الأحد، 30 ديسمبر 2018

حكم استلام الرواتب بالكي كارد ؟!

حكم استلام الرواتب بالكي كارد ؟!
هذا الأمر استحدث لمصالح كبيرة تعود على الطرفين
فصاحب المكتب يقرض الموظفين والمتقاعدين من ماله الخاص ثم بعد ذلك يستلم قرضه من الحكومة وزيادة
فهذه الزيادة ليست قرضا جر نفعا وليست ربا ...
فهناك اتفاق مسبق بين الحكومة او الشركة وصاحب المكتب أن تكون له أجرة معلومة مقابل تسليم الرواتب للموظفين
وهذه أجرة مقابل منفعة أو مقابل أتعاب
ومعلوم أن العلماء حرموا القرض بزيادة من أجل التقسيط إلا أنهم أجازوا استلام القرض من المصارف او الدولة مع زيادة الرسوم الإدارية الحقيقية عند التسديد
فهذه ليست لها علاقة بكمية المبلغ او مدة تسديد القرض
بل هي مقابل اتعاب إدارية
وكذلك لو قلت لشخص إقض عني ديّني المليون دينار لفلان
وأنا أعطيك مليون و5 آلاف دينار لكانت هذه الزيادة ربا
لكن لو كانت هذه الزيادة الخمسة آلاف هي مقابل أتعاب
كأن سيذهب الى ذلك الشخص ويركب سيارة أجرة أو سيبذل جهدا ما لإيصاله
أو مقابل ترك عمل له ينتفع منه مقابل الوصول الى ذاك الشخص ليعطيه المال فهذا يجوز
فهذه أجرة عن عمل أو أجرة مقابل منفعة للشخص الذي وكله
ومثلها حوالات الصيرفة فهم يأخذون أجرة الخدمة
فإعطاء رواتب الموظفين والمتقاعدين من صاحب المكتب لابد أن يكون بمقابل وهو أجرة معلومة اتفق عليها الطرفان مسبقا
وقد يكون بحكم الوكيل للدولة او الشركة
وأجرة الوكيل من موكله جائزة
ولايجوز لصاحب المكتب أخذ أي مبلغ من المال من الموظف أو المتقاعد غير ما اتفقا عليه
فهذا إما أن يكون ربا أو أكل مال بالباطل فهو قد خالف الشروط التي بينه وبين الدولة أو الشركة التي وكلته
والله أعلم ...
وممن قرأت له وقد أجاز هذه المعاملة
المجمع الفقهي كما في فتوى الشيخ الدكتور ضياء الدين صالح
وكذلك الشيخ عبد الملك السعدي
جزاهما الله خيرا
المقال قابل للنقاش العلمي ونفع الله من نفعنا
وجزى الله خيرا من ارشدنا

حقيقة ميلاد المسيح والمسيحية والموروث الثقافي للطقوس المسيحية...... وموقف القرآن من مولد عيسى عليه السلام

حقيقة ميلاد المسيح والمسيحية والموروث الثقافي للطقوس المسيحية...... 

عند دراسة متأنية لبداية رأس السنة الجديدة وخلال البحث عن الأدلة الثابتة على ذلك تبين أن ميلاد المسيح لا وجود له في الكتاب المقدس و لا يحدد تاريخا محددا لميلاد يسوع والتاريخ يقول أنه حتى القرن الرابع لم يكن النصارى يحتفلون بعيد الميلاد وأنهم لم يعرفوا تاريخا محددا له, وتم تحديد يوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد ليسوع خلال مجمع نيقية عام 325 م
وهذا المجمع كان إجتماعا لكبار رجال الدين النصراني وكان برعاية الإمبراطور الروماني قسطنطين والذي أراد ـ لأسباب سياسية ـ توحيد الإمبراطورية الرومانية تحت دين واحد يتم تحديد ملامحه خلال هذا الإجتماع.
حيث أنه عندما إنتقل المسيحية الى الامبراطورية الرومانية في عهد قسطنطين
قام بخلطها بالوثنية الرومانية عندما أعتنق هو المسيحية
1- لكي ينقذ الامبراطورية من التفكك والانحلال كون الديانة المسيحة إنتشرت بصورة مرعبة وزعزعت كيانها
2- تمكن عن طريق إعتناقه المسيحية من ربط الشرق بالغرب وبهذا اصبحت امبراطوريته من اقوى الامبراطوريات
3- استطاع فيمابعد رومنة المسيحية !!وليس العكس بجعل روما مسيحية
4- اي حولت المسيحية التوحيدية الى وثنية وتم إحلال المصطلح القدسي (الأب والابن وروح القدس) محل (جوبتير ومارس وكورنيوس) آلهة روما ؟
ولقد عبر أحد المؤرخين الغربيين عن ذلك بقوله: [أن المسيحية لم تكن عند أكثر الناس غير ستار رقيق يخفي تحته نظرة وثنية خالصة إلى الحياة].
