الخميس، 20 أكتوبر 2022

تصحيح مفاهيم:

 تصحيح مفاهيم:

من جناية مذهب ادعاء الدليل أو اللامذهبية على الشريعة: هو تجرؤ الجهال على الإنكار في مسائل الخلاف وتخطئة العلماء بزعم أنهم خالفوا الدليل...
فحينما تكتب مسألة على مذهب السادة المالكية مثلا يتهاطل عليك بعض الجهال من كل مكان بتعليقات بعضها تجمع بين سوء الأدب والجهل من قبيل "نحن نتبع الدليل لا المذهب" و"الحديث واضح"
وكأن جميع العلماء فاتهم الحديث ثم عرفه هذا الجهبذ العبقري فلتة الزمان ..
ورحم الله مالكا حين سئل: "يا أبا عبد الله هل عرفت حديث البيِّعان بالخيار !؟
قال له: نعم، وأنت تلعب مع الصبيان في البقيع".
وقال له آخر: "لِم رَويت حديث (البيعان بالخيار) في الموطأ ولم تعمل به ؟
فقال له مالك:
لِيعلم الجاهل مِثلك أنّي على عِلم تركته".(1)
وهؤلاء لا يعرفون معنى"الدليل" الذي يلوكونه بألسنتهم،
ولا يعرفون الدلالة والاستدلال
ولا العلة
ولا المناط
ولا الخصوص ولا العموم
ولا المقيد ولا المطلق ...
فهم أجهل الناس بأصول الفقه فقط يسارعون للاعتراض على كل متكلم.
ورحم الله البلقيني إذ قال:"إن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض"(2)
ومن مبرراتهم السخيفة لنقض أقوال المذاهب قولهم: أن الأئمة أمروا بترك أقوالهم إذا عارضت "الدليل "
كقول مالك مثلا: كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر.
وقول الشافعي: إذا رأيتم قولي خالف قول رسول الله فاضربوا بقولي عرض الحائط.
و نحو ذلك من كلام الأئمة ..
فلا يدري المساكين أن هذا الكلام ليس لهم
إنما لمن له أهلية النظر والترجيح من المجتهدين
فالإمام مالك لم يقل: (كل واحد يأخُذ و يرُد بلا أهلية).
والشافعي إنما يخاطب المجتهدين المتأهلين للنظر الذي أحاطوا بالأدلة وعرفوا راجحها ومرجوحها و ناسخها ومنسوخها وعمومها وخصوصها ومطلقها ومقيدها..
فالكلام لهؤلاء ولكن العامي المتجرئ ظن أن الكلام له!
قال العلامة القرافي رحمه الله في شرح تنقيح الفصول: ومما شنع على مالك رحمه الله مخالفته لحديث بيع الخيار مع روايته له، وهو مهيع متسع ومسلك غير ممتنع، ولا يوجد عالم إلاّ وقد خالف من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام أدلة كثيرة ولكن المعارض راجح عنها عند مخالفتها.
وكذلك مالك ترك هذا الحديث لمعارض راجح عنده وهو عمل أهل المدينة
فليس هذا باباً اخترعه ولا بدعاً ابتدعه.
ومن هذا الباب ما يروى عن الشافعي - رضي الله عنه - أنه قال (إذا صح الحديث فهو مذهبي أو فاضربوه بمذهبي عرض الحائط)
فإنه كان مراده مع عدم المعارض.
وهو مذهب العلماء كافة وليس خاصاً به، وإن كان مع وجود المعارض فهذا خلاف الإجماع فليس هذا القول خاصة بمذهبه كما ظنه بعضهم.
ومن فقهاء الشافعية يعتمدون على هذا ويقولون: مذهب الشافعي كذا لأن الحديث صح فيه وهو غلط فإنه لا بد من انتفاء المعارض والعلم بعدم المعارض يتوقف على من له أهلية استقراء الشريعة حتى يحسن أن يقول لا معارض لهذا الحديث،
وأما استقراء غير المجتهد المطلق فلا عبرة به، فهذا القائل من الشافعية ينبغي أن يحصل لنفسه أهلية هذا الاستقراء قبل أن يصرح بهذه الفتوى لكنه ليس كذلك فهو مخطئ في هذا القول"(3)
فهم يظنون أن كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم يُعمل به دون نظر
وهذا خطأ عظيم جعل العوام يتجرؤون على الشرع والعلماء
قال الإمام ابن أبي زيد القيرواني: قال ابن عيينة:( الحديث مضلة إلا للفقهاء )
يريد أن غيرهم قد يحمل شيئا على ظاهره، وله تأويل من حديث غيره، أو دليل يخفى عليه، أو متروك أوجب تركه غير شيء مما لا يقوم به إلا من استبحر في الفقه"(4)
وقال ابن وهب:"لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت.
فقيل له: كيف ذلك؟
قال: أكثرت من الحديث فحيرني.
(و في رواية :كنت أظن أن كل حديث يروى يُعمل به) فكنت أعرض ذلك على مالك والليث، فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا."(5)
فهؤلاء الذين يعترضون على كل كلام ويزعمون أنه مخالف للكتاب والسنة هم أجهل خلق الله بالكتاب والسنة، وبعضهم لا يحسن حتى الكتابة السليمة ثم يعترض على الأئمة المجتهدين ..
قال الشيخ علّيش في فتح العلي المالك:
(‫وقولهم لمن قلد مالكا مثلا نقول لك: قال الله أو قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت تقول قال مالك أو ابن القاسم أو خليل. . . إلخ
جوابه: أن قول المقلد قال مالك إلخ معناه: قال مالك فاهماً من كلام الله أو كلام رسوله
أو متمسكاً بعمل الصحابة والتابعين الفاهمين كلام الله أو كلام رسوله أو المتأسين بفعل رسوله،
ومعنى قوله قال ابن القاسم إنه نقل عن مالك ما فهمه من كلام الله إلخ أو أنه فهمه نفس ابن القاسم من كلام الله إلخ
ومعنى قوله قال خليل مثلا أنه ناقل عمن ذكر مالك وابن القاسم، وهما مجمع على إمامتهما ومن خير القرون
وأما التارك للتقليد يقول قال الله أو قال رسول الله مستقلا بفهمه مع عجزه عن ضبط الآية، والحديث ووصل السند
فضلا عن عجزه عن معرفة ناسخه ومنسوخه ومطلقه ومقيده ومجمله ومبينه وظاهره، ونصه وعامه وخاصه وتأويله وسبب نزوله ولغاته وسائر علومه
فانظر أيهما يقدم؟ قول المقلد قول مالك الإمام بالإجماع أو قول الجهول قال الله أو قال رسول الله؟!!
إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. (6) انتهى كلامه.
وقال أيضا:
(وأمر عوام الناس باتباع الكتاب والسنة كلمة حق أريد بها باطل،
إذ مراده ترك المذاهب المتبعة وأخذ الأحكام من الكتاب والسنة بلا واسطة وهذا ضلال والأمر به أدل دليل على الجهل
إذ من المعلوم لكل أحد أن النصوص منها:
المنسوخ
ومنها المردود لطعن في رواته
ومنها ما عارضه أقوى منه فتُرك
ومنها المطلق في محل وقد قُيّد في محل آخر،
ومنها المصروف عن ظاهره لأمر اقتضى ذلك
ومنها ومنها...
ولا يحقق ذلك إلا الأئمة المجتهدون
وأعظم ما حرر من مذاهب المجتهدين مذاهب الأئمة الأربعة المتّبَعين لكثرة المحققين فيها مع سعة الاطلاع وطول الباع فالخروج عن تقليدهم ضلال والأمر به جهل وعصيان‬"(7). انتهى كلامه.
فلو حققنا النظر في هؤلاء الذين يظنون أنهم يتبعون الكتاب والسنة لوجدنا أنهم يتبعون فهم بعض المعاصرين للكتاب والسنة فتركوا فهم الأئمة المجتهدين إلى فهم هؤلاء فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير!
نسأل الله الفهم !
المصادر:
(1)انتصار الفقير السالك للراعي(ص 225)
(2)محاسن الاصطلاح للبلقيني (ص 176)
(3)شرح تنقيح الفصول (449/1)
(4)الجامع (ص 118)
(5)ترتيب المدارك وتقريب المسالك (3/ 236)
(6)فتح العلي المالك (100/1)
(7)فتح العلي المالك (109/1)
منقول بتصرف يسير.

