خلفيات سقوط الموصل :
سؤال السيد علي محمد : اتمنى توضيح طبيعة اللقاء الذي حصل بينكم وبين سليماني في طهران ؟
قال أسامة النجيفي :
اعتراضنا على نهج السيد المالكي لم يكن خلافا شخصيا ولا محاولة خلق مشاكل ، اعتراضنا هو أن المالكي كان لايحترم القانون ولا الدستور ولايحترم أهلنا ولا صلاحية المحافظات فنحن واجهنا المالكي وحاولنا إقالته من ٩٠ نائب سني و٥٠ نائب كردي و٣٠ نائب شيعي وفشلت الاقالة بسبب تدخل إيران وأمريكا ، عدم قبولنا لمنهجه الطائفي وعدم قبولنا لفساد الجيش والشرطة ، حيث بعث المالكي في يوم من الايام قوة عسكرية الى الموصل اعتقلت ٤٠٠ شخص من الموصل دون علم قيادة العمليات او القضاء او المحافظ كل هذه الاجراءات الخارجة على القانون والتي تمثل اجراءات عصابة جعلتنا نعترض المالكي فمنهجه كان يساعد على التطرف والإرهاب ونحن كنا ندافع عن أهلنا .
فالإيرانيين هذا مشروعهم وكانوا يريدون السيطرة على الموصل من خلال المالكي ، فكنت في اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية في طهران ٥٥ دولة إسلامية اجتمع رؤساء البرلمانات هناك ، فكنت في الفندق فأبلغوني أن سليماني يريد أن يراك ، فقلت لهم ليأتي ، فقالوا هذا سليماني يجب أن نذهب نحن إليه واحد القائلين كان رئيس وزراء سابق ، فقلت لهم انا امثل العراق عيب عليكم هذا الكلام انا رئيس برلمان وهو رئيس جهاز مخابرات ولن اذهب إليه فليأت هو ، فجاء سليماني ومعه شخصين وانا معي شخص واحد كان مستشاري نديم الحاتمي من الموصل من بيت فليح حي يرزق الان حضر كل الكلام .
فقال لي سليماني لماذا انت ضد المالكي .
فقلت له المالكي شخص ظالم ولن نقبل بظلمه ومنهجه .
فقال لي اذا لن تقبل بسيطرة المالكي على الموصل بمنهجه ستسقط الموصل ، قلت له كيف تسقط ؟ فقال بيد داعش
هذا الكلام قبل سقوط الموصل بأربعة أشهر .
قلت له هذا الكلام غريب وداعش في سوريا ونحن لدينا أربعة فرق عسكرية في المحافظة ، فقال ستسقط او تسلم للمالكي .
فقلت له لن اسلم شعبي في الموصل المالكي ، فقلت له ماهو دورك في الموضوع ؟ فقال أنا أحذرك .
فقلت له هذا تهديد ؟ فقال كلا .
فقال عندي اقتراح أن تجلس مع المالكي فقلت له لن اجلس معه .
فقال تجلس انت وعمار الحكيم وإبراهيم الجعفري وفالح الفياض ونوري المالكي واياد السامرائي وقال انا احضر أيضا ، وقال انا متأكد ان الجعفري وعمار الحكيم سيكونون بجانبك ضد المالكي .
فقلت له انا موافق على هذا الاقتراح .
لم يحصل الاجتماع ، ونقلت هذا الكلام الى القيادات الشيعية والسفير الامريكي والبريطاني وكذلك الأكراد وكلهم لم يصدقوا أن تسقط الموصل وكذلك نحن لم نصدق هذا الكلام كنا نعتقد مجرد تهديد للسيطرة على محافظتنا ، لأن القوى العسكرية الموجودة كانت كبيرة لايمكن ان تواجه .
الذي حصل أنه هناك خطة موضوعة مسبقاً ، فأطلقوا سجناء من سجن ابي غريب ونقلوهم الى سوريا ومع النصرة وشكلوا داعش وبعدها صدرت أوامر انسحاب وداعش بدأ بالتقدم وإسقاط الموصل ، وقبلها بستة أشهر سقطت الفلوجة .
صلاح الدين أيضا سقطت ، هل نحن أسقطناها ؟
الجيش كان عبارة عن فشل وطائفية .. حوالي خمسون الف مقاتل لو كان منهم عشرة الاف لصمدوا .
هناك وحدة عسكرية ( فوج ٥٠٠ منتسب من الشرطة الاتحادية ) مسجل رسميا ، حصل تفتيش على هذا الفوج قبل سقوط الموصل بيومين اي يوم ٨/٦/٢٠١٤ فلم يجدوا غير( تسعة أفراد فقط من الشرطة ) .
نحن دافعنا عن حق مدينتنا في فترة المالكي وبعدها والى الان ، والمحافظ كان رجل مدني لم يستطع فتح شارع وكان يبعث تقارير على مدى أشهر للمركز في بغداد ولكن لم يتم التعاون معه من قبل المركز .. فالأمن كان بيد القوات الأمنية التي سلمت المدينة لداعش .
نحن احرص الناس على الموصل ونحن أكثر المتضررين في الموصل من دخول داعش ، فخسرنا بيوتنا واموالنا وخيولنا ومزارعنا .
والسيد طالب شغاتي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب آنذاك روى لي حادثة معينة حيث كنا في اجتماع مع رئيس الوزراء ، فقال المعركة كانت في الموصل وهناك واحدات عسكرية في الطارمية تركت اسلحتها ومعداتها وهربت .
أستاذ أثيل حضر اللجنة التحقيقية في بغداد بمجلس النواب وكانت افادته سبعة ساعات بالأدلة وأرقام الكتب والمراسلات والفديو فلم يستطيعوا أن يثبتوا عليه نقطة واحدة وحتى أن هناك قسم من أعضاء مجلس النواب تواطئوا لاتهامه فكانوا أعضاء في اللجنة التحقيقية ولم يستطيعوا إثبات شيئ عليه .
فقضية سقوط الموصل واضحة وهم من أسقط المدينة من رئيس الوزراء الى قيادات أمنية فاسدة وخائنة ، ونحن لم نخضع لسليماني ولن نخضع للموجودين اليوم .
وهناك قضية قالها لي سليماني بنفس اللقاء حيث قال لي أنه سيحصل إنقلاب في تركيا .. قلت له كيف؟ قال لأنهم ليس لديهم حرس ثوري بل لديهم جيش وسينقلب عليهم ، فإنتابني شعور غريب ، حيث أن هذا الكلام في عام ٢٠١٤ والانقلاب في تركيا حصل عام ٢٠١٦ ، فأبلغت رئيس الوزراء التركي احمد داؤد أوغلو واستغرب من الكلام وحصل الانقلاب بعدها بسنتين اي في علم ٢٠١٦ .
القصد أن هذا هو المشروع الإيراني سواء كنا موجودين ام غير موجودين ستسقط الموصل ولكن نحن كنا نحاول أن نمنع هذا الأمر فكنا نريد نظاما عادلا ولم نرضى أن نكون تبع لاحد بل مواطنين من الدرجة الأولى في العراق ، الغاية الإيرانية كانت تدمير المنطقة بالكامل .
* * *
الجلسة الحوارية حول "مستقبل نينوى السياسي في ظل التحديات القائمة " الإثنين 4 – 10 - 2021 في قاعة نقابة المهندسين وبحضور نخبة مختارة من السياسيين والمثقفين برعاية مؤسسة الغد من خلال منصة مركز نون للدراسات الإستراتيجية .