ولاننسا ان رسالة عيسى لم تكن عالمية مثل الاسلام فقد جاء لبنو اسرائيل فقط كما عبر عنه الأناجيل ويوافقه القرآن في ذلك.
فهو قد بيَّن مهمته في قوله تعالى
(وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)سورة الصف
وبالفعل تم إعتبار النصرانية في هذا المجمع والمحفل الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية وأخذت النصرانية ملامحها الحالية عن طريق الإنتخاب؟؟
لماذا تم إختيار 25 ديسمبر من الشهر الـ 12 كميلاد لـ يسوع ؟
لو عدنا بالزمن لما قبل مجمع نيقية، لوجدنا أن يوم 25 ديسمبر كان يمثل عيدا لكثير من الديانات الوثنية القديمة !!
ويمكنك معرفة تفاصيل أعياد الديانات الوثنية القديمة في كتيب للباحث النصراني[ هاربيرت أرمسترونك]
وقد إختارت تلك الديانات ذلك اليوم نظرا لطبيعته الفلكية الخاصة حيث كانوا يعتقدون أنه يوم الإنقلاب الشتوي Winter Solstice يكون فيه الليل أطول ما يمكن والنهار أقصر ما يمكن وأي يوم يلي ذلك اليوم يكون النهار فيه أطول من اليوم الذي قبله ولذلك إعتبرته الكثير من الديانات الوثنية القديمة كإعادة ولادة للشمس حيث يعتبر كل يوم إقترابا أكثر لعودة دفء الشمس للأرض.
في البداية كان يحتفل جميع النصارى بعيد الميلاد في 25 ديسمبر. إلا أن الإختلاف الحالي بين الكنائس الغربية والشرقية يعود لإختلاف التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة وهو الفرق الذي نجده بين التاريخين 12ديسمبر و7 يناير
والخلاصة أن كل النصارى – بما فيهم النصارى الشرقيين ـ يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر بحسب التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة.
وفى الواقع فإن ميلاد عيسى عليه السلام لم يتم فى أى من هذين الشهرين لقول لوقا: ( ومان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم) لوقا 2: 8 . فهذان الشهران أي ديسمبر ويناير من شهور الشتاء الباردة التى تغطى فيها الثلوج تلال أرض فلسطين، فماذا كان يفعل الرعاة بغنمهم ليلاً فى هذا الجوالبارد وتواجد الثلوج مع إنعدام وجود ما يأكله الأغنام في هذا الموسم ؟
وتذكر دائرة المعارف البريطانية : (لم يقتنع أحد مطلقاً بتعيين يوم أو سنة لميلاد المسيح ، ولكن حينما صمم آباء الكنيسة فى عام 325 م على تحديد تاريخ للاحتفال بالعيد اختاروا بحكمة يوم الانقلاب الشمسى فى الشتاء الذى استقر فى أذهان الناس ، وكان أعظم أعيادهم أهمية ، ونظراً إلى التغييرات التى حدثت فى التقاويم تغير وقت الانقلاب الشمسى وتاريخ عيد الميلاد بأيام قليل. )
وأخيرا" يذكر الدكتور ( چون د. أفيز) فى كتابه(قاموس الكتاب المقدس) إن البلح ينضج فى الشهر اليهودى (أيلول) اي الشهر الـ9 سبتمبر وهذا هي فترة
ولادته الحقيقية؟
وهذا يوافق القرآن عندما بين فترة ولادة عيسى عليه السلام من السيدة مريم العذراء أي الفترة كانت عند نضوج البلح في قوله تعالى ( وهُزّي إليك بجذع النخلة تُساقط عليك رُطَبا" جنيا )
ويشير الدكتور الى ذلك قائلا" : ( إن حقيقة إشاد مريم العذراء الى النبع كما ورد في القرآن الكريم لتشرب منه الى ميلاد المسيح قد حدث فعلا" في شهر أغسطس او سبتمر وليس في ديسمبر كما يذكره مؤرخو الكنيسة ويريدوا أن يلزموا الناس بها حيث الولادة لم يكن في هذا الجور البارد والذي لا وجود للرطب المثمرة لشجرة النخيل حتى تهز الجذع لتتساقط عليها الرطب !
