الأحد، 18 أغسطس 2024

حكم توسل بالصالحين والملتزمين ؟

 نقول في بعض ادعيتنا :

هب اللهم مسيأنا كرامة لمحسننا
ومعناه : اللهم اعف عن المسيء من أجل خاطر المحسن
فهو توسل بالصالحين والملتزمين
ويبدو ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من الله تعالى ان يعفو عن ابني عمه ابي لهب كرامة له صلى الله عليه وسلم
ففي قصة اسلام عتبة ومعتب ابني أبي لهب: ذكر الزبير بن بكار أنه شهد هو وأخوه غزوة حنين مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانا ممن ثبت وأقاما بمكة
وأخرج ابن سعد بسند له إلى العباس قال: لما قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة في فتح مكة قال لي: يا عباس أين ابنا أخيك عتبة ومعتب لأراهما: فقلت: تنحيا مع من تنحى من مشركي قريش قال: اذهب فأتني بهما، قال: فركبت إلى عرفة فأتيتهما فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوكما
فركبا معي سريعين فدعاهما إلى الإسلام فأسلما وبايعا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
إني استوهبت ابني عمي هذين من ربي فوهبهما لي ـ
وأخرج الطبراني من وجه آخر إلى علي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل يوم الفتح بين عتبة ومعتب يقول للناس: هذان أخواي وابنا عمي فرحا بإسلامهما استوهبتهما من الله فوهبهما لي ـ وذكر بأنه دخل المسجد بينهما بعد أن أحضرهما العباس.
وقد جاء في حديث بلال بن رباح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له غداة مزدلفة : يا بلال أسكت الناس، أو أنصت الناس، ثم قال: إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا، فوهب مسيئكم، لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله. أخرجه ابن ماجه والحديث حسن بشواهده
والله أعلم.

ما حكم المشاركة في الانتخابات ؟ يجيب على السؤال الشيخ ابن العثيمين والالباني!

 

سُئل الشيخ بن عثيمين في لقاء الباب المفتوح رقم الشريط (س211): ما حكم المشاركة في الانتخابات ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله تعالى:
((أنا أرى أنَّ الانتخابات واجبة, يجب أن نعين من نرى أنَّ فيه خيراً, لأنه إذا تقاعس أهل الخير من يحل محلهم؟ أهل الشر, أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم لا خير ولا شر؛ أتباع كل ناعق، فلا بد أن نختار من نراه صالحاً.
فإذا قال قائل: اخترنا واحداً لكن أغلب المجلس على خلاف ذلك؟
نقول: لا بأس, هذا الواحد إذا جعل الله فيه بركة وألقى كلمة الحق في هذا المجلس سيكون لها تأثير ولابد, لكن ينقصنا الصدق مع الله, نعتمد على الأمور المادية الحسية ولا ننظر إلى كلمة الله عز وجل,
ماذا تقول في موسى عليه السلام عندما طلب منه فرعون موعداً ليأتي بالسحرة كلهم, واعده موسى ضحى يوم الزينة -يوم الزينة هو: يوم العيد؛ لأنَّ الناس يتزينون يوم العيد- في رابعة النهار وليس في الليل, في مكان مستوٍ, فاجتمع العالم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: "وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى" كلمة واحدة صارت قنبلة, قال الله عز وجل: "فَتَنَازَعُوا أمرهُمْ بَيْنَهُمْ" الفاء دالة على الترتيب والتعقيب والسببية, من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم, وإذا تنازع الناس فهو فشل, كما قال الله عز وجل: "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا"؛ "فَتَنَازَعُوا أمرهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى", والنتيجة أنَّ هؤلاء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه, ألقوا سجداً لله, وأعلنوا: "آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى", وفرعون إمامهم, أثرت كلمة الحق من واحد أمام أمة عظيمة زعيمها أعتى حاكم.
فأقول: حتى لو فرض أنَّ مجلس البرلمان ليس فيه إلا عدد قليل من أهل الحق، والصواب سينفعون, لكن عليهم أن يصدقوا الله عز وجل.
أما القول: إنَّ البرلمان لا يجوز، ولا مشاركة الفاسقين, ولا الجلوس معهم؟
هل نقول: نجلس لنوافقهم؟!
نجلس معهم لنبين لهم الصواب.
بعض الإخوان من أهل العلم قالوا: لا تجوز المشاركة, لأنَّ هذا الرجل المستقيم يجلس إلى الرجل المنحرف!, هل هذا الرجل المستقيم جلس لينحرف أم ليقيم المعوج؟!
نعم؛ ليقيم المعوج ويعدل منه, إذا لم ينجح هذه المرة نجح في المرة الثانية))
*
- فتوى للشيخ بن عثيمين حول حكم المشاركة في الانتخابات ؟مسجلة على اليوتيوب
فتوى للشيخ الالباني عن المشاركة في الانتخابات:
يقول الشيخ الألباني اسكنه الله فسيح جنانه عن الانتخابات:
" إذا وقع المسلم بين شرّين، اختار أقلهما شرّاً، لا شك أنَّ وجود رئيس بلدية مسلم هو بلا شك أقل شراً -ولا أقول خير!- من وجود رئيس بلدية كافر أو ملحد، لكن هذا الرئيس يحرق نفسه وهو لا يدري؛ لأ نه لما يرشح نفسه بدعوى أنه يريد أن يقلل الشر -وقد يفعل- ولكنه لا يدري بأنه يحترق من ناحية أخرى؛ فيكون مثله كمثل العالم الذي لا يعمل بعلمه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "مثل العالم الذي لايعمل بعلمه كمثل المصباح يحرق نفسه ويضيء غيره". لهذانحن نفرق بين أن نَنتخِب وبين أن نُنتخَب؛ لا نرشح أنفسنا لنُنتخَب لأننا سنحترق, أما مَنْ أبى إلا أن يحرق نفسه قليلاً أوكثيراً ويرشح نفسه في هذه الانتخابات أو تلك، فنحن من باب دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر نختار هذا المسلم على ذاك الكافر أو على ذاك الملحد.
السائل:
يا شيخنا أفهم من هذا الكلام أنه بالنسبة للبرلمان أو بالنسبة للانتخابات البلدية إذا ترشح مسلم فالتصويت عليه جائز؟
الشيخ الألباني:
نعم؛ لكن من باب "دفع الشر الأكبر بالشر الأصغر"، ليس لأنه "خير"

موقف الاخوان المسلمين من الغير منتمين اليهم ومن لايؤمن بدعوتهم !؟

 

موقف الناس من دعوة الإخوان

اذهب إلى التنقلاذهب إلى البحث
موقف الناس من دعوة الإخوان


قسم الإمام البنا الناس من حيث موقفهم من دعوة الإخوان إلي أربع فئات رئيسية:

مؤمن

الإمام حسن البنا

إما شخص آمن بدعوتنا وصـدق بقـــولنا وأعجب بمبادئنا، ورأى فيهــا خيراً اطمأنت إليه نفسه، وسكن له فؤاده.

فهذا ..

ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا والعمل معنا حتى يكثر به عدد المجاهدين ويعلوا بصوته صوت الداعين. ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل..

ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها..

وكذلك كان السابقون الأولون ممن شرح الله صدورهم لهدايته فاتبعوا أنبيائه وآمنوا برسالاته وجاهدوا فيه حق جهاده،

ولهؤلاء من الله أجزل الأجر وأن يكون لهم مثل ثواب من اتبعوهم لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.


متـردد

وإما شخص لم يستبين وجه الحق، ولم يتعرف في قولنا معنى الإخلاص والفائدة.

فهذا..

•نتركه لتردده ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب.

•ويقرأ عنا من قريب أو بعيد، ويطالع كتاباتنا.

•ويزور أنديتنا ويتعرف إلى إخواننا.

•فسيطمئن بعد ذلك لنا إن شاء الله.

•وكذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل.


نفـعي

وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم.

فنقول له:

•حنانيك ليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت، والجنة إن علم فيك خيرا.

•أما نحن فمغمورون جاها فقراء مالا.

•شأننا التضحية بما معنا وبذل ما في أيدينا.

•ورجاؤنا رضوان الله سبحانه وتعالى وهو نعم المولى ونعم النصير.

فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده فسيعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وسينضم إلى كتيبة الله ليجود بما معه من عرض الحياة الدنيا لينال ثواب الله في العقبى، وما عندكم ينفد و ما عند الله باق.

وإن كانت الأخرى فالله عني عمن لا يرى لله الحق الأول في نفسه وماله ودنياه وآخرته وموته.

وكذلك كان شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله ^ إلا أن يجعل لهم الأمر من بعده, فما كان جوابه (ص) إلا أن أعلمهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده, والعاقبة للمتقين.


متحامـل

•وإما شخص أساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه.

•فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم.

•ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرج المتشكك.

•ويأبى إلا أن يلج في غروره ويسدر في شكوكه ويظل مع أوهامه.

فهذا..

•ندعو الله لنا وله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه والباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه، و أن يلهمنا وإياه الرشد.

•ندعوه إن قبل الدعاء ونناديه إن أجاب النداء وندعو الله فيه وهو أهل الرجاء، ولقد أنزل الله على نبيه الكريم في صنف من الناس :

إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [القصص:56].

وهذا سنظل نحبه ونرجو فيئه إلينا واقتناعه بدعوتنا، وإنما شعارنا معه ما أرشدنا إليه المصطفى (ص) من قبل : – اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ •


وصنف الإمام الشهيد أصحاب التساؤلات والإتهامات الظالمة للدعوة من الناس إلى أنواع خمسة:

إما شخص متهكم مستهتر:

  • لا يعنيه إلا أمر نفسه.
  • ولا يقصد من إلقاء هذا السؤال إلا أن يهزأ بالجماعات والدعوات والمبادئ والمصلحين.
  • لأنه لا يدين بغير مصلحته الشخصية.
  • ولا يهمه من أمر الناس إلا الناحية التي يستغلهم منها لفائدتهم فقط ..


أو هو شخص غافل عن نفسه وعن الناس جميعا:

  • فلا غاية..
  • ولا وسيلة..
  • ولا فكر..
  • ولا عقيدة ..


وإما شخص مغرم بتشقيق الكلام:

  • وتنميق الجمل والعبارات وإرسال الألفاظ فخمة ضخمة..
  • ليقول السامعون إنه عالم..
  • وليظن الناس أنه علي شئ وليس هو علي شئ..
  • وليلقي في روعك أنه يود العمل ولا يقعده عن مزاولته إلا أنه لا يجد الطريق العملي إليه ، وهو يعلم كذب نفسه في هذه الدعوى..
  • وإنما يتخذها ستارا يغطي به قصوره وخوره وأنانيته وأثرته..


وإما شخص يحاول تعجيز من يدعوه:

  • ليتخذ من عجزه عن الإجابة عذراً للقعود بالعلة للخمول والمكسلة..
  • وسبباً للانصراف عن العمل للمجموع..
  • وآية ذلك عند هؤلاء جميعاً..
  • أنك إذا فاجأتهم بالطريق العمليّ..
  • وأوضحت لهم مناهج العمل المثمر ..
  • وأخذت بأبصارهم وأسماعهم وعقولهم وأيديهم إلى الطريق المستقيم..
  • لوّوا رؤوسهم وحاروا في أمرهم وأسقط في أيديهم..
  • وظهر الاضطراب والتردد في ألفاظهم وحركاتهم وسكناتهم..
  • وأخذوا ينتحلون المعاذير..
  • ويرجئونك إلى وقت الفراغ..
  • ويتخلصون منك بمختلف الوسائل..
  • ذلك بعد آن يكونوا أمضوك اعتراضاً وأجهدوك نقاشاً ومحاوره..
  • ورأيتهم بعد ذلك يصدون وهم مستكبرون .
  • وإنما مثلهم في ذلك..

كالذي حدثوا أن رجلاً أعد سيفا قاطعاً ورمحاً نافذاً وعدةً وسلاحاً، وأخذ كل ليلة ينظر إليها ويتحرق أسفا ً لأنه لا يرى خصما أمامه يُظهر في نزاله براعته ويؤيد بحربه شجاعته، فأرادت امرأة أن تختبر صدق قوله، فأيقظته ذات ليلة مع السحر ونادته بلهجة المستغيث : قم أبا فلان فقد طرقتنا الخيل، فاستيقظ فزعا تعلوه صفرة الجبن وتهز أوصاله رعدة الخوف، وأخذ يردد في ذهول واضطراب: الخيل.. الخيل.. لا يزيد على ذلك ولا يحاول أن يدفع عن نفسه، وأصبح الصبح وقد ذهب عقله خوفاً وإشفاقا، وطار لبه وجلا ورعبا، وما نازل خصما ولا رأى عدوا، وذلك كما قال القائل:

وإذا ما خلا الجبان بأرض

طلب الطعن وحده والنزالا

بل كما قال الله تبارك وتعالى :

قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلاً . أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً[الأحزاب:18-19].

وليس لنا مع هذا الألوان من الناس قول وليس لهم عندنا جواب إلا أن نقول لهم:

  • سلام عليكم لا نبتغى الجاهلين.
  • وما لهؤلاء كتبنا ولا إياهم خطبنا .
  • فلقد أملنا فيهم الخير طويلا، انخدعنا بمعسول دعاويهم وعذب ألفاظهم حينا..
  • ثم تكشف أمرهم عن وقت أضيع، ومجهود عقيم، وتعويق عن الطريق..
  • ورأينا منهم ضروبا وألوانا وأصنافا وأشكالا جعلت النفس لا تركن إليهم ولا تعتمد في شأن من الشؤون مهما كان صغيرا عليهم.


وهناك صنف آخر من الناس:

  • قليل بعدده كثير بجهده ..
  • نادر ولكنه مبارك ..
  • يسألك هذا السؤال إذا دعوته المشاركة والتشجيع بغيرة وإخلاص..
  • إنه غيور تملأ الغيرة قلبه..
  • عامل يود لو علم طريق العمل المثمر ليندفع فيها ..
  • مجاهدا ولكنه لا يرى الميدان الذي تظهر فيه بطولته..
  • خبر الناس ودرس الهيئات وتقلب في الجماعات فلم يرى ما يملأ نفسه ويشبع نهمته ويسكن فؤاده ويقر ثأر شعوره ويرضي يقظة ضميره، ولو رآه لكان أول الصف ولعد في الميدان بألف، ولكان في حلبة العاملين سابقا مجليا سائل الغرة ممسوح الجبين ..
  • هذا الصنف.. هو الحلقة المفقودة والضالة المنشودة.. وأنا على ثقة.. أنه إن وقع في أذنه هذا النداء.. وتلقى فؤاده هذا النجاء لن يكون إلا أحد الرجلين :
  • إما عامل مع المجدين..
  • وإما عاطف من المحبين، ولن يكون غير ذلك أبدا. .
  • فهو إن لم يكن للفكرة فلن يكون عليها .. ولهذا الصنف نكتب .. وإياه نخاطب ومعه نتفاهم ..

وأن الله وحده هو الذي يختار جنده وينتخب صفوة العاملين له: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص:56] ولعلنا نوفق إلى ما قصدنا إليه .. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل•.

نحب أن يكون الناس معنا واحدا من هؤلاء ، وقد حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته ويحدد وجهته، ويعمل لهذه الوجهة حتى يصل إلى غايته المنشودة، أما تلك الغفلة السادرة والخطرات اللاهية والقلوب الساهية والانصياع الأعمى وإتباع كل ناعق فما هو من سبيل المؤمنين في شيء.


الاخوان المسلمين وشبهة التفويض!

 شبهة التفويض


والشبهة التالية التي وصم بها هؤلاء الشيخ البنا - رحمه الله - شبهة التفويض ويحسن بنا أن نعرف القارئ الكريم بمعنى التفويض .

التفويض لغة" هو جعل التصرف إلى المفوض ، قال صاحب القاموس التفويض في رد الأمر إلى المفوض وجعله الحاكم فيه ، ومنه قوله تعالى: "وأفوض أمري إلى الله" ،

وقال النووي : قال أهل اللغة ، فوض إليه الأمر أي وكله ورده إليه .

والاصطلاح الشرعي للتفويض : لا يخالف المعنى اللغوي . أصل الشبهة :

أولا: قول الشيخ البنا -رحمه الله -: ( ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض ( كيفية ) علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى ، أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل ). ونلاحظ أن الشيخ البنا -رحمه الله - لم يذكر كلمة ( الكيفية ) التي وضعناها بين القوسين اعتمادا على ما علم من أقواله السابقة في ذلك ، فاستغل بعض المنتسبين إلى العلم ذلك ، وقالوا : إن الشيخ -رحمه الله - : يفوض في المعنى وليس في الكيف ، وليس هذا هو مذهب السلف لأن الله تعالى لا يخاطبنا بما لا يعقل معناه ، وهم أي السلف يفوضون الكيف لا المعنى

والجواب عن ذلك :

أن المنهج العلمي يقتضي فهم العبارة ملتئمة مع سائر النصوص والأقوال دون أخذها مجتزأة .

فالعبارة جاءت منكرة وليست معرفة فهي لا تعني المذهب المذكور، ولكنها استعملت بمعناها اللغوي بمعنى عدم الخوض في كيفية الاستواء أو غيره من الصفات ، وترك ذلك إلى الله تعالى . فإذا أضيف إلى ذلك أن الرجل أكد ترجيحه لمذهب السلف ، وارتضاءه له ، واستشهاده بأقوالهم ، وأن هذه العبارة وردت في كلام غيره من الأعلام فإنه بمعين فهم مراده على هذا الوجه ، واليك بعضا من نصوصه في هذه المسألة لنصل إلى فهم النص المذكور .

1- ( قد علمت أن مذهب السلف في الآيات والأحاديث التي تتعلق بصفات الله تبارك وتعالى أن يمروها على ما جاءت عليه ويسكتوا عن تفسيرها وتأويلها ، وأن مذهب الخلف أن يؤولوها بما يتفق مع تنزيه الله تبارك وتعالى عن مشابهة خلقه ).

2 - عند احتجاجه بأقوال السلف ذكر منهم اللالكائي في ( أصول السنة ) ، ونقل عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ونقل عن الخلال في ( كتاب السنة) نصوصا عن أحمد بن حنبل ، ثم نقل عن مالك بن أنس ، وذكر ( أبو بكر الأثرم ) ( وأبو عمرو الطلمنكي ) و ( أبو عبد الله بن بطة ) وغيرهم من الأئمة ألأثبات الذين ساروا على نهج السلف الصالح .

