الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

ماهو الرأي الراجح في (حُكْم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف)؟!



 #الاحتفال_بالمولد 

(حُكْم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف)
يقول السائل الكريم:
يَحتفل الناس في الثاني عشر من ربيعٍ الأول، من كل عام هجري- بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، فما الحكم في هذا الاحتفال؟
قلت: اختَلف العلماء في حُكْم الاحتفال بالمولد النبوي- على جملة أقوال، يمكن تلخيص أشهرها في قولين:
القول الأول: لا بأس بالاحتفال بالمولد النبوي، شريطة عدم ارتكاب المُحَرَّمات.
قال: مَن أصحاب هذا القول؟
قلت: أَذكر لك بعضهم على سبيل المثال لا الحصر:
[1] الحافظ أبو الخَطَّاب ابن دِحْيَة، وله كتاب في هذا، تحت عنوان: ((التنوير في مولد السراج المنير)).
[2] الإمام أبو شامة، شيخ الإمام النووي.
[3] الإمام الحافظ العراقي.
[4] الحافظ ابن حجر العسقلاني.
[5] الحافظ جلال الدين السيوطي.
[6] الإمام ابن الجوزي.
[7] الإمام السخاوي.
[8] ابن حجر الهيتمي ... وغيرهم.
قال الدِّيَار بَكْري في كتابه ((تاريخ الخميس)):
(ولا يَزال أهل الاسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام، ويَعملون الولائم، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظْهِرون السرور ويَزيدون في المَبَرَّات، ويَعتنون بقراءة مولده الكريم، ويَظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم).
القول الثاني: لا يُحتفَل بالمولد؛ لأن ذلك ابتداع في الدين.
قال: مَن أصحاب هذا القول؟
قلت: أذكر لك بعضهم على سبيل المثال لا الحصر:
[1] شيخ الإسلام ابن تيمية.
[2] الإمام الفاكِهاني المالكي.
[3] الإمام ابن الحاج المالكي ... وغيرهم.
قال: ما أدلة مَن قالوا بجواز الاحتفال بالمولد النبوي؟
قلت: لهم جملة من الحُجج، وإليك أبرزها:
[1] قوله تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ} [إبراهيم: 5].
وميلاده صلى الله عليه وسلم من أعظم أيام الله.
[2] وقوله جل ذكره: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ} [المائدة: 7].
ومِن أَجَلّ نِعم الله علينا أن أَرْسَله صلى الله عليه وسلم إلينا، فما الضَّيْر في أن نُعَظِّم اليوم الذي وُلِد فيه؟!
[3] وقوله سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
وميلاده صلى الله عليه وسلم من أكبر فضل الله ورحمته بنا، فحُقَّ لنا أن نكون في غاية الفرح والسرور بذكرى ميلاده.
قلت: فهذه الآيات وغيرها من الآيات تدل في مجملها على أن للمرء أن يَفرح بما تَفضَّلَ الله عليه من النعم.
ومِن أعظم هذه النعم أن أَرْسَل الله إلينا هذا النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأَخرَجَنا الله به من الظلمات إلى النور.
فكان حقًّا علينا أن نحتفي ونحتفل بيوم ميلاده ـ على أقل تقدير ـ.
[4] قالوا: ثَبَت عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتفى وعَظَّم يوم ميلاده بالصيام. وهذا نوع من الاحتفال.
قال: أين ذلك؟
قلت: روى الإمام مسلم في ((صحيحه)) (1162) أنه صلوات ربي وسلامه عليه سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال:
«ذاك يوم وُلِدتُ فيه، ويوم بُعِثتُ - أو: أُنْزِلَ عَليَّ- فيه».
قال الحافظ ابن رجب:
(وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئِل عن صيام يوم الاثنين: «ذاك يوم وُلِدتُ فيه، وأُنزلِتْ عَليَّ فيه النبوة» إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نِعم الله على عباده.
فإِنَّ أعظم نعم الله على هذه الأمة: إظهار محمد صلى الله عليه وسلم لهم، وبعثته وإرساله إليهم، كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: 164].
قال: لكنه لم يُخصِّص يوم الثاني عشر من ربيعٍ الأول، وإنما صام يوم الاثنين من كل أسبوع، فما الرد؟
قلت: في هذا حُجة للقول بالجواز؟
قال: كيف ذلك؟
قلت: ميلاده صلى الله عليه وسلم كان في يوم مُعَيَّن من الشهر، فلو صام هذا اليوم فقط من كل سَنة، لكان احتفاءً سنويًّا، ولو صامه كل شهر لكان احتفاءً شهريًّا، ولكن صامه كل أسبوع، فصار احتفاءً واعتناءً واحتفالًا أسبوعيًّا، وإن دل فإنما يدل على مزيد من الاعتناء والاهتمام والاحتفال.
قال: لو سُلِّم كل الذي سبق، فما الدليل على أنه صلى الله عليه وسلم وُلِد في الثاني عشر من ربيعٍ الأول؟
قلت: قال ابن كثير: (الصحيح أنه وُلِد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر الحِزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط، وغيرهما إجماعًا).
وقال: لا خلاف فيه أنه وُلِد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين.
وقال أيضًا: جمهور العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم وُلِد يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول.
قال: هل من دليل على هذه الأقوال؟
قلت: أما عام الفيل ويوم الاثنين فشِبه إطباق على هذا، بل نُقِلتْ على ذلك الإجماعات كما رأيتَ.
وأما كونه الثاني عشر من ربيعٍ الأول، فهو قول أكثر العلماء وجمهورهم، وهو مشفوع ببعض الأحاديث الضعيفة التي تَشهد له.
قال الحافظ ابن رجب:
(وأما شهر ولادته فقد اختُلف فيه:
فقيل: في شهر رمضان. رُوِيَ عن عبد الله بن عمرو بإسناد لا يصح.
وقيل: في رجب. ولا يصح.
وقيل: في ربيعٍ الأول. وهو المشهور بين الناس، حتى نَقَل ابن الجوزي وغيره عليه الاتفاق، ولكنه قول جمهور العلماء.
ثم اختلفوا في أي يوم كان من الشهر:
فمِنهم مَن قال: هو غير مُعَيَّن، وإنما وُلِد في يوم الاثنين من ربيع، من غير تعيين لعدد ذلك اليوم من الشهر.
والجمهور على أنه يوم مُعَيَّن منه، ثم اختلفوا:
فقيل: لليلتين خَلَتا منه.
وقيل: لثمانٍ خلت منه.
وقيل: لعَشْر.
وقيل: لاثنتي عَشْرة.
وقيل: لسَبْع عَشْرة.
وقيل: لثماني عَشْرة. وقيل: لثمانٍ بَقِين منه. وقيل: إن هذين القولين غير صحيحين عمن حُكِيا عنه بالكلية.
والمشهور الذي عليه الجمهور: أنه وُلِد يوم الاثنين، ثاني عشر، ربيعٍ الأول. وهو قول ابن إسحاق وغيره).
[5] قالوا: ثَبَت أنه صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء؛ فرحًا بذكرى نجاة موسى ومَن معه من فرعون وجنده.
قال: أين ذلك؟
قلت: في ((الصحيحين)) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قَدِم المدينة- وَجَدهم يصومون يومًا، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نَجَّى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله.
فقال «أنا أَوْلى بموسى منهم» فصامه وأَمَر بصيامه.
قال: لكن احتفال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعاشوراء- كان بالصيام.
قلت: نعم، ونحن نقول: الاحتفال يكون بالصيام وبغيره من الطاعات والمباحات عمومًا، فالصوم في هذا المقام إنما هو مثال لطاعة من الطاعات وقربة من أَجَلّ القربات في مثل هذه الذكريات الطيبة.
فما الضير في أن نتوسع في العبادات والطاعات احتفاءً واحتفالًا بسيدنا الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم؟!
[6] قالوا: هذا الاحتفال بمولده الشريف فيه شُكْر لله أن بَعَث إلينا النبي عليه الصلاة والسلام.
قال الحافظ ابن رجب:
(النعمة على الأمة بإرساله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض، والشمس والقمر والرياح، والليل والنهار، وإنزال المطر وإخراج النبات ... وغير ذلك!!
فإن هذه النعم كلها قد عَمَّتْ خَلْقًا من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه، فبَدَّلوا نعمة الله كفرًا.
فأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم، فإن بها تَمَّتْ مصالح الدنيا والآخرة، وكَمُل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قَبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم!!
فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين- حَسَن جميل، وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر).
[7] قالوا: هذا الاحتفال بمولده الشريف فيه حث للناس على التمسك بسُنته، وذِكر شمائله والتعرف على هديه.
قال: هذا شيء حَسَن، ولكن الصحابة- وهم أكثر الناس حبًّا له صلوات ربي وسلامه عليه- لم يَرِد عنهم أنهم احتفلوا بيوم ميلاده، فماذا تقول في هذه؟!
قلت: يجاب عن هذه النقطة من سياق كلامك!
فقد ذَكَرْتَ أن الصحابة أكثر الناس حبًّا له صلى الله عليه وسلم، فَهُمْ ـ في الغالب ـ لا يحتاجون إلى مَن يُذَكِّرهم بسُنته وشمائله صلى الله عليه وسلم كحال أُمتنا الآن.
فالناس الآن ـ إلا مَن رَحِم الله ـ لا يكادون يَعرفون شيئًا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، فلو ذَكَّرناهم طَوال العام ثم زِدنا هذا التذكير في شهر ربيعٍ الأول، وبَالَغنا في التذكير في يوم الثاني عشر منه، ففي هذا خير وبركة أيضًا.
قال: ما شاء الله!! أدلة مَن قالوا بالجواز طيبة ومُوفَّقة.
فما أدلة مَن قالوا ببدعية الاحتفال بالمولد النبوي؟
قلت:
[1] قالوا: هذا صنيع مُحْدَث، لم يَصنعه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.
قلت:
أولًا- أَمْر الاحتفال ليس أمرًا تعبديًّا محضًا، إنما هو متعلق بعادات الناس، فهو من المباحات، ويُضْبَط كأي مباح بضوابطه.
ثانيًا- لا يصح أن يقال: (لم يَحتفل الرسول صلى الله عليه وسلم) لأنه صام هذا اليوم، وهو نوع من الاحتفال.
ثالثًا- تَرْك الصحابة للفعل لا يدل على بدعيته؛ لأن أفعال الصحابة يؤخذ بها من غير إلزام؛ لأنها ليست تشريعًا.
والصحابة كانوا في كل يوم يَحتفلون ويُعَظِّمون رسولهم صلى الله عليه وسلم، فلا يحتاجون إلى يوم يخصصونه لذكرى مولده.
[2] قالوا: أول مَن اختَرع المولد النبوي هم الفاطميون.
قال: وهل هذا صحيح؟
قلت: هذا غير صحيح.
فهذا هو ابن خَلِّكان في كتابه الماتع: ((وَفَيَات الأعيان)) في ترجمة الحافظ ابن دِحْيَة يقول:
(قَدِم مدينة إِرْبِل في سنة أربع وسِت مئة، وهو متوجه إلى خُرَاسان، فرأى صاحبها الملك المُعَظَّم مُظَفَّر الدين بن زيد الدين- رحمه الله تعالى- مُولعًا بعمل مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، عظيم الاحتفال به - كما هو مذكور في ترجمته في حرف الكاف من هذا الكتاب - فعَمِل له كتابًا سماه ((كتاب التنوير في مولد السراج المنير)) وقرأه عليه بنفسه، وسَمِعناه على المَلِك المُعَظَّم في ستة مجالس، في جُمادَى الآخِرة، سنة خمس وعشرين وسِت مئة).
وعلى فرض صحة هذا، فهذا مما أصاب فيه الفاطميون، ونحن نَقبل الحق من أي أحد، ولو كان كافرًا!!
فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم قَبِل الحق من الشيطان، بقوله لأبي هريرة رضي الله عنه: «صَدَقَكَ، وهو كَذُوب».
[3] قالوا: ليس هناك دليل صحيح يفيد في تحديد تاريخ ميلاده صلى الله عليه وسلم فكيف نُحَدِّد يومًا بعينه للاحتفال؟!
قلت: أما كَوْن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان في الثاني عشر من ربيعٍ الأول، فهو قول أكثر العلماء وجمهورهم، وهو مشفوع ببعض الأحاديث الضعيفة التي تَشهد له.
وهذه المسألة ـ أعني تحديد التاريخ ـ من مسائل الاجتهاد، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «إذا حَكَم الحاكم فاجتَهَد ثم أصاب، فله أجران. وإذا حَكَم فاجتَهَد ثم أخطأ، فله أجر» متفق عليه.
قال: لكن هذا الحديث في الحُكَّام ولا علاقة له بالعلماء، فما قولكم؟
قلت: المراد بالحاكم في الحديث: هو مَن تَصَدَّرَ للحُكْم بين الناس في قضايا دينية أو دنيوية، وكان مؤهلًا لذلك، وليس من الفقه قَصْر الحديث على ولاة الأمور.
قال النووي:
(قال العلماء: أَجْمَع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عَالِمٍ أَهْل للحُكْم، فإن أصاب فله أجران: أَجْر باجتهاده، وأَجْر بإصابته. وإن أخطأ فله أجر باجتهاده.
وفي الحديث محذوف، تقديره: إذا أراد الحاكم فاجتهد.
قالوا: فأما مَن ليس بأهل للحُكْم، فلا يَحِلّ له الحكم، فإِنْ حَكَم فلا أجر له، بل هو آثم، ولا يَنفذ حكمه، سواء وافق الحق أم لا؛ لأن إصابته اتفاقية ليست صادرة عن أصل شرعي، فهو عاصٍ في جميع أحكامه، سواء وافق الصواب أم لا، وهي مردودة كلها، ولا يُعْذَر في شيء من ذلك).
[4] قالوا: أغلب مَن يحتفلون بالمولد يرتكبون محرمات ومخالفات كثيرة، فهل يُحتفَل بالرسول صلى الله عليه وسلم بارتكاب المحرمات؟!
قلت: ليس معنى أن هناك مَن يحتفلون بارتكاب بعض المحرمات- أن نُحَرِّم الاحتفال كله، وإنما نَمنع المحرمات ونُحَذِّر منها.
قال: أحسنتَ، وأنصفتَ.
قلت: أَحْسَنَ الله إلينا وإليك، ووَفَّقنا وإياك لكل خير.
قال: ما الراجح لديك في هذه المسألة؟
قلت: أختار جواز الاحتفال بمولده الشريف صلى الله عليه والاحتفاء به.
ويكون ذلك بذكر شمائله وسِيرته العطرة، صلوات ربي وسلامه عليه.
ويكون ذلك أيضًا من خلال الأمسيات الدينية، والندوات العلمية، والمجالس في قراءة سُنته وسيرته.
ويكون كذلك بإطعام الطعام للفقراء والمساكين وذَبْح الذبائح، والتوسعة على الأهل، وصلة الأرحام، وبتعليم الناس سُنته صلى الله عليه وسلم- تعليمًا عمليًّا بحُسْن الخُلُق وإفشاء السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولا بأس بالأناشيد والمدائح في تعظيمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير غلو ولا استخدام ألفاظ فيها مُخالَفات شرعية.
ولا بأس بأكل وبيع وشراء وإهداء الحلوى التي يصنعها أهل مصر؛ فرحًا بالشهر الذي قيل: إنه صلى الله عليه وسلم وُلِد فيه.
وفي الختام أُحب أن أَذكر أمرين في غاية الأهمية:
الأمر الأول- أننا لا نُقِر أي احتفال بالمولد يشتمل على محرمات أو خرافات.
الأمر الثاني- قولنا بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
لا يفيد أننا نقول للناس: (لا تتمسكوا بالسُّنة، ويكفيكم الاحتفال يوم الثاني عشر من ربيعٍ الأول فقط) فمَعاذ الله أن نقول ذلك!!
وإنما نقول للناس: تَمسَّكُوا بسُنة نبيكم صلى الله عليه وسلم في كل وقت وحين، ولا حرج عليكم أبدًا ولا بأس بمزيد من التمسك والمبالغة في إظهار الفرح والسرور والاحتفال والاحتفاء به صلى الله عليه وسلم، في الثاني عشر من ربيعٍ الأول.

