من درر فتاوى شيخنا العلامة ((أ.د. عبد الملك السعدي)) حفظه الله
السؤال:هل يجوز قراءة القرآن يوم الجمعة وبصوت مرتفع في مكبرات الصوت؟
الجواب :وردت أحاديث صحيحة كثيرة في فضل قراءة القرآن دون تقييد بوقت أو زمان أو مكان أو كمية، بصوت خفي أو مرتفع، فرادى أو مجتمعين، والقاعدة : (أن ما جاء عن الشارع من أوامر أو توجيهات دون أن تقيد بوقت معين أو مكان معين أو هيئة معينة أو كمية معينة فنحن أحرار في اختيار الوقت والمكان والهيئة والكمية) فلا يعتبر تخصيص وقت للقراءة بدعة وضلالة كما يزعم البعض ...
إذ البدعة : (هي عمل أو اعتقاد شيء لم يرد به من الشارع نص أو قاعدة معينة، أو عمل شيء يصطدم مع النصوص والقواعد الشرعية)وقراءة القرآن يوم الجمعة بالشكل الذي اعتاده الناس اليوم ليس بدعة بل تدخل ضمن مشروعية الحث على قراءة القرآن وبأي هيئة كانت .ثم إن قراءة القرآن بهذه الهيئة تدخل تحت قوله -صلى الله عليه وسلم- : (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)
[رواه مسلم برقم 2699، وأبو داود برقم 1455، وغيرهما]فالحديث يدل على مشروعية قراءة القرآن في المسجد وتَدارُسِهِ .فمن قرأه فقط دون تدارس معناه حظي بشطر من هذا الفضل، ولا شك أن هذه القراءة مع القوم لا يراد بها القراءة سراً بل تقرأ إما بصوت موحد وبشكل جماعي أو يقرأ واحد ويستمع الباقون.ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول لعبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- : (اقرأ عليّ) فيقول له عبد الله: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟! فيقول -صلى الله عليه وسلم- : (أُحِبُّ أن أسمعه من غيري) [رواه البخاري برقم 4582، ومسلم برقم 800، وغيرهما] والله تعالى يقول: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً) [الأنفال: 2] والتلاوة عليهم لا تكون إلا بصوت مرتفع .