فكلم الناس على المنبر ، وكان فيما كلم به الناس أن قال : إني أرى أن مدّين من سمراء الشام (يعني القمح) تعدل صاعاً من تمر ، فأخذ الناس بذلك ، أما أنا فلا أزال أخرجه أبداً ما عشت كما كنت أخرجه) رواه البخاري مع الفتح (3/372) ومسلم (2/678) الحديث 985.
ورأي معاوية رضي الله عنه مستند إلى رأي الخليفة الراشد عمر الفارق رضي الله عنه ، فقد روى مسلم في التمييز الحديث 181 وأبو داود في سننه 1614 بسند حسن عن ابن عمر قال : ( كان الناس يخرجون صدقة الفكر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من شعير ، أو تمر ، أو سلت ، أو زبيب ، قال عبدالله فلما كان عمر رضي الله عنه وكثرت الحنطة جعل عمر نصف صاع حنطة مكان صاع من تلك الأشياء). قال ابن الهمام في شرح فتح القدير (2/300) : ( أعل سنده بابن أبي رواد ، تكلم فيه ابن حبان ، ووثقه غير واحد ، والموثقون له أعرف) ولذلك سكت عنه أبو داود وبالتالي فهو حسن كما عبر عن منهجه ، لكن الألباني ضعفه في : ضعيف أبي داود الحديث 1614 وقال : (وذكر عمر وهم ، والصواب : معاوية) .
مقدار الصاع في عصرنا الحاضر :
يساوي الصاع في عصرنا الحاضر بالغرامات حوالي اثنين كيلو ، وربع كيلو تقريباً ، فلا يزيد على هذا المقدار ، ولكنه يختلف من نوع إلى آخر حسب وزنه ، لذلك فدفع اثنين كليو وربع الكيلو من الأصناف التي ذكرتها الأحاديث السابقة أو من الأرز جائز شرعاً وكاف بدون شك بإذن الله تعالى .
وهو يساوي اليوم 15 - 20 ريالاً قطرياً ، فمن دفع 15 ريالاً فقد كفته ، ولكن من يدفع 20 ريالاً فهو الأحوط. وكل بلد يقوّم هذه الكمية (اثنين كيلو ، وربع كيلو) من غالب قوت البلد ، وعملته السائدة .
مكان الدفع ، وجواز نقله للحاجة :
مكان الدفع بالنسبة لصدقة الفطر هو البلد الذي يعيش فيه المسلم ، وبالنسبة لزكاة الأموال هو مكانها ، ويجوز نقله في الحالات الآتية ، كما ورد بذلك فتوى من الهيئة العالمية لقضايا الزكاة المعاصرة ، وهي :
أولا‏:‏ الأصل في صرف الزكاة أن توزع في موضع الأموال المزكاة - لا موضع المزكي - ويجوز نقل الزكاة عن موضعها لمصلحة شرعية راجحة‏.‏
ومن وجوه المصلحة للنقل‏:‏
أ - نقلها إلى مواطن الجهاد في سبيل الله‏.‏
ب - نقلها إلى المؤسسات الدعوية أو التعليمية أو الصحية التي تستحق الصرف عليها من أحد المصارف الثمانية للزكاة‏.‏
ج - نقلها إلى مناطق المجاعات والكوارث التي تصيب بعض المسلمين في العالم‏.‏
د - نقلها إلى أقرباء المزكي المستحقين للزكاة‏.‏
ثانيا‏:‏ نقل الزكاة إلى غير موضعها في غير الحالات السابقة لا يمنع إجزاءها عنه ولكن مع الكراهة بشرط أن تعطى إلى من يستحق الزكاة من أحد المصارف الثمانية‏.‏
ثالثا‏: موطن الزكاة هو البلد وما يقربه من القرى وما يتبعه من مناطق مما هو دون مسافة القصر ‏(‏‏82‏ كم تقريبا‏)‏ لأنه في حكم بلد واحد‏.‏
رابعا‏:‏ موضع الزكاة بالنسبة لزكاة الفطر هو موضع من يؤديها لأنها زكاة الأبدان‏.‏
خامسا‏:‏ مما يسوغ من التصرفات في حالات النقل‏:‏
أ - تعجيل إخراج زكاة المال عن نهاية الحول بمدة يمكن فيها وصولها إلى مستحقيها عند تمام الحول إذا توافرت شروط وجوب الزكاة‏, ‏ ولا تقدم زكاة الفطر على أول رمضان‏.‏
ب - تأخير إخراج الزكاة للمدة التي يقتضيها النقل‏.‏
وقت إخراجها :
الغرض والحكمة من هذه الصدقة أن تحقق أهداف الفقير في تحقيق مشاركته مع الأغنياء في فرح يوم العيد ، ولذلك كان ابن عمر يؤديها قبل العيد بيوم أو بيومين ، حيث روى أبو داود بسند صحيح (الحديث1610) : ( أن ابن عمر كان يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين) وقال الألباني في صحيح أبي دواد : (حديث صحيح).
ومن المعلوم أن ابن عمر هو من أشد الصحابة تمسكاً بالسنة واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان يعطي صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو بيومين حتى يتمكن الفقير من الاستفادة منها لأنه لو أعطى له في نفس اليوم قد لا يتمكن من الاستفادة منها الاستفادة المثلى.
ثم اختلف الفقهاء فذهب جماعة من الفقهاء ، منهم ابن عمر ، والمالكية والحنابلة ، إلى جواز تقديم صدقة الفطر بيوم أو بيومين (يراجع : بلغة السالك (1/201) وكشاف القناع(1/471) ، وذهب الشافعية إلى أن وقت أدائها المستحب هو قبل صلاة العيد ، ولكنه يجوز تعجيلها إلى أول شهر رمضان إلى آخره على المذهب يراجع روضة الطالبين (2/292) ، وذهب الحنفية إلى أن وقت وجوب أداء زكاة الفطر موسع ، فهي تجب في مطلق الوقت ، وإنما يتعين بتعيينه ، ففي أي وقت أدى كان مؤدياً ، لا قاضياً غير أن المستحب إخراجها قبل الذهاب إلى المصلى يراجع روضة الطالبين (2/292) ، لكن جمهور الفقهاء بمن فيهم الحسن بن زياد من الحنفية ذهبوا إلى أن وقت الأداء ينتهي بنهاية يوم العيد . يراجع المصادر الفقهية السابقة ، والموسوعة الفقهية الكويتية .
وأما آخر وقت دفع صدقة الفطر أداءً ، فقد قال الشافعية إلى أن أداءها في يوم العيد جائز مع الكراهة ، وعند جماعة تصبح قضاءً بصلاة العيد ، واتفق الفقهاء على أن زكاة الفطر لا تسقط بخروج وقتها ، لأنها وجبت في ذمته لمن هي له وهم مستحقوها ، فهي دين لهم لا يسقط إلاّ بالأداء ، لأنها حق للعبد ، أما حق الله تعالى في التأخير عن وقتها فلا يجبر إلاّ بالاستغفار والتوبة. يراجع المصادر الفقهية السابقة ، والموسوعة الفقهية الكويتية .
حكم إخراج زكاة الفطر بالقيمة :
فقد اختلف فيه الفقهاء قديماً وحديثاً على ثلاثة مذاهب :
المذهب الأول : عدم جواز دفع القيمة مطلقاً ، بل يجب دفع صاع من غالب قوت البلد ، او نصف صاع من القمح عند جماعة منهم ، وهذا هو المذهب المعتمد عند الماكلية ، والشافعية ، والحنابلة على المذهب. يراجع : بدائع الصنائع (2/205) طد. دار إحياء التراث العربي ، ومؤسسة التاريخ العربي2000م ، وحاشية ابن عابدين (2/79) والشرح الكبير مع الدسوقي (1/805) ونهاية المطلب (3/420) والروضة (2/301) ومغني المحتاج (3/116) والفروع (2/540).
وهو رأي الظاهرية أيضاً ، بل ذكر بأنه لا يصح إلاّ التمر والشعير . يراجع المحلى لابن حزم (6/118).
المذهب الثاني : جواز دفع القيمة مطلقاً في جميع الأحوال ، وهو مذهب أبي حنيفة ، وأبي يوسف ، واختاره الفقيه المحدث أبو جعفر الطحاوي وهو المعتمد عند الحنفية ، وهو مروي عن سفيان الثوري ، وعمر بن عبدالعزيز ، والحسن البصري ، وغيرهم ، ورواية عن أحمد للحاجة أو مصلحة راجحة ، وهو رأي معظم المعاصرين اليوم، والهيئة العالمية لقضايا الزكاة المعاصرة ، وشيخ الأزهر السابق الشيخ محمود شلتوت والشيخ القرضاوي . يراجع المصادر الفقهية السابقة
فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن قرة : قال : ( جاءنا كتاب عمر بن عبدالعزيز في صدقة الفطر نصف صاع - أي من بُرّ - عن كل إنسان ، أو قيمته نصف درهم)، وعن الحسن قال : لا بأس أن تعطى الدرهم في صدقة الفطر ، وأبو اسحاق قال : (أدركتهم وهم يعطون في صدقة رضمان الدراهم بقيمة الطعام . يراجع : مصنف أبي شيبة (3/174)
وذكر الإمام السرخسي : ( أن الفقيه أبا جعفر رحمه الله يقول : أداء القيمة أفضل ، لأنه أقرب إلى منفعة الفقير ، فإنه يشتري بها ما يحتاج إليه ، والتنصيص على الحنطة والشعير كان ، لأن البياعات في ذلك الوقت بالمدينة يكون بها ، فأما في ديارنا البياعات تجري بالنقود ، وهي أعز الأموال فالأداء بها أفضل) ، بل إنه أسند هذا القول السابق إلى أبي يوسف فقال : ( والدراهم أولى مت الدقيق ، لأنها أدفع لحاجة الفقير ، وأعجل به ، كما أن الدقيق أفضل من القمح). يراجع : المبسوط (2/149)
المذهب الثالث : هو أن الأصل دفع صاع من الطعام ، ولكن يجوز للمصلحة الراجحة ، او الحاجة دفع القيمة ، أو بعبارة أخرى أن يكون النقد أنفع للفقراء من الطعام .
وهذا رأي أبي اسحاق بن راهويه وأبي ثور ، فقد جاء في موسوعة فقه سفيان الثوري : ( لو أخرج قيمتها مما هو أنفع للفقير جاز ، لأن المقصد منها إغناء الفقراء عن المسألة ، وسدّ حاجتهم في هذا اليوم) وهذا هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية . يراجع : موسوعة فقه سفيان الثوري ص 473
أدلة المذاهب الفقهية :
أولاً - استدل المانعون من دفع القيمة في زكاة الفطر بما يأتي :
1- الأحاديث الصحيحة الدالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر ... الخ ، حيث لم يذكر القيمة وأنها لو جازت لبيّنها ، وبالتالي فإنه من يدفع القيمة لم ينفذ ما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم به .
2- إن الزكاة عبادة وقربة إلى الله ، فالأصل والواجب فيها الاتباع دون الابتداع ، وبعبارة فقهية فهي تعبدية لا تخضع للقياس والاجتهاد.
تلك هي أهم الأدلة التي استدل بها المانعون قديماً وحديثاً ، ولكن يمكن أن يناقش ذلك بما يأتي:
أ- أن ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة من أن الرسول صلى الله عليه وسلم فرض صاعاً من تمر...الخ ، هو تعبير الصحابي عما فرضه الرسول صلى الله عليه وسلم وليس قوله صلى الله عليه وسلم بصيغة تدل على منع ما سواه ، حيث لا يوجد نص صحيح صريح ثابت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على حصر هذه الفريضة في صاع مما ذكر في جميع الأحاديث الواردة في هذا الشأن ، وبالتالي فلا تدل على منع ما سواه ، وأكبر دليل على ذلك هو أن جمهور المانعين يجيزون دفع صاع من القمح زكاة فطر ، وهو لم يرد في الأحاديث الصحيحة الصريحة بالاتفاق ، كما أن جمهورهم أيضاً يجيزون دفع صاع ما لأرز صدقة فطر، وهو لم يرد في أي حديث لا صحيح ولا صريح .