6 تأمـــــــــلات شــــرعيــــــة

 تأمـــــــــلات شــــرعيــــــة (6) ...

يجب علينا أن نفرق بين الإنسان وصفاته فهناك صفات طيبة ومحمودة في بعض الكافرين لا يحملنا كفره على ذم تلك الصفات المحمودة فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأشج بن عبد قيس عندما وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن فيك خصلتان يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة).
وهناك صفات محبوبة محمودة مثل النضال والوقوف أما الظلمة والطغاة والمتجبرين ،والدفاع عن ح...قوق المظلومين ،ففي مدح الأحزاب الشيوعية –مثلاً- أو غيرهم ينصب المدح على هذه الصفات وليس على أشخاصهم ،فنحن نمدح الأحزاب من أجل هذه الصفات الحميدة ولا نمدح الحركات الإسلامية التي تضرب أقوامهم وتقاتلهم لأنها غير حميدة ربما نقتدي بعبد الله بن أبي سلول من حيث لا تدري!
قد يتساءل بعض المسلمين فيقول (عن الله سبحانه وتعالى قال (ولن نجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً ) والآن الكافرين هم الذين سيطروا على المسلمين وأمورهم بأيدي أولئك فكيف حدث ذلك؟فيقال في الجواب هؤلاء كفرة بصفات مؤمنة انتصروا على المسلمين الذين صفاتهم صفات الكفر والكفرة كالتحاسد والتفرقة ومحاربة بعضهم البعض والحقد والبغض و...الخ
قال ابن تيمية رحمه الله (إن الله لينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة).
• (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها) من قتل مؤمناً من أجل إيمانه وليس من اجل ماله أو شيء آخر فتختلف ألأحكام حسب النيات والمقاصد.
تأمـــــــــلات شــــرعيــــــة (5) ...
هناك أحكام عمومية وأحكام جزئية:
يجب أن نفرق بين الأحكام الجزئية والأحكام العمومية ، فلا نسحب الأحكام الجزئية على الأحكام العمومية،فقد يأتي نص في حكم جزئي معين ،من الخطأ أن نجعله قاعدة فندخل تحتها كل الحالات والأشخاص.
على سبيل المثال (الكفر ملة واحدة) فهذا القول ليس بآية ولا حديث ،بل يقال انه قول الإمام الشافعي رحمه الله ، وهو رحمه الله لم يأت به ليتعامل المسلم مع الكافرين على ضوءه ، بل قال هذا القول في مسألة الميراث فقد (قال إبن الكثير) استدل الشافعي وغيره على أن الكفر ملة واحدة فورث اليهودي من النصراني وبالعكس بخلاف أحمد . فنحن نعلم أن الكافرين ليسوا كلهم سواء فيجب أن نفرق بينهم ،قال تعالى] ليسوا سواءٌ من أهل الكتاب امة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين _وما يفعلوا من خير فلن يكفروه _ والله عليم بالمتقين[وقال تعالى ] ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك[ وقال تعلى ] لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا....ولتجدن أقربهم مودةً[ ويقول تعالى ]لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...إنما ينهاكم [ فهذه الآيات الكريمة تفرق بين الكافرين ولا تجعلهم في مرتبة واحدة.
وكذلك يجب في تعاملنا معهم أن نفرق بينهم فلا نجعل كلهم من أشد الناس عداوة وإلا كيف صح لنا زواج الكتابيات ومعاشرتهن وكيف صح لنا وأحل لنا طعامهم وزيارتهم ومصاهرتهم...؟
تأمـــــــــلات شــــرعيــــــة (4) ...
الفرق بين أحكام الحرب وأحكام السلم :
إن أحكام الحرب تختلف عن أحكام السلم ،ويجب علينا أن نفرق بين الآيات التي نزلت أيام الحرب والآيات التي نزلت في زمن السلم فنضع كل آية في موضعها.
فمثلاً قال الله سبحانه وتعالى ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ..) وقال الله تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم...) .ومع كل هذا روى البخاري في صحيحة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) توفي ودرعه مرهونة عند يهودي ) وللمسلم ان يتزوج من أهل الكتاب ان لم يكن هناك حرب بينهم وبين المسلمين وهي تبقى على دينها ولا يجبرها قال تعالى ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)
وهناك اختلاف بين السلف في إبداء السلام مع اليهود والنصارى وجواب سلامهم ،وقد قيل :عدم إبداء السلام لهم وتضييقهم في الطريق كان ذلك حكماً خاصاً ببني قريظة عندما أنطلق المسلمون إليهم ،وكل ذلك زمن الحرب ،ذكر ذلك الإمام ابن القيم في (زاد المعاد) عام الوفود.
ففي زمن الحرب لا يبدأون بالسلام .أما في زمن السلم فقد قال تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها)
تأمـــــــــلات شــــرعيــــــة (3) ...
التعاون على ماذا ؟ وليس التعاون مع من ؟
قد يعترض البعض فيقول :لماذا تتعاونون مع الأحزاب الشيوعية والعلمانية ؟
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن (حلف الفضول) (ما شهدت من حلف إلا حلف المطيبين وما أحب أن انكثه وأن لي حمر النعم) ومن مرسل طلحة بن عوف نحوه وزاد (ولو دعيت به اليوم في الإسلام لأجبت).
وقال الله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقد رأينا في (وثيقة المدينة) التي كتبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيقول عن اليهود (وان بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم).
• التعاون في صد فيضان المدينة أو حريق عام أو ..الخ.
