الاثنين، 25 سبتمبر 2017

زواج السيدة عائشة بعمر 9 سنوات مغالطة تاريخية ومناقضة قرآنيا" ؟

( المغالطة التاريخية )
مقدمة :
هذا الموضوع قد أخذ هم الكثيرين من مفكرين وباحثين عن الحقيقة وعدم إقتناعهم بزواج أُم المؤمنين السيدة عائشة رضوان الله عليها وهي بنت 9سنين ولا أحد يقبل ويرضى أن يقبل بخطبة بنتها أو أختها وهي 6 سنوات ثم تزويجها وهي 9 سنين لا يعقل فكيف بسيد الخلق أجمعين ؟
البداية :
عندما تقرأ آراء وأبحاث بعض من شباب الأُمة , سيجعلك تتخبط في قضية المصداقية العمياء لعلماء وشيوخ ومحدثين ومؤرخين هم في مخيلتنا كهالات مقدسة لايمكن التشكيك أو حتى التفكير في مصداقيتهم ومانقلوه لنا من معلومات ,, وأظفوا اليهم صفة القدسية بحيث لا يشكك فيهم أحد وان مايقولون هو الحق المبين ,, مع العلم أنهم لم يقولوا عن أنفسهم هذا ولم يعطوا لأنفسهم القداسة ؟فبحث بسيط لمجتهدين يجتهدون في كتاب الله أو في مقارنات وتناقضات أحاديث أوكتب في سيرة النبي أو كتب التاريخ الذي كتبه مؤرخون تبين أن الأمة عبر الزمان لم تقم بالبحث العميق والتنقيب الدقيق لأمور كثيرة بقيت كما هي حتى الآن ؟ويبدو أن صفة القدسية هي التي جعلت الامة لا تقوم بهذا الامر فالامم لاترتقي إلا بالتقدم في الدراسات والابحاث وفي كل المجالات إلا أن أمتنا تركت العلوم التجريبية والتقدم بالابحاث والدراسات العلمية وأصبح العلم منحصرا" في العلم الشرعي فقط وحتى هذا العلم لم يستطيعوا أن ينقبوا فيه ويبنوا عليه أو يبينوا مكامن الخلل فيه كونه جهد بشري لا يجوز أن نضفي إليه صفة القداسة مع انه جهد مشكور وقد بذلوا في سبيلها جهدا" كبيرا" لكنه سيظل جهد بشري غير معصوم ! ..ويبدوا ان هالة الخوف من الخروج من الملة كان السبب وراء عدم فعل ذلك وكذلك الحكومات العضودة التي كانت بالمرصاد لكل من يتكلم خارج الدائرة التي رسمها بعض العلماء من حول الامة ,ومنها عمر السيدة عائشة رضوان الله عليها حين تزوجها النبي .
من هو السبّاق لفتح هذا الملف : 
------------------------------------------
كما قلت لقد قام باحثون كثر بغربلة الاحايث والكتب المعتمدة في بيان سيرة النبي وصحابته فوجدوا أن عمرها لم تكن مطلقا" 6 سنين عندما خطبها النبي ؟ وبنا بها ( أي تزوجها ) وهي بنت 9 سنين كما ورد في الحديث المشهور عن البخاري (البخارى - باب تزويج النبى عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها-3894): حدثنى فروة بن أبى المغراء: حدثنا على بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضى الله عنها قالت: [تزوجنى النبى صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة،... فأسلمتنى إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين]
وكان البحث المشهور للباحث (إسلام بحيري) سنة 2008 في الشهر العاشر قد بين في بحثة في مقارنة بين الاحاديث والكتب المعتمدة أن عمرها 18 سنة عندما تزوجت النبي وقد أيده في ذلك المفكر جمال البنا وقام بنشر هذا الموضوع أيضا" لكن مع ذلك فالبعض يظن أن البحث قد أنتسب الى المفكر جمال البنا .. لكن أدركنا مع متابعة ان بحث اسلام بحيري مأخوذ بالكمال والتمام من الطبيب المشهور بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة والنائب لرئيس مؤسسة البحوث الاسلامية وهو (تي أو شانافاز)عام 1999 !!!!! فقد قام بترجمته الى العربية ولم يذكر في هذا البحث لا من قريب أو بعيد عن هذا الباحث وانتسب البحث لنفسه لا أدري ألا يعتبر بحثه سرقة حيث أنه يعتبر بحث أخذ عليه شهرة عارمة وليس مقالة" عابرة ؟؟ والغريب ان المفكر جمال البنا قد أشاد بهذا الباحث المصري دون ذكر مصدر البحث ومن قام بهذا الجهد بل هناك من هم قاموا بذلك من بني جلدته وهو يعلم جيدا" من هؤلاء ولكنه لم يذكره في معرض إعجابه بالبحث ....المهم
و الغريب أن الأكاديمي محمد عمارة ( ليس المفكر الكبير محمد عمارة المشهور) قد هاجم المفكر جمال البنا عندما أعلن أن البحث يعود للباحث إسلام بحيري ونفى ذلك حيث بين أن السبق لهذا الامر يعود له ؟؟
بينما وجدنا ان للدكتور (عدنان ابراهيم) كلام عن عمر عائشة وبأدلة وبراهين قبل هذا البحث بأشهر أي الشهر الرابع من عام 2008 ثم بين في خطب أخرى أن عمرها مابين 18 الى 21 وقد جعل ما قاله قنبلة قد يتعجب الناس منها !!