فإذا كان القياس هنا صحيحاً ومقبولاً فما الفرق بينه وبين الاجتهاد بجواز دفع القيمة بل إن دفع قيمة التمر ، أو الشعير الوارد في النص أقرب من إلحاق أنواع أخرى من حبوب لم ترد في نصوص الشريعة .
ب- إن الزكاة بصورة عامة ، وزكاة الفطر بصورة خاصة ليست من الشعائر التبعدية المحضة ، وإنما من العبادات التي تدخل في المعقولة المعاني التي يمكن الاجتهاد فيها ، وقد رأينا أن جمهور المانعين اجتهدوا وقاسوا فيها بالنسبة لدفع القمح ، أو الأرز ، أو نحوهما ما دام يمثل غالب قوت البلد.
وبذلك قلب دليلهم عليهم فأصبح حجة عليهم ، ولم يلتزموا بكونها تعبدية محضة لا قياس فيها ، فإذا كان هذا القياس المجتهد فيه جازئاً فلمااذا لا يكون الاجتهاد بدفع القيمة جائزاً؟
ج- ثم إن ما ذكر في حديث ابن عمر من التمر والشعير والأقط كان من أنواع طعام ذلك العصر بدليل أنه لما دخلت أنواع أخرى اعتمدت ، كما قال أبو سعيد الخدري في شأن القمح.
ثانياً - واستدل المجيزون لدفع قيمة صدقة الفطر بما يأتي :
1- الأصل في صدقة الفطر ، ومقاصد الشريعة منها إغناء الفقراء في يوم العيد ، وإدخال السرور والفرح في قلوبهم من خلال توفير احتياجاتهم الأساسية ، وهذا بلا شك إنما يتحقق في عصرنا الحاضر في الغالب بدفع النقود إليهم ليشتروا بها حاجياتهم الأساسية التي لا تنحصر في التمر ، والقمح ، والشعير ، والأرز ونحوها .
وهذا ما فهمه الصحابة الكرام حيث لم يكتفوا بما قرره الرسول صلى الله عليه وسلم في عصره من التمر والشعير ، والأقط بل جعلوها قمحاً ، بل إن معظمهم جعل نصف صاع منه يعدل صاعاً من تمر أو شعير - كما سبق-
2- إن من أقوى الأدلة : ما رآه معاوية رضي الله عنه وعرضه على الصحابة الكرام في حجته أو عمرته ، من أن نصف صاع من سمراء الشام (القمح) يعدل صاعاً من التمر ، ووافقه الصحابة كما قال الصحابي الجلي أبو سعيد الخدري ، ما عداه .
فهذا الاجتماع لجمهورهم دليل قوي على جواز دفع القيمة لأن معادلة نصف صاع من القمح بصاع لا تتحقق إلاّ من خلال القيمة ، وهذه المعادلة مروية عن عمر رضي الله عنه - كما سبق- .
3- ثبت في نصوص شرعية صحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءَهُ الراشدين قبلوا القيمة في زكاة بعض الأعيان في حالات متعددة ، مثل قبول الدراهم أو الدنانير مكان الفارق في العمر المطلوب في زكاة الابل ، حيث قدر الجبران بشاتين أو عشرين درهماً .
4- كما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن لجمع الصدقات المفروضة قال لهم : (ائتوني بعرض ثياب خميس أو لبيس أسهل عليكم وخير لمن في المدينة من المهاجرين والأنصار) رواه البخاري معلقاً في باب العرض في الزكاة ، وقال طاوس : ( قال معاذ لأهل اليمن : ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم.... ) رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/113) والمحلى (6/25) قال الحافظ ابن حجر في تعليق التعليق (3/13) إسناده صحيح إلى طاوس ، لكنه لم يسمع من معاذ فهو منقطع ، ورواه ابن أبي شيبة في صمفنه (3/174) .
ولهم أدلة أخرى لا يسع المجال لذكرها .
ثالثاً - وأما أدلة المذهب الثالث ، فهي نفس أدلة المذهب الثاني ( المجيزين) مع التقييد بالمصلحة الراجحة ، وبما هو أنفع للفقراء ، وبالتالي فهو راجع إليه مع هذا القيد المذكور ، وهو الراجح.
الرأي الراجح :
بعد استعراض ما أمكن من الأدلة ، والمناقشات العلمية الكثيرة حول هذه المسألة التي لم يسعفنا الوقت لسردها كلها ، يتبيّن لي رجحان القول الثاني مع ضبطه بما قاله أصحاب القول الثالث من أن يكون دفع القيمة أنفع للفقراء ، وبالتالي فإذا كان دفع الطعام والحبوب أنفع لهم فيبقى هو الأصل والله أعلم ، في ضوء ما يأتي :
أولاً - أنه لا خلاف بين الفقهاء أبداً في جواز الأخذ بظاهر هذه النصوص ودفع صاع من غالب قوت البلد أو مما ذكره الحديث الشريف (حسب التفصيل السابق) .
ثانياً - بما أن الخلاف في دفع القيمة في صدقة الفطر خلاف قوي جداً ، فلا يجوز الاعتراض عليه ، ولا إبطال من يأخذ بهذا الرأي ولا التشنيع على أحد الرأيين ، فهو خلاف مشروع يجوز لكل مسلم أن يستفتي قلبه في الأخذ برأي المانعين او المجوزين ، ولا يجوز للوعاظ وخطباء المساجد إثارة هذا الموضوع في الوعظ والخطب حتى لا تحدث مشكلة أو بلبلة بين المسلمين ، فالمنابر ليست مكاناً لإثارة النزاعات ، وهذا هو منهج علمائنا الربانيين من القبول بالخلاف المشروع واحترامه حتى ولو كان مخالفاً لرأي الآخر.
ثالثاً- إن هذا الدين يقوم على اليسر ورفع الحرج في الدفع والأخذ والعطاء وفي الدعوة والفتاوى ، وبالتالي فإن دفع صدقة الفطر نقداً أيسر للطرفين من دفع التمور ، والشعير ، والقمح ونحوها ، وأن هناك حرجاً وعسراً في جميع صدقات الفطر من التمور أو القمح أو الأرز في المدن الكبيرة في عصرنا الحاضر ، بالاضافة إلى أننا لو أعطيناهم اليوم للفقراء لتوجه معظمهم إلى بيعها بثمن قليل لسد حاجاته الأخرى ، ومن جانب آخر نرى أن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في الزكاة وغيرها يقوم على التيسير على الناس ، فمن لم يكن لديه الأصل الواجب في الزكاة يأخذ منه بدله ، أو الفارق كما في زكاة الابل .
رابعاً - أن مقاصد الشريعة في صدقة الفطر واضحة وهي إغناء الفقير عن حاجياته ومما لا شك فيه أن الاحتياجات اليوم لا تنصحر في أكل التمر ، والخبز من القمح ، أو الرز فهي أكثر ومتنوعة ، ولذلك فالنقود تحقق هذه الأغراض بصورة أفضل ، إذن فهي جديرة بقبولها إن لم يكن دفعها أفضل ، ومن المعلوم أن الشريعة مبنية على رعاية المصالح بجميع أنواعها .
خامساً - أن هذا القول ليس للحنفية فقط على الرغم من أن هذا يكفي وزيادة ، بل هو رأي جماعة من الصحابة والتابعين ، فجميع الصحابة أو التابعين الذين قالوا بجواز دفع نصف صاع من القمح بدل صاع من شعير أو تمر ، لا يتأتّى إلاّ من خلال القول بالقيمة والتقويم بالقيمة ، وبالتالي فهذا رأي عمر ، وابن عباس ، ومعاوية ، وجميع من أخذوا برأيه عندما عرضه عليهم في حجته أو عمرته .
والقول بدفع القيمة صراحة ثابت عن عمر بن عبدالعزيز ، وعن الحسن البصري ، وأبي اسحاق ، والثوري ، وهو مذهب الزيدية كما في البحر يالزخار (3/202) وبقية أهل البيت كما في السبيل الجرار (2/86) وهو قول جماعة من المالكية كان حبيب وابن أبي جازم ، وابن دينار ، وابن وهب .
وقد ترجم الإمام الحافظ ابن أبي شيبة باب إعطاء الدراهم في زكاة الفكر (3/174) فروى عن عمر بن عبدالعزيز والحسن البصري ، وأبي اسحاق ، حيث قال : ( أدركتهم وهم يعطون في صدقة الفطر الدراهم بقيمة الطعام) وهذا القول من هذا التابعي الذي أدرك علياً وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ، يدل على أن دفع النقود (أي القيمة) كان شائعاً في ذلك العصر ، وفي خير القرون قرن الصحابة.
وقد ألف في هذه المسألة أحد علماء اليمن - وهو الحافظ أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري ، صاحب المؤلفات المشهورة - في القرن الرابع عشر كتاباً رائعاً سماه : تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال ، نشره الشيخ نظام يعقوبي ، حيث ذكر آراء كثير من الصحابة والتابعين والفقهاء في مختلف العصور مع الأدلة المعتبرة ، فقال في ص 47-48 : (فمن كان مقلداً فحسبه تقليد هؤلاء الأئمة ولو من غير مذهبه .. ، فهذا جائز في كل المذاهب ، وأما من كان من أهل العلم والنظر وقبول الحجة والدليل فليعلم أن استدلالنا لهذه المسألة من وجوه) ثم سردها ، ومنها : (أن أخذ القيمة في الزكاة (أي في زكاة المال) ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن جماعة من الصحابة في عصره ، وبعد عصره) ثم سرد الأسانيد المقبولة لاثبات ذلك .
ثم إن هذا الرأي إذا كان بعض العلماء المعاصرين لم يأخذوا به مثل الشيخ ابن باز ، وابن عثيمين رحمهما الله ، ومعظم علماء السعودية ، فإن جمهور المعاصرين أمثال شيوخ الأزهر السابقين في القرن السابق ، ومعظم علماء العراق والشام ، وفلسطين قد قالوا به ، واختاره بقوة فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في كتابه فقه الزكاة (2/948-951) ، بل إنه صدرت فتوى جماعية من الندوة السادسة لقضايا الزكاة المعاصرة التي عقدت في الشارقة عام 1996 نصت على أنه : ( ويجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بقيمة الواجب ، ويمكن للجهات المعنية تقدير هذه القيمة سنوياً) .
هذا والله أعلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الفقير إلى ربه
أ.د. علي محيي الدين القره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المســـــلمين
نائب رئيس المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏
أنت، Mamosta Najat، Mohamad Aras و٥٩٣ شخصًا آخر
١٦ تعليقًا
٣ مشاركات

زەکاتى سەرفیترە... ئەحکامەکانى، دروستیى دەرکردنى بە پارە

بە پێنوسى
پ. د. عەلى محێدین قەرەداغى
ئەمیندارى گشتى یەکێتى جیهانیى زانایانى موسڵمان
جێگرى سەرۆکى ئەنجومەنى ئەوروپى بۆ فەتوا و توێژینەوە
ئیسلام ئاینى رەحمەتە، لە یاسا و لە حوکمە شەرعییەکانیدا بە بەزەییە، لە هەڵسوکەوت و گرێبەست و دادوەرى و ئاڵوگۆڕدا ئاینى بەزەییە.
بەزەیى خواى گەورە بە بەندەکانى لەوەدایە کە هەموو پایەکانى ئیسلامى بەستوەتەوە بە دڵخۆشکردنى کەسانى لانەواز و هەژار و نەدار، چونکە زەکات -کە سێیەمین پایەى ئیسلامە- بۆ ئەوە دانراوە تا ئێش و ئازار و بارگرانى هەژاریى و بێکاریى لەسەر خەڵکى سوک بکات، یان هەر نەیهێڵێ ئەوەش بە بەشداریکردن لە دابەشکردنەوەى داهات بەشێوەیەکى دادپەروەرانە، بۆ پایەى حەجیش خواى گەورە دیارى مەککەو قوربانى و فیدیە و کەفارەتى داناوە تا ببێتە هاوکارى هەژاران لە نەهێشتنى پێویستییەکانیان، ئەو هەژارانە لە بازنەى هەژاریى دەربهێنرێن و بچنە ناو بازنەى خودکەفائی، یان سنورى خود کەفائى.
خواى گەورە زەکاتى سەرفیترەى کردووەتە فەرز لەسەر هەموو موسڵمانان، دەوڵەمەند و هەژاریان، بچوک و گەورەیان مادامێ توانایان هەیە دەرى بکەن، ئیبن عومەر وتوویەتى: ((پێغەمبەرى خوا صلى الله علیە وسلم زەکاتى سەرفیترەى فەرز کرد کە بریتییە لە: (صاع)ێک لە خورما، یان (صاع)ێک لە جۆ، فەرزیکرد لەسەر هەر کەسێکى ئازاد، یان کۆیلەى نێر یان مێ لە موسڵمانان، هەروەها فەرمانیداوە کە دەبێ بەرلەوە خەڵکى بڕۆن بۆ نوێژى جەژن دەرى بکەن)). بوخارى لەگەڵ الفتح الباری بە ژمارە (3/367) و موسلیم بە ژمارە (2/677) و هەموو خاوەن سونەنەکان گێڕاویانەتەوە، ئەمەش کۆدەنگى لەسەرەو راجیاوازى تێدا نییە.
حیکمەتى فەرزبوونى لەم فەرموودەیەى ئیبن عەبباسدا رووندەبێتەوە کە ئەبو داود بە سەنەدێکى باش لە سونەنەکەیدا بە ژمارە (1609) و دارلقوتنى بە ژمارە (2/327)، هەروەها حاکمیش لە المستدرک دا گێڕاویانەتەوە، حافزى مونزیرى وتوویەتى سەنەدەکە راستە یان باشە، ئیبن مولەقین لە شەرحى بوخاریدا (10/636) راستیکردووەتەوە کە ئیبن عەبباس وتوویەتى: ((پێغەمبەرى خوا صلى الله علیە وسلم زەکاتى سەرفیترەى کردووەتە پاککەرەوەى رۆژووەوان لە هەر زیادەوتن و دەمەقاڵەیەکى بێمانا، هاوکات خواردنیشە بۆ هەژاران، هەرکەس بەرلە نوێژى جەژن بیدات ئەوا زەکاتێکى قوبوڵە، هەرکەسیش لەدواى نوێژ بیدات ئەوا خێر و بەخشینێکە لە بەخشینەکان)).
کەواتە لەبەر رۆشنایى ئەم فەرموودە راست و جێگیرەدا پێغەمبەر ێلى الله علیە وسلم روونیکردووەتەوە کە حیکمەت لە دەرکردنى زەکاتى سەرفیترە بۆ دوو مەسەلەیە، ئەوانیش ئەمانەن:
مەسەلەى یەکەم: سەرفیترە رۆژووەوان پاکدەکاتەوە لە قسەى زیادەو بێمانا، هەروەها لە دەمەقاڵە کە لە سنور دەردەچێ، نەوەوى لە کتێبى (المجموع)دا لە وەکیع کوڕى جەڕاحەوە دەگێڕێتەوە کە وتوویەتى: ((زەکاتى سەرفیترەى مانگى رەمەزان وەک هەردوو سوژدەى سەهووە لە نوێژدا، جا هەروەک چۆن سوژدە کەموکووڕى نوێژەکە پڕدەکاتەوە ئەوا سەرفیترەش نوقێانى رۆژووەکە پڕدەکاتەوە)).
خواى گەورە حیکمەتى دەرکردنى هەموو جۆرە زەکاتێکى روونکردووەتەوە کە هەر هەمووى بۆ پاککردنەوەو پاکژکردنە، خواى گەورە دەفەرموێ: [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) واتە: دەروونى زەکاتدەر پاکدەکاتەوە لە هەر جۆرە چاوچنۆکى و تەماعبازییەک، دەروونى ئەو کەسەش کە زەکاتەکەى پێدەدرێ پاکدەکاتەوە لە رق و کینەو ئیرەیى و رقلێبوونەوە لە دەوڵەمەندان، هەروەها هۆکارێکە بۆ گەشەپێدانى گشتگیریش.
مەسەلەى دووەم: پڕکردنەوەى پێویستى هەژاران لەو رۆژەدا کە موسڵمانان تیایدا دڵخۆش دەبن، دەوڵەمەندانیش سنگفراوان دەبن، بەمەش هەژاران بەشدار دەبن لەگەڵیان کە لە ماڵ و سامانیان ئەوەندە دەدەن بە هەژاران کە پێویستییان جێبەجێ دەکەن.
جا لەگەڵ ئەم دوو حیکمەتەدا دوو حیکمەتى تریش بوونیان هەیە، ئەوانیش بریتین لە:
ڕ- بێنیازبوونى هەژاران لەوەى لە رۆژى جەژندا بکەونە داواکردن، لە پێغەمبەرەوە صلى الله علیە وسلم هاتووە کە فەرموویەتى: ((بێنیازیان بکەن لە گەڕان و لە داواکردن لەو رۆژەدا)) بەیهەقى لە السنن الکبرى دا بە ژمارە (4/175) گێڕاویەتەوە، لە سەنەدەکەیدا ئەبو میعشەر نەجیعى مەدەنى هەیە، قسەى لەسەر کردووە، لەبەرئەوە بە لاواز زانراوە، بەڵام حافز ئیبن حەجەر لە کتێبى (الدرایە) دا بە ژمارە (1/274) لەدواى ئەوە کەو وتوویەتى سەنەدەکەى لاوازە، وتوویەتى: ئەسڵەکە لە هەردوو صەحیحدایە کە لە ئیبن عومەرەوەیە.
ب- نواندنى سوپاسگوزارى لەسەر نیعمەتى تەندروستى و ژیان و دەستکەوتنى خێرى رۆژووگرتنى تەواوى رەمەزان.
زەکاتى سەرفیترە چۆن دەردەکرێ:
ئەو کەسەى کە خۆى تواناى هەیە دەریبکات ئەوا لەجیاتى خۆى و هاوسەر و منداڵە بچوکەکانى دەریدەکات، بەڵام منداڵە گەورەکان ئەگەر دەوڵەمەند بن ئەوا دەبێت خۆیان بیدەن، ئەگەریش هەژار بوون ئەوا راى بەهێزى زانایان ئەوەیە کە باوکەکە لەجیاتى ئەوان دەیدات، هەروەک لەم فەرموودەیەى ئیبن عومەردا هاتووە کە: ((پێغەمبەرى خوا صلی الله علیە وسلم فەرمانیدا بە دەرکردنى سەرفیترە لەجیاتى بچوک و گەورە، لەجیاتى کەسى ئازاد، هەروەها لەجیاتى ئەو کۆیلانەش کە خەرجیان دەکێشن))، زۆرێک لە فەرموودەناسان ئەم فەرموودەیەیان بەم لەفزە بە لاواز زانیوە، بەڵام ئەلبانى لە کتێبى (إرواء الغلیل) بە ژمارە (839) لەفزەکەى بەمجۆرە بە باش زانیوە کە: ((زەکاتى سەرفیترە بدەن لەجیاتى ئەوانەى خەرجیان دەکێشن)).
بڕى سەرفیترە:
پێغەمبەر صلى الله علیە وسلم بڕەکەى بە (صاع)ێک لە خورما، یان (صاع)ێک لە جۆ دیاریکردووە، هەروەک لە فەرموودەکەى ئیبن عومەردایە کە لە هەردوو ێەحیحەکەدا هاتووە، ئەبو سەعیدى خودرى وتوویەتى: ((ئێمە بە صاعێک لە خواردن، یان ێاعێک لە جۆ، یان ێاعێک لە خورما، یان ێاعێک لە کەشک، یان ێاعێک لە مێوژ سەرفیترەمان دەردەکرد)). بوخارى بە ژمارە (1056) گێڕاویەتەوە. لە فەرموودەیەکى ترى بوخاریدا بە ژمارە (1058) بەم لەفزە هاتووە کە دەفەرموێ: ((ئێمە لە سەردەمى پێغەمبەردا صلى الله علیە وسلم بە ێاعێک لە خواردن....تادوایى سەرفیترەمان دەردەکرد)). لە گێڕانەوەیەکى سێیەمیشدا بە ژمارە (1510) بەم لەفزە هاتووە کە: ((ئێمە لە سەردەمى پێغەمبەرى خوادا صلى الله علیە وسلم رۆژى جەژن بە ێاعێک لە خواردن یان کەشک یان خورما سەرفیترەمان دەردەکرد)). ئەبو سەعید وتوویەتى: خواردنى ئێمەش جۆ و مێوژ بوو.
فیقهناسان لەسەر ئەوە کۆدەنگن ئەو کەسەى سەرفیترە دەردەکات ئەوا نیو ێاع لەو چوار جۆرە کە لە فەرموودەکەى ئەبو سەعیدى خودرى دا هاتووە بەشى سەرفیترە ناکات، زۆربەى زانایانى (مالیکى و شافیعى و حەنبەلى) هەر هەمان بۆچوونیان هەیە کە نیو ێاع لە گەنم و هاوشێوەى بەشى سەرفیترە ناکات، بەڵام حەنەفییەکان رێگایانداوە کە سەرفیترە بە نیو ێاع لە گەنم جێدەگرێ، ئەمەش لە روانگەى ئەم فەرموودەى ئەبو سەعیدى خودریەوەیە کە وتوویەتى: ((موعاویە هات بۆ حەج یان بۆ عومرە، ئینجا لەسەر مینبەر قسەى بۆ خەڵکى کرد، لەو شتانەى کە بە خەڵکى وت ئەمە بوو کە وتى: من وادەبینم کە دوو مشت لە خواردنە بۆرەکەى شام (واتە گەنم) بەرانبەر بە یەک ێاعە لە خورما، خەڵکیش کاریان پێکرد، بەڵام من هەتا لە ژیاندابم پێشتر چۆنم دەرکردووە هەروا دەکەم)). بوخارى لەگەڵ الفتح بە ژمارە (3/372) و موسلیمیش بە ژمارە (2/678) فەرموودەى ژمارە (985) گێڕاویانەتەوە.
راکەى موعاویە خوا لێى رازى بێت پشتى بەستووە بە رەئى جێنشینى راشید عومەرى فاروق خوا لێى رازى بێت، چونکە موسلیم لە (التمییز الحدیپ) دا بە ژمارە (181) و ئەبو داود لە سونەنەکەیدا بە ژمارە (1614) بە سەنەدێکى باشەوە لە ئیبن عومەرە گێڕاویانەتەوە کە وتوویەتى: ((خەڵکى لە سەردەمى پێغەمبەردا ێلى الله علیە وسلم زەکاتى سەرفیترەیان بە ێاعێک لە جۆ، یان خورما، یان .... یان مێوژ، دەردەکرد، عەبدوالله وتوویەتى کاتێ لە سەردەمى عومەردا گەنم زۆر بوو عومەر نیو ێاع لە گەنمى خستە جێگاى ێاعێک لەو شتانەى باسکران)). ئیبن هومام لە شەرحى فتح القدیردا (2/300) وتوویەتى: (سەنەدەکەى بە ئیبن ئەبو رواد لەق بووە، ئیبن حەببان قسەى تێدا کردووە، زیاد لە کەسێک پشتڕاستیان کردووەتەوە، ئەوانەى پشتڕاستیان کردووەتەوە زاناترن پێى) لەبەرئەوە ئەبو داود لێى بێدەنگ بووە، کەواتە فەرموودەیەکى باشە هەروەک لە مەنهجەکەیدا گوزارشى لێکردووە، بەڵام ئەلبانى لەناو فەرموودە لاوازەکانى ئەبو داود بە ژمارە (1614) بە لاوازى داناوە: وتوویەتى: (عومەر و ئەوانیش باسیان کردووە، راستترینیان: ئەوى موعاویەیە).
