الاثنين، 16 مايو 2022

معلومات هامة نافعة عن النكاح !

 معلومات هامة نافعة عن النكاح !

الزواج لابد له من شهود أو إعلان ولايصح بدون احدهما
الزواج من غير ولي هو زواج فاسد فلاتزوج المرأة نفسها
الأولياء هم الأب ثم الجد ثم الابن ثم الأخ
واذا اختلف الأولياء في تزويجها ممايكون فيه ضررا عليها فلها الحق أن تجعل ولايتها لأحدهم فيزوجها .
ومن لاولي لها يزوجها فالسلطان أو القاضي هو من يقوم بتزويجها فالسلطان ولي من لاولي له وان لم يكن هناك قاض او سلطان فلها ان توكل شخصا مأمونا يزوجها كأن يكون شيخ العشيرة او إمام المسجد .
الزواج بنية الطلاق هذا خداع لايرضاه أحد لنفسه مع ابنته او أخته .. وللرجل ان يتزوج مع عدم استحضار هذه النية وعدم الإلتفات لها فإن حصل مايدعو للطلاق فليطلق
زواج المسيار زواج شرعي لكن لابد من أخذ الحذر من مفاسد متوقعة وهي لاتعود على أصله بالإفساد لكن خوف الوقوع في الحرام كأن لايعرف الأولاد من هذه إخوانهم من الزوجة الأخرى وكذلك أخواتهم وأعمامهم وعماتهم وأخوالهم وخالاتهم وجداتهم واجدادهم
وعلى أقل حال فلابد من أن يطلب من الزوج ان يسجل زواجه في المحكمة لتثبيت الحقوق مع حضور الولي والشهود.
يجوز الزواج سرا من غير علم الزوجة الأولى أو باقي الزوجات مع الأخذ بنظر الإعتبار احترام سمعة هذه الزوجة من قبل أقربائها وجيرانها فلابد من إعلامهم أو بعضهم بهذا الزواج دفعا للتهم وأذى اللسان قيل وقال .
الخلوة بالزوجة ( المعقود عليها ) .. هناك خلوة يقول العلماء أن لها حكم الدخول بها ويكون للزوجة المهر كاملا إن حصل الطلاق قبل الدخول بها فليحذر العاقد من هذا الأمر ... فالذي ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قالوا إن إغلاق الأبواب وإرخاء الستور له حكم الجماع في أخذ الصداق .
اللهم تقبل منا واهدنا وسددنا والهمنا رشدنا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

حكم جمع الصلاة في الغبار الشديد ؟!

 

💥
💥
جمع الصلاة في الغبار الشديد
السؤال: شيخنا هل يجوز الجمع بين الصلاتين في الرياح التي تحمل غبارا شديدا؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف الفقهاء في الجمع بين الصلاتين بسبب الريح الشديد والغبار والطين ؛ وذلك لأن الرخصة في الجمع إنما وردت في المطر، ولم يرد في الغبار مع امكانية وجوده في عهده عليه الصلاة والسلام.
👈فقد ذهب جمهور الفقهاء - إلا الحنفية - إلى جواز الجمع بين المغرب والعشاء بسبب المطر المبَلِل للثياب، والثلج والبرد والوحل ، وأجاز الشافعية كذلك الجمع بين الظهر والعصر بسبب المطر ولم يجوزوا الجمع لغير المطر؛ لأصلهم في عدم التوسع في الرخص.
👈وقد توسع فقهاء المالكية والحنابلة في ذلك فقاسوا غير المطر كالغبار والطين والريح الشديدة الباردة عليه بجامع المشقة، فذهب الحنابلة في قول بجواز الجمع بسبب حصول الريح الشديدة في الليلة المظلمة الباردة.
قال الامام ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في [المغني 2/ 203]: (أما الريح الشديدة، في الليلة المظلمة الباردة، ففيها وجهان: أحدهما، يبيح الجمع، قال الآمدي: وهو أصح، وهو قول عمر بن عبد العزيز؛ لأن ذلك عذر في الجمعة والجماعة، والثاني، لا يبيحه؛ لأن المشقة فيه دون المشقة في المطر، فلا يصح قياسه عليه، ولأن مشقتها من غير جنس مشقة المطر، ولا ضابط لذلك يجتمعان فيه، فلم يصح إلحاقه به).
👈واما فقهاء المالكية فقالوا لا بد من اجتماع الطين والظلمة؛ لجواز الجمع بين المغرب والعشاء، جاء في [مختصر خليل ص/44]: (وفي جمع العشاءين فقط بكل مسجد لمطر أو طين مع ظلمة، لا طين أو ظلمة).
👈فالجمع بين الصلوات سواء كان بسبب المطر، أم بسبب الريح والبرد الشديد او الغبار رخصة في حق من وجد المشقة، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح مسلم قال: (( إن النبي عليه الصلاة والسلام جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر، فقيل لابن عباس لم فعل ذلك قال: أراد أن لا يحرج أمته)). قال العلماء : فابن عباس رضي الله عنهما قعّد للمسألة قاعدة، ويمكن أن ندرج تحتها كل مستجد ونازلة ولو لم يُنَص عليها بحديث ومنها الغبار .
👈ولكن اذا ذهب امام المسجد الى عدم جواز الجمع بين الصلاتين بوجود الغبار، وكان المصلي يتضرر من حضور الجماعة في المسجد، فله أن يصلي في البيت، ويجوز تحمل المشقة اذا لم تتضرر صحته للحصول على أجر الجماعة، وذلك للأحاديث الصحيحة في مشروعية الصلاة في البيوت حال نزول المطر الشديد، والحرج في الوصول إلى المسجد، ومنها حديث جابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام في سَفَرٍ فَمُطِرْنَا فَقَالَ: ((لِيُصَلِّ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ في رَحْلِهِ)) رواه مسلم.
قال الامام النووي رحمه الله تعالى في [شرح النووي على مسلم 5/ 207]: ( هذا الحديث دليل على تخفيف أمر الجماعة في المطر ونحوه من الأعذار، وأنها متأكدة إذا لم يكن عذر، وأنها مشروعة لمن تكلف الإتيان إليها وتحمل المشقة؛ لقوله في الرواية الثانية: "ليصل من شاء في رحله").
👈قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، في [الشرح الممتع 4/392] : (لكن لو فرض أن هذه الرياح الشديدة تحمل تراباً يتأثر به الإِنسان ويشق عليه، فإنها تدخل في القاعدة العامة، وهي المشقة، وحينئذٍ يجوز الجمع). والله تعالى أعلم.
د. ضياء الدين عبدالله الصالح

حكم انكار ظهور المهدي وهل هناك من العلماء من انكر ظهورها ؟!

 

من انكر المهدي من علماء السنة

من انكر المهدي من علماء السنة 


 الشيخ عبد الله بن زيد بن محمود في رسالته المسماة (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر) 
رشيد رضا
ابن خلدون 
انكر عدد من العلماء المهدي لعدم صحة الروايات
http://eljanaonmyhome.montadalhilal.com/t880-topic 

============

الشيخ عبدالعزيز ابن باز لم يكفر من انكر المهدي 
عنوان الفتوى انكار الدجال ونزول عيسى 
هات فتوى خاصة في كفر من انكر المهدي
الروايات الخاصة في المهدي ضعيفة

==============

الالباني لم يكفر من انكر المهدي 

ورد في كلام الالباني ان من ينكر المهدي مفتى الازهر شلتوت 
الشيخ شلتوت مفتى الازهر وهو عالم كبير انكر المهدي   

الالباني لم يقل إنكار المهدي ك إنكار الله وسكت .2

بل بين ان  هناك من انكر المهدي بسبب ان البعض قد ادعى المهدوية 3

الالباني يتسائل هل سننكر الله بسبب ادعاء فرعون الالوهية 4

مهدي السنة غير مهدي الشيعة خسرومجوس الذي يخرج من ايران وهو الاعور الدجال 

الالباني  يقيس على كلام من انكر المهدي سبب انه ادعى المهدوية عدد من الناس2  
معنى كلام الالباني هل سننكر الله لان فرعون ادعى الالوهية 3

الحيدري نسف كذبة ولادة المهدي بان لا سند تاريخي على ولادة المهدي ههههههههه

 مهدي السنة غير مهدي الشيعة خسرومجوس الذي يخرج من ايران وهو الاعور الدجال 

==================================



الامام ابن القيم و الشاطبي ينكرون مهدي اهل السنة ايضا 

--------------------------------------------------------------------------------

كتب الشيخ عبدالله بن زيد ال محمود صنو الشيخ ابن اباز و تلميذ الشيخ ابن سعدي و قاضي قطر من قبل الملك عبدالعزيز 

بحثا مفيدا جدا عن مسألة امهدي المنتظر أثبت فيه ان الاعتقاد بالمهدي انما هو مجرد خرافة لا اساس لها من الصحة .