رأي الشيخ ابن عثيمين في تفسير سيد قطب ونقاط تربوية للعثيمين رحمهما الله ؟


 رأي الشيخ ابن عثيمين في تفسير سيد قطب ونقاط تربوية للعثيمين رحمهما الله



   يسأل المستفتي: ما رأيكم في كتاب سيد قطب في ظلال القرآن مع أن العلم أن في هذا الكتاب عقيدة وحدة الوجود؟!


الشيخ -ابن عثيمين- : هذه دعوى أن في الكتاب عقيدة وحدة الوجود ، لأن هذا لو ثبت لكان من أعظم الكفر ، لكن نقول لهذا القائل المدعي هات البينة .. هات البينة على ما قلت أن هذا الكتاب فيه القول بوحدة الوجود أو تقرير وحدة الوجود ، الكتاب على كل حال أنا لم أقرأه ، لكن قرأت بعض المؤاخذات عليه من بعض علمائنا الأفاضل ، وهو في بعض المباحث له مباحث جيدة حسب ما نسمع من بعض الإخوان ، وفي بعض الأشياء له أخطاء وقد قال –ابن رجب رحمه الله- وهو من علماء الحنابلة من تلاميذ ابن القيم قال في كتابه القواعد الفقهية (يأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه) هذا المنصف ، من يسلم من الخطأ؟! كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون الرجّاعون إلى الحق ، فالكتاب فيه أخطاء ، وفيه صواب ، فنقبل الخطأ ونـرد.. –يصحح الشيخ- فنقبل الصواب ونرد الخطأ.


يسأل المستفتي : غير واضح كلام السائل ، يبدوا أنه عن تفسيره سورة (قل هو الله أحد)


الشيخ ابن عثيمين : تفسيره سورة (قل هو الله أحد) أنا قلت أنا ما قرأت الكتاب ، لكن أعطنا إياه الآن ننظر ...

يقاطع المستفتي : بكلام غير واضح

الشيخ ابن عثيمين : هاه ؟! كيف ؟!

السائل مستمر بالمقاطعة بكلام غير واضح...

الشيخ ابن عثيمين : على كل حال ما نقول شيء ، لا نقول شيئاً حتى نشهد بأعيننا لأن المسألة خطيرة جداً ، وأنا أقول لكم إذا صدر من عالم معروف بالنصح للأمة ، إذا صدر منه ما يوهم الحق وما يوهم الباطل ، فاحمله على أحسن الحملين...

يقاطل المستفتي : ..عقيدة يا شيخ !!...

الشيخ ابن عثيمين : عقيدة أو غير عقيدة!! ، إذا ما عرف بالنصح للأمة ؛ وكلامه محتمل مهوب صريح ، احمله على أحسن المحملين ، اعتباراً بحال الرجل ؛ اعتباراً بحال الرجل. وأنا أقول لكم بالمناسبة: يوجد الآن أناس نسأل الله لنا ولهم الهداية ، يتتبعون السيئات من العلماء ؛ ثم يبرزونها ويسكتون عن الحسنات التي هي أضعاف أضعاف هذه السيئات...


يقاطع المستفتي: ... عقيدة يا شيخ!!!

يستمر الشيخ ابن عثيمين : هذا خطأ .. هذا خطأ ، العقيدة –بارك الله فيك- كغيرها ، من حيث أنه قد يقع فيها الخطأ ، ألم تعلم أن العلماء اختلفوا في أبدية النار؟!! هل هي أبدية.. هل هي مؤبدة أو غير مؤبدة؟! من السلف و الخلف وهذه عقيدة أو غير عقيدة؟!! أسألك!! عقيدة و اختلفوا فيها.

يستمر الشيخ ابن عثيمين : السراط الذي يوضع على جهنم هل هو سراط طريق؟! كغيره من الطرق؟! أو أدق من الشعره وأحد من السيف؟! فيه خلاف.

يقاطع المستفتي: !!!!

يستمر الشيخ ابن عثيمين : أسمع ، الذي يوزن يوم القيامة هل هو الأعمال أو صاحب العمل أو صحائف الأعمال.

يقاطع السائل: بكلام غير واضح

يجيب الشيخ ابن عثيمين : أنا أحكي لكم الخلاف ، هل رأى الرسول ربه أم لم يره؟! هل تعاد الروح إلى البدن في القبر ويكون عذابها على البدن والروح أو على الروح وحدها؟! كل هذي مسائل عقيدة.

يسأل المستفتي: بكلام غير واضح.

يجيب الشيخ ابن عثيمين : طيب . أنا أريد أن اعطيكم قاعدة في مسألة نفي الإستواء وغيرها من الصفات. من نفى الصفات نفي إنكار فهو مكذب للقرآن ، ومن نفاها نفي تأويل ؛ فينظر في تأويله. يسأل الشيخ السائل : عرفت؟!

يعني مثلاً إذا قال قائل: إن الله لم يستوي على العرش!.

يسأل الشيخ ابن عثيمين: هذا نفي إيش؟!

إنكار أو تأويل؟!

يجيب المستفتي: إنكار .

يصحح إجابته الشيخ ابن عثيمين : إنكار ، هذا كافر لأنه كذب القرآن ، ومن قال إن الله استوى على العرش لكن استوى بمعنى استولى.

يسأل الشيخ: هذا نفي..؟!

يجيب أحدهم : تأويل.

يصححه الشيخ ابن عثيمين : تأويل ، فينظر هل يوجب تأويله هذا الكفر أو الفسوق أو يعذر فيه ، ينظر ، إي نعم.

كلام غير واضح

يسأل المستفتي : هل يجوز الترحم عليه؟! ... على سيد.

