السبت، 16 سبتمبر 2023

متى ولد النبي صلى الله عليه وسلم؟!

متى ولد النبي صلى الله عليه وسلم؟
 فقيل: وُلِد في شهر رمضان، وقيل: وُلِد في شهر ربيع الآخر.، وقيل: وُلِد في شهر رجب.، وقيل: وُلِد في شهر صفر.، وقيل: وُلِد في شهر ربيع الأول.

 الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: متى وُلِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

وهل يوم مولده معلوم بالقطع؟

  وإليك الجواب عن السؤال باختصار: إن العلماء والمؤرخين اختلَفوا في تاريخ مولد النبي (صلى الله عليه وسلم).

  فالعلماء اختلفوا في الشهر الذي وُلِد فيه النبي (صلى الله عليه وسلم):   فقيل: وُلِد في شهر رمضان [1].

 وهو قول الزبير بن بكَّار؛ بناءً على أن أوَّل نزول الوحي كان في رمضان بلا خلاف، وكان ذلك على رأس أربعين سنة من عمره، فيكون مولدُه في رمضان [2].

 وقيل: وُلِد في شهر ربيع الآخر [3].

وقيل: وُلِد في شهر رجب [4].

 وقيل: وُلِد في شهر صفر [5].

وقيل: وُلِد في شهر ربيع الأول.   ومَن قال: وُلِد في شهر ربيع الأول - وهم الجمهور [6]

-اختلفوا في اليوم.   فقيل: وُلِد يوم الاثنين من ربيع الأول. وقيل: وُلِد في شهر ربيع من غير تعيين لهذا اليوم. والجمهور على أنه يوم معين منه [7].

   واختلفوا في تعيين اليوم على أقوال:   قيل: وُلِد في الثاني من ربيع الأول. وهذا قول ابن عبدالبر؛ لرواية الواقدي عن أبي معشر نجيح بن عبدالرحمن المدني[8].

   وقيل: في الثامن من ربيع الأول. وهذا قول ابن حزم[9].

   ورواه مالك وعقيل ويونس بن يزيد وغيرهم، عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم، ونقل ابن عبدالبر عن أصحاب التاريخ أنهم صحَّحوه، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجَّحه الحافظ أبو الخطاب ابن دِحْيَة في كتابه: (التنوير في مولد البشير النذير)[10].

   وبه قال أكثر أهل الحديث ومَن لديه دراية بهذا الشأن[11]،

 ورجَّحه من المعاصرين: الألباني[12].  

وقيل: في التاسع من ربيع الأول. ومعتمد هذا القول على تحقيق بعض علماء الفلك[13].

  وقيل: وُلِد في العاشر من ربيع الأول. وهو مرويٌّ عن الشعبي وأبي جعفر الباقر[14].  

 وقيل: في الثاني عشر من ربيع الأول. نصَّ عليه ابن إسحاق، وفيه رواية ابن أبي شيبة عن ابن عباس وجابر، وهو المشهور عند الجمهور[15].

   وقيل: في السابع عشر من ربيع الأول. وهو قول بعض الشِّيعة، وهو قول ضعيف[16].

 وقيل: في الثامن عشر من ربيع الأول[17].  

 وقيل: في الثاني والعشرين من ربيع الأول[18].

 نقله ابنُ دِحْيَة من خط الوزير أبي رافع ابن الحافظ أبي محمد ابن حزم عن أبيه[19].  

 فهذه خمسة أقوال في الاختلاف في شهر الولادة، وثمانية أقوال في الاختلاف في أي يوم من شهر ربيع على قول الجمهور.  

 وهذا يدل على أن الصحابة (رضي الله عنهم) ومَن بعدهم لم يحتفلوا بيوم مولده؛ لأنهم لو كانوا يحتفلون لَحُفِظ يومُ مولده، ولو كان في حِفظ اليوم منفعةٌ دينية تعود على الأمَّة لكانوا أَوْلى الناس بحِفْظِه وبيانه وإظهاره.   ولا ندري مَن يجزم بالقطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم وُلِد في الثاني عشر من ربيع الأول: مِن أين له هذا الجزم والعلماء اختلفوا في الشهر واليوم الذي وُلِد فيه صلى الله عليه وسلم؟!  