لكن السيد (علي منصور الكيالي) الباحث والمفكر والذي اشتهر في الآونة الاخيرة هو أيضا" بين في منشور له أنه قد بيَن أن عمر عائشة 25 سنة ,, وقد بينه سنة 2006في حلب ؟أي السبق يعود له كفتح هذا الملف في الشرق ولم يتطرق الى (تي او شانافاز)!!
لكن الغريب أننا وجدنا أن أول من تصدى لتفنيد هذه الشبهة ليس كل هؤلاء بل هو المفكر الموسوعي العملاق ( عباس محمود العقاد) في كتابه الخاص بسيرة السيدة عائشة رضي الله عنها بعنوان " الصديقة بنت الصديق "؟ وبين فيها أن عمرها مابين 14 الى ال15 عام
وبهذا يكون قد سبق كل الباحثين بأكثر من نصف قرن ,,ولم يقل أي من هؤلاء أن السبق في هذا الموضوع يعود لهذا المفكر العملاق ؟
وقد بنى كل هؤلاء على مابينه هو ونقبوا في الموضوع ليستدلوا على زواجها وهي بنت مابين ال18 الى 25 سنة ......
وهنا أنا أعتبر ان العقاد قد ظلم في هذه القضية لأن السبق يعود له كما علمناه ..
لكن كما قلنا في البداية الاصل أن تصل المعلومة الى الكل ويجب نفي هذه المغالطة التاريخية على سيد المرسلين
الدخول في صلب الموضوع 
-----------------------------------
1- لم يكن العرب على علم بالتدوين الدقيق للسنوات:
يفسر العقاد (أن اختلاف اصحاب السير في تحديد تاريخ ولادة عائشة وتاريخ زواجها يعود كون العرب لم يتعودوا على تسجيل المواليد إذ قلما تجد انسانا" رجلا" كان أو إمرأة إلا وكان له تاريخان او ثلاثة لميلاده او وفاته وقد يبلغ التاريخ في التراجم عند المشهورين الى عشر سنين ) 
(ويؤكد كذلك أنها كانت تسمع تقديرات عمرها ممن حولها لانها لم تقرأها في وثيقة مكتوبة فكان يعجبها كماهومعلوم عند عامة النساء بصغر سنها وأن تأخذ بأصغرها ,,,وقد وردت لها احاديث تدل على تفاخرها بصغر سنها )
والمتتبع يعلم أن العرب لم تكن تهتم بالتواريخ الدقيقة لذلك حتى ولادة النبي فيه إختلاف والصحيح فقط هو ولادته في عام الفيل 
هكذا كان العرب يتعرفون على الاعمار بالاحداث السنوية كعام الفيل او عام الرمادة وهكذا..........

2- نقد سند الحديث
الحديث الذي ذكر فيه سن (عائشة) جاء من خمس طرق كلها تعود إلى هشام بن عروة !! ،أي أن الرواية تفرد بهاشخص واحد فقط ؟ وهو إمام جليل هشام بن عروة بن الزبير وخالته عائشة لكنه ولد سنة 61 هجرية , سنة استشهاد الامام الحسين , أي لم يرى خالته وكان في المدنية 71 سنة وفي السنوات العشر الاخيرة انتقل الى الكوفة لكن العجيب أنه في المدنية لم يروي اي عالم من المدنية ومن مشاهير وافضل تلامذته مثل مالك بن انس لم يذكر أحد من العلماء الافذاذ عنه في رواياته عن عمر عائشة ؟؟ لكنه لما ذهب الى العراق في أواخر عشر سنوات من عمره لكونه عاش 81 سنة بدأعلماء اهل العراق يرووا عنه عن عمرعائشة فأخذ منه البخاري ومسلم مع ان مالك بن أنس أنكر عليه أحاديثه من جهة العراق ؟ والامام مالك يسبق الامام بخاري ب 80 سنة ؟
وقد قال صاحب (التهذيب) الامام الذهبي و(تهذيب التهذيب) لابن حجرالعسقلاني وهي من اوسع كتب الجرح والتعديل أنهم قالوا عن يعقوب بن شيبة أنه قال من جهة حديثيه للعراقيين (انه إمام ثقة لكنه تبسط في الرواية للعراقيين) وانكر عليه اصحابه وانكر عليه الامام مالك وقد قال الامام الذهبي انه قد قل حفظه ؟ وهذا في ميزان الاعتدال أمر كبير ومهم في تقييم الاحاديث , بل إن أبا الحسن بن القطان وهو واحد من علماء الجرح والتعديل الكبار اتهم هشام بن عروة أنه اختلط في آخر حياته

و هشام هذا قال فيه ابن حجر في (هدي الساري) و(التهذيب): «قال عبدالرحمن بن يوسف بن خراش وكان مالك لا يرضاه، بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق، قدم الكوفة ثلاث مرات ـ مرة ـ كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة وقدم الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: عن أبي عن عائشة. 