تأمـــــــــلات شــــرعيــــــة (2) ...
مـــاهـــو الفـــرق بين التقييــــم والتعـــامـــــل:
... إن تقييمنا الإنسان ما يختلف عن التعامل معه، فالتقييم شيء والتعامل شيء آخر.فليس بالضرورة إذا كان تعاملك مع إنسان ما حسن وجيد أن يكون تقيمك له أيضاً حسن وجيد.
•فالله سبحانه قد قال عن اليهود – مثلاً ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ..[ وقال تعالى أيضاً *ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم..) فهذا هو التقييم.
أما عن التعامل معهم ، فقد كتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوثيقة في المدينة والتي هي الدستور في لغة العصر فجاء فيه(وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم،إلا من ظلم وأثم فانه يؤاخذ إلا نفسه وأهل بيته وأن ليهود بنى النجار مثل ما ليهود بني عوف ،وان ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف،و ..وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ،وان بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم :وانه لم يأثم امرؤ بحليفه وان النصر للمظلوم ،وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين...).
وفي صحيح البخاري ( توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودرعه مرهونة عند يهودي).
•وكذلك قال سبحانه وتعالى عن الوالدين المشركين ]وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً[.
فمن ناحية ( التقييم) :إن الوالدين هنا مشركين كفرة لا يرضى الابن عن دينهما ،أما من ناحية (التعامل) فيجب على الابن البار مصاحبتهما في الدنيا معروفاً.
فتعاملنا مع إنسان ما ليس معناه رضاؤنا عنه وعن دينه ومبادئه وإلا لما كنا نختلف معه.
•وكذلك قوله (صلى الله عليه وسلم) (بئس أخو العشيرة)
لقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالرحمن الرحيم ،وقال المفسرون:رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.أي إن إحسان الله سبحانه يعم المسلمين والكافرين في الدنيا،أما في الآخرة فيخص المسلمين ولذلك نرى الله سبحانه يرزق أناسا مشركين كفرة وملحدين وعابدي الأوثان يسبون الله ورسوله ومع هذا يرزقهم ويحلم عنهم، أما في الآخرة فينتقم منهم ولا يرحمهم. قال تعالى ]ورحمتي وسعت كل شيء [ فهذه في الدنيا أما في الآخرة فسأكتبها للذين يتقون فهو تعالى (حليم في الدنيا) و(منتقم في ألآخرة).
وقال تعالى ( لا إكراه في الدين)
فالدولة ألإسلامية ليست معناها دولة المسلمين . وذلك لأنه قد تعيش أجناس مختلفة تحت راية الدولة الإسلامية كاليهود والنصارى والمجوس وغيرهم كما رأينا في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم.
فكما يقال (كل مسلم إسلامي وليس كل إسلامي مسلم) تأملات شرعية .. الفرق بين أحكام الباطن وأحكام الظاهر:
نحن علينا الظاهر وليس الباطن فـ (إنما الأعمال بالنبات) فهذا للآخرة أما في الدنيا (إنما النيات بالأعمال) وقد قالوا لاتصرف عنوان التصور وقد قال عمر بن الخطاب :اناالوحي قد انقطع فمن أظهر لنا الحسن عاملناه بالحسنى ومن أظهر لنا غير ذلك عاملناه حسب ذلك وليس علينا معرفة السرائر..أو كلاماً هذا معناه. وهناك المصالح المشتركة التي تربط بين الطرفين فيتعاونان معاً ليحقق كل منهما مصلحته الخاصة.
*مثال : دليل الهجرة حيث كان كافراً فعل ذلك مقابل المال وليس لله بخلاف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر الصديق (رضي الله عنه) .
* وكذلك قول الله تعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد ألآخرة)
يقول الأستاذ ألنورسي : ( أنت تحفر بئراً تريد الماء ، فيأتي شخص فيقول..أنت تبحث عن الذهب وسأساعدك بشرط أن يكون نصف الذهب لي). فإذا اخرج الذهب فليكن مناصفة حيث لا تخسر شيئاً .وإذا أخرج الماء إلى حال سبيله!

كل الجماعات والفرق الإسلامية تدعي إتباع الكتاب والسنة أما السلفيون يضيفون عليه عبارة اخرى وهو بفهم السلف فما هو فهم السلف؟!!!

 كل الجماعات والفرق الإسلامية تدعي إتباع الكتاب والسنة أما السلفيون يضيفون عليه عبارة اخرى وهو بفهم السلف فما هو فهم السلف؟!!!

فَهْمُ السَّلَفِ .. تَوْضِيحٌ لِحَقِيقَةِ الأَمْرِ .. !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ..

فهذه رسالة صغيرة الحجم , قليلة الكلام , قصدتُ فيها إزالة الإشكال عما يتردد على بعض الألسنة , فيما يتعلق بفهم السلف في الأصول والفروع , وهل دعوى اتِّبَاع السلف والفهم بفهمهم يجوز تسليمها لكل من ادعاها , وما هي طريقة الفهم عنهم.

راجيا من المولى تبارك وتعالى أن يبصر بها أعينا ويسمع بها آذانا ويفتح بها قلوبا وينير بها عقولا ويجمع بها متفرقا من امة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

مقدمة:
كثيرا ما يدخل الناس في مشاحنات وخلافات , سواء كانت في مجال الأصول العقدية أو الفقهية أو مسائل الفروع .
ويرفع البعض شعار فهم السلف , ومنهم من هن صادق في كلامه , ومنهم من يظلم السلف ويظلم نفسه قبلهم بهذا الادعاء!!
فهم السلف هو ما استنبطوه من النصوص الشرعية .. هذا لا يختلف فيه أحد أبدا .