 بل الأرجحية من جهة الصنعة الحديثية لليوم الثامن؛ فقد رواه مالك وغيره بالسند الصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم، وهو تابعيٌّ جليل[20]؛

 ولذلك أكثرُ أهل الحديث على ترجيحه، كما سبق وذكرناه.   والله أعلم،،، وبالله التوفيق...

  [1] قال ابن رجب الحنبلي: (روي عن عبدالله بن عمرو بسند لا يصح) لطائف المعارف (صــ 112) طــ (مكتبة الصفا) القاهرة، وانظر: المواهب اللدنية (1/ 140) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[2] البداية والنهاية (2/ 220) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة.

 [3] المواهب اللدنية (1/ 140) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[4] ذكره ابن رجب وقال: (ولا يصح). انظر: لطائف المعارف (صــ 112) طــ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 140) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت. [5] المواهب اللدنية (1/ 140) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[6] البداية والنهاية (2/ 219) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، لطائف المعارف (صــ 122)، طــ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 140) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[7] لطائف المعارف (صــ 122) طــ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 140)، طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[8] البداية والنهاية (2/ 219) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، لطائف المعارف (صــ 122)، طــ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 140) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[9] جوامع السيرة (صـ 11) طـ (دار الكتب العلمية) بيروت ـ لبنان.

 [10] انظر: الاستيعاب، لابن عبدالبر (صـ 28 ــ 29) طـ (دار الأعلام) الأردن، البداية والنهاية (2/ 219) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة.

[11] المواهب اللدنية (1/ 141) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

 [12] صحيح السيرة النبوية، (صـ 13) طـ (المكتبة الإسلامية) عمان ـ الأردن.

[13] ومنهم المحقق الفلكي: (محمود باشا، ت 1320 هـ) وله ترجمة في الأعلام، والأستاذ محمد سليمان المنصور فوري كما ذكر صاحب الرحيق المختوم (صـ 71) طـ (رابطة العالم الإسلامي) الأمانة العامة ـ مكة المكرمة، وانظر كتاب: تقويم الأزمان، للأستاذ عبدالله بن إبراهيم بن محمد السليم، (صـ 143) ط الأولى (1404 هـ) وهذه الاجتهادات الفلكية مبنية على تاريخ الوفاة وغير ذلك.

[14] سير أعلام النبلاء (1/ 29) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، البداية والنهاية (2/ 219)، طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 142) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[15] البداية والنهاية (2/ 219 ــ 220) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، لطائف المعارف (صـ 122)، طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 142) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[16] البداية والنهاية (2/ 220) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 142)، طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

 [17] المواهب اللدنية (1/ 142) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

 [18] لطائف المعارف (صـ 122) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 142)، طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

[19] البداية والنهاية (2/ 220) طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، لطائف المعارف (صـ 122)، طـ (مكتبة الصفا) القاهرة، المواهب اللدنية (1/ 142) طـ (المكتب الإسلامي) بيروت.

 [20] انظر: صحيح السيرة للألباني (صـ 13) طـ (المكتبة الإسلامية) عمان ـ الأردن. ______________________________________

الكاتب: محمد أنور محمد مرسال

رابط المادة: http://iswy.co/e2ddso

متى ولد رسول الله صل الله عليه وسلم ؟!

  اختلف أهل السير والتاريخ في موعد ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم اختلافا عريضا، ومن ذلك كونه ولد ليلا أو نهارا، والرواية التي اعتمد عليها السائل ذكرها السيوطي في (الخصائص الكبرى) فقال: أخرج البيهقي والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر عن عثمان بن أبي العاص قال: حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولدته، قالت: فما شيء أنظر إليه في البيت إلا نور! وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى أني لأقول ليقعن علي، فلما وضعت خرج منها نور أضاء له البيت والدار حتى جعلت لا أرى إلا نورا. اهـ.

وذكر ذلك أيضا ابن سيد الناس في (عيون الأثر) والطبري في تاريخه والماوردي في (أعلام النبوة) والبيهقي في (دلائل النبوة) وابن الجوزي في (المنتظم)، وابن كثير في (السيرة النبوية) والكلاعي في (الاكتفاء). وذكره ابن عبد البر في (الاستيعاب) وابن الأثير في (أسد الغابة) وابن حجر في (الإصابة) ثلاثتهم في ترجمة فاطمة بنت عبد الله أم عثمان بن أبي العاص الثقفي.