والمعني ببساطة أن (هشام بن عروة) كان صدوقاً في المدينة المنورة، ثم لما ذهب للعراق بدأ حفظه للحديث يسوء وبدأ (يدلس) أي ينسب الحديث لغير راويه، ثم بدأ يقول (عن) أبي، بدلاً من (سمعت أو حدثني)، وفي علم الحديث كلمة (سمعت) أو (حدثني) أقوى من قول الراوي (عن فلان)، والحديث في البخاري هكذا يقول فيه هشام عن (أبي) وليس (سمعت أو حدثني)، وهو ما يؤيد الشك في سند الحديث، ثم النقطة الأهم وكما قلنا وهي أن الإمام (مالك) قال: إن حديث (هشام) بالعراق لا يقبل، فإذا طبقنا هذا على الحديث الذي أخرجه البخاري لوجدنا أنه محق، فالحديث لم يرويه راو واحد من المدينة، بل كلهم عراقيون مما يقطع أن (هشام بن عروة) قد رواه بالعراق بعد أن ساء حفظه، ولا يعقل أن يمكث (هشام) بالمدينة عمرًا طويلاً ولا يذكر حديثاً مثل هذا ولو مرة واحدة، لهذا فإننا لا نجد أي ذكر لعمر السيدة (عائشة) عند زواجها بالنبي في كتاب (الموطأ) للإمام مالك وهو الذي رأى وسمع(هشام بن عروة) مباشرة بالمدينة؟
3- مقارنة المتون في الصحيح نفسه
عدد من الروايات والأحاديث التي وردت في صحيح البخاري ومسلم والتي تتكلم عن عائشة رضي الله عنها، سنجد أنها تتضارب مع بعضها البعض إذا سلمنا بصحة الرواية التي نناقشها، ففي صحيح البخاري في كتاب التفسير كما في كتاب فضائل القرآن عن يوسف ابن ماهك يقول ( إني لعند عائشة إذ قالت لقد أنزل الله على نبيه سيهزم الجمع ويولون الدبر وإني لجارية ألعب )وهو حديث صحيح في البخاري، والآية عن سورة القمر، ومعلوم أن سورة القمر نزلت بمكة بعد حادثة انشقاق القمر، وهذا كان بعد البعثة طبعا وقبل الهجرة بسنين.. قالت عائشة رضي الله عنها " حين نزلت الآية كنت جارية " والجارية هي الصبية بنت تسعة أو إحدى عشر سنة او اثنا عشر سنة تقريبا.. والجارية من الجراية والجراء، كما جاء في "الميزان" أي تجري وتلعب، ولا يستطيع فعل هذا ولا تذكره من كان ابن ثلاث سنين أو أربع سنين.
وروى مسلم وعبدالرزاق شيخ البخاري وأبي حاتم روو جميعا عن عكرمة أنه قال عن عمر (لما أنزل الله سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر فقلت أي جمع يهزم أي جمع يغلب حتى إذا كانت بدر ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في درع ويردد قول الله تعالى سيهزم الجمع ويولون الدبر عرفت يومئذ تأويلها ) والذي يروي هذا عمر رضي الله عنه ، ومعلوم أنه أسلم سنة ست من البعثة ، فالآية نزلت سنة ست أو سبع تقريبا وربما جاوز ذلك بشيء قليل.. وعاشة رضي الله عنها تقول لما نزلت- أي الآية - كنت جارية ألعب.. فكيف تكون ولدت قبل الهجرة بست سنوات أو بسبع سنوات مستحيل.. هذه تناقضات ؟؟
وما يمكن أن يقرر هنا أن الرواة أخطأوا، فبدل أن يقولوا "قبل البعثة " قالوا "قبل الهجرة" .. فعائشة ولدت قبل البعثة بأربع أو خمس سنوات..هذا هو الصحيح ولما تزوجها النبي كانت قريبة من العشرين، أخطأو فقط في قبل البعثة وقبل الهجرة وهو خطأ درج عليه كل العلماء إلى اليوم..