كما أشار إلى ذلك ابن تيمية. قال -رحمه الله - : ( وكلام السلف في هذا الباب موجود في كتب كثيرة مثل كتاب السنة للالكائي والإبانة لابن بطة ، والأصول لأبي عمرو الطلمنكي والسنة لأبي بكر بن الأثرم ، والسنة للخلال ، والسنة لأبي بكر ابن أبي عاصم ).

3- نقل عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون كلاما مختصرا لعقيدة السلف في الأسماء والصفات ، وقد ذكر هذا النص بتمامه ابن تيمية في الفتاوى.

4 - علق الإمام البنا على بعض آيات الأسماء والصفات وذكر معانيها مثل قدم الله تعالى وبقائه ، ومثل علمه سبحانه وتعالى وقيام الله تعالى بنفسه وكذلك بعض صفات الذات كالوجه والعين واليد والاستواء على العرش والعلو والقدم والفرح و غير هما .

5 - أنه صرح بمراد الكيفية تصريحا بينا في قوله : ( وإنما علم الله تبارك وتعالى علم لا يتناهى كماله ، ولا يعد علم المخلوقين شيئا إلى جانبه ، وكذلك الحياة ، وكذلك السمع . . فهذه كلها مدلولات الألفاظ فيها تختلف عن مدلولاتها في حق الخلق .

من حيث الكمال والكيفية اختلافا كليا لأنه تعالى لا يشبه أحدا من خلقه ، فتفطن لهذا المعنى فإنه دقيق . ولست مطالبا بمعرفة كنهها وانما حسبك أن تعلم آثارها في الكون ولوازمها في حقك.

6 - ارتضاؤه منهج السلف وتعويله عليه بقوله : ( فإن كنت ممن أسعده الله بطمأنينة الإيمان ، وأثلج صدره ببرد اليقين فلا تعدل به بديلا ، وجعله أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل فأين هذا من التفويض ؟ من مجموع هذه النصوص يتضح أن مراد الإمام البنا هو تفويض الكيفية لا المعنى. على أن العبارة التي اشتد فيها النكير وفسرنا مراده فيها قد جاءت في كلام الأئمة ممن هم على منهج السلف ا لصالح.

وإليك هذه الأقوال :

1 - نقل الخلال عن أحمد بن حنبل : ( نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ، ولا نرد منها شيئا ، ونعلم أن ما جاء به الرسول لمج!لى حق إذا كان بأسانيد صحاح ) وهذا (تفويض بالكيف والمعنى) .

2 - جاء عن ابن رجب الحنبلي في فضل علم السلف على الخلف : والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها . . ولا يصح منهم خلاف ذلك البتة خصوصا الإمام أحمد ولا خوض في معانيها وهذا ( تفويض في المعنى) .

3-كذلك ما جاء عن ابن قدامة في لمعة الاعتقاد حين عرض لمسألة الصفات ، وتلقيها بالتسليم والقبول أشار إلى ترك التعرض إلى معناها ، ورد علمها إلى قائلها. وهذا ( تفويض في المعنى) .

4 - قال أبو العباس بن سريج : ذكره صاحب معارج القبول من طبقه أبى جعفر الطبري إمام المفسرين وإسحاق بن خزيمة فقال :

( قد صح عن جميع أهل الديانة والسنة إلى زماننا أن جميع الآي والأخبار الصادقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب على المسلمين الإيمان بكل واحد منها كما ورد ، وأن السؤال عن معانيها بدعة . والجواب كفر وزندقة ) وهذا ( تفويض في المعنى ) .

5 - قول الإمام الشافعي : ( آمنا بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وأمنا برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ) وهذا ( تفويض كامل في الكيف المعنى ).

6 - قال ابن المنير : (ولأهل الكلام في هذه الصفات كالعين والوجه واليد ثلاثة أقوال:

أحدهما: أنها صفات ذات أثبتها السمع ولا يهتدي إليها العقل .

الثاني : أن العين كناية عن صفة البصر ، واليد كناية عن صفة القدرة ، والوجه كناية عن صفة الوجود .

الثالث : إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى وهذا (تفويض في المعنى).

7- قال ابن تيمية : وأما ( السلف والأئمة ) فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه من نفي وإثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة ، ورأوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء به الكتاب والسنة من أسمائه وصفاته حقا يجب الإيمان به ، وإن لم تعرف حقيقة معناه . وهذا ( تفويض في المعنى وهذا مخالف لرأيه الذي قال به بعدم ا لتفويض ) .

8 - وقال السيوطي في الإتقان ( فصل ) من المتشابه آيات الصفات ولابن اللبان فيها تصنيف مفرد نحو-الرحمن على العرش استوى -كل شيء هالك إلا وجهه - ويبقى وجه ربك - ولتصنع على عيني - يد الله فوق أيديهم – والسماوات مطلوبات بيمينه . وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ، جـ 1 ص7 من الإتقان في علوم القرآن وهذا (تفويض في المعنى ) .

ولقد اختلف الحنابلة في موضوع الصفات : فمنهم من قال بالتفويض كأبي يعلى(المتوفى سنة 458هـ) ، وغيره ، ومنهم من قال بالتأويل والمجاز كأبي الفرج بن الجوزي (المتوفى 597ه ) ، ومنهم يرفضهما معا (التأويل والتفويض ) كابن تيمية (المتوفى 728 س ) ، وكل منهم يعتبر أن ما ذهب إليه هو رأي السلف ، فهل رأي الإسلام هو ما ذهب إليه أحد الحنابلة - فحسب –؟.

ولنا الآن أن نسأل هؤلاء المعترضين هل هناك خلاف بين ما قاله الإمام البنا وما قاله هؤلاء الأعلام من أئمة السلف رضوان الله عليهم أجمعين خصوصا أنه ألزم نفسه برأيهم وإذا قالوا : إنما أرادوا الكيف وليس المعنى ، قلنا لهم ولماذا لم تحملوا كلام الإمام البنا الذي قال بقولهم على نفس المحمل رغم أن كلام الأئمة صريح في المعنى وليس في الكيف كما أوردنا وبيناه سابقا .