وفي هذا خلاف طويل، قال الصالحي في (سبل الهدى والرشاد): قال الحافظ أبو الفضل العراقي في المورد: الصواب أنه صلى الله عليه وسلم ولد في النهار، وهو الذي ذكره أهل السير، وحديث أبي قتادة مصرح به. وروى الأربعة عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار. وجزم به ابن دحية، وصححه الزركشي ... قال ابن دحية: وأما ما روي من تدلي النجوم فضعيف، لاقتضائه أن الولادة كانت ليلا. وقال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا .اهـ.

وأما الإشكال الذي ذكره السائل بخصوص شهر مولده صلى الله عليه وسلم، وكيف يكون الحمل قد حصل في أيام التشريق والولادة في ربيع الأول، فتكون مدة الحمل أربعة أشهر فقط !! فهذا لأن السائل لم يراع الخلاف الحاصل في شهر مولده صلى الله عليه وسلم، فإن من قال: الحمل كان في أيام التشريق. قال: إن الميلاد كان في شهر رمضان. وهذا قول الزبير بن بكار، ونصه: حملت به أمه في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى. وولد بمكة بالدار المعروفة بدار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان اهـ. ذكره عنه ابن عبد البر وابن كثير وابن سيد الناس. وقال السهيلي في (الروض الأنف): ذكر أن مولده كان في ربيع الأول، وهو المعروف، وقال الزبير: كان مولده في رمضان. القول موافق لقول من قال: إن أمه حملت به في أيام التشريق. اهـ.

ونقل الصالحي عن الذهبي قوله في (تاريخ الإسلام): نظرت في أن يكون صلى الله عليه وسلم ولد في ربيع، وأن يكون ذلك في العشرين من نيسان، فرأيته بعيدا من الحساب، يستحيل أن يكون مولده في نيسان إلا أن يكون مولده في رمضان. اهـ.

وقد قيل غير ذلك في شهر الميلاد، فقيل: في صفر. وقيل: في المحرم.

وليس لهذا الخلاف كبير فائدة، ولا يترتب عليه حكم شرعي، ولذلك لم يهتم الصحابة ومن بعدهم من الأئمة بتحرير هذه التواريخ.

 قال محمد الغزالي في (فقه السيرة): لم يمكن المؤرخين تحديد اليوم والشهر والعام الذي ولد فيه على وجه الدقة ... وتحديد يوم الميلاد لا يرتبط به من الناحية الإسلامية شيء ذو بال؟ فالأحفال التي تقام لهذه المناسبة تقليد دنيوي لا صلة له بالشريعة. اهـ.

والله أعلم.

الرد على من يدعي أن رسول الله ﷺ توفى في الثاني عشر من ربيع الأول وأن هناك اجماع عليها !! ؟