يجيب الشيخ ابن عثيمين : أقول : بالنسبة للتسرع في التبديع والتفسيق والتكفير .. حرام ... لا يجوز ... كما أن التسرع في التحليل والتحريم حرام.

احذر أن تقول على الله ما لا تعلم ، فإن الله حرم ذلك (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).

والحكم بالتكفير ، تكفير الشخص ، يتعلق به أمران لا بد منهما :

الأمر الأول: أن نعرف أن الأدلة دلت على أن هذا الذي كفرناه من أجله كفر ، وكم من أشياء يظن الإنسان أنها كفر وليست بكفر ، فلا بد أن نعلم أن الأدلة دلت على أن هذا الفعل أو هذا القول كفر.

الشيء الثاني: أن نعلم أن هذا القائل لهذا المقالة أو الفاعل لهذا الفعل لا يعذر بقوله ، ولا بفعله ، لأنه قد يقول الإنسان مقالة الكفر فيكون معذوراً إما بجهل أو تأويل أو حال طرأت عليه ، كغضب شديد أو فرح شديد أو ما أشبه ذلك ، ولاتكون الكلمة بحقه كفراً ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : لله أشد فرحاً ... ينتهي التسجيل




أقوال الأئمة الاربعة عن التصوف ؟!

 أقوال الأئمة الاربعة عن التصوف ؟!

