الخميس، 14 فبراير 2019

يا صديقي، لو طلب منك ماذا تعرف عن الإسلام؟!- كيف ستجيب !؟

صلينا العصر و بينما نحن في طريق العودة سألته..
-يا أحمد هل أنت مسلم؟؟
-فرد عليا بسرعه و بحزم نعم أنا مسلم..
-فسألته ماذا تعرف عن دينك؟!
-سكت الصديق و كأني أخبره بشيء لا يعرفه أحد قط ..
-تعجبت من سكاته فكررت له ماذا تعرف عن دينك ما هو معنى كلمة مسلم؟
طال الصمت..
فبدأت أخبره أن الإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك، والشرك هو أن تعبد إلها غير الله وأن تقوم بالعبادة ابتغاء مرضاة مخلوق غير الله أو تشرك مخلوق مع الله وأنت تقوم بالعمل فتذبح لغير الله وتنذر لغير الله وتصلي لغير الله.
-بدأت علامة التعجب تظهر على وجه صديقي وسألني فصل أكثر!
-قولت له أن ديننا يقام ويبنى على 5 أعمد، أولها لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وثانيها إقام الصلاة وثالثها إيتاء الزكاة ورابعها صوم رمضان وخامسها الحج إن توفرت لك السبل.
كما أخبرنا رسول الله في حديث عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحجِّ البيت، وصوم رمضان” رواه البخاري ومسلم.
وبدأت أشرح له كل ركن من الأركان الخمسة وتفهمها لأنه بحكمه مسلم يعلم عنها إلا لا إله إلا الله فقولت له ألا تعرف مفتاح الجنة ؟!
-قال لي وهل لو قولت لا إله إلا الله دخلت الجنة؟!
-قلت له بلى يا أحمد تدخل الجنة ولكن هل تعمل أنت بـ لا إله إلا الله؟
-فأخبرني كيف أعمل بها؟
-فـ قلت له إذا عرفت معناها وعملت بمقتضاها “وهو ترك عبادة ما سوى الله، وعبادة الله وحده”.
-فقال لي أشرح أكثر !!
-فبدأت أخبره أن التوحيد أساس عقيدتنا الإسلامية ومن غيرة نكون غير مسلمين
وبدأت أعرف له التوحيد فقلت له أن التوحيد في اللغة أن توحد الشيء وتجعله واحداً
كما أقول لك لا يخرج من البيت إلا أحمد فـ هكذا قد وحدت الخروج من البيت لأحمد فقط ولن يخرج سوى أحمد من البيت
أما في الشرع فهو أن تفرد الله تعالى الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات. و هذه هي أقسام التوحيد.
-قال لي ما زلت لا أفهم؟!
-تبسمت له، وبدأت أخبره أن:
‫توحيد الربوبية‬‬ هو إفراد الله عزوجل بـ : الخلق، الملك، التدبير.
أو بمعنى آخر هو إفراد الله عزوجل بأفعاله.
مثل: الخلق والرزق والإحياء والإماتة وإنزال المطر وإنبات الشجر.. و غير ذلك.
‫و الدليل‬‬ على ذلك (وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَٰوَٰتِ وَ الأَرْضِ) ، (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمّرُ)
و أن ‫‏توحيد الألوهية‬‬ ويسمى: توحيد العبادة: هو إفراد الله عزوجل بأفعال العبادة.
مثل : الصلاة والصيام والحج والتوكل والنذر والذبح والخوف والرجاء والمحبة… وغير ذلك.
الدليل : (وَ مَا خَلَقّتُ الْجِنَّ وَالْانسَ إِلَّا لِيَعْبُدُنِ) ، (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا)
و أن توحيد الأسماء و الصفات هو أن يُوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله -صلى الله عليه و سلم- من صفات الكمال ونعوت الجلال من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.
الدليل : (وَ لِلَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَ ذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِىٓ أَسْمَىٕهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون)
والتكييف هو: جعل الشيء على حقيقة معينة من غير أن يقيدها بمماثل.
وأما التمثيل: فهو اعتقاد أنها مثل صفات المخلوقين.
وأما التحريف: و هو في اللغة التغيير واصطلاحا :تغيير النص لفظا أو دلالة
وأما التعطيل: و هو في اللغة الإخلاء والتفريق ومنه قوله تعالى {وبئر معطلة}أي لا وارد لها
لحلول العذاب بأهلها واصطلاحا: إخلاء الله تعالى عن أسمائه وصفاته إخلاء كليا أو جزئيا.
و أخبرته أن أقسام التوحيد الثلاثة متلازمة، و كل نوع منها لا ينفك عن الآخر فمن أتى بنوع منها ولم يأتِ بالآخر لم يكن موحداً “مشرك”‬‬.
أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله كانوا مقرِّين بتوحيد الربوبية، فهم يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق، المحي المميت، النافع الضار، الذي يدبر جميع الأمور.. و ما أدخلهم ذلك في الإسلام ويترتب عليه عدم دخول الجنة والدليل قوله تعالى: “قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَ الأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَ الأَبْصَـٰـر وَ مَن يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ و يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَ مَن يُدَبِرُ الْأَمرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ” [سورة يونس: الآية ٣١.
توحيد الألوهية هو موضوع دعوة الرسل؛ لأنه الأساس الذي تُبنى عليه جميع الأعمال، و بدون تحققه لا تصح جميع الأعمال، فإنه إذا لم يتحقق حصل ضده وهو الشرك، والخصومة بين الرسل وأممهم كان محورها هذا التوحيد فيجب العناية به ودراسة مسائله وفهم أصوله والدليل قوله تعالى: “وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَسُولٍ إِلَّا نُوحِىٓ إِلَيْهِ أَنَّهُ لَآ إِلَـٰـهَ إِلَا أَنَا فَاعْبُدُونِ”.
فبدأ يفهم و تبدأ عليه علامات الفرحة بما عرفه وتركته عند بيته متوعداً بلقاء جديد والقيت التحية وذهبت وبهذا انتهى لقاءنا  وبدأت وأنا في طريق عودتي للمنزل أفكر فيما سأخبر في اللقاء القادم ليفهم دينه ويبدأ الإسلام بنتشر كما نشره رسول الله وليس كما تنشره برامج التلفاز والراديو وما تدسه من خبث في حفنة من علماء السوء..
 ذهبت لمنزلي بعدما تركت أحمد أمام بيته وبدأت أحضر للقاءنا القادم، فأحببت أن أُعلم أحمد بأسلوب به تشويق وتحفيز خيفةً أن ينفر مني ومن الحمل الكبير الذي سيلقى على عاتقيه وبدأت أفكر في طريقة أفضل لألقي عليه هذا العلم الجليل الذي يُعرف به المسلم الموحد من المنافق..
مر يومين ودعوت أحمد إلى بيتي لكي نكمل ما بدأناه، وتعجبت عندما وجدت أن أحمد يفاجئني بأوراق كتب فيها ما قلته له، فرحت، وقال لي: نويت أن أكون مسلماً حقاً، وبدأ يسرد ما أخبرته به بالحرف في المرة السابقة 
” يا صديقي، ماذا تعرف عن الإسلام؟!- الجزء الأول 
” وكأني انتهيت من قولها منذ دقائق، وعند انتهاءه قال لي: زدني بما تعلمت، فبدأت أخبره أن الله تعالى فرض علينا التوحيد فهذا واجبنا أن نوحده وحقنا الذي فرضه الله علينا عند توحيده، وللتوحيد أهمية كبيرة وفضل عظيم تتلخص في:
– أن التوحيد أعظم أركان الإسلام وأكبر دعائمه العظام، ولا يمكن للمرء أن يدخل في الإسلام إلا إذا شهد بالتوحيد، وأقر بالعبودية لله ونفاها عما سواه.
قال عليه الصلاة والسلام: ”بُني الإسلام على خمس:
شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. “متفق عليه”
– التوحيد من أهم المهمات وأول الواجبات فهو أول ما يُدعى إليه قال -صلى الله عليه و سلم- لمعاذ -رضي الله عنه- لما بعثه إلى اليمن: ”إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله“ [متفق عليه]
– العبادات لا تُقبل إلا بالتوحيد؛ فهو شرط صحتها، وأساس قبولها، والعبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك فسدت العبادة، كالحدث إذا دخل في طهارة، والعبادة بدون توحيد تصبح شركاً يفسد العمل ويحبطه، ويُصبح صاحبه من الخالدين في النار.

التوحيد سبب للأمن والاهتداء في الدنيا و الآخرة:

والدليل قوله تعالى : “ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْـ يَلْبِسُوٓاْ إِيمَـٰـنَهُمـ بِظُلْمٍـ أُؤلـٰٓـئِكَ لَهُمُ ٱلأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ” [سورة الأنعام : الأية ٨٢] .
والظلم المراد به هنا: الشرك كما بين ذلك النبي -صلى الله عليه و سلم- .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية:
«أي هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له ولم يشركوا به شيئاً، هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة. فمن أتى بالتوحيد تاماً فله الأمن التام والاهتداء التام، و دخل الجنة بلا عذاب» والشرك أظلم الظلم والتوحيد أعدل العدل.

التوحيد سبب دخول الجنة والنجاة من النار:

قال عليه الصلاة والسلام : “من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته  وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل” (متفق عليه).
وقال عليه الصلاة والسلام : ” فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبغي بذلك وجه الله” [متفق عليه]

التوحيد نجاة من كرب الدنيا والآخرة:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : «التوحيد مَفزع أعدائه و أوليائه».
أ- فأما أعداؤه: فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها “فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ٱلفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلّدِينَ فَلَمَّا نَجَّـٰـهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ” [سورة العنكبوت :الآية ٦٥] .
ب- أما أولياءه: فينجيهم من كربات الدنيا والآخرة وشدائدهما فهذه سنة الله في عباده، فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد، ودعوة ذي النون ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” التي ما دعا بها مكروب إلا فرَّج الله كربه بالتوحيد.

التوحيد هو الحكمة من خلق الإنس والجنس:

قال تعالى :”و مَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَ ٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” [سورة الذريات : الآية ٥٩] أي ليوحدون.
فما أُرسلت الرسل، ولا أُنزلت الكتب، ولا شُرعت الشرائع، ولا أُوجد الخلق إلا ليوحد الله ويعبده دون سواه.
-تعجب أحمد وسألني قائلاً: إذاً لو لم أوحد الله بقول لا إله إلا الله وأعمل بها لن أدخل الجنة ولن أحصل على الأمن والاهتداء ؟
فأجبته نعم يا صديقي لقد كنا غافلين عن حقوقنا وواجبتنا التي خُلقنا من أجلها
قال لي: ولكني ما زلت لا أعرف شيئاً عن لا إله إلا الله فأخبرني يا صديقي ماذا تعني تلك الجملة التي تنقلني من ديانة لأخرى ومن النار إلى الجنة؟
-أبتسمت له و بدأت أخبره بأن لا إله إلا الله أول ركن من أركان دين الإسلام ومن المفترض أنن نفهمها جيداً لأنها مفتاح الدخول للإسلام ومفتاح الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله” [رواه الإمام أحمد]
ودليلها:
قوله تعالى : -{‘ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ’}-
وقوله تعالى : -{‘فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ’}-
 معناها:
لا معبود بحق إلا الله، وهذا هو المعنى الصحيح وهناك معاني أخرى باطله مثل:
1- لا معبود إلا الله: وهذا باطل لأن معناه أن كل معبود بحق أو باطل هو الله.
2– لا خالق إلا الله: و هذا جزء من معناها لكن ليس هو المقصود، إذ لو كان هذا معنى لا إله إلا الله لما حصل النزاع بين النبي وبين قومه لأنهم يقرون بهذا. “ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله”
3– لا حاكمية إلا لله: وهذا أيضاً جزء من معناها لكنه لا يكفي وليس هو المقصود، إذ لو أُفرد الله بالحاكمية لكن عُبد غيره لما حصل التوحيد.
-أخبرني و ما أركانها؟!
  أركانها:

1– نفي (لا إله)، يعني : أن تنفي العبادة عن كل ما يعبد من دون الله .
2– إثبات (إلا الله)، يعني: أن تثبت العبادة لله وحده لا شريك له.
الدليل : قوله تعالى -{‘فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ’}- هذا نفي -{‘وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ‘}- هذا إثبات – {‘فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى’}-
و قوله : -{‘وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ’}- هذا نفي،-{‘إِلا الَّذِي فَطَرَنِي’}- هذا إثبات -{‘فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ’}-
-أنتبه يا صديقي فهذا أهم شيء في كلامي كما أخبرتك سابقاً
متى ينفع الإنسان قوله (لا إله إلا الله)؟
1- إذا عرف معناها
2- و عمل بمقتضاها (وهو ترك عبادة ما سوى الله، وعبادة الله وحده)
قال لي أحمد بعد أن أصبح فاهماً مبادئ العقيدة، أخبرني المزيد: فأخبرته أن نكتفي بهذا الحد لكي لا أثقل عليه ولا يستفيد  ووعدته بلقاء قادم يكون فيه شرح ما هي شروط لا إله إلا الله؟
 في اللقاء الماضي “يا صديقي، ماذا تعرف عن الإسلام؟!  
تحدثت مع أحمد في أهمية التوحيد و فضله ومعنى لا إله إلا الله وسألني أحمد ما هي شروط لا إله إلا الله؟!
جهزت للقاء الثالث وكان في المسجد بعد صلاة الفجر
وجلس أحمد ليسألني بشغف ما هي شروط لا إله إلا الله؟!
ذكرتها له إجمالا:
1- العلم المنافي للجهل.
2- اليقين المنافي للشك.
3- الإخلاص المنافي للشرك.
4- الصدق المنافي للكذب.
5- المحبة المنافية للبغض.
6- الانقياد المنافي للترك.
7- القبول المنافي للرد.
8- الكفر بما يعبد من دون الله.
و خذ بيتين شعر كي يسهل عليك حفظهم
علم يقين و إخلاص و صدقك مع *** محبة و إنقياد و القبول لها
و زد ثامنها الكفران منك بما *** سوى الإله من الأوثان قد ألها
-قال لي هل من الممكن أن تفسر كل شرط على حدا؟
فأخبرته نعم يا أحمد وإليك ما طلبت:
1- العلم المنافي للجهل:
معناه العلم بمعنى لا إله إلا الله نفيا وإثباتا،الدليل: قوله تعالى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ).

2- اليقين المنافي للشك:
معناه أن يكون قائلها على يقين تام بأن الله هو المعبود الحق.
الدليل قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)

3- الإخلاص المنافي للشرك:
معناه أن تخلص جميع العبادات لله وحده ولا تصرف منها شيئا لغير الله، الدليل قوله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ).

4- الصدق المنافي للكذب:
معناه أن تقول كلمة التوحيد وأنت صادق في ذلك يطابق قلبك ولسانك.
الدليل قوله تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ).

5- المحبة المنافية للبغض:
معناه أن تقول هذه الكلمة وأنت تحب الله ورسوله، وأنت تحب هذه الكلمة ما تدل عليه.
الدليل قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ).

6- الانقياد المنافي للترك:
معناه أن تعبد الله وحده وتنقاد لشريعته وتؤمن بها وتعتقد أنها الحق.
الدليل قوله تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).

7- القبول المنافي للرد:
معناه أن تقبل هذه الكلمة وتقبل ما دلت عليه من إخلاص العبادة لله وترك ما سواه.
الدليل قوله تعالى : (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (*) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ).

8- الكفر بما يعبد من دون الله:
معناه أن تتبرأ من عبادة غير الله وتعتقد أنها باطلة.
الدليل قوله تعالى : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى).

قال لي هكذا فهمت ولكني أعلم أن هناك شهادتين شهادة ألا لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ؟!
فأخبرني بـدليلها وشروطها.
فقلت له دليلها قوله تعالى : -{‘ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم’}- و قوله تعالى : -{‘والله يعلم إنك لرسوله’}-
أما معناها فهو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمداً: عبد الله و رسوله إلى الثقلين كافة،
“الثقلين : أنسهم وجنهم”.
وأركانها:
1- الاعتراف برسالته، و الدليل قوله تعالى : -{‘محمد رسول الله’}.
2- اعتقاد عبوديته لله، و الدليل : أن الله وصف بالعبودية في أشرف المقامات ومنها مقام الدعوة قال تعالى -{‘وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا’}-. فهو رسول لا يكذب، وعبد لا يعبد.

-قال لي و ما شروطها:
قلت له شروطها أربعة
1- تصديقه فيما أخبر.
2- طاعته فيما أمر.
3- إجتناب ما نهى عنه وزجر.
4- ألا يعبد الله إلا بما شرع.
قال وهل هكذا إنتهينا من التوحيد ؟
قلت له نعم.
هكذا انتهينا من تعريف التوحيد و لا إله إلا الله وأساسيات العقيدة والتوحيد، أنصحكم أن تطبقوا قبل أن تحفظوا حتى تؤجروا فعلم بلا عمل كسمك بلا ماء. اسأل الله أن يفقهكم في دينه لترفعوا رايته وتنصروها