ومما يلاحظ في هذه الأقوال أن لابن تيمية -رحمه الله -رأيين في هذه المسألة : رأي يذم وينكر التفويض بالمعنى ، ورأي قد ذكرناه آنفا يفوض فيه بالمعنى (انظر رقم 7 ) ، كما يلاحظ أن الرأي الذي قال فيه بعدم تفويض المعنى قد خالف فيه كثير من الأئمة منهم إمام مذهبه ( الإمام أحمد بن حنبل ) .

ولنا أن نسأل هؤلاء : إذا كان في المسألة أكثر من رأي لأهل العلم المعتبرين ، فهل يجوز الإنكار فيها كما هو معروف في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمور المختلف فيها بين العلماء؟ ! .

الإجماع على أنه لا يجوز الإنكار في الأمور المختلف فيها بين الأئمة ، وإنما يكون هناك الإرشاد بالدليل بين العلماء بعضهم مع بعض فقط .


حكم التكفير بالتأويل

يقول الإمام البنا في أواخر رسالة العقائد بعد أن رجح مذهب السلف في موضوع الصفات : ( نعتقد إلى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا توجب لكم عليهم بكفر ولا فسوق )

فهل خالف في ذلك الإمام البنا رأي السلف ؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد وقصد الحق فأخطأ لم يكفر، بل يغفر له خطوه –ومن تبين له الهدى واتبع غير سبل المؤمنين فهو كافر-ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ، ثم قد يكون فاسقا، وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته).

وقال أيضا : (هذا مع أني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين ( شخص بعينه ) إلى تكفير وتفسيق ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا وعاصيا أخرى وأني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها ، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العلمية) .

(وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية . . إلى أن قال : وكنحت دائما أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال : إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم زروني في اليم ،. فو الله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا من العالمين . ففعلوا به ذلك ، قال الله : ما حملك على ما فعلت ، قال : خشيتك ، فغفر له ). فهذا رجل شك في قدرة الله ، وفي إعادته إذا ذري ، بل اعتقد أنه لا يعاد ، وهذا كفر باتفاق المسلمين ، لكن كان جاهلا لا يعلم ذلك ، وكان مؤمنا يخاف الله أن يعاقبه ، فغفر له بذلك .

قال : ( والمتاول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول أولى بالمغفرة من مثل هذا )

فهل هناك خلاف بين الإمامين ؟


دور العقيدة في فكر الإخوان !؟

 العقيدة في فكر الإخوان


مقدمة

العلمانيون يتهمون الاخوان بأنهم مسلمون متعصبون لعقيدتهم، متصلبون في إيمانهم، متشددون في نظرتهم الى الطوائف الأخرى.

و بعض الفصائل من الإسلاميين - مثل بعض السلفيين و التحريريين - يتهمون الإخوان بأنهم متساهلون في أمور العقيدة، كما في قضية الأولياء و القبور، و قضية التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم و الملائكة و أولياء الله الصالحين، و قضية الآيات و الأحاديث التي يطلق عليها : آيات الصفات، و أحاديث الصفات، فهم في هذا من الأشاعرة و ليسوا من أهل السنة !! و كذلك قضية الولاء و البراء، فهم يتهمون الإخوان بأنهم لا يبرأون من الكفار و من اليهود و النصارى و غيرهم، و يقولون عنهم: هم إخواننا، و لا أخوة بين مسلم و كافر. و هم يؤولون النصوص القطعية. و هم لا يكفرون الحكام الذين يحكمون شرع الله تعالى في جوانب الحياة كلها: اجتماعية و اقتصادية و سياسية، مخالفين لما نطق به القرآن الكريم. بل يقول هؤلاء: ان العقيدة لا تأخذ في في فكر الإخوان حيزا كافيا، و لا في أدبياتهم مكانا يليق بها.


الى غير ذلك من التهم التي يلصقها هؤلاء بالاخوان ، و هي تهم لا تقف على رجلين سليمتين، و لا تستند الى برهان بين أو فقه صحيح.

و لا أدل على تهافت هذه الاتهامات من تناقضها فيما بينها، فتهم العلمانيين يرد عليها تهم المتشدديين، و العكس بالعكس.


العقيدة أس البناء

إن العقيدة في فكر الإخوان و في دعوتهم هي رأس الأمر ، و أس البناء ، و روح الإسلام.

فالإسلام عقيدة تقوم على أساسها شريعة، تتفرع عنها أخلاق و أعمال، و ينبثق منها مجتمع، تحكمه دولة، و الإخوان مؤمنون كل الايمان بعقيدة الإسلام، و لكنهم غير متعصبين ضد مخالفيهم، الا اذا اعتبر الاعتزاز بالعقيدة، و الحماس لها و الثقة بتفوقها، و اليقين بنصر الله اياها تعصبا ، فهم حينئذ أول التعصبين.

و العقيدة يعبر عنها بالقرآن و السنة باسم الايمان و الشريعة و العبادة و الأخلاق يعبر عنها باسم العمل و لا يقبل عمل بلا ايمان كما لا ينفع ايمان بلا عمل.


و قد ركز الامام البنا منذ فجر دعوته على على بناء الايمان لدى الدعوة، اقتداء بما فعله الرسول صلى الله عليه و سلم، الذي ظل ثلاثة عشر عاما في العهد المكي يغرس فيها - قبل كل شيء- أصول الايمان و حقائق التوحيد و عبادة الله وحده و اجتناب الطاغوت، كما يغرس في العقول و النفوس أصول الفضائل و مكارم الأخلاق.


و كانت دار الأرقم في مكة هي معهد التربية الأول لغرس الايمان، و تثبيته في الرعيل الأول من المسلمين.

كان من الشعارات التي تجمل دعوة الاخوان المسلمين في كلمات:


الله غايتنـــا ، و القرآن شرعتنـــا ، و الرسول قدوتنـــا ، و الجهاد سبيلنـــا ...