بڕى (صاع) لە سەردەمى ئەمڕۆدا:
صاع لە سەردەمى ئەمڕۆماندا بە غرام -وەک یەکەیەکى کێشانە- یەکسانە بە نزیکەى دوو کیلۆ و چارەکە کیلۆیەک، لەو بڕە زیاتر نیە، بەڵام لە جۆرێکەوە بۆ جۆرێکیتر بەپێى کێشانەى جیاوازى هەیە، لەبەرئەوە ئەوا پێدانى دوو کیلۆ و چارەکە کیلۆیەک سەرفیترە بۆ یەک کەس لەو جۆرانە کە فەرموودە پێشووەکان باسیان کردووە یان لە برنج ئەوا لە رووى شەرعیەوە دروستە و بەدڵنیایى بە ویستى خواى گەورە بەسەو قوبوڵە.
لە ئەمڕۆشدا یەکسانە بە 15-20 ریاڵى قەتەرى، جا هەر کەس 15 ریاڵ بدات بەسە، بەڵام ئەگەر 20 ریاڵ بدات ئەوا باشترە، هەر وڵاتێکیش ئەو بڕە (دوو کیلۆ و چارەکە کیلۆیەک) بەپێى خواردنى باوى ئەو وڵاتەو دراوى باوى خۆى هەڵدەسەنگێنێ و کارى پێدەکات .
شوێنى دەرکردنى سەرفیترە و دروستى گواستنەوەى بەپێى پێویست:
شوێنى دەرکردنى سەرفیترە ئەو شوێن و ناوچەیەیە کە موسڵمان تیایدا دەژى، بەڵام بۆ زەکاتى ماڵ و دارایى ئەوا لە جێى خۆیدایە، لەم حاڵەتانەى خوارەوەشدا دروستە بگوێزرێتەوە، هەروەک لەمبارەیەوە فەتوایەک لەلایەن دەستەى جیهانیى پرسە هاوچەرخەکانى زەکاتەوە هاتووە، کە بریتییە لە:
یەکەم: لە مەسەلەى زەکاتدان دا ئەسڵ ئەوەیە لەو جێگایە دابەشبکرێ کە شوێنى ئەو ماڵ و سامانەیە زەکاتى لێدەدرێ -نەک زەکاتدەر-، دروستیشە زەکات بۆ بەرژەوەندییەکى شەرعى بەهێز لە شوێنى خۆیەوە بگوێزرێتەوە.
ئەمانەش چەند لایەنێکى بەرژەوەندین بۆ گواستنەوەى زەکات:
ڕ- بگوێزرێتەوە بۆ ئەو شوێنانە جیهادیان لەپێناوى خوادا تێدا دەکرێ.
ب- بگوێزرێتەوە بۆ دامەزراوە بانگخوازیی یان فێرکاری یان تەندروستییەکان کە شایستەن زەکاتیان بۆ خەرجبکرێ وەک یەکێک لە هەشت جۆرەکە کە زەکاتیان پێدەدرێ.
ج- بگوێزرێتەوە بۆ ئەو ناوچانە کە خەڵکەکەى برسین، هەروەها ئەو ناوچە کارەساتبارانە کە هەندێ لە موسڵمانان لە جیهاندا تووشیان بووە.
د- بگوێزرێتەوە بۆ خزم و کەسوکارە نزیکەکانى کەسى زەکاتدەر لەوانەى کە شایستەى زەکاتن.
دووەم: گواستنەوەى زەکات بۆ شوێنانى تر جگە لەو حاڵەتە پێشووانە رێگرى ناکات لە زەکاتدان بەڵام بەناپەسەندییەوە، بە مەرجێ بدرێ بەوانەى شایستەى زەکاتن و دەچنە خانەى ئەو هەشت جۆرەوە زەکاتیان دەدرێتێ.
سێیەم: نیشتمانى زەکات بریتییە لەو شار و گوندانەى نزیکن لێیەوە، هەروەها ئەو ناوچانەى سەر بەو شارەوانیەن کە دووریان لێیەوە کەمترە لە (نزیکەى 82 کلم) چونکە ئەم شوێنانە دەچنە ژێر حوکمى یەک شار.
چوارەم: شوێنى زەکات بۆ زەکاتى سەرفیترە شوێنى ئەو کەسەیە سەرفیترەکە دەدات چونکە ئەوە زەکاتى جەستەیە.
پێنجەم: ئەو شتانەى کە لە حاڵەتەکانى گواستنەوەدا رێگایان پێدراوە:
ڕ-پەلەکردن لە دەرکردنى زەکاتى پارە لە کۆتایى ساڵدا بە ماوەیەک کە لەگەڵ تەواوبوونى ساڵدا بگاتە دەست ئەوانەى شایستەن، ئەمە لەبارێکدا کە مەرجەکانى فەرزبوونى زەکات دەستەبەر ببن، زەکاتى سەرفیترەش پێشناکەوێ بۆ سەرەتاى رەمەزان.
ب- دواخستنى دەرکردنى زەکات بدرێتە دەست ئەو ماوەیە کە گواستنەوەى پێویستیەتى.
کاتى دەرکردنى:
مەبەست و حیکمەتى زەکاتى سەرفیترە بۆ بەجێگەیاندنى ئامانجەکانى کەسى هەژارە تا لە خۆشییەکانى رۆژى جەژندا بەشدار بێت لەگەڵ دەوڵەمەندان، لەبەرئەوە ئیبن عومەر بە رۆژێک یان دوو رۆژ بەرلە جەژن سەرفیترەى دەرکردووە، ئەبو داود بە سەنەدى راست بە ژمارە (1610) گێڕاویەتەوە کە: ((ئیبن عومەر بە رۆژێک یان دوو رۆژ پێش رۆژى جەژن سەرفیترەى داوە))، ئەلبانیش لە ێەحیحى ئەبو داودا وتوویەتى: (فەرموودەیەکى راستە). مەعلومیشە کە ئیبن عومەر لە هەموو هاوەڵان توندگیرتر بووە لە پەیڕەوکردنى سوننەت و ئیقتیداکردن بە پێغەمبەرەوە صلى الله علیە وسلم، کەچى لەگەڵ ئەوەشدا هەر بە رۆژێک یان بە دوو رۆژ پێش جەژن سەرفیترەى داوە بۆئەوەى هەژار بتوانێ سودى لێوەربگرێ، چونکە ئەگەر لە هەمان رۆژى جەژندا بدرێ بە هەژار ئەوا ناتوانێت وەک پێویست سودى لێببینێ.
پاشان فیقهناسان راجیاواز بوون، گروپێک لە فیقهناسان لەوانەش ئیبن عومەر و مالکیى و حەنبەلیەکان پێیان وایە دروستە کە سەرفیترە بە رۆژێک یان دوو رۆژ لە پێش جەژن بدرێ (سەیرى: لغە السالک 1/201، کشاف القناع 1/471 بکرێ)، مەزهەبى شافیعیش پێیوایە کە کاتى دەرکردنى سەرفیترە دەکەوێتە پێش نوێژى جەژن، بەڵام دروستیشە کە پێشبخرێ و بخرێتە سەرەتاى مانگى رەمەزان تا کۆتاییەکەى، (سەیرى روچە الطالبین 2/292 بکرێ)، حەنەفییەکان پێیانوایە کاتى دەرکردنى سەرفیترە مەجالى فراوانە، چونکە فەرزەو کاتى دەرکردنى رەهایە، کەى ویستى دەیدات، هەرکات بیەوێ بیدات ئەوا دەیدات، ناچار ناکرێ لەسەر کاتێکى دیاریکراو بەڵام باشتر وایە پێش ئەوەى بڕوات بۆ نوێژى جەژن دەریبکات باشە (سەیرى روضە الطالبین 2/292 بکرێ). بەڵام زۆرینەى هەرە زۆرى زانایان لەنێویشیاندا حەسەن کوڕى زیاد لە مەزهەبى حەنەفى پێیانوایە کە کاتى سەرفیترە دان بە تەواوبوونى رۆژى جەژن تەواو دەبێت. (سەیرى سەرچاوە فیقهییە پێشووەکان و مەوسوعەى فیقهى کوێتى بکرى).
حوکمى شەرعى دەرکردنى سەرفیترە بە پارە:
فیقهناسان لە کۆن و نوێدا دابەشبوون بۆ سێ راو بۆچوون:
رەئى یەکەم: پێیوایە بە هیچ جۆر دروست نیە سەرفیترە بە پارە بدرێ، بەڵکو دەبێت ێاعێک لەو خواردنە بدرێ کە خواردنى زۆرینەى خەڵکی ئەو شارەیە، یان نیو ێاع لە گەنم لاى هەندێکیان، ئەمەش مەزهەبى کارپێکراوە لاى مالیکى و شافیعى و حەنبەلییەکان. (سەیرى: بدائع الصنائع 2/205 چاپى: دار إحیاء التراث العربی، وە مؤسسە التاریخ العربی 2000م، وە حاشیەى ئیبن عابدین 2/79، وە الشرح الکبیر مع الدسوقی 1/805، و نهایە المطلب 3/420، والروضە 2/301، و مغنی المحتاج 3/116، والفروع 2/ 540 بکرێ).
مەزهەبى زاهیریش هەمان رەئى هەیە، تەنانەت وتوویەتى کە بە خورما و بە جۆ نەبێت دروست نیە، (سەیرى المحلى ى ئیبن حەزم 6/118 بکرێ).
رەئى دووەم: پێیوایە کە لە هەموو بارێکدا بە رەهایى دروستە کە بە پارە دەربکرێ، ئەمەش مەزهەبى ئەبو حەنیفە و ئەبو یوسفە، ئەبو جەعفەرى تەحاوى کە فیقهناس و فەرموودەناسە و لاى حەنەفییەکان متمانەپێکراوە کارى بەم رەئییە کردووە، کە ئەویش لە سوفیانى سەورى و عومەرى کوڕى عەبدولعەزیز و حەسەنى بەێرى و کەسانى تریشەوە گێڕدراوەتەوە، ریوایەتێکیش لە ئەحمەدەوە هاتووە کە لەبەر زەرورەت یان بەرژەوەندییەکى بەهێز کار بەم رەئییە دەکرێ، ئەمەش رەئى زۆرینەى هەرە زۆرى زانا هاوچەرخەکانە، هەروەها رەئى دەستەى جیهانیى پرسە هاوچەرخەکانى زەکاتە، هەروەها رەئى شێخى پێشووترى ئەزهەر مامۆستا مەحمود شەلتوت و مامۆستا یوسف قەرەزاوییە. (سەیرى سەرچاوە فیقهییە پێشووەکان بکرێ).
ئیبن ئەى شەیبە لە موێەنەفەکەیدا لە (قڕە)وە گێڕاویەتەوە کە وتوویەتى: (نوسراوى عومەرى کوڕى عەبدولعەزیمان دەربارەى سەرفیترە پێگەیشت کە نیو ێاعە -واتە لە گەنم- بۆ هەر کەسێک، یان نرخەکەى کە نیو درهەمە)، حەسەن وتوویەتى: خراپ نیە گەر یەک درهەم لەجیاتى سەرفیترە بدرێ، ئەبو ئیسحاق وتوویەتى: (گەیشتمەوە پێیان کە لەجیاتى دەرکردنى سەرفیترە نرخى خواردنەکەیان بە درهەم دەدا. سەیرى: مێنف ئەبى شەیبە بکرێ 3/174).