الإمام مالك رحمه الله
نـُقل عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال : ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق) أنظر حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإمام الزرقاني على متن العزيه في الفقه المالكي (ج3/ص95) وفى شرح عين العلم وزين الحلم للأمام مُلا علي قاري وفى قواعد التصوف للشيخ زروق الفاسى القاعده رقم ( 4 ) .
ولايخدعك الجُهلاء بما جاء فى ترتيب المدارك للقاضى عياض : عن المسيبي: كنا عند مالك وأصحابه حوله فقال رجل من أهل نصيبين يا أبا عبد الله عندنا قوم يُقال لهم الصوفية يأكلون كثيراً ثم يأخذون في القصائد ثم يقومون فيرقصون ، فقال مالك: الصبيان هم ؟ قال لا ، قال : أمجانين ؟ ، قال لا قوم مشائخ وغير ذلك عقلاً ، قال مالك ما سمعت أن أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا ، قال الرجل بل يأكلون ثم يقومون فيرقصون نوائب ويلطم بعضهم رأسه وبعضهم وجهه فضحك مالك ثم قام فدخل منزله ، فقال أصحاب مالك للرجل لقد كنت يا هذا مشؤوماً على صاحبنا، لقد جالسناه نيفاً وثلاثين سنة فما رأيناه ضحك إلا في هذا اليوم.إنتهى
قلت : والرد على ذلك إن صحت الروايه : أنّ لطم الوجوه والرؤؤس ليس من فعل الصوفيه بل هو فعل الشيعه فهم إلى اليوم يضربون أنفسهم إذاً فقد إختلط الأمر على الراوى وخلط بين الصوفيه والشيعه ، وما يُستفاد من هذه القصه أن التصوف موجود فى زمان الإمام مالك رحمه الله المتوفى 179 هـ .
الإمام الشافعى رحمه الله
قال الذهبى فى سيره فى ترجمة الإمام الشافعى : قال الامام ابو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن غانم في كتاب مناقب الشافعي له وهو مجلد جمعت ديوان شعر الشافعي كتابا على حدة ثم إنه ساق بإسناد له إلى ثعلب قال الشافعي إمام في اللغة.أهـ إنتهى
قال الإمام الشافعى فى ديوانه :
فقيهاً وصوفى فكن ليس واحداً فإنى وحق الله إياك أنصح
فذلك قاسٍ لم يعرف قلبه التـُقى وهـذا جهـول فكيف بالله يصلح
والبيتان تجدهما فى ديوان الإمام الشافعى رحمه الله تحت عنوان الفقه والتصوف مُتلازمان فما قولك فى وصية الإمام الشافعى المتوفى سنة 204هـ للأمه أن تتصوف ويحلف على هذه النصيحه كيف لا وقد أخذ العلم عن الفضيل بن عياض الصوفى ، قال الذهبى فى سير النبلاء ترجمة الشافعى : (وأخذ العلم ببلده عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة وداود ابن عبد الرحمن العطار وعمه محمد بن علي بن شافع فهو ابن عم العباس جد الشافعي وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن ابي بكر المليكي وسعيد بن سالم وفضيل بن عياض وعدة) .
وقال الإمام الشافعي-: (حبّب إليَّ من دنياكم ثلاث ترك التكلف وعُشرة الخلق بالتلطف والإقتداء بطريق أهل التصوف ) ـ أورده الصفورى الشافعى فى كتابه نزهة المجالس ومنتخب النفائس ـ باب المحبه وذكره العجلونى الشافعى فى كتابه كشف الخفاء والإلباس لما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس / حرف الحاء المُهملة / حديث حبب الى من دنياكم ثلاث . وقال الحافظ الجلال السيوطى فى كتاب تأييد الحقيقة العلية للإمام جلال الدين السيوطي صفحة /15 : أن الإمام الشافعى قال : ( صحبت الصوفية فاستفدت منهم ثلاث كلمات قولهم الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعت وقولهم نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وقولهم العدم عصمة )
أما ماذكر عنه من أقوال أمثال أس التصوف الكسل ونحوه إن صحَّ فمحمول على أنه قبل أن يُجالس الصوفيه فلا يُعقل أن ينصح بصحبة الصوفيه ويأخذ العلم منهم ثم يذمهم فلابد أن الذم كان قبل أن يتعرف على طريقهم فأفهم تغـنم .
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
قال الشيخ محمد بن أحمد السفارينيالحنبلي فى كتابه غِذاء الأَلْباب لشرح منظومة الآداب / مطلب: فِي الاستماعِ للْقراءة والخُشوعِ : ( وذكر الحافظ ابن الأَحصر فيمن روى عن الإمام أَحمد في ترجمة إبراهيم بن عبد اللّه القلانسي قَال قيل للإمام أَحمد بن حنبل الصوفية يجلسون فِي المساجد بلا علم على سبيلِ التوكلِ قال العلم أَجلسهم فَقِيل ليس مرَادهُم مِن الدنيَا إلا كسرة خبز وخِرقَة قال لا أَعلم عَلَى وجه الأَرض أَقوامًا أَفضل مِنهم قِيل إنهم يسمعون ويتواجدون فقال دعوهم يفرحو مع الله تعالى ساعه فقيل منهم من يُغشى عليه ومنهم من يموت فقال وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون . إنتهى ما أردنا نقله. .
الإمام أحمد رحمه الله كان يستفتى الساده الصوفيه :