و كان هتاف الإخوان الحبب :

اللـــــــه أكبـــر، و للــــــــــه الحمــــــــــــــد

حيث كان الناس يهتفون بحياة الزعماء و الملوك. و كانت صيحتهم الجهيرة تقول:

لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، عليها نحيا ، و عليها نموت ، و في سبيلها نجاهد حتى نلقى الله


و كانت مناهج التربية في جماعة الاخوان تقوم على أن الايمان هو الركن الركين و الحصن الحصين، و أن الجانب الرباني في التربية مقدم على كل الجوانب و هو أصلها الأصيل، و أن رضوان الله تعالى هو غاية الغايات، فاذا كان من غاية الإخوان اقامة مجتمع اسلامي او حكم اسلامي او دولة اسلامية، او تحرير الوطن الإسلامي او توحيد الامة الإسلامية او غير ذلك من الأهداف و الغايات، فان الغاية القصوى وراء كل ذلك : ابتغاء رضوان الله تبارك و تعالى ، و هذا هو معنى اللــــــــــــــه غايتنـــــــــــــــــا.


و قد كتب الاستاذ البنا – و هو ابن ست و عشرين سنة – رسالة مركزة و ميسرة في العقائد ، و أشار في كثير من رسائله و مقالاته الى أهمية العقيدة و دورها، و في محاضراته التي عرفت باسم " أحاديث الثلاثاء" ركز على هذا الجانب، و حين أصدر مجلته الشهرية "الشهاب" لتخلف مجلة "المنار" في تثقيف الأمة و توجيهها، كان من أبرز الأبواب فيها: "اللــــــه" و هو بحث في عقيدة الألوهية و التوحيد.


و لا يكاد يوجد كاتب من كتاب الإخوان إلا و كتب عن العقيدة:

الشيخ الغزالي كتب "عقيدة المسلم" و "ركائز الايمان بين العقل و القلب" و غيرهما، و الشيخ سيد سابق "العقائد الاسلامية" و الشهيد سيد قطب "خصائص التصور الإسلامي" و "مقومات التصور الإسلامي" و الشيخ سعيد حوا "اللــــه" و "الرسول" في عدة أجزاء. و الشيخ عبد المنعم تعيلب " العقائد في القرآن" في عدة أجزاء، و الدكتور عمر الأشقر عن العقيدة في عدة أجزاء و الشيخ عبد المجيد الزنداني"بناء الايمان" و الدكتور محمد نعيم ياسين عن "الايمان" و أركانه، و الفقير اليه تعالى: "الايمان و الحياة" و "وجود الله" و "حقيقة التوحيد" الى ما ذكر في الكتب الأخرى.


يعتمد الإخوان في عرض العقيدة و شرحها على دعامتين:

الأولى : النصوص النقلية من القرآن الكريم و الحديث الصحيح، و لا سيما القرآن فهو الينبوع الأول للعقيدة، و صحيح السنة هو البيان و التفسير.

و الثانية: البراهين العقلية و العلمية، التي لفت اليها القرآن بقوة، و التي أمدنا فيها العلم الحديث بذخيرة هائلة، تقمع الماديين، و تفحم الملاحدة و المشككين.

والداعية الموفق هو الذي يجمع بين النقل و العقل في عرض العقيدة، و بناء الايمان و هو منهج القرآن.


كيف يقدم الاخوان العقيدة ؟

لا يريد الاخوان من تقديم العقيدة و شرحها أن تكون كلمات تحفظ و تردد، و لا مجادلات مع الآخرين، دون أن يكون لها أثر في حياة صاحبها،بحيث يقتنع بها عقله، و يطمئن بها قلبه، و ينفعل بها وجدانه، و تتحرك بها ارادته.

إن القرآن حين عرض لنا ايمان المؤمنين جسده في أخلاق و أعمال باطنة و ظاهرة كما قال تعالى:

انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم و اذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا و على ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا. الأنفال 2-4

و كذلك أوائل سورة المؤمنون

قد أفلح المؤمنون، اللذين هم في صلاتهم خاشعون، و اللذين هم عن اللغو معرضون، و الذين هم للزكاة فاعلون، و الذين هم لفروجهم حافظون. المؤمنون 1-5 .

يرفض الإخوان الشركيات و الخرافات التي ألصقت بعقيدة التوحيد، مثل ما يفعل كثير من العوام في كثير من بلاد المسلمين، و يبرره لهم بعض الخواص، من الطواف بقبور الصالحين و النذر لها، و دعاء أصحابها،و الاستغاثة بهم، و غير ذلك من المنكرات.

و قد بين الاستاذ البنا في أصوله العشرين برغم وجازتها و تركيزها أن هذه الأعمال من المنكرات و الكبائر التي يجب محاربتها.

يقول رحمه الله :

" و كل بدعة في دين الله لا أصل لها استحسنها الناس بأهوائهم – سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه – ضلالة تجب محاربتها و القضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي الى ما هو شر منها. و لا شك البدعة تشمل البدعة الاعتقادية، كما تشمل البدعة العملية.

و محبة الصالحين و احترامهم و الثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم: قربة الى الله تبارك و تعالى، و الأولياء هم المذكرون في قوله تعالى:

"واللذين آمنوا وكانوا يتقون " يونس 63

و الكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية، مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم ضرا و لا نفعا في حياتهم أو بعد مماتهم، فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم.


و يتابع الامام الشهيد...

و زيارة القبور أيا كانت: سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، و لكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا، و نداءهم لذلك ، و طلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، و النذر لهم، و تشييد القبور و سترها و اضاءتها و التمسح بها، و الحلف بغير الله و ما يلحق بذلك من المبتدعات: كبائر تجب محاربتها، و لا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة.

و الدعاء إذا قرن بالتوسل الى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء و ليس من مسائل العقيدة.

و العقيدة أساس العمل، و عمل القلب أهم من عمل الجارحة، و تحصيل الكمال في عمل كليهما مطلوب شرعا، و ان اختلفت مرتبتا الطلب." من رسالة التعاليم- مجموع الرسائل ص 358


قضية التوسل

وأما قضية التوسل بالرسول صلى الله عليه و سلم والأنبياء، والملائكة والصالحين من عباد الله، فقد ذكر الأستاذ البنا: أن هذا من الامور الخلافية بين الائمة، وأنه خلاف في كيفية الدعاء، وليس من مسائل العقيدة.

وقد أنكر إخواننا السلفيون على الأستاذ البنا هذا القول، واشتد نكيرهم عليه، وعلا صوتهم فى معارضته والتشنيع على قائله. ولا أدرى لم هذا كله؟ ولم يقل الرجل شيئا يستوجب الطعن أو التشنيع.

أولا: لان الأمر خلافي بالفعل، ومن قرأ كتب المذاهب المتبوعة من الحنفية والمالكية والشافعية بل حتى الحنابلة: وجد هذا واضحا، فالكثيرون أجازوا التوسل بالرسول وبالصالحين من عباد الله.

وهناك من كره التوسل، وهناك من منعه.

ولكل فريق من هؤلاء أدلته أو شبهاته- على الأقل- فى تأييد ما ذهب إليه، وللمخالفين ردودهم عليه، كما هو الشأن فى المسائل الخلافية.

وهناك دليل قوى لمن قالوا بالتوسل، وهو حديث عثمان بن حنيف، وقد صححه الشيخ الألبانى، وهو من منكرى التوسل، وإن وجهه هو وجهه أخرى، هى فى نظرى أقوى وأحرى. وهو هذا الحديث:

أخرج أحمد وغيره بعسند صحيح عن عثمان بن حنيف ألن رجلا ضرير البصر أتى النبى صلى الله عليه و سلم، فقال: ادع الله أن يعافينى. قال: إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخرت ذاك، فهو خير، (وفى رواية: وإن شئت صبرت فهو خير لك)، فقال: ادعه. فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، فيصلى ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إنى أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة، يا محمد إنى توجهت بك إلى ربى فى حاجتى هذه، فتقضى لى، اللهم فشفعه فى (وشفعنى فيه). قال: ففعل الرجل، فبرأ .

أما أن التوسل من مسائل العمل، وليس من مسائل العقيدة، فهذا توجيه صحيح، لأنه خلاف في كيفية الدعاء، ما دام المدعو والمتوسل إليه هو الله تبارك وتعالى.

بقى البحث فى مشروعيته هل يقال: أتوسل إليك بنبيك مـحمد، أو بملائكتك المقربين أو بعبادك الصالحين أو لا يجوز؟ فهذا بحث فقهى، وليس ببحث عقدى.

وليس الإمام البنا هو أول من قال بذلك، بل قال به الإمام محمد بن عبد الوهاب نفسه، كما نقل فى مجموع فتاويه.

حيث قال فى المسألة العاشرة (قولهم فى الاستسقاء: لا بأس بالتوسل بالصالحين، وقول أحمد يتوسل بالنبى خاصة، مع قولهم: إنه لا يستغاث بمخلوق، فالفرق ظاهر جدآ، وليس الكلام مما نحن فيه، فكون بعض يرخص فى التوسل بالصالحين، وبعضهم يخصه بالنبى صلى الله عليه و سلم. وأكثر العلماء ينهى عن ذلك و يكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه. ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه، فلا ننكرعلى من فعله) مجموعة فتاوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص 68، 69.


فقد تضمن كلام الشيخ أن التوسل بالصالحين، أو بالنبى صلى الله عليه و سلم هو موضع خلاف بين العلماء، وإن هو صوّب قول الجمهور أنه مكروه، وأن هذه المسألة من مسائل الفقه. وهذا عين ما قرره البنا، فلا وجه للإنكار عليه.

وقال به أيضآ المحدث السلفى الشهير الشيخ ناصر الدين الألبانى فى مقدمته لشرح العقيدة الطحاوية لابن أبى العز الحنفى، فقد تحدث عن سبع مسائل هامة، قال: كلها فى العقيدة إلا الأخيرة منها. انظر: مقدمة شرح الطحاوية ص 55 طبعة المكتب الإسلامى.

يعنى بالأخيرة: ما قاله شارح الطحاوية من كراهية التوسل بحق الأنبياء وجاههم، تبعا لإمامه أبى حنيفة.

ولأن موضوع التوسل فقهى لا عقدى، تكلمت عنه جميع كتب المذاهب، على اختلاف أحكامها فيه، ودخل الموسوعات الفقهية، باعتباره من المسائل الفروعية العملية، التى تدخل فى إطار البحث الفقهى.

وهناك كثيرون من المستقلين عن المذاهب قالوا بإجازة التوسل، منهم الإمام الشوكانى- وهو سلفى معروف- فى كتابه (تحفة الذاكرين) شرح (الحصن الحصين). وهناك غيره من القدامى والمحدثين. ومنهم من أجاز التوسل بالنبى وحده، ولم يجز التوسل بغيره من الانبياء والصالحين، كما هو رأى الإمام عز الدين بن عبد السلام.

والخلاف فى المسألة ظاهر. يمكنك أن تراجعه فى بحث (التوسل) فى الموسوعة الفقهية الكويتية فى الجزء الرابع عشر. وبهذا يتضح لنا سلامة ما قاله الشيخ البنا بميزان العلم والتحقيق.

وأنا شخصيا أميل إلى ترجيح عدم التوسل بذات النبى وبالصالحين.

وأتبنى رأى شيخ الإسلام إبن تيمية فى ذلك، لعدة أمور:

الاول: أن أدلة المنع- أعني منع التوسل بذات النبى وذوات الصالحين- أرجح فى الميزان العلمى. وخصوصا أن باب الله تعالى مفتوح لكل خلقه، وليس ، عليه حاجب ولا بواب، مثل أبواب الملوك والامراء. حتى العصاة فتح الله تعالى لهم أبواب رحمته، ونسبهم إلى ذاته، فقال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الزمر: 53،.

والثانى: أن إجازة التوسل قد تكون ذريعة إلى دعاء غير اللة تعالى، والاستغاثة به، وكثير من الناس يخلط بين الأ مرين، فسد الذريعة بالنظرإلى العوام أولى.

والثالث: أن المنهج الذى أخذته وسرت عليه فى التعليم والدعوة والفتوى:

أننا إذا استطعنا أن نتعبد الله تعالى بالا مر المتفق عليه فلا داعى لان ندخل فى الأمر - المختلف فيه.

وعلى هذا الأساس لا أفضل التعبد بصلاة التسابيح، لأن فى الصلوات الاخرى المتفق عليها، والتى تواتر عن رسول الله التعبد بها ما يغنى عنها.

ولكني لا أوثم من أداه اجتهاده إلى جواز التوسل، أو جواز التعبد بصلاة التسابيح ونحوها. ولا أنكر عليه إلا من باب الإرشاد إلى الأرجح و الأصح، إذ لا إنكار فى المسائل الخلافية، كما هو معلوم.

وشيخ الإسلام ابن تيمية ان أنكر التوسل بالذات، لم يشتد في نكيره إلى حد التكفير أو التأثيم، كما يفعل بعض من يدعون الانتساب إلى مدرسته. وقد قال فى (فتاويه) بعد أن ذكر الخلاف فى المسألة: "ولم يقل أحد: إن من قال بالقول الاول فقد كفر. ولا وجه لتكفيره، فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين بالضرورة، أو بانكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك.. بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من تغليظ العقوبة والتعزير ما يستحق أمثاله من المفترين على الدين، لا سيما مع قول النبى: ((أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما)). مجموع فتاوى شيخ الإسلام (1/ 106) والحديث متفق عليه عن ابن عمر.


يرى الكثيرون: أن هذا الحديث يدل على جواز التوسل فى الدعاء بجاه النبى صلى الله عليه و سلم أو غيره من الصالحين، إذ فيه أن النبى صلى الله عليه و سلم علم الأعمى أن يتوسل به في دعائه، وقد فعل الأعمى فعاد بصيرا.


أما الشيخ الألبانى فقال:

وأما نحن فنرى أن هذا الحديت لا حجة لهم فيه على التوسل المختلف فيه، وهو التوسل بالذات، بل هو دليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع الذى أسلفناه، لان توسل الاعمى إنما كان بدعائه.

والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة، وقد فصلها فى كتابه (التوسل وأنواعه وأحكامه) فليرجع إليه.


قضية الولاء والبراء

وأما قضية الولاء والبراء، فالإخوان كانوا أسبق الجماعات إلى تقريرها فهم يوالون كل من والى اللة ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إنما وليكما لله و رسوله و الذين آمنوا يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) المائدة.

وهم يعادون كل من عادى الله ورسوله والمؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) الممتحنة.

و يؤكد الاستاذ البنا فى رسائله على هذه القضية، فأوثق عرى الإيمان: الحب فى الله، والبغض فى الله. وهل الإيمان إلا الحب والبغض ؟

وفى رسالة التعاليم فى ركن (التجرد) يقول: أريد بالتجرد: أن تتخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والأشخاص، لانها أسمى الفكر و!جمعها و أعلاها: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) البقرة. (قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم و الذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله و حده) الممتحنة.

والناس عند ال!خ الصادق واحد من ستة أصناف: مسلم مجاهد أو مسلم قاعد، أو مسلم آثم، أو ذمى معاهد، أو محايد، أو محارب. و لكل حكمه فى ميزان الإسلام. وفى حدود هذه الاقسام نوزن الاشخاص و الهيئات، ويكون الولاء والعداء) رسالة التعاليم، مجموع الرسائل ص 363.

لا أحسب عالما أو منصفا يتهم صاحب هذا الكلام بأنه لا يعرف الولاء و البراء، أو الموالاة والمعاداة فى الله، بل لقد ربى جيلأ يحب فى اللة، ويبغض فى الله، يوالى فى الله، ويعادى فى الله.

والإخوان كانوا أشد الناس على المستعمرين والصهاينة، الذين احتلوا ديار المسلمين وهم الذين قادوا الجهاد وحركوه فى ديار الإسلام لمقاومة هؤلاء، فلا يتصور أن يتهموا بدعوى الولاء لهم.

أخوة المواطنين من غير المسلمين

و لكن الإخوان يفرقون بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يعيشودن فى دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، و أعطاهم الذمة والامان أن يعيشوا مع المسلمين وفى ظل حكمهم، لهم ما لهم، و عليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميز الدينى.

فهؤلاء لم ينه الله تعالى عن برهم والإقساط إليهم، كما فى قوله تعالى:(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين) الممتحنة.

فهؤلاء لهم حق البر والقسط، والقسط هو العدل، والبر فوف العدل، وهو لإحسان.

القسط: أن تعطيهم حقهم، والبر: أن تزيد على ما هو حق لهم

القسط: أن يأخذ منهم الحق الذى عليهم، والبر: أن تتنازل عن بعض حقك عليهم.

فهؤلاء- إذا كانوا من أهل وطنك- لك أن تقول: هم إخواننا، أى إخواننا فى الوطن، كما أن المسلمين- حيثما كانوا- هم إخواننا فى الدين. (والفقهاء يقولون عن أهل الذمة: هم من أهل الدار، أى دار الإسلام). فالاخوة ليست دينية فقط كالتي بين أهل الإيمان بعضهم وبعض، وهى التى جاء فيها قول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)الحجرات. بل هناك أخوة قومية، وأخوة وطنية، وأخوة بشرية.

والقرآن الكريم يحدثنا فى قصص الرسل مع أقوامهم الذين كذبوهم وكفروا بهم، فيقول: (كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم آخوهم نوح ألا تتقون) الشعراء. (كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم آخوهم هود ألا تتفون )الشعراء. (كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ) الشعراء. (كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم آخوهم لوط) الشعراء.

كيف أثبت الله الأخوة لهؤلاء الرسل مع أقوامهم مع تكذيبهم لهم وكفرهم بهم؟ لأنهم كانوا منهم، فهم إخوتهم من هذه الناحية، فهى أخوة قومية، ولذا قال عن شعيب في نفس السورة: كذب أصحاب الأيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون) الشعراء. وذلك أنه لم يكن منهم، وإنما كان من مدين، ولذا قال فى سورة أخرى:(و إلى مدين آخاهم شعيبا) هود.

و اذ أثبت القرآن. هذه الاخوة القومية بين الرسل وأقوامهم، فلا حرج أن نثبت أخوة وطنية بين المسلمين ومواطنيهم من الأقباط فى مصر، أو أمئالهم فى البلاد الإسلامية الأخرى

ولا يكون ذلك سببا للطعن فى عقيدة الإخوان، وأنهم لا يعرفون الولاء والبراء فى عقيدتهم، بل يكون هذا من حسن فقه الإخوان، وفهمهم عن الله ورسوله ما لا يفهم الآخرون.