پێشەوا سەرخسى وتوویەتى: (فیقهناس ئەبو جەعفەر بە رەحمەت بێت دەیوت: نرخەکەى بدرێ باشترە، چونکە سودى بۆ هەژار زیاترە، ئەوەى کە پێویستییەتى بەو نرخە دەیکڕێ ، باسەکەش لەسەر گەنم و جۆ بووە، چونکە کڕین و فرۆشتن لەو کاتەدا لە مەدینە بەوان بووە، بەڵام لە ناوچەو وڵاتى ئێمە ئەوا کڕین و فرۆشتن بە پارە ئەنجام دەدرا، کە خۆشەویستترینى ماڵ و سامانەکانەو دەرکردنى سەرفیترە بەو باشترە). تەنانەت ئەم گوتە پێشووەى داوەتە پاڵ ئەبو یوسف و وتوویەتى: (بە درهەم باشتر و لەپێشترە لە ئارد، چونکە پێویستى هەژار باشتر بەڕێدەکات، هەروەها خێراتریشە، بەهەمانشێوەش ئارد لە گەنم باشترە). سەیرى: المبسوط (2/149) بکرێ.
رەئى سێیەم: پێیوایە ئەسڵ ئەوەیە سەرفیترە بە ێاعێک لە خواردن دەربکرێ، بەڵام لەبەر بەرژەوەندى بەهێز، یان پێویستبوون بە دەرکردنى بە نرخ، یان بە دەستەواژەیەکى تر بڵێین وەها بێت کە پارەى نەقد بۆ هەژاران لە خواردن باشترە.
ئەمەش رەئى ئەبو ئیسحاق راهویە و ئەبو سەورە، لە مەوسوعە فیقهییەکەى سوفیانى سەورى دا هاتووە کە: (ئەگەر نرخى خواردەمەنیەکە بە پارە بدرێ ئەوا سودى بۆ هەژار زیاترەو دروستە، چونکە مەبەست پێى بێنیازکردنى هەژارانە لە دەستپانکردنەوە، هەروەها بۆ بەجێگەیاندنى پێویستییانە لە ئەمڕۆدا)، ئەمەش هەمان بژاردەى شێخى ئیسلام ئیبن تەیمییەیە. سەیرى: موسوعەى فیقهى سوفیانى سەورى ل473 بکە.
بەڵگەى مەزهەبە فیقهییەکان:
یەکەم: ئەو زانایانە کە رێگرن لەوەى زەکاتى سەرفیترە بە پارە بدرێ ئەم بەڵگانەیان هەیە:
1- ئەو فەرموودە راست و دروستانە کە پێماندەڵێن پێغەمبەرى خوا ێلى الله علیە وسلم زەکاتى سەرفیترەى بە ێاعێک لە خورما...تادوایى دیاریکردووە، لێرەدا باسى بەهاکەى بە پارە نەکردووە کە ئەگەر دروست بوایە ئەوا باسی دەکرد، بەم پێیەش ئەوا هەرکەس بە نرخى خواردەمەنیەکە دەریبکات ئەوا فەرمانى پێغەمبەرى صلى الله علیە وسلم جێبەجێ نەکردووە.
2- زەکاتدان پەرستش و نزیکبوونەوەیە لە خواى گەورە، کەواتە ئەوەى ئەسڵەو فەرزە بەگوێکردن و شوێنکەوتن بێت نەک داهێنانکردن تیایدا، بە دەستەواژەیەکى فیقهیش بڵێین سەرفیترە کارێکى پەرستشییەو ناچێتە ژێر پێوانەگیرى و ئیجتیهادەوە.
ئەمانە گرنگترینى ئەو بەڵگانە بوون کە ئەوانەى رێگرن لە دەرکردنى سەرفیترە بە پارە لە کۆن و نوێدا پشتیان پێدەبەستن، بەڵام دەکرێ بەمجۆرەى لاى خوارەوە مشتومڕى ئەو مەسەلەیە بکەین:
ڕ- ئەو باسەى لە فەرموودە پیرۆزەکانى پێغەمبەردا صلى الله علیە وسلم هاتووە ئەوەیە کە پێغەمبەرى خوا ێاعێک لە خورماى....تادوایى داناوە، ئەمەش لە داڕشتنى ئەو هاوەڵەیە لەوەدا کە پێغەمبەر صلى الله علیە وسلم سەرفیترەى فەرزکردووە نەک ئەوە فەرموودەى پێغەمبەر صلى الله علیە وسلم بێت بە شێوازێک کە ئەوە بگەیەنێ رێگرى کراوە لە دەرکردنى بە جگە لەو، چونکە دەقێکى جێگیر و راشکاومان لە پێغەمبەرى خواوە صلى الله علیە وسلم نیە ئاماژە بێت کە ئەو سەرفیترەیە قەتیسکراوە لە صاع دا لە هەموو ئەو فەرموودانەدا کە لەوبارەیەوە هاتوون، گەورەترین بەڵگەش ئەوەیە کە کۆى زانا رێگرەکان رێگادەدەن بە دەرکردنى یەک صاع لە گەنم لەجیاتى سەرفیترە، ئەمە لە کاتێکدا کە بەکۆى دەنگ لە فەرموودە راست و راشکاوەکاندا نەهاتووە، هەروەها زۆرینە رێگادەدەن بە دەرکردنى یەک صاع لە برنج لەجیاتى زەکاتى سەرفیترە، کە ئەمەش لە هیچ فەرموودەیەکى نە راست و نە راشکاودا نەهاتووە.
جا ئەگەر ئەم پێوانەگیرییە راست و پەسەند بێت ئیتر چ جیاوازییەک لە نێوان ئەو و نێوان ئیجتیهاد کردن بە دروستى دەرکردنى سەرفیترە بە پارە هەیە، بەڵکو دیاریکردنى نرخى خورما یان جۆ کە لە دەقەکەدا هاتووە نزیکترە لەوەى جۆرەکانى ترى دانەوێڵە بلکێن پێیەوە کە لە دەقەکانى شەریعەتدا نەهاتوون.
ب- لە راستیدا زەکات بە گشتى، زەکاتى سەرفیترەش بەتایبەتى نیە لەناو رێوڕەسمە تەنها پەرستشییەکاندا، بەڵکو لەو پەرستشانەیە کە دەچێتە ناو ئەو مانا ئەقڵگیرانەوە کە دەتوانرێ ئیجتیهادى تێدا بکرى، ئێمەش بینیمان کە کۆى زانا رێگرەکان ئیجتیهادیان کردووە، ئینجا کێشانەیان کردووە دەرهەق بە گەنم یان برنج یان هاوشێوەیان مادامێ وێناى زۆرترین خواردنى شارەکە دەکات.
بەمجۆرەش ئەوا بەڵگەکەیان هەڵدەگەڕێنەوەو دەبنە بەڵگە لەسەریان، چونکە پابەند نەبوونە بەوەى کە پەرستشێکى رووتەو هیچ پێوانەگیرییەکى تێدا نیە، جا ئەگەر ئەم پێوانەگیرییە کە ئیجتیهادى تێدا کراوە دروست بێت کەواتە بۆچى نابێت ئیجتیهاد بکرێ کە دروستە بە پارە بدرێ؟
ج- جگە لەوەش ئەوا ئەو باسەى لە فەرموودەکەى ئیبن عومەردا هاتووە کە سەرفیترە بە خورما و جۆ و کەشک دەبێت، ئەوە باس لە جۆرەکانى خواردنى ئەو چەرخەى کردووە، بە بەڵگەى ئەوە کاتێ جۆرەکانى تریش هاتنە ناو باسەکە پشتیان پێبەسترا، هەروەک ئەبو سەعیدى خودرى لەبارەى گەنمەوە وتوویەتى.
دووەم: ئەو زانایانەش کە رێگایانداوە سەرفیترە بە پارە بدرێ پشتیان بەم بەڵگانە بەستووە:
1- دانانى زەکاتى سەرفیترەو مەبەستى شەرع لێى تێکردن و دڵخۆشکردن و بێنیازبوونى هەژارانە بە داواکردن لە رۆژى جەژندا، بۆ خۆشى خستنە دڵیانە لە رێگاى دابینکردنى پێداویستییە سەرەکییەکانیان، ئەمەش بەدڵنیایى لەم سەردەمەماندا بە زۆرى بە پارە دەستەبەر دەبێت، تا ئەوان پێویستیە سەرەکییەکانیان بکڕن کە تەنها لە خورماو گەنم و جۆ و برنج و هاوشێوەیاندا تەواو نابن.
هاوەڵە بەڕێزەکانیش ئەم تێگەیشتنەیان بۆ سەرفیترە هەبووە، کە دەستکۆتا نەبوون تەنها بەوە کە پێغەمبەر صلى الله علیە وسلم لە سەردەمى خۆیدا بڕیارى لەسەر داوە لەسەر خورما و جۆ و کەشک بەڵکو گەنمیشیان زیادکردووە، تەنانەت زۆربەیان نیو صاعیان لە گەنم یەکسان کردووە بە ێاعێک لە خورما یان جۆ -هەروەک پێشتر باسکرا-.
2- لە راستیدا گەورەترین بەڵگە: ئەو بۆچوونەى موعاویەیە خوا لێى رازى بێت کە لە حەج یان عومرەکەیدا پێشنیارى کردووە بۆ هاوەڵە بەڕێزەکان کە نیو ێاع لە بۆرەى گەنمى شام یەکسانە بە یەک صاع لە خورما، هەروەک هاوەڵى بەڕێز ئەبو سەعیدى خودرى و هیتریش دەڵێن و هاوەڵانیش رەزامەندییان لەسەر داوە.
کەواتە ئەو کۆدەنگییەیان بەڵگەیەکى بەهێزە لەسەر دروستى دەرکردنى بە پارە چونکە یەکسانکردنى نیو ێاع لە گەنم بە ێاعێک خورما لە رێگاى پارەوە نەبێت جێبەجێ نابێت، ئەم هاوکێشەیەش لە عومەرەوە خوا لێى رازى بێت -هەروەک پێشتر وترا- گێڕدراوەتەوە.
3- لە دەقى شەرعى راست و دروستدا جێگیر بووە کە پێغەمبەرى خوا صلى الله علیە وسلم و جێنشینە راشیدەکان پارەیان لەجیاتى زەکاتى هەندێ کەسانى دیاریکراو لە چەندین حاڵەتدا وەرگرتووە، وەک وەرگرتنى درهەم و دینار لە جێگاى جیاوازى لە تەمەنى خوازراو لە زەکاتى وشتردا، کە باقیاتەکە مەزەندە کراوە بە دوو مەڕ یان بیست درهەم.
4- هەروەها کاتێ پێغەمبەر صلى الله علیە وسلم مەعازى نارد بۆ یەمەن تا زەکاتى فەرز کۆبکاتەوە، مەعاز پێیوتن: (بە نرخى پۆشاکى خەمیێ یان لەبیس بێنن بۆم بۆتان ئاسانترە لەوەى لە مەدینە هەیە لاى کۆچبەران و پشتیوانان) بوخارى لە بەشى قسەکردن لەسەر زەکات گێڕاویەتەوە، گاوس وتوویەتى: (مەعاز بە خەڵکى یەمەنى وتووە: بە نرخى پۆشاکى خەمیێ یان لەبیس بێنن بۆم لەجیاتى زەکات لە جێگاى جۆ و گەنمەشامى بۆتان باشترە....). بەیهەقى لە السنن الکبرى دا بە ژمارە 4/113، والمحلى 6/25، گێڕاویانەتەوە، حافز ئیبن حەجەر لە کتێبى تعلیق التعلیق دا 3/13 بە سەنەدى راست لە گاوسەوە گێڕاویەتەوە، بەڵام لە مەعازى نەبیستووە چونکە پچڕاوە، ئیبن ئەبى شەیبەش لە مێنفەکەیدا بە ژمارە 3/174 گێڕاویەتەوە.
چەندین بەڵگەى تریشیان هەیە لێرەدا بوارى باسکردنیان نیە.