وكلامهم على العين والرأس طبعا .. لأن السلف هم أجيال شهد لها النبي (صلى الله عليه وسلم) بالخيرية , ولا يضاهي أجيال أي جيل آخر من أجيال الإسلام , هذا أمر يتفق عليه كل من يهتم بقضايا فقه السلف وفكرهم وعقائدهم.







لكن الإشكالية في التحدث بلسان السلف ..







ووجه الإشكال: أن بعض الناس يعيشون في القرن الخامس عشر الهجري ويقولون قال السلف كذا وكذا .







وعند اختلاف وجهات النظر يقولون نحن لا نأخذ بآراء الخلف , بل كفانا رأي السلف فيما نقول ننتج.







نقول لهم مهلا أحبتنا الكرام..















النقطة الأولى:















هل رأيتم رجلا من السلف بأعينكم؟







هل عايشتم منهم أحدا بشحمه ولحمه؟







من أين أتيتم بمعلوماتكم عن السلف وأقوالهم وأفعالهم وفتاويهم ومواقفهم من القضايا المختلفة؟







بالطبع إما أن تكونوا قرأتموها في كتبهم , أو أخبركم بكلامهم من تثقون فيه .







وهنا ينحل الإشكال كله بإذن الله تعالى .







فمنهج السلف لم يصل إلينا إلا عن طريق من عاصرهم وعايشهم من أجيال علماء الخَلَف.







والخلف هم الناقلون لمذهب السلف وهم الحاملون إلينا آراء السلف , لأنه يستحيل قطعا أن تنتقل إلينا آراء السلف واجتهاداتهم بغير واسطة زمنية .







هذه الواسطة هي علماء الخلف .















النقطة الثانية:















علماء الخلف تلامذة علماء السلف: وهم أكثر الناس فهما لكلامهم ومعرفة بأحوالهم وفتاواهم.







ويستحيل أن يعيش بين أظهرنا في القرن الخامس عشر الهجري رجل يعرف منهج السلف أكثر من تلاميذهم من علماء الخلف.







فكما كان الصحابة رضوان الله عليهم أعلم بمنهج النبي (صلى الله عليه وسلم) من غيرهم الذين جاءوا بعدهم , فكذلك علماء الخلف الأوائل أعلم بمنهج علماء السلف من الذين جاءوا بعدهم في العصور , فضلا عنا نحن بالطبع.















النقطة الثالثة:















نرى جميعا أن الخلف أدّوا ما عليهم من الأمانة في نقل مذاهب السلف إلي من بَعدهم , وأنهم فهموها من خلال معايشتهم للسلف أنفسهم.







وكما هي العادة نسجوا على منوالهم , ولكن بما يجد من أساليب العصر من الطرق والمصطلحات الجديدة.







مثلما فعل التابعون وتابعوهم في تطوير مذهب الصحابة وترتيبه ووضع قواعد لفهمه , فخرج إلينا كتاب مثل رسالة الشافعي رحمه الله فيها مصطلحات لم يستخدمها الصحابة , وموطأ مالك والمدونة عنه , ومسند أحمد وتعليقات يحيى بن معين في الجرح والتعديل.







وكلها مصطلحات وقضايا لم يصنفها الصحابة ولم ينطقوا بها, ولكنه تطور في اللغة يحكم على أهل العلم في كل عصر أن يستخدموا مصطلحاته وأساليبه حتى يفهم الناس عنهم منهج السابقين من السلف.







وعلى هذا فمنهج الخلف مرتبط بمنهج السلف , وهو تطوير للمصطلحات وطرف التناول ليس أكثر.







لأننا لو اتهمنا أجيال الخلف بعدم الأمانة في نقل مذاهب السلف , فنحن أيضا نتهم صحة وصول كل معلومة إلينا.







لأن القرآن الكريم تعلمه الخلف من السلف , وكذلك السنة النبوية تعلمه الخلف من السلف , وكذلك بقية فنون العلم.







فلو افترضنا خيانة الخلف للأمانة , من يدرينا أن صحيح البخاري الذي بين أيدينا هو نفس الكتاب الذي ألفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه؟







ومن يدرينا أن الذي نقل إلينا القرآن نقله إلينا ولم ينقص منه حرفا ولم يزد عليه شيئاً.







إذن فأجيال الخلف أمينة علا منهج السلف .







بل وهم أقدر على فهمه منا نحن بآلاف المرات , فهم الذين تلقوا عنهم المنهج مباشرة , وعرفوا أقوالهم ومنهاجهم , كما تلقى الصحابة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مباشرة وفهموا عنه ونقلوا إلينا بطريقتهم وأساليبهم.















النقطة الرابعة:















من يعيش في هذا العصر ويطلب العلم واحد من ثلاثة , لا رابع لهم.







فالأول: رجل طلب العلم على يد شيوخ طلبوا العلم بدورهم على شيوخهم وهكذا إلى أن يتل إسنادهم برجال السلف الصالح , وبالتالي إلى الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم , وقطعا ينتهي مصدر علمهم إلى النبي(صلى الله عليه وسلم).







والثاني: رجل قرأ في كتب السلف أو في كتب من يدعي أنه على منهج السلف , وسمع لأشرطتهم وفتاواهم.







وهذا الرجل بالطبع علمه ناقص , فاقد لأهم شرط من شروط القبول , وهو السند المتصل الذي يشهد بصحة فهمه عن السلف.







لأن الذي سمع كلاما يُنسب إلى فلان من أهل العلم , يختلف تماما عن الذي سمع كلاما منه مباشرة أو ممن سمع منه مباشرة بطريق الإسناد المتصل.







فأخبار الصحف مثلا تنقل عن فلان خبرا من الأخبار , ينقلها صحفي إلى الناس , فهل فهم الخبر عن طريق قراءة الجريدة أشد تأكيدا من مقابلة الصحفي نفسه ومعرفة قصده من الكلام الذي يحويه الخبر؟ أو الاثنين أشد تأكيد من الذهاب إلى الرجل الذي نقل الصحفي عنه؟







بالقطع يكون الفهم أَوْكَد وأصح كلما اقتربنا من المصدر , وكذلك إذا تلقينا عن الثقات الذين تلقوا مباشرة عن المصدر.







