السبت، 17 يونيو 2017

ما حكم صلاة التسابيح؟ هل ورد فيها حديث صحيح وما هو؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: 
ذهب جمهور الفقهاء رحمهم الله تعالى إلى استحباب صلاة التسابيح قال ابن عابدين ( وحديثها حسن لكثرة طرقه ووهم من زعم وضعه وفيها ثواب لا يتناهى ومن ثم قال بعض المحققين: لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين والطعن في ندبها بأن فيها تغييراً لنظم الصلاة إنما يأتي على ضعف حديثها فإذا ارتقى إلى درجة الحسن أثبتها وإن كان فيها ذلك ) ا هـ 
وقال الصاوي في حاشيته ~" وصفة صلاة التسابيح التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس وجعلها الصالحون من أوراد طريقهم وورد في فضلها أن من فعلها ولو مرة في عمره يدخل الجنة بغير حساب ..."~~ 
وقال الخطيب الشربيني ~" وما تقرر من أنها سنة هو المعتمد كما صرح به ابن الصلاح وغيره. "
وذهب الحنابلة إلى القول باستحبابها قال البهوتي في كشاف القناع ~" يفعلها أي صلاة التسبيح على القول باستحبابها كل يوم مرة..."~~ 
هذا عن حكم صلاة التسابيح عند أهل العلم من أهل المذاهب الأربعة 
وأما الحديث الوارد فيها فقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: "يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده، وصغيره وكبيره، وسره وعلانيته، عشر خصال، أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإن فرغت من القرآن قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً. فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في الأربع ركعات. إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة". 
الحكم على هذا الحديث
والذين صححوا الحديث هم جمهور المحققين ، ومن هؤلاء: الدارقطني ، والخطيب البغدادي ، وأبو موسى المدني. وكل ألف فيه جزءاً ، وأبو بكر بن أبي داود ، والحاكم ، والسيوطي ، والحافظ ابن حجر ، والألباني ، وغيرهم. 
وممن ضعفوا الحديث الإمام أحمد، إلا أن الحافظ ابن حجر قال: (قلت: وقد جاء عن أحمد أنه رجع عن ذلك (أي عن تضعيف الحديث) فقال علي بن سعيد النسائي: سألت أحمد عن صلاة التسبيح ، فقال: لا يصح فيها عندي شيء. قلت: المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو ، فقال: من حدثك؟ قلت: مسلم بن إبراهيم ، قال: المستمر ثقة ، وكأنه أعجبه . 
والحق ـ إن شاء الله تعالى ـ أن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن لكثرة طرقه التي يتقوى بها كما يقول الحافظ ابن حجر في أجوبته المشهورة على أسئلة عن أحاديث رميت بالوضع اشتمل عليها كتاب المصابيح للإمام البغوي، وهذه الأجوبة ملحقة بالجزء الثالث من كتاب مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي لمن أراد الاطلاع عليها . . والله أعلم.
=====

 راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة(1) " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) صحيح أخرجه جمع من العلماء منهم:
1.أبو داوود، انظر : سنن أبي داوود في كتاب الصلاة باب صلاة التسابيح
2.الترمذي، انظر: سنن الترمذي في كتاب الصلاة ، باب ما جاء في صلاة التسبيح
3.ابن ماجة، انظر: سنن ابن ماجة، كتاب إقامة الصلاة فيها باب صلاة التسابيح
4.الطبراني في الأوسط والكبير، انظر: المعجم الأوسط، والمعجم الكبير
5.أبو نعيم في الحلية، انظر: حلية الأولياء 1 / 25
6. الحاكم في المستدرك، انظر: المستدرك 1 / 318 ـ 320 ،
7.البيهقي في السنن الكبرى 3/51 وفي شعب الإيمان( 61 1 / 428 (3080 )
8. عبد الكريم القزويني في أخبار قزوين، انظر: أخبار قزوين 3 / 249 ،
9. المزي في تهذيب الكمال، انظر: تهذيب الكمال 29 / 103
10. الهيثمي في مجمع الزوائد، انظر: مجمع الزوائد 2 / 281 ـ 282
11. ابن حجر في فتح الباري، انظر: فتح الباري 10 / 533
12.المنذري في الترغيب والترهيب،(1/528) وقال: وقد صححه جماعة ، منهم الحافظ أبو بكر الآجري ، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري ، وشيخنا أبو الحسن المقدسي
13.أبو داوود، وقال: سمعت أبي يقول : ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا
14.الامام مسلم، قال : لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا
15.الحاكم
16.الذهبي
17.النووي
18.ابن الصلاح
19.ابن منده
20.الآجري
21.الخطيب البغدادي
22.السمعاني
23.ابن ناصر الدين الدمشقي و في كتابه الترجيح لحديث صلاة التسابيح ، ص 41
24.سراج الدين البلقيني
25.الحافظ العلائي
26.بدر الدين الزركشي . ذكر ذلك ابن عراق في كتابه تنزيه الشريعة 2 / 109
27.السيوطي
28.الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم ( 1152 ـ 1153 ) 1 / 240 – 241
• وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 53 ـ 54 وممن صححه أو حسنه : ابن منده ، والآجري ، والخطيب ، وأبو سعد السمعاني ، وأبو موسى المديني ، وأبو الحسن ابن المفضل ، والمنذري ، وابن الصلاح ، والنووي ، والسبكي ، وآخرون .