رەئى سێیەم: بەڵگەى ئەم بۆچوونەش، هەمان بەڵگەى رەئى دووەمن (رێگادەرەکان) لەگەڵ مەرجدارکردنى بە بەرژەوەندییەکى بەهێزەوە، بەم پێیە ئەوا لەگەڵ رەچاوکردنى ئەو مەرجە دا ئیتر کار بە رێگادان بە پارە دەکرێ.
راى بەهێز:
لەدواى خستنەڕووى ئەو بەڵگانە بەپێى توانا، هەروەها لەدواى چەندین مشتومڕى زۆر دەربارەى ئەم مەسەلەیە کە کات بوارى نەداین هەموویان بخەینەڕوو، بۆم دەرکەوت کە راى دووەم بەهێزترە لەگەڵ توندوتۆڵکردنى بەوەى کە ئەهلى رەئى سێیەم وتوویانە کە دەرکردنى بە پارە سودى بۆ هەژاران زیاترە، بەم پێیەش ئەوا ئەگەر دەرکردنى بە پێدانى خواردن و دانەوێڵە سودى زیاتر بێت ئەوا هەر ئەوە ئەسڵە، خواى گەورە زاناترە ئەوەش لەبەر رۆشنایى ئەمەى خوارەوە:
یەکەم: هیچ راجیاییەک لە نێوان فیقهناساندا نیە کە دروستە کار بە رواڵەتى دەقەکان بکرێَََ و ێاعێک لە خواردنى باوى ئەو شارە بدرێ یان لەوەى کە فەرموودە پیرۆزەکە باسیکردووە (ئەوەش بەپێى وردەکارى پێشتر).
دووەم: جا بەو پێیە کە راجیایى لە دەرکردنى سەرفیترە بە پارە راجیاییەکى زۆر بەهێزە، ئیتر نابێت رەخنەى لێبگیرێ، هەرکەس کار بە فڵان رەئى بکات کارەکەى رەتناکرێتەوە و هیچ یەک لە بۆچوونەکانیش بە خراپ ناناسرێ، چونکە ئەوە راجیاییەکى رێگاپێدراوە و هەر موسڵمانێک بۆى هەیە پرس بە دڵى خۆى بکات لە کارکردن بە رەئى رێگرەکان یان رێگادەرەکان، ئامۆژکاران و وتاربێژانى مزگەوتەکان بۆیان نیە ئەم مەسەلەیە لە وتارى ئامۆژگارى و وتارداندا بوروژێنن بۆئەوەى گرفت یان ژاوەژاو لە نێوان موسڵماناندا دروست نەبێت، چونکە مینبەرەکان جێگاى وروژاندنى ناکۆکییەکان نین، هەر ئەمەش رێبازى زانا خواناسەکانمانە کە راى جیاوازى رێگاپێدراو وەربگرن و رێزى لێبگرن تەنانەت با رایەکى جیاواز بێت بەرانبەر بە راى ئەویتر.
سێیەم: بەدڵنیایى کە ئەم ئاینە لە پرسى بەخشین و وەرگرتن و لە بانگەواز و فەتوادا لەسەر ئاسانکارى و نەهێشتنى سەغڵەتى دامەزراوە، کەواتە دەرکردنى زەکاتى سەرفیترە بە پارەى کاش کارێکى ئاسانترە لە دەرکردنى بە خورما و جۆ و گەنم و هاوشێوەیان، جۆرێک لە سەغڵەتى و ناڕەحەتیش هەیە لە هەموو ئەو سەرفیترانەدا کە بە گەنم یان خورما یان برنج لە شارە گەورەکاندا لەم سەردەمەماندا دەدرێن، ئەمە لەپاڵ ئەوەدا کە ئەگەر لە ئەمڕۆدا بەو خواردنانە بدرێت ئەوا هەر هەموویان دەڕۆن دەیفرۆشن تا بە نرخەکەى پێویستییەکانى تریان بکڕن، لەلایەکى تریشەوە وادەبینین کە بەرنامەى پێغەمبەر ێلى الله علیە وسلم لە زەکاتدان و هیتریشدا لەسەر ئاسانکارى بۆ خەڵکى دامەزراوە، کەواتە هەر کەس ئەو ئەسڵەى کە فەرزە زەکاتى لێبدرێ بەردەست نەبوو ئەوا جێگرەکەى وەردەگیرێ، یان جیاوازییەکە هەروەک لە زەکاتى وشتردا هەیە.
چوارەم: مەبەستەکانى شەریعەتى ئیسلامى لە زەکاتى سەرفیترە روونە، ئەویش بریتییە لە بەجێگەیاندنى پێداویستییەکانى کەسى هەژار، گومانى تێدا نییە کە پێویستییەکانى ئەمڕۆش بریتى نین تەنها لە خواردنى خورما و نانى گەنم یان برنج بەڵکو زۆرتر و فرەجۆرن، لەبەرئەوە پارە ئەو مەبەستانە باشتر دەستەبەر دەکات، کەواتە شایانى ئەوەیە پەسەند و قوبوڵ بێت ئەمە ئەگەر دەرکردنى بە پارە باشتریش نەبێت، مەعلومیشە کە شەریعەت بونیاتنراوە لەسەر رەچاوکردنى بەرژەوەندییەکان بە هەموو جۆرەکانیانەوە.
پێنجەم: ئەم وتەیە تەنها هى حەنفییەکان نیە هەرچەندە ئەمە بەسەو زیاتریشە، بەڵکو ئەوە رەئى کۆمەڵێک لە هاوەڵان و شوێنکەوتووانە، چونکە هەموو هاوەڵان یان شوێنکەوتووان ئەوانەى کە رێگایانداوە نیو ێاع لە گەنم بدرێ لە جێگاى ێاعێک لە جۆ یان خورما، ئەوە لەخۆیەوە نەهاتووە تا نەوترێ کە نرخ بە هەڵسەنگاندن دەنرخێنرێ، بەم پێیەش ئەوە رەئى ئیبن عومەر و ئیبن عەبباس و موعاویە و هەموو ئەوانەیە کە کاریان بە رەئییەکەى کردووە کاتێ لە حەجەکەى یان عومرەکەیدا خستییە پێشچاویان.
ئەو گوتەیەش کە دەڵێ دەکرێ راستەوخۆ نرخەکە بدرێ ئەوە لاى عومەرى کوڕى عەبدولعەزیز و حەسەنى بەێرى و ئەبو ئیسحاق و سەورى جێگیرە، هاوکات مەزهەبى زەیدییەکانیشە هەروەک لە البحر الزخار دا بە ژمارە 3/202 هاتووە، هەروەها ئەوانى ئالوبەیتیش هەروەک لە السبیل الجرار بە ژمارە 2/86 هاتووە، بەهەمانشێوە گوتەى تاقمێک لە مالیکییەکانە وەک حەبیب و ئیبن ئەبى جازم و ئیبن دینار و ئیبن وەهەب.
پێشەوا حافز ئیبن ئەبى شەیبە لە بەشى پێدانى درهەم لە زەکاتى سەرفیترە 3/174 لە عومەرى کوڕى عەبدولعەزیز و حەسەنى بەێرى و ئەبو ئیسحاقەوە وتوویەتى: (من گەیشتمەوە پێیان کە زەکاتى سەرفیترەیان بە درهەم بە بەهاى خواردن دەردەکرد)، ئەم گوتەیە لەم کەسە شوێنکەوتووەوە کە چاوى بە عەلى و تاقمێک لە هاوەڵان خوا لێیان رازى بێت کەوتووە بەڵگەیە کە دەکرێ پارە (واتە بەهاى) لەجیاتى ئەو خواردنە کە لەو سەردەمەدا بووە دروستە، کە چاکترینى سەدەکانە ئەویش سەدەى هاوەڵانە.
هەر لەمبارەیەوە یەکێک لە زانایانى وڵاتى یەمەن -کە حافز ئەبولفەیز ئەحمەد کوڕى موحەممەد کوڕى ێدیق غەمارییە، خاوەنى کتێبە ناودارەکان -لە سەدەى چواردەیەمدا- کتێبێکى نایابى داناوە بەناوى: تحقیق اڵامال فی إخراج زکاە الفطر بالمال، کە مامۆستا نیزام یەعقوبى بڵاویکردووەتەوە، تیایدا راى زۆرێک لە هاوەڵان و شوێنکەوتووان و فیقهناسانى لە سەردەمە جیا جیاکاندا هێناوە لەگەڵ بەڵگەى باوەڕپێکراو، لە لاپەڕە 47-48 دا دەڵێ: (هەر کەسێ شوێنکەوتە (مقلد) بێت ئەوا شوێنکەوتنى ئەو پێشەوایانەى بەسە با لە مەزهەبەکەى خۆیشى نەبن...، چونکە ئەوە لە هەموو مەزهەبەکاندا دروستە، بەڵام کەسێک کە خۆى لە زانایان و ئەهلى تێڕوانین و وەرگرتنى بەڵگە بێت با بزانێ کە ئەم بەڵگانەمان بۆ ئەو مەسەلەیە لە لە چەند روویەکەوەیە) ئینجا بەڵگەکانى هێناوە، لەوانە: لە راستیدا وەرگرتنى بەها -واتە زەکاتى پارە- مەسەلەیەکى جێگیرە لە پێغەمبەرى خواوە ێلى الله علیە وسلم، هەروەها لە تاقمێک لە هاوەڵانى سەردەمى پێغەمبەر و سەردەمى دواى ئەویش، ئینجا هاتووە تا ئەوە بسەلمێنێ سەنەدە متمانەپێکراوەکانى هێناوە.
پاشان جا ئەگەر ئەم رەئییە لەلاى هەندێ لە زانا هاوچەرخەکان وەک مامۆستا ئیبن باز و ئیبن عوسەیمین بە رەحمەت بن کارى پێنەکرا بێت، هەروەها لەلایەن زۆرینەى زانایانى سعودیەوە، ئەوا کۆى زانا هاوچەرخەکان لە وێنەى شێخە پێشووەکانى ئەزهەر لە سەدەى پێشوودا و زۆربەى زانایانى عیراق و شام و فەلەستین کاریان پێکردووە، مامۆستاى پایەبەرزیش یوسف قەرەزاوى لە کتێبى فیقهى زەکاتدا 2/948-951 ئەمەى بەوپەڕى هێزەوە لاپەسەندە، تەنانەت فەتوایەکى دەستەجەمعى لە شەشەم کۆڕبەندى پرسە هاوچەرخەکانى زەکاتدا کە لە شارقە لە ساڵى 1996ز بەسترا بە دەق دەڵێ: (دروستە زەکاتى سەرفیترە بە پارەى کاش بە بەهاى فەرزبوونى خواردن بدرێ، لایەنە پەیوەندیدارەکانیش ساڵانە ئەو بەهایە دەخەمڵێنن).
ئەمەمان وت خواى گەورەش زاناترە
کۆتا نزاو پاڕانەوەمان سوپاس و ستایش بۆ پەروەردگارى جیهانیان
درود لەسەر گەورەمان موحەممەد و لەسەر ماڵبات و گشت هاوەڵانى
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏لحية‏، ‏جلوس‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
أنت، Mohamad Aras، ماموستا ئاراس و٨٠٨ أشخاص آخرين
٥٦ تعليقًا
٤ مشاركات

حكم زيارة القبور في العيد ؟

حوار مع أخي هل زيارة القبور يوم العيد بدعة
صالح: لا بد من تحذير الناس من البدع التي تحدث يوم العيد ومنها زيارة المقابر.
وليد: ولماذا تحرم الزيارة للقبور يوم العيد.
صالح: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولأن يوم العيد يوم فرح وسرور للمسلمين وليس تجديدا للأحزان، ناهيك عما يحدث في زيارة المقابر من المخالفات الشرعية كقول ما لا يجوز في الميت، والبكاء الممنوع، وما لا يجوز من القول.
وليد: لا بد من تحديد محل البحث، فزيارة القبور يوم العيد مسألة، وما يحدث في تلك الزيارة مسألة أخرى، فإذا جازت زيارة المقابر فيكون الإنكار على العوارض المحرمة في المقبرة.