 هل توفي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول؟

اشتهر على ألسنة الناس أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم توفي في الثاني عشر من ربيع الأول مستدلين بما ورد في بعض كتب السيرة والتاريخ.
وفي شهر ربيع الأول من كل عام نرى ونسمع منكري الاحتفال بمولد خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم يرددون هذا القول، بل إن بعضهم يجعل من هذا التأريخ محل إجماع للعلماء، ثم يردفون ذلك بقولهم للمحتفلين: كيف تحتفلون بيوم وفاته؟
هنا لست بصدد بيان حكم الاحتفال بمولد خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم، لكنني أريد أن أبيِّنَ أن النَّبيَ صلى الله عليه وآله وسلم يستحيل أن يكون قد توفي في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
وإليكم التفصيل:
أولا: دعوى الإجماع على أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم توفي في هذا التاريخ –أي في الثاني عشر من شهر ربيع الأول – دعوى باطلة غير صحيحة، والعلماء اختلفوا في تاريخ وفاته صلى الله عليه وآله وسلم على أقوال.
القول الأول: توفي صلى الله عليه وآله وسلم في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، قال به ابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وابْنُ الصَّلَاحِ وَالنَّوَوِيُّ وَالذَّهَبِيُّ وابْنُ الْجَوْزِيِّ.
القول الثاني: توفي صلى الله عليه وآله وسلم في الأول من شهر ربيع الأول، جزم به مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، والخوارزمي، وابْنُ زُبَيْرٍ فِي الْوَفَيَاتِ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَارِيخِهِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ.
القول الثالث: توفي صلى الله عليه وآله وسلم في الثاني من شهر ربيع الأول، رواه ابن أبي حاتم عن عن سعيد بن جبير، وبه قَالَ: سُلَيْمَانُ التَّمِيمِيُّ، وَرَوَاهُ أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ أَيْضًا، واختاره أبو مخنف والكلبي، ورواه ابن عساكر عن سعيد بن إبراهيم عن الزهري وعن أبي نعيم الفضل بن دكين ورجحه السهيلي. (1)
ورجحه المقريزي في إمتاع الأسماع (2)
واعتمده الحافظ ابن حجر وذكر أن الآخرين زادوا "عشر" بعد "ثاني" غلطاً منهم.
قال الحافظ ابن حجر: " فَالْمُعْتَمَدُ مَا قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ وَكَأَنَّ سَبَبَ غَلَطِ غَيْرِهِ أَنَّهُمْ قَالُوا مَاتَ فِي ثَانِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فَتَغَيَّرَتْ فَصَارَتْ ثَانِي عَشَرَ وَاسْتَمَرَّ الْوَهْمُ بِذَلِكَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ غَيْرِ تَأَمُّلٍ "(3)
ثانيا: بعد الدراسة والتحقيق يظهر أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم لم يُتَوَفَّ في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وحينئذ لا تَوَافُقَ -على الإطلاق- بين يوم ولادته ووفاته، ويستحيل تاريخياً وتقويمياً أن يكون ( 12) ربيع الأول هو يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولنا دليلان على هذا:
الدليل الأول: قرَّره بعض العلماء القدامى مثل العلامة المحقق أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي من علماء القرن السادس المتوفى عام 581هـ في كتابه الماتع: (الروض الأنف في شرح السيرة النبوية)
وإليك تفصيل هذا الدليل:
ثبت في الصحيح أن رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قد وقف بعَرَفَةَ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَهُوَ التّاسِعُ مِنْ ذِي الْحَجّةِ.(4)
وثبت في الصحيحين كذلك أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ توفي يوم الاثنين(5).
والمفروض أن يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم الاثنين من الشهر نفسه.
ولهذا قال الإمام النووي: (واتفقوا أنه ولد يوم الإثنين في شهر ربيع الأول، وتوفي يوم الإثنين من شهر ربيع الأول).(6)
وإذا علمنا أن يوم عرفة كان في التاسع من شهر ذي الحجة، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسم قد توفي يوم الاثنين، وقمنا بعملية حسابية لجميع الاحتمالات بدءً بيوم عرفة التاسع من ذي الحجة الموافق ليوم الجمعة إلى الثاني عشر من شهر ربيع الأول فلن نجد توافقا بين يوم الاثنين والثاني عشر من شهر ربيع الأول، وهذا يجعل الرأي القائل بأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي في الثاني عشر من شهر ربيع الأول مستحيلا.
وسوف نذكر الاحتمالات بعد الدليل الثاني.
الدليل الثاني: الحسابات التقويمية كلها تؤكد على أن الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 11 للهجرة لا يوافق يوم الاثنين.
واعتمادا على الحسابات التقويمية الرسمية لموقع التقويم الهجري الحالي الرسمي للمملكة العربية السعودية فإن الثاني عشر من شهر ربيع الأول للعام 11 الهجري يوافق يوم السبت ولا يوافق الاثنين، وبهذا يتبين أنه لا توافق على الإطلاق بين يوم ولادته ووفاته.
وبهذا يستحيل من الناحية التاريخية أن يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول هو يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن أراد التثبت فليراجع جداول الاحتمالات المرفقة، ثم ليتأكد أيضا بالرجوع إلى التقويم الهجري المعتمد لدى المملكة العربية السعودية حيث ذكر أن (12 ربيع الأول سنة 11هـ) هو يوم السبت وليس يوم الاثنين، مع أن الثابت في وفاته صلى الله عليه وسلم أنه توفي يوم الاثنين، في شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر بعد الهجرة.
وإليك الاحتمالات الواردة:
الاحتمال الأول: أن يكون شهر ذي الحجة 29 يوما، وشهر محرم 29 يوما، وشهر صفر 29 يوما.
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الخميس.
شهر محرم بدأ بيوم الجمعة وانتهى بيوم الجمعة
شهر صفر بدأ بالسبت وانتهى بالسبت
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الأحد.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم الخميس وليس يوم الاثنين.
الاحتمال الثاني: يكون شهر ذي الحجة 29 يوما، وشهر محرم 29 يوما، وشهر صفر 30 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الخميس.
شهر محرم بدأ بيوم الجمعة وانتهى بيوم الجمعة
شهر صفر بدأ بيوم السبت وانتهى بيوم الأحد
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الاثنين.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم الجمعة وليس يوم الاثنين.
الاحتمال الثالث: يكون شهر ذي الحجة 29 يوما، وشهر محرم 30 يوما، وشهر صفر 29 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الخميس.
شهر محرم بدأ بيوم الجمعة وانتهى بيوم السبت
شهر صفر بدأ بيوم الأحد وانتهى بيوم الأحد
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الاثنين.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم الجمعة وليس يوم الاثنين.
