بين زكاة الفطر والذهب
زكاة الذهب والفضة، ويقاس عليها (زكاة التجارة) ، (وزكاة الاوراق المالية) بكل صورها،( ين ياباني دولار امريكي جنه مصري دينار كويتي ريال سعودي ...) نصابها اذا قدرت بـ ٨٥ جراما من الذهب
وتخرج مالا ، وليس ذهبا او بضاعة ، لانك لا تستطيع ان تخرج جرامين من الذهب
وزكاتها تقدر بـ ٢.٥٪
وكانت الزكاة تقدم للحاكم ، ينفق منها على مصاريفها الشرعية
ـ.............................
اما زكاة الفطر فتقدم منك لجارك المسكين مباشرة ، ولو طبقا من طعام، فهي بسيطة
وزكاة الفطر ، لا يمكن تقديرها بالدرهم ولا الدينار ، لا في عصر النبوة ، ولا في اي عصر ، وذلك لحكمة من المشرع صلى الله عليه وسلم
والحكمة من تقديرها بالطعام انها
اولا: نصابها لا يقاس بالمال ولكن ما فاض عن حاجتك من طعام فهي تجب على من لا يملك درهما ولا دينارا
ولو قدرت الزكاة بالدرهم في عصر النبوة وهو بـ ٤١١ جنيها اليوم ، والدينار بـ ٤٩٨٣ جنيها مصريا اليوم ، فكيف نحسب الزكاة على الفقير ؟ ومن يدفع من الفقراء دينارا او درهما
ثانيا: مقدارها صاعا فقط، وصاع الطعام تقدره دار الافتاء بـ ١٥ جنيها .
ثالثا هي زكاة فطر ، والفطر مرتبط بطعام .
رابعا : لتتفاوت من شخص لاخر حسب مقدرته وانفاقه.
خامسا : في الازمات وصعوبة الحصول على الطعام نعود الى الطعام فهو الاصل وضرورة من ضرورات الحياة .
فماذا افعل بالذهب او الفضة وانا في مجاعة مثلا ؟
سادسا : عند الرخاء والاستقرار يمكن تقدير ما نخرجه لاننا لا نخرج طعاما من بيتنا، ولكن نشتريه لنخرجه، فما الذي يمنعنا من اعطاء المسكين المال الذي نشتري به ، ونفوضه هو في شراء ما يحتاجه والتفويض والتوكيل يقره الاسلام حتى في الزواج
سابعا : كيف ينصب احدعم نفسه وصيا على المسكين ، ليقوم هو بشراء حبوب له ـ قد لا يحتاجها ـ فنشتري تمرا وهو يحتاج دقيقا، على سبيل المثال
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغنوهم ، واغناء اي انسان الان يكون بالمال عصب الحياة ، ليشتري به ما يشاء
ثامنا : إغناؤهم في عصر النبوة كان بالطعام ، ويختلف صور الاغناء من عصر لعصر ، ومن مكان لمكان ، ولك انسان ان تجتهد في سبل اغنائهم
تاسعا : الدقيق في عصر رسول الله كان اغلى من التمر، واليوم العكس التمر اغلى من الدقيق ، فكان امل الفقير في عصر النبوة في صاع من دقيق، واليوم ماذا يفعل الفقير بالدقيق في يوم العيد؟ الكل يعيد والفقير يعجن ويخبز !
....................
عاشرا : يمكن للفقير ان يأخذ مالا ، ثم يشتري ما يريد ، وذلك لانه ادرى باحتياجاته.
اخيرا : التعامل اليوم بالجنيه وتستطيع ان تشتري بالجنيه ما تريد، فكيف اعطي للعامل عندي اليوم بعض الطعام بدلا من اجرته ؟
فحكمته صلى الله عليه وسلم قدرها بطعام يمتلكه الجميع وفي مقدور الفقير والمسكين ان يخرجه ليتعلم في كل عام ان يعطي ويحس بقيمة العطاء
فلو قدرت بالدرهم والدينار لحدثت مصائب لا حصر لها منها:
اولا : يعجز نصف المجتمع عن ادائها
ثانيا : وأصبحت الزكاة متساوية بين الغني والفقير ، فلا تفاوت بينهم
ثالثا : ماذا افعل بالمال وانا في مجاعة او لاجئ ابحث عن طاعم، فهنا الطعام اولى من المال .
اما الغني فالامر ليس له بل عليه ان ينفق وينفق وينفق وحد الانفاق الادنى زكاة الفطر ، ولكن كان رسول الله في رمضان كالريح المرسلة في الانفاق
فتعاليم الاسلام صالحة لـ كل زمان ومكان ولك ان تجتهد واذا لم تجتهد فلا تجعل نفسك وصيا على اجتهاد غيرك ومحاربا له بحجة انها بدعة
فالبدعة ما نحدثه في اصل العبادة وليس الوضوع من يهاريج المياه بدعة .
فنعم البدعة هذه
وقد صلى رسول الله قيام الليل
وابتدع اصحابه الجماعة لها
والمداومة عليها، واضاف التابعون النداء لها بقولهم: صلاة القيام اثابكم الله
هذا افضل ؟
ام نجد الامام يقف والكل جلوس، ويفاجئهم بقوله: استقيموا يرحمكم الله !من يستقيم ولا احد قد وقف خلفه ؟
فيسارعوا بالوقوف ، ايهما اولى
ثم ما اعظم بدعة وضع النقاط على الحروف في كتاب الله
واعظم منها الضرط بالفتح والضم والكسر
واعظم منها تلوينه وطباعته الكترونيا للكمبيوتر
استقيموا يرحمكم الله
محمود سليمان