والثالث: رجل طلب العلم على شيخ مباشر , لكن شيخه منقطع الاتصال بالسلف , بسبب أن احد شيوخه في جيل من الأجيال طلب العلم عن طريق الكتب.







وهذا لا شك انه لا يؤمن عليه الخطأ في الفهم , ومثله مثل الرجل الثاني لأن كلاهما لم يأخذ عمن اخذ عن السلف , وادعى لنفسه فهم منهجهم , لكن هذا العيب في احد شيوخه , وبالتالي فعلمه مشكوك في صحته للشك في صحة علم شيخه هذا.







إذن فليس كل من تَمَشْيَخَ في عصرنا وادعي أنه على فهم السلف ومنهجهم صادق فيما يدعيه.















النقطة الخامسة:















إذا كان الخلف هم تلامذة السلف وناقلو علمهم , فلماذا الهجوم عليهم؟







قد يقول قائل لأنهم خالفوا السلف.







فأقول له : ومن أدراك أنهم خالفوهم؟







هل عاصرت السلف بنفسك حتى تعرف مداخل كلامهم ومخارجه؟ وهل أنت أعلم منهم بشيوخهم الذين تلقوا عنهم مباشرة؟.







فما هو معيار الحكم عندك على كونهم وافقوهم أو خالفوهم؟







هل تقول انك تفهم كلام السلف وتحاكم الخلف على أساسه؟







فمن أدراك بأن فهمك أصح من فهمهم لكلام السلف؟ وأنت لم ترهم ولم تعش معهم؟







وحكمك على الخلف أو على بعضهم بالضلال بدعوى مخالفة السلف ليس من حقك, فلست محاميا عن السلف , ولست تلميذا لأحدهم , ولا حتى لمن تلقى عنهم.







فمن يضمن لنا صحة فهمك أو صحة فهم شيخك وهو مجرد ناقل عن طريق الكتب , وعن طريق رجل قرأ في الكتب؟















النقطة السادسة وهي خلاصة هذه الرسالة:

1- أن فهم الخلف امتداد لفهم السلف.

2- وأن ما جدّ فيه من مصطلحات ليس ابتداعا ولا اختلاقا في الدين ولا مخالفة لمنهج السلف , بل هو تسهيل لمنهج السلف وكيفية توصيله إلينا بوسائل العصر ومصطلحاته.

3- وأن فهمنا عن السلف لا يكون صحيحا إلا لو أخذنا عنهم مباشرة لنعرف مدلول كلامهم من خلال معايشتهم , وهذا متعذر , بل مستحيل .. فوجب علينا البحث عن آرائهم عن طريق التعلم على يد الخلف الذين اخذوا العلم عنهم بطريق الإسناد المتصل , لأنهم أكثر الناس فهما للسلف.

4- كل من طعن في الخلف يعتبر طاعنا في السلف , لأن ما وصل إلينا عن طريق السلف لم نعرفه إلا من الخلف . فلو افترضنا أنهم خانوا الأمانة في باب واحد من العلم , فهو اتهام لهم بالخيانة في بقية الأبواب , لأن من يخون في باب لا يمنعه شيء عن الخيانة في آخر.

هذا وصلى الله على نبينا محمد وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

حكم التوسل بالانبياء ؟

 اذا ثبت جواز التوسل في الدعاء بكل مسلم يدعو الله تعالى فمن باب أولى يجوز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم

جاء في سنن ابن ماجه (ط الرسالة) (1/ 497)
عن أبي سعيد الخدري , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج من بيته إلى الصلاة ، فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وأسألك بحق ممشاي هذا ، فإني لم أخرج أشرا ، ولا بطرا ، ولا رياء ، ولا سمعة ، وخرجت اتقاء سخطك ، وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار ، وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، أقبل الله عليه بوجهه ، واستغفر له سبعون ألف ملك.
وفي لفظ مسند الإمام أحمد ط المكنز (4/ 1748)
وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته .
ورواه أيضا ابن الجعد في مسنده (ص: 299) ومصنف ابن أبي شيبة (7/ 29) والدعاء للطبراني (ص: 149) وعمل اليوم والليلة لابن السني (ص: 77) والدعوات الكبير للبيهقي (1/ 47)
قال الحافظ أبو محمد الدمياطي المتوفى سنة 705 هـ في كتابه المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (ص: 468) رواه ابن ماجة وإسناده حسن إن شاء الله .
ونقول لمن ضعف هذا الحديث بسبب انه من رواية أبي الحسن عطية بن سعد عن جنادة الحدني القيسيي الكوفي العوني، فإن الحافظ المزي حسّن له أحاديث، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله تعالى، وله أحاديث صالحة، نقل ذلك العلامة مغلطاي (المتوفى: 762هـ) في شرح سنن ابن ماجة لمغلطاي (ص: 1294)
وقال البوصيري الكناني الشافعي (المتوفى: 840هـ) في كتابه مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (1/ 98) ... لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده .
وقال الزبيدي في كتابه اتحاف السادة المتقين (5/ 89) ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد من رواية محمد بن فضيل بن غزوان ومن رواية أبي خالد الأحمر وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني من رواية أبي نعيم الكوفي كلهم عن فضيل بن مروان وعطية العوفي صدوق في نفسه حسن له الترمذي عدة أحاديث بعضها من أفراده .
وقال الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار في تخريج الأذكار " 1/268 حديث حسن، أخرجه أحمد، وابن ماجة، وابن خزيمة في " كتاب التوحيد "، وأبو نعيم الأصبهاني، وفي " كتاب الصلاة " لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد ... فذكره، لكن لم يرفعه، فقد أمن بذلك تدليس عطية العوفي .
وقال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 265: وحسنه شيخنا الحافظ أبو الحسن [علي بن الفضيل المقدسي] رحمه الله.
وقال الحافظ العراقي (المتوفى: 806هـ) في كتابه تخريج أحاديث الإحياء = المغني عن حمل الأسفار (ص: 384) : من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد حسن.

نقاش مستفيض حول تكفير المسلم

 نقاش مستفيض

==============
نقاشٌ جرى بيني وبين أحد الشباب من الذين سلكوا منهج الغلو في التفكير والحكم بالضلال والردة عن الدين على عوام الناس ولكنه على قدرٍ جيد من الادب في الجدال ولذلك كان هناك نوعا من التفاهم في الكلام ..
مشكلة الغلاة دائما ومحور تفكيرهم حسب فهمي لهم ومن خلال نقاشاتي المتواصلة معهم يدور حول نقطة فاصلة وهي غياب الاتزان في التفكير او بمعنى آخر التطرف في فهم النصوص وهذا ناجمٌ من غياب او ضمور الالية الموصلة لفهم النصوص و لذلك تجد السمة المشتركة بينهم هي انعدام ولا اقول –ضعف – بل انعدام المنهجية في الطرح .
وهذه ايضا مصدرها الالية الخاطئة في طلب العلم المبنية على ما يسمى ب (فقه الدليل )
والتي جعلت النصوص كلأ مباحا لكل احد ورفعت سلطان العلم المؤصل عن النص وبالتالي تكون لدينا مذهب جديد اسمه (اللامنهجية )
طبعا بداية النقاش كانت حول مسائل الجهاد وجهاد الطلب وجهاد الدفع والخلافة وكان يرى ان الذي حصل في عام 2014 اقامة للخلافة المنشودة والواجب على كل مسلم نصرتها والانظمام اليها ..
ومن ثم تناقشنا حول الجماعات الاسلامية الاخرى الموجودة في الساحة الجهادية وسارع الى الحكم بضلالها وانها تهدف الى تعويق اقامة الدين وتحكيم الشريعة .
من جانب آخر كان في كل نقطة يحاول ان يلمز كل من يمارس العمل الدعوي السلمي او المظاهرات او الحركات الاحتجاجية بالجبن تارة وبسلوك غير سبيل المؤمنين تارة آخرى .
والعجيب انني حين كنت اطلب من الحجج والقرائن على صحة طرحه كان يأتيني باقوال بعض العلماء او قل الدعاة المعاصرين او يسوق احداث جرت في بلد معين في فترة ما للاستدلال على صحة طرحه !!
وعلى طول النقاش معه كان الرجل يقفز من نقطة الى آخرى ..
فمثلا حين احاججه عن مسألة علمية معينة من جانب التأصيل لكي أصل معه الى نقطة مشتركة مباشرة يقفز الى الاستدلال بالواقع وحين اناقشه بالواقع يقفز الى التأصيل .
وبعد ساعات من النقاش المتواصل لم يكن حصادنا من النقاش الوصول الى نقطة مشتركة ننطلق منها بل زادت نقاط الاختلاف والتضارب .
وكما قلتُ سلفا ..
اصل المشكلة هو غياب المنهجية في التفكير الناتجة عن غياب اصول طلب العلم بشكل عام والله المستعان .

مذاهب أهل السنة في العقيدة (الأشاعرة، الماتريدية ،أهل الحديث)

مذاهب أهل السنة في العقيدة (الأشاعرة، الماتريدية ،أهل الحديث)

وقد ذكر الإمام السفاريني أن أهل السنة في العقيدة
٣ مذاهب:
1) الأثرية: وإمامهم أحمد بن حنبل....
2) والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري.
3) والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدي"
[ قيمة وحدة الصف عند العلماء ]
اهل السنة اليوم ينقسمون إلى طوائف عقدية معلومة لدى الجميع .
ويوجد غلاة من كل طائفة من هذه الطوائف الثلاثه، يقولون أنهم على حق ، وغيرهم على الباطل وهم الأولى بتسميتهم اهل السنة ، بل يوجد ممن ينتسبون لطائفة من هؤلاء كفرت الأخرى، وانا قد رأيت بعيني من الغلاة هؤلاء من كفر الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله الملقب بسلطان العلماء وبائع الأمراء.
واليوم أثيرت الفتنة من جديد والأمة مستباحة .
و الامام الاشعري والامام ابو منصور الماتريدي رحمهم الله، هذان العالمان الجليلان كان دفاعهما عن العقيدة الاسلامية ، وقد أقر لهم أهل الحديث من أهل السنة بالفضل والمكانة فنقلوا عنهم وترضوا عليهم ودعوا لهم بالرحمه فهذا المحدث البيهقي ينقل عن الاشعري وابن فورك والحافظ ابن عساكر وغيرهم الكثير.
و يعتبر الأشاعرة بالإضافة إلى الماتريدية، أنهما المكوّنان الرئيسيان لأهل السنة والجماعة إلى جانب فضلاء الحنابلة (أهل الحديث والأثر)، فالحنفية معظمهم ماتريدية، والشافعية والمالكية وبعض الحنابلة وبعض الظاهرية أشاعرة.
وهذه بعض كلمات لعلها تجد آذانًا صاغية وقلوبًا واعية تعي خطورة ما يحدث .