وما دعوى المهدوية الا بدعة سياسية سببها خلاف ال البيت عليهم السلام مع الامويين حول الخلافة . و قد جرت هذه العقيدة من 

الويلات على المسلمين ما الله به عليم .

ومن ابرز من انكر خروج المهدي ابن خلون في المقدمة و ابن القيم في المنار المنيف و الشاطبي في الاعتصام و الشيخ محمد 

رشيد رضا و الشيخ السلفي محمد بن عبد العزيز المانع و الشيخ محمد رشيد رضا و كل هؤلاء سلفيون او على الأقل عند من 

لا يرى السلفية الا في الوهابية النجدية من أهل السنة والجماعة لا من المعتزلة .

و قد انكر احاديث المهدي أئمة كبار منهم الدارقطني و ابن القيم .

و لم يرد لا في البخاري ولا مسلم حديث واحد عن المهدي وما تركوا احاديثه الا لكثرة عللها و عيوبها , ولا ذكرها احد من 

اهل السنة في عقائدهم لا ابن تيمية في الواسطية و لا التدمرية ولا الحموية ولا غيرها ولا ذكرها الطحاوي و لا ابو الحسن 

الأشعري ولا ابنقدامة ولا ابن زيدون المالكي و ما ذلك الا لان اعتقاد المهدي خرافة .

هذا اختصار ماجاء في بحث الشيخ و هو موجود على هذا الرابط http://www.alshreef.com/abooksmain.html

و من اراد البسط دونه هو : 
مقام المسلم من المهدي

و مقام المسلم منه :

أولا : أنه لا يجب الإيمان الجازم بخروجه لقوة الخلاف في الأحاديث ، فلا ينكر على من أنكره ، و إنما يتوجه الإنكار على ما قال بصحة خروجه . 

ثانيا : ليس من عقيدة الإسلام و المسلمين الإيمان به ، كالإيمان بوجود الرب ، و الإيمان بالملائكة ، و الإيمان بالبعث بعد الموت ، و الإيمان بالجنة و النار إذ هذه من أمور الآخرة التي يجب اعتقادها و وقوعها جلية للعيان في دار الآخرة ، و قد أثبتها القرآن و صحيح السنة ، و ليس منها الإيمان بالمهدي ، و قد غلط السفاريني حيث أدخل الإيمان به في عقيدته فقال : 


محمد المهدي و المسيح


منها الإمام الخاتم الفصيح 


فقد أخطأ حيث جعل المهدي هو الخاتم ، و إن حملناه على جعله خاتم الأئمة الإثني عشر خليفة الذين يستقيم بهم أمر الدين ، فهذا هو نفس عقيدة الشيعة حيث جعلوا الإمام الحادي عشر هو الحسن العسكري ، و بعد موته انتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن الحسن العسكري الذي دخل سرداب سامراء ، فدعوى المهدي في مبدئها للشيعة ، فهم الذين آمنوا بها و صدقوها ، و أكثروا من ذكر هذا المهدي المنتظر ، فاقتبس بعض أهل السنة هذا الاعتقاد ، ثم سار في طريقه و تلقينه إلى حالة انتشار هذه الفكرة عند المتأخرين حتى جعلوها طريقة و عقيدة ، و متى غيرت قيل: غيرت السنة ، و هكذا حال البدعة ، فبسبب مجاورتهم للشيعة و اختلاطهم به اقتبوسها منهم، 
و إلا فإنها ليست من عقيدة أهل السنة ، و لهذا لم يذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في عقائده ، لا في الواسطية و لا في الأصفهانية و لا السبعينية و لا التسعينية و العرشية ، كما أنها لم تذكر في عقيدة الطحاوية و لا في شرحها ، و لا في عقيدة ابن قدامة ، ولا عقيدة ابن زيدون المالكي . 

فعدم ذكرهم لها يدل على أنها ليست من عقائد الإسلام و المسلمين ، و المهدي في مبدأ دعوته هو واحد و ليس باثنين ، فلم يقل أحد : إنهما مهديان ، و إنما هو مهدي واحد ، تنازعه أفكار الشيعة و أفكار بعض أهل السنة ، فكل لوم أو ذم ينحى به على الشيعة لإيمانهم بإمامهم محمد بن الحسن الذي هو في سرداب ، فإنه ينطبق بطريق و الموافقة على أهل السنة الذين يصدقون بالمهدي المجهول في عالم الغيب ، فهما في فساد الاعتقاد به سيان . 

فبيت الشعر للسفاريني على الحالتين غير صواب و لا صحيح ، و السفاريني رحمه الله هو أقوى من ثبت دعائم عقيدة المهدي في قلوب المسلمين .

ثالثا : إن المهدي لم يذكر في القرآن ، و لا في صحيح البخاري و مسلم فقد نزها كتبهما عن ذكره ، و عن الحديث عنه مع رواج الخبر عنه في زمانها ، فلا نرى ذلك إلا لضعف عندهما.

رابعا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بجوامع الكلم ، فكان يختصر الحكم الكثيرة في الكلمات اليسيرة ، تقول عائشة : لقد كان رسول الله يتكلم بكلمات لوعدها العاد لأحصاها.
و أحاديث المهدي هي بمثابة حديث ألف ليلة و ليلة ، قد أحصاها الشوكاني فيما يزيد على خمسين حديثا ، و كلها متخالفة و مضطربة ينقض بعضها بعضا ، منها ما يشير إلى أن المهدي هو علي ابن أبي طالب ، و منها ما يشير إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه محمد بن الحنفية ، و أنه حي في جبل رضوى بين مكة و المدينة ، و عنده عينا عسل و ماء ، و منها ما يشير إلى إلى أنه الحسن أو بنوه من بعده ، و منها ما يشير إلى أنه رجل اسمه الحارث ، و يؤمر بالسعي إليه لبيعته و لو حبوا على الركب أو على الثلج ، إلى غير ذلك من الأحاديث التي يعلم كل عاقل بأن رسول الله منزه عنها . 

و في القرن التاسع لما كثر المدعون للمهدي ، ثارت الفتن بسببه كما ذكرها المسعودي في تاريخه ، فعند ذلك اضطر بعض المحققين من العلماء أن ينقدوا أحاديث المهدي ليعرفوا قويها من ضعيفها ، و صحيحها من سقيمها ، لكون الحوادث في الحياة هي أم الاختراعات ، فتصدى ابن خلدون في مقدمته لتدقيق التحقيق فيها فنخلها ثم نثرها حديثا حديثا ، و بين عللها كلها ، و أن من رواتها الكذوب ، و منهم المتهم بالتشيع و الغلو ، و منهم من يرفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، و منهم من لا يحتج به .

و خلاصته أنه حكم على أحاديث المهدي بالضعف . 

لكن رأينا بعض العلماء في هذا الزمان يعترض على تصحيحات ابن خلدون قائلا : إنه مؤرخ ، و ليس بصاحب حديث ، و هذا الاعتراض لا موقع له من الصحة ، فإن ابن خلدون عالم جليل ، و لا يقول أحد فيه إلا الخير و كونه مؤرخا لا يمنع من كونه محققا لعشرة أحاديث أو 
أكثر ، لكون التحقيق سهل على مثله عند توفر الآلات و الكتب المؤلفة عن صفات الرواة 
و دراسة الأشخاص و عدالتهم و القدح فيهم من شؤون التاريخ ، كما أنه من شؤون علم الحديث، و كان لابن خلدون مناظرات و مساجلات في الرد مع ابن حجر صاحب فتح الباري . 

و قد رأينا من يؤيد قول ابن خلدون من العلماء المتقدمين ، و الراقين في العلم و المعرفة، و الاعتصام بالكتاب و السنة ، و منهم : العلامة ابن القيم فقد ذكر في كتابه »المنار المنيف «عن أحاديث المهدي و ضعفها كما سنورد كلامه بطوله في التحقيق المعتبر عن أحاديث المهدي المنتظر من كتابنا هذا فلتراجع .

و منهم الإمام الشاطبي في كتابه »الاعتصام «فقد جعل المهديين و الإمامية من أهل البدع ، و يعني بالمهديين : الذين يصدقون بخروج المهدي ، و دونك كلامه بلفظه إثباتا للحجة 
و العذر ، و إزالة للشبهة و العذل ، قال بعد كلام له سبق في المتبعين لأهل الأهواء و البدع : 

( و كذلك من اتبع المهدي المغربي المنسوب إليه كثير من بدع المغرب فهو في الإثم 
و التسمية مع من اتبع إذا انتصب ناصرا لها و محتجا عليها ) .

و قال : ( و لقد زل بسبب الإعراض عن الدليل ، و الاعتماد على الرجل أقوام خرجوا بسبب ذلك عن جادة الصحابة و التابعين ، و اتبعوا أهواءهم بغير علم فضلوا عن سواء السبيل ).

و قال : ( مذهب الفرقة المهدوية التي جعلت أفعال مهديهم حجة ، وافقت حكم الشريعة أو خالفت ، بل جعلوا أكثر ذلك انفحة في عقد إيمانهم ، من خالفها كفروه وجعلوا حكمه حكم الكافر الأصلي ) . 

و بذلك تنقطع حجة من ادعى أنه لم يسبق الإمام ابن خلدون أحد من العلماء في تضعيف أحاديث المهدي ، و قد كاد أن ينعقد الإجماع من العلماء المتأخرين من أهل الأمصار في تضعيف أحاديث المهدي ، و كونها مصنوعة و موضوع على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل التعارض و التناقض ، و المخالفات و الإشكال ، مما يجعل الأمر جليا للعيان ، و لا يخفى إلا على ضعفة الأفهام ، و الله يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم . 

إن فكرة المهدي هذه لها أسباب سياسة و اجتماعية و دينية ، و كلها نبعت من عقائد الشيعة، و كانوا هم البادئين باختراعها ، و ذلك بعد خروج الخلافة من آل البيت .

وإننا متى حاولنا جمع أحاديث المهدي التي يقولون بصحتها وتواترها بالمعنى ، وقابلنا بعضها ببعض ، لنستخلص منها حديثا صحيحاً صريحاً في المهدي ، فإنه يعسر علينا حصوله وكلها غير صحيحة ولا صريحة ولا متواترة بالمعنى بل هي متعارضة ومتخالفة ، وغالبها حكايات عن أحداث ومتى حاولت جمعها نتج لك منها عشرة مهديين ، صفة كل واحد غير الآخر مما يدل بطريق اليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بها ، منهم مثلاً :

1 - مهدي يخرج من إثني عشر خليفه الذين يستقيم بهم الدين.

2 - ومهدي استخرجوه من حديث: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا منا يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً .

3 - ومهدي منا أجلى الجبهة ، أقنى الأنف .

4 - ومهدي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي من عترتي ، ومن ولد فاطمة.

5 - ومهدي يكون اختلاف عند موت خليفه ، فيخرج رجل من أهل المدينة إلى مكة ، فيبايعونه بين الركن والمقام .

6 - ومهدي يخرج من وراء النهر يقال له : الحارث بن حران ، وعلي مقدمته رجل يقال 
له: منصور ، يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

7 ـ و مهدي قال فيه رسول الله : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .

8 ـ ومهدي قال فيه رسول الله : إنا أهل البيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون ذلا و تشريدا من بعدي حتى يأتي قوم من المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الحق فلا يعطونه 

9 ـ ومهدي أخواله كلب .

10 - ومهدي قال فيه رسو الله : لا مهدي بعدي إلا عيسى بن مريم.

وهذه الأحاديث هي التي يزعم المتعصبون لصحة خروج المهدي بأنها صحيحة ومتواترة بالمعنى وهي لا صحيحة ولا صريحة ولا متواترة .

لهذا وقبل ذلك تنبه العلماء من المتقدمين والمتأخرين لرد الأحاديث التي يرددونها ويموهون بها على الناس ، فأخضعوها للتصحيح والتمحيص وبينوا ما فيها من الجرح والتضعيف وكونها مزورة على الرسول من قبل الزنادقة الكذابين . وممن انتقد هذه الأحاديث وبين 
معايبها: العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " المنار المنيف في الصحيح والضعيف" .

وقد أشرنا إلى كلامه في كتابنا ومنهم : الشاطبي صاحب الاعتصام فقد ألحق المهدية 
و الإمامية بأهل البدع ، ويعني بالمهدية : الذي يعتقدون صحة خروج المهدي ، وكذلك ابن خلدون في مقدمته فقد فحص أحاديث المهدي وبين بطلان ما يزعمونه صحيحاً منها ، فسامها كلها بالضعف وعدم الصحة ، وأن من رواتها من يتهم بالتشيع ، ومنهم الحروري ، ومنهم من يعتقد رفع السيف على أهل القبلة ، ومنهم من يتهم بالكذب ، ومنهم من يتهم بسوء الحفظ ، ومن يتهم برفع الحديث إلى رسول الله بدون أن يتكلم به الرسول ، مع ما فيها من التعارض والاضطراب والاختلاف .

ثم قال: »والحق ينبغي أن يتقرر أن ما تدعيه العامة والأغمار من الدهماء ممن لا يرجع في رأيه إلى اعتقاد صحيح ، ولا إلى علم صريح يفيده ، فيجيبون في ذلك على غير نسبة وفي غير مكان تقليلداً لما اشتهر من ظهور الفاطمي ، ولا يعلمون حقيقة الأمر وإنما يقولون تقليداً فقد ظهرت حركات كثيرة كلها تدعي أنها المهدي ، ثم ظهر ناس بهذه الدعوة وينتحلون السنة وليسوا عليها إلا الأقل « .

ويقول " محمد فريد وجدي " في دائرة المعارف الجزء 99 صـ 480 : ما ورد في المهدي المنتظر من أحاديث ، والناظرون فيها من أولي البصائر لا يجدون في صدورهم حرجاً من تنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولها ، فإن فيها من الغلو والخبط في التواريخ والإغراق في المبالغة ، والجهل بأمور الناس والبعد عن سنن الله المعروفة ما يشعر المطالع لأول وهلة أنها أحاديث موضوعة تعمد وضعها رجال من أهل الزيغ المشايعين لبعض أهل الدعوة من طلبة الخلافة في بلاد العرب أو المغرب .

وقد ضعّف كثير من أئمة المسلمين أحاديث المهدي ، واعتبروها مما لا يجوز النظر فيه منهم : الدار قطني والذهبي ، وقد أوردناها مجتمعة لتكون بمرأى من كل باحث في هذا الأمر حتى لا يجرؤ بعض الغلاة على التضليل بها على الناس . انتهي 

ويقول الأستاذ البلاغي في تصوير حالة المنتظرين للمهدي: إن هؤلاء الناس يعيشون تحت ركام من الإيحاءات والتمنيات المستمرة بشأن ظهور المهدي . وحتى امتلأت قلوبهم وجوانحهم بالبشرى به والشوق إلى لقائه وطالت عليهم ليالي الانتظار في توقع صبح الفرج، فكان من يأتيهم باسم المهدي يكون حاجتهم المطلوبة ، وأمنيتهم المنتظرة ، ويأتي إلى مهاد موطد وأمر ممهد ، وقد امتلأت بالرغبة إليه القلوب ، واشتاقت إليه النفوس وامتدت الأعناق وشخصت الأبصار فلا يحتاج المتمهدي فيه من ضعفاء البصائر إلا إلى شيء من التمويه والتلبس الذي قد فتح بابه وقدح زناد فتنته . انتهى.