الاحتمال الرابع: يكون شهر ذي الحجة 29 يوما، وشهر محرم 30 يوما، وشهر صفر 30 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الخميس.
شهر محرم بدأ بيوم الجمعة وانتهى بيوم السبت
شهر صفر بدأ بيوم الأحد وانتهى بيوم الاثنين
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الثلاثاء.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم السبت وليس يوم الاثنين.
الاحتمال الخامس: يكون شهر ذي الحجة 30 يوما، وشهر محرم 29 يوما، وشهر صفر 29 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الجمعة.
شهر محرم بدأ بيوم السبت وانتهى بيوم السبت
شهر صفر بدأ بيوم الأحد وانتهى بيوم الأحد.
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الاثنين.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم الجمعة وليس يوم الاثنين.
الاحتمال السادس: يكون شهر ذي الحجة 30 يوما، وشهر محرم 29 يوما، وشهر صفر 30 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الجمعة.
شهر محرم بدأ بيوم السبت وانتهى بيوم السبت.
شهر صفر بدأ بيوم الأحد وانتهى بيوم الاثنين.
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الثلاثاء.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم السبت وليس يوم الاثنين.
الاحتمال السابع: يكون شهر ذي الحجة 30 يوما، وشهر محرم 30 يوما، وشهر صفر 29 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الجمعة.
شهر محرم بدأ بيوم السبت وانتهى بيوم الأحد.
شهر صفر بدأ بيوم الاثنين وانتهى بيوم الأحد.
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الاثنين.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم الجمعة وليس يوم الاثنين.
الاحتمال الثامن: يكون شهر ذي الحجة 30 يوما، وشهر محرم 30 يوما، وشهر صفر 30 يوما
فتكون النتيجة كالآتي:
شهر ذي الحجة بدأ بيوم الخميس وانتهى بيوم الجمعة.
شهر محرم بدأ بيوم السبت وانتهى بيوم الأحد.
شهر صفر بدأ بيوم الاثنين وانتهى بيوم الاثنين.
شهر ربيع الأول بدأ بيوم الثلاثاء.
وعلى هذا يكون الثاني عشر من شهر ربيع الأول موافقا ليوم السبت وليس يوم الاثنين.
وبهذا يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما توفي في الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
الهوامش:
المصادر:
(1) قال ابن أبي حاتم: وبه عن سعيد بن جبير ، قال : آخر ما نزل من القرآن كله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت يعني : توفى كل نفس ، يعني برا أو فاجرا . وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال ، ثم مات يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول.
تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ)، المحقق: أسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية، الطبعة: الثالثة - 1419 هـ: 2/ 554
ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَتْ وَفَاتُهُ الْيَوْمَ الْعَاشِرَ –أي من مرضه- يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
دلائل النبوة، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، المحقق: د. عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، الطبعة: الأولى - 1408 هـ - 1988 م: 7/ 234.
وينظر الأقوال المذكورة في:
الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (المتوفى: 581هـ)، المحقق: عمر عبد السلام السلامي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1421هـ/ 2000م: 7/ 577-578.
والمختصر الكبير في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم، ابن جماعة الكناني، عز الدين (المتوفى: 767هـ)، المحقق: سامي مكي العاني، دار البشير – عمان، الطبعة: الأولى، 1993م: 148-149.
وفتح الباري شرح صحيح البخاري، أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار المعرفة - بيروت، 1379هـ، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب: 8/129.
والسيرة النبوية (من البداية والنهاية لابن كثير)، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان، عام 1395 هـ - 1976 م: 4/506.
وتاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، حسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري (المتوفى: 966هـ)، دار صادر – بيروت: 2/161.
وجمع الوسائل في شرح الشمائل، علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (المتوفى : 1014هـ)، المطبعة الشرفية - مصر ، طبع على نفقة مصطفى البابي الحلبي وإخوته: 2/202.
(2) إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ)، المحقق: محمد عبد الحميد النميسي، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 1999 م: 14/412.
(3) فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني: 8/129.
(4) فقد روى البخاري في صحيحيه عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب ، أن رجلا ، من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم تقرءونها ، لو علينا معشر اليهود نزلت ، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا . قال : أي آية ؟ قال : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا قال عمر : " قد عرفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو قائم بعرفة يوم جمعة".صحيح البخاري - كتاب الإيمان، باب زيادة الإيمان ونقصانه - حديث:‏45‏
(5) فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن المسلمين بينا هم في الفجر يوم الاثنين ، وأبو بكر رضي الله عنه يصلي بهم ، " ففجئهم النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة رضي الله عنها فنظر إليهم وهم صفوف ، فتبسم يضحك " فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة ، وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ، فرحا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين رأوه ، فأشار بيده : " أن أتموا ، ثم دخل الحجرة ، وأرخى الستر " ، وتوفي ذلك اليوم. صحيح البخاري - كتاب الجمعة، أبواب العمل في الصلاة - باب من رجع القهقرى في صلاته ، حديث:‏1162‏، وصحيح مسلم - كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر - حديث:‏665‏.
وفي صحيح البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه سألها لمّا حضرته الوفاة: في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : " يوم الاثنين". صحيح البخاري - كتاب الجنائز، باب موت يوم الاثنين - حديث:‏1332‏
(6) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ)، دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثانية، 1392هـ: 15/100.
(7) موقع التقويم الهجري الرسمي للمملكة العربية السعودية
أخوكم:
د.عثمان محمد غريب
جامعة صلاح الدين-أربيل
24- ربيع الأول-1443هـ
30-10-2021م
وإليكم الجداول الكاملة لجميع الاحتمالات:



---------------- ------------------ انتهى المقال أخي الكريم : لم يثبت مطلقا ان وفاته في نفس اليوم كما قرأت - ولو فرضا جدلا ما تدعون.. فنحن مأمورون ان نظهر الفرح والسرور لا ان نظهر الحزن ... لذلك حرم اهل السنة ما يفعله بعض فرق الشيعة (الشيرازية) من مأتم في موت الحسين عليه السلام وما يتخلله من منكرات مثل لطم وشق واسالة دماء وادعاء حبهم للحسين في ذلك!! ... قد قال ابن رجب رحمه الله - في كتاب اللطائف - : في ذم الرافضة حيث اتخذوا يوم عاشوراء مأتما لأجل قتل الحسين: لم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتما، فكيف ممن هو دونهم؟! قال الجلال الحافظ السيوطي رحمه الله : أولا: إن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم والصبر والسكون والكتم عند المصائب [مثال] : وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا بغيره بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته..








































- لمن يريد أن يطلع اكثر على أدلة المجيزين للإحتفال بالمولد النبوي لينقر على هذا الهاشتاك #سلسة_ردود_على_شبهات_حول_المولد
صفحتنا على الفيس بوك مقالات ذات الصلة : إجماع العلماء وإجماع الأمة على الإحتفال بالمولد النبوي الشريف وكذلك من أقوال الرحالة والمؤرخين وعمل سلاطين المسلمين.