صالح: بل نقول إن هذه الزيارة حرام سدا للذريعة على المحرم وهو تلك العوارض من الأفعال المحرمة في المقابر.
وليد: بما أنك قلت حرام سدا للذريعة، فهذا يعني أن زيارة العيد مباحة، وليست بدعة، لأن سد الذريعة يكون في المباح، أما البدعة في الدين فهي حرام تحريما أصليا كحرمة الخمر، والقتل، فلا نقول القتل حرام سدا للذريعة! لذلك عليك أن تحدد حكم زيارة القبور يوم العيد أولا ثم تتحدث عن سد الذريعة.
صالح: حسنا، ما حكم زيارة القبور يوم العيد؟
وليد: حكمها كزيارتها قبل العيد وبعده، وكأي وقت من الأوقات وهو أنها سُنة.
صالح: لماذا يخصص يوم العيد بالزيارة، لماذا لا يزور إلا في العيد، أليس هذا تخصيصا؟
وليد: ما معنى تخصيص وأين المخصِّص والمخصَّص.
صالح: فعل الرجل وأهله، لماذا يذهب كل عيد للمقبرة؟
وليد: الفعل وتكراره لا يعني تخصيصا، لأنك لو استغفرت مائتي مرة في اليوم وداومت على ذلك فلا يعد تخصيصا بمجرد المداومة على الفعل، كمن يقرأ جزءا من القرآن بعد العصر يوميا، فهو من أفراد المأمور به شرعا وهو تلاوة القرآن الكريم دون تحديد قدر ووقت، فكل القارئين مأجورون إذا داوموا على القراءة بعد العصر أم بعد المغرب، وحددوا جزءا أم حزبا .
صالح: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد».
وليد: حسنا لم يَزُر الرسول صلى الله عليه وسلم المقبرة يوم الثلاثاء مثلا، فلا نزورها في هذا اليوم، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد! أثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار المقبرة صباح يوم الثلاثاء، وكذلك صباح الأربعاء ومساء الأحد.
صالح: لا بد من محاربة البدع والضلالات، حتى لا يغير الدين.
وليد: قد تكون الغاية نبيلة ولكن كذلك الحكم الشرعي لا بد أن يكون على أصوله أيضا.
صالح: ولكن لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيارة القبور يوم العيد لا دليل عليه.
وليد: من أصول النظر في الشريعة تعيين الدليل الذي يتنزل على محلِّه في الواقع، وهو زيار القبور يوم العيد، فلك أن تقول أين الدليل الذي يتنزل على مسألة زيارة القبور في العيد وغير العيد.
صالح: أين الدليل.
وليد: أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فهل هذا يُعد من (أمرنا)
صالح:نعم.
وليد: هل قيد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة القبور في يوم أو وقت أو مكان .
صالح: لا.
وليد: فإذا لم يقيد النبي صلى الله عليه وسلم بوقت بل أطلق في الوقت والمكان، فهل يجوز لأحد أن يقيد ما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صالح: ما أطلقه الشارع فالبدعة في تقييده، وما قيده الشارع فالبدعة في إطلاقه، والحديث هنا أطلق الأمر بالزيارة،، فلم يحدد زمانا، والشارع لم يَنْس قيد المنع يوم العيد، قال تعالى: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) سورة مريم، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) .
وليد: وبما أن الشارع لم يقيد، بل أطلق في الزمان والمكان، فهل تكون زيارة القبور في كل الأوقات من (أمرنا) أم من غير أمرنا.
صالح: بل من (أمرنا).
وليد: إذن، ما حكم زيارة العيد في كل وقت سواء كان عيدا، أم صباحا، أم مساء، أم الثلاثاء وغيره من الأيام.
صالح: كلها سواء لا فرق بين عيد وغيره.
وليد: ما حكم المقيد بالمنع في العيد برأيه ولم يأت بدليل مخصص أو مقيد من الشارع؟!
صالح: إذن البدعة في المنع، لأن المانع من الزيارة في وقت العيد أو في غيره، قيَّد ما أطلقه الشارع، وكما قلنا، ما أطلقه الشارع فالبدعة في تقييده، وما قيده فالبدعة في إطلاقه، لأن المبتدع يزيد على الشرع ما ليس منه، والتقييد بالمنع مما أطلقه الشارع من غير دليل شرعي فلا يجوز، وهو قيد زيادة على الدين ما ليس منه، وهو عين البدعة.
وليد: هل تلاحظ يا صالح ما فعَلَتْه التطبيقات غير الصحيحة لمقولة التاريخ (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) في نصوص الشريعة، وأنها تلغي عمومات الشريعة وأصولها العامة، وتقصر الشريعة على عدم التاريخ، وهذا من الأمثلة العملية الكثيرة على إلغاء عمومات الشريعة وأصولها بمقولة (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ومحاربة السنن الشرعية بهذه المقولة.
صالح: من علامات البدعة أنها تميت سنة، ولما كانت زيارة القبور سنة بنص الشارع دون قيد بزمن، فإن التبديع بزيارتها يميت سنة، وهي زيارة القبور في العيد، والسنة لم تفرق بين عيد وغيره، ولا ليل ونهار، وواضح أن علم أصول الفقه يمُدُّ نصوص الشريعة في الواقع، خلافا لمقولة (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) التي تلغي عمومات الشريعة وتحاصرها من التمدد والانتشار في الواقع، بسبب عدم التمييز بين الترك الذي هو حجة شرعية، والترك الذي هو عدم التاريخ.
وليد: نعم لا بد أن نميز بين تروك النبي صلى الله عليه وسلم التي تعتبر حجة، وهي من خطاب الشارع وبين العدم الذي لا يُعد فعلا، وكونه عليه السلام لم يُروَ عنه أنه زار العيد في وقت ما فهذا عدم رواية، أما الخطاب فهو أمره بزيارتها مطلقا، وهو مما قال الله تعالى فيه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)سورة الحشر ، فكيف نتبع عدم الرواية ونهجر الخطاب الشرعي؟!
صالح: ولكن يوم العيد يوم فرح وسرور، فلماذا تـُجدَّد الأحزان في هذا اليوم.
وليد: إن في زيارة القبور تذكر للموت والدار الآخرة، وهذا في كل وقت في عيد وغيره، وليست أحزانا لأن تذكر الموت والآخرة يدفع الإنسان للعمل وجاء في سنن الترمذي في الحديث عن القبور(فزوروها فإنها تذكر الآخرة) قال الترمذي: (حديث بريدة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم) وأنت أخي صالح تُذكِّر الناس في العيد أن لا تنسيهم أفراحهم الآخرة، وزيارة القبور لتذَكُّر الآخرة علة منصوصة من الشارع، وتذكر الآخرة مطلوب في عيد وغيره، ولا يجوز منعه في عيد وغيره.
صالح: وعليه فإن من بدَّع بزيارة القبور يوم العيد يكون قد هجَر السنة مرتين: مرة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:(فزوروها )، ومرة ثانية في الحكمة والعلة وهي أنها تذكر بالآخرة (فإنها تذكر الآخرة) ، واستحضر علة برأيه وهي أن الزيارة تجدد الأحزان، مع أن العلة المنصوصة في السنة خلاف ذلك، وهذا يدل على خطورة الرأي في الدين حيث خصص بالمنع من غير مخصص شرع، وعطل العلة المنصوص عليها في السن بالقول ببدعية زيارة القبور يوم العيد.
ولكن ألا توجد مخالفات أثناء زيارة القبور، فلماذا لا نمنع زيارة المقابر لهذه المخالفات الشرعية، من باب سد الذريعة.
وليد: سد الذريعة ليس دليلا مستقلا، بل هو من باب الأمارة على الحكم، ولا يجوز أن يلغي السنة الثابتة بالدليل المستقل وهو النص الشرعي، ولا يجوز مقابلة السنة بالرأي والأمارة، فسَدُّ الذريعة في المباح، ولا يجوز إلغاء السنن النبوية بسد الذريعة، لأن سد الذريعة عندئذ يصح منع الشريعة.
صالح: فماذا نفعل بالمخالفات الشرعية الواقعة في زيارة القبور.
وليد: هذه المخالفات ليست خاصة بالعيد، فهي في العيد وغيره، لذا علينا مراجعة العوارض الممنوعة في الزيارة، وليس إلغاء السنن المشروعة خوفا من المخالفات الممنوعة، بل يزال الممنوع ويحافظ على المشروع.
صالح: أصول الفقه علم أصيل حارس للسنة النبوية، ويمُدُّ عمومات الشريعة في الواقع وينشرها.
وليد: صدقت يا صالح.
صالح: طال الحوار ولا بد أن نخلص لأهم النتائج.
وليد: حسنا هاك نتائج الحوار.
–وجوب حراسة عمومات الشريعة وأصولها العامة، وهي من أمرنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد»، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة دون قيد، والمحدِث في أمرنا هو من يُقيِّد المطلق شرعا ويطلق المقيَّد شرعا.
–زيارة القبور سُنة في كل وقت في عيد وغيره.
–الحذر من المخالفات في زيارة المقابر مع ضرورة إزالتها.
– التحذير من الاستدلال غير الصحيح بأصل سد الذرائع، فهو لا يلغي السنن والواجبات الشرعية.
–مقولة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى التفريق بين ترك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُعدُّ فعلا، وبين العدم الذي يهدم أصول الشريعة العامة.
–ما كان مطلقا شرعا فالبدعة في تقييده، وما كان مقيدا فالبدعة في إطلاقه.
–من علامات البدعة أنها تميت سنة، وتلغي نصوص الشرع.
–الدوام على فعل لا يُعد تخصيصا إذا كان الفعل أحد أفراد العام مثل المحافظة على تلاوة جزء من القرآن يوميا بعد العصر، وكذلك تكرار زيارة القبور في أوقات معينة.
–لم نعرف من يزعم أن زيارة القبور في يوم العيد لها خصوصية شرعية على غيرها من الأيام في الفضل، ومَن قال ذلك فقد زاد على الدين ما ليس منه وهو بدعة، ولا يجوز كالقول بالمنع، والزيادة في الدين كالنقص فيه فهما سواء، والواجب هو اتباع السنة بلا قيد ولا منع، مر.
–لا نفتش على قلوب الناس وتُحمل ظواهر أفعالهم على السلامة إلا إذا قامت البينة على خلاف ذلك، والأصل أن الناس مصدقون فيما يقولون.
–لا يجوز تبديع المسلمين وتفسيقهم دون موجب شرعي.
–ضرورة إجراء أبحاث علمية رصينة قبل إصدار فتاوى التبديع لعِظَم الأمر وخطورته، ويجب الحذر من النزعات الفردية، كما يجب التحرر من رؤية الحزب والجماعة، والانضواء تحت القواعد الأصولية الكلية التي تحافظ على نصوص الشريعة وتحرسها من تحكُّمات الرؤية الفردية، والواقع المنحرف.
–ضرورة الانحياز إلى القواعد الكلية الحوار مع أخي هل زيارة القبور يوم العيد بدعة
صالح: لا بد من تحذير الناس من البدع التي تحدث يوم العيد ومنها زيارة المقابر.
وليد: ولماذا تحرم الزيارة للقبور يوم العيد.
صالح: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولأن يوم العيد يوم فرح وسرور للمسلمين وليس تجديدا للأحزان، ناهيك عما يحدث في زيارة المقابر من المخالفات الشرعية كقول ما لا يجوز في الميت، والبكاء الممنوع، وما لا يجوز من القول.
وليد: لا بد من تحديد محل البحث، فزيارة القبور يوم العيد مسألة، وما يحدث في تلك الزيارة مسألة أخرى، فإذا جازت زيارة المقابر فيكون الإنكار على العوارض المحرمة في المقبرة.
صالح: بل نقول إن هذه الزيارة حرام سدا للذريعة على المحرم وهو تلك العوارض من الأفعال المحرمة في المقابر.