هذا الجهل هو الذي أدى إلى وضع ألف ومائتي حديث موضوع في المهدي عند الإمامية، وإلى وضع خمسين حديثاً عند أهل السنة ، إن مثل هذه الأحاديث المختلفة هي التي أفسدت العقول وجعلتهم يتبعون الملاحدة والمفسدين من دعاة المهدية . و إنه على فرض صحة هذه الأحاديث، أو بعضها ، أو تواترها بالمعنى ، حسب ما يدعون ، فإنها لا تعلق لها بالعقيدة الدينية ، و لم يدخلها علماء السنة في عقائدهم كشيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله : الواسطية و الأصفهانية 
و السبعينية ، التسعينية ، و لم تذكر في عقيدة الطحاوية و شرحها ، و لا عقيدة ابن قدامة ، و لا في الإبانة في أصول الديانة للأشعري ، و هي تتمشى على عقيدة أهل السنة ، و هي من آخر مؤلفاته ، و جعلها خاتمة حياته ، فعدم إدخالها في عقائدهم مما يدل على أنهم يعتبروها من عقائد الإسلام و المسلمين ثم إن غالب الأحاديث التي زعموها صحيحة و متواترة بالمعنى ، ما هي إلا حكاية عن أحداث تقع مع أشخاص ، كرجل هرب من المدينة إلى مكة فيبايع له بين الركن 
و المقام ، و رجل يخرج من رواء النهر فيبايع له ، رجل يخرج بعد خليفة ، و يخرج اسمه الحارث ، و رجل يصلحه الله في ليلة .

فهذه كلها ليست من العقائد الدينية كما زعم دعاة المهدي و المتعصبون لصحة خروجه، كما حدث من هذا المدعي أنه المهدي الذي سفك دماء زكية برئية في الشهر الحرام ، في البلد الحرام و في المسجد الحرام ، و حول البيت الحرام الذي يستقبله المؤمنون في المشارق 
و المغارب في صلاتهم و دعائهم ، و روع المسلمين و أحدث بينهم زلزالا شديدا و كفى بالمسيء عمله .

لهذا يجب طرح فكرة المهدي جانبا ، فعندنا كتاب الله تعالى نستغني به عن كل دعي مفتون ، و هو الملجأ الذي أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم باللواذ به عند الفتن ، كما أن لدينا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صح منها سواء كان متواترا أو آحادا .

قال محمد رشيد رضا في تفسيره »المنار «عند تفسيره سورة الأعراف ما نذكره ملخصا : أما التعارض في أحاديث المهدي فهو أقوى و أظهر و الجمع بين الروايات أعسر، 
و المنكرون لها أكثر ، و الشبهة فيها أظهر .

و لذلك لم يعتد الشيخان ــ البخاري و مسلم ــ شيئا من رواياتها ، و قد كانت أحاديث المهدي أكبر مثارات للفساد و الفتن في الشعوب الإسلامية ، إذ تصدى كثير من محبي و الملك 
و السلطان ، و من أدعياء الولاية ، و أولياء الشيطان للدعوة المهدية في الشرق و الغرب، 
و تأييد دعواهم بالقتال و الحرب ، و بالبدع و الإفساد في الأرض ، حتى خرج ألوف الألوف عن هداية السنة النبوية ، و مرق بعضهم من الإسلام مروق السهم من الرمية . 

و صار في كل زمان و في كل مكان يظهر مخرف و يقول : أنا المهدي المنتظر . حتى كان المهدي جرثومة البدع ، و مثار الفتن ، و لا يزال علماء السنة في كل مكان يحاربون هذه الدعوى ، و يحاربون من تسمى بها لاعتباره من الكذابين الدجالين ، و الحق : أن المهدي المنتظر لا صحة له و لا وجود له قطعا .

و في سنن ابن ماجه : لا مهدي إلا عيسى بن مريم . 

و إنه بمقتضى التأمل للأحاديث الواردة في المهدي ، نجدها من الضعاف التي لا يعتمد عليها ، و أكثرها من رواية أبي نعيم في »حلية الأولياء «و كلها متعارضة و متخالفة ، ليست بصحيحة و لا صريحة ، و لا متواترة ، لا باللفظ و لا بالمعنى .

و لست أنا أول من قال ببطلان دعوى المهدي ، و كونه لا حقيقة لها فقد سبقني من قال بذلك من العلماء المحققين ، فقد رأيت لأستاذنا الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع رسالة حقق فيها بطلان دعوى المهدي ، و أنه لا حقيقة لوجوده ، و كل الأحاديث الواردة فيه ضعيفة جدا ، فلا ينكر على من أنكره . كما رأيت أيضا لمنشئ المنار محمد رشيد رضا ، رسالة ممتعة يحقق فيها بطلان دعوى المهدي ، و أن كل الأحاديث الواردة فيه لا صحة لها قطعا ، و أشار إلى بطلان دعواه في تفسير المنار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حكم مشروعيه الرقص عند الصوفيه

 حكم مشروعيه الرقص عند الصوفيه


الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد وعندما برزت الأجساد إلى عالم الوجود أودعت تلك الأرواح فيها.
والروح من طبعها السمو والتعالي عن صفات البشرية بل هي من مرافقات الملأ الأعلى فمن صفت روحه من شوائب الأغيار وطهرت من دنس الأوزار كان قريبا إلى العالم الروحاني الذي لا يغفل فيه عن ربه ولا يلتفت إلا إليه .
ومن انكسفت أنوار روحه وغشتها ظلمات الوهم والشهوات هوى في واد سحيق عميق من أودية البهيمية قال تعالى : (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا )(1).
وحينما يقرأ العبد القرآن أو يذكر الله تستمد الروح من ذلك طاقات فعالة وتكتسب قوة وصفاء فتهتز في الجسم وتضطرب شوقا لمن ألفتهم من يوم (ألست بربكم)(2).
وهذا هو سبب تحريك الإنسان رأسه حال الذكر وتلاوة القرآن فكأن الروح تشتاق إلى القرب من حضرة ربها إذا سمعت كلامه أو اسمه فتكاد تلحق بعالمها وأفقها السماوي الروحاني حيث الملأ الأعلى وتتجرد من ظلمة هذا الجسد وتتخلص من عوائقه ولكن الذي يعوقها ضعفها وكدورتها والقيود التي قيدها بها الجسد من شهوات وغيرها.
فكم من رجال ملائكيين بأرواحهم ربانيين بأخلاقهم لا يقدرون على تثبيت أنفسهم أثناء الذكر لشدة اضطراب أرواحهم في أجسادهم وانفعال نفوسهم وربما غابوا عن إدراكهم وسبحت أرواحهم في عالم الملكوت.
قال بعض العارفين: سبب اضطراب الإنسان بالصوت الحسن أن الروح تتذكر لذيذ الخطاب يوم (ألست بربكم) حين أخرجت من صلب آدم وخوطبت بذلك فتحن لما تتذكر ذلك(3).
ومن الأمور المسلم بها أن الإنسان يتأثر بالكلمة الطيبة ويهتز للصوت الرخي ويطرب للنغمة الحلوة والإيقاع الموزون ويأسره المنظر البهيج ولا يدري كيف تتم هذه الأمور في نفسه؟ وأين محالها في ذاته؟ فإن أراد التعبير عنها باللغة الموضوعة للتخاطب جاء تعبيره ناقصا وتخونه العبارة إذا أراد أن يفصح عما يشعر به إفصاحا واقعيا لأنها أمور لا تنال إلا بالذوق ويقف الحس أمامها مبهوتا حائرا قد لا يستطيع ضبط نفسه عن ذلك التأثير فتصدر عنه أصوات أو حركات دون إرادته وقد ينتقده الآخرون عليها وينفعل بذلك ولكنه لا يملك التحكم بمشاعره وانفعالاته.
وهكذا يستولي حب الذكر على قلب صاحبه استيلاء قويا ويتمكن منه تمكنا لا يستطيع ضبط نفسه عنده وهذا ما عبر عنه العلماء (الوجد والتواجد) فالوجد كما قال الشيخ أمين الكردي في (تنوير القلوب) وارد يرد على القلب من كشف أسرار الذات وأنوارها فيدهش الروح أو يظهر ذلك على الجوارح فيهتز الرأس والبدن قال تعالى (ألم يأن للذين آمنواأن تخشع قلوبهم لذكر الله)(4).
وورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صعد أحدا يوما ومعه أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فاهتز الجبل فرحا وتحرك طربا وزهوا بمن علاه فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برجله وقال( اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) وقال : (إن أحدا جبل يحبنا ونحبه)(5).
إن الجبال الرواسي قد طربت واهتزت فرحا برسول الله ومحبة فيه فكيف حال المؤمن الصادق الذي وله بذكر محبوبه واستولى حبه على قلبه؟ وعلينا تحسين الظن بالناس وكل أعلم بنفسه (بل الإنسان على نفسه بصيرة)(6) (يا أيهاالذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن)(7)(😎.
* أدلة الحركة في الذكر من القرآن الكريم
يقول الله تعالى :(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)(9).
قال الآلوسي في تفسيره عند قوله تعالى : (يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) بعد كلام طويل(10): وعليه فيحمل ما حكي عن ابن عمر رضي الله عنهما وعروة بن الزبير وجماعة رضي الله عنهم من أنهم خرجوا يوم العيد إلى المصلى فجعلوا يذكرون الله تعالى فقال بعضهم : أما قال الله تعالى (يذكرون الله قياما وقعودا) فقاموا يذكرون الله تعالى على أقدامهم على أن مرادهم بذلك التبرك بنوع موافقة للآية في ضمن فرد من أفراد مدلولها.
ويقول العلامة الكتاني: غاية الرقص عند القوم ذكر من قيام وهو مشروع بنص القرآن الكريم (يذكرون الله قياما وقعودا) والتمايل والاهتزاز منقول عن الصحابة فقد روى أبو نعيم عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى أنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذكروا الله تمايلوا كما تتمايل الشجرة بالريح العاصف إلى أمام ثم تراجع إلى وراء)(11).
ويقول سبحانه وتعالى : (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلىجنوبكم)(12).
وقال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن: ذكر الله تعالى ثلاث هيئات لا يخلو ابن آدم منها في غالب أمره فكأنها تحصر زمانه ومن هذا المعنى قول عائشة رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه)(12)... إلى أن قال فذاكر الله تعالى على حالاته مثاب مأجور إن شاء الله(13).(14)
أدلة الحركة في الذكر من السنة الشريفة:
عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وهو في قبة له يوم بدر (أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم في الأرض أبدا) فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده وقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك فخرج وهو يثب بالدرع وهو يقول(سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر)(15)?(16) .
الشاهد في جواز قراءة كلام الله سبحانه وتعالى في حالة الوثب وهو الظفر والقفز فجوزا ذكر الله تعالى في هذه الحالة من باب أولى.
وعن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد... إلى أن قالت: وهو صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «دونكم يا بني أرفده» حتى إذا مللت قال: «حسبك » قلت: نعم قال (فاذهبي)(17).
وفي رواية عن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: (كان الحبشة يرقصون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون بكلام لهم: محمد عبد صالح فقال صلى الله عليه وآله وسلم (ماذا يقولون؟) فقيل:يقولون : محمد عبد صالح)(18).
قال ابن حجر العسقلاني عند شرحه: دونكم يا بني أرفدة: يقولون دونكم بالنصب على الظرفية بمعنى الإغراء والمغزى به محذوف وهو لعبهم بالحراب وفيه إذن وتنهيض لهم وتنشيط(19).
ونقل العلامة الكتاني بعد أن ذكر عددا من أحاديث رقص الحبشة قوله فيها دلالة على أنواع من الرقص:
الأول : اللعب ولا يخفى عادة الحبشة في الرقص واللعب.
والثاني: قوله عليه الصلاة والسلام : «دونكم يا بني أرفدة» وهذا أمر باللعب والتماس له فكيف يقرر كونه حراما.
والرابع: منعه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الإنكار والتغيير وتعليله بأنه يوم عيد أو وقت سرور.
والخامس: وقوفه طويلا في مشاهدة ذلك وسماعه لموافقة عائشة رضي الله عنها(20).
وقال العلامة الكتاني أيضا : (وحيث لم ينههم بل أقرهم وأغراهم فهو ذكر قصد به التعبد والطاعة وإظهار الفرح بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فلذلك اقرهم عليه الصلاة والسلام وعجب من فعلهم ونالوا غاية الرضى منه)(21).
ونقل العلامة الكتاني من قول القاضي عياض ما نصه (فيه أقوى دليل على إباحة الرقص إذ زاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إقرارهم أن أغراهم نقله المواق(22) في سنن المهتدين والونشر يسي(23) في المعيار وأقراه)(24).
وعن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت(جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوضعت رأسي على منكبيه انظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي انصرف عن النظر اليهم )(25).
قال النووي في شرح صحيح مسلم عند شرح: (جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد (هو بفتح الياء وإسكان الزاي وكسر الفاء ومعناه يرقصون وحمله العلماء على التواثب بسلاحهم ولعبهم بحرابهم على قريب من هيئة الراقص)(26).
وقال حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : (والرقص سبب في تحريك السرور والنشاط ولو كان حراما لما نظرت عائشة إلى الحبشة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يزفنون)(27).
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق إلى مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: «سيروا هذا جمدان ، سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله ؟ قال: «الذاكرون الله كثيرا»(28).
