بُبجي وما وراء الصنم
لا تقف المسألة عند تحديث في اللعبة (انحناء للصنم) يؤدي إلى تحريم اللعب بها وانتهى الموضوع!
بل يجب أن يكون هذا بمثابة "كفّ" أكلناه على وجوهنا ! يوقظنا على أشياء كثيرة:
1. على معنى أن تغزونا الأمم بغزوها الناعم من خلال الألعاب والرسوم والأفلام بما يَسلخ أبناءنا من دينهم ونحن لا نقوم بواجبنا لتحصينهم ومع ذلك نشتكي ذلة أمتنا وتفوق عدونا عسكريا وكأنه ما باليد حيلة لعمل شيء!
- هذا الانحناء للصنم إن كان واضحاً فإن في هذه الألعاب ما هو أخفى مما يعيد صياغة قِيم الشباب والأطفال وأخلاقهم ونفسياتهم ويُطَبِّعهم مع ما يمسخ فطرتهم. فحتى لو ألغت الشركة المصنعة هذا السجودالانحناء للأصنام، فسيبقى في اللعبة ما يدعو إلى "السجود اللاواعي" لقيم المشركين.
2. ردود أفعال البعض توقظنا على هزالة الدين "جِدَّاً" في حسه، كأن يقول لك أحدهم: "إيش فيها يا شيخ؟ كلها لعبة" !!!
- كلها لعبة؟! يعني لو طُلب منك في اللعبة أن تجعل الشخصية الكرتونية تسب الله فـ"مش مشكلة، كلها لعبة"؟! فهذا كفر وذاك كفر...أم أن "الكفر الإلكتروني" حلال والواقعي حرام؟!
مما يشعرك بأن دعوات التطبيع مع الكفر و"احترام الأديان" وإقامة المعابد الوثنية في بلاد المسلمين تعمل عملها في القلوب !
وسبحان الله ! هي نفس الكلمة التي قالها من قبلهم: ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) ..."مجرد لعب"..نفس العبارة ! فجاء الرد:
(قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ( 65 ) لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
لا لعبَ في الدين ! لا لعب في التوحيد ! لا لعب في الشرك !
لكنه هوانُ أمر الدين على من لم يذق حلاوة الإيمان...قال نبينا صلى الله عليه وسلم:
(ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان)...ثالثها: (وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار).
وقال: (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)...هكذا بكل سهولة ! يبيع دينه لأتفه شيء !
- "خلاص يا شيخ شالوا الانحناء للصنم"...سبحان الله ! شالوه، أما هزك فعلهم ابتداء؟! أما حرك الغيرة على دينك؟! ألم تحس بالــكفّ" على وجهك؟ أما تفهم معنى الغضب لله؟!
3. يعيش أبناؤنا وشبابنا فراغاً عقدياً ونفسياً كبيراً، من أهم أسبابه قلة التواصل مع الآباء. تقربوا لأبنائكم، عظموا الله في نفوسهم، حببوا إليهم الله ورسوله، وحينئذ سيغضبون لله، ويشعرون بالأنفة والحمية للدين والغيرة عليه...(وكرَّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان). فكما قال ابن تيمية: (الإنسان لا يترك محبوباً إلا بمحبوبٍ آخر يكون أحب إليه منه، أو خوفاً من مكروه. فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح، أو بالخوف من الضرر).
والله المستعان....
انتظروا قريباً بإذن الله حلقة التربية ضمن سلسلة المرأة...