#في_زكاة_الفطر (١)

قال الله تعالى :{{ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }} [يوسف الآية: 108].
#في_زكاة_الفطر (١)
ليوم الجمعة في الإسلام ما ليس لغيره من أيام الأسبوع من الفضل والميزة، بل عدّه البعض أفضل من يوم عرفة، قال ابن القيم: "وقد اختلف العلماء هل هو أفضل، أم يوم عرفة؟ على قولين: هما وجهان لأصحاب الشافعي". [1]
وقد ذكر ابن القيم 33 خصيصة ليوم الجمعة منها:
ويتضح لنا الشبه بين العيد الأسبوعي والعيد السنوي (الفطر والأضحى)، ومن أهم هذه المظاهر:
روى البخاري عن سلمان الفارسي، قَال: قال رسول اللَّه صلّى الله عَلَيه وَسلّم "مَن اغْتَسل يومَ الجمعة، وتطَهّر بما استطَاعَ مِن طُهْر، ثُمّ ادَّهَن أو مسَّ مِنْ طِيب، ثُمَّ راح فلمْ يُفَرِّقْ بين اثنين، فَصَلَّى مَا كُتِب لَه، ثُمّ إذا خَرَج الإمام أَنْصَت، غُفِرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" [3]. وروى ابن ماجه عن ابن عبّاس، قَال: قَال رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عليه وسلّم: "إنّ هذا يوم عيد، جعله اللَّه للمسلمين، فَمَنْ جاء إلى الجمعة فَلْيَغْتَسِلْ، وَإنْ كَان طِيب فَلْيَمَسَّ مِنْه، وعَليكم بالسِّواك". [4]
روى أحمد عن أبي سعِيد الْخُدْرِيّ، وأبي هُرَيْرَة قالا: قال رَسُول الله صَلَّى الله عَليه وسَلّم "مَن اغْتسل يوم الجمعة، واستاك، ومَسّ مِن طِيب إِن كَان عِنده، وَلَبس مِنْ أَحسَن ثِيابه، ثُمّ خَرج حَتّى يأْتِي المسجد، فلم يَتَخطَّ رِقاب النّاس، ثمّ ركع مَا شاء أَنْ يركع، ثمّ أَنصت إذَا خَرج الإِمامُ، فَلَم يَتكلّمْ حَتّى يفْرُغ مِن صَلاته، كانت كَفّارةً لما بَينَها وَبين الْجمعة الّتِي قَبلَها. قَال وَكان أبو هريرة يقول "وثلَاثة أيّام زيادة، إنَّ اللهَ جعل الْحَسَنة بِعَشر أمثالها". [5]
روى البخاري ومسلم عَن أبي هريرة رضي اللّهُ عنه أَنّ رسول اللّهِ صلّى الله عَليه وَسلَّم قال "مَن اغتسل يوم الجمعة غُسْلَ الجنابة ثمّ راح، فَكأنّما قَرَّب بَدَنَةً، وَمَن راح في السّاعَة الثّانِيةِ، فَكأَنّما قرَّب بَقَرَةً، وَمَنْ راح في السّاعَة الثّالِثة، فَكأَنّما قَرَّب كَبْشا أَقرن، وَمَن راح في السّاعَة الرّابعة، فَكأَنّما قَرَّب دجاجة، وَمن راح في السَّاعَة الخامسة، فَكَأَنّما قَرّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكَة يستمعون الذّكر". [6]
روى مسلم عن أَبي هُريرَة رَضي الله عنه، عن النّبِيّ صَلّى الله عليه وَسلّم، قال "لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الجمعة بقِيام مِن بين اللّيالي، ولا تَخُصّوا يومَ الجمعة بِصيام مِنْ بين الأيام، إلّا أَنْ يكون في صوم يصومه أحدكم". [7]
لقد شاع بين الناس في أيامنا هذه التهنئة بيوم الجمعة، ومما سهل عليهم ذلك ما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي، فما يمر يوم جمعة إلا وعشرات الرسائل تأتي للمرء من كل حدب وصوب، تحمل رسائل مختلفة فيها من التهاني والتبريكات بيوم الجمعة ما لم يكن في القديم.
والحق أنه لم يرد في أمر التهنئة بيوم الجمعة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث يصح، كل ما ورد حديث مكذوب لا يرقى للعمل به، فقد رُوي عن ابن عباس يرفعه "مَن لَقِيَ أَخَاه عِند الانصراف مِنَ الجمعة، فليقل: تَقبّل اللَّه منّا ومنك، فإنّها فريضة أَدَّيْتموها إلى ربكم"، والحديث حكم عليه علماء الحديث بوضعه، منهم الشوكاني في "الفوائد المجموعة"، والكتاني في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة"، والألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة".
ولم تنقل تهنئة الجمعة عن أصحابه رضي الله عنهم، ولا عن السلف رحمهم الله تعالى، لكن الذي أميل إليه هو البعد عن التحريم في مثل هذه الأمور، وإنما الأمر بالجواز هو الأليق والأقرب إلى روح الشريعة الإسلامية الغراء، وذلك لما يلي: