الجمعة، 31 مايو 2019

تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية:

فإن هؤلاء الجامية والمداخلة ومن سار على نهجهم ما هم في الحقيقة إلا لفيف من الضلال المارقين الموالين لحكام بلادهم عموما ولآل سعود خصوصا فهم مجموعة من مشايخ السلطان ودعاته بل وكثير منهم من مخابراته ومباحثه وأنصاره وأوليائه ..
وحقيقتهم لخصها كثير من العلماء والدعاة في زماننا بكلمتين : ( هم خوارج مارقون مع الدعاة ، مرجئة زنادقة مع الطواغيت ).
فهم مع الدعاة المخلصين كالذين قال فيهم ابن عمر رضي الله عنه : ( شرار الخلق انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين )(1).

ومع طواغيت الحكام وولاة الخمور على طريقة من قالوا : ( لا يضر مع الإيمان ذنب )
ورؤوس هذه الفرقة في الحجاز هم :
1- محمد أمان الجامي وهو أثيوبي قدم إلى المدينة المنورة، وسهل له التدريس في المسجد النبوي ،و الجامعة الإسلامية وهو صاحب التقارير الشهيرة للسلطان في المشايخ وطلبة العلم وقد هلك .
2- وربيع بن هادي المدخلي المدرس في الجامعة الإسلامية المتفرغ والمتفنن في الطعن في كل داعية محارب للطواغيت وفي مقدمتهم الشيخ المجاهد سيد قطب رحمه الله .
3- وفالح بن نافع الحربي شيخ المباحث السعودية كما يعرفه إخواننا في الحجاز.
4- ومحمد بن هادي المدخلي ذنب أمراء آل سعود وشاعر بلاطهم ؛المحاضر في الجامعة الإسلامية .. وقد شابه الخوارج في ترحيبه باستباحة دماء المسلمين ومباركة قتلهم، وتحريم دماء الكفرة والمشركين وله شعر في ذلك بمناسبة قتل الحكومة السعودية للاخوة الأربعة الموحدين الذين قاموا بقتل بعض أعداء الإسلام من الأمريكان في الرياض ، حيث قال مادحا وزير الداخلية السعودي بمناسبة إعتقال هؤلاء الإخوة والحكم عليهم بالإعدام:
سر يا ابن من كان للتوحيد!!منتصرا(2) وهـازما كل طاغـوت وشـيطان
ورافعا راية الإسلام عالــــية رغم العـدو ورغم الحـاقد الشاني
أمــا الملوك فهم آل السـعود لـهم سـمع وطـاعتـهم حـتم بقرآن
ولا يحل لشـخص خـلـع بيـعتهم ومـن يـخن فعليه إثـم خـوان
يا حـارس الأمن بعد الله في وطني الله يـحميك فـي سـر وإعـلان
أبـا سـعود أطـال الله عـمركـم في نصرة الدين والملهوف والعان
الله الله فـي كـتـب قـد انتشرت بـهـا مـناهج تكفير وإخـوان
كل المناطق من أرضي قـد امتلأت بـهـا بسـعر زهـيد أو بمجان
قومـوا عليـها بحـرق مع معـاقبة لمـن يـروجها في صـف شبان
وشعره هذا يشبه شعر عمران بن حطان من الخوارج الأزارقة، في مدحه المارق الذي قتل عليا رضي الله عنه، ولي في الرد على ذلك قصيدة على نفس القافية بينت فيها ضلال قائل هذا الشعر وكشفت فيها باطل أسياده من طواغيت الكفر.. عنوانها ( إلى حارس التنديد ورهبانه ) .
وفي الكويت يسميهم إخواننا هناك بأصحاب المنهج الأنبطاحى لتخذيلهم عن الدعاة والمجاهدين وانبطاحهم لولاة الخمور ، و ينقسمون إلى قسمين ؛ حزبيين وغير حزبيين ؛ يتفاوتون بدرجة الأنبطاح لكنهم يلتقون على نفس الفكر والمنهج ، ومن رموزهم :
1-الدكتور عبدالله الفارسى ( غير حزبى ) ومطرود من جمعية إحياء التراث مع أنها يغلب عليها التيار الإنبطاحي، ومن أمثلة أقواله في الدعاة ؛ في شريط ( الفرسان الثلاثة ..!) وصفه الشيخ عبد الرحيم الطحان بأنه : ( طاغوت وداعية شرك وقد أوقع نفسه في الكفر !!) أهـ . تأمل هذا ؛ ثم راجع جداله عن طواغيت الحكام وهجومه على من كفرهم وسماهم بالطواغيت !! وقارن ؛ متذكرا قول النبي صلى الله عليه وسلم في سفهاء الأحلام وشر الخلق والخليقة : ( يقاتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان ) !!
2- فلاح اسماعيل مندكار ( غير حزبى ) وقد خرج من الجمعية ومن أمثلة تجرئه على تكفير الدعاة قوله في شريط مسجل ( إن تحزب المتدينين لجماعاتهم ردة !!) وفي مقابل هذا تراه يجادل عن لبس فهد للصليب ويتهكم على من يرميه بالكفر لأجل ذلك قائلا: ( هل لبس الصليب كفر ؟! ومن قال أن فاعل الكفر كافر ؟! إذا كان الحكم بغير ما أنزل الله قالوا كفر دون كفر !! وثانيا هل هو فعلا صليب ؟ هذه طقوس وبروتوكولات تعارفوا عليها بين البلدان ، ولكل دولة أوسمة وهذا من تبادل الهدايا كما كان في عهد هارون الرشيد !!!) أهـ.
طبعا لن تستغربوا بعد هذا إذا عرفتم أن المشرف على رسالة الماجستير لمندكار وأهم شيوخه هو أمان الجامي .
3- محمد العنجري ( غير حزبى ) .
4- حمد العثمان ( غير حزبى ) .
5- سالم الطويل ( غير حزبى ) وهؤلاء نشطون في نشر ضلالاتهم فى الدواوين.
7- عدنان عبد القادر.
8- ومحمد الحمود ، وكلاهما من الحزبيين فى الجمعية .
وهناك اسماء كثيرة أخرى غير هذه لكن هذه أبرزها وجميعهم يجتمعون على الترقيع للطواغيت والجدال عن كفرهم واعنبارهم ولاة أمور شرعيين لا يجوز الخروج عليهم في الوقت الذي يشنون فيه الحرب على دعاة الإسلام المجاهدين أوالمكفرين للحكام الطواغيت ..
وفي الإمارات عبدالله السبت ( حزبى ) وهو من اقطاب الجمعية وهو نشط فى نشر باطلهم المتقدم هناك ؛ ولكنه كشف واحترق لتجاوزات مالية كثيرة فى الأمارات.
أما في الأردن فممن يسير في ركابهم ويتتبع خطاهم في الجدال عن الطواغيت ومحاربة الدعاة والكذب والافتراء عليهم :
1-علي الحلبي صاحب الفتوى الشهيرة في وجوب التبليغ عن الدعاة والمجاهدين الذين يسميهم هو ومقلدته بالتكفيريين ؛ حيث وُجِّه إليه السؤال التالي:
"هل يجوز أن يُبلغ أمر هؤلاء التكفيريين إلى السلطان في هذا الزمان؟
فأجاب الحلبي بجواب ملخبط وحمّال أوجه بقوله: ( إذا كان هنالك يترتب عليهم من الضرر، والإفساد للأمة، والتضليل لها، وبعث الشر فيها، فهذا واجب ).(3)
ثم سُئل بتاريخ 2 ربيع الأول 1420 عن فتواه هذه، فأنكرها بشدة، مدعياً بأن ديدن هؤلاء الكذب على الدعاة !!(4) فأُحضر الشريط الذي عليه السؤال والجواب بصوت الحلبي، فبُهِتَ أمام جمعٍ من الذين سمعوا إنكاره قبل دقائق وفي نفس الجلسة ؛ التي تمت في بيت أحد الإخوة في مدينة الزرقاء (الأردن) بعد صلاة العشاء وحضرها قُرابة 40 شخصاً، فانقلب يُدافع عن فتواه هذه بحرارة، وبأنه قصد الذين يُفسدون على الأمة منهج سلفها الصالح.