4- في مقارنة سن عائشة مع أختها أسماء رضي الله عنهما
ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى يذكر أن أسماء بنت أبي بكر أسن من أختها عائشة بعشر سنوات، ويذكر كل العلماء أن السيدة أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة قد ولدت لسبع وعشرين قبل التأريخ أي 27 قبل الهجرة ، ومعلوم أن الهجرة كانت في ال13 سنة من البعثة وبذلك يكون ولادتها 27-13=14سنة لأربع عشر سنة قبل البعثة، فتكون عائشة ولدت سنة أربع قبل البعثة 14-10=4سنة قبل البعثة ؟
والدليل الذي يصحح هذا أنهم اتفقوا جميعا على أن السيدة أسماء رضي الله عنها قد توفيت سنة ثلاث وسبعين عن مائة سنة، الكل يقول هذا و هناك من زاد سنة وهناك من نقص سنة وهذا لايضر ، لأنها إذا ماتت سنة ثلاث وسبعين من الهجرة عن مائة سنة، فيكون عمرها عند الهجرة 100-73=27 سبعة وعشرون وهذا صحيح لأنهم قالو ولدت قبل التأريخ ب 27 سنة، وهي أسن من عائشة بعشر فلا بد أن تكون عائشة عند الهجرة 27-10=17 سن عند الهجرة ؟؟ أي أنها قد ولدت قبل البعثة بأربع أو خمس سنين، وليس قبل الهجرة..
5- مشاركة عائشة رضي الله عنها في غزوة بدروأُحد ؟
في حديث لمسلم ثمة رواية تحكي لنا قصة مشاركة عائشة في معركة بدر ، و هكذا تقول في معرض حديثها عن رحلتها إلى بدر و عن حادث مهم وقع أثناء السفر :" ... حتى إذا كنا بالشجرة ...." و هو دليل ساطع على أنها كانت ضمن الوفد المسافر نحو بدر.( كتاب الجهاد و السير ، باب كراهية الاستعانة في الغزوة بالكافر)
رواية أخرى تؤكد لنا مشاركة عائشة في معركة أحد تأتينا من عند البخاري ." يروي أنس أنه في يوم أحد:
لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان - أري خَدَم سوقهما - تَنْقُزَانِ القِرَبَ على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم ( البخاري ، الفتح، كتاب الجهاد والسير ، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال).
و هكذا يتأكد مرة أخرى أن عائشة شهدت معركتا أحد و بدر.
وقد استغرب العلماء لهذا الحديث حيث أنه يروي لنا البخاري أن حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إبراهيم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،قَال أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَن (ابْن عُمَر) رضى عنهما أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يوم أُحُدٍ و هو ابن أربع عشرة فلم يجزه ،و عرضه يوم الخندق و هو ابن خمس عشرة فأجازه . (كتاب المغازي، باب غزوة الخندق )
وبناء" على هذه الرواية تبين أن القاصرين كانوا ممنوعين من المشاركة في المعارك بيد أن عائشة شاركت في معركتي بدرو أحد.
لذلك فمشاركة عائشة في المعركتين تدل بوضوح أن سنها كان يفوق التاسعة بل كان مابين ال18 الى ال20 عاما إذ أن النساء كن يرافقن رجالهن إلى ساحة المعارك لمساعدتهم لا لكي يكن عالة عليهم ، و هذا يشكل بدوره دليلا آخر على تناقض الروايات المتعلقة بعمر عائشة.
فكيف يقبل بعائشة وهي بنت عشر سنين أن تكون في الجيش، وهي تقول عن نفسها أنها كانت تسقي الجرحى وتحمل القرب المملوءة بالماء ومعلوم أنه عمل لا يطيقه من عمره تسع أو عشر سنوات
6- خطوبة عائشة :
حسب رواية عن أحمد بن حنبل(مسند أحمد بن حنبل، المجلد 6)، لما ماتت خديجة، جاءت خولة إلى النبي ونصحته بالزواج مرة أخرى. فلما سألها عمّن تقترح لزواجه، أخبرته عن بكر وثيب. ولما سألها عن البكر قالت "عائشة".
جميع من يعرف اللغة العربية يعرف أن لفظ "بكر" لا تستعمل لبنت التاسعة، وأن اللفظة الصحيحة لبنت في هذا السن هي "جارية"، أما كلمة "بكر" فتطلق على شابة لم يسبق لها أن تزوجت لذلك فبنت تسع سنين ليست فتاة بكرا , لذلك كانت عائشة امرأة بالغة يوم زواجها.
نكتفي بهذه الردود العلمية والمنهجية والدقيقة للغاية يُردّ بها على الذين يحاولون تشويه سمعة الرسول الكريم بكونه كان يتزوج الصغيرات...
