الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

هل يجوز تأليف الكتب الشرعية لأجل الربح المادي ؟

هل يجوز تأليف الكتب الشرعية لأجل الربح المادي ؟
لن اقول رأيي ولكن سأنقل عن العلماء بعض القصص والحكم للقاريء
عن جعفر بن يحيى قال: 
ما رأينا في القراء أحدا مثل عيسى بن يونس أرسلنا إليه فأتانا بالرقة فاعتل قبل أن يرجع، فقلت: يا أبا عمرو، قد أمر لك بعشرة آلاف، فقال: هي، فقلت: خمسون ألفا، قال: لا حاجة لي فيها، فقلت: لم والله لأهنئنكها هي والله مائة ألف.
قال: لا والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا، ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إلي، فأما على الحديث فلا والله ولا شرابة ماء ولا هليلجة.
وقال أبو بكر المرزوي: سمعت أحمد بن حنبل وذكر ورع عيسى بن يونس، قال: قدم فأمر له بمائة ألف، أو قال: بمال فلم يقبل، وتدري ابن كم؟ يقصد كان شابا صغير السن
وقال محمد بن المنكدر: حج الرشيد فدخل الكوفة فركب الأمين والمأمون إلى عيسى بن يونس فحدثهما فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم.
فأبى أن يقبلها فظن أنه استقلها، فأمر له بعشرين ألفا، فقال عيسى: لا والله ولا إهليلجة ولا شربة ماء على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو ملأت لي هذا المسجد ذهبا إلى السقف.
طلب الخليفة هشام بن عبدالملك ذات يوم أحد العلماء، فلما دخل عليه، قال: السلام عليك يا هشام، ثم خلع نعليه وجلس بجانبه.
فغضب هشام وهم بقتله ولما تحدث معه وجده عالما كبيرا.
فلما انتهى الحديث عاتبه بقوله له لقد سميتني باسمي ولم تكنني أو تدعني بالخلافة، وخلعت نعليك وجلست بجانبي فلم فعلت ذلك.
فقال له: لم أدعك بالخلافة؛ لأن الناس لم ينتخبوك كلهم.
وسميتك ولم أكنك؛ لأن الله جل وعلا وتقدس نادى الأنبياء بأسمائهم، فقال: يا عيسى، يا إبراهيم، يا موسى، يا نوح، يا داود.
وكنى عدوه، فقال: { تبت يدا أبي لهب } .
وخلعت نعلي بجانبك وأنا أخلعهما لما أدخل بيت ربي.
وجلست بجانبك؛ لأني سمعت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من سره أن يمثل له الرجال قياما فليتبوء مقعده من النار».
فكرهت لك النار فأمر له هشام بمال فلم يقبله وانصرف.
تأمل يا أخي، هذا الورع عن أخذ شيء من حطام الدنيا على ما حدثهما به، وقال: لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا.
فما ظنك بمن يأكل بالكتب التي تحتوي على الآيات والأحاديث باسم تحقيق أو نشر ويحتكرها.