
السؤال: شيخنا تفشت مؤخرا ظاهرة خطرة في المجتمع الا وهي الترويج للشذوذ الجنسي ، فما الحكم الشرعي لهذا الامر؟ بارك الله فيكم
الجواب: الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه وبعد:


ومن ذلك ايضا الترويج الى تفسير ظاهرة المثلية والشذوذ الجنسي على انها مرض مرتبط بجينات الإنسان التي تجعل ميوله تتغير من الطبيعة العادية وهي حبه للمرأة، الى بحثه عن الرجل من نفس جنسه، أو العكس من قبل المرأة لجنسها، وليس سلوكا منحرفا عن الفطرة ،وعليه ان نتعامل معهم بشكل طبيعي وانهم مرضى وليس باحتقار وتشنيع فعلهم هذا ، ولهذا قام جماعة من الاطباء الباحثين في احدى الجامعات الامريكية في عام( 2014م ) باثبات كذب هذا الادعاء بدراسة علمية شملت فحص الحمض النووي لـ (400) ذكر من المثليين الجنسيين، لم يتمَكن الباحثون من العثور على جين واحد مسؤول عن توجههم الجنسي.
وهذا دليل على أن الموضوع ليس له أي بُعد طبي أو علمي أكثر ما له بُعد سياسي واخلاقي ومخطط ماسوني خبيث، وان العالم العربي المسلم ليس بعيد عن هذا المشروع الدخيل على الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية.

وهذه الفاحشة مُحرّمة بإجماع فقهاء الاسلام ، فكتب الفقه الإسلامي والتشريع اطلقت عليه اسم: الفاحشة، وبعض الكتب الفقهية تسميه اللواط، نسبة لفعل قوم لوط، وإن كرّه بعضهم هذه التسمية حتى لا يذكر اسم نبي الله لوط مرتبطا بجريمة ، بل يجب أن يسمّى فعل قوم لوط، وأطلق عليه مصطلح: الشذوذ، ثم أخيرا اخذوا يروجون لمصطلح المثلية، وأيا كان اسمه، فهو في النهاية اسمه: الفاحشة، أو الحرام، وهي من الكبائر ومن أشنع المعاصي والذنوب وأشدها حرمةً وقُبحاً في الكتاب والسنة النبوية الشريفة.

1- قال الله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [الشعراء: 165-166].
2-وقوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} [الأعراف:80].
3- قال الله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء:32]،
4- قال تعالى: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ { [الأعراف:33].

1- عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الفَاعِلَ وَالمَفْعُولَ بِهِ)).[حديث صحيح، سنن ابي داود4/269 ، سنن الترمذي4/57 ، سنن ابن ماجه 2/856، مسند أحمد 4/ 64 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم 4/395،سنن الدار قطني 3/124 ].
2- وعن أبي هريرة – رضي الله عنه-ان النبيّ عليه الصلاة والسلام في الذي يعمل عمل قوم لوط، قال: ((ارْجُمُوا الْأَعْلَى وَالْأَسْفَلَ، ارْجُمُوهُمَا جَمِيعًا)). [سنن ابن ماجه 2/ 856 ،مسند ابي يعلى 12/42].
3-وعن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أن عليه الصلاة والسلام قال: ((مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوهُ)) [رواه الحارث بن أسامه كما في بغية الباحث 2/566 ،والمطالب العالية 9/35 ، والخرائطي في مساوئ الأخلاق 201/439، وابن عبد البر في الاستذكار 82/24، وابن الجوزي في ذم الهوى ص163.واختلف العلماء فيه].
4- عن عبدالله بن عباس- رضي الله عنهما- ان رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ((اقتُلوا الفاعلَ والمفعولَ به ، والذي يأتي البهيمةَ)). [ حديث صحيح، رواه الترمذي 4/57، وابن ماجه (2561)، وأحمد 4/458 ]
5- عن ابي موسى الاشعري –رضي الله عنه- ان رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ((إِذَا أَتَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَهُمَا زَانِيَانِ، وَإِذَا أَتَتِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَهُمَا زَانِيَتَانِ)).[سنن البيهقي الكبرى8/ 406وهو مختلف فيه].
6- عن ابن عباس –رضي الله عنهما- ان النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ثَلَاثًا)). [ حديث صحيح مسند الامام أحمد 5/83، المستدرك للحاكم 4/396 ] وتأكيد اللعن ثلاثا يدل على شناعة هذا الفعل القبيح.
قال الامام ابن القيم-رحمه الله تعالى- في كتاب الجواب الكافي [1/168 ]: (وَلَمَّا كَانَتْ مَفْسَدَةُ اللِّوَاطِ مِنْ أَعْظَمِ الْمَفَاسِدِ؛ كَانَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَعْظَمِ الْعُقُوبَاتِ) .

واختلفوا في عقوبة اللواط على ثلاثة اقوال:


وَبِهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءٌ، وَالْحَسَنُ، وَالنَّخَعِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَأَبُو يُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو ثَوْرٍ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ قَوْلَيْ الشَّافِعِيّ.


ومما سبق نستنتج بان ما يسمى بالمثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي مُحرّم في كل الشرائع والاديان والقوانين الوضعية ، وانه فاحشة وكبيرة من الكبائر وجريمة وفعل مستقبح مستنكر تأباه الفطرة الانسانية السليمة ، وأن عقوبته القتل كما قرر ذلك جمهور العلماء، وهو المُفتى به .
ويجب على الحكومات والدول تشريع القوانين الرادعة لهذه الظاهرة الخطرة للحد من انتشارها ، وتغليظ العقوبة على مرتكبي الشذوذ وعدم تشريع وجودهم ولا الترخيص لجمعياتهم ومهرجاناتهم.