كما يرد بها أيضا على الذين يستسلمون للنصوص دون إعمال للنقد العلمي، وحديث تسع سنين حتى وإن ورد في صحيح البخاري، فإنه من المقرر نظريا في علم الجرح والتعديل أن الثقة قد يخطئ أحيانا، وهو تقرير يرجح سهو " هشام بن عروة " الراوي الوحيد للحديث
والجدير بالذكر أن زواجها بهذا العمر يناقض القرآن أيضا" 
بعد بيان بشأن المغالطات التاريخية بشأن عمر السيدة عائشة رضوان الله عليها والذي بيناه كيف ان بعض من المفكرين والباحثين الذين بحثوا وإجتهدوا للوصول الى الحقيقة كما هو مبين بالدراسات والمقارنات في كتب التاريخ وكتب السيرة وروايات الاحاديث 
ومن المهم بيان معنى الحقيقة فهناك فرق بين الحقيقة والحقيقة المطلقة فالحقيقة المطلقة في الدراسات والبحوث لاوجود لها كما قال العالم الفيزيائي بوبير يوما" [أن الحقيقة ستبقى مفهوما" ميتافيزيقيا" وفرض اننا وصلنا اليها يوما" فلا نعرف أننا وصلنا إليها] فالحقيقة هي محاولات أما صائبة أو خاطئة والله يريد منا في كونه الفسيح ان نبحث ونتحرك ونتحرى في كل شيءومنها الموروث التاريخي 
المهم....
في هذا الجزء سنبين مابينه القرآن في مسألة الزواج ولكن قبل أن نبدأ نقول أنه من المؤسف أن نرى أننا عندما نتبع التاريخ الفقهي نجده أن غالبيتهم وبكل مذاهبهم ومشاربهم قد أجازوا زواج الصغيرة رغم تفصيلات وتأصيلات لها لكنهم في النهاية أجازوا ذلك ألا مارحم ربك ؟ 
وان الفقهاء المعاصرين لا يفهمون أن الزمن قد تغير وأن العالم لم يعد مقفلا" ومنغلقا" بحيث يمكن لكل طائفة أن تتكلم او تتستر على الاشياء دون أن تقوم بغربلتها , فكل شيء أصبح واضحا" , والغريب أن أغلب الفقهاء مازالوا مصرين على هذا المنوال في الجامعات والمساجد ولا يهمهم ما يحدث عندما يتكلم أحد في طعنهم للدين الاسلامي بقولهم بكل بساطة أنه هذا ديننا فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر؟ حتى أن هناك في المحاكم والقضاة يقولون أنه شرع الله فلا بأس به !
وعندما نأتي الى واقع كل فرد منا حتى الفقيه نفسه او القاضي فإنه من المستحيل ان يقدم على زواج إبنته او أخته وهي في الـ 9 من عمرها فما بالك بخطبتها وهي 6 سنوات ؟
فلماذا يصرون على بقاء هذا الموروث القديم من الفقه ولماذا يقبلونه لنبيهم ,,,,وهل هو فعلا" شـــرع الله ؟
لذلك فقد علت اصوات مفكرين يبحثون في آيات القرآن وتبين هشاشة حججهم كلها وأليكم البيان من القرآن :
---------------------------------------------------
يقول الله تعالى ( ومن آيــاته أن خلق لكم من أنفســكم أزواجــا" لتســكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )

1- يقول الله تعالى ( لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ...) فمراد الله في الزواج هو أن تتبادل معاني المودة والعشرة والرحمة والسكن ومنها الانجاب أيضا" ,,فهل البنت الصغيرة التي مازالت تتوق للعيش في أحضان أمها والتي مازالت فتاة صغيرة لاتعرف معنى الزواج وليست مؤهلة جسمانيا" ولا عاطفيا" ولا عقليا" ولا إجتماعيا" ؟؟ بل لم تصل الى عمر التكليف ومرفوع عنها قلم التكليف !
ثم أين معاني المودة والمحبة ,,
اما معنى الرحمة في قوله ( وجعل بينكم ومودة ورحمة ) أي الرحمة متبادلة ومن المعلوم أن الرحمة لا تكون إلا من جهة علياوأقوى الى جهة أدنى منه أو أقل قوة أي أن فلسفة الرحمة لاتأتي من الادنى لأحد يكون هو أعلى منه مرتبة في أي شيء كان , هذا هو معنى الرحمة الحقيقي لذلك يبين الله لنا أن الرحمة في العشرة الزوجية تكون متبادلة أي كما أن الرجل يتمتع ببعض خصال القوة في بعض الامور فعليه أن يستخدم الرحمة دائما" مع زوجته فكذلك المرإة أيضا" لها خصال القوة من زوايا أخرى يكون الرجل في حاجة ماسة لها لذلك فعلى الزوجة أن تستخدم هذه الرحمة تجاه زوجه وبذلك يتبادل الاثنين معاني الرحمة والمودة والحب والرعاية تجاه بعضهما البعض وبهذا تستقيم الحياة الزوجية ..فهل تمتلك الطفلة الصغيرة معاني القوة في الرحمة والمودة الزوجية وكذلك مقومات السكنية !! مستحيل

2- لقد غفل العلماء والفقهاء كلهم عندما أخطئوا في تفسيرهم للآية بشأن المطلقة أو المتوفي زوجها ومعرفة المدة المقررة لكي تتزوج مرة اخرى في قوله ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ..) أي التي أصبحت كبيرة في السن فلا تحيض فالمدة المحددة لكي تنتظر الى فترة ثلاث حيضات أي مايقارب ثلاثة أشهر بعد طلاقها أو وفاة زوجها , ثم قال ( واللائي لم يحضن ..) أيضا" التي لم تحض إن تزوجت ,ثم بعد ذلك فارقها زوجها بطلاق أو بوفاة عنها فعدتها 3 اشهر إذا" واضح أن زواج الصغيرة يجوز بنص الآية؟
لكن يتبين ان العلماء قد أغفلوا أن ينظروا اليها من زاوية أخرى التي هي تتلائم مع مقاصد القرآن من تشريع النكاح
وكذلك أحتجوا بالحديث المشهورعن الامام البخاري المذكور في الجزء الاول والذي نفيناه في سنده ومتنه بأدلة مفكرين وعلماء قاموا ببحث موسع لهذا الحديث ...حيث أن هذا الحديث قد بنا عليه الامام البخاري كباب من أبواب الزواج في كتاب النكاح ( باب تزويج الصغار من الكبار )والعجيب أن الامام ابن البتار قال : ( ويستفاد من هذا مشروعية تزويج الصغيرة بدون إذنها ) ؟ لكن الامام ابن حجر العسقلاني عقَّب عليه بقوله ( وليس بواضح الاستدلال ) أي لايجوز الاستدلال بهذا الحديث لأنه ليس بواضح الدلالة ؟فمن الممكن أن النبي تزوجها قبل أن يشرع استئمار الثيبات ألأيامى وإستئذان الأبكار بدليل أنه عقد على عائشة وهو في مكة وهذا الشرع لم يشرع إلا في المدينة أي أصبح الامر عرضة للإحتمال وكما يعلمه العلماء ( أن الدليل إذا طرقه الإحتمال بطل الإستدلال ؟ ) إذا" تم نفي الاستدلال بالحديث المشهور من قبل إبن حجر نفسه ؟ فلماذا يستدل عليه لحد الآن بهذا مع ان ابن حجر هو الحصانة الضامنة للامام البخاري وهو الذي قضى أربعين سنة من عمره ليقوم بتحضيركتابه الموسوعي (فتح الباري شرح صحيح البخاري)!
بقي الدليل عندهم قول الله تعالى ( واللائي لم يحضن ...)كدليل قوي , ولكن يجب ان النظر لهذه الآية من زاوية علمية وهذا ليس من تخصصات الفقهاء حقيقة ؟ مع ان العرب كانوا يعرفون هذا والنساء أيضا" تعرف هذا وكل دارس الطب أو كل متطلع الى المراجع الطبية أن هناك إضطرابات تعرض للدورة الشهرية عند المرأة ومن أشهر هذه الاضطرابات هي إنحباس الطمث أي أن البنت تبلغ الـ 14 أو 15 أو 20 أو حتى الـ 25 ولاترى الحيض ؟ ولها اسم في الجاهلية باسم( الضهي )الذي هو انحباس الطمث ! وبذلك يكون المعنى في الآية من هذه الزاوية أن الله تبارك تعالى يقول( في مسألة الطلاق أن التي قد خرجت من مرحلة الحيض أي أصبحت كبير وفي مرحلة الياس فعليها ان تنتظر 3 حيضات أي مايعادل 3 أشهر اما التي كانت قد أصيبت بظاهرة انحباس الطمث لمرض او مشكلة صحية فتجرى عليها نفس المرآة الكبيرة اليائسة )هذا هو معنى الآية وإلا لما قال الله في البداية (واللائي يئسن من المحيض من نســــائكم إن ارتبتم )؟والمعروف أن( نســائكم ) تطلق على البالغات فقط من الإناث وليس الاطفال ؟لذلك يقول الطبري في تفسيره (وأما من تأخر حيضها لمرض فقال مالك وإبن القاسم وعبد الله بن أصبغ : تعتد تسعة أشهر ؟) أي هم كانوا يعلمون أن المعنى هي اللاتي تأخرن في الحيض رغم بلوغهم الرشد .
وأيضا" كلمة ( إن ارتبتم ) تعني اللواتي تضطرب عندها الحالة وليست متيقنة وهي أيضا" حالة من الحالات ,,بمعنى أن القرآن قد حل كل حالات التي تمر بها النساء ( اي البالغات سن الرشد وليس للاطفال الصغيرات مكان في هذه الآية المحكمة
ولكن قد يقول قائل : فما هو السن التي يجوز زواجها ؟ ,,,القرآن قد أجاب كما فسره بعض العلماء الرافضين لزواج الصغيرات أمثال العلامة الفقية قاضي أهل الكوفة إبن شبرمة والامام المعتزلي أبو بكر الاصم وغيرهم ,, في سورة النساء عن قضية اليتيم بقوله تعالى
( حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا" فادفعوا اليهم أموالهم ) حيث يقول ابن شبرمة لو كان الزواج يجوز قبل البلوغ لما كان لهذه الاية من معنى ؟فالله يقول ( إذا بلغوا النكاح )كون الذكر او الانثى من اليتاما قد بلغوا سن الرشد ينتقل عنوانه من يتيم الى عنوان الاستقلال والرشد ويسن له النكاح إذا" هناك سن معين للزواج ألا وهو البلوغ البايلوجي الطبيعي ذكرا" كان أم أنثى لذلك يقول (ابن شبرمة ) لوكان جائزا" الزواج قبل البلوغ لما كان لهذه الآية من معنى ! وحاشا أن يكون في كلام الله آية ليس لها معنى أو غاية ؟
وهذا السن هو الذي يجعل الذكر والأُنثى مؤهلا" لحمل أعباء أمانة الزواج هذا الميثاق الغليظ ؟ كما وصفه الله لنا ( وأخذنا منكم ميثاقا" غليظا" ) [ الآية سنشرحها في النقاط التالية ] فيكون سن البلوغ لسن الرشد والوعي والتعقل هو السن المحدد لزواج الاثنين
.....
3-ثم أن الزواج في كتاب الله له معالم وميزات وخصائص قد بينها لنا واول ما نقف عنده هي الآية ( نساءكم حرث لكم ) إذا" هن موضع للبذر , لأن النسل والاولاد من أعظم مقاصد النكاح كما بينه في الآية ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا" وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ) وفي سورة الشورى ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا" ومن الأنعام أزواجا" يذرؤكم فيه .....)أي لكي تعيدو انتاج أنفسكم عبر الذرية ,,, فأي معنى بقي في زواج الصغيرة التي تتزوج تسعة سنين وهي لم تحض بعد وعلى الزوج الانتظار 5 سنين او 7 سنين لأن متوسط بلوغ الفتاة في ال13 من عمرها ومعلوم أن أول حيضة ليست تبويضية أي ليس فيها بويضات وبعد ذلك تظل سنتين لكي تكون حيضها لها بيوض ..فأين مراد الله في الزواج في كل هذه السنين كلها ؟

4-يقول الله تعالى (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) واللباس يؤدي وظيفتين ستر العورة كما هو مبين في الآية المذكور آنفا" والتزين في قوله تعالى (وقد أنزلنا عليكم لباس يواري سوآتكم وريشا: ....) أي زينة ,,,,,,,,,, فهل هي مؤهلة لأن تكون بمستوى أن تكون سترا" ولباسا" لبيت الزوجية وهي مازالت صغيرة ! ثم في الدين الاسلامي على المرأة البالغة أن تتحجب ولكن لكونها صغيرة فتجوز ان تخرج بدون حجاب كونها مازالت صغيرة مرفوعة عنها القلم فلوا ذهبت لتلعب مع صديقاتها في الشوارع لما عاتب عليها أحد لأنها مازالت طفلة صغيرة فهل يعقل أو هل من حكمة الزواج الموجودة في القرآن والمسطرة بآياته المحكمات أن تكون هذه الصغيرة هي عنوان الزوجة المبينة في القرآن ؟
ثم أن الآية عظيمة في دلالاتها عندما يقول ( هن لباس لكم وانتم لباس لهن )والذي يبين منتهى التوافق العقلي والنفسي والجنسي والاجتماعي وقد اختار الله لفظ اللباس دلالة سترة وحفظ للحياةالزوجية وكذلك هي دلالة على أن اللباس لكي يكون منسجما" للإثنين فعليه أن يكون موافقا" للإعتبارات العقلية والنفسية والاجتماعية!
ولهذا نجد ان من فقهاء الشافعية من قد تكلموا في قضية الزواج بالتاكيد على الكفاءة في السن

5- يقول الله تعالى ( وأخذنا منكم ميثاقا" غليظا...) هذا الميثاق الغليظ الذي أخذه الله منا عندما إستحل لنا هذا الزواج فهو شيء عظيم ومبارك قرآنيا" لذلك يأخذ الله من الاثنين ميثاقا" غليظا" لكي لا يستهين احد من الإثنين بهذه المرحلة من الحياة, مرحلة تكوين الاسرة التي هي الخلية الاساسية واللبنة الاولى في المجتمع وهي امتداد للحياة البشرية وهي الحاضنة الاساسية لتكوين الفرد ,, فهل يعقل أن تفهم هذه الطفلة الصغيرة معاني الميثاق القرآني الغليظ والامانة العظيمة لكي تترابط لحمة الاسرة مع بعضها البعض وتكون لبنة رحمة ومودة.......
ثم من الملاحظ أنه كشريعة إسلامية يجوز أن يتزوج الرجل بأُخرى وقد أخبرنا النبي في الحديث الموجود في الصحيحين أن ( المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤلة عن رعيتها ) مسؤلة عن كل شيء ,,فإن كان الرجل له أولاد من أُخرى ميتة وهم بأعمار الــ 13 أو الــ 14 فكيف بزوجة صغيرة طفلة عمرها 9 أو 10 سنوات مثلا" تكون مسؤلة عن أبناء زوجها وهم يكبرونها سنا" ؟؟؟وهل تعرف معنى الامانة أصلا" ؟

6 - كذلك يقول الله تعالى عن النساء وعن الزوجة ( فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا" فكلوه هنيئا" مريئا"..) أي ان الزوجة لها الحق بالتصرف التام في مالها بحيث تهبها لأحد او تهدي هدايا أو عطايا , أي هي مسؤلة عن أموالها ,لكن التي لم تبلغ والطفلة الصغيرة فهي لاتستطيع عمل أي شيء ولا يجوز لها ذلك إلا أن يتم بموافقة القائم على أمرها ,,فالقرآن يتحدث عن زوجة بالغة وراشدة لها حق التصرق في أموالها ولا يتكلم مطلقا" عن طفلة قد تزوجت وهي صغيرة لا تمتلك أي حق في أموالها بعد ؟
وأخيــرا" أقول بما انه قدتم بيان كل الآيات التي تدل على ان مراد الله في الزواج ان تكون الزوجة بالغة وناضجة وواعية ولا يجوز مطلقا" تزويجها وهي مازالت صغيرة كما هو موجود في تراثنا عن جواز تزويجها وهي صغيرة 
بقي التحدث عن الحديث القائل ( لاتنكح الأيم ( اي الثيب ) حتى تستأمر , ولاتنكح البكر حتى تستئذن , قالوا : يارسول الله وكيف إذنها ؟ قال : إن سكت ...)قضية إستئمار الثيبات[ اي المتزوجة من قبل كان طلقت أو توفى زوجها ] واستئذان البكر[ التي مازالت على بكارتها ]فتح ملفات حول كيفية إستئذان الصغيرة من قبل كل العلماء الذين اجازوا زواج الصغيرة ؟ وهل إذن الصغيرة لها معنى ؟؟لكن مع الاسف الفقهاء إتفقوا على أن الصغيرة لا تستأذن ! ولم يطبقوا عليها حتى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وقالوا لأنها صغيرة ! مع انه هناك أحاديث صحيحة تبين أن النبي رد زواج من لم تستامر من الثيبات وهي في البخاري عن الخنساء بنت خدا الانصارية : أن أباها زوجها وهي ثيب , فكرهت ذلك , فأتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فرد نكاحها ؟كما رد زواج من لم تستأذن وقال : أنه نكاح باطل لأنه لم يستأذنها,, لذلك بوب البخاري لهذه الاحاديث باب (( إذا زوج الرجل ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود ))! وهذا باب يبين عبقرية البخاري في كل ما تناقلناه من قضية زواج الصغيرة وكذلك الحديث المذكور في صحاحه هونفسه ...
لذلك كان ملخص النبي في كل هذه الروايات أن لانكاح إلا عن رضا ولا رضا إلا بعد إستئذان,,ولا إستئذان إلا من لها إذن ,, [ والاستئذان والإستئمارلها نفس المدلول فالمدلول هو الرضا ]
فكيف يكون لها القدرة على الإذن إلا أن تكون بالغة وواعية ولهذا كان موقف العلامة أبن شبرمة فيما رواه عن أبن حزم قال: لايجوز للأب وغيره أن يزوج ابنته الصغيرة أو أخته حتى تبلغ وتأذن لأن الأمر بالاستئذان قد تواترت في نصوص الصحاح فلا يجوز القفز عليها بأن نستثني منها الصغيرة .........
لانريد أن ندخل في دهاليز الفقه الذي تشعب في هذه المعضلة في تأويلات المؤهلية للصغار وما الى ذلك 
فالعلم قد تقدم وقد تبين ان الصغيرات هي غير مؤهلة هرمونيا" وعضويا" أي هي غير مؤهلة للزواج مطلقا" وكل طبيب متخصص موثوق سيقول لك أن زواجها سيخلف أضرارا" بنيوية على الجهاز التناسلي سيحرمها من الانجاب والحمل قد يصل الى مايقارب70 % ؟فالمسألة خطيرة 
والقضية هي اكبر من ذلك لأنها قضية تمس ديمومة البشرية ,, والزواج معناها كما قلنا من البداية هو تكوين الاسرة التي تعتبر أعظم حاضنة لديمومة البشرية وهي دعامة البناء الاجتماعي يضطرب المجتمع باضطرابها ويقوي المجتمع بقوتها والاسلام جاء لإقامة مجتمع فاضل تربطه المحبة وتوثقه روابط المودة ولايدوم هذه الحاضنة إلا ان يكون الزوج والزوجة قد بلغوا سن الرشد وأن يكونوا واعين ومدركين للقيم السامية في الزواج وهذا ما أشـــار إاليه القرآن
والســـــــــــــــــلام