أثرُ خروجِ الدَّمِ على الوضوءِ
هل خروجُ الدم يبطل الوضوءَ أم لا ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
خروج الدم إما أن يكون من أحد السبيلين، أو يكون من بقية الجسم، فإن كان من أحد السبيلين، فهو نجسٌ، ناقضٌ للوضوء، ولا يعفى كذلك عن يسيره، في قول جمع كبير من أهل العلم.
أما إن كان الدم خارجا من بقية البدن، فقد ذهب المالكية والشافعية إلى أن الدم لا ينقض الوضوء، وذهب الحنفية إلى كونه ينقض الوضوء مطلقا، وذهب الحنابلة إلى أن كثيره ينقض الوضوء، دون قليله، والأرجح هو مذهب المالكية والشافعية، فإنه لا دليل على كون الدم الخارج من غير السبيلين من البدن ينقض الوضوء، والأصل بقاء الطهارة، حتى يقوم الدليل على نقضها ، بل قام الدليل على خلافه، فقد علق البخاري عن الحسن رحمه الله قال: "ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم" ، وقد وصل هذا الأثر ابن أبي شيبة بإسناد صحيح ، وقد طعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر رضي الله عنه ثلاث طعنات، فاستمر في صلاته، ودمه يثعُب. أخرجه مالك في الموطأ.
وإن احتاط الشخص وتوضأ، كان أفضل، سيما إن كان الخارج كثيرا، ويتأكد هذا في الصلاة، حيث ذهب جمهور أهل العلم إلى نجاسة الدم، وحينئذ فإن الشخص لو لم يخرج لنقض الوضوء لخرج لكونه تلطخ بدم نجس، ويجب غسله.
والله الموفق