هذا وكثرة النخيل في منطقة بيت لحم واضحة في الانجيل حيث ذكرها الاصحاح الاول سفر القضاة.
الســــر وراء شـــجرة الأرز وتزينها ؟
يذكر الانجيل وصايا يسوع في النجيل إذ يقول :[لاتتعلموا ملل الامم السابقة ولا تخشوا علامات السماء التي يخافها هؤلاء الأمم ] ويقول أيضا": [ ذلك أن شعائر الأمم ليست إلا إدعاءتماثيل وعلامات على كل تل عال وتحت كل شجرة خضراء] ؟والشجرة ذكرت باللغة العبرية باسم ( شاهيرة) وحسب قاموس يفسر التوراة فالأمر يتعلق بشجرة مقدسة كان الوثنيون القدامى يعلقون عليها رموزهم وعلامتهم ؟؟
ويقول نفس القاموس[ : أن الوثنيين القدامى كانوا يحتفلون بالشجرة المقدسة وكانوا يعتبرونها رمزا" للحياة حيث كانوا يعلقون عليها الذهب والفضة وصور وتماثيل الحيوانات وكذلك يزينونها ثم يوقدون عليها العديد من الشموع ويرقصون حولها ويتركون الشموع تحترق الى الفجر كرمز للحياة ] وكما بيننا فإن الإنجيل نبَّه على عدم تتبع الأمم والملل السابقة في في معتقداتهم الخيالية ؟
بــا بــا نوئيـــل
هي شخصية خرافية ليس مرتبط بجذور تاريخية في العقيدة المسيحية وقد تم استحداثه في القرن العشرين وهي شخصية معروفة غالباً بأنه رجل عجوز ضحوك وسعيد دائماً ،وهي شخصية مأخوذة من قصة القديس (نيكولاس) وهو أسقف (ميرا) وقد عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل,
وقد قامت شركة كوكا كولا باستحداث هذه الشخصية كدعاية لإعلان منتوجاتها وتسويقها واستحدثت هذه الشخصية بإسم بابا نويل ؟
تاريخ الصليب وشكله الحقيقي
إن الاداة التي نفذ عليها الحكم بيسوع يشير اليها معظم العالم المسيحي بصليب والكلمة مشتقة من (كروكس) اللاتينية.
إن الكلمة اليونانية المنقولة إلى صليب في كثير من الترجمات هي (ستافروس) وفي اليونانية الكلاسيكية كانت هذه الكلمة ترمز الى خشبة مستقيمة أو وتد ؟؟
ولاحقا صارت تستخدم أيضا لخشبة تنفيذ الإعدام التي لها عارضة. والقاموس الملوكي للكتاب المقدس يعترف بذلك قائلا: [إن الكلمة اليونانية للصليب (ستافروس) أشارإلى خشبة , عامود مستقيم ,او قطعة وتد , يمكن أن يعلق عليها أي شيء وحتى بين الرومان يبدو أن الكروكس الذي اشتق منها الصليب كان في الأصل عامودا مستقيما] تاليف ب. فيربايرن ( لندن )1874
ومن كتاب(الصليب غير المسيحي) بواسطة ج.د. بارسونز(لندن,1896) يقول :[ليست هناك جملة واحدة في اية من الكتابات العديدة التي تؤلف العهد الجديد تحمل ,في اليونانية الأصلية ,حتى دليلا غير مباشر على أن ستافروس المستعملة في حالة يسوع كانت تختلف عن اي ستافروس عادية ,ولا حتى انها تألفت من قطعتين مسمرتين معا على شكل صليب ...انه تضليل غير قليل من جهة معلمينا أن يترجمو الكلمة ستافروس الى صليب عند نقل الوثائق اليونانية للكنيسة الى لغتنا القومية ,وان يدعموا هذا العمل بوضع صليب في قواميسنا بصفته معنى ستافروس من دون الشرح بدقة إن ذلك لم يكن بأية حال المعنى الأساسي للكلمة أيام الرسل وانه لم يصبح معناها الأساسي إلا بعد ذلك بمدة طويلة , وانه أصبح كذلك بطريقة ما, فقط لأنه بالرغم من غياب الدليل المؤيد , جرى الافتراض لسبب او لآخر أن ستافروس الخصوصية التي قتل عليها يسوع امتلكت هذا الشكل الخصوصي]؟.
وهكذا يشير الدليل التاريخي بوجود الأدلة حسب -رأي الباحثين - إلى أن يسوع مات على خشبة مستقيمة وليس على الصليب بشكله الحالي.