فسئل : هل كُتب وآراء الشيخ سفر الحوالي، والشيخ سلمان العودة، والشيخ عمر عبد الرحمن ـ فك الله أسره ـ وأمثالهم، هل هي تُفسد الشباب المسلم عن منهج السلف ؟.
فأجاب دون خجلٍ ولا وجلٍ : ( هي باب للفساد لا شك ولا ريب!!.) (5)
وقد وافق بذلك فرقة اليزيدية من فرق الخوارج، وذلك في قولهم بتولي من شهد أن محمدا رسول الله ولو لم يدخل في دينه ؛ مع تبرئهم من الموحدين واستباحتهم لهم، ولكن هناك فرق بينه وبين اليزيدية ؛ وهو أن اليزيدية استباحوا الموحدين بالمعاصي، أما هؤلاء المارقة المعاصرين فقد استباحوهم بالطاعات مثل الجهاد والصدع بكلمة الحق والبراءة من الطواغيت وتكفيرهم ونحوه.
2- ومنهم في الأردن أيضا سليم الهلالي صاحب اللسان الطويل على المجاهدين والدعاة وصاحب السرقات الشهيرة من كتب الدعاة والعلماء أنظر على سبيل المثال : ( الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي ) للشيخ أحمد الكويتي .
3- ومثله مشهور حسن ، وللكويتي أيضا فيه ( الكشف المشهور عن سرقات مشهور ).
4- وممن يمد لهؤلاء في الغي ويدعمهم ماديا بسخاء المدعو سعد الحصين المستشار في السفارة السعودية في الأردن وهو سعودي الجنسية والولاء حتى النخاع يتتبع خطى الجاميين والمداخلة .
وفي المغرب يتتبع خطاهم في الطعن في الموحدين والجدال عن الطواغيت المرتدين
- محمد بن عبد الرحمن المغراوي ولا يتورع من التهديد برفع أمور مخالفيه من الدعاة إلى السلاطين .
- ومنهم الجزائري عبد المالك بن أحمد رمضاني صاحب كتاب ( مدارك النظر في السياسة..) وهو من أسوء وأردأ ما كتب في هذا الباب وحقيقته أنه يدعو إلى سياسة انبطاحية معيشية ارجائية مع الطغاة خارجية مع الدعاة ؛ فهو يعتبر حكام الجزائر ولاة أمره الشرعيين فلا يجيز الخروج عليهم ولو باللسان والكلام إذ هو وللآن لم يبصر لغشاوة على بصره وطمس على بصيرته شيئا من الكفر البواح والشرك الصراح والحرب المعلنة على الدين التي يمارسها ولاة أمره هؤلاء ، وفي مقابل هذا التعامي عن كفر الطواغيت والترقيع له ؛ ترى هذا الغليم القُزَيّم على منهاج شيخه ربيع المدخلي يشن غارته على المجاهد العملاق سيد قطب فلا يعذره بتأويل ولا ينبّه على تراجعه عن كثير من الهنّات التي يصرّ هذا وأمثاله على إلصاقها به ولا يوردون على كلامه شيئا من ترقيعاتهم الواسعة لطوام الطواغيت !!
ومن أهم سمات هذه الفرقة المارقة التي اجتمع أهلها عليها :
ـ أنهم كما قلنا خوارج على الدعاة المنابذين لطواغيت الكفر وحكام الزمان عموما وطواغيت آل سعود على وجه الخصوص يشنون غاراتهم ويركزونها بكل شراسة تحديدا ؛على كل داعية أو مجاهد أو عالم أو كاتب قام في وجه كفرة الحكام ولو باللسان ؛فلا يرقبون فيه إلا ولا ذمة ولا يعذرونه في خظأ أو تأويل .. في الوقت الذي يختلقون الأعذار والأعذار والأعذار لطواغيت الكفر في كل ما يجترحونه من الشرك الصراح والكفر البواح والردة المغلظة ..
وسعيهم في الوشاية على الدعاة ورفعهم التقارير فيهم للطواغيت مكشوف لكل أحد لا ينكرونه هم بل إنهم من ضلالهم وزندقتهم يعدونه قربة ومعروفا وعملا صالحا يتقربون به إلى الله !!
يقول الشيخ أبو قتادة الفلسطيني حفظه الله - عن هذه الطائفة -:
في تطوّر سنني لا يمكن لأصحابه أن يحيدوا عنه حين أخذوا بأسبابه، وساروا على مقدّماته. هذا التّطور هو الذي حذّرْنا منه، ورفعنا النّكير على مقدّماته فاحمرّت لهذا النّكيرِ أنوف، وغضبت على تحذيرنا نفوس، ولكن ها قد وقع المحذور وصارت السّلفيّة عمالة لآل سعود الخبثاء، ومقدّمة هذه العمالة أنّ هؤلاء القوم السّلفيين اعتقدوا بصحّة إمامة آل سعود على جزيرة العرب، بل بعضهم ذهب في ضلاله وغيّه حيث لم يعتقد بإمامتهم فقط بل صار الحديث يدور حول معتقد الملك الملعون فهد بن عبد العزيز هل هو على عقيدة السّلف أم أنّه ليس سلفيّاً، بل صار الحديث يقترب بل دخل في تحديد من هي الطّائفة المنصورة. وهل آل سعود هم الطّائفة المنصورة أم لا ؟ بمثل هذه المقدّمات الغريبة والعجيبة وصل الأمر إلى أن دخلت هذه الطّائفة باسم السّلفيّة والتي تعتقد إمامة ومشيخة ربيع المدخلي إلى حيّز العمالة المكشوفة والمفضوحة لآل سعود الملاعين، الحاكمين بغير شريعة الرحمن، الموالين لأعداء الملّة والدّين، المحاربين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلّم وللمؤمنين.
من أين لنا هذا الحكم؟.
في رسالة عنونها أصحابها باسم « التّنظيم السرِّي العالمي بين التّخطيط والتطبيق في المملكة العربيّة السعوديّة حقائق ووثائق» قام مجموعة من السّلفيين الخبثاء أطلقوا على أنفسهم اسم «سلفيّوا أهل الولاء »، أي الولاء للنّظام السّعودي بتأليف رسالة أمنيّة فكريّة، وجّهوها إلى وزير داخليّة النّظام السّعودي نايف بن عبد العزيز، بذلوا فيها كما يقولون : وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً، وحمدوا الله تعالى أن ذلّل لهم الصّعاب، ويسّر لهم المحافظة على سرّيّتها حتّى صارت بين يدي وزير الدّاخليّة الكريمة !! وشكروا فيها شيوخهم الذين أمدّوهم بمعلومات قيّمة، وتوجيهات سديدة كانوا في أمسّ الحاجة إليها، وصوّبوا لهم بعض ما كتبوا، ( فجزاهم الله عنّي وعن المسلمين الذين انتفعوا به، وعن فهم السّلف الصّالح الذي ينشره أينما حلّ وولاءه القويّ ودفاعه عن هذه الحكومة السنيّة خير الجزاء وأمدّ في عمره، كما أشكر ولاة أمورنا حفظهم الله الذين يحبّون النّاصحين المخلصين ويشجّعونهم عن التعاون المثمر البناء معهم، ويفتحون لهم صدورهم قبل أبوابهم، ويهتمّون بكلّ ما يصل إليهم من نصائح اهتماماً شخصياً، وهذا ممّا حفزني ودفعني على كتابة هذه المذكّرة وطرح هذا الموضوع بكلّ صراحة وواقعيّة، وآمل أن تكون قد حازت على رضاهم واستحسانهم، وأقول بيقين: إنّه لولا حلمكم يا ولاة أمرنا لما صارحتكم بهذه المذكّرة، ولولا خفض جناحكم للمؤمنين وترحيبكم بنصح النّاصحين لما تشجّعت في إعدادها وجمعها، ولولا واجب النّصيحة لكم وما يفرضه ولائي الخالص لكم لما حرصت على إيصالها لكم مناولة وتخصيصكم بها، فاقبلوها غير مأمورين، فأنتم أهل الأمر ممن أسديتم له ولأسرته معروفاً لا يجازيكم عليه إلاّ الرحمن، وادرسوا مقترحاتها وأنتم أعرف ما تختارونه منها، ثمّ لي رجاء آخر - والرّجاء عند أهل الفضل والكرم مأمول التّحقق - أن لا تؤاخذونني في شططٍ أو خللٍ وقفتم عليه، فذلك من طبيعة البشر وهو في نفسي أكثر. أدام الله عزّكم ومجدكم بخدمتكم للإسلام والمسلمين، وتحكيمكم لشرع الله المبين، رغم أنف الجاحدين والمغرضين والحاقدين والأعداء المتربّصين).
بهذه الكلمات المفعمة عبوديّة لآل سعود اختتم سلفيّوا أهل الولاء مذكّرتهم المخابراتيّة. فماذا تقول المذكّرة:
المذكّرة تحذّر ولاة الأمر - آل سعود - من وجود تنظيم سرّي إسلاميّ يسعى لإقامة الدّولة الإسلاميّة . تقول المذكّرة: ("وهذا التّنظيم له ظاهر وباطن، فظاهر هذا التّنظيم الذي يراه كلّ ناظر هو: الدّعوة إلى الله تحت شعار أهل السنّة والجماعة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر... وباطن التّنظيم: تخطيطٌ رهيب، وإعداد دقيق، وتطبيق تدريجيّ مرحليّ، واستقطاب يشمل جميع طبقات المجتمع وتغلغل لجميع الميادين وأنواع النّشاط، وتواجداً في أجهزة الدّولة ومرافقها. واحتلال مراكز الثّقل فيها، كلّ ذلك بغية الوصول إلى الحكم لإقامة الدّولة الإسلاميّة التي ينشدونها".
ويتابع صاحب البحث الأمنيّ قوله: "إنّ ما ذكرته من مطابقة الواقع لكثير ممّا خطّط له التّنظيم السرّي العالمي منذ أكثر من أربعة عشر سنة، هو غيض من فيض وقليل من كثير، وهو ما أدركته بنفسي شخصيّا، أو ما سمعته من أهل الولاء في المدينة النّبويّة أو من طلبة العلم السّلفيين أهل الولاء، وما أدركه غيري - من المختصّين - مما أشرت إليهم أكثر بكثير".
فالمذكّرة تقرير مخابراتيّ واضح، صحيح أنّ فيه بعض الأغلاط الفاحشة حيث خلط فيه مجموعة من الدّعاة والمفكّرين وجعلهم في تنظيم واحد بصورة هزليّة جعلت التّقرير أقرب إلى التّقارير الصّحفيّة التي تقوم بها المجلاّت الخبيثة، لكن ما يهمّنا هو هذا النّفس الخطير الذي بدأ يستحكم في نفوس هؤلاء الشّباب السّلفيين حيث وصل بهم إلى هذا الأمر الخطير، وهو الاشتغال عيوناً على المسلمين في مصلحة الطّاغوت السّعوديّ الخبيث.
( ويتمنى رافعوا التقرير لو يتخذ ولاة أمورهم ضد الدعاة الذين سموهم في تقريرهم ما اتخذوه ضد الشيخين سفر وسلمان فيقول) : ( ولو تكرر ذلك الموقف الإيجابي الذي صدر مؤخّراً من هيئة كبار العلماء نحو سلمان العودة وسفر الحوالي مع غيرهما ممن يسيرون على منهجهما الحزبيّ وبوضوح أكثر لكان في ذلك خير كبير" ) ( ويجعل التّقرير أساس فكرة التّنظيم هو فكر ومنهج سيّد قطب رحمه الله تعالى فيقول: "لذلك فإنّ أنفع وسائل المعالجة وأقواها هي نقد فكر ومنهج سيّد قطب الذي نشره في كتبه المختلفة التي لا تزال للأسف تصدر في بلادنا حتى اليوم ... وليعلم أن نقد فكر ومنهج سيد قطب هو في الحقيقة نقد لفكر ومنهج التّنظيم السرّي الذي تأسّس عليه، فينبغي أن يركز على هذا الأمر غاية التّركيز، تأليفاً وتسجيلاً ونشراً بكلّ الوسائل الممكنة، ومن هذا الباب تأليفات فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: ربيع بن هادي المدخلي، التي خصّصها في نقد فكر ومنهج سيّد قطب وأيّده عليها جمٌّ غفير من العلماء الكبار وغيرهم وأثنوا على ما كتبه في ذلك. وفي نشرها وتوزيعها نفع عظيم، لأنها ستساهم بإذن الله على الحفاظ على جيل هذه البلاد المستهدف من الحزبيين السّياسيين ليصلوا عن طريقه إلى الحكم وستكون سبباً هامّاً بمشيئة الله لإعادة الكثيرين منهم المتأثّرين بهذا المنهج والفكر أو شيء منهم إلى المنهج الأصيل الذي عليه علماؤهم ودولتهم، فيجب دعمها مادّياً، وتوزيعها على نطاق واسع وتذليل كل ما يعترضها من معوّقات سواء في نسخها أو طباعتها أو نشرها، لأنّها صارت تحارب من أتباع هذا التّنظيم بكافّة الوسائل، وقد نجحوا في ذلك إلى حدٍّ ما" ).
ويبدأ صاحب التّقرير بكشف وسائل الحزب السرّي الخطير ( حسب عقليّته ) في الوصول إلى أهدافهم :
1 - توظيف المحاريب والمنابر، ونصب المجالس في المساجد، وعقد النّدوات والمحاضرات الأسبوعيّة والشّهريّة، "وفي المقابل (حسب قوله) لا يستدعون ولا يطلبون من أحد من المشايخ، خصوصاً مشايخ المدينة النّبويّة، وطلبة العلم السّلفيين أهل الولاء لإلقاء محاضرة أو المشاركة في ندوة، بل إنّهم يمتنعون عن ذلك صراحة، أو يعتذرون عنه بكافّة الوسائل، وما يقوم به مركز الدّعوة في المدينة منذ عام 1412هـ من عدم تعاونه مع مشايخها أو إعلان محاضراتهم أوضح دليل على ذلك، ومن ذلك أيضاً ما قام به مركز الدّعوة في الرّياض من محاولته منع فضيلة الشّيخ فالح الحربي من إلقاء محاضرة «أما إنّها النّصيحة» في أحد جوامع الرياض. والأخرى في مدينة المجمعة، إلى أن تدخّل سماحة الشّيخ عبد العزيز بن باز فأمر المركز بإعلان المحاضرة والموافقة على إعلان الثّانية".
2 - إنشاء مراكز البحوث، والتّغلغل في المؤسّسات العلميّة والسّلك القضائي، يقول: "تمكّنت مجموعة من القضاة ممّن يحملون هذا المنهج الحزبيّ أو من المتأثّرين به من الوصول إلى مناصب مختلفة، ومنهم من استغل سلطة القضاء لتحقيق بعض الأهداف الحزبيّة، مثل ما فعله أحد القضاة في المدينة النّبوية من تهديد صاحب تسجيلات طيبة بدعوى نشره أشرطة تسبب الخلاف وتدعوا الفرقة، وسمى له بعض الأشرطة التي منها ردود الشّيخ محمّد بن هادي المدخلي على الدّكتور سفر الحوالي أثناء أزمة الخليج وهدّده بإغلاق المحل".
3 - استغلال مكتبات المساجد والأنشطة الشبابيّة من مراكز صيفيّة ومعسكرات وفرق الكشافة والجوالات والـدّخول في هيئات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، يقول صاحب المفكّرة (التقرير): "وفي مجال هيئات الأمر بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر:- تمكّنوا من الوصول إلى المناصب العليا والحسّاسة، ولا يختارون لرئاسة الفروع والمراكز والأقسام المختلفة – غالباً – إلاّ من كان على وفق منهج الصّحوة ولا يخالفها ولا يتكلّم في دعوتها وكلّ من ظهر منه خلاف ذلك أو ظهرت سلفيّته وولاءه للحكومة فإنّه سيزاح عن منصبه في أقرب وقت، أو لا تتم ترقيته، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما حصل مع رئيس مركز الأرطاوية، حيث كان مرشّحاً لترقيته على مرتبة شاغرة في المركز نفسه، ولكن صرفوا النّظر عن ذلك بعد مناقشة حصلت بينه وبين نائب الرّئيس العام للشئون الإداريّة والماليّة يستنكر عليه فيها ما نقل إليه من كلامه في قادة الصّحوة وأنّه يحذّرهم…".
4 - غزو السّاحة بتسجيلاتهم الإسلاميّة التي تجاوزت (250) محلاًّ في مختلف مناطق المملكة، يقول: "والتي لا تنشر إلاّ أشرطة الدّعاة الحزبيين من الذين منعوا أو من الذين ظهروا مؤخَّراً، ولا يقبلون نشر شريط واحد من أشرطة مشايخ المدينة... هذا غير احتوائهم لبعض الموظّفين في وزارة الإعلام وبعض فروعها ممّا سهّل فسوحات الأشرطة، مع أنّ بعضها يحتوي على أمور خطيرة تمسّ الدّين والدّولة مثل أشرطة سلمـان العودة الأخيرة كصانعوا الخيام وغيرها…إنّ الحديث عن الاستثمار الحزبي لهذه الأشرطة حديث ذو شجون، وذلك لشدّة صلتي به ومعايشتي له، ولكن أحمد الله أن وفّقني بمشاركة اثنين من أهل الولاء على وضع دراسة واقعيّة وميدانيّة وموثّقة بالأدلّة عن استغلال الحزبيين لهذه الوسيلة الهامّة جداً (الشّريط) ثمّ اقترح الحلول المناسبة لها والمؤيّدة بالواقع، وقد وفّقنا الله في إيصالها إلى صاحب السمو الملكيّ نائب وزير الدّاخليّة حفظه الله منتصف عام 1414هـ "..
5 - الاهتمام بالمرأة وتثقيفها: يقول التّقرير المخابراتي: "ولا يفوتني أن أنبّه هنا إلى أمر خطير، وهو أن مركز الدّعوة والإرشاد في المدينة النّبويّة بدأ منذ عام 1412هـ وإلى اليوم بإعلان محاضرات خاصّة بالنّساء، وعامّة من يلقيها الشّباب الحزبي، مقابل تحايله على مشايخ المدينة في عدم قبول أو إعلان محاضراتهم وسلوك كافّة وسائل التّبريرات في ذلك".
ويتابع التّقرير كشفه للتنظيم المتخيّل .. ويمدح إجراءات بعض الدّول في منعها النّشاطات الإسلاميّة، فيقول: "وأحب أن أشير هنا إلى الإجراء الذي اتخذته الحكومة المصريّة مؤخّراً بشأن حظر تداول الكتب التي ثبتت مخالفتها لتعاليم الإسلام الصّحيحة وتكوين لجنة بمشاركة الأزهر تتولّى دراسة الكتب المطروحة في الأسواق المصريّة، وإصدار منع لكلِّ كتاب فيه محاولة لتشويه صورة الإسلام... فإنّ حكومتنا المباركة هي أولى باتّخاذ مثل هذا القرار".
ثمّ ينتهي التّقرير بنصائحه وإرشاداته في طرق معالجة هذا التنظيم وأهمّها: انتقاد الكتب الحركيّة واعتماد كتب المدخليين، في هذا الباب يقول: "وهذه الطريقة هي التي وفق الله إليها فضيلة الشّيخ الدّكتور الأستاذ ربيع بن هادي المدخلي في مجموعة من مؤلّفاته القديمة والحديثة…
يدعو إلى الاهتمام بالأشرطة في الردود على الحزبيين ويزعم فيقول مادحـًا المدخلي وأمان الجامي وجماعتهما: "وأشرطتهم المسجلة في ذلك وما حققته من نفع عظيم كبير للمجتمع ليس بخافية عليكم، ومن أهم هذه المحاضرات المسجلة: «فاعتبروا يا أولي الأبصار» و«يا أهل هذا البلد إيّاكم وكفر المنعمين» وغيرها لفضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي، و«لسنا مغفّلين ولكن كنّا نتغافل»، و«البراءة إلى الله ممّا جاء في شريط ففرّوا إلى الله»، و«لقاء مفتوح» و«كشف وثائق» وغيرها للشيخ محمد بن هادي المدخلي، و«رسالة إلى الأخ سفر الحوالي» وغيرها لفضيلة الشّيخ الدّكتور محمّد أمان الجامي، إلى غير ذلك من الأشرطة والمحاضرات الرائعة والهامّة التي أبرزتها إلى الوجود بتسجيلها ونشرها تسجيلات طيبة بالمدينة النبويّة التي تستحقّ كلَّ دعم وتشجيع لهمّتها القويّة بمفردها أثناء أزمة الخـليج وإلى اليوم، وكذلك من خلال الكتابة والتّأليف لمن يتيسر له ذلك منهم مثل كتاب الشيـخ ربيع المدخلي «منهج أهل السنّة والجماعة في نقد الكتب والرّجال والطّوائف»، وكتابه الآخر «أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة النّاجية»، «حوار مع سلمان بن فهد العودة»، والكتاب الجـامع في هذا الباب الذي يقوم بإعداده وإخراجه فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي بعنوان «لغة الحوار في المنهج والأفكار مع سلمان العودة وسفر الحوالي» والذي يتضمّن جلّ أقوالهم المسجّلة والمكتوبة والمخالفة لمنهج السّلف الصّالح مع الردّ عليها وتقرير منهج السلف الصّالح فيها، ذلك كتاب: «حقيقة الدّعوة إلى الله تعالى وما اختصّت به جزيرة العرب وتقويم مناهج الدّعوات الإسلاميّة الوافدة إليها» (تحقيق وإخراج الشّيـخ فالح الحربي)"، ويخلص إلى القول التالي: "أن يتمّ إشعار ولاة الأمر والمسئولين من أهل الولاء الخالص بضرورة في مخاطبة وزارة الدّاخليّة قبل ترشيح أو تعيين أو ترقية أو توظيف أيّ أحد في مراكز حسّاسة، وسؤاله عن حاله وحقيقة أمره وولائه ومدى نفعه وصلاحه" ويحثّ بقوّة على ربط الجهاز الأمني في الدّولة مع مشايخ أهل الولاء من السّلفيين الخلّص وعلى الخصوص منهم أهـل المدينة النبوية لما لهم من السّابقة التي لا تخفى على أحد" (حسب لفظه). بهذا ينتهي عرض التقرير السلفيّ المخابراتيّ ليسلّم باليد إلى وزير الداخليّة لأعظم دولة إسلاميّة في التّاريخ البطل المغوار، الشّهم الأشمّ، والوليّ العارف والمحدّث النّاقد فضيلة الإمام الأكبر نايف بن عبد العزيز، وتحيا سلفيّة أهل الولاء، ولي إخواني بعض النّقاط المهمّة على هذا التّقرير أوجزها لهم:
أولاً: إنّ ما يقوم به هؤلاء العملاء هو نتيجة سننيّة لمن يقول بإمامة آل سعود، أو بغيرهم من الأئمّة الكفرة المرتدّين، فهذا تقرير سعوديّ، وله أمثلة كثيرة لجزائريين وليبيين وأردنيين ومصريين وسوريين، فإنّه لو اعتقد الرجل صحّة ولاء هؤلاء الحكّام فلن يستنكف أن يكون عيناً لهم على المسلمين، ولن يشعر بالإثم والنّدم، ولهذا ينبغي الحذر من هذا النّوع من الأفكار.
ثانياً: لقد استطاعت الحكومة الطّاغوتيّة السّعوديّة أن تجنّد الكثير من المشايخ السّلفيين في العالم عملاء لها، يكتبون لها التّقارير الأمنيّة عن نشاط الحركات الإسلاميّة، وهذه كذلك نتيجة سننيّة، فإنّ السّلفيّ الذي يعتقد بإمامة عبد العزيز بن باز ومحمّد بن صالح العثيمين واللحيدان والفوزان وربيع المدخلي كائناً من كان هذا السّلفيّ ومن أيّ بلدٍ كان، فإنّه سيعتقد في النّهاية بإمامة آل سعود، لأنّ مشايخه هؤلاء يدينون بالولاء والطّاعة لآل سعود، فإمام شيخي إمامي، وإمام ابن باز هو إمام السّلفيين، ولذلك ففهد بن عبد العزيز هو إمام السّلفيين في العالم أجمع لأنّه هو الإمام الرّسميّ والشّرعيّ لمشايخ السّلفيّة الجديدة، ومن ثمّ علينا أن لا نستغرب من وجود طلبة علم سلفيّين من الجزائر ومن ليبيا ومن الأردن ومن مصر ومن سوريّا ومن الهند وباكستان وغيرها من الدول عملاء لآل سعود عملاً بالقاعدة المتقدّمة.
ثالثاً: إنّ هناك فارقاً بين طالب العلم المخالف وبين العميل المرتزق، وقد أصبح هؤلاء السّلفيّون عملاء مرتزقة. على أساس هذه النّظرة علينا أن نناقشهم ونناظرهم لا على أساس الاختلاف في وجهات النّظر، واختلاف المنهج، وعلينا أن نستحضر هذا الفارق في النّقاش والمناظرة وهو مهمٌّ جدّاً، فهذا النّوع من السّلفيين علينا أن نضعهم في صفّ العملاء المرتزقين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم من غير جمجمة ولا تقية.
رابعاً: إنّ ما نقوله هو حقيقة وواقع، فإنّ الكثير من الأعمال والحركات قد تمّ كشف أمرها وفضح سرّيتها عن طريق هؤلاء العملاء السلفييّن، والأمثلة في الجراب كثيرة، ومنها هذا التّقرير مع وجود غيره، فإنّ بين يديّ تقرير أمنيّ آخر للشيخ الدكتور أمان الجامي شيخ السّلفيين رفعه إلى سلطان بن عبد العزيز ومنه إلى وليّ أمر السلفيين فهد بن عبد العزيز أكبر شهادة على هذا.
فالحذر الحذر من هذه السّلفيّة الخبيثة، ونحن لم نستطع في هذه الورقات أن نكشف بالأسماء هؤلاء العملاء، سواء كانوا أشخاصاً أم جمعيّات، ولكن لن يعدم الأخ من وجود أمارات ودلائل لمعرفة هذه التّجمّعات والشّخصيّات" انتهى مختصرا من مقالات بين منهجين، مقالة رقم : 76.
- ومن بدعهم أيضا موافقة الخوارج والمعتزلة في بدعة جعل الإمامة في غير قريش:
فإن تلقيبهم فهد بن عبد العزيز بإمام المسلمين.. إنما ينهجون به نهج الخوارج والمعتزلة في عدم اعتبار شرط القرشية في الإمام.. راجع في ذلك صحيح البخاري: كتاب الأحكام (باب: الأمراء من قريش)، وغيره من كتب السنة والفقه والأحكام السلطانية فإنه أمر معروف لن تجد عناء في مراجعته.. بل نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القاضي عياض قوله: ( اشتراط كون الإمام قرشياً مذهب العلماء كافة وقد عدوها في مسائل الإجماع، ولم ينقل عن أحد من السلف فيه خلاف وكذلك من بعدهم في جميع الأمصار. قال: ولا اعتداد بقول الخوارج ومن وافقهم في المعتزلة ) اهـ (13/91).
هذا مع العلم أن طواغيتهم لم يحوزوا أي شرط من شروط الإمامة فليس الأمر موقوفا على شرط القرشية وحده !! فلا عقل ولا إسلام ولا علم بل ولا مروءة أو رجولة ..
فهم بهذا شر وأخبث من الخوارج ؛ إذ الخوارج لم يجوزوا إمامة الكفار والمرتدين كما فعل هؤلاء !!
فتأمل كم من صفات للخوارج في نهج هؤلاء مع الدعاة ؛ ثم تراهم يرمون الدعاة المخلصين والمجاهدين لطواغيتهم بأنهم خوارج وتكفيريون ..
ورموهمو بغيا بما الرامي به أولى ليـدفع عنـه فعـل الجاني
أو كما قيل : ( رمتني بدائها وانسلت ) .
- ومن بدعهم أخراج مسألة توحيد الله في التشريع والحكم - أو ما يعرف في مصطلح المعاصرين بالحاكمية – وعزلها عن التوحيد، وعدها من البدع المحدثة بل عد المهتمين بهذا الركن العظيم من أركان التوحيد ممن وافق الشيعة في عقائدهم الشنيعة في الإمامة ، انظر كلام ربيع بن هادي المدخلي في كتابه (منهج الانبياء في الدعوة الى الله ..) وتقليد مريده علي الحلبي له في ذلك في كتابه ( التحذير من فتنة التكفير ) وكلاهما دلس ولبس فاتكأ واستند في التشنيع على المهتمين بهذا الركن الركين على كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في رده على الرافضة في عقيدة الإمامة بتفاصيلها الضالة والفاسدة عندهم كما في منهاج السنة .(6)
- ومن بدعهم عدم إعذار الدعاة والمجاهدين في التأويل أو الخطأ في المسائل الخفية أو المشكلة أوالتي لا تعرف إلا من طريق البلاغ والحجة الرسالية ونحوها مما يعذر فيه أهل السنة ؛ وإعذار الطواغيت والكفار بكفرهم الصراح وردتهم المغلظة والترقيع لهم بشتى الوسائل والأساليب .. ويظهر ذلك جليا في تحامل المدخلي الظاهر وكل من يسير على منهاجه على الشيخ المجاهد سيد قطب رحمه الله في جميع كتاباتهم ..
ولسائل أن يسأل بكل براءة : هل جرائم سيد وأخطاؤه أعظم وأطم عند هذا المارق وأذنابه من كفريات وجرائم ولي الخمر فهد إمام المداخلة والجامية ؟؟؟
حتى يسلم فهد ونحوه من الطواغيت منه ومن لسانه الطويل ونقده الهزيل ؛ ولا يسلم منه سيد رحمه الله ..
سبحان الله !!
فهد يرقعون له ولقوانينه ولرباه ولجرائمه ولتوليه المشركين الشرقيين والغربيين ولتحاكمه للمحاكم الطاغوتية الإقليمية والدولية ويجادلون عن لبسه الصليب وقتله للموحدين المجاهدين ، وكل ذلك له عندهم مخارج حسنة وترقيعات وتأويلات مستساغة ؛ أما بعض هنات سيد وتأويلاته وأخطائه التي يعذر بها أهل السنة فلا تتسع لها ولا تتحملها ماكينة الترقيع التي وسعها الترقيع لكفريات فهد وغيره من أئمة الكفر ورؤوس الردة !!
يقول الشيخ بكر أبـو زيـد في رسالة وجهها لربيع بن هادي المدخلي حول بعض كتابات المدخلي وتحامله المعلن على سيد رحمه الله :
( فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق ((أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره)).. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي..
1-نظرت في أول صفحة من (فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات ..إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين..
وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
2- نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقــد ( منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، عـدم هضم الحق ).
أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. وإليك الدليل…
أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا ؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثًا: ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم ( قول سيد قطب بوحدة الوجود : إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود )) وأزيدكم أن في كتابه ( مقومات التصور الإسلامي ) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة.. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد )
أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام 1342هـ
خامسًا: ومن عناوين الفهرس ( قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة )
لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك.. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي :
مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم
لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم .
مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي:أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية.
من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب (إعدادي) لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار
في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال.. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية .
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضادها... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب (تصنيف الناس بين الظن واليقين ) ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .
وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب (أضواء إسلامية) وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم.. واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخوكم بكر أبو زيد
فماذا كان قول المدخلي ورده على هذا الكلام العلمي الرصين يا ترى ؟؟
إنه شبيه بذم اليهود لعبد الله بن سلام لما واجههم باتباع الحق والإسلام هذا بعد أن كان قولهم فيه من قبل ( خيرنا وابن خيرنا )..
فبعد التبجيل والإحترام والتوقير والإطراء الذي بذله المدخلي للشيخ بكر أبوزيد كي يحصل منه على تأييد أو تقريظ على مطاعنه في سيد ، تراه يقول عن الشيخ بكر أبو زيد ـ لما خاب ظنه وأيس من تأييده وبلغته هذه الرسالة ـ: ( إنه من أنصار البدع وحماتها ويثأر لأهل البدع والباطل ، وقلبه مريض بالهوى ) أهـ. (الحد الفاصل في الرد على بكر أبو زيد ) لربيع المدخلي ص 5 وص 98
واعلم أن الأمر لم يقف مع هؤلاء المارقة الضلال من الجامية والمداخلة ومن سار على دربهم عند موالاة الطواغيت الذين يرونهم بضلالهم ولاة أمور مسلمين ؛على خصومهم من الدعاة والعلماء والمجاهدين بل تعداه إلى ما هو أسوء من ذلك .. فعندما دخل الصليبيون ( الأمريكان وغيرهم ) جزيرة العرب في حرب الخليج، وقال الدكتور سفر الحوالي: "إن البعث هو عدونا هذه الساعة، أما أمريكا والروم ( يعني الغرب ) فهم العدو حتى قيام الساعة"(7)، بدأ محمد أمان الجامي يشن حربا على الدكتور سفر، ينقم منه مقالته ومواقفه من هذه الأحداث، وصلت به إلى تضليله وتفسيقه وشتمه، هو والشيخ سلمان العودة، مع أن البعث وطواغيته كانوا قبل الحرب المذكورة من أحب أحباب طواغيت الجامي ومن أولى أولياء حكامه الذين كانوا يظاهرونهم وينصرونهم ويمدونهم بكل العون والإمداد في حربهم مع إيران ويغضون الطرف عن عدائهم للإسلام والمسلمين وذبحهم لأهل الإسلام في العراق وكردستان ، فلم يكن أولئك البعثيون ساعتها عند آل سعود !! وأذنابهم كفرة ولا ملاحدة !! وإنما صاروا كذلك وكفروا فقط عندما عادوا طواغيت آل سعود وأحب آل سعود ورغبوا في تكفيرهم .. ولم يكتف هؤلاء الضلال ساعتها بالجدال عن طواغيت الحكم بل انبروا يدافعون ويجادلون عن أحلافهم من الصليبيين ويثنون عليهم بل ويدعون لهم ، حتى نعب خطباؤهم على منبر المسجد الحرام قائلين : (جزى الله أمريكا عنّا خيراً)!! وفي مقابل هذا كله تراهم يشنون غاراتهم على الموحدين ويطيلون ألسنتهم في الدعاة المعارضين للتحالف مع الصليبين والاستنصار بهم ويبيحون دماء المجاهدين لهم ويؤيدون طواغيت الحكم ويظاهرونهم علي قتلهم وإعدامهم ، كما تقدم مثالا منه في شعر المدخلي !!
فقد تعدوا الخوارج الضلال في ضلالهم وغيهم هذا، إذ لم يكن الخوارج الأولون ولا أمراؤهم وولاة أمرهم يرون محالفة الروم والكفار ومظاهرتهم على المسلمين والموحدين، إلا أن هذا صدر من هذه الطوائف الخبيثة في هذا العصر، فالله المستعان وهو المسؤول سبحانه أن يهيء لهذا الدين أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويكبت فيه أهل الزندقة والنفاق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آ له وأصحابه أجعين .
جمعه / أبو محمد المقدسي
(1) أخرجه البخاري معلقاً في (باب قتل الخوارج والملحدين) من (كتاب استتابة المرتدين..) وقال الحافظ في الفتح: (وصله الطبري في مسند على من تهذيب الآثار وسنده صحيح) أهـ.
(2) يقصد نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي .
(3) (هذا الجواب مُوثَّق ضمن شريط بصوت الحلبي عنوانه الدرس الحادي عشر من: شرح السنة للإمام البربهاري. بتاريخ 30 جمادى الأولى 1417).
(4) وهذا ديدن أهل هذا التيار فهم يرمون المخالفين لهم بالكذب عليهم ؛ وما أسرع أن يفضحهم الله فيظهر أنهم هم أهل الكذب والتزوير .. وأنهم يصدق فيهم المثل القائل ( رمتني بدائها وانسلت ) ، ومن جنس هذا فعل المخلي نفسه ؛ فقد ثبت عنه أنه قال : ( سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني )، فلما قيل له : إن بعض الناس يقولون عنك أنك قلت : سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني ؛ قال بوقاحة منقطعة النظير : (سبحانك هذا بهتان عظيم !! ) تأمل مع أن الشريط موجود بصوته ، وقد جمعه الدكتور عبد الرزاق الشايجي لبيان تناقض ربيع .
(5) وهذا السؤال والجواب مُوثَّق أيضاً على شريط كاسيت ، وانظر ردنا على بعض تلبيسات المذكور في كتابنا ( تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التجهم والإرجاء ) .
(6) وقد أشرت إلى تدليس الأول قبل أكثر من أربع عشرة سنة في هامش كتابي ( ميزان الاعتدال في تقييم كتاب المورد الزلال ..) أما الثاني فنبهت على تقليده لشيخه في هذا في بياني لتدليساته وتلبيساته وتلاعبه بدين الله في كتابي ( تبصير العقلاء بتلبيسات أهل التجهم والإرجاء ).
(7) المشروع الإصلاحي في السعودية: ص12. نقلا عن كتاب ( تنقيح المناهج من بدع الخوارج ) وقد استعنت به في أكثر من موضع أعلاه ، كما استعنت بأخبار من اخواننا الثقات في الخليج والمغرب .

إخراج زكاة الفطر نقدًا - د. عبد الرحمن بن عوض القرني

إخراج زكاة الفطر نقدًا


 د. عبد الرحمن بن عوض القرني 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.
فقد اختلف أهل العلم في حكم إخراج زكاة الفطر نقدا على قولين :-
الأول :عدم الجواز وهو مذهب الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة ودليلهم أنه لم يرد نص بذلك والأصل الوقوف عند ما ورد وإخراج الحبوب (1).
الثاني :جواز إخراجها نقدا إما على الإطلاق وهو مذهب الأحناف(2) والبخاري(3) وقول عمر بن عبدالعزيز والحسن البصري وغيرهم(4) أو مع التقييد بالحاجة وهو رواية عند الحنابلة اختارها ابن تيمية (5).
            ولهم أدلة منها حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: « فَرَضَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ : عَلَى الْعَبْدِ ، وَالْحُرِّ ، وَالذَّكَرِ ، وَالْأُنْثَى ، وَالصَّغِيرِ ، وَالْكَبِيرِ ، مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ» متفق عليه(6).
وفي رواية « أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم ».


            أخرج هذه الرواية ابن عدي(7) والدارقطني(8) والبيهقي(9) والحاكم(10) وابن زنجويه « في الأموال »(11) وابن حزم(12) جميعهم من طريق أبي معشر عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- بنفس حديث ابن عمر السابق وفي آخره « أغنوهم في هذا اليوم » أو « أغنوهم من طواف هذا اليوم » كما هو لفظ الحاكم والبيهقي.
والحديث مداره على أبي معشر نجيح بن عبدالرحمن السندي وقد ضعفه غير واحد؛ فقال أحمد: حديثه عندي مضطرب الإسناد ولكن أكتب حديثه أعتبر به.
وقال يحيى بن معين: كان أميًّا ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي و أبو داود: ضعيف الحديث(13).
وبالغ ابن حزم فقال: أبو معشر هذا نجيح مطّرح الحديث يحدّث بالموضوعات عن نافع وغيره »(14).
وللحديث شاهد وطريق آخر أخرجه ابن سعد في « الطبقات »(15) فقال: أخبرنا محمد بن عمر الواقدي حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الجمحي، عن الزهري، عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها-، قال: وأخبرنا عبدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وأخبرنا عبدالعزيز بن محمد ربيح بن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده، قالوا: « فرض ... » الحديث وفيه وأمر بإخراجها قبل الغدو إلى الصلاة، وقال « أغنوهم -يعني المساكين- عن طواف هذا اليوم ».
والواقدي متروك متهم بالوضع(16).فالحديث – بطريقيه - والحالة هذه لايرتقي إلى درجة الحسن لغيره والعلم عند الله.
هذه الرواية فيها بيان حِكْمةٍ من حكم زكاة الفطر وهي إغناء الفقراء والمحتاجين في يوم العيد فلا يسألون الناس، وهذا مظهر من مظاهر التكافل الإجتماعي الذي حثَّ عليه ديننا الحنيف.
وقد استدل بها على جواز إخراج القيمة بدلاً عن الطعام في زكاة الفطر ووجه الدلالة من الحديث -على فرض ثبوته- أن الإغناء يتحقق بالقيمة كما يتحقق بالطعام وربما كانت القيمة أفضل(17).
واستدلوا ببعض الآثار منها ما أخرج ابن أبي شيبة –وعقد عليه باب إخراج الدراهم في زكاة الفطر - قال:حدثنا أبو أسامة ،عن عوف، قال: سمعت كتاب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بالبصرة:(يؤخذ من أهل الديوان من أعطياتهم ، عن كل إنسان نصف درهم) يعني زكاة الفطر(18).
حدثنا وكيع عن قرة قال: جاءنا كتاب عمر بن عبدالعزيز في زكاة الفطر: (نصف صاع عن كل إنسان أو قيمته:نصف درهم )لا بأس أن تعطي الدراهم في صدقة الفطر(19).
وعن أبي إسحاق قال: أدركتهم وهم يؤدّون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام(20).
فهذا عمر بن عبدالعزيز في عصر التابعين يرسل إلى عامله، وعلماء التابعين متوافرون، ولا يخفى عليهم فعل إمام المسلمين.
وهذا أبو أسحاق السبيعي –وهو من الطبقة الوسطى من التابعين أدرك عليا وبعض الصحابة رضي الله عنهم - يثبت أن ذلك كان معمولا به في عصرهم فقوله أدركتهم يعني به الصحابة.
ومن الأدلة على ذلك أيضًا أن أخذ القيمة في زكاة المال ثابتٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة ومن ذلك قول البخاري في الصحيح: باب العرْض في الزكاة وقال طاووس قال معاذ –رضي الله عنه- لأهل اليمن: ائتوني بعرْض ثيابٍ خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة، أهونُ عليكم وخيرٌ لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم(21).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « وأما خالدٌ فقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله »(22).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « تصدقن ولو من حليكنّ » (23) فلم يستثن صدقة الفطر من غيرها فجعلت المرأة تلقي خرصها و سخابها. ولم يخصّ الذهب والفضة من العروض.
حدثنا محمد بن عبدالله قال: حدثني أبي قال: حدثني ثمامة أن أنسًا -رضي الله عنه- حدّثه أن أبا بكر -رضي الله عنه- كتب له التي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم: « ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده بنت لبون فإنها تقبل منه ويعطيه المصدِّق عشرين درهمًا أو شاتين، فإن لم يكن عنده بنت مخاض على وجهها وعنده ابن لبون فإنه يقبل منه وليس معه شيء »(24) ا.هـ.
قلت: وهذه الأحاديث والآثار دالّةٌ على اعتبار القيمة في إخراج الزكاة، فأثر معاذ ظاهر في الدلالة أما حديث خالد بن الوليد فقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم له أن يحاسب نفسه بما حبسه فيما يجب عليه فدلّ على جواز إخراج القيمة، وكذلك حديث زكاة بهيمة الأنعام هو صريح في جواز أخذ القيمة بدلاً من الواجب.
وإذا ثبت جواز أخذ القيمة في الزكاة المفروضة في الأعيان فجوازها في الزكاة المفروضة على الرقاب من باب أولى(25).
ومن الأدلة أيضًا تجويز الصحابة إخراج نصف صاع من القمح لأنهم رأوه معادلاً في القيمة للصاع من التمر أو الشعير وقد صح عن معاوية –رضي الله عنه- أنه فعل ذلك(26).
فهذه الآثار دالة بمجموعها على جواز دفعها نقودًا.
وأيضًا فإنه من حيث النظر، والتعليل، والحكمة التي تتفق مع مقاصد الشريعة فإن ازدياد الحاجة للمال وتقلص الحاجة للحبوب يتضح مع مرور الأيام.
وفي مقال(27) للدكتور عبد الوهاب أبو سليمان ذكر أن النصوص الواردة فيما يخرج في زكاة الفطر هي دالة على اعتبار الطعام المعتاد كحال البلد، ثم ذكر أن الرجل كان يفرح في السابق بهذه الحنطة وهذه الحبوب فيحملها إلى أهله حتى يصنعون منها الخبز بعد طحنها وإصلاحها، وأن هذا الأمر لم يعد معمولاً به في الوقت الحاضر بل إن الفقراء يبيعون ما يحصلون عليه من زكاة الفطر كالأرز وغيره حتى يحصلوا على النقود إلى أن يقول: إنه -أي الفقير- يحتاج إلى كثير من الأشياء الضرورية التي ترهقه، ولا يستطيع تلبيتها من دون عون من الله ثم بما يقدمه له إخوانه المسلمون من زكاتهم المفروضة، إنه يفكر في سداد فاتورة الكهرباء التي لا يقوم بها أحد سواه، وكذلك سقيا الماء لأبنائه وعائلته، ولوازمهم المدرسية التي تكلفه الكثير الكثير من المال عدا الأشياء الضرورية التي لا يستطيع التخلي عنها. هذا هو الواقع الذي يعيشه الفقير إن انفصال المقصد الشرعي من هذه الفريضة والتجاهل للواقع انحراف عن مقاصد الشرع، وتنزيل للأحكام في غير موضعها، فقد تغيّرت حاجة الفقراء في عصر الصحابة رضوان الله عليهم فلجأوا إلى ما يحقق مقاصد الشريعة، ولم يكن ثمة اعتراض على ذلك وفي الوقت الحاضر تغيرت حاجة الفقراء، وأصبح ما هو مشروع أصلاً -إلى جانب أنه لا يسد حاجة الفقير- هدفًا للتحايل والتلاعب إنّ النظر الفقهي السليم هو الذي يؤاخي بين الأحكام الشرعية، وتأمل للواقع لتحقيق المقصد الشرعي.
قال الدكتور يوسف القرضاوي(28): والذي يلوح لي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما فرض زكاة الفطر من الأطعمة لسببين الأول: ندرة النقود عند العرب في ذلك الحين، فكان إعطاء الطعام أيسر على الناس.
والثاني: أن قيمة النقود تختلف وتتغير قوتها الشرائية من عصر إلى عصر، بخلاف الصاع من الطعام فإنه يشبع حاجة بشرية محددة، كما أن الطعام كان في ذلك العهد أيسر على المعطي، وأنفع للأخذ. اهـ. والله أعلم بالصواب.
وقد رجح هذا القول وأفاض في ذلك الشيخ مصطفى الزرقا(29)، وفرق الشيخ أحمد الغماري بين البوادي والتي حالها مشابهُ لحال عصور الصحابة حيث لا أسواق لبيع الطعام المطبوخ مع وجود الآلات التي تمكنهم من الانتفاع بما عندهم من الحبوب، وبين الحواضر والتي المال فيها أحوج للفقير.
وهذا يتوافق مع أصل التشريع فإن الطعام كان إخراجه أيسر في عهد الصحابة ومن الطعام الذي كان موجودًا ومتعارفًا عليه عندهم ولذلك فإن الفقهاء -حتى القائلين بعدم إخراج زكاة الفطر نقدًا- لا يُلزمون بإخراجها من نفس الأصناف الواردة في أحاديث زكاة الفطر وإنما يعبرون عن ذلك بقولهم قوت البلد، وهذا يدل على مراعاة المصلحة والحاجة. فكان من أعظم المصالح وأبلغ الحكم العدول عن المال النادر العسر إخراجه في ذلك الوقت إلى الطعام المتيسر إخراجه لكل الناس آنذاك.
وأما الحال الآن فقد تغير فصارت النقود ميسرة والحاجة لها أكثر كما سبق بيانه(30)، وعندي -والله أعلم- أن الراجح هو جواز إخراجها نقدًا ولا يعني أن هذا هو الأفضل بل الأفضل إخراج ما يحتاجه من سيعطى الزكاة ولو أخرجها نقدا مع وجود الحاجة لها حبا فقد أدى فرضه ولا يؤمر بالإعادة، كما أن العكس صحيح، وعندما يوسّع الإنسان الدائرة وينظر إلى حال المسلمين في العالم وخاصة الدول الصناعية الأوروبية مثلا  والتي يتعامل الناس فيها بالنقود غالبًا فإخراجها نقدا أفضل والحالة هذه والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
------------
(1) ينظر بداية المجتهد(1/64) مغني المحتاج (1/406) كشاف القناع (1/471).
(2) المبسوط (2/158).
(3) بوب البخاري (باب العرض في الزكاة)وأورد فيه جملة من الأحاديث والآثار- سيأتي ذكرها - قال ابن حجر في الفتح (3/398):قال ابن رشيد:وافق البخاري في هذه المسألة الحنفية مع كثرة مخالفته لهم لكن قاده إلى ذلك الدليل.
(4) مصنف أبي شيبة (4/37-38).
(5) الإنصاف (4/478) وعند ابن تيمية يجوز للمصلحة أيضا ينظر مجموع الفتاوى(25/79). قلت: ولا داعي للتشكيك في نسبة هذا القول لابن تيمية، فقد جاء في اختيارات ابن تيمية لبرهان الدين ابن القيم (138)  ما نصه: وأنه يجوز إخراج القيمة في زكاة المال وزكاة الفطر. ا.هـ، ومما يقوي ذلك أن ابن تيمية يرى جواز إخراج نصف الصاع في القمح. الاختيارات الفقهية ص: (183) وهذا يدل على اعتبار القيمة عنده، وهو بهذا يوافق الأحناف في هذه المسألة بالذات. بدائع الصنائع (2/72).
(6) أخرجه البخاري (1504) كتاب الزكاة باب صدقة الفطر على العبد وغيره من المسلمين ، ومسلم (984) (13). كتاب الزكاة باب زكاة الفطر على المسلمين من التمر والشعير.
(7) الكامل لابن عدي (7/55).
(8) سنن الدارقطني (2/152).
(9) سنن البيهقي (4/175).
(10) المستدرك (1/410).
(11) الأموال لحميد بن زنجويه (2397).
(12) المحلى (6/121).
(13) ترجمته في الضعفاء الكبير (4/308)، الكامل (7/52)، التاريخ الكبير (8/114)، لسان الميزان (7/484).
(14) المحلى (6/121).
(15) الطبقات لابن سعد (1/284).
(16) ترجمته في الضعفاء (4/107)، الكامل (4/318)، المجروحين (3/290).
(17) ينظر كتاب (فقه الزكاة) للدكتور يوسف القرضاوي (2/949).
(18) أخرجه ابن أبي شيبة (6/507 رقم 10469) قال المحقق الشيخ محمد عوامة: أبوأسامة هو حماد بن أبي أسامة وفي نسخة عن عون وفي أخرى عن ابن عون وكلاهما بصريان يروي عنهما حماد بن أسامة.
قلت: حماد بن أسامة ثقة ثبت ربما دلس .التقريب(1487)وتدليسه قليل وهو يبين من دلس عنه
عوف بن أبي جميلة الأعرابي العبدي ثقة التقريب(5215) فالأثر صحيح.
(19) المرجع السابق.
(20) المرجع السابق.
(21) أخرجه يحيى بن آدم القرشي في « الخراج » ت: أحمد شاكر رقم 525 ص(147)، قال ابن حجر في «الفتح» (3/398): هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاووس لكن طاووس لم يسمع من معاذ فهو منقطع، فلا يغتر بقول من قال ذكره البخاريُّ بالتعليق الجاز فهو صحيح عنده لأن ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه، وأما باقي الإسناد فلا، إلا أنّ إيراده له في معرض الاحتجاج يقتضي قوته عنده وكأنه عضده عند الأحاديث التي ذكرها في الباب.
            قوله خميس: هو الثوب الذي طوله خمسة أذرع. النهاية (2/75).
            قوله لبيس: أي ملبوس فعيل بمعنى مفعول. الفتح (3/398).
(22) أخرجه البخاري رقم (1468) الزكاة، باب قوله تعالى: (وفي الرقاب).
(23) أخرجه البخاري رقم (977) العيدين باب العلم الذي بالمصلّى.
(24) صحيح البخاري ص(281-282) بيت الأفكار.
(25) تحقيق الآمال ص(59).
(26) صحيح البخاري (1508)، وقد ورد ما يفيد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث جمعها الغماري في « تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطربالمال » حيث ساق اثني عشر حديثًا موصولاً وذكر بعض المراسيل والموقوفات ثم قال: فهذه الروايات تثبت صحة ورود نصف الصاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بطريق القطع والتواتر إذ يستحيل -عادة- أن يتواطأ كل هؤلاء الرواة على الكذب أو اتفاق الخلفاء الراشدين ومن ذكر معهم من الصحابة والتابعين الذين لم يفش فيهم داء التقليد على القول بما لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا ثبت ذلك، وبطل ادعاء البيهقي: ضعف أحاديث نصف الصاع من البر ثبت المطلوب وهو كون النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر القيمة في زكاة الفطر » أ.هـ. تحقيق الآمال ص(83).
(27) المقال نشر في جريدة عكاظ في 17/9/1427هـ العدد 1940.
(28) فقه الزكاة (2/949).
(29) فتاوى مصطفى الزرقا ص(145).
(30) ينظر: تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال ص(62، 102).