وفي رواية (يا رسول الله وما المفردون؟ قال« المستهترون بذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا»(29).
( والمستهترون بصيغة اسم الفاعل: هم المولعون بالذكر المداومون عليه لا يبالون ما قيل فيهم ولا فعل بهم)(30).
(31) وقد يقول قائل: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والتابعين لم يفعلوا ذلك وعد فعلهم دليل على عدم جوازه والجواب على ذلك انه قد مر إثبات جواز ذلك بالكتاب والسنة قولا في حديث الحبشة لأنه عليه الصلاة والسلام أغرهم وقال (دونكم يا بني أرفدة) وفعلا في حديث عائشة: (كان يذكر الله على كل أحيانه) وإقرارا في حديث الحبشة وحجل سيدنا علي وجعفر وزيد ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم كانوا منصرفين للجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الإسلام والفتوح ولم يكن وقتهم متسعا لفعل كل مفردات هذه الكليات فيكفي أنهم فعلوا بعضها وأقروا بعضها وجاء ذكر عمومها في القرآن الكريم.
وعن سيدتنا عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله في كل أحيانه(32).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :(أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقولوا مجنون) وفي رواية (حتى يقال إنه مجنون)(33) الشاهد فيه أن الذكر لله تعالى إن كان ساكنا لا موجب لقول الناس عنه مجنون لو لم ير بحالة وهيئة تدفع غيره من الغافلين إلى إلقاء تهمة الجنون عليه.
عن سيدنا علي بن أ بي طالب رضي الله عنه : (اختصم علي وجعفر وزيد ابن حارثة في ابنة حمزة فقال لعلي: أنت مني وأنا منك فحجل علي وقال لجعفر بن أبي طالب أشبهت خلقي وخلقي فحجل وقال لزيد بن حارثة أنت أخونا ومولانا فحجل زيد... الحديث)(34).
قال العلامة الكتاني (والحجل بحاء فجيم فلام رقص على هيئة مخصوصة)(35).
وقال ابن حجر العسقلاني عند شرح الحديث: (وحجل بفتح المهملة وكسر الجيم أي وقف على رجل واحدة وهو الرقص بهيئة مخصوصة)(36).
وقال فقيه السادة الشافعية بمكة المكرمة العلامة أحمد زيني دحلان رحمه الله تعالى في كتابه المشهور في السيرة النبوية عند ذكره الحديث ما نصه (فرقص يعني جعفر – رضي الله عنه من لذة هذا الخطاب فلم ينكر عليه صلى الله عليه وآله وسلم وجعل ذلك أصلا لرقص الصوفية عندما يجدون لذة المواجيد في مجالس الذكر والسماع)(37.
وروى أبو نعيم عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى أنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذكروا الله تمايلوا يمينا وشمالا كما تتمايل الشجرة بالريح العاصف إلى أمام ثم إلى وراء)(38).
وعن أبي أراكة يقول: صليت مع علي رضي الله عنه صلاة الفجر فلما انتقل عن يمينه مكث كأن عليه كآبة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قدر رمح صلى ركعتين ثم قلب يده فقال: (والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون صفرا شعثا غبرا بين أعينهم كأمثال ركب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يتراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا اصبحوا فذكروا الله ما دوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت عيونهم حتى تبل ثيابهم..)(39).
أقوال العلماء في الحركة في الذكر:
الإمام السيد الكبير أحمد الرفاعي قدس الله سره:
قال رضي الله عنه : القوم سمعوا وطابوا ولكنهم سمعوا أحسن القول فاتبعوه وسمعوا غير الحسن فاجتنبوه تحلقوا وفتحوا مجالس الذكر وتواجدوا وطابت نفوسهم وصعدت أرواحهم لاحت عليهم بوارق الإخلاص حالة ذكرهم وسماعهم وترى أن أحدهم كالغائب على حال الحاضر كالحاضر على حال الغائب يهتزون اهتزاز الأغصان التي تحركت بالوارد لا بنفسها يقولون لا إله إلا الله ولا تنشغل قلوبهم بسواه.
يقولون: هو وبه لا بغيره يتباهون إذا غناهم الحادي يسمعون منه التذكار فتعلوا همتهم في الأذكار.
ولك أن تقول يا أخي: الذكر عبادة فما الذي أوجب أن يذكر في حلقته كلام العاشقين وأسماء الصالحين؟
ولكن يقال لك: الصلاة أجل العبادات يتلى فيها كلام الله وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصلاة (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) ما أشرك المصلي ولا خرج عن بساط عبادته ولا عن حد عبوديته وكذلك الذاكر سمع الحادي يذكر اللقاء فطاب بطلب لقاء ربه.
(من أحب لقاء الله أحب الله لقاه)(40).
سمع الحادي يذكر الفراق فتأهب للموت وتفرغ من حب الدنيا: (حب الدنيا رأس كل خطيئة)(41).
سمع الحادي يذكر الصالحين فتقرب بحب أحباب الله إلى الله هذه من الطرق إلى الله التي هي بعدد أنفاس الخلائق:
غنى بهم حادي الأحبة في الدجى ... فأطار منهم أنفسا وقلوبا
فأراد مقطوع الجناح بثينة ... وهمو أرادوا الواحد المطلوبا
سمى القوم الهز بالذكر رقصا!! إذا كان وارد الهزة من الروح فنسبه الرقص للروح لا للجسم وإلا فأين الراقصون؟ وأين الذاركون؟
طلب هؤلاء حق وطلب هؤلاء ضلال؟
سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب
الراقصون كذابون والذاكرون مذكورون بين الملعون والمحبوب بون(42) عظيم إذا دخلتم مجالس الذكر فراقبوا المذكور واسمعوا بأذن واعية.
وإذا ذكر الحادي أسماء الصالحين فألزموا أنفسكم اتباعهم لتكونوا معهم (المرء مع من أحب)(43) أوجبوا عليكم التخلق بأخلاقهم خذوا عنهم الحال والوجد الحق الوجد الحق : وجدان الحق.
فها هو سيد الطائفة قد بين لنا صدق قصد الذاكرين حينما يهتزون في الذكر متبرئا بذلك من كل ما ينسب إليه والى أتباعه من الظنون الكاذبة والدعاوي الباطلة.
الإمام ابن حجر رحمه الله تعالى:
سئل الحافظ ابن حجر المجدث الكبير عن رقص الصوفية وهل له أصل وهل رقص أحد بحضرة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه؟
قال: نعم ، إن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رقص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قال له : أشبهت خلقي وخلقي وذلك من لذة الخطاب ولم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو في مصطلح الحديث إقرار والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسكت عن حرام أو مكروه.
وأفتى بجواز الرقص عند سؤال أحد الحاضرين في مجلسه فقال: يجوز الرقص بدليل فعل الحبشة في المسجد بين يدي رسول الله صلى وكان رقصهم بالوثبات والوجد وإنشاد الشعر جائز بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصل هذه الطرائق من الكتاب والسنة الحاثين على كثرة ذكر الله والاجتماع على محبة الله أما سب المشايخ وتكفيرهم فكفر شرعا بلا خلاف(44).
الإمام خير الدين الرملي رحمه الله تعالى:
سئل العلامة خير الدين الرملي عما اعتاده الصوفية من حلق الذكر والجهر في المساجد ونشر القصائد وغير ذلك من عوائدهم فأجاب : إن الأمور بمقاصدها والأعمال بالنبيات(45).
الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:
جاء في الحاوي للفتاوى ما يلي : مسألة : في جماعة صوفية اجتمعوا في مجلس ذكر ثم إن شخصا من الجماعة قام في المجلس ذاكرا واستمر على ذلك الوارد الذي حصل له فهل له ذلك سواء باختيار أم لا؟ وهل لأحد منعه وزجره من ذلك؟
فالجواب: لا إنكار عليه في ذلك ، وقد سئل عن هذا السؤال بعينه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني(46) فأجاب بأنه لا إنكار عليه في ذلك وليس لمانع التعدي بمنعه ويلزم المتعدي بذلك التعزير وسئل عنه العلامة برهان الدين الأنباسي فأجاب بمثل ذلك وزاد أن صاحب الحال مغلوب والمنكر محروم ما ذاق لذة التواجد ولا صفا له المشروب إلى أن قال في أخر جوابه: وبالجملة فالسلامة في تسليم حال القوم.
واجاب أيضا بمثل ذلك بعض أئمة الحنفية والمالكية كلهم كتبوا على هذا السؤال بالموافقة من غير مخالفة أقول وكيف ينكر الذكر قائما والقيام ذاكرا وقد قال الله تعالى :(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)(47) وقالت عائشة رضي الله عنها (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه)(48) وإن انضم إلى هذا القيام رقص أو نحوه فلا إنكار عليهم فذلك من لذات الشهود أو المواجيد وقد ورد في الحديث رقص جعفر بن أبي طالب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال له (أشبهت خلقي وخلقي)(49) وذلك من لذة هذا الخطاب ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان ذلك اصلا في رقص الصوفية لما يدركونه من لذات المواجيد وقد صح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من كبار الأئمة منهم شيخ الإسلام العز بن عبدالسلام(50) .
العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى (وكل حركة في العالم العلوي أو السفلي فأصلها المحبة...)
فلولا الحب ما دارت الأفلاك وتحركت الكواكب النبيرات ولا هبت الرياح المسخرات ولا مرت السحب الحاملات ولا تحركت الكواكب النبيرات ولا تحركت الأجنة في بطون الأمهات ولا انصدع عن الحب أنواع النبات واضطربت أمواج البحار الزاخرات ولا تحركت المدبرات والمقسمات ولا سبحت بحمد فاطرها الأرضون والسماوات وما فيها من المخلوقات(51).
وقال أيضا: (والتكلف والتعامل في أوائل الطريق والسلوك لابد منه إذ لا يطالب صاحبه بما يطالب به صاحب الحال ومن تأمله بنية حصول الحقيقة لمن رصد الوجد لا يذم والتواجد يكون بما يتكلفه العبد من حركات ظاهرة)(52).
الإمام النووي رحمه الله تعالى:
ينص الإمام النووي عمدة المذهب الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه (منهاج الطالبين وعمدة المفتين) بعد أن ذكر عددا من المحرمات نفى منها الرقص فيقول ما نصه:
(لا الرقص إلا أن يكون فيه تكسر كفعل المخنث).
فيقول الرملي(53) في كتاب نهاية المحتاج في شرح المنهاج: (لا الرقص) فلا يحرم ولا يكره لأنه مجرد حركات على استقامة واعوجاج ولإقراره صلى الله عليه وآله وسلم الحبشة في مسجده يوم عيد.
ويقول عند قول النووي: (إلا أن يكون فيه تكسر(54) كفعل المخنث بكسر النون وهذا أشهر وهو أفصح فيحرم على الرجال والنساء وهو من يتخلق بخلق النساء حركة وهيئة)(55).
وقال النووي في الروضة (والرقص ليس بحرام)(56).
وتجدر الإشارة إلى خطأ من وقف عند كلمة: تكسر وأغمض عينيه عما قبلها وبعدها وفسر بانثناء الركبة فلو كان انثناء الركبة محرما لذاته لحرم الرمل في الطواف والهرولة في السعي لأنه يتعذر على الإنسان المشي بدون ثني ركبة فكلمة تكسر استعملها الفقهاء لعدم وجود أي دليل يحرم الرقص مطلقا من كتاب الله أو السنة المطهرة وإنما علة التحريم هي التشبه بالمخنثين والعلة تدور مع المعلول وجودا أو عدما والفقهاء عرفوا المخنث بأنه من يتخلق بخلق ا لنساء حركة وهيئة كما ذكره الرملي في نهاية المحتاج.
غير أني لم أجد هذا المعنى المتعسف في أمهات اللغة العربية كلسان العرب والقاموس المحيط وتاج العروس وغيرها.
وجاء في المعجم الوسيط: (ويقال لان فيه تخنث وتكسر: تفكك ورأيته متكسرا فاترا) والقاعدة الأًولية تقول: إذا تعارض معنى شرعي ومعنى لغوي قدم المعنى الشرعي ولذا فلا يلتفت إلى هذا الادعاء.
الإمام العلامة محمد السفاريني الحنبلي:
(نقل إبراهيم بن عبدالله القلانسي أن الإمام أحمد رضي الله عنه قال عن الصوفية: لا أعلم أقواما أفضل منهم قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون قال دعوهم يفرحون مع الله ساعة، قيل: فمنهم من يموت ومنهم من يغش عليه فقال : وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ذكره العلامة في الفروع)(57).
الإمام السيد أبو مدين رضي الله عنه :
يقول رحمه الله تعالى في بعض أبياته:
وقل للذي ينهى عن الوجد أهله ... إذا لم تذق معنى شراب الهوى دعنا
إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى اللقا ... نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
أما تنظر الطير المقفص يا فتى ... إذا ذكر الأوطان حن إلى المغنى
يفرج بالتغريد ما بفوائده ... فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
كذلك أرواح المحبين يا فتى ... تهزهزها الأشواق للعالم الأسنى
أنلزمها بالصبر وهي مشوقة ... وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى
فيا حادي العشاق قم واشد قائما ... وزمزم لنا باسم الحبيب وروحنا
الإمام الشيخ السنوسي رحمه الله تعالى:
قال الشيخ السنوسي في نصرة الفقير وغيره: (وقد تواتر النقل عن الصوفية قديما وحديثا شرقا وغربا أنهم كانوا يجتمعون لذكر الله ويقومون ويرقصون ولم يبلغنا عن أحد من العلماء المعتبرين(58) أنه أنكر عليهم. وقد رأيت بفاس بزاوية الصقليين جماعة يذكرون ويرقصون من صلاة العصر يوم الجمعة إلى المغرب مع توفر العلماء فلم ينكر أحد عليهم وقد بلغني أن شيخنا شيخ الجماعة سيدي التاودي(59) بن سودة كان يحضر معهم في بعض الأحيان)(60).
الإمام العلامة الكتاني رحمه الله تعالى:
يقول الإمام الكتاني رحمه الله تعالى في باب رقص الحبشة في المسجد النبوي أمامه عليه الصلاة والسلام ما نصه:
(وقال القاضي عياض(61): فيه أقوى دليل على إباحة الرقص إذ زاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إقرارهم أن أغراهم ) نقله المواق في سنن المهتدين والونشريسي في المعيار وأقراه.
وقال أيضا: (فإن الرقص الذي أثبته الصوفية ليس قصدهم منه اللهو وحاشاهم من قصد ذلك وإنما قصدهم به الاجتماع على الذكر والإقبال عليه بالقلب والقالب واستغراق الجوارح كلها فيه)(62).
الإمام ابن ليون التجيي رحمه الله تعالى(63):
وقال ابن ليون التجيبي ما نصه : (وأما الرقص في المسجد ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (جاء حبش من الحبشة يزفنون يوم عيدهم في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوضعت كفي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم ) قال ابن عيينة فثبت أن الرقص في اصله مباح ولو كان حراما لذاته ما رقصوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )(64).
الإمام العلامة ابن عابدين رحمه الله تعالى:
قال العلامة المرحوم محمد أمين عابدين في حاشيته الشهيرة (رد المحتار على الدر المختار):
بعد كلام ما نصه : (وخلاصة ما أجاب به العلامة النحرير ابن كمال باشا بقوله:
ما في التواجد إن حققت من حرجٍ ... ولا التمايل إن أخلصت من بأس
فقمت تسعى على رجل وحق لمن ... دعاه مولاه أن يسعى على الراسِ
الرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إلى أحسن الأعمال السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال فهم لا يستمعون إلا من الإله ولا يشتاقون إلا له إن ذكروه ناحوا وإن شكروه باحوا وإن وجدوه صاحوا وإن شهدوه استراحوا وإن سرحوا في حضرة قربه ساحوا إذا غلب عليهم الوجد بغلباته وشربوا من موارد إراداته فمنهم من طرقته بوارق الهيبة فخر وذاب ومنهم من برقت له بوارق اللطف فتحرك وطاب ومنهم من طبع عليه الحب من مطلع القرب فسكر وغاب هذا ما عن لي في الجواب والله أعلم بالصواب(65).
وميز العلامة ابن عابدين في رسالته (شفاء العليل) بين الصوفية الصادقين السائرين على قدم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبين الدخلاء المارقين وندد بالدخلاء على الصوفية واستعرض بدعهم ومنكراتهم في الذكر وحذر منهم ومن الاجتماع بهم ثم قال: (ولا كلام لنا مع الصدق من ساداتنا الصوفية المبرئين من كل خصلة ردية فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد: إن أقواما يتواجدون ويتمايلون ؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون... إلى ان قال: ولا كلام لنا مع من اقتدى بهم وذاق من مشربهم ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلام بل كلامنا مع هؤلاء العوام الفسقة اللئام... (66).
الشيخ عبدالغني النابلسي رحمه الله تعالى:
قال الشيخ عبدالغني رحمه الله (حديث علي صريح بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتحركون حركة شديدة في الذكر فثبت مطلقا إباحة الاهتزاز بهذا الأثر على ان الرجل غير مؤاخذ حين يتحرك ويقوم ويعقد على أي نوع كان حيث لم يأت بمعصية ولم يقصدها).
الشيخ محمد سعيد البرهاني رحمه الله تعالى:
وقال العلامة المرحوم الشيخ محمد سعيد البرهاني في تعليقاته على الهدية العلائية: (ولا شك أن التواجد هو تكلف الوجد وإظهاره من غير أن يكون له وجد حقيقة ففيه تشبه بأهل الوجد الحقيقي وهو جائز بل مندوب شرعا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم)(67). وإنما كان المتشبه بالقوم منهم لأن تشبهه بهم يدل على حبه إياهم ورضاه بأحوالهم وأفعالهم وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (إن الرجل إذا رضي هدي الرجل وعمله فله مثل عمله)(68). وذكر النووي رحمه الله تعالى أن في هذا الحديث فضل حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحب الصالحين والأحياء والأموات إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح... إلى أن قال: والحاصل أن تكلف الكمال من جملة الكمال والتشبه بالأولياء لمن لم يكن منهم امر مطلوب مرغوب فيه على كل حال)(69).
الخلاصة
