السبت، 26 مارس 2022

هل يجوز قراءة القرآن للجنب سواء رجل أو امرأة؟

 هل يجوز قراءة القرآن للجنب سواء رجل أو امرأة؟


الجواب:
أولا: ذهب جمهور الفقهاء (ومنهم الأئمة الأربعة) إلى عدم جواز قراءة الجنب للقرآن، وذهب الظاهرية إلى جواز ذلك.
---------------
ثانيا: القول الراجح هو قول الظاهرية وهو جواز قراءة الجنب للقرآن..
والدليل على ذلك حديث (مسلم): (كان النبي يذكر الله على كل أحيانه) والقرآن أشرف الذكر، والحديث واضح أنه يجوز للمسلم الذكر (ومنه القرآن) على كل أحيانه..
وهو اختيار العلامة (الألباني).
---------------
ثالثا: حديث (كان النبي لا يحجزه عن القرآن شيء إلا الجنابة) حديث ضعيف على الراجح كما قال الجمهور واختاره العلامة (الألباني)..
كما أن الحديث دلالته غير واضحة في تحريم قراءة القرآن للجنب لأن النبي قد يترك تلاوة القرآن في حال الجنابة من باب الأكمل والأحسن وليس لأنه حرام.
---------------
الخلاصة: يجوز للمسلم قراءة القرآن وهو جنب، ولا يمنع المسلم من قراءة القرآن، بل له أن يقرأ القرآن على كل أحيانه.

هل لابد للمسلم من إتباع مذهب من المذاهب الإسلامية أم يأخذ من الكتاب والسنة ويترك المذاهب أم هناك تفصيل؟

 ((إتباع مذهب من المذاهب))


السؤال/ هل لابد للمسلم من إتباع مذهب من المذاهب الإسلامية أم يأخذ من الكتاب والسنة ويترك المذاهب أم هناك تفصيل؟
الجواب/
أ- إن حصلت للمسلم كفاءة الاستنباط من الآية والحديث وفهم المراد من مدلولها وتمكن من معرفة الخاص والعام، والعام المخصص، والناسخ والمنسوخ، ومعرفة المجمل من المبين، والمحكم من المتشابه، وتمكن من التوفيق بين ما ظاهره التعارض وبين النصوص جاز له اخذ الأحكام من الكتاب والسنة دون اللجوء إلى أقوال المذهب والفقهاء.
وذلك بأن يتصف بالصفات الاتية:
1 – معرفة اللغة العربية من نحو أو صرف؛ لأنهما الأساس في فهم الألفاظ.
2 – معرفة الآراء التي قيلت في هذه الآية أو هذا الحديث.
3 – معرفة بالقواعد الأصولية.
4 – معرفة آيات الأحكام وأحاديثها.
5 – ذو تقوى وأمانة ومخافة من الله تعالى.
والا فمن الظلم والحيف أن يتطاول إنسان لا يحسن قراءة نص الآية لفظا ولا يجيد قراءة نص الحديث باسلوبه النحوي على الفقهاء والمذاهب التي عاشت في عصور كانت اللغة العربية سجية لألسنتهم وقريبة من عصر الرسالة.
ب – وان لم يتصف بالأوصاف السابقة ولم تكن له الكفاءة المذكورة وجب عليه أن يقلد مذهبا من المذاهب. ومن الخطأ أيضا أن نسحب معنى الآية الكريمة وهي قوله تعالى(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)(التوبة: من الآية31) على الفقهاء؛ إذ القياس مع الفارق فقد كان الأحبار لليهود والرهبان للنصارى يشرعون لقومهم أحكاما لا تحتملها نصوص التوراة ولا الإنجيل فيشرعونها لقومهم فيتبعونهم مع معرفة أنها مخالفة لحكم الله فكأنهم جعلوهم مثل الله تعالى في تشريع الأحكام. أما المذاهب فإنهم لم يكونوا مشرعين بل موضحين ومبينين مدلول الآية والحديث ومعانيهما حيث أخضعوا المسائل المستخدمة لتلك المدلولات وأدخلوا كل جزئية تحدث تحت قاعدة من قواعد الإسلام التي يعجز عنها من لم يتصف بأوصافهم. وما مثل المذهب والمقلد له إلا كمثل رجلين أحدهما يتمتع ببصر حاد ويعرف منزلة الهلال أول ليلة من الشهر والأخر له بصر ضعيف ولا يعرف منزلة الهلال، فينظر الأول فيرى الهلال والثاني لا يراه فيشير له الأول إلى مكانه من السماء فينظر إليه فيتوصل إلى معرفته بواسطة البصر الحاد. وهنا المذهب له من القدرة والكفاءة ما يميز بها بين الظاهر والمؤول وبين الناسخ والمنسوخ ويقيم النص في ضوء ضوابط اللغة فيستخرج الحكم ويمليه شفاها أو كناية لمن ليس له قدرة وكفاءة.فلم يشرعوا ما هو مخالف للدين ولم يأمروا الناس بإتباعهم ليكونوا أربابا من دون الله وإنما بحثوا في إطار ما شرعه الشارع الحكيم.