لمتعصبة الأشاعرة والماتريدية نقول لهم:
ها هم الكثير من علماء الأشاعرة والماتريدية من يثني على تقي الدين بن تيمية رحم الله الجميع ، كالحافظ بن حجر والسيوطي وملا على القاري، ولو جلسنا نعدهم لاستغرق معنا مجلدًا، وهم في نفس الوقت يعلمون أنه يخالفهم!
إذن لماذا أثنوا عليه، ولم يقولوا مجسم مبتدع ضال، كما تقولون!!
لأن الحامل لهم على ذلك الدين والانصاف ومقاصد الشريعة العظيمة، والأخوة الإيمانية وليس تملقًا لأحد.
ولمتعصبة السلفيين نقول:
قال ابن تيمية في المجموع الفتاوى (3|228): "والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين، وطلبا لاتفاق كلمتهم، وإتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة ".
سؤالي: كيف يؤلف بين قلوب الحنابلة والمبتدعة الضالين؟!! كما تقولون!!
وفي معركة شقحب: قَدِمت طائفة كبيرة، فيهم كبار الأمراء من أمثال (رُكْن الدين بيبَرس الجاشَنْكير). ثم قَدِمَت بعدهم طائفة أخرى فيهم بَدر الدين أمير السِّلاح وأَيْبَك الخَزِنْدار.
وكان (تقي الدين بن تيمية رحمه الله) يقاتل إلى صفهم ضد التتار ويحرضهم وكان يُحلِف: إنكم في هذه الكَرّة مَنصورون.
وأسماء الأمراء التي تقدم ذكرها، كلهم أشاعرة.
ووالله إن ابن تيمية رحمه الله لم يقل لهم من كان منكم (أشعريًا أو ماتريديًا لا يقاتل معنا). ومن كان حنبلي فهو معي، فهذا تقي الدين بن تيمية رحمه الله الذين تتغنوا به، ونقولات كثيرة لا مجال لذكرها.
وإليك أشد من سابقتها لعلك تدرك معنى تصرفات العلماء.
ذكر صاحب ذيل الطبقات (1/205) في ترجمة الأخ الأكبر للموفق رحمهما الله أنهما كانا يجاهدان مع صلاح الدين.
ولما نزل صلاح الدين على القدس كان هو وأخوه الموفق صاحب المغني والجماعة في خيمة، فجاء العادل إلى زيارته وهو في الصلاة، فما قطعها ولا التفت إليه ولا ترك ورده... وكان يجاهد في سبيل الله، ويحضر الغزوات ، وصلاح الدين الأيوبي لم يقل له انت حنبلي لا تقاتل معنا لأنك لست من اهل السنة !!.
مع ما لابن قدامة من ردود وردود على الأشاعرة لكن الخلاف شيء والأخوة الاسلامية شيء آخر ويعلمون أن وحدة الصف ضرورة شرعية تقضي على كل خلاف خاصة عندما يُستهدف الدين.
و الإمام الفاتح السلطان صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس ومحررها من الصليبيين ، قال جلال الدين السيوطي عنه كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، شافعي المذهب وأشعري العقيدة وقد كان له اعتناء خاص بنشر عقيدة أهل السنة الاشاعرة وقد أمر صلاح الدين بتدريسها وذكرها وكان صلاح الدين الأيوبي حافظا القرآن وحافظ كتاب "التنبية" في الفقه الشافعي وكان غازيا مجاهدا تقيا ، وقد ألف العلامة النجوي محمد بن هبة كتابا في العقيدة لأهل السنة الأشاعرة وأهداه للسلطان صلاح الدين الأيوبي، فأقبل عليها وأمر بتعلمها حتي للصبيان في الكتاب وصارت تسمي "بالعقيدة الصلاحية" نسبة إلي السلطان صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه..وعندما حرر مصر من الاحتلال الفاطمي وتطهير الازهر منهم، أمر بنشر المذهب السني الاشعري وتعليمه.
وصلاح الدين نفسه وقبله نور الدين الزنكي وبعدهم سيف الدين قطز وبيبرس ومحمد الفاتح وسليمان القانوني و عبد الحميد الثاني و عمر المختار وغيرهم كثير عظماء من أمة الإسلام عبر التاريخ أليسوا مبتدعة (أشاعرة ماتردية) عند غلاة السلفية !؟.. إذن عَلَامَ نتغنى ببطولاتهم
ولولا ضيق الوقت وجدار النشر لنقلت لكم نقولات تحرج الجميع.
أخي المسلم مهما كانت صفتك العلمية ، لا نقول لك اترك معتقدك وما تراه صوابًا، لكن نقول لك، اترك الخلافات جانبًا ودعها لأهل العلم الذين لا يتناقلونها أمام الملأ.
واشغل نفسك بسد ثغر من ثغور الأمة فأعدائها كثر .
أمة تستباح يمنة ويسرة شرقًا وغربًا وابتلينا بأثارة الخلاف بيننا والله المستعان.
لا يتوفر وصف للصورة.

فتوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله حول المولد النبوي

 فتوى الشيخ أحمد حماني رحمه الله حول المولد

✅ قَالَ تِلْمِيذ جَمْعِيَّة العلماء المسلمين وَرَئِيس الْـمَجْلِس الْإِسْلاَمِي الْأَعْلَى بِالْـجَزَائِر سَابِقًا وَالْـمُفْتِي الْشَّيْخ أَحْمَد حَمَّانِي رحمه الله تعالى:
((وَتَوَهَّمَ قَوْمٌ أَنَّ الِاحْتِفَالَ بِالـمَوْلِدِ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ تُوجِبُ لِـمَنْ فَعَلَهَا النَّارَ، وَالَّذِي نَعْرِفُهُ مِنْ تَعْرِيف البِدْعَة أَنَّهَا: "اِخْتِرَاعُ عِبَادَة جَدِيدَة مِـمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلىَ الله وَلَمْ تَثْبُت فِي شَرْعِهِ"، وَلاَ يَصْدُقُ هَذَا التَّعْرِيفُ عَلَى الاِحْتِفَال بِالـمَوْلِد النَّبَوِي لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ عِبَادَة خُصِّصَ بِهَا، وَفِيهِ تَسْبِيحٌ وَتَكْبِيرٌ وَتَهْلِيلٌ، وَلاَ صَلاَة خَاصَّة وَلاَ شَعِيرَة كَالأُضْحِيَّة وَزَكَاة الفِطْر، لَكِن فِيهِ مَدْحُ النَّبِي بِالقَصَائِدِ، وَالأَلْعَابِ، وَالتَّوْسُعَة عَلَى العِيَالِ وَلاَ حَرَجَ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ سَمِعَ النَّبِي مَدَائِحهُ مِن شُعَرَائِهِ مِثْل حَسَّان، وَكَعْب بن مَالِك، وعَبْد الله بن رَوَاحَة وَغَيْرهم، ثُمَّ مَا زَالَ الـمُسْلِمُونَ يَمْدَحُونَهُ إِلىَ اليَوْم...فَإِن اِجْتَمَعَ قَوْمٌ مُؤمِنُونَ وَسَمِعُوا نَشِيداً فِي مَدْحِهِ يَصْدُقُ عَلَيْهِ قَوْل البُوصيرِي:
دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارَى فِي نَبيِّهِمِ
وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحاً فِيهِ وَاحْتَكِمِ
لاَ حَرَجَ فِي ذَلِكَ، وَأُمَّتنَا لاَ تَعْبُدُ مُحَمَّداً، بَلْ تَعْبُدُ رَبَّ مُحَمَّدٍ، وَلاَ تَسْجُدُ لِلْكَعْبَةِ، وَإِنَّمَا تَسْجُدُ لِرَبِّ الكَعْبَةِ، وَمَنْ تَوَهَّم فِيهَا أَوْ اِتَّهَمَهَا بِغَيْرِ مَا قُلْنَا، فَعَلَيْهِ غَضَب الله))
[فَتَاوَى الْشَّيْخ أَحْمَد حَمَّانِي (3/156-157)، مَنْشُورَات قَصْر الْكِتَاب. فَتْوَى مُؤَرَّخَة فِي: 13 سِبْتَمْبَر 1993م، بِعُنْوَان: هَلْ هِيَ ثَوْرَة نُوفَمْبَر أَمْ هِيَ ثَوْرَة الْـمَوْلِد الْنَّبَوِي؟]
✅ وَقَالَ أَيْضًا: ((فَمِيلاَد الرَّسُول الكَرِيم مِيلاَد النُّور وَالرَّحْمَة، وَحَقٌّ عَلَى البَشَرِيَّةِ جَمْعَاء أَنْ تَحْتَفِيَ بِـمَقْدَمِهِ، وَتَحْتَفِلَ بِذِكْرَاهُ اِحْتِفَالاً صَحِيحًا بِإِحْيَاءِ سُنَّتِهِ وَاِقْتِفَاءِ آثَارِهِ وَالتَّعَرُّفِ إِلِى دِينِهِ، وَإِذَاعَةِ شَمَائِله وَإِشَاعَةِ فَضَائِله...وَقَدْ اِعْتَادَتْ الأُمَّة الإِسْلاَمِيَّة كُل سَنَةٍ أَنْ تَحْتَفِيَ بِذِكْرَى مِيلاَدِهِ فِي اليَوْم 12 مِنْ أَوَّل الرَّبِيعَيْنِ، وَأَنْ تَعْتَبِرَ هَذَا اليَوْم عِيداً لَـهَا، يَصْطَبِغُ بِالصَّبْغَةِ الدِّينِيَّةِ، وَإِنْ لَـمْ يَكُن عِيداً دِينِيًّا بِالـمَعْنَى الشَّرْعِيِّ، لِأَنَّ العيِدَ الدِّينِي الشَّرْعِي هُوَ مَا شُرِعَ فِيهِ عِبَادَاتٌ خَاصَّةٌ بِهِ وَسُنَّت فِيهِ أَعْمَال دِينِيَّة يُؤَدِّيهَا الـمُؤْمِنُونَ، وَأَقْوَال يَقُولُونَهَا وَقُرُبَات يُقَدِّمُونَهَا كَالصَّلاَةِ وَالـخُرُوج إِلَيْهَا، وَالتَّكْبِير وَالتَّهِلِيل، وَتَقْدِيم النُّسُك أَوْ إِخْرَاج الصَّدَقَة الوَاجِبَة، وَأُذِنَ فِيهِ تَبَادُل التَّهَانِي وَحُضُور الأَلْعَاب أَوْ القِيَام بِهَا. فَالشَّارِع هُوَ الَّذِي سَنَّ ذَلِكَ أَوْ أَذِنَ فِيهِ وَقَالَ عَنْهُ: "إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيداً وَهَذَا عِيدنَا". وَلَيْسَ الـمَوْلِد بِعِيدٍ دِينِيٍّ بِـهَذَا الـمَعْنَى، لِأَنَّ الشَّارِعَ لَـمْ يُؤَسِّس فِيهِ عِبَادَة خَاصَّة وَلاَ أَمَرَ بِالاِحْتِفَالِ بِهِ، وَلَكِنَّ الـمُسْلِمِينَ أَحْدَثُوهُ فِي أَعْيَادِهِم القَوْمِيَّة مُنْذ قُرُونٍ كَثِيرَةٍ، وَلَـمْ يُحْدِثُوا فِيهِ عِبَادَة العِيد، وَهُمْ اليَوْم مُجْمِعُونَ عَلَى الاِحْتِفَاءِ بِهِ، وَالِاحْتِفَال بِهِ حُبًّا فِي مُحَمَّدٍ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفَاء لَهُ، وَتَـمَسُّكًا بِشَرِيعَتِهِ، وَإِعْلاَنًا لِلاِرْتِبَاطِ بِسُنَّتِهِ))
[مُحَاضَرَات وَمَقَالاَت الْشَّيْخ الْعَلاَّمَة أَحْمَد حَمَّانِي رَئيِس الْـمَجْلِس الْإِسْلاَمِي الأَعْلَى بِالْجَزَائِر (2/282-284)، عَالَـم الْـمَعْرِفَة الْدَّوْلِيَّة-وَزَارَة الْثَّقَافَة، الْجَزَائِر:2013م].
و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد صلاة و سلاما دائمين مستمرين الى يوم الدين.
-
السيرة الذاتية:
أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني الميلي، ولد بدائرة الميلية ولاية جيجل، في 6 سبتمبر 1915م حفظ كتاب الله وأخذ المبادئ الأولى في الفقه والتوحيد انخرط في صفوف طلبة الشيخ ابن باديس في قسنطينة لمدة 3 سنوات.
ارتحل إلى تونس وانضم إلى طلبة جامع الزيتونة رفقة الشيخ علي المغربي والشيخ المهدي البوعبدلي، وحصل على:
1/ شهادة الأهلية.
2/ شهادة التحصيل.
3/ الشهادة العالمية.
عاد إلى الجزائر في 10 أفريل 1944 ، رغم البحث عليه بتهمة الاتصال بالألمان أثناء الحرب العالمية الثانية ليُعين بعدها مديرا علميا للدراسة والتعليم، وشارك في تكوين أول ثانوية بالجزائر للتعليم العربي الحر في 1946م.
مناصبه:
عينته جمعية العلماء كاتبا على مستوى جميع ولايات الشرق في 1951م، ثم انتخب عضوا في إدارة الجمعية وأسندت له مهمة نائب الكاتب العام، ألقي القبض عليه يوم 11 أوت 1957م في دار الطلبة بالعاصمة، وزُجّ به في السجن لمدة 4 سنوات رغم قسوة التعذيب أنشأ مع إخوانه المجاهدين داخل السجن حركة تعليم منتظم، وبعد اطلاق سراحه عين عضوا في اللجنة المسؤولة عن التعليم في مدينة قسنطينة، ومديرا لمعهد ابن باديس، ثم أستاذا بجامعة الجزائر لمدة 10 سنوات.
في عام 1972م عين رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، عين بعدها في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني من سنة 1983 إلى 1985م.
انتخب رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتولى إدارة جريدة البصائر في سنة 1991م عرف الشيخ بتدخلاته في الإذاعة والتلفزيون.
أبرز مؤلفاته:
*فتاوى الشيخ أحمد حماني.
* الإحرام لقاصدي بيت الله الحرام.
* صراع بين السنة والبدعة أو القصة الكاملة للسّطو بالإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس.
لا يتوفر وصف للصورة.
١٥
تعليق واحد
مشاركتان
مشاركة