السبت، 2 مارس 2024

بين فقه ابن باز الركيك والسطحي، وبين المذاهب الأربعة وابن تيميه وعلماء أهل السنة

 بين فقه ابن باز الركيك والسطحي، وبين المذاهب الأربعة وابن تيميه وعلماء أهل السنة


في فضيلة ليلة النصف من شعبان قام ابن باز برمي أئمة المدارس الاربعة (الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية) وحتى ابن تيميه بأنهم على بدعة ضلالة!!!
الرد على ابن باز في فضيلة ليلة النصف من شعبان..
قال ابن باز معلقا على قول الحافظ ابن رجب رحمه الله ، نعم نقول بــ :" التصريح بأنه لم يثبت عن النبي ولا عن أصحابه شيء في ليلة النصف من شعبان ، وأما ما اختاره الأوزاعي من استحباب قيامها للأفراد ، واختيار الحافظ ابن رجب لهذا القول ، فهو غريب وضعيف . لأن كل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعا ، لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله ، سواء فعله مفرداً أو في جماعةٍ ، وسواء أسره أو أعلنه . لعموم قول النبي عليه السلام :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها .
أقول(عبدالناصر): ابن باز بكلامه هذا يتهم الأمة بتلبسها بالبدعة حتى إنه يطول بذلك شيخه ابن تيمية....
حيث إنه ورد في فضيلة قيام ليلة النصف من شعبان تسعة أحاديث أقل ما يقال فيها بأنها حسنة لغيرها لتعاضدها...
قال المباركفوريّ: اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلاً... فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم....انتهى.
وقد ذكر عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما أن الدعاء لا يرد في تلك الليلة حيث قال: (خمس ليال لا تردُّ فيهن الدعاء ليلة الجمعة وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلتيِ العيدين)
وقد اتفقت كلمة المذاهب الأربعة ومعهم ابن تيمية على فضيلة إحياء ليلة النصف من شعبان...وإنما أنكر جمهورهم إحياءها جماعة في المساجد بصلاة جماعة..
وإليك بعض أقوالهم:
١-من الحنفية:قال ابن نجيم في (البحر الرائق): "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث وذكرها في الترغيب والترهيب مفصلة والمراد بإحياء الليل قيامه وظاهره الاستيعاب ويجوز أن يراد غالبه ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد قال في الحاوي القدسي ولا يصلي تطوع بجماعة غير التراويح وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة كليلة القدر وليلة النصف من شعبان وليلتي العيد وعرفة والجمعة وغيرها تصلى فرادى انتهى".
٢-من الشافعية:قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: (وَالْحَاصِلُ أَنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ فَضْلًا وَأَنَّهُ يَقَعُ فيها مَغْفِرَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَاسْتِجَابَةٌ مَخْصُوصَةٌ وَمِنْ ثَمَّ قال الشَّافِعِيُّ رضي اللَّهُ عنه إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فيها وَإِنَّمَا النِّزَاعُ في الصَّلَاةِ الْمَخْصُوصَةِ لَيْلَتهَا وقد عَلِمْت أنها بِدْعَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ يُمْنَعُ منها فَاعِلُهَا وَإِنْ جاء أَنَّ التَّابِعِينَ من أَهْلِ الشَّامِ كَمَكْحُولٍ وَخَالِدِ بن مَعْدَانَ وَلُقْمَانَ وَغَيْرِهِمْ يُعَظِّمُونَهَا وَيَجْتَهِدُونَ فيها بِالْعِبَادَةِ وَعَنْهُمْ أَخَذَ الناس ما ابْتَدَعُوهُ فيها ولم يَسْتَنِدُوا في ذلك لِدَلِيلٍ صَحِيحٍ، وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ إنَّهُمْ إنَّمَا اسْتَنَدُوا بِآثَار إسْرَائِيلِيَّةٍ وَمِنْ ثَمَّ أَنْكَرَ ذلك عليهم أَكْثَرُ عُلَمَاء الْحِجَازِ كَعَطَاءٍ وَابْنِ أبي مُلَيْكَةَ وَفُقَهَاء الْمَدِينَة وهو قَوْلُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ، قالوا: وَذَلِكَ كُلُّهُ بِدْعَةٌ، إذْ لم يَثْبُت فيها شَيْءٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- )..
٣-من المالكية: جاء في حاشية محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي: "(قوله وندب إحياء ليلته) أي لقوله عليه الصلاة والسلام: {من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب} ومعنى عدم موت قلبه عدم تحيره عند النزع والقيامة بل يكون قلبه عند النزع مطمئنا، وكذا في القيامة والمراد باليوم الزمن الشامل لوقت النزع ووقت القيامة الحاصل فيهما التحير (قوله وذكر) من جملة الذكر قراءة القرآن (قوله ويحصل بالثلث الأخير من الليل) واستظهر ابن الفرات أنه يحصل بإحياء معظم الليل وقيل يحصل بساعة، ونحوه للنووي في الأذكار وقيل يحصل بصلاة العشاء والصبح في جماعة، وقرر شيخنا أن هذا القول والذي قبله أقوى الأقوال فانظره"...
٤-قال ابن رجب الحنبلي في (لطائف المعارف): "وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول و لقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها و يجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها و تعظيمها و قد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة وغيرهم... واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين: أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد كان خالد بن معدان و لقمان بن عامر و غيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ووافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك وقال في قيامها في المساجد جماعة: ليس ببدعة نقله عنه حرب الكرماني في مسائله. الثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء و لا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى...
٥-ابن تيمية :قال في مجموع الفتاوى: "وأما ليلة النصف فقد روى في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا وأما الصلاة فيها جماعة فهذا مبنى على قاعدة عامة في الاجتماع على الطاعات والعبادات"...
انظر يرحمك الله إلى سهولة إطلاق البدعة عند مشايخ الوهابية التي هي محصورة عندهم ببدعة ضلالة...ولو أصابوا كل أئمة أهل السنة...وكأنهم هم وحدهم أهل السنة...وما هذا في حقيقته إلا دليل على إخراج أنفسهم بأنفسهم من أهل السنة..
والله أعلى وأعلم..