وليد: بما أنك قلت حرام سدا للذريعة، فهذا يعني أن زيارة العيد مباحة، وليست بدعة، لأن سد الذريعة يكون في المباح، أما البدعة في الدين فهي حرام تحريما أصليا كحرمة الخمر، والقتل، فلا نقول القتل حرام سدا للذريعة! لذلك عليك أن تحدد حكم زيارة القبور يوم العيد أولا ثم تتحدث عن سد الذريعة.
صالح: حسنا، ما حكم زيارة القبور يوم العيد؟
وليد: حكمها كزيارتها قبل العيد وبعده، وكأي وقت من الأوقات وهو أنها سُنة.
صالح: لماذا يخصص يوم العيد بالزيارة، لماذا لا يزور إلا في العيد، أليس هذا تخصيصا؟
وليد: ما معنى تخصيص وأين المخصِّص والمخصَّص.
صالح: فعل الرجل وأهله، لماذا يذهب كل عيد للمقبرة؟
وليد: الفعل وتكراره لا يعني تخصيصا، لأنك لو استغفرت مائتي مرة في اليوم وداومت على ذلك فلا يعد تخصيصا بمجرد المداومة على الفعل، كمن يقرأ جزءا من القرآن بعد العصر يوميا، فهو من أفراد المأمور به شرعا وهو تلاوة القرآن الكريم دون تحديد قدر ووقت، فكل القارئين مأجورون إذا داوموا على القراءة بعد العصر أم بعد المغرب، وحددوا جزءا أم حزبا .
صالح: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد».
وليد: حسنا لم يَزُر الرسول صلى الله عليه وسلم المقبرة يوم الثلاثاء مثلا، فلا نزورها في هذا اليوم، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد! أثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار المقبرة صباح يوم الثلاثاء، وكذلك صباح الأربعاء ومساء الأحد.
صالح: لا بد من محاربة البدع والضلالات، حتى لا يغير الدين.
وليد: قد تكون الغاية نبيلة ولكن كذلك الحكم الشرعي لا بد أن يكون على أصوله أيضا.
صالح: ولكن لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزيارة القبور يوم العيد لا دليل عليه.
وليد: من أصول النظر في الشريعة تعيين الدليل الذي يتنزل على محلِّه في الواقع، وهو زيار القبور يوم العيد، فلك أن تقول أين الدليل الذي يتنزل على مسألة زيارة القبور في العيد وغير العيد.
صالح: أين الدليل.
وليد: أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فهل هذا يُعد من (أمرنا)
صالح:نعم.
وليد: هل قيد النبي صلى الله عليه وسلم زيارة القبور في يوم أو وقت أو مكان .
صالح: لا.
وليد: فإذا لم يقيد النبي صلى الله عليه وسلم بوقت بل أطلق في الوقت والمكان، فهل يجوز لأحد أن يقيد ما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صالح: ما أطلقه الشارع فالبدعة في تقييده، وما قيده الشارع فالبدعة في إطلاقه، والحديث هنا أطلق الأمر بالزيارة،، فلم يحدد زمانا، والشارع لم يَنْس قيد المنع يوم العيد، قال تعالى: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64) سورة مريم، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) .
وليد: وبما أن الشارع لم يقيد، بل أطلق في الزمان والمكان، فهل تكون زيارة القبور في كل الأوقات من (أمرنا) أم من غير أمرنا.
صالح: بل من (أمرنا).
وليد: إذن، ما حكم زيارة العيد في كل وقت سواء كان عيدا، أم صباحا، أم مساء، أم الثلاثاء وغيره من الأيام.
صالح: كلها سواء لا فرق بين عيد وغيره.
وليد: ما حكم المقيد بالمنع في العيد برأيه ولم يأت بدليل مخصص أو مقيد من الشارع؟!
صالح: إذن البدعة في المنع، لأن المانع من الزيارة في وقت العيد أو في غيره، قيَّد ما أطلقه الشارع، وكما قلنا، ما أطلقه الشارع فالبدعة في تقييده، وما قيده فالبدعة في إطلاقه، لأن المبتدع يزيد على الشرع ما ليس منه، والتقييد بالمنع مما أطلقه الشارع من غير دليل شرعي فلا يجوز، وهو قيد زيادة على الدين ما ليس منه، وهو عين البدعة.
وليد: هل تلاحظ يا صالح ما فعَلَتْه التطبيقات غير الصحيحة لمقولة التاريخ (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) في نصوص الشريعة، وأنها تلغي عمومات الشريعة وأصولها العامة، وتقصر الشريعة على عدم التاريخ، وهذا من الأمثلة العملية الكثيرة على إلغاء عمومات الشريعة وأصولها بمقولة (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ومحاربة السنن الشرعية بهذه المقولة.
صالح: من علامات البدعة أنها تميت سنة، ولما كانت زيارة القبور سنة بنص الشارع دون قيد بزمن، فإن التبديع بزيارتها يميت سنة، وهي زيارة القبور في العيد، والسنة لم تفرق بين عيد وغيره، ولا ليل ونهار، وواضح أن علم أصول الفقه يمُدُّ نصوص الشريعة في الواقع، خلافا لمقولة (لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم) التي تلغي عمومات الشريعة وتحاصرها من التمدد والانتشار في الواقع، بسبب عدم التمييز بين الترك الذي هو حجة شرعية، والترك الذي هو عدم التاريخ.
وليد: نعم لا بد أن نميز بين تروك النبي صلى الله عليه وسلم التي تعتبر حجة، وهي من خطاب الشارع وبين العدم الذي لا يُعد فعلا، وكونه عليه السلام لم يُروَ عنه أنه زار العيد في وقت ما فهذا عدم رواية، أما الخطاب فهو أمره بزيارتها مطلقا، وهو مما قال الله تعالى فيه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)سورة الحشر ، فكيف نتبع عدم الرواية ونهجر الخطاب الشرعي؟!
صالح: ولكن يوم العيد يوم فرح وسرور، فلماذا تـُجدَّد الأحزان في هذا اليوم.
وليد: إن في زيارة القبور تذكر للموت والدار الآخرة، وهذا في كل وقت في عيد وغيره، وليست أحزانا لأن تذكر الموت والآخرة يدفع الإنسان للعمل وجاء في سنن الترمذي في الحديث عن القبور(فزوروها فإنها تذكر الآخرة) قال الترمذي: (حديث بريدة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم) وأنت أخي صالح تُذكِّر الناس في العيد أن لا تنسيهم أفراحهم الآخرة، وزيارة القبور لتذَكُّر الآخرة علة منصوصة من الشارع، وتذكر الآخرة مطلوب في عيد وغيره، ولا يجوز منعه في عيد وغيره.
صالح: وعليه فإن من بدَّع بزيارة القبور يوم العيد يكون قد هجَر السنة مرتين: مرة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:(فزوروها )، ومرة ثانية في الحكمة والعلة وهي أنها تذكر بالآخرة (فإنها تذكر الآخرة) ، واستحضر علة برأيه وهي أن الزيارة تجدد الأحزان، مع أن العلة المنصوصة في السنة خلاف ذلك، وهذا يدل على خطورة الرأي في الدين حيث خصص بالمنع من غير مخصص شرع، وعطل العلة المنصوص عليها في السن بالقول ببدعية زيارة القبور يوم العيد.
ولكن ألا توجد مخالفات أثناء زيارة القبور، فلماذا لا نمنع زيارة المقابر لهذه المخالفات الشرعية، من باب سد الذريعة.
وليد: سد الذريعة ليس دليلا مستقلا، بل هو من باب الأمارة على الحكم، ولا يجوز أن يلغي السنة الثابتة بالدليل المستقل وهو النص الشرعي، ولا يجوز مقابلة السنة بالرأي والأمارة، فسَدُّ الذريعة في المباح، ولا يجوز إلغاء السنن النبوية بسد الذريعة، لأن سد الذريعة عندئذ يصح منع الشريعة.
صالح: فماذا نفعل بالمخالفات الشرعية الواقعة في زيارة القبور.
وليد: هذه المخالفات ليست خاصة بالعيد، فهي في العيد وغيره، لذا علينا مراجعة العوارض الممنوعة في الزيارة، وليس إلغاء السنن المشروعة خوفا من المخالفات الممنوعة، بل يزال الممنوع ويحافظ على المشروع.
صالح: أصول الفقه علم أصيل حارس للسنة النبوية، ويمُدُّ عمومات الشريعة في الواقع وينشرها.
وليد: صدقت يا صالح.
صالح: طال الحوار ولا بد أن نخلص لأهم النتائج.
وليد: حسنا هاك نتائج الحوار.
–وجوب حراسة عمومات الشريعة وأصولها العامة، وهي من أمرنا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد»، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة دون قيد، والمحدِث في أمرنا هو من يُقيِّد المطلق شرعا ويطلق المقيَّد شرعا.
–زيارة القبور سُنة في كل وقت في عيد وغيره.
–الحذر من المخالفات في زيارة المقابر مع ضرورة إزالتها.
– التحذير من الاستدلال غير الصحيح بأصل سد الذرائع، فهو لا يلغي السنن والواجبات الشرعية.
–مقولة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى التفريق بين ترك النبي صلى الله عليه وسلم الذي يُعدُّ فعلا، وبين العدم الذي يهدم أصول الشريعة العامة.
–ما كان مطلقا شرعا فالبدعة في تقييده، وما كان مقيدا فالبدعة في إطلاقه.
–من علامات البدعة أنها تميت سنة، وتلغي نصوص الشرع.
–الدوام على فعل لا يُعد تخصيصا إذا كان الفعل أحد أفراد العام مثل المحافظة على تلاوة جزء من القرآن يوميا بعد العصر، وكذلك تكرار زيارة القبور في أوقات معينة.
–لم نعرف من يزعم أن زيارة القبور في يوم العيد لها خصوصية شرعية على غيرها من الأيام في الفضل، ومَن قال ذلك فقد زاد على الدين ما ليس منه وهو بدعة، ولا يجوز كالقول بالمنع، والزيادة في الدين كالنقص فيه فهما سواء، والواجب هو اتباع السنة بلا قيد ولا منع، مر.
–لا نفتش على قلوب الناس وتُحمل ظواهر أفعالهم على السلامة إلا إذا قامت البينة على خلاف ذلك، والأصل أن الناس مصدقون فيما يقولون.
–لا يجوز تبديع المسلمين وتفسيقهم دون موجب شرعي.
–ضرورة إجراء أبحاث علمية رصينة قبل إصدار فتاوى التبديع لعِظَم الأمر وخطورته، ويجب الحذر من النزعات الفردية، كما يجب التحرر من رؤية الحزب والجماعة، والانضواء تحت القواعد الأصولية الكلية التي تحافظ على نصوص الشريعة وتحرسها من تحكُّمات الرؤية الفردية، والواقع المنحرف.
–ضرورة الانحياز إلى القواعد الكلية العامة، والتخلي عن التعصب للفرد والجماعة والحزب في مسائل الشرع.
–تعتبر قواعد علم أصول الفقه حيادية لا علاقة لها بالأحزاب ولا بالجماعات، والا بالأفراد، وهي قواعد عابرة للزمان والمكان.
–نفرق بين الرشد الاجتماعي وهو أولوية الزيارة بين الأقارب أو زيارة القبور، وبين ما هو بدعة محرمة.
عامة، والتخلي عن التعصب للفرد والجماعة والحزب في مسائل الشرع.
–تعتبر قواعد علم أصول الفقه حيادية لا علاقة لها بالأحزاب ولا بالجماعات، والا بالأفراد، وهي قواعد عابرة للزمان والمكان.
–نفرق بين الرشد الاجتماعي وهو أولوية الزيارة بين الأقارب أو زيارة القبور، وبين ما هو بدعة محرمة.
قد تكون صورة ‏‏‏٦‏ أشخاص‏ و‏تحتوي على النص '‏هل زيارة القبور يوم العيد بدعة! كما يدعي البعض؟‏'‏‏
أعجبني
تعليق
مشاركة