استعمال الصبغة السوداء للرجال والنساء ، حلال أم حرام..؟!
الجواب:
أولا: اختلف العلماء في حكم استعمال الصبغة السوداء، فذهب الجمهور إلى الكراهة ، وجزم الشافعية بالتحريم..
-------------
ثانيا: القول الراجح هو قول الجمهور للأسباب الآتية:
١- الأصل في الأشياء الإباحة ، والأحاديث التي حرمت الصبغ بالسواد في صحتها خلاف ، وإن صحت فهي محمولة على الكراهة.
٢- ورد عن تسعة من الصحابة الصبغ بالسواد كما قال (ابن القيم) ، ومنهم الحسين (رضي الله عنه) كما في صحيح البخاري ، وهذه الأمور ظاهرة لا تخفى ، فلو كان ممنوعا لأنك عليهم الصحابة أشد النكير.
----------------
ثالثا: الرد على من قال بالتحريم لورود حديثين في ذلك كالآتي:
١- أما حديث (سيكون أقوام يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة) ضعفه بعض العلماء كابن الجوزي في (الموضوعات) ، ويقتضي لو صح أن الصبغ بالسواد من الكبائر وهذا بعيد..
كما أن بعض العلماء تأوله بأن هذه صفة قوم يفعلون البدع والمنكرات وليس المراد ذم الصبغ بالسواد.
٢- حديث (وجنبوه السواد) رغم أنه في صحيح مسلم ، إلا أن هذه الزيادة غير محفوظة عند بعض أهل العلم
فقد سُئل (أبو الزبير) راوي الحديث عن جابر: هل سمعت النهي عن الصبغ بالسواد فأجاب بالنفي
وكان (ابن جريج) أحد رواة الحديث يصبغ بالسواد ، مما يؤكد على ضعف زيادة (وجنبوه السواد)
كما أن النهي قد يكون على سبيل الكراهة لا التحريم ، وكأن المعنى جنبوا هذا الشيخ الكبير الصبغ بالسواد لأنه لا يلائم سنه ، فكان النهي للإرشاد فقط.
------------
الخلاصة: الصبغ بالسواد ليس حراما للرجل أو المرأة على الراجح، وأقصى ما فيه أنه مكروه فحسب وهو مذهب الجمهور.