وبعد فهذه الأدلة المستوفية والقاطعة الملزمة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قولا وفعلا وتقريرا وأخبار الصحابة وأعمالهم رضي الله عنهم وأقوال السادة العلماء سلفا وخلفا كافية شافية لشرح الصدر بالحركة في الذكر هذا وبالإضافة إلى أن الأمر بالذكر مطلق يشمل جميع الأحوال فمن ذكر الله تعالى قائما أو قاعدا متحركا أو ساكنا ماشيا أو واقفا فقد قام بالمطلوب ومن المعلوم أن الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم من مشي تارة وركوب تارة أخرى ودعوة وغزوات والى غير ذلك من أعماله صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر الله فيها (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(70).
والذي يدعي تحريم الحركة في الذكر أو كراهتها هو المطالب بالدليل لأنه يخصص بعض الحالات المطلقة دون غيرها بحكم خاص وعلى كل حال فإن الغاية من حلقات الذكر هي القيام بنوع من أنواع عبادة الله ألا وهي الذكر الذي استفاضت الأوامر الإلهية به وإن الحركة في ذلك ليست شرطا ولكنها وسيلة للنشاط في تلك العبادة وتشبها بأهل الصفاء والوجد مع خلوص النبية:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح
والحمد لله رب العالمين
الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية
(1) سورة الفرقان الآية (44).
(2) سورة الأعراف الآية(172).
(3) تنبيه الفكر إلى حقيقة الذكر ص (51).
(4) سورة الحديد الآية (16).
(5) أخرجه مطولا ومختصرا مالك (2/889) في الجامع والبخاري (2889) و (2893) و (3367) و (6363) و (7333) ومسلم (1393) وأحمد (3/140 -149) والترمذي (3922) وابن ماجه (3115) وعبدالرزاق (17170).
(6) سورة القيامة الآية (14).
(7) سورة الحجرات الآية (12).
(8)سورة آل عمران الآية (191).
(9) تفسير الآلوسي الكبير روح المع8اني (4/140).
(10) التراتيب الإدارية للعلامة عبدالحي الكتاني (2/143).
(11) سورة النساء الآية (103).
(12)أخرجه مسلم (824) وأبو داود (18) وابن ماجه (302) وأحمد (6/70) وابن خمزيمة (207) وأبو يعلى (4699) والبيهقي (1/90) وأبو عوانة (1/217) والبغوي (274) والبخاري (1/407) تعليقا وابن حبان (802) وقال : (قول عائشة يذكر الله على كل أحيانه أرادت به أن الذكر هو غير القرآن ).
(13)) تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن (4/310 و 311).
(14) فالاستدلال بعموم الآية الأولى والثانية التي تنص على جواز ذكر الله تعالى قياما وقعودا وعلى جنوبهم المراد من ذلك أنهم يذكرون الله على كل الأحيان والحالات كما ورد ذلك في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها كان يذكر الله على كل أحيانه وهذا من باب إطلاق النصوص وعموماتها ولم يوجد نص آخر يخصص هذا العموم أو يقيد هذا الإطلاق فيعمل بالمطلق على إطلاقه وبالعام على عمومه حتى يريد نص يخصصه فإذا لم يرد نص يخصصه لا يجوز إخراج فرد من أفراد مدلوله إلا بدليل وإخراج فرد من أفراده بدون دليل تحكم وتهجم على كتاب الله تعالى وتخصيص له بالرأي دون دليل.
(16) سورة القمر الآيات (45 -46).
(17) أخرجه البخاري (3953) وفي تفسير ابن كثير (2/266) وأحمد (1/329).
(18) أخرجه البخاري (949) ومسلم (2062).
(19) أخرجه الإمام أحمد (3/152) وابن حبان (5870) وإسناده صحيح.
(20) فتح الباري (2/444).
(21) التراتيب الإدارية (2/144 و 145) وهو كلام الإمام الغزالي في الإحياء.
(22) التراتيب الإدارية (2/143).
(23) المواق: هو محمد بن يوسف بن أبي القاسم بن يوسف العبدري الغربناطي أبو عبدالله المواق فقيه مالكي وكان عالم غرناطة وإمامها وصالحها في وقته . توفى عام (897هـ).
(24) الونشر يسي هو أحمد بن يحيى بن محمد الونشريسي التلمساني أبو العباس فقيه مالكي.
(25) التراتيب الإدارية (2/143).
(26) أخرجه مسلم في صحيحه (2063).
(27) شرح صحيح مسلم للنووي (6/486) (425 -426).
(28) إحياء علوم الدين (2/304).
(29) أخرجه مسلم في صحيحه (6749) وأحمد (2/411) (2/323) كما في صحيح ابن حبان (858) والحاكم (1/495) والبيهقي في شعب الإيمان (1/314) والطبراني في الأوسط (2794).
(30) أخرجه الترمذي (3596) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (16759).
(31) مر تخريجه في الباب نفسه.
(32) أخرجه أحمد (3/68) وابن حبان (817) والحاكم (1/499) وصححه ووافقه الذهبي كما في كشف الخفاء (1/187) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (16761) وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/980) وابن السني (4) وعبد بن حميد (925).
(3) 34]) أخرجه أحمد (1/108) و (1/98).
(4) 35]) التراتيب الإدارية (2/149).
(5) 36]) فتح الباري (7/504).
(6) 37]) السيرة النبوية والآثار المحمدية لزيني دحلان على هامش السيرة الحلبية (2/252).
(1) 38]) التراتيب الإدارية (2/141).
(2) 39]) كذا في البداية والنهاية لابن كثير (8/6) وأخرجه أبو نعيم في الحيلة (1/76) وابن عساكر في الكنز (8/219) كما في حياة الصحابة (1/49).
(1) 40]) أخرجه البخاري (6507) ومسلم (6761) والترمذي (2307) والنسائي (1837).
(2) 41]) أخرجه البيهقي في الحدي والسبعين من الشعب ، بإسناد حسن إلى الحسن البصري رفعه مرسلا وهو أبي نعيم في مكايد الشيطان له عن مالك بن دينار وقيل إنه من قول جندب البحلي.
(3) 42]) البون: البعد (مختار).
(1) 43]) رواه البخاري (6168) ورواه مسلم (2640) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكره أبو داود (5127) والترمذي (3535) بروايات مختلفة وزيادات عن أنس وأبي موسى وأبي ذر وصفوان بن عسال.
(2) 44]) السيف القاطع للسيوطي والإلهامات الإلهية للشيخ محمود أبي الشامات.
(1) 45]) حقيقة الصوفية ص (108 - 109).
(2) 46]) هو عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكتاني العسقلاني الأصل ثم البلقيني المصري الشافعي أبو حفص سراج الدين،
(1) 47]) سورة آل عمران الآية (191).
(2) 48]) تقدم تخرجيه في هذا الباب (178).
(3) 49]) تقدم تخرجيه في هذا الباب (182).
(4) 50]) الحاوي للفتاوى (7/128).
(5) 51]) الجواب الكافي لابن القيم الجوزية ص (38).
(1) 52]) مدارج السالكين للإمام ابن القيم الجوزية (3/69).
(2) 53]) شمس الدين الرملي (919 – 1004هـ) محمد بن أحمد بن حمزة شمس الدين الرملي فقيه الديار المصرية في عصره ومرجعها في الفتوى يقال له : الشافعي الصغير ومولده ووفاته بالقاهرة ولي إفتاء الشافعية وجمع فتاوى أبيه وصنف شروحا وحواشي كثيرة.
(3) 54]) يفسر التكسر بالتثني : وهو أن المراة من عادتها إذا مشت في بيتها وامام زوجها أن تنثنى يمينا ويسارا لأجل أن تلفت نظر زوجها اليها بحركاتها كما تلفت نظره اليها بجمالها وبلباسها.
(4) 55]) نهاية المحتاج في شرح المنهاج للرملي (8/282، 283).
(5) 56]) روضة الطالبين للإمام النووي (11/229)
(1) 57]) غذاء الألباب لمحمد السفاريني (1/129).
(1) 58]) بل لو استقرأنا تراجم العلماء منذ نشأة التصوف إلى الآن لوجدنا أكثرهم أو كلهم قد اتخذ مبدأ التصوف وعمل به والف فيه وكان من أئمته ولا يعتبر من شذ لعدم اطلاعه أو لعناده وجهله.
(2) 59]) هو محمد بن الطالب بن علي بن سودة التاودي (1111 – 1209هـ) المري الفاسي فقيه المالكية في عصره وشيخ الجماعة بفاس ذات شهرته بعد رحلة قام بها إلى مصر والحجاز.
(3) 60]) الفتوحات الإلهية شرح المباحث الأصلية ص (282 - 283).
(4) 61]) القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرون الحصبي السبتي أبو الفضل عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته كان من أعلم النس بكلام العرب وأنسابهم وأيامهم ولي قضاء سبته ومولده فيها ثم قضاء غرناطة وتوفي بمراكش عام (544هـ).
(1) 62]) التراتيب الإدارية (2/141 و143).
(2) 63]) هو سعيد بن أحمد بن ليون التجيبي أبو عثمان فقيه مالكي من علماء الأندلس وأدبائها المتقدمين له اكثر من مئة مصنف توفي نحو عام (750).
(3) 64]) الفتوحات الإلهية شرح المباحث الأصلية ص(282).
(1) 65]) حاشية الدر المختار لابن عابدين (3/259).
(2) 66]) مجموعة رسائل ابن عابدين – الرسالة السابقة- شفاء العليل وبل الغليل لخاتمة محققي الحنفية ابن عابدين رحمه الله تعالى ص (172 ، 173).
(1) 67]) أخرجه الطبراني في الأوسط (8323).
(2) 68]) أخرجه الطبراني في الكبير (17/922).
(3) 69]) هامش الهدية العلائية ص (233 و 234) باختصار.
(4) 70]) سورة الحشر الآية (7).
١٧
٦ تعليقات
١١ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة