السبت، 22 مايو 2021

حماس_وشكر_إيران_في ميزان الشرع

 حماس_وشكر_إيران_في ميزان الشرع 

يقول المعارضون واعداء حماس:
لا مجال للمساومة على عقيدة أهل السنة، وأي تنازل عليها لأجل الحصول على قطعة سلاح أو مال أو أرض فهو مرفوض كرفضنا لعقيدة الرفض أو التشيع الخبيثة؛ 

فلأن يموت المسلم سنيا ولا يحرر القدس أهون في ميزان الشرع  من أن يصبح رافضيا ويحرر القدس، 

فلا قيمة لأي مسجد ولا منبر - مهما عظم شأنه - يتبنى عقيدة الطعن في عرض أم المؤمنين عائشة وعقيدة السب لأبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة، والتشكيك في حفظ القرآن الكريم وغيرها من عقائد الشيعة التي تطعن في ثوابت الدين. 
-----


وإلى يومنا هذا ، لا أعلم أن أهلنا في غزة تشيعوا، ولا يوجد لحماس مخطط لتشييع المسلمين في غزة أو فلسطين، بل الذي يشهد له الواقع في غزة ممارسة العقيدة السنية كباقي البلاد السنية، ولله الحمد، وما قد يوجد من تقصير في هذا الجانب في غزة فهو موجود في سائر البلدان السنية، وما يسري على هذه البلدان يسري على غزة، ولا يجوز الكيل بمكيالين.

تبقى مسألة لا بد من التعرض لها تتعلق بشكر حماس لمن ساعدها بتطوير سلاحها وقدراتها العسكرية، والمقصود شكر دولة إيران، وهنا بكل وضوح أقول:

1 - لا يوجد في دينا ما يمنع شكر الكافر  أو المبتدع إذا أحسن للمسلم وقدم له مساعدات يحتاج إليها، بل الموجود عكس ذلك كما دل عليه عموم قوله صلى الله عليه وسلم: " لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ ". فالكافر أو المبتدع من عموم الناس، ولا يجوز تخصيصه دون مخصص مقبول.

2 - لا يجوز شكر الكافر  الذي قدم مساعدات أو المبتدع بما يفضي الى تزكية عقيدته المنحرفة أو منهاجه المبتدع، فالشكر يجب أن ينصب على المساعدات التي قدمت فقط ولا تتجاوز إلى غيرها.

3 - يجب التفريق بين عبارة "شكر إيران" وبين عبارة "شكر "الرافضة أو الشيعة" ، فالعبارة الأولى تشير الى كيان سياسي والثانية تشير إلى كيان عقدي وديني، والأولى جائزة اذا كان سبب الشكر  غير مشروط بما يمنع شرعا، والثانية غير جائزة دون التفاف إلى أسباب الشكر.

4 - يجوز لحماس أن تشكر دولة إيران اذا قدمت لها معروفا ومساعدات ولم تشترط عليها ما يخل بعقيدتها أو ما يمكن لإيران من السيطرة سياسيا على غزة أو فلسطين.

5- تلام حماس لو أنها رفضت المساعادات التي ترتبط بتطوير سلاحها وقدراتها العسكرية من الدول السنية وفضلت إيران عليها،  ولكن الواقع أن ما يسمى بالدول السنية تخلت عن حماس في هذا الجانب ولم تقدم أي شيء يذكر، والجهاد أو المقاومة العسكرية تحتاج إلى سلاح لا إلى شعارات.

وأخيرا، من يلوم حماس على شكرها لإيران رغم لاتزامها بالشروط المذكورة آنفا فهو أحد رجلين: 

إما متلبس بالفكر المدخلي المنحرف الذي من حمقاته مثلا تنصيب حفتر واليا شرعيا على اللبيين تجب طاعته... ،

 أو إما واقع في مذلة التطبيع مع الكيان الصهيوني ويرى أن كل من يناهض التطبيع يجب التشهير به وإقصاؤه.  

د. رشيد بنكيران
و اي دولة سنية ب تصنع سلاح ، كلهم يشترون السلاح من الملحدين ،او الشيوعيين ، وحتى من الصهاينة ، لقتل يا اما شعبهم اما قتل المسلمين من دول الجوار كما وقع في اليمن ، اههههه نسيت أن علماءكم اجازوا الاستعانة بالكفار حتى ولو كانو صهاينة أو مجوس ،وحرموا الاستعانة بالاخوان أو الشيعة ،،،

موازنة مغلوطة من بدايتها . من قال لك ان شكرهم لايران يجعل منهم شيعة . يعني السعودية لما استعانت بالامريكان و الامريكان دخلوا بالعدد و العدة و ليس العدة فقط كحال ايران لماذا لم تقولوا ان السعوديون اصبحوا نصارى ووووو . تجار الدين كلاب الطواغيت . تحيا حماس و شكرا ايران و الموت لحكام العربان

⭕هنية: شكرا لدولة #قطر التي قامت بدورها في حركتها السياسية والدبلوماسية لوقف هذا العدوان.
⭕هنية: أوجه الشكر لأشقائنا في #مصر الذين واكبوا المعركة معنا يوما بيوم ومارسوا دورهم التاريخي لكبح جماح العدوان.
⭕هنية: نشكر #إيران التي قدمت المال والسلاح لمقاومتنا في غزة.
⭕هنية: سنعيد الإعمار في غزة ونبني ما دمرته آلة العدو ولن نتخلى عن واجباتنا والتزاماتنا تجاه أسر الشهداء والأسرى.
⭕هنية: يجب تعزيز العلاقة مع المجتمع الدولي ورأينا تغيرا كبيرا يطرأ على المجتمعات الأوروبية وداخل أمريكا.
⭕هنية: يجب تعزيز العلاقة مع محيطنا العربي والإسلامي ورأينا كيف وقفت الأمة بأطيافها وطوائفها خلف القدس.
⭕هنية: في ضوء القراءة الأولية للوقائع مطلوب منا في المرحلة القادمة أن نمضي على مسارات استراتيجية متعددة.
⭕هنية: هذا نصر مركب على المستوى الوطني الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وعلى مستوى المجتمع الدولي.
⭕هنية: المقاومة تملك عقلا مبدعا وهذه الإبداعات شهدها العالم كله على كل المستويات.
⭕هنية: هذه انتفاضة في الضفة الغربية وثورة في أراضي الثمانية والأربعين وفي المنافي.
⭕هنية: حينما قلنا للعدو لا تلعب بالنار وارفع يدك عن المسجد الأقصى كنا ندرك ما نقول ويدركه العدو.

يتساءل البعض اين الانتصار لإخواننا في غزة ؟؟؟


هناك وجهات نظر عند قراءة نتائج الحرب :
1_ سقوط اعلان القدس عاصمة لاسرائيل عمليا... ووضعها كليا تحت حماية المقاومةوبالتالي لاول مرة يشعر المقدسيون ان هناك من يحميهم ومن يمنع عنهم التهجير
2_ فشل القبة الحديدية التي كلفت اسرائيل مئات الملايين من الدولارات حتى اصبحت تدعي قدرتها على التصدي ل90٪ من الصواريخ لكن واقعيا تبين ان فعاليتها لا تتجاوز ال40% وانها غير قادرة على حماية الاسرائيليين
3_ قدرة المقاومة على الوصول بضرباتها ا الى كل المدن وهذا يعني ان الامن الذي كانت تنعم به اغلب المدن صار من الماضي
4_ فشل (النتن يا هو) في تدمير شبكة انفاق غزة ومنصاتها...وفشله الذريع في استخدام سلاحه البري في القضاء على المقاتلين الفلسطينيين
5_ فرض معادلة جديدة على قاعدة (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا )
لقد حاصرت غزة الكيان الغاصب فاغلقت موانئه ومطاراته ومدارسه واجبرت مواطنيه على المبيت في الملاجئ وفرضت حظر تجول عليهم واستهدفت قواعده الجوية ومنصات الغاز والنفط والكهرباء وغيرها فضلاً عن خسارته المادية التي تقدر بمليارات الدولارات
6_ الخوف الواضح وعدم التجرؤ على الدخول في معركة برية يثبت مدى جبن وهشاشة جيش العدو على الارض
7_ انتفاضة اراضي ال48 ودخولهم في مواجهة مع العدو انهى ما يسمى بالدولة العلمانية اليهودية واظهر عنصريتها وقلب كل معادلاتها وافشل كل ما فعلته من اجل مسخ هوية الفلسطينيين فيها
8_ كسرت حماس عزلتها واعادت الثقة بها في العالم العربي والاسلامي ونفت عنها تهمة التبعية لايران والتحرك بالريموت كونترول لتحقيق مصالحها
9_ تبين للقاصي والداني ان ايران وفروعها المعروفة لم تكن تريد هذه المواجهة ولا ترغب بها وان حماس تحركت انطلاقا من مبادئها لا من مصالحها كما تبين ان جزءاً كبيراً من الاعداد العسكري نتج من العقول الفلسطينية المبدعة التي عملت على تطويره بحيث اصبح (ابعد واقوى)
10_ سقط التطبيع وسقط المطبعون.وتحولوا الى حثالة في نظر العرب والمسلمين في العالم ومهما حاولوا بعد اليوم لن يستطيعوا تسويق تطبيعهم
واهم من كل ذلك
عودة اليقين الى الامة بقرب التحرير تحت راية لا اله الا الله وليس تحت اية راية اخرى.....

مامعنى التبرك ؟!

 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه، صلى الله على محمد وعلى كل رسول أرسله.

أما بعد عبادَ الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ العليِّ العظيم. يقولُ ربُّنا عزّ وجل عن حبيبِه المصطفى صلى الله عليه وسلم:وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" (سورة الأنبياء / 107). وقال عليه الصلاة والسلام:" إنما أنا رحمةٌ مُهدَاة " (رواه الطبراني في معجمِه الأوسط).

سيّدُنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو الرَّحمةُ المُهدَاة، صاحبُ الشفاعةِ العُظمَى، نتوسَّلُ به إلى الله تعالى ونَتبرَّكُ بهِ رجاءَ أن يَعُمَّنا الخيرُ منَ الله تعالى. فإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كلُّه بَرَكَة.

وإذا سألتَنِي يا أخي عن معنى التبرك، فإنَّ معنى التبركِ هو طلبُ زيادةِ الخيرِ من الله تعالى. ولقد كان الصحابةُ رِضوانُ الله عليهم يتبرّكونَ برسولِ الله وآثاره صلى الله عليه وسلم في حياتِه وبعدَ مماتِه، ولا زالَ المسلمونَ بعدَهُم إلى يومِنا هذا على ذلك.

أيها الأخُ المسلمُ الذي يُحِبُّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، هل تعلم كيفَ كان حُبُّ الصّحابةِ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ كيفَ كانوا يُعظِّمونَه ويَقتَدُونَ به ويتبرّكونَ به؟ كيفَ كانوا يُطرِقُونَ مِن هَيبتِه؟. رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أعظَمُ في نُفوسِنا ونفوسِهم مِن كلِّ إنسان.

تعالوا نرجعُ الآنَ إلى حجّةِ الوداع، التي ماتَ بعدَها صلى الله عليه وسلمَ بزمانٍ قليل. فقد روى البخاريُّ ومسلمٌ أنه صلى الله عليه وسلم قسَّمَ شعرَه بين الناسِ بعدَ حلقِه في حجةِ الوداع.

وفي صحيحِ مسلم:فبدأ بالشِقِّ الأيمنِ فوزّعَه الشعْرةَ والشعرتينِ بين الناس، ثم قال بالأيسرِ فصنعَ مثلَ ذلك ثم قال ههنا أبو طَلحةَ فدفَعَهُ إلى أبي طلحة".

فمعنى الحديثِ أن سيّدَنا محمداً صلى الله عليه وسلم وزَّعَ بنفسِه بعضاً من شعرِه بين الناس الذين يَلُونَه، وأعطى بعضاً لأبي طلحةَ لِيُوزّعَه في سائرِهم، فأخذ أحدُهم شعرةً والآخرُ أخذَ شعرتين، فكانوا يتبركونَ به في حياته وبعدَ وفاتِهِ صلى الله عليه وسلم، حتى إنهم كانوا يَغمسونَه في الماءِ فيَسقُونَ هذا الماءَ بعضَ المرضَى تبرُّكاً بأثرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.

إذًا، أيها الأحباب، فقد قسَّم صلى الله عليه وسلم شعَرَه بين الصحابةِ ليتبركوا به وليستشفعوا إلى الله تعالى بما هو منه، ويتقرَّبوا بذلكم إلى الله تعالى. قَسَمَه بينهم ليكونَ بركةً باقيةً بينهم وتَذْكرةً لهم. ثم تبعَ الصحابةَ في خُطَّتِهم في التبرك بآثارِه صلى الله عليه وسلم مَن أسعَدَهُ اللهُ تعالى، وتواردَ ذلك الخلفُ عنِ السلف.

أيها المسلمون، وأما اقتسامُ الأظفارِ، فقد أخرجَ الإمامُ أحمدُ في مُسندِه أنه صلى الله عليه وسلم قلّمَ أظفارَه وقسَّمها بين الناس، ليَتبرّكُوا بها.

وأمَّا جُبَّتُه صلى الله عليه وسلم فقد أخرجَ مسلمٌ في الصحيحِ عن مولى أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضي الله عنهم قال:" أَخرَجَتْ إلينا جُبَّةً طَيَالِسَةً كِسْرَوانيةً لها لِبْنَةُ ديباجٍ وفرجَيها مكفوفَين وقالت: هذه جبةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كانتْ عندَ عائشةَ فلما قُبضَت قبضتُها وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلبَسُها فنحنُ نغسِلُها للمرضَى نَستشفي بها".

 

إنّ اقتسامَ الشعرِ في الآثارِ                 وقِسمةُ الأظفارِ أيضاً تُسنَدُ

وجُبَّةُ النبيِّ سَلْ أسماءَ                     رواه مسلمٌ كذا البخارِي

صحيحةً كما رواها أحمدُ                   أما رأتْ في مائِها الشفاءَ

 

أيها الأحباب، إذا كان هذا حالُ الشعرةِ والظّفرِ والجبةِ فكيف ببركةِ كفِّه صلى الله عليه وسلم.

             ومسحُ أحمد لرأسِ حنظلَة      مَن جاءَهُ والوجْهُ مِنه وارمُ

            بركةُ النبيِّ طابَ عَرُفهُ               بكفِّهِ وداعياً بالخيرِ لَه

            بمسحِهِ يعودُ وهو سالِـمُ   موضعُ كَفِّه فكيفَ كفُّهُ

 

 

فقد روى الطبرانيُّ وغيرُه عن حَنظلةَ بنِ حَذْيَم قال:" وفَدْتُ معَ جدِّي حَذْيَمَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ يا رسولَ الله إنَّ لي بنينَ ذَوِي لِحًى وغيرَهم وهذا أصغرُهم فأدناني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومسحَ رأسِي وقال:بارك اللهُ فيك". قال الذيّال: فلقدْ رأيتُ حنظلةَ (أي هذا الذي مسحَ الرسولُ رأسَه بكفِّه) يُؤتَى بالرَّجُلِ الوارمِ وجهُه أو الشاةِ الوارِمِ ضرعُها فيقولُ: بسم الله على موضعِ كفِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فيمسحُه فيذهبُ الورم).

 

   بركةُ النبيِ طابَ عَرفُه                  وخالدٌ للجيشِ في قلنسوَة

   لأنَّ في الطياتِ شعراتِ النبيّ           موضعُ كفِّهِ فكيفَ كفُّهُ

   قال اطلُبُوا سبب ذاك ما هوَه            وذاكَ في اليرموكِ يروي البيهقيّ

 

 

سيّدُنا خالدُ بنُ الوليد رضي الله تعالى عنه ذلك القائدُ العظيم، وفي معركةِ اليرموك فَقَدَ ذلك القائدُ خالدُ بنُ الوليد قلنسوةً له فقال: اُطلبُوها، فلم يجدُوها. ثم طَلبُوها فوجدُوها، فقال خالد: اِعتمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (أي أدّى عُمْرةً) فحلقَ رأسَه فابتدرَ الناسُ جوانبَ شعرِه فسبقتُهم إلى ناصيتِهِ (أي مقدمةِ رأسِه) فجعلتُها في هذه القلنسوة فلم أشهدْ قتالاً وهي معي إلا رُزقتُ النصر.

إخوة الإيمان، هكذا كان حالُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلمَ بينَ الصحابةِ يُعظمونَه ويقتَدُونَ به ويُطيعونَه ويحبونَه أكثرَ منْ أنفسِهم ويتبركونَ بهِ وبآثارِه صلى الله عليه وسلم، وهكذا ينبغي أن نكونَ نحن.

أيها الأحباب، رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بركةٌ في حياتِه وبعدَ مماتِه وهو الذي سَنَّ فِينَا سُنةَّ التبرُّكِ بهِ وبآثارِه صلى الله عليه وسلم فتمسكُوا بِسُنَّتِهِ ولا تُعرِضُوا عنها.

يا إخوتي من فضله تبركوا                       تمسَّكوا بِهَدْيِه لا تتركوا

 

نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا ببركات الأنبياء والأولياء والصالحين.

وقفات مع حديث الجارية - أين الله ؟!

 



الجواب:

 وأما الحديث المعروف بحديث الجارية فقد قال فيه الإمام النووي في شرح صحيح مسلم الجزء الخامس  كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة باب تحريم الكلام في الصَّلاة ونسخ ما كان من إباحته : ” هذا الحديث من أحاديث الصّفات، وفيها مذهبان تقدَّم ذكرهما مرَّات في كتاب الإيمان: أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أنَّ الله ليس كمثله شىء، وتنـزيهه عن سمات المخلوقات. والثَّاني: تأويله بما يليق به.فمن قال بهذا قال: كان المراد امتحانها هل هي موحِّدة تقرُّ بأنَّ الخالق المدبِّر الفعَّال هو الله وحده، وهو الَّذي إذا دعاه الدَّاعي استقبل السَّماء، كما إذا صلَّى المصلِّي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنَّه منحصر في السَّماء، كما أنَّه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأنَّ السَّماء قبلة الدَّاعين، كما أنَّ الكعبة قبلة المصلِّين، أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان الَّتي بين أيديهم، فلمَّا قالت: في السَّماء علم أنَّها موحِّدة وليست عابدة للأوثان. قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ} [الملك: 16] ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّلة عند جميعهم” انتهى.

وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في كتابه المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه :” وقيل في تأويل هذا الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم سألها بأين عن الرتبة المعنوية التي هي راجعة إلى جلاله تعالى وعظمته التي بها باين كلَّ مَن نُسبت إليه الإلهية وهذا كما يقال: أين الثريا من الثرى؟! والبصر من العمى؟! أي بعُدَ ما بينهما واختصت الثريا والبصر بالشرف والرفعة على هذا يكون قولها في السماء أي في غاية العلو والرفعة وهذا كما يقال: فلان في السماء ومناط الثريا” اهـ .

وقال الرازي أيضا في كتابه أساس التقديس:” إن لفظ أين كما يجعل سؤالا عن المكان فقد يجعل سؤالا عن المنـزلة والدرجة يقال أين فلان من فلان فلعل السؤال كان عن المنـزلة وأشار بها إلى السماء أي هو رفيع القدر جدا ” .اهـ

وفي كتاب إكمال المعلم شرح صحيح مسلم للإمام محمد بن خليفة الأبي ما نصه: وقيل إنما سألها بأين عما تعتقده من عظمة الله تعالى، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلاله في نفسها، فقد قال القاضي عياض لم يختلف المسلمون في تأويل ما يوهم أنه تعالى في السماء كقوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء}.اهـ ومثله في كتاب مكمل إكمال الإكمال شرح صحيح مسلم للإمام محمد السنوسي الحسني.

وقال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :

فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين الله فأشارت إلى السماء) ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانًا، ولا حجة لهم في الآية، لأن الكفر خبث من حيث الاعتقاد، والمصروف إلى الكفارة ليس هو الاعتقاد إنما المصروف إلى الكفارة المالية، ومن حيث المالية هو عيب يسير على شرف الزوال”اهـ.

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح سنن الترمذي : ” أين الله؟ والمراد بالسؤال بها عنه تعالى المكانة فإن المكان يستحيل عليه.اهـ

وقال الحافظ ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه بعد رواية حديث معاوية بن الحكم : قلت ”  قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها.اهـ

وقال الباجي: لعلها تريد وصفه بالعلو وبذلك يوصف كل من شأنه العلو فيقال فلان في السماء بمعنى علو حاله ورفعته وشرفه.اهـ

وقال البيضاويلم يرد به السؤال عن مكانه فإنه منـزه عنه والرسول أعلى من أن يسأل ذلك.اهـ

وقال الإمام الحجة تقي الدين السبكي في رده على نونية ابن قيم الجوزية المسمى بالسيف الصقيل: أما القول فقوله صلى الله عليه وسلم للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل لأنه مشَّاء على بدعة لا يقبل غيرها.اهـ

قال الفخر الرازي: وأما عدم صحة الاحتجاج بحديث الجارية في إثبات المكان له تعالى فللبراهين القائمة في تنـزه الله سبحانه عن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات، قال الله تعالى: {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} [الأنعام:12] وهذا مشعر بأن المكان وكل ما فيه ملك لله تعالى، وقال تعالى: {وله ما سكن في الليل والنهار} [الأنعام:13] وذلك يدل على أن الزمان وكل ما فيه ملك لله تعالى فهاتان الآيتان تدلان على أن المكان والمكانيات والزمان والزمانيات كلها ملك لله تعالى وذلك يدل على تنـزيه الله سبحانه عن المكان والزمان.اهـ

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسر في كتاب التذكار في أفضل الأذكار: لأن كل من في السموات والأرض وما فيهما خلق الله تعالى وملك له وإذا كان كذلك يستحيل على الله أن يكون في السماء أو في الأرض إذ لو كان في شىء لكان محصورا أو محدودا ولو كان كذلك لكان محدثا وهذا مذهب أهل الحق والتحقيق وعلى هذه القاعدة قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء} وقوله عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، ولم يُنكر عليها وما كان مثله ليس على ظاهره بل هو مؤول تأويلات صحيحة قد أبداها كثير من أهل العلم في كتبهم.اهـ

وقال بعض العلماء إن الرواية الموافقة للأصول هي رواية مالك وفيها أن الرسول قال لها: “أتشهدين أن لا إله إلا الله” قالت: “نعم” قال: “أتشهدين أني رسول الله” قالت: “نعم”. أخرجها الإمامان إماما أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل ومالك بن أنس رضي الله عنهما.

أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمَةٍ سوداء فقال: “يا رسول الله إن عليَّ رقبه مؤمنة فإن كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها” فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: “أتشهدين أن لا إله الا الله” قالت: “نعم”، قال: “أتشهدين أني رسول الله” قالت: “نعم”، قال: “أتؤمنين بالبعث بعد الموت” قالت: “نعم”، قال: “أعتقها“، ورجاله رجال الصحيح.

وفي رواية لابن الجارود بلفظ: أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ قالت نعم، قال: اعتقها فإنها مؤمنة. وهي رواية صحيحة.

ومنها ما رواه الإمام ابن حبان في صـحيحـه عن الشريد بن سويد الثقفي قال قلت: يا رسول الله إن أمي أوصت أن نعتق عنها رقبة وعندي جارية سوداء قال: ادع بها، فجاءت فقال: من ربك؟ قالت: الله، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة. ورواه أيضا بهذا اللفظ النسائي في الصغرى وفي الكـبرى والإمام أحمد في مسنده والطبراني والبيهقي ورواه أيضا بهذا اللفظ ابـن خزيمة في كتابه الذي سماه كتاب التوحيد من طريق زياد بن الربيع عن بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن الشريد.

قال بعض العلماء : ظاهر هذا  الحديث ( الذي فيه حكم على الجارية بالإسلام لأنها قالت : في السماء ) يخالف الحديث المتواتر الذي رواه خمسة عشر صحابيا. وهذا الحديث المتواتر الذي يعارض حديث الجارية قوله عليه الصلاة والسلام: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله}.هذا الحديث فيه أنّ الرسول لا يحكم بإسلام الشخص الذي يريد الدخول بالإسلام إلا بالشهادتين. لأن من أصول الشريعة أن الشخص لا يحكم له بقول ” الله في السماء ” بالإسلام لأن هذا القول مشترك بين اليهود والنصارى وغيرهم وإنما الأصل المعروف في شريعة الله ما جاء في الحديث: ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله “اهـ  ولفظ رواية مالك : أتشهدين ، موافق للأصول . لذا حكم الحافظ أبو بكر البيهقي وغيره باضطراب حديث الجارية هذا.  

– الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى قال في ” الأسماء والصفات ” : ” وهذا صحيح قد أخرجه مسلم مقطعا من حديث الاوزاعي وحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ؟ وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه ، وقد ذكرت في كتاب الظهار من السنن مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث ” (انظر السنن الكبرى 7 / 388) .

– الحافظ البزار قال بعد أن روى الحديث من طريق من طرقه (كما في كشف الاستار 1 / 14) : ” وهذا قد روي نحوه بألفاظ مختلفة ” .

-قال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار :

فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا” اهـ

– قال الامام الحافظ تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه ” السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ” ص (94) : ” أقول : أما القول : فقوله  للجارية ” أين الله ؟ قالت : في السماء ” وقد تكلم الناس عليه قديما وحديثا والكلام عليه معروف ولا يقبله ذهن هذا الرجل “اهـ

-الحافظ ابن حجر العسقلاني قال في ” التلخيص الحبير ” (3 / 223) ما نصه : ” وفي اللفظ مخالفة كثيرة ” اه‍ .

قال الحافظ في ” فتح الباري ” (1 / 221) : ” فإن إدراك العقول لاسرار الربوبية قاصر فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف ؟ كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث . . ” اه‍ .

– المحدث الكوثري حكم بالاضطراب في تعليقه على ” الأسماء والصفات ” ص (422) فقال :  ” وقصة الجارية مذكورة فيما بأيدينا من نسخ مسلم لعلها زيدت فيما بعد إتماما للحديث ، أو كانت نسخة المصنف ناقصة ؟ وقد أشار المصنف – أي البيهقي – إلى اضطراب الحديث بقوله (وقد ذكرت في كتاب الظهار – من السنن – مخالفة من خالف معاوية بن الحكم في لفظ الحديث) . . . ” اه‍

 وفي تعليقه رحمه الله تعالى على كتاب الحافظ السبكي ” السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل ” ص (94) توسع في مبحث اضطرابه .

– المحدث عبد الله ابن الصديق ذكر في تعليقه على كتاب ” التمهيد ” (7 / 135) للحافظ ابن عبد البر عن لفظ ” أين الله ” ما نصه : ” رواه مسلم وأبو داود والنسائي . وقد تصرف الرواة في ألفاظه ، فروي بهذا اللفظ كما هنا وبلفظ ” من ربك ؟ ” قالت : الله ربي . وبلفظ ” أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ ” قالت : نعم . وقد أستوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي . . . “

فإن قيل : كيف تكون رواية مسلم : أين الله ، فقالت : في السماء ، الى ءاخره مردودة مع إخراج مسلم له في كتابه وكل ما رواه مسلم موسوم بالصحة ، فالجواب : أن عددا من أحاديث مسلم ردها علماء الحديث وذكرها المحدثون في كتبهم كحديث أن الرسول قال لرجل : إن أبي وأباك في النار ، وحديث إنه يعطي كل مسلم يوم القيامة فداء له من اليهود والنصارى ، وكذلك حديث أنس : صليت خلف رسول الله وأبي بكر وعمر فكانوا لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم . فأمّا الأول ضعفّه الحافظ السيوطي ، والثاني رده البخاري ، والثالث ضعّفه الشافعي.

فائدة : تضعيف السيوطي في كتابه مسلك الحنفا في نجاة أبوَي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتضعيف الإمام الشافعي مذكور في كتب الحديث المطولة كشرح ألفية العراقي في علم الحديث (فتح المغيث) للعراقي نفسه، أما تضعيف البخاري ففي فتح الباري قال الحافظ ابن حجر ما نصه: وقد أخرج أصل الحديث مسلم من وجه آخر عن أبي بردة بلفظ إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فداؤك من النار: قال البيهقي ومع ذلك فضعفه البخاري وقال الحديث في الشفاعة أصح.انتهى

ولو صح حديث الجارية لم يكن معناه أن الله ساكن السماء كما توهم بعض الجهلة بل لكان معناه أن الله عالي القدر جدا ، وعلى هذا المعنى أقر بعضهم صحة رواية مسلم هذه.

ونقول للمشبهة : لو كان الأمر كما تدعون من حمل ءاية (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) ) على ظاهرها وحمل حديث الجارية على ظاهره لتناقض القرءان بعضه مع بعض والحديث بعضه مع بعض ، فما تقولون في قوله تعالى ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115)) فإمّا أن تجعلوا القرءان مناقضا بعضه لبعض والحديث مناقضا بعضه لبعض فهذا اعتراف بكفركم لأن القرءان ينـزه عن المناقضة وحديث الرسول كذلك ، وإن أولتم ءاية ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) ولم تأولوا ءاية الاستواء فهذا تحكّم أي قول بلا دليل .

وقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا كان أحدكم في صلاته فإنه يناجي ربه فلا يبصقن في قبلته ولا عن يمينه فإن ربه بينه وبين قبلته ” ،  وهذا الحديث أقوى إسنادا من حديث الجارية .

وأخرج البخاري أيضا عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “: (يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده). ” .

وفي مسند الامام أحمد :”  أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم ما تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا ان الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته“. اهـ

فيقال للمعترض : إذا أخذت حديث الجارية على ظاهره وهذين الحديثين على ظاهرهما لَبَطَلَ زعمك أن الله في السماء وإن أَوَّلْت هذين الحديثين ولم تؤوِّل حديث الجارية فهذا تحكم ـ أي قول بلا دليل ـ ويصدق عليك قول الله في اليهود ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ )(البقرة: من الآية85) وكذلك ماذا تقول في قوله تعالى : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115) فإن أوَّلته فلِمَ لا تؤول حديث الجارية . وقد جاء في تفسير هذه الآية عن مجاهد تلميذ ابن عباس : ” قِبلَةُ الله ” ، ففسر الوجه بالقبلة ، أي لصلاة النفل في السفر على الراحلة .

وفي صحيح مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فأكثروا الدعاء ” . اهـ

ونختم هذا الجواب بما في كتاب رد المحتار على الدر المختار > كتاب الصلاة > باب شروط الصلاة

استقبال القبلة ) حقيقة أو حكما كعاجز ، والشرط حصوله لا طلبه، وهو شرط زائد للابتلاء قوله (للابتلاء ) علة لمحذوف أي شرطه الله تعالى لاختبار المكلفين لأن فطرة المكلف المعتقد استحالة الجهة عليه تعالى تقتضي عدم التوجه في الصلاة إلى جهة مخصوصة فأمرهم على خلاف ما تقتضيه فطرتهم اختبارا لهم هل يطيعون أو لا كما في البحر ح . قلت : وهذا كما ابتلى الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم حيث جعله قبلة لسجودهم. اهـ

-

الجواب :  نجيب على هذا السؤال بنقل هاتين الفائدتين

1-أصدرت مجلة الأزهر، وهي مجلة دينية علمية تصدرها مشيخة الأزهر، في المحرم سنة 1357 هـ في تفسير سورة الأعلى، ص 16 و 17:

" والأعلى صفة الرب، والمراد بالعلو العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان والجهة، لتنـزهه عن ذلك .

واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو المكاني عليه تعالى خلافا لبعض الجهلة الذين يخبطون خبط عشواء في هذا المقام فإن السلف والخلف متفقان  على التنـزيه ".انتهى

2- وأصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا عاما تحت رقم 2514 لسنة 2005 تحث المسلمين على الثبات على العقيدة السنية،  ومما جاء في البيان:

" من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان، لأن المكان والزمان مخلوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شىء من خلقه، بل هو خالق كل شىء وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين، وقد عبر عن ذلك أهل العلم بقولهم:" كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان ".

وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر، لأنه تعالى منـزه عن مشابهة المخلوقين.

وعقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة". انتهى بيان دار الإفتاء المصرية .