وعندماواصل الباحثون والمؤرخون في كتب التاريخ وجدوا ان أشياء متنوعة يعود تاريخها إلى فترات قبل العصر المسيحي بكثير ؟ فقد وجدوا رسومات مرسومة بصلبان من تصاميم مختلفة ,في كل جزء تقريبا من العالم القديم , .واستعمال الصليب كرمز ديني في أزمنة ما قبل المسيحية وبين الشعوب غير المسيحية يمكن اعتباره على الأرجح عالميا تقريبا,وفي حالات كثيرة جدا كان مقترنا بشكل من أشكال عبادة الطبيعة.
تقول دائرة المعارف البريطانية(1946),المجلد 6,ص753 : [إن شكل الصليب الحالي يرجع أصله إلى ارض الكلدانين القديمة وكان يستعمل رمزا لاسم الإله تموز لكونه يشكل حرف( تي -بالانكليزية -) السري , أول حروف اسمه,في ذلك البلد والبلدان المجاورة , بما فيها مصر , وعند حلول القرن الثالث ب.م كانت الكنائس إما انها هجرت أو زورت بعض عقائد الإيمان المسيحي ولزيادة هيبة النظام الكنسي المرتد عن الدين الاصلي جرى قبول الوثنيين في الكنائس دون تجديدهم بالايمان ,وجرى السماح لهم إلى حد كبير بالمحافظة على إشارتهم ورموزهم الوثنية ,وهكذا فان الحرف( تي )في شكله المألوف أكثر ,بعد خفض الخط الأفقي فيه ,جرى تبنيه ليمثل صليب المسيح]
ويبين القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد( لندن) 1962 تقول: [ إن الصليب كان يحمل في أيدي الكهنة المصرين والملوك الأحبار كرمز إلى سلطتهم ككهنة لإله الشمس وكان يدعى رمزا للحياة أي (عبادة الأموات(] ( لندن 1904),كولنيل ج.غارنيير
وتقول تاريخ الكنيسة ج.ف.هيرست,المجلد, 1 نيويورك (1897 ):
[ لم يكن هناك استعمال لصليب عليه صورة المسيح مصلوبا ولا صورة مادية للصليب في القرن الأول للمسيحية] !!
ويتبين من اراء علماء اللاهوت عن الصليب عدم ارتباط الصليب بالديانه المسيحيه وانه ضمن ما قد دخل من العقائد الوثنيه فى العقيده المسيحيه ,,,
منشأ وفكرة الفداء والخلاص في الديانة المسيحية:
1- من الديانة المصرية القديمة وان اله (حورس ) هو ابن الله وهو المخلص
2- من ديانة الهنود ومعبوهم (كرشنا ) ابن الله والمخلص والفادي، والمعزي والراعي الصالح، والوسيط،
3- الديانة الصينية وعبادة (بوذا ) ابن الله
4- الديانة الميثرائية الرومانية والتي كانت قديما" الديانة الفارسية ثم انتقلت الى روما وانتشرت فيها حيث أن ميثراتعني بالفارسي(المنقذ ) والفادي وهو الوسيط بين الناس والله والذي مات ليفدي بنفسه في سبيل خلاص الناس
ملاحظة / تسربت فكرة المنقذ والمخلص الى الاسلام ايضا" وخاصة الشيعة !!!
من هو بـــولــس الرسول؟
هو بولس :أسمه الحقيقي شاؤول يهودي الاصل وروماني الجنسية يعتبر اكبر شخصية تاريخية عند المسيحيين أعتبره من أقوى الشخصيات الذين أستطاعوا تحوير مسار دين التوحيد المسيحي واستبدال المسيح النبي والرسول وتنصيب نفسه رسولا"بدلا" عنه ؟ حيث قام بعزل المسيح -عليه السلام- وجعله إلهاً يُعبد مع الله؟؟، وأخذ هو دور الرسول؟، بكل ما تعنيه كلمة رسول من معني: فأحل وحرم، وكتب الرسائل إلى البلاد، وضمّت رسائله فيما بعد للكتاب (المقدس)، فأحدث أخطر انحراف عقدي عرفته البشرية؟؟
وهو ما يعرف بالديانة المسيحية اليوم... كل النصارى يعظّمون (بولس)، وهو عند كلهم (رسول) من عند (رب المجد يسوع) !!
والحق أن المسيحية في أول عهدها تعرضت إلى كثير من المظالم والافتراءات على يد اليهود وغيرهم. وقد عانى المسيحيون معاناة شديدة بسبب الظروف التي نشأت فيه دعوتهم. فالمسيح الذي جاءهم، والذي كان ملك اليهود الموعود الذي كان من المنتظر أن ينهض بحالهم، جاء بغير أب أولا. فاتهم اليهود أمه بالزنا بشكل فج ومقذع. حتى إن التلمود قد أورد قصة عنه تفيد أن أمه حملت به سفاحا وهي حائض من روح شريرة! (انظر كتاب التلمود بلا قناع للقسيس أي بي برانيتس)
ثم ما إن بدأت دعوته تظهر حتى نجح اليهود في دفع الرومان إلى صلبه ومن ثم موته على الصليب أخيرا. وهكذا فقد أصبح ملعونا وفقا للتوراة! فماذا كانوا سيفعلون مقابل هذا الأمر؟ هو رجل مشكوك في مولده ومات ميتة ملعونة، فكيف يمكن أن يدافعوا عنه؟! فلم يجدوا غير الكذب أمامهم لكي يحاولوا الالتفاف على هذه الأمور المحرجة.
فحول مجيئه بدون أب، الأمر الذي لا مجال لإنكاره، وجدوا أن الوسيلة المثلى هي الادعاء بأنه ابن الله! وهكذا لن يخجلوا من تلك الولادة بعد. أما بخصوص موته على الصليب، فكان لا بد من جعل هذا الحدث المخزي هو الحدث الأهم الذي تنتظره البشرية. فأقروا بأنه مات ملعونا على الصليب، ولكن ملعونا من أجل البشرية وفداء لها! وكان صلبه في حقيقة الأمر تضحية إلهية كبيرة!
وهكذا عندما وجدوا أنفسهم عاجزين عن الدفاع عن صورته الظاهرية المحرجة كما كانوا يرونها، رفعوه إلى مرتبه الآلهة؟.
ولقد جاء الإسلام بشهادة براءة المسيح وبتصديق رسالته وإظهار طهارته وطهارته أمه. وقد أعلن القرآن الكريم أن المسيح لم يكن ابن زنا، ولكنه بالمقابل لم يكن ابن الله، بل كان ابن أمه فقط الذي جاء بقدرة الله.
مما أدى إلى التقريب بين المسلمين وبين النصارى في بداية البعثة الإسلامية. ولا شك أن المسيحي الحقيقي سيقدّر دوما الخدمة التي قدمها القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم من خلال الشهادة بصدق المسيح وبراءته وأمه. وقد قدّر ذلك النجاشي والمقوقس بل وهرقل أيضا" !!!
وأخيـــرا"
التناقضــات
يقول الكاتب الشهير (بيرناردشو ) في كتابه الشهير (المسيح ليس مسيحيا")
[هناك تناقض هائل في الاناجيل بحيث كنت أرتبك حين كنت أقارن بين الاناجيل
فيقول
1- كان يسوع طفلا" وهو في الوقت نفسه أكبر سنا" من الخليقة كلها
2- كان يرجم ويضطهد ويجلد من قبل اليهود وفي ذات الوقت كان إلها" خالدا" لاحدود لسلطانه , يحي الموتى , ويستدعي الملائكة ؟؟
3- في العهد الجديد (أي الإنجيل)، جاءت هذه الآيات: "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل إمتلئوا بالروح (أي بالروح القدس) (أفسس) 5: 18
ولكن العجيب أن أول معجزات عيسى عليه السلام كان تحـــويل الماء الى خمر !!!!
في عرس قانا الخليل
عندما نفذ الخمر من كثرة ماشربوا _علما" أن الخمر محرم بتاتا" في التوراة _ العهد القديم
والغريب تجد أن امها مريم العذراء تقول لابنه أنه نفذ الخمر فيجيب الإبن بقسوة ( مالي ولك يامرأة ؟؟(يوحنا 2,4),,,,,وهذا منتهى التناقض في تعامل الابن مع أمها فيقوم بتحويل الماء الى خمر وينصاع لأمر
أُمها الطاهرة!!