قال أبى يعلى الحنبلى فى كتابه طبقات الحنابله / باب الميم ترجمة أبوحمزه البغدادى : أخبرنا أحمد نزيل دمشق أخبرنا أبو عبد الرحمن الحميري أخبرنا محمد بن الحسين السلمي سمعت محمد بن الحسن البغدادي يحكى عن ابن الأعرابي قال: قال أبو حمزة كان الإمام أحمد بن حنبل يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول ما تقول فيها يا صوفي؟ . إنتهى وأورد ذلك الذهبى فى سير أعلام النبلاء عند ترجمته لأبى حمزه البغدادى ( قال الشعرانى فى كتابه الانوار القدسيه تعليقاً على سؤال الإمام أحمد لأبى حمزه البغدادى : وفى ذلك غاية المنقبه للقوم )
الإمام أحمد بن حنبل يمدح بشر الحافى الصوفى :
قال إبن الجوزى فى كتابه صفة الصفوه / ترجمة بشر الحافى : قال أحمد بن حنبل والله إن بين أظهركم رجلاً ما هو عندي بدون عامر بن عبد الله يعني بشر بن الحارث . وعن أحمد بن عبد الله بن خالد قال سئل أحمد بن حنبل عن مسألة في الورع فقال أنا استغفر الله لا يحل لي ان أتكلم في مسألة في الورع أنا أكل من غلة بغداد ، لو كان بشر بن الحارث صلح أن يجيبك عنه فانه كان لا يأكل من غلة بغداد ولا من طعام السواد يصلح أن يكلم في الورع.
وفى البدايه والنهايه أحداث سنة سبع وعشرين ومائتين: قال الامام أحمد يوم بلغه موته: لم يكن له نظير إلا عامر بن عبد قيس، ولو تزوج لتم أمره.
وفي رواية عنه أنه قال: ما ترك بعده مثله.
الإمام أحمد يمدح معروف الكرخى الصوفى :
أورد الذهبى فى كتابه سير أعلام النُبلاء / ترجمة معروف الكرخى : ذكر معروف عند الإمام أحمد فقيل قصير العلم فقال أمسك وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .
الإمام أحمد يصف حاتم الأصم بالعقل ويستفتيه :
قال إبن خلكان فى وفيات الاعيان عندما ترجم للأصم : وقدم حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل واجتمع معه قيل لما دخل حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل اجتمع إليه أهل بغداد فقالوا يا أبا عبد الرحمن أنت رجل أعجمي وليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى فقال حاتم معي ثلاث خصال بها أظهر على خصمي قالوا أي شيء هي قال أفرح إذا أصاب خصمي وأحزن له إذا أخطأ وأخفض نفسي لا تتجاهل عليه فبلغ ذلك أحمد بن حنبل فقال سبحان الله ما أعقله من رجل .
وفى الوفيات ايضاً : قال أبو جعفر الهروي كنت مع حاتم كرة وقد أراد الحج فلما وصل إلى بغداد قال يا أبا جعفر أحب أن ألقى أحمد بن حنبل فسألنا عن منزله ومضينا إليه فطرقت عليه الباب فلما خرج قلت يا أبا عبد الله أخوك حاتم قال فسلم عليه ورحب به وقال بعد بشاشته به أخبرني يا حاتم فيم أتخلص من الناس قال يا أبا عبد الله في ثلاث خصال قال وما هي قال أن تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم شيئا قال وتقضي حقوقهم ولا تستقضي منهم حقا قال وتحمل مكروههم ولا تكره واحدا منهم على شيء قال فأطرق أحمد ينكت بإصبعه الأرض ثم رفع رأسه وقال يا حاتم إنها لشديدة فقال له حاتم وليتك تسلم وليتك تسلم وليتك تسلم . قلت واوردها الذهبى فى سير النبلاء .
وأورد الشيخ أمين الكردي فى كتابه تنوير القلوب / القسم الثالث / التصوف : أن الإمام أحمد بن حنبل كان يقول : قبل مصاحبته للصوفية لولده عبد الله (يا ولدي عليك بالحديث وإياك ومُجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية فإنهم ربما كان أحدهم جاهل بأحكام دينه) فلما صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي عرف أحوال القوم أصبح يقول لولده ( يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة ) .
قال فى الفتاوى ج / 10 ص 516 ، 517 / طبعة دار الوفاء القديمه : ( فَأَمَّا الْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ السَّالِكِينَ كَجُمْهُورِ مَشَايِخِ السَّلَفِ : مِثْلِ الْفُضَيْل بْنِ عِيَاضِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَمَعْرُوفٍ الْكَرْخِي وَالسَّرِيِّ السقطي والْجُنَيْد بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَمِثْلِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ وَالشَّيْخِ حَمَّادٍ وَالشَّيْخِ أَبِي الْبَيَانِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ . فَهُمْ لا يُسَوِّغُونَ لِلسَّالِكِ وَلَوْ طَارَ فِي الْهَوَاءِ أَوْ مَشَى عَلَى الْمَاءِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ الْمَأْمُورَ وَيَدَعَ الْمَحْظُورَ إلَى أَنْ يَمُوتَ وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ .) وقول إبن تيميه نقلناه لك لا لنحتج به بل لنحُجّك أنت به وتعلم أن التصوف موجود منذ القرون الفاضله على لسان شيخك أيها المنتقد فإن التصوف عن إبن تيميه فى غِنّىً .
ويتبع بإذن الله ثناء العلماء على التصوف وأهله واصلونا وانشروا تؤجروا ووتضيئوا الطريق لإخوه مخدوعين بكذب الكاذبين والله المستعان وعليه التُكلان ولاحول ولاقوة إلا بالله

جواب لمن يسأل عن أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الكتاب والسنة ؟!

 



جواب لمن يسأل عن أدلة جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الكتاب والسنة ؟!

أولا : من القرآن الكريم :
إن الفرح به صلى الله عليه وسلم مطلوب بأمر القرآن من قوله : { قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } [ يونس : 58 ] .
والعبرة بعموم اللفظ ، وليس بخصوص السبب .
فالله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة . والأمر يفيد الوجوب إذا لم تكن هناك قرينة تصرفه عن ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة ، قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }[الأنبياء (107)] .
ويؤيد هذا تفسير حبر الأمة وترجمان القرآن ، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في الآية ، حيث ورد عنه أنه قال :
(فضل الله العلم ، ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) اهـ .
ثانيا : من السنة
1- إن أول الناس احتفالا بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هو الرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم .
ويدل على هذا ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في باب الصيام عن رواية أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال : ( ذلك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه ) .
فهذا الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين لأنه ولد فيه ونبئ فيه ويدل فعله صلى الله عليه وسلم على أنه ينبغي أن يُهتم بمثل هذا اليوم بفعل عبادة شكرا لله من صيام أو ما يستطيعه الفرد من أي عبادة وفعل لا يمنعه الشارع .
2 - الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع به الكافر .
فقد روى الإمام البخاري تعليقا ونقله الحافظ ابن حجر في (الفتح) ورواه عبد الرزاق الصنعاني في (المصنف 7 / 478)
والحافظ البيهقي في (الدلائل ) وابن كثير في (البداية والنهاية 1 / 224 ) وابن الديبع الشيباني في (حدائق الأنوار 1 / 134 ) والحافظ البغوي في شرح السنة (9 / 76 )
وابن هشام والسهيلي في (الروض الأنف 5 / 192 ) والعامري في ( بهجة المحافل 1 / 41) وغيرهم .
وهذه الرواية وإن كانت مرسلة إلا أنها مقبولة لأجل نقل البخاري لها واعتماد العلماء من الحفاظ ولكونها في المناقب والخصائص لا في الحلال والحرام
وطلاب العلم يعرفون الفرق في الاستدلال بالحديث بين المناقب والأحكام .
روى الإمام البخاري تعليقا أن العباس رأى أخاه أبا لهب بعد موته في النوم فقال له ما حالك فقال في النار إلا أنه خفف عني كل ليلة اثنين وأسقى من بين إصبعي هاتين ماء فأشار إلى رأس إصبعيه وإن ذلك بإعتاق ثويبة عندما بشرتني بولادة النبي وبإرضاعها له .
وقد قال العلامة الحافظ شمس الدين بن الجزري في عرف التعريف بالمولد الشريف بعد ذكره قصة أبي لهب مع ثويبة :
فإذا كان هذا أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من أمته عليه السلام ، يسر ويفرح بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم ؟
وكلمة ( الإحتفال ) قد اختلطت على بعض الناس فيفهم منها : الطبل والرقص ! !
وهذا الفهم – لا شك – خطأ عظيم ، وخلط عجيب !
فالإحتفال تعني : الإجتماع والإهتمام
[ الحفل : الجمع الكثير . ويُقال : احتفل القوم احتفالا إذا اجْتَمعُوا . . . وهذا أمر لا أحفل به ولا أحفله أي لا أباليه . . . واحتفل لنا فلان إذا أحسن القيام بأمورهم . . . والمحفل : الجمع من الناس ويجمع محافل . وجاء بنو فلان بحفيلهم أي بأجمعهم . واحتفل الوادي بالسيل إذا امتلأ ] .
( جمهرة اللغة – أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، المتوفى : 321 هـ ) .
ألم يهتم النبيّ صلى الله عليه وسلم بيوم ميلاده ؟ ألم يعتبر يوم ميلاده يوماً مميزاً يتطلب شكراً لله تعالى على تلك النعمة ؟
سُئِلَ النبيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ -» . صحيح مسلم
وهل شكر الله تعالى وحمده يكون بالصيام فقط ؟ ألا يحل إطعام الطعام محل الصيام ؟
يقول تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ . . . ) .
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيُّ الإسلام خيرٌ ؟ قال : تُطعم الطعام ، وتقرأ السلام على مَن عرفتَ ومَن لم تعرِف . البخاري ومسلم .
يقول تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين ) .
فأعداء النبيّ  يريدون إسكاته ومحو إسمه وخبره  إما بالسجن ، أو القتل ، أو النفي !
وكل من يحارب الإحتفال بمولده فهو مشارك لهم في غاياتهم من حيث يشعر أو لا يشعر ! وهو جزء من خطة الأعداء في طمس ذكر النبيّ  ، يطبقونها عن طريقهم من غير أن يدري المساكين ! !


وقفات مع مسألة تقصير الثياب!

 من #فقه_السلف الحق رضي الله عنهم .. في مسألة #تقصير_الثياب!


#بقلم: خادم الجناب النبوي الشريف
محمد إبراهيم العشماوي
وقفت على نص للإمام الحافظ، سيد العلماء، - كما وصفه الحافظ الذهبي - أيوب السَّخْتِيَانيِّ؛ أنه كان #يطيل_قميصه - وهو #الثوب الذي يُلبس #فوق_الإزار - خلافا لمن زعم أن تقصير الثوب على العموم من السنن الواجبة التي يأثم تاركها!
فقد أخرج مَعْمَرٌ في (جامعه)، ومن طريقه عبد الرزاق في (مصنفه)، وابن سعد في (الطبقات)، وأبو نُعيم في (الحِلية)، والبيهقي في (الشُّعَب)؛ قال أيوب السختياني: "كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، والشهرة اليوم في تقصيرها".
و لفظ أبي نُعيم: "كان في قميص أيوب بعضُ التذييل - أي طويل الذيل - فقيل له! فقال: الشهرةُ اليومَ في التشمير!".
ولفظ ابن سعد: "يا أبا عروة – هي كنيةُ مَعْمَرٍ -: كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، فالشهرة اليوم في تشميرها!".
وأخرج الإمام أحمد في (العلل) – رواية ابنه عبد الله – قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: "أمرَنِي أيّوب أن أقطعَ له قميصاً، قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، واجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبرًا!".
والمعنى: أنه كان يطيل ذيل القميص حتى يضرب ظهر القدم، ولا يشمِّره - أي يقصِّره عن ذلك - مع أن من السنة التشمير إلى ما فوق الكعبين وما دون الركبتين؛ لأن التشمير صار في زمنه ثوب شهرة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثوب الشهرة، وهو الذي يشتهر فيه المرء بحالة معينة تقتضي تزكيته، كمن يلبس لبس الزهاد والنساك، استجلابا لثناء الناس عليه، وتزكيتهم له!
فهل خالف أيوب السنة بذلك؟!
الحق أنه لم يخالفها، بل اتبعها حق الاتباع، بعدما فقهها حق الفقه!
وقد كان أيوب شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، شديد الاتباع لسنته، مع فقه متين، ودين مكين، حتى قال الإمام مالك: "كنا ندخل على أيوب السختياني، فإذا ذكرنا له حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ؛ بكى حتى نرحمه!".
وقد كنت أظن أن أيوب انفرد بهذا المسلك من بين السلف، وهو تطويل ذيل ثيابه، حتى رأيت كبار السلف؛ يفعلون مثل أيوب!
أخرج ابن أبي شيبة في (مصَنَّفِه) - بسند صحيح - عن مُغيرة، قال: "كان إبراهيم - يعني النخعي - قميصُه على ظهر القدم!".
بل قال الإمام ابنُ تيميَّةَ نفسه في (شرح العمدة): "وقد فرَّق أبو بكر وغيره من أصحابنا في الاستحباب؛ بين القميص وبين الإزار، فقال: "يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين، أو إلى شراك النعلين، و طول الإزار إلى مراق الساقين، وقيل: إلى الكعبين، ويكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق". قال إسحاق بن إبراهيم: "دخلت على أبي عبد الله - أحمد بن حنبل - وعليَّ قميصٌ قصيرٌ، أسفل من الرُّكبة، وفَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؟! و أنكره". وفي رواية: أيش هذا؟! لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك؟!".
وذلك لأن النَّبِي صلى الله عليه و سلم حَدَّ أُزرَةَ المؤمن بأنَّها إلى نصف الساق، وأمر بذلك، وفعله، ففي زيادة الكشف تعرية لِما يُشرع ستره، لا سيما إن فُعِلَ تديُّنا، فإنَّ ذلك تنطُّع، وخروجٌ عن حدِّ السنة، واستحباب لِما لم يستحِبَّه الشَّارع!".
#فالحاصل: أن المطلوب #تقصيره هو #الإزار، وهو الذي يكون تحت #الرداء أو #القميص، أو الجزء السفلي أو الداخلي من الثياب، وهو ما يستر #العورة، أما الرداء أو القميص، أو الجزء العلوي أو الخارجي من الثياب؛ #فيستحب أن يكون إلى #الكعبين أو إلى النعلين، ولا يطيله عن ذلك بحيث #يمس_الأرض، فتصيبه النجاسات، ويسرع إليه التلف، لا سيما إن فعله #خُيَلاء!
أما هذه #الهيئة المنكرة المنفرة التي نراها اليوم من بعض من يزعمون التسننن واتباع الهدي النبوي، بحيث تبدو سيقانهم من أسفل؛ فهي من ثياب #الشهرة، التي قد يصاحبها امتلاء النفس بالعُجْب والغرور والكِبْر والرياء، حتى تظن أنها الأقرب إلى السنة من غيرها، وأنها أكمل الناس إيمانا، ثم تزدري من لم يفعل مثل ذلك، وتتهمه في دينه وإيمانه واتباعه للسنة، وهذه آفات مهلكات للمرء في دينه ودنياه!
ثم هي تنطع مذموم، سببه انعدام الفقه!