( وأظهر مجده فآمن به تلامذته ) ؟؟ 10- 11,2 يوحنــــا
ماعرضناه من تناقضات هي نتاج تحريف في دين النصارى
وهو المصطلح الصحيح وهي تعني (الحواريين ) الذين ناصروا عيسى عليه السلام في محنته مع بني اسرائيل
كما ورد في القرآن الكريم :
(فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)
ومصطلح ( المسيح ) تعني : عبادة المسيح ؟؟
كما بين القرآن عندما إنحرف النصارى ( وقالت النصارى المسيح ابن الله )
لذلك فقد تحولت النصرانية الى المسيحية أي عبادة المسيح
عندما جعلوا منه إلها" ثلاثي الأبعاد مبهم الفهم ( الأب والإبن وروح القدس )لايستطيع احد فهمها لأنها تفوق عقول البشر !! كما يقول قساوستهم
وهذا كله حصل بعد 3 قرون من عهد عيسى عليه السلام
عندما إنتقل المسيحية الى الامبراطورية الرومانية في عهد قسطنطين (325 مـ) عن طريق بولس الرسول الجديد لكي يربطوا الشرق والغرب وينصاع العالم كله الى الديانة الجديدة ؟

=============

موقف القرآن من مولد عيسى عليه السلام
الله - سبحانه وتعالى - يصطفي رسلَه من بين خلقِه، هذا الاصطفاء يقتضي أن يكونَ الرسول أشرف الناس نسبًا، وأطهرهم قلبًا، وأزكاهم نفسًا، وأرجحهم عقلاً، بحيث يخلو من أي خلل ينتقص به، أو أمر يعاب عليه.
وحديث القرآن الكريم عن مريم - وهي أم نبي من أنبياء الله تعالى - حديث مفعم بالأدب، فهو يتحدَّث عن عفَّتها وبراءتها التامة مما رماها به اليهود.
أما عن الاصطفاء والطهارة، فيقول -تعالى-: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42]، وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: "قال رسول الله - صلى اله عليه وسلم -: ((كَمُل من الرجال كثير، ولم يَكمُل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم، وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيد على سائر الطعام))؛ [أخرجه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة - رضي الله عنها - حديث رقم (3769)].
وأما عن عفَّتها وبراءتها من الفاحشة، فيقول -تعالى-: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾ [التحريم: 12]، وقال أيضًا: ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91]، ويَلعَنُ اليهودَ بكفرهم وافترائهم على مريم البهتان، فيقول: ﴿ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 156]؛ فقد استحقوا اللعنةَ بكفرهم وافترائهم على السيدة العذراء بهتانًا عظيمًا، وهو الزنا؛ [حقيقة العلاقة بين اليهود والنصارى، ص109 - 110، بتصرف].
الحمل بالمسيح وولادته:
حَمَلت العذراء البَتُول مريمُ بالسيد المسيح - عليه السلام - وهو الأمر الذي اجتباها الله له، واختارها لأجله، ولقد فُوجِئت به؛ إذ لم تكن به عليمة، فبينما هي قد انتَبَذت من أهلها مكانًا شرقيًّا، أرسل الله إليها ملكًا تمثَّل لها بشرًا سويًّا؛ كما قال -تعالى-: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴾ [مريم: 16 - 23].
حملت السيدة مريم البتول بعيسى - عليه السلام - من غير أبٍ، ثم ولدتْه ولم تبيِّن الآثارُ مدَّة الحمل، ولما ولدتْه وخَرَجت به على القوم كان ذلك مفاجأةً لهم، سواء في ذلك مَن يعرف نُسُكها وعبادتها ومَن لا يعرف؛ لأنها فاجأتهم بأمر غريب، وهي المعروفة بينهم بأنها عذراء، ليس لها بَعْل، فكانت المفاجأة داعيةَ الاتهام؛ لأنه عند المفاجأة تذهب الرؤية، ولا يستطيع المرء أن يقابل بين الماضي والحاضر، وخصوصًا أن دليل الاتهام قائم، وقرينتُه أمر عادي لا مجال للريب فيه عادة، ولكن الله - سبحانه وتعالى - رحِمها من هذه المفاجأة، فجعل دليل البراءة من دليل الاتهام، لينقض الاتهام من أصله، ويأتي على قواعدِه، ويفاجئهم بالبراءة وبرهانها الذي لا يأتيه الريب؛ ليُعِيد إلى ذاكرتهم ما عَرَفوه من نسكها وعبادتها، ولذلك نطق الغلام، وهو قريب عهد بالولادة: ﴿ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 29 - 33].
ومع ذلك أكثر اليهود فيه وفي أمه القولَ، وكانوا يسمونه ابن البَغِيَّة! ومع أن العهد القديم بشَّر بالمسيح، لكن لما بعثه الله إلى اليهود كَفَروا به، وكذَّبوه، واتَّهموه، وحاربوه؛ [معالم النصر على اليهود، د/ سعد المرصفي، ص52، بتصرف].
ولكن السمو الذي يتحلَّى به الإسلام انتصارًا للحق في الدفاع عن السيد المسيح وأمه مريم - عليهما السلام - مما ألصق بهما اليهود زورًا وبهتانًا، لذلك أورد القرآن الكريم كل هذه الآيات في حق عيسى - عليه السلام - وأمه مما أشرنا إلى بعضها؛ فهذه مريم ذُكِرت 37 سبعًا وثلاثين مرة، وقد ذكر المسيح أكثر من "50" خمسين مرة.
ومكانة "عيسى" - عليه السلام - وأمه في الإسلام معروفةٌ، لا يصح إيمانُ عبدٍ إلا بالشهادة له؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن شَهِد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمتُه ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))؛ [متفق عليه].
فما معنى الروح التي ذُكِرت في الآيات أو الأحاديث؟
في مثل قوله -تعالى-: ﴿ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴾ [مريم: 17]، فهي هنا بمعنى (جبريل)، وفي قوله -تعالى-: ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 91]، بمعنى: القوة التي تُحدِث الحياة في الكائنات، وهي التي عناها الله - سبحانه - بقوله: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85]؛ فهي من علم الله، وأن الله - سبحانه - خصَّ نفسه بمعرفة كُنْهِها، وهو وحدَه الذي يمنحها القوة، فتدب الحياة في أصحابها، أو يأخذها فتصبح الأجسام هامدة، وهذه القوة التي أودعها الله - عز وجل - في آدم، وهي بلغة القرآن: "النفخ فيه من روح الله"، قال -تعالى-: ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 29، ص:72]؛ أي: أودعته القوة التي لا يعرفها ولا يسيطر عليها سواه، فجاء آدم.
وأودع هذه القوة رَحِم مريم العذراء التي أحصنتْ فرجها والتزمتِ العفاف وعدم مخالطة الرجال، ونتيجة لنفخ روح الله في رحم مريم؛ أي: إيداع الله القوة التي تخلق الكائن الحي في رحم السيدة العذراء - جاء السيد المسيح، ومن هنا تجيء الآية الكريمة: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59]، كما قال الله -تعالى- عن جنس الإنسان: ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾ [السجدة: 9].
وأيضًا، فإن الله -تعالى- أعطى لعيسى - عليه السلام - هذه القوة ليستعملَها - كمعجزة أمام بني إسرائيل - في هيئة الطير التي صنعها من الطين، ثم نفخ فيها فأصبحت طيرًا - بإذن الله؛ كما قال -تعالى-: ﴿ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 49].
وما معنى النفخ الوارد في الآيات؟
قال الباحثون المسلمون: إن معنى النفخ هو تحصيل آثار الروح؛ أي: أن تدبَّ الحياة في الأجساد، ويقولون: إن مَنْح الله القوة في كل الأرحام ضروري للحمل والحياة، وإن كثيرًا من الأزواج يلتقون بزوجاتهم، ولا يحصل حملٌ مدَّةً من الزمن؛ لأن الله - سبحانه - لم يمنحْ هذه القوة التي يبدأ بها الحمل، أو تبدأ بها الحياة، ثم يتفضَّل الله عندما يشاء، فيمنح هذه القوة ويبدأ الحمل، ومعنى هذا أن نفخ الروح في الأرحام ضروري لكل البشر، وإنما ورد النص في حالتي آدم وعيسى؛ لأن الخلق في آدم، والحمل في عيسى جاءا بغير الطريق الطبيعي، ولكن بالنسبة لله - سبحانه وتعالى - تستوي كل الطرق.
ولعله يرتبط بهذا ما ذكره ابن هشام حول تفسير قوله -تعالى-: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 6]؛ فإنه يذكر أن عيسى - عليه السلام - كان ممَّن صوِّر في الأرحام كما صوِّر غيره من بني آدم؛ [سيرة ابن هشام، ج2، ص161، نقلاً عن كتاب المسيحية د/ أحمد شلبي، ص39].
وعلى هذا، فكلمة النفخ التي تكرَّر ورودها في القرآن الكريم متصلة بخلق آدم، أو بخلق عيسى - عليهما السلام - أو بخلق طيرٍ من الطين، أو متصلة بالنفخ في الصور، نذكر أن المفسرين يرون أن معنى النفخ هو تحصيل آثار الروح؛ أي: أن تدبَّ الحياة، فهو تسلط الإرادة بالحياة في حالة آدم وعيسى، وهيئة الطير التي أعدها عيسى، وتسلط الإرادة بالبعث يوم القيامة، وكلمات المفسرين التفصيلية هي:
أصل النفخ: إجراء الريح في تجويف جسم آخر، ولما كان الروح يتعلق أولاً بالبخار اللطيف المنبعث من القلب، وتفيض به القوة الحيوية فيسري حاملاً لها في تجويف الشرايين إلى أعماق البدن، جعل التعلق بالبدن نفخًا، والمقصود تعلق الإرادة على كل حال.
وعلى هذا فخلق عيسى على هذا النمط هو على نمط خَلْق آدم، وخلق الطائر من الطين الذي جعله عيسى على هيئة الطير، وهو تصرف لا يحتاج لجهد، ولكن المسيحيين عندما اتخذوا ذلك وسيلة لتأليه "عيسى" عقدوا الأمور، وصوروا عيسى ابن الله، والله - سبحانه - لم يَلِدْ ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا أحدٌ"؛ [المسيحية، د/ أحمد شلبي، ص38 - 41].
وأين هذا من قدرته -تعالى- القائل: ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾؟ [النحل: 40]. ولذلك فكما بيَّنا معنى "الروح" و"النفخ"، نذكر معنى الكلمة التي وردت في قوله -تعالى-: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171]، والكلمة هي كلمة التكوين، أن يقول للشيء: "كن" فيكون، وهذا استئناس بالإنجيلِ في موقفه الذي يتفق مع القرآن في قصة مولد عيسى - عليه السلام - حيث يشترك الإنجيل مع القرآن في تبرئة أم عيسى مما رماها بها اليهود، من فاحشة وخيانة، فتذكر الأناجيل أن أم عيسى قد حملت به قبل أن تتصل بيوسف النجار، وأن حملها تم وهي ما زالت بكرًا لم يقربها إنسان.
يقول متى: "أما يسوع المسيح، فقد تمَّت ولادته هكذا: كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف، وقبل أن يجتمعا معًا، وجدت حُبْلى من الروح القدس، وإذ كان يوسف خطيبها بارًّا ولم يُرِدْ أن يشهِّر بها قرَّر أن يتركها سرًّا، وبينما كان يفكر في الأمر إذا ملاك من الربِّ قد ظهر له في حلم يقول: يا يوسف بن داود، لا تخفْ أن تأتي بمريم عروسك إلى بيتك؛ لأن الذي هي حبلى به إنما هو من الروح القدس، فستلد ابنًا وأنت تسميه "يسوع"؛ لأنه هو الذي يخلِّص شعبه من خطاياهم، حدث هذا كله ليتم ما قاله الرب بلسان النبي القائل: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا...، ولما نهض يوسف من نومه فعل ما أمر به الملاك الذي من الرب، فأتى بعروسه إلى بيته، ولكنه لم يدخل بها حتى ولدت ابنًا فسمَّاه يسوع"؛ [متى، إصحاح، 1 (18 - 25) بتصرف].
وكذلك نص إنجيل لوقا ببراءة مريم بكلام قريب المعنى من هذا، لكنْ فيه تفصيل كثير؛ [لوقا، إصحاح، 2 (1 - 40)].
فالأناجيل كلُّها تتفق على براءة مريم العذراء مما افتراه يهود، وكما قال الله -تعالى-: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59].
إن مَن يرى قدرة الله -تعالى- في خلق آدم - عليه السلام - من تراب، ومن غير أب ولا أم، لا يتعجَّب من خلق عيسى من أمٍّ دون أب، فإن الذي خلق آدم من غير أب ولا أم، وخلق حواء من غير أم، قادرٌ على أن يخلق عيسى من غير أب، وما العجب في ذلك؟! وقد تنوعت دلائل قدرته -تعالى- فخلق آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حواء من ذكر دون أنثى، وخلق عيسى من أنثى دون ذكر، وخلقنا جميعًا من ذكر وأنثى، فتمت دلائل قدرته - سبحانه وتعالى - وذلك كله ليس بشيء إذا قيس إلى قدرته -تعالى- في خلق السموات والأرض، كما قال: ﴿ لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [غافر: 57]، ودلائل قدرته -تعالى- في سائر المخلوقات والأشياء: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44].
وإنَّ خَلْق عيسى من غير أب ليس بأعجب من خلقنا نحن من نطفة أو من ماء مهين، فسبحان الله: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36]، إن خلق عيسى - عليه السلام - من أنثى بلا ذكر معجزة إلهية، أراد الله -تعالى- أن يُعلِمَ بها بني إسرائيل - وغيرهم - أن قدرته لا تتوقَّف في الخلق على تزاوج ذكر وأنثى، ولا تتوقف على الأسباب المادية، وإنما الله -تعالى- قادر على أن يخلق بأسباب، وبغير الأسباب، بل وبضد الأسباب، ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